عبارات منقولة عن السلف في الوقف والابتداء
وتفصيل القول في الوقف على قوله تعالى: ( وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم )
وفيه بيان أقوال العلماء في معنى المحكم و المتشابه
تأليف
عبد الله علي الميموني المطيري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى و صلاة وسلام على عباده الذين اجتبى ومن تبعهم أبداوبعد
فهذا البحث ملحق للفائدة بالبحث الموسوم بـ: ( حكم الوقف على رؤوس الآيات ). وفيه عبارات منقولة عن السلف في الوقف والابتداء.
وتفصيل للقول في الوقف على قوله تعالى: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ). وفيه بيان أقوال العلماء في معنى المحكم و المتشابه.
وقد نقلته من الرسالة المطبوعة هدية لإخواني بل لجميع المسلمين رجاء أن يستفيدوا منه، وبخاصة من ليست عنده رسالتي في فضل علم الوقف و الابتداء.
تمهيد
أهمية علم الوقف والابتداء
إن القارئ للقرآن الكريم لابد أن يقف لانقطاع نَفَسه، وحيث وقف مختارا فعليه أن يختار الوقف الذي لا يخل بالمعنى. ووقفه إما وقف اضطرار، أو وقف اختيار.
فوقف الاضطرار لا عتب على القارئ فيه، لكن عليه أن يستأنف ويحسن الابتداء ويتخير حسن الوقف، فبذلك تظهر المعانى ويتبين إعجاز القرآن، قال ابن الجزري :
(لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد، ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل، بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس والاستراحة، وتعين ارتضاء ابتداء بعد التنفس والاستراحة ) (١).
و لقد دلت الأدلة على أهمية مراعاة الوقف والابتداء ؛ وثبت واشتهر اعتناء السلف بذلك. قال تعالى :
(١) النشر ١ / ٢٢٥