﴿ أَوْفُواْ بالعقود ﴾ : يقال وَفَى بالعهد وأوفى به ومنه ﴿ والموفون بِعَهْدِهِمْ ﴾ [ البقرة : ١٧٧ ] وأوفى لغة أهل الحجاز، والعقود جمع عقد، وأصله في اللغة الرطب تقول : عقدتُ الحبل بالحبل، ثم استعير للمعاني كعقد البيع والعهد وغيرهما.
قال صاحب « الكشاف » : العقد : العَهْد الموثّق شبّه بعقد الحبل ونحوه قال الحطيئة :

قوم إذا عَقدوا عقداً لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكَرَبا
قومٌ هم الأنْفُ والأَذْنابُ غيرُهم ومَنْ يُسَوّى بأنف النّاقةِ الذنبا
والمراد بالعقود هنا ما يشمل العقود التي عقدها الله على عباده كالتكاليف الشرعية، والعهود التي بين الناس كعقود الأمانات، والمبايعات وسائر أنواع العقود.
﴿ بَهِيمَةُ الأنعام ﴾ : البهيمة ما لا نطق له وذلك لما في صوته من الإبهام، وخص في العرف بما عدا السباع والطير، أفاده الراغب، والأنعام جمع نَعَم بفتحتين وهي الإبل، والبقر، والغنم.
﴿ حُرُمٌ ﴾ : جمع حرام بمعنى مُحْرِم، ومعنى الآية : غير مستحلي الصيد وأنتم في حالة الإحرام.
﴿ شَعَآئِرَ الله ﴾ : ما جعله عَلَماً على طاعته واحدها شعيرة، والمراد بالشعائر هنا مناسك الحج وهو مروي عن ابن عباس، وقيل : المراد بها حدود الله وهو منقول عن عكرمة وعطاء.
﴿ القلائد ﴾ : جمع قلادة وهي ما قلّد به الهدي، وكان الرجل يقلّد بعيره من لحاء شجر الحرم فيأمن بذلك حيث سلك.
﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ ﴾ : أي يَكسبنّكم يقال : جرم ذنباً أي كسبه، وفلان جارمُ أهلِه أي كاسبهم.
﴿ شَنَآنُ ﴾ : أي بغض يقال : شنأته إذا أبغضته، والشانيء المبغض قال تعالى :﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر ﴾ [ الكوثر : ٣ ].
والمعنى : لا يكسبنكم بغض قوم لأن صدوكم عن المسجد الحرام الاعتداء عليهم.
﴿ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله ﴾ : أي ذبح لغير الله، وذكر عند ذبحه غير اسم الله وهو كقولهم : باسم اللات والعزى.
﴿ والموقوذة ﴾ : التي تضرب حتى تشرف على الموت، ثم تترك حتى تموت وتؤكل بغير ذكاة.
﴿ والمتردية ﴾ : الواقعة من جبلٍ أو حائطٍ أو في بئر، يقال : تردّى أي سقط.
﴿ والنطيحة ﴾ : التي نطحتها شاة أخرى فمات بالنطح، ( فعيلة ) بمعنى ( مفعولة ) أي منطوحة.
﴿ ذَكَّيْتُمْ ﴾ : ذبحتموه الذبح الشرعي مع ذكر اسم الله تعالى عند الذبح.
﴿ النصب ﴾ : قال في « اللسان » : النّصبُ صنمٌ أو حجر، وكانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده وجمعه أنصاب.
﴿ بالأزلام ﴾ : أي بالقداح جمع زَلَم، والاستقسام بها أن يضرب بها ثم يعمل بما يخرج فيها من أمر أو نهي.
﴿ مَخْمَصَةٍ ﴾ : أي مجاعة، والخَمْصَ : الجوع، قال حاتم يذم رجلاً :
يرى الخَمْص تعذيباً وإن يلقَ شِبْعة يَبِتْ قلبُه من قلة الهمّ مبهماً
﴿ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ ﴾ : أي منحرفٍ مائلٍ إلى الإثم، والجَنَفُ الميل قال تعالى :﴿ فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً ﴾ [ البقرة : ١٨٢ ].
﴿ الجوارح ﴾ : جمع جارحة وهي الكواسب من سباع البهائم والطير، من جَرَحَ إذا كسب قال تعالى :﴿ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنهار ﴾ [ الأنعام : ٦٠ ] أي كسبتم وقيل : المراد كلاب الصيد.


الصفحة التالية
Icon