موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > التلاوة >
التلاوة (معناهاـ أنواعهاـ أحوالهاـ فضلهاـ آدابهاـ ثوابهاـ أحكامها)
معناها اللغوي: التلاوة في أصل معناها اللغوي هي المتابعة ومن ذلك قوله تعالى: والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها (١) أي إذا تبعها.
وفي الاصطلاح: هي قراءة كلمات القرآن وحروفه (٢)
أنواعها :
١ـ تلاوة حكمية : ويراد بها تلاوة حكمه بتصديق أخباره وإتباع أحكامه من أوامر ونواه وهذا النوع هو الغاية الكبرى من إنزال القرآن الكريم
كما قال الله تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب (٣)
وقال تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (٤)
٢ـ تلاوة لفظية : أي تلاوته وقراءته على الوجه الذي أقرأه جبريل عليه السلام للنبي ﷺ ثم قرأه النبي ﷺ لأصحابه وأصحابه للتابعين والتابعون لأتباعهم حتى وصل إلينا كاملا غير منقوص (٥)
أحوالها من حيث الأداء :
كلام الله تعالى يقرأ على ثلاثة أحوال (الترتيل ـ الحدرـ التدوير)
١ـ الترتيل في اللغة هو: مصدر رتل الكلام إذا أتبع بعضه بعضا بتمهل فيه فأحسن تأليفه.
وفي الاصطلاح: هو قراءة القرآن على مكث وتفهم من غير سرعة.
٢ـ الحدر في اللغة هو: الإسراع فهو مصدر حدر يحدر إذا أسرع.
وفي الاصطلاح هو: إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها مع مراعاة أحكام التجويد.
٣ـ التدوير هو: التوسط بين الترتيل و الحدر، والترتيل هو أفضل الأحوال لنزول القرآن الكريم بذلك قال تعالى ورتلناه ترتيلا (٦) وهو المختار عند أهل الأداء.
٤ـ هناك حالة رابعة تسمى التحقيق وهو في اللغة: مصدر من حقق إذا أتى بالحق وجانب الباطل.
وفي الاصطلاح هو قراءة القرآن مع إعطاء كل حرف حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان، وهذه الحالة أكثر اطمئنانا من الترتيل ويقرأ بها في مقام التعليم (٧).
آدابها وما ينبغي للقارئ عند التلاوة :
بسم الله الرحمن الرحيم
موقع عالم القرآن الكريم > القرآن الكريم > القراءات >تراجم القراء العشرة ورواتهم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه تراجم للقراء العشرة وإن لكل قارئ ترجمة مختصرة على حدة، وكذلك لكل قارئ له راويان فقد ترجمت لكل راو باختصار معتمداً في ذلك على كتاب النشر في القراءات العشر وعلى غيره. و الله أسأل وبحبيبه الأعظم ﷺ أتوسل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم إنه نعم المولى ونعم النصير.
﴿ترجمة الإمام نافع المدني رحمه الله تعالى﴾
هو الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي أبو رويم مولده في حدود سنة سبعين للهجرة الشريفة (٧٠)هـ وأصله من أصبهان. وكان أسود اللون، وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام. انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين أقرأ بها أكثر من سبعين سنة.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي: أي القراءة أحب إليك قال: قراءة أهل المدينة قلت: فإن لم تكن قال: قراءة عاصم
وكان نافع إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقيل له : أتطيب فقال: لا ولكن رأيت فيما يرى النائم النبي ﷺ وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشم من فيّ هذه الرائحة.
قرأ نافع على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر أحد القراء العشرة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ومسلم بن جندب ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وغيرهم، وقد تلقى هؤلاء القراءة على أبي هريرة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وهؤلاء أخذوا عن أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي نافع سنة تسع وستين ومائة على الصحيح (١٦٩)هـ (١).
وللإمام نافع راويان هما ١- قالون ٢- ورش.
