بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربة السعوديةوزارة التربية والتعليم
إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي
مركز التدريب والابتعاث التربوي
المذكرة
في شرح المقدمة
شرح المقدمة الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزري - رحمه الله -
شرح الشيخ / سليمان بن خالد الحربي - حفظه الله -
وقد أُلقي هذا الشرح في مركز التدريب في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي ٢٦ / ١٤٢٧ هـ
جمع وإعداد : فهد بن عبدالله المحيَّا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أما بعد...فهذا شرح للمقدمة الجزرية مستفاد من عدة مراجع منها :-
أولا : شرح شيخنا أبي خالد سليمان بن خالد الحربي حفظه الله لهذه المقدمة في مركز التدريب.
في الفصل الدراسي الثاني لعام ١٤٢٦هـ - ١٤٢٧ هـ وهذا هو أصل هذا الشرح.
ثانيا : كتاب الدقائق المحكمة لزكريا الأنصاري.
ثالثاً : ماشرحه الشيخ حفظه الله في الفصول الدراسية السابقة وذلك في شرح منظومة تحفة الاطفال.
- وغيرها من المراجع. وهذا جهد المقلِ فإن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطأ فمن أنفسنا والشيطان. ونسأل الله أن يجزي الشيخ خيراً على هذا الشرح وأن يبارك فيه وأن يغفر لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين إنه سبحانه جواد كريم غفور رحيم.
؟ التعريف بالناظم :
هو محمد بن محمد بن محمد المشهور بابن الجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر رضي الله عنهما ببلاد المشرق ولد بدمشق سنة ٧٥١ هـ وتوفي في مدينة شيراز سنة ٨٣٣ هـ وهو شافعي المذهب وله من الكتب المطبوعة :-
١- النشر في القراءات العشر. ٢- طيبة النشر في القراءات العشر ( نظم ).
٣- التمهيد في علم التجويد. ٤- غاية النهاية في طبقات القراء ( وقد ترجم لنفسه فيه ).
؟ قال الناظم رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول راجي عفو رب سامع محمد بن الجزري الشافعيالحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه
محمد وآله وصحبه ومقرئ القرآن مع محبه
؟ الشرح :
قوله ( ومقرئ القرآن ) أي وصلى الله على مقرئ القرآن يعني كل من قرأ القرآن من التابعين وغيرهم.
وقوله ( مع محبه ) أي وصلى الله أيضاً على محب القرآن سوآءً كان قارئاً أو لا. ويحتمل وصلى الله أيضاً على محب قارئ القرآن لأن المرء مع من أحب.
أقسام علم التجويد
* قال الناظم رحمه الله :-
وبعد إن هذه مقدِمه فيما على قارئه أن يعلمه
إذ واجب عليهم محتمُ قبل الشروع أولاً أن يعلموا
باب الضاد والظاء
• قال الناظم رحمه الله :-
والضادَ باستطالةٍ ومخرجِ مَيِّزْ من الظاءِ وكلُّهَا تَجِي
• الشرح :-
أخذ الناظم رحمه الله يُحَرِّض على التفريق بين الضاد والظاء في هذا الباب فقال :
( والضادَ باستطالةٍ ومخرجِ مَيِّزْ من الظاءِ ) أي مَيِّز وفَرِّق الضاد من الظاء وذلك بأمرين :
١- صفة الإستطالة وذلك للضاد
٢- مخرج الضاد فهو يختلف عن مخرج الظاء.
ثم قال ( وكلُهَا تَجِي ) أي أن الظاءات التي في القرآن تجي في الأبيات السبعة الآتية :-
• قال الناظم رحمه الله :-
في الظَّعن ظِلُّ الظُّهرِ عُظْمُ الحِفظِ أيقِظْ وأَنْظِرْ عَظْمَ ظَهْرِ اللَّفظِ
ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا اُغْلُظْ ظَلاَم ظُفْرٍ انْتَظِرْ ظَمَا
• الشرح :-
لما قال الناظم ( وكلُهَا تَجِي ) بدأ بسرد الكلمات التي تجيء فيها الظاء يعني : كل الظاءات التي في القرآن تجيء ( في ) الكلمات التالية أو ما تصرف منها وهي كما يلي :-
١- ( الظَّعن ) وذلك في قوله تعالى ﴿ يوم ظعنكم ﴾ في سورة النحل.
٢- ( ظِلُّ ) كقوله تعالى ﴿ وظَلَّلنا عليكم ﴾ وقوله سبحانه ﴿ يوم الظلة ﴾.
٣- ( الظُّهر ) بضم الظاء وهو انتصاف النهار وذلك في موضعين في قوله تعالى ﴿ من الظهيرة ﴾ وفي قوله سبحانه ﴿ وحين تظهرون ﴾
٤- ( عُظْمُ ) بضم العين من العظمة كقوله تعالى ﴿ ولهم عذاب عظيم ﴾
٥- ( الحِفظِ ) كقوله تعالى ﴿ فالله خيرٌ حافظاً ﴾
٦- ( أيقِظْ ) من اليقظة وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى ﴿ وتحسبهم أيقاظاً ﴾
٧- ( أَنْظِرْ ) من الإنظار وهو التأخير كقوله تعالى ﴿ ولا هم ينظرون ﴾
٨- ( عَظْمَ ) بفتح العين كقوله تعالى ﴿ وانظر إلى العظام ﴾
٩- ( ظَهْرِ ) بفتح الظاء كقوله تعالى ﴿ كتاب الله وراء ظهورهم ﴾
١٠- ( اللَّفظِ ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى ﴿ ما يلفظ من قول ﴾
١١- ( ظَاهِرْ ) وهذه الكلمة لها عدة معان منها :-
باب أحكام المد
• قال الناظم رحمه الله :-
والمد لازمٌ و واجبٌ أتَى وجائزٌ و هو و قصرٌ ثبتَا
• الشرح :-
- المد : لغة : الزيادة. واصطلاحاً : هو إطالة الصوت بحرف المد أو حرف اللين عند وجود سببه.
وضد المد القصر وهو ترك المد.
• والمد قسمين :- [ أصلي و فرعي ]
١- مد طبيعي ( أصلي ) :
وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب. وحروفه ثلاثة مجموعة في قولك [ واي ] وهي حروف الجوف [ وقد سبقت في مخارج الحروف ] ويمد هذا المد بمقدار حركتين.
؟ والمد الطبيعي قسمين :-
١- مد طبيعي كلمي مