ابْنُ كَثِيرٍ يَحْكِي لَكَ عَنِ " السِّرْدَابِ "
قال ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (١/١٧٧) :
وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذاك هوس في الرؤوس، وهذيان في النفوس، لا حقيقة له، ولا عين، ولا أثر. ا. هـ.
وقال أيضا (٩/٥٠) :
وقد ذهب طائفة من الرافضة إلى إمامته - يعني محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية - وأنه ينتظر خروجه في آخر الزمان، كما ينتظر طائفة أخرى منهم الحسن بن محمد العسكري، الذي يخرج في زعمهم من سرداب سامراً، وهذا من خرافاتهم وهذيانهم وجهلهم وضلالهم وترهاتهم. ا. هـ.
وقال في ترجمة أبي السعادات الحلي (١٣/٥١-٥٢) :
التاجر البغدادي الرافضي، كان في كل جمعة يلبس لأمة الحرب ويقف خلف باب داره، والباب مجاف عليه، والناس في صلاة الجمعة، وهو ينتظر أن يخرج صاحب الزمان من سرداب سامرا - يعني محمد بن الحسن العسكري - ليميل بسيفه في الناس نصرة للمهدي. ا. هـ.
وقال أيضا (٦/٢٢١) :
منهم أيضاً بالنص على كونه من أهل البيت واسمه محمد بن عبد الله وليس بالمنتظر في سرداب سامرا فإنَّ ذاك ليس بموجود بالكلِّية وإنما ينتظره الجهلة من الرَّوافض ا. هـ.
وقال أيضا (٦/٢٧٨) :
وآخرهم في زعمهم المهدي المنتظر في زعمهم بسرداب سامرا وليس له وجود، ولا عين، ولا أثر. ا. هـ.
وقال في تفسيره عند قوله تعالى :" وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا " [ المائدة : ١٢ ] :
البحر الميت هل هو مقر قوم لوط ؟؟
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل منطقة البحر الميت أو الغور في الأردن هي موقع قوم لوط وهل هناك دليل قطعي على ذلك؟
وهل يجوز أن نذهب ونجلس في مثل هذه المواقع وكذلك نستطيع أن نصلي فيها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله كل خير ومع جزيل الشكر
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أرسل الله جل وعلا لوطاً عليه السلام إلى قومه، وكانوا يسكنون سدوم وعمورة. قال تعالى: (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الصافات: ١٣٣-١٣٨].
وقال تعالى: (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) [الحجر: ٦٧].
جاء في تفسير الجلالين، وأهل مدينة سدوم هم قوم لوط..
وقال ابن كثير : فبعثه الله إلى أهل سدوم، وما حولها من القرى يدعوهم إلى الله عز وجل، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم والمحارم، والفواحش التي اخترعوها لم يسبقهم أحد من بني آدم، ولا غيرهم. أ. هـ.
قال تعالى :(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا) [هود: ٨٢].
قال ابن كثير وغيره (جعلنا عاليها) وهي سدوم (سافلها)، وقال في تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) [الحجر: ٧٦].
أي وإن قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري، والمعنوي، والقذف بالحجارة حتى صارت بحيرة منتنة خبيثة بطريق مَهْيَع مسالكه مستمرة إلى اليوم.
تفسير قوله تعالى ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ (
لقد اختلف اهل العلم في تفسير هذه الآية على قولين :
١ - أن المقصود الكتاب الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة.
٢ - أن المقصود القرآن لا يمسه إلا الطاهر أما المحدث حدثا أكبر أو أصغر على خلاف بين أهل العلم فإنه لا يمسه.
وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية في " شرح العمدة (١/٣٨٤) القول الأول، فقال :
والصحيح اللوح المحفوظ الذي في السماء مراد من هذه الآية وكذلك الملائكة مرادون من قوله المهطرون لوجوه :
أحدهما : إن هذا تفسير جماهير السلف من الصحابة ومن بعدهم حتى الفقهاء الذين قالوا : لا يمس القرآن إلا طاهر من أئمة المذاهب صرحوا بذلك وشبهوا هذه الآية بقوله :" كَلَّا إِنَّهَا. تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : ١١ - ١٦].
وثانيها : أنه أخبر أن القرآن جميعه في كتاب، وحين نزلت هذه الآية لم يكن نزل إلا بعض المكي منه، ولم يجمع جميعه في المصحف إلا بعد وفاة النبي ﷺ.
وثالثها : أنه قال :" فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ " [ الواقعة : ٧٨]، والمكنون : المصون المحرر الذي لا تناله أيدي المضلين ؛ فهذه صفة اللوح المحفوظ.
ورابعها : أن قوله :" لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة : ٧٩]، صفة للكتاب، ولو كان معناها الأمر، لم يصح الوصف بها، وإنما يوصف بالجملة الخبرية.
وخامسها : أنه لو كان معنى الكلام الأمر لقيل : فلا يمسه لتوسط الأمر بما قبله.
تفسير معنى قوله تعالى :" بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم "
ما تفسير هذه الآية ؟
قال الله تعالى في سورة العنكبوت (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون. بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم...) الأيتان من سورة العنكبوت ٤٨ و ٤٩
قرأت تفسير معنى قوله تعالى (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم..) ولم أستطع فهم ما رجحه الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره..
هل المقصود بـ(أوتوا العلم) هم علماء المسلمين الذين وفقهم الله لحفظ كتابه العزيز في صدورهم أم علماء أهل الكتاب
الجواب :
الأخ عبدالله القرشي حفظه الله
بداية أقول جزاك الله خيرا على حسن ظنك بي وأسأل الله أن يجعلنا خيرا مما يظنون وليتك عممت ولم تخصص فإن في المنبر من طلبة العلم الذين تجد عندهم الجواب الشافي إن شاء الله تعالى.
أما جواب السؤال فأقول وبالله التوقيق :
قال القرطبي في تفسيره (١٣/٣٥٤) :
قوله تعالى " بل هو آيات بينات " يعني القرآن قاله الحسن
وزعم الفراء في قراءة عبدالله بل هي آيات بينات المعنى بل آيات القرآن آيات بينات قال الحسن ومثله هذا بصائر ولو كانت هذه لجاز نظيره هذه رحمة من ربي
قال الحسن أعطيت هذه الأمة الحفظ وكان من قبلها لا يقرءون كتابهم إلا نظرا فإذا أطبقوه لم يحفظوا ما فيه إلا النبيون
فقال كعب في صفة هذه الأمة إنهم حكماء علماء وهم في الفقه أنبياء
" في صدور الذين أوتوا العلم " أي ليس هذا القرآن كما يقوله المبطلون من أنه سحر أو شعر ولكنه علامات ودلائل يعرف بها دين الله وأحكامه وهي كذلك
" في صدور الذين أوتوا العلم " وهم أصحاب محمد ﷺ والمؤمنون به يحفظونه ويقرءونه ووصفهم بالعلم لأنهم ميزوا بأفهامهم بين كلام الله وكلام البشر والشياطين
سؤال حول الأحرف المقطعة في القرآن ؟
عندي سؤال مهم جداً وأريد الإجابة عليه فورا لان بيني وبين رافضي مشادة حول ان (( طه )) و (( يس )) من أسماء النبي صلى عليه وسلم هل هذا الكلام صحيح وذكر في التفاسير وما يكون تفسير الكافي هذا... وجزاكم الله خير
الجواب :
أخي
ما سألت عنه - أي " طه " و " يس " - هي أحرف مقطعة مثلها مثل " ألم " و " حم " وغيرها من الأحرف المقطعة التي ورد ذكرها في كتاب الله.
قال ابن كثير عند سرده للأقوال في معنى الحروف المقطعة :... وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ إِنَّمَا ذُكِرَتْ هَذِهِ الْحُرُوف فِي أَوَائِل السُّوَر الَّتِي ذُكِرَتْ فِيهَا بَيَانًا لِإِعْجَازِ الْقُرْآن وَأَنَّ الْخَلْق عَاجِزُونَ عَنْ مُعَارَضَته بِمِثْلِهِ هَذَا مَعَ أَنَّهُ مُرَكَّب مِنْ هَذِهِ الْحُرُوف الْمُقَطَّعَة الَّتِي يَتَخَاطَبُونَ بِهَا وَقَدْ حَكَى هَذَا الْمَذْهَب الرَّازِيّ فِي تَفْسِيره عَنْ الْمُبَرِّد وَجَمْع مِنْ الْمُحَقِّقِينَ وَحَكَى الْقُرْطُبِيّ عَنْ الْفَرَّاء وَقُطْرُب نَحْو هَذَا وَقَرَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي كَشَّافه وَنَصَرَهُ أَتَمَّ نَصْر وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّيْخ الْإِمَام الْعَلَّامَة أَبُو الْعَبَّاس اِبْن تَيْمِيَة وَشَيْخنَا الْحَافِظ الْمُجْتَهِد أَبُو الْحَجَّاج الْمِزِّيّ وَحَكَاهُ لِي عَنْ اِبْن تَيْمِيَة.
سؤالٌ وجوابٌ عن تفسيرِ قولهِ تعالى :
" وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ "
السؤال :
قرأت في تفسير عماد الدين أبي الفداء الإمام إسماعيل بن عمر بن كثير عليه رحمات الله عند تفسير قوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) في سورة الأنبياء الآية ١٠٧ قوله :(... فإن قيل : فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن عباس في قوله : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. قال : من آمن بالله واليوم الآخر، كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله، عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف. الطبري ١٨/٥٥٢ )
فما تعليقك على ذلك ؟
الجواب :
ما نقلتَه من كلام ابن كثير فالجواب عليه ما يلي :
أولاً : بعد الرجوع إلى سند الرواية عن ابن عباس في " تفسير ابن جرير " فهي كما يلي :
١ - حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن شَاهِين، قَالَ : ثَنَا إِسْحَاق بْن يُوسُف الْأَزْرَق، عَنْ الْمَسْعُودِيّ، عَنْ رَجُل يُقَال لَهُ سَعِيد، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر، عَنْ اِبْن عَبَّاس، فِي قَوْل اللَّه فِي كِتَابه :" وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ " قَالَ : مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر كَتَبَ لَهُ الرَّحْمَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَرَسُوله عُوفِيَ مِمَّا أَصَابَ الْأُمَم مِنْ الْخَسْف وَالْقَذْف.
٢ - حَدَّثَنَا الْقَاسِم، قَالَ : ثنا الْحُسَيْن، قَالَ : ثنا عِيسَى بْن يُونُس، عَنْ الْمَسْعُودِيّ، عَنْ أَبِي سَعِيد، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر به.
٣ - وقال ابن كثير في " تفسيره " : وَهَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث الْمَسْعُودِيّ عَنْ أَبِي سَعْد وَهُوَ سَعِيد بْن الْمَرْزُبَان الْبَقَّال عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ.
فائدة : لِم قُدم المغضوب عليهم على الضالين ؟
قال الإمام ابن القيم في " بدائع الفوائد " (٢/٤٧) :
وأما المسألة الثالثة عشرة :
وهو تقديم المغضوب عليهم على الضالين فلوجوه :
أحدها : أنهم متقدمون عليهم بالزمان.
الثاني : أنهم كانوا هم الذين يلون النبي من أهل الكتابين فإنهم كانوا جيرانه في المدينة، والنصارى كانت ديارهم نائية عنه، ولهذا تجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن الكريم أكثر من خطاب النصارى، كما في سورة البقرة والمائدة وآل عمران وغيرها من السور.
الثالث : أن اليهود أغلظ كفرا من النصارى، ولهذا كان الغضب أخص بهم واللعنة والعقوبة، فإن كفرهم عن عناد وبغي كما تقدم، فالتحذير من سبيلهم والبعد منها أحق وأهم بالتقديم، وليس عقوبة من جهل كعقوبة من علم.
الرابع : وهو أحسنها أنه تقدم ذكر المنعم عليهم والغضب ضد الإنعام، والسورة هي السبع المثاني التي يذكر فيها الشيء ومقابله، فذكر المغضوب عليهم مع المنعم عليهم فيه من الإزدواج والمقابلة ما ليس في تقديم الضالين، فقولك :" الناس منعَمٌ عليه ومغضوب عليه فكن من المنعم عليهم "، أحسن من قولك : مُنْعَمٌ عليه وضالٌّ. ا. هـ.
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف ؟ !!!
قال احمد الخزاعي
الحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبلينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
قال الحاكم: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق أنه أصحهما قول الله عز وجل وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون الآيات فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال :
ثم نزل رسول الله ﷺ بأعرابي فأكرمه
فقال له رسول الله ﷺ : تعهدنا ائتنا. فأتاه الأعرابي
فقال له رسول الله ﷺ : ما حاجتك فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي – هكذا في المستدرك وفي ابن حبان ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي –
فقال رسول الله ﷺ : عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل
فقال له أصحابه : ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله
فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق
فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟
قال فقال له علماء بني إسرائيل: إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا
فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف ؟
فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل.
فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف
قالت: لا والله حتى تعطيني حكمي
فقال لها: ما حكمك
قالت : حكمي أن أكون معك في الجنة. فكأنه كره ذلك
قال فقيل له: أعطها حكمها فأعطاها حكمها- في رواية ابن حبان فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها - فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت : لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا
قالت : لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار }
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
ورواه ابن حبان
فوائد من القصة
قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا
الحمد لله وبعد ؛
قصتنا عن نبي من الأنبياء وهو موسى عليه السلام قص الله علينا من خبره في سورة القصص فقال تعالى :" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ. فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ. فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ. قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ. قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ. [ القصص : ٢٣ - ٢٨].
عند كثير من الناس أن الرجل الذي أراد أن يزوج موسى إحدى ابنتيه هو شعيب، فهل هذا صحيح ؟
نقل ابن جرير الطبري – رحمه الله – في تفسيره (١٠/٦٠) الأقوال في من هو الرجل الذي عمل عنده موسى فقال :
... وأما أبوهما ففي اسمه اختلاف فقال بعضهم : كان اسمه يثرون...
وقال آخرون : بل اسمه يثرى.
وقال آخرون بل اسمه شعيب وقالوا : هو شعيب النبي عليه السلام.
لماذا نسمع بعض القراء يكبرون عقب سورة الأضحى ؟
الحمد لله وبعد ؛
كثيرا ما نسمعُ من بعضِ القراءِ في بعضِ إذاعاتِ القرآنِ الكريِم وغيرِها ترديدهم للتكبير والتهليل عقب سورة الأضحى.
فما هو الأصل في هذا الترديد ؟
١ – الأصل الذي بناه القراء لهذا الترديد :
لقد بنى القراء هذا الترديد على حديث رواه الحاكم في المستدرك (٣/٣٠٤) فقال :
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري الإمام بمكة في المسجد الحرام، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ، ثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال : سمعت عكرمة بن سليمان يقول : قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت " وَالضُّحَى " قال لي : كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، واخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي ﷺ أمره بذلك.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي بقوله : البزي قد تكلم فيه.
وأورده الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الضحى (٨/٤٢٣) فقال :
روينا من طريق أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال : قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين، وشبل بن عباد فلما بلغت " وَالضُّحَى " قالا لي : كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي أنه قرأ على رسول الله ﷺ فأمره بذلك.
٢ - بيان علة الحديث :
وهذا الحديث في إسناده أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ، وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل في الرجل :
ما المراد ب"التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" ؟
أخي أخ مسلم.
قال الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " ( ص ٣٨٩ - ٣٩٠ ) :
١ - التفسير الموضوعي للقرآن :
وهو الاعتناء بدراسة الموضوعات القرآنية على غير الصورة التقليدية في التفسير، وإنما بالنظر إلى الأبواب، كدراسة : الإيمان والكفر والنفاق في القرآن، الأخلاق في القرآن، الربا في القرآن، وهكذا.
وهذا أسلوب عصري، لم يكن شائعا في تصانيف السابقين على سبيل الإفراد بالتأليف، إنما كانوا يراعون تتبع المصطلح القرآني من حيث الجملة.
وهو مع حداثته، فإنه لا مانع منه ولا حرج فيه، بشرط التزام المنهج المعتبر في التفسير. ا. هـ.
رابط الموضوع
http://alsaha.fares.net/sahat؟١٤@١٧٣.GwBpbhDdWNA^٢٨@.ef١٢b٣d/٠
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
من المقصود بقوله تعالى :" فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا صَالِحاً... الآية " ؟؟
الحمد لله وبعد ؛
قال تعالى :" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ. (الأعراف : ١٨٩-١٩٠).
لقد وردت قصة تبين أن المراد بالآيات الآنفة الذكر آدم وحواء وأنهما وقعا في الشرك.
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولادا فيعبدهم لله ويسميه : عبدالله وعبيدالله ونحو ذلك فيصيبهم الموت فأتاها إبليس وآدم فقال : إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه به لعاش قال : فولدت له رجلا فسماه " عبد الحارث ففيه أنزل الله، يقول الله :" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " إلى قوله :" جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا... إلى آخر الآية.
وهذا الأثر ورد بعدة ألفاظ وجميع هذه الآثار في أسانيدها مقال، إلى جانب أنه مأخوذ من أهل الكتاب، وابن عباس يروي عن أهل الكتاب كما هو معلوم.
قال ابن كثير في تفسيره (٣/٦٣٦) : وكأنه – والله أعلم – مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم. ا. هـ.
وقال أيضا : وهذه الآثار يظهر عليها – والله أعلم – أنها من لآثار أهل الكتاب... ا. هـ.
وورد حديث عن سمرة عن النبي ﷺ قال : لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبدالحارث فعاش. وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره.
هل " السجلُ " أحدُ كتَّابِ النبي ﷺ ؟؟؟
الحمد لله وبعد ؛
هذا بحث عن اسم ورد في كتاب الله جل وعلا وهو " السجل " اختلف أئمة التفسير والعلماء في معناه على أقوال، وأحدُ هذه الأقوال انتصر له بعض العلماء على أنه اسم لكاتب النبي ﷺ.
وفي هذا البحث سنقف مع هذا القول، ونبين مدى صحته.
وقد قسمت البحث إلى مقدمة، وفصلين.
المقدمة تشتمل على :
نص الآية وأقوال المفسرين مجملة.
الفصل الأول يشتمل على :
- أدلة القائلين بأن " السجل " كاتب للنبي ﷺ.
الفصل الثاني يشتمل على :
- أدلة القائلين بأنه لا يوجد كاتب للنبي ﷺ اسمه " السجل ".
- الترجيح بين هذه الأقوال.
- فوائد خلال البحث.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث.
المقدمة :
نص الآية :
قال تعالى :" يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ " [ الأنبياء : ١٠٤].
أقوال المفسرين مجملة :
نقل الإمام ابن الجوزي الأقوال في معنى " السجل " في زاد المسير (٥/٣٩٥) فقال :
وفي " السجل " أربعة أقوال :
أحدها : انه ملك قاله علي بن طالب وابن عمر والسدي.
والثاني : أنه كاتب كان لرسول الله ﷺ، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس.
والثالث : أن " السجل " بمعنى الرجل، روى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال : السجل : هو الرجل. قال شيخنا أبو منصور اللغوي : وقد قيل : السجل بلغة الحبشة الرجل.
والرابع : أنه الصحيفة. رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال مجاهد، والفراء، وابن قتيبة. ا. هـ.
والذي يهمنا في مسألتنا هو القول الثاني، فهل يثبت هذا القول من جهة الدليل.
الفصل الأول :
- أدلة القائلين بأن " السجل " كاتب للنبي ﷺ :
دليل القائل بهذا القول :
هَلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس..." مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
إن من الأمور المهمة لطالب العلم التحقق من نسبة كثيرٍ من الأقوال والأحداث والقصص والكتب إلى أصحابها، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى أهل العلم المحققين.
ومما نسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس " وهو كتاب منسوبٌ إليه - رضي الله عنهما - كذبا وزورا كما قرر ذلك عدد غير قليل من أهل العلم المحققين.
اسمُ الكتابِ :
ذكر حاجي خليفة صاحب كتاب " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " اسمه فقال : تنوير المقباس في تفسير ابن عاس لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزبادي الشافعي المتوفى سنة سبع عشرة وثمان مئة، وهو أربع مجلدات. ا. هـ.
فكما يظهر من كلام حاجي خليفة أن الكتاب من جمع الفيروزابادي وليس من تأليف ابن عباس رضي الله عنهما.
رأيُ أهلِ العلمِ المحققينَ في نسبةِ الكتابِ إلى ابنِ عباس رضي الله عنهما :
لقد أجمع أهل العلم من المحققين على عدم صحة نسبة الكتاب إلى ابن عباس رضي الله عنهما وإليك - أخي المسلم - بعضا من أقوالهم :
١ - قال الدكتور محمد حسين الذهبي صاحب كتاب " التفسير والمفسرون " (١/٥٦) :
التفسير المنسوب إلى ابن عباس وقيمته :