علم المكي والمدني
في عيون المستشرقين
عرض ونقد
بقلم
الأستاذ الدكتور
زيد عمر عبد الله العيص

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله منَزل الكتاب، وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام على النبي محمد، والآل والصحب الكرام، أما بعد:
فقد نبتت نابتة في ميدان الدراسات الشرقية بعامة والدراسات القرآنية بخاصة عرفت بالمستشرقين.
كان القرآن الكريم بنصوصه وعلومه محور دراسة غالبية هؤلاء، وقد سوَّدوا في هذا المجال عشرات الآلاف من الصفحات أتوا فيها بالعجب العجاب، وكان الخطأ فيها هو الأصل، وتوارى في ثناياها النَّزر اليسير مما فيها من صواب.
أسهمت عوامل عدة ـ أكثرها مصطنع ـ في الترويج لنتاج المستشرقين منها تستُّرهم خلف المنهجية العلمية وظهورهم بمظهر الباحث عن الحقيقة المتجرد لها، وقد مُكِّن أكثرهم من كراسي البحث العلمي في الجامعات، وفي المجامع العلمية واللغوية. فاتخذوها منابر لبثِّ أفكارهم. وإذا كان الله تعالى قد قال في شأن المنافقين في عهد النبوة: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ژ [التوبة: ٤٧ ]، فإننا نقر بكل أسف أن فينا سمَّاعين للمستشرقين.
نرى ـ في ضوء ما ذكر ـ ضرورة أن يُلتفت إلى هذا النتاج، بأن يعرض له أصحاب الاختصاص، كلٌّ في مجاله لبيان ما فيه من اعوجاج، والكشف عن أنهم أصحاب لجاج. وهو ما تهدف إليه هذه الندوة التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
سوف تعنى هذه الدراسة بعلم المكي والمدني، فهو واحد من علوم قرآنية شتى سعى المستشرقون أن يتخذوا منها وسيلة للترويج لفرية كبرى، تواصى بها عامتهم وهي إنكار الوحي، والقول ببشرية القرآن الكريم.


الصفحة التالية
Icon