بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن أشرف العلوم علم كتاب الله عزّ وجلّ، فقد أنزله على خير خلقه، بلسان عربي مبين، هدىً للمتقين، ورحمةً وشفاءً للمؤمنين. وحثّ النبي صلى الله عليه وسلّم على تعلّمه وتعليمه، فقال فيما روى عنه عثمان بن عفان رضي الله عنه: "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه" (١). والذين يعكفون عليه تلاوةً وحفظاً وتدبراً، ويتدارسونه، ويمتثلون أوامره ونواهيه، سمّاهم النبي صلى الله عليه وسلّم (أهل القرآن) وبشّرهم بأنهم أهل الله وخاصته. فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله عزّ وجلّ أهلين" قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: " أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته" (٢).
وأول ما يحتاج إليه لفهم القرآن معرفة معاني ألفاظه ومن ثم كان علم غريب القرآن من أول العلوم التي نشأت ودوّنت في التاريخ الإسلامي.
وقد عني به علماء اللغة وغيرهم عناية عظيمة، فكثر التأليف فيه كثرة لا يأتي عليها الحصر، ولكن الكتب الأصيلة منها – في ضوء ما وصل إلينا من مصنفات هذا العلم – قليلة معدودة.
(١) أخرجه البخاري في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه. انظر ط. دار السلام ص ١٠٩٣.
(٢) مسند أحمد ١٩: ٣٠٥، وحسّنه محققه.


الصفحة التالية
Icon