- التمهيد -
مما لا شك فيه، أن القراءات القرآنية انتشرت بشكل كبير في مشارق الأرض ومغاربها، وكان للملكة العربية السعودية دور ريادي في هذا الشأن، إذ إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية (١) له جهود عظيمة يشهد لها الجميع يشاركُه في ذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جميع أنحاء بلاد الحرمين الشريفين، ولبلاد مصر أيضًا دور مميَّز في إقراء القراءات القرآنية وتعليمها وافتتاح المعاهد والكليات المتخصصة في ذلك.
لمحة عن تاريخ القراءات القرآنية في مصر:
جاء في ترجمة الإمام أبي القاسم الشاطبي(٢) - ت٥٩٠هـ، أنهُ نظم قصيدتيه اللامية والرائية في القاهرة(٣).
... بل إِن الإمام المُحقِّق ابن الجزري ت - ٨٣٣هـ يرحمُهُ الله عندما دخل القاهرة، ازدحمت عليه الخلقُ فلم يتَّسعُ وقتُه لإقراء الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يُعيدونها دفعة واحدة، فلم يكتفِ بقراءته(٤).

(١) افتُتح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية شهر صفر - سنة ١٤٠٥هـ - الموافق ٣٠ أكتوبر سنة ١٩٨٤م.
... ينظر: تطور كتاب المصحف الشريف وطباعته - أ. د. محمد سالم العوفي - ص(٧٢).
(٢) هو الإمام القاسم بن خلف بن أحمد أبومحمد الشاطبي الرُّعيني، الضرير، صاحب حرز الأماني، قرأ القراءات على أبي عبدالله محمد بن أبي العاص النفزي، وعلي ابن عاشر وغيرهما، وقرأ عليه الإمام السخاوي، وأبوعبدالله القرطبي، وغيرهم كثير توفي سنة ٥٩٠هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (٣/١١١٠)، غاية النهاية (٢/٢٠-٢٣).
(٣) ينظر: غاية النهاية في طبقات القراء - لابن الجزري (٢/٣١-٣٢).
(٤) الإتقان في علوم القرآن - للإمام السيوطي (١/١٣١).


الصفحة التالية
Icon