روضُ البيان في إِعجَاز القرآن
بقلم
فهد بن عبد الله الحزمي
alhzm@maktoob.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله معلم الإنسان البيان ومنزل القرآن بأبدع تبيان، والصلاة والسلام على معلم الناس الحكمة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد.
فلا يزال القرآن الذي أنزل قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام هو الكتاب الخالد الذي أنزله الله على نبيه محمد - ﷺ - وتحدى به العرب أن يأتوا بمثله فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور منه فعجزوا ثم تحداهم أن يأتوا بسورة منه فعجزوا، رغم وجود فطاحلة الفصاحة والشعر والأدب، ولكن القرآن كان من خالق الفطاحلة، كما أن كلام الله لم يكن شعرا أو أدبا.
ورغم تقادم العصور وتبدل الدهور، وتعاقب الأجيال إلا أن القرآن لا يزال محتفظا ببريقه وإعجازه، والذي سيتبن من خلال هذه الرسالة الصغيرة الحجم العظيمة الفائدة كيف أن كلمات القرآن وجمله وضعت في مواضعها الملائمة لها بحيث يعجز الكثيرون عن النسج على منواله، أو مطاولته ومعارضته.
ويكفينا ما حدث من محاولات للإتيان بمثله بحيث يضحكك بعضها كما فعل مسيلمة، وكم من فرق بين قوله تعالى: ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ﴾ إلى آخرها وبين قول مسيلمة: "يا ضفدع بنت ضفدعين نقي كم تنقين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين"!!!.
وكانت أخر المحاولات ما قام به قسيس أمريكي من أصل فلسطيني! بجمع آيات وكلمات من القرآن وبدل مواضعها وزاد ونقص بطريقة ساذجة لا تنطلي على ضعاف العقول، فالحمد لله الذي حفظ كتابه من تحريف المحرفين ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾.


الصفحة التالية
Icon