سبب تسمية الفاتحة أم الكتاب (١)
المباركفورى
وسميت أى الفاتحة بها أى بأم الكتاب لاحتوائها واشتمالها على ما فى القرآن إجمالا أو المراد بالأم الأصل فهى أصل قواعد القرآن ويدور عليها أحكام الإيمان (٢)
الدراسة
قال الإمام البخارى فى صحيحه باب ما جاء فى فاتحة الكتاب وسميت أم الكتاب لانه يبدأ بكتابتها فى المصاحف ويبدأ بقراءتها فى الصلاة (٣) ٠
قال الحافظ هو كلام أبى عبيدة (٤) فى أول مجاز القران لكن لفظه : ولسور القرآن أسماء منها أن الحمد لله تسمى أم الكتاب لأنه يبدأ بها فى أول القرآن وتعاد قراءتها فيقرأ بها فى كل ركعة قبل السورة ويقال لها فاتحة الكتاب لانه يفتتح بها فى المصاحف فتكتب قبل الجميع ٠
وقال غيره سميت أم الكتاب لأن أم الشىء ابتداؤه وأصله ومنه سميت مكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها ٠
وقيل سميت أم القرآن لاشتمالها على المعانى التى فى القرآن من الثناء على الله والتعبد بالأمر والنهى والوعد والوعيد وعلى ما فيها من ذكر الذات والصفات والفعل واشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد والمعاش (٥)
قلت : كل ما قيل فى سبب لتسمية اجتهادات ظنية شكر الله لأصحابها.... لكن لو كان اسم كل سورة موضوعا لها تبعا للموضوعات التى تعالجها، أو كان تبعا لطائفة تتحدث السورة عنها، أو كان تبعا للفظ يتكرر فيها ما كان لتسمية الفاتحة بأم الكتاب وجها ٠
وليس اشتمال الفاتحة – كما قيل – على ما فى القرآن إجمالا سببا كافيا لتسميتها " أم الكتاب " لأن هناك سورا كثيرة اشتملت على اكثر مما اشتملت عليه الفاتحة بل وتزيد عليها بشىء من التفصيل ٠
(١)أصل هذه التسميةحديث رسول الله صلى الله عليه وسلمماأ نزل الله فى التوراة والانجيل مثل أم القرآن وهى السبع المثانى وهى مقسومة بينى وبين عبدىولعبدى ما سأل أخرجه الترمذى فى تفسير سورة الحجر عن أبى هريرة وأبى ابن كعب رقم٣٣٣١
(٢)تحفة الاحوذى(٨/١٧٩)