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > القراءات >
القراءات – نشأتها وتاريخها ( لمحة إليها )
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
تلقي وتبليغ القرآن الكريم منذ بعث سيد الخلائق والبشر سيدنا محمد ﷺ إلى أن تقوم الساعة
قال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته (١)
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > كيفية حفظ و تثبيت القرآن الكريم >
بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية حفظ وتثبيت القرآن الكريمالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الكائنات وعلى آله ومن سار على منواله أجمعين وبعد:
١- الخطوات المتميزة على طريق حفظ القرآن الكريم:
أولاً: صحة النطق : إن أول خطوة على طريق الحفظ لكتاب الله سبحانه وتعالى بعد التقوى والإخلاص هي صحة نطق الكلمات القرآنية ولا يتحقق ذلك إلا بالتلقي من معلم مجيد للقرآن تلاوة وفهماً لأن القراءة مع التدبر وفهم المعاني تعين على الحفظ وتساعد على التثبت والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي فقد أخذه الرسول ﷺ وهو أفصح الخلق لساناً من الأمين جبريل عليه السلام مشافهة وكان الرسول الكريم يعرض القرآن على جبريل مرة كل عام في رمضان أما العام الذي توفاه الله فيه عرضه على جبريل مرتين.
وهذه هي الطريقة المثلى لتلقي القرآن بأن يتلقى المتعلم من المعلم القرآن مشافهة فيصل بذلك إلى كيفية صحة النطق ثم يعود المتعلم فيلقي ما سمع وحفظ على المعلم وهكذا.
ثانياً المداومة على القراءة: ومما يساعد على الحفظ أيضاً المداومة على القراءة بمعنى أن يقوم المتعلم بجمع ما تلقاه وحفظه من المعلم ويكرره على نفسه فيجعله بمثابة ورده اليومي مع عمل ربط بين ما حفظه في الحاضر وما حفظه في الماضي مع العمل على الربط بين الآيات في كل سورة على حدة.
٢- قواعد عامة وضوابط أساسية في حفظ القرآن الكريم:
أولاً: اختيار الوقت المناسب للحفظ فلا ينبغي للإنسان أن يحفظ في وقت الضيق والضجر أو في وقت ضجيج الأولاد وإنما عليه أن يتحين الوقت الذي يكون الجو فيه هادئاً والنفس مرتاحة غير ضائجة.
ولقد ثبت من خلال التجربة أن أفضل الأوقات العملية للحفظ وقتَ السحر وما بعد الفجر وذلك لصفاء الذهن وراحة الجسد.
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > رسم القرآن الكريم >
رسم القرآن الكريم
تقدمة
الحمد لله، وصلى الله و سلم على سيدنا محمد ومن والاه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بالحسنى إلى يوم الدين، أما بعد:
إن أول ما يتبادر إليه ذهن الباحث في علوم القرآن الكريم شيئان: ألا وهما جانب النطق له و جانب الرسم، فيبحث في آداب التلاوة و أحكامها، و يطالع أنواع القراءات، و يبحث أيضاً في رسم القرآن و طريقة كتابته، على أن هنالك تلازماً بين الجانبين، إذ إن من عرف التلاوة سهل عليه الرسم، والعكس بالعكس.
إلا أن ما أردنا هنا البحث و التفصيل فيه هو علم رسم القرآن الكريم، الذي تعددت فيه أقوال و اختلفت آراء، نستقصي ما استطعنا جوانبه، مع ملاحظة الإيجاز في جميعه، و الإشارة في كل ذلك إلى مظان هذا الفن و مصادره، و الذي أطلق عليه العلماء:"علم مرسوم الخط"، أو "رسم المصحف الشريف".
* * *
معناه لغة و اصطلاحاً ـ و ذكر من كتب فيه من العلماء، وكتبهم
الرسم في اللغة: الأثر أي: أثر الكتابة في اللفظ، وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها و الوقوف عليها.
وفي اصطلاح علماء الرسم: الوضع الذي ارتضاه سيدنا عثمان رضي الله عنه في كتابة كلمات القرآن و حروفه.
فالأصل في المكتوب موافقته للمنطوق، لكن ذلك أهمل في المصاحف العثمانية لأغراض تأتي.
العلماء الذين أفردوا هذا النوع بالتأليف:
عني العلماء بحصر تلك الكلمات التي جاء خطها على غير مقياس لفظها، فكان ممن أفردها منهم بالتأليف:
١ـ الإمام أبو عمرو الداني، في كتابه "المقنع".
٢ـ العلامة أبو عباس المراكشي، في كتابه "عنوان الدليل في رسوم خط التنزيل".
٣ـ العلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي، في أرجوزته "اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم".
٤ـ العلامة محمد خلف الحسيني الذي شرح منظومته و ذيل الشرح بكتاب أسماه:
"مرشد الحيران إلى معرفة ما يجب اتباعه في رسم القرآن".
* * *
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > رسم القرآن الكريم >
جمع القرآن الكريم
المراد من جمع القرآن الكريم:
يطلق الجمع على معنيين :
١. حفظه ؛ وهذا المعنى ورد في قوله تعالى ( إن علينا جمعه وقرآنه ) (١). أي حفظه في الصدور.
٢. كتابته في السطور ؛ أي الصحائف التي تضم السورة والآيات جميعها.(٢)
الفرق بين الصحف والمصاحف :
١. الصحف جمع صحيفة ؛ والصحيفة : قطعة من جلد أو ورق يكتب فيه.
٢. أما المصاحف : جمع مصحف والمصحف مفعل من أصحف أي : جمع فيه الصحف.
قال الحافظ: الفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف هي الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - كانت سوراً مفرقة ولكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً.. (٣)
مراحل جمع القرآن ومزاياه والفرق بين الجمع وعهوده الثلاثة :
أولاً: عهد سيدنا النبي - ﷺ - ؛ كان عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها ا لخاص من سورها ؛ ولكن مع بعثرة الكتابة وتفرقها بين عسب وعظام وحجارة ونحو ذلك حسبما تتيسر أدوات الكتابة..
ومزيته: زيادة التوثيق للقرآن ؛ وإن كان التعويل أيامئذٍ كان على الحفظ والاستظهار؛؛ يقول سيدنا زيد بن ثابت ﴿ كنا عند رسول الله - ﷺ - نؤلف القرآن من الرقاع﴾..(٤)
لماذا لم يجمع القرآن أيامئذ لا في صحف ولا في مصاحف ؟؟
أولها : أنه لم يوجد من دواعي كتابته في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر - رضي الله عنه -، والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة وأدوات الكتابة غير ميسورة...
ثانيها : أن النبي - ﷺ - كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله من آية أو آيات..
ثالثها : أن القرآن لم ينزل مرة، بل نزل منجماً في مدى عشرين سنة أو أكثر..
رابعها: أن ترتيب آياته وسوره ليس على ترتيب نزوله..(٥)
موقع عالم القرآن الكريم> القرآن الكريم >ترجمة القرآن الكريم > حكم الترجمة في القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الترجمة في القرآن الكريمالبحث في موضوع ترجمة القرآن ليس أمراً نظرياً أو افتراضياً، وإنما هو موضوع واقعي شغل العلماء في كثير من البلاد الإسلامية منذ مطلع هذا القرن، ولا يزال إلى اليوم بحثاً فكرياً هاماً وخطيراً يحتاج إلى دراسة هادئة وواضحة تكشف عن دوافعه ومراميه، وتوجههُ الوجهة البناءة الصحيحة، وخاصة بعد أن توضح لكل مسلم غيور على قرآنه ودعوته أن هذه الفكرة إنما أثارها أعداء الإسلام من المستشرقين والمبشرين لتمزيق أوصال العالم الإسلامي، وتشويه مبادئ الإسلام ومعانيه.
وقد ظهرت في العالم ترجمات كثيرة وبلغات متعددة شرقية وغربية وزعم الذين قاموا بها أنهم نقلوا القرآن من اللغة العربية إلى هذه اللغات فجاءت مليئة بالأخطاء الفاحشة بعيدة عن تحقيق مقاصد النظر العربي بعد الأرض عن السماء.
ومهمتنا في هذا البحث تتركز في إيضاح معنى الترجمة وأسباب استحالتها وبيان حكمها الشرعي والنتائج الخطيرة المترتبة عليها وما يغني عنها
والله ولي التوفيق
التعريف بالترجمة:
وضعت كلمة ترجمة لتدل على أحد معان أربعة:
١ ـ تبليغ الكلام لمن لم يبلغه.
٢ ـ تفسير الكلام بلغته التي جاء بها ومنه قول ابن عباس: ترجمان القرآن (١).
٣ ـ تفسير الكلام بلغة غير لغته، وقد جاء في لسان العرب أن الترجمان هو المفسر للكلام.
٤ ـ نقل الكلام من لغة إلى أخرى، والجمع تراجم (٢).
وفي العرف (٣): هي التعبير عن معنى كلام في لغة بكلام آخر من لغة أخرى مع الوفاء بجميع معانيه ومقاصده (٤).
أقسام الترجمة:
إن الترجمة تنقسم إلى قسمين: حرفية وتفسيرية.
فالترجمة الحرفية: هي تراعى فيه محاكاة الأصل في نظمه وترتيبه فهي تشبه وضع المرادف مكان مرادفه.
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > أسباب النزول >
أسباب النزول معناه وأهميته ولمحة إليه
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد ﷺ وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
علم أسباب النزول:
هو علم يبحث فيه عن أسباب نزول آية أو سورة ووقتها ومكانه وغير ذلك، فهو فرع من فروع التفسير والغرض منه ضبط تلك الأمور (١)
فوائد معرفة أسباب النزول :
ولمعرفة أسباب النزول فوائد كثيرة وأخطأ من قال لا فائدة له لجريانه مجرى التاريخ
ومن فوائده: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم
ومنها : الوقوف على المعنى و إزالة الإشكال
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها (٢)
وقال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب
ومنها : أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص
طرق معرفة أسباب النزول :
لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح، قال الواحدي: ( لا يحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلب) (٣)
وقد ورد في الشرع الوعيد بالنار للجاهل المتكلم في هذا الباب بغير علم، قال رسول الله ﷺ :(اتقوا الحديث إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار) (٤)
السلف الماضون رحمهم الله كانوا من أشد الناس احترازا عن القول في نزول الآية.
قال ابن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل الله
وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكاً وكذبا ملقياً زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية
أشهر من كتب في هذا العلم وأفرده بالتصنيف :
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > أحكام القرآن الكريم >
فتاوى تتعلق بالقرآن الكريم
الحمد لله الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام الأتمان على من كان خُلُقُه القرآن القائل في أحسن بيان ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) (١).
والرضا عن الآل أكبر رضوان وعن الصحابة والتابعين لهم بإحسان شاءت حكمة الباري سبحانه أن يوجد مخلوقا بين خلقه ليكون خليفة منه في أرضه وهذا المخلوق هو الإنسان الذي خلقه وأبدعه ربه تبارك وتعالى من هذه النفس البشرية التي تستطيع أن تفعل الشيء وضده وهذا ليس لأحد سوى المكلف فعل الخير والشر ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها(٢)
وحتى لا يضل الإنسان الطريق جعل له منهجا يحيا به ويعيش عليه وهذا المنهج هو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل منهج وتشريع ودستور في كتاب واحد..
ونشير هنا إلى أن القرآن الكريم هو معجز مع كونه مشرع، قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (٣)
فالقرآن الكريم منهج باقٍ وتشريع خالد ورسالة سماوية إلى قيام الساعة بل وحتى في الآخرة يقال لقارئ القرآن ( إقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) (٤)
مدى أهمية القرآن في حياة الإنسان :
لا بد للإنسان الذي يريد أن يحيا حياة هانئة وأن يعيش عيشة السعداء أن يحيا مع القرآن الكريم والذكر الحكيم. فالقرآن حياة الإنسان وهو منهج الإنسان وهو مصدر سعادته في الدارين الأولى والأخرى وبلا قرآن لا يمكن أن يعيش الإنسان فعلى الإنسان أيا كان ومتى كان وفي أي مكان كان أن يتعلم الأحكام التي تتعلق بالقرآن الكريم وآداب القرآن الكريم لأنه ليس للإنسان غنى عنه فهو ينظم له حياته فعليه أن يعلم كيفية وطريقة التعامل مع القرآن الكريم في كل أحواله وتصرفاته.
لماذا فتاوى تتعلق بالقرآن الكريم(فتاوى قرآنية ) :
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > أحكام القرآن الكريم >
بسم الله الرحمن الرحيم
الناسخ و المنسوختقديم بين يدي البحث :
الدول والشعوب حينما تسعى لفرض النظام بين شعوبها تُقنِّن لهم القوانين وتضع لهم الدستور والغاية الأولى والأخيرة من هذه القوانين وتلك التشريعات هي إقامة مصالح العباد ودوام انتفاع الناس وتآلفهم ضمن ما قنن لهم، ويتغير الزمان أو المكان أو الأجيال ربما - بل- تجدّ مصالح جديدة وتظهر حالات مستجدة لا يمكن للقانون السابق أن يسايرها، فترى الدولة المقننة والشعب الواضع للدستور سارع ليضع قانونا أو مادة في قانون أو نظاما تشريعياً يساعد على مسايرة هذه الحالات ويكفل ما عجز القانون الأول عن كفالته من الحقوق والواجبات دون أن يكون لذلك أثر في صلاح القانون أو فساده بل هي إشارة إلى تفهم حالات الناس المستجدة ومسايرة للواقع الذي يبنى على إقامة مصالح الجميع ضمن النظام وفي حدود القانون وفي الحقيقة يكون القانون و التشريع الجديد قد حل محل القديم وقام مقامه.
فإذا كان التغير موجودا بين أحكام القوانين الوضعية وتشريعاتها نظرا لمصالح العباد فالشريعة الإسلامية التي كرمت الإنسان وأقامت نظامها حتى يعيش الناس آمنين مطمئنين كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه (١)، لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط (٢)، أولى بهذا التغيير ذلك أن المصالح متجددة فلها أيضا أحكامها المتجددة ضمن نظام قال الله تعالى فيه قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (٣).
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > اللغة العربية >
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمثال في القرآن الكريمتعريف المثل :
التعريف : لغة : عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره نحو الصيف ضيعت اللبن (١).
والمثل في الأدب العربي : قول محكي سائر يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لأجله، أي يشبه مضربه بمورده، مثل رب رمية من غير رام (٢).
تعريف المثل القرآني اصطلاحا : نظم من التنزيل يعرض نمطا واضحا معروفا من الكائنات أو الحوادث الكونية أو التاريخية عرضا لافتا للأنظار، ليشبه أو يقارن به سلوك بشري، أو فكرة مجردة، أو أي معنى من المعاني، بقصد التوضيح أو الإقناع أو البرهان أو التأثير، أو لمجرد الإقتداء به، أو التنفير منه والابتعاد عنه أو بقصد بيان الفارق بين أمرين متناقضين للأخذ بأحدهما والابتعاد عن الآخر أو للبرهان على صحة أحدهما، وبطلان الآخر (٣).
أنواع المثل :
١. المثل الموجز السائر : وهو إما شعبي لا تعلم فيه، ولا تكلف ولا تقيد
بقواعد النحو، وإما كتابي، صادر عن ذوي الثقافة العالمية كالشعراء والخطباء كقولهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.
٢. المثل القياسي : هو سرد وصفي أو قصصي أو صورة بيانية لتوضيح فكرة ما عن طريق التشبيه والتمثيل ويسميه البلاغيون التمثيل المركب أو اعتبار أحدهما بالآخر لغرض التأديب والتهذيب أو التوضيح والتصوير وهذا النوع فيه إطناب إذا قورن بسابقه ويجمع بين عمق الفكرة وجمال التصوير.
٣. المثل الخرافي : وهي حكاية ذات مغزى على لسان غير الإنسان لغرض تعليمي أو فكاهي وما أشبه ذلك كقولهم أكلت يوم أكل الثور الأبيض (٤).
الفرق بين المثل والحكمة يظهر في ثلاثة أمور :
أولاً : أن الحكمة عامة في الأقوال والأفعال والمثل خاص بالأقوال
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > الإعجاز في القرآن الكريم >
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز في القرآن الكريممعنى الإعجاز ونشأته وأول من ألف فيه :
القرآن الكريم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
فالقرآن هو معجزة النبي ﷺ الخالدة.
وقد عرف العلماء المعجزة لغة : وهي إثبات العجز والضعف والتعجيز: التثبيط(١)
واصطلاحاً : أمر خارق للعادة، مقروناً بالتحدي سالم من المعارضة وهي: إما حسية أو عقلية.
وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لانحصار تفكيرهم بالمادة وقلة بصيرتهم وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة – خصت بالمعجزة العقلية الباقية – وهي القرآن ليراها ذوو البصائر.
وإن معجزات الأنبياء انتهت بانقضاء أعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء من إعجازاته و إخباراته مما يدل على صحة دعواه(٢).
وقد عرف العلماء الإعجاز بقولهم : إثبات عجز العرب وغيرهم عن الإتيان بمثله-من كل وجوه الإعجاز سواء البيانية أو الإخبار بالمغيبات أو غيرها- وهو في اللغة : إثبات العجز وإظهاره.
نشأة مصطلح إعجاز القرآن وأول من ألف فيه :
لقد كان الذوق العربي السليم يساعد أصحابه على إدراك الأساليب القرآنية في مخاطباته، وكانت قدسية القرآن وعظمته مسيطرة على نفوسهم، وكان الإقرار بالعجز عن الارتفاع إلى مستواه كامنا في النفوس.
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسيرمبادئه ونشأته وأول من دوّنه
مبادئ علم التفسير:
التعريف: لغة: التفسير تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف، ويقال هو مقلوب السفر تقول أسفر الصبح إذا أضاء، وقيل مأخوذ من التفسرة وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض (١).
فالتفسير مأخوذ من الفسر الذي هو كشف المغطى (٢) أو إظهار المعنى المعقول (٣) وبين المادتين " الكشف " و " الإظهار " تلازم إلا أن الراغب أضاف أن الفسر يكون في بيان المعنى المعقول.
واصطلاحاً : يرى بعض العلماء أن التفسير ليس من العلوم التي يُتَكَلف لها حدٌ لأنه ليس قواعد أو ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره التي أمكن لها أن تشبه القواعد العقلية، ويكتفي هؤلاء في إيضاح التفسير بأنه بيان كلام الله أو أنه المبين لألفاظ القرآن ومفهوماتها.
ويرى بعض آخر منهم أن التفسير من قبيل المسائل الجزئية أو القواعد الكلية أو الملكات الناشئة من مزاولة القواعد فيتكلف له التعريف فيذكر في ذلك علوماً أخرى يحتاج إليها في فهم القرآن كاللغة والصرف والنحو والقراءات وغير ذلك (٤).
فقد عرفه بعض العلماء كما نقل ذلك السيوطي في كتابه الإتقان بأنه :
علم نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وعبرها وأمثالها (٥).
فقد اشتمل هذا التعريف على علوم يحتاج إليها في فهم القرآن مذكورة بأسمائها وقد أجمل الزرقاني هذه العلوم (الأدوات) في تعريفه للتفسير بقوله :
هو علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية (٦)
موضوعه: كلام الله (٧).
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين التأويل والتفسيروأنواع التفسير
تعريف التأويل :
تعريف التأويل: لغة: أوَّلَ الكلامَ وتأوَّله: دبّره وقدَّره، و أوَّلَه وتأوّله: فسّره (١).
واصطلاحاً: التأويل عند السلف له معنيان:
١- تفسير الكلام وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه.
٢- هو نفس المراد بالكلام ؛ فإذا قيل طلعت الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها(٢).
الفرق بين التأويل والتفسير :
وقد ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:
١ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد فهما مترادفان، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير.
٢ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني.
٣ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع.
٤ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ.
٥ً- التفسير ما يتعلق بالرواية، والتأويل ما يتعلق بالدراية.
٦ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة (٣).
والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين (٤).
الترجيح بين الأقوال :
رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنى واحد فقال: الصحيح تغايرهما (٥).
قال الذهبي: والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كان راجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية، وذلك لأن التفسير معناه الكشف والبيان
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
مدارس التفسيرالمراد من كلمة (مدارس التفسير)
المراد بمدارس التفسير معنى أشمل من بناء يحصل فيه التعليم وهو المنهج العلمي (١) المتبع عند الرجال الذين ينتسبون إليها.
وقد عبر الزرقاني عن هذه المدارس بالطبقات فقال: طبقة أهل مكة، طبقة أهل المدينة، طبقة العراق (٢).
مدرسة مكة :
تعتبر هذه المدرسة هي المدرسة الأم حيث بعث فيها رسول الله ﷺ بدين يقدم للعقل مادة تفكيره ويرسم له المنهج الصحيح بعد ما يفك أسره من الجمود.
وبحكم النشأة الأولى للإسلام على أرض مكة وما نشأ في الفترة المكية من مناقشات وما أثير من مسائل فمن الطبيعي أن تُوجد هذه البيئة المكية حركة علمية جديدة وينفتح العقل على أمور كان عنها في غفلة (٣).
ولم تهمل مكة بعد الفتح بل ترك النبي ﷺ بها معاذ بن جبل يعلم، وباعتبارها حرماً آمناً فقد جذبت إليها عدداً من الصحابة الذين آثروا العزلة (٤).
أستاذ مدرسة مكة وأشهر تلاميذه:
أستاذها عبد الله بن عباس، وكان من شيوخه (سيدنا عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة ) (٥) وأشهر تلاميذه وهم من التابعين: مجاهد وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير (٦).
مدرسة المدينة:
بعد أن تحول الرسول ﷺ إلى المدينة نزحت الحركة العلمية برجالها إلى بلد الهجرة مخلفة وراءها آثاراً لا تمحى، ومستقبلة أمامها كثيراً من أحكام التشريع التي أضيفت إلى ما نزل سابقاً في العقائد وعلى ساحة هذه الأرض الجديدة اكتمل الوحي والدين (٧).
وبالتفاف الصحابة الكرام حول نبيهم ﷺ بالمدينة المنورة في حياته، وبعد انتقاله قرروا مجاورته أدى ذلك إلى تدعيم مركز المدينة الثقافي والديني.
أستاذ مدرسة المدينة وأشهر تلاميذه:
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
المراد من الأعرافقال الله تعالى في سورة الأعراف وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون (٤٦) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين(٤٧) و نادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون(٤٨) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون (٤٩) (١) جاء في تفسير قوله تعالى وعلى الأعراف رجال ما المراد من هؤلاء الرجال عدة أقول نذكرها أو بعضها بعد بيان معنى الأعراف.
معنى الأعراف لغة: قال الخازن في تفسيره (الأعراف: جمع عرف وهو كل ما ارتفع من الأرض ومنه قيل عرف الديك لارتفاعه على ما سواه من الجسد سمي بذلك لأنه بسبب ارتفاعه صار أعرف وأبين مما انخفض وقال السدي: إنما سمي الأعراف لأن أصحابه يعرفون الناس) (٢) فيكون الأعراف المذكور في الآية هو الشيء المرتفع المشرف كأن يكون جبلا بين الجنة والنار كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما
آراء العلماء في صفة رجال الأعراف :
وقد اختلف العلماء في صفة الرجال الذين أخبر الله عنهم أنهم على الأعراف فقال بعضهم: أنهم أناس استوت حسناتهم وسيئاتهم وقد استندوا
أـ إلى ما ورد عن حذيفة وابن عباس وابن مسعود فيما ذكره البغوي في تفسيره رواية عن حذيفة وابن عباس : أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته وهم آخر من يدخل الجنة (٣).
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
أول وآخر ما نزل من القرآن الكريممقدمة البحث :
للقرآن الكريم تنزلات ثلاثة : الأول إلى اللوح المحفوظ والثاني إلى بيت العزة والثالث إلى النبي ﷺ وكان هذا التنزل الأخير على النبي ﷺ منجّماً لم ينزل دفعة واحدة وإنما نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة.
ولهذا التنزل الأخير ـ وهو نزول القرآن الكريم منجّماً ـ فوائد وحكم سنذكرها إن شاء الله تعالى.
وهذا ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع والله سبحانه وتعالى هو الموفق.
ما يترتب على معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل :
لهذا الموضوع أهمية كبيرة وفوائد عظيمة :
أولها: معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم فإذا كان هناك آيتان متعارضتان ظاهراً وتعذر التوفيق بينهما وعرفت أُولاهما نزولاً وأُخراهما نزولاً أمكننا أن نحكم بأن الآية المتأخرة ناسخة لحكم الآية المتقدمة.
ثانيها: معرفة تاريخ التشريع الإسلامي.
ثالثها: معرفة التدرج في تشريع الأحكام والوصول من وراء ذلك إلى حكمة الإسلام وسياسته في أخذ الناس بالهوادة والرفق وذلك كالآيات الواردة في حكم الخمر. ( ١ )
رابعها: هي إظهار مدى العناية التي أحيط بها القرآن الكريم حتى عرف فيه أول ما نزل وآخر ما نزل مكية ومدنية وسفرية وحضرية إلى غير ذلك. ( ٢ )
سبب الخلاف في أول وآخر ما نزل :
اختلف العلماء في تعيين أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم لأن بعضاً منهم استند إلى أول ما نزل مطلقاً وآخر ما نزل مطلقاً وبعضهم استند إلى أول ما نزل مخصوصاً وآخر ما نزل مخصوصاً.
لمحة عن أول وآخر ما نزل مطلقاً :
اختلف العلماء في تعيين أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم مطلقاً على عدة أقوال وسيأتي الحديث عنها مفصّلاً مع الأدلة وبيان القول الراجح.
لمحة عن أوائل وأواخر مخصوصة :
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > متفرقات عامة >
بسم الله الرحمن الرحيم
عجائب وإحصاءاتسورة الفاتحة
افتتح الله القرآن بسورة الفاتحة ترتيبا لا نزولا وهي السبع المثاني نزلت من فوق سبع فيها كل أحرف العربية إلا سبعة أحرف تنجي من سبعة أبواب للنار وتتألف لفظة الفاتحة من سبعة أحرف.
أسماؤها :
الفاتحة ـ فاتحة الكتاب ـ أم الكتاب ـ أم القرآن ـ السبع المثاني ـ القرآن العظيم ـ سنام القرآن ـ سورة الحمد ـ سورة الكنز ـ سورة الصلاة ـ الشافية ـ سورة الشفاء ـ الأساس ـ أساس القرآن ـ سورة الوافية ـ الكافية ـ سورة الشكر ـ سورة الثناء ـ المناجاة ـ التفويض ـ الدعاء ـ النور ـ سورة السؤال ـ تعليم المسألة ـ الرقية ـ المنجية.
إشاراتها :
ــ بسم الله : إشارة إلى الذات الإلهية.
ــ الرحمن الرحيم : إشارة إلى صفة من الصفات الخاصة بالله تعالى.
ــ الحمد لله : إشارة إلى استحباب زيادة الشكر والحمد لله تعالى دائماً وأبداً.
ــ رب العالمين : إشارة إلى التوحيد حيث أنه تعالى خالق كل شيء.
ــ الرحمن الرحيم : إشارة إلى الصفات من غير تكرار.
ــ مالك يوم الدين : إشارة إلى الآخرة والمعاد وإشارة إلى معنى الملك وهو من صفات الجلال.
ــ إياك نعبد : إشارة إلى العبادة مع الإخلاص مع الاعتقاد أنه لا يستحق العبادة بحق سواه
ــ إهدنا الصراط : إشارة إلى إكثار الدعاء والالتجاء والسؤال لأن الدعاء مخ العبادة.
ــ صراط الذين أنعمت عليهم : إشارة إلى فريقين أحدهما حقت عليه الهداية والآخر حقت عليه الضلالة.
المحاور التي تدور عليها سورة الفاتحة :
تدور سورة الفاتحة حول ثلاث محاور رئيسية مهمة :
المحور الأول : التعريف بالله تعالى وذلك في قوله تعالى :( الحمد لله رب العالمين ـ الرحمن الرحيم ـ مالك يوم الدين ). ونتيجة هذا المحور هي أنه إذا عرف الإنسان ربه اتجه إلى عبادته
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > متفرقات عامة >
بسم الله الرحمن الرحيم
إحصاءات من السور والآيات :الإعجاز العددي :
المراد منه : هو التوازن المتساوي بين الكلمات المتوافقة وغير المتوافقة، والتناسق المقصود بين الآيات، وبهذا التماثل العددي والتكرار الرقمي الموجود فيه يكون ملفتا للانتباه داعيا لتدبر آياته، وهو من أنواع الإعجاز المتعلق بفصاحة القرآن الكريم وبلاغته، فإنه يحتوي على علاقة عددية منتظمة في الأوامر والنواهي، وقد تضمن أعدادا وإحصاءات لا يستطيع كشف جماليتها وأسرارها إلا الماهر الغواص في بحر علوم كتاب الله، ولذلك أمرنا الله أن نتأمل كتابه فقال تعالى :} أفلا يتدبرون القرآن ﴿ ( ١ )
وهو أحد وجوه الإعجاز القرآني كما قال السكاكي في المفتاح : إن إدراك إعجاز القرآن ممكن ولكن لايمكن وصفه. ( ٢ )
وقال ابن سراقة : من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتصنيف والمضاعفة. ( ٣ )
فهذه الأرقام العجيبة لا يستطيع أن يحيط بها الإنسان علما لأنها تحتاج إلى دراسات وأبحاث علمية واسعة ولأن القرآن لا تنتهي عجائبه، تأمل قوله تعالى :﴾ما فرطنا في الكتاب من شيء { ( ٤ )
فائدة هذا العلم : هي معرفة بعض معاني وإشارات الكتاب العزيز واليقين والجزم والعلم بالضرورة بأن هذا القرآن العظيم، هو وحي من تنزيل الله الحكيم، على نبيه الرحيم، وليس من تأليف البشر ولا بقول أفاك أثيم.
وقد ألف في هذا الموضوع كثير من العلماء قديما وحديثا وخاصة بعد ظهور الحاسوب حيث كان وسيلة سهلة وسريعة ودقيقة في الإحصاءات القرآنية.
وقد بدأ الاهتمام بالإحصاءات القرآنية مبكرا في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي حيث أرسل إلى قراء البصرة منهم الحسن البصري ومالك بن دينار وقال لهم : عدوا حروف القرآن. ( ٥ )
إحصاءات في السور والآيات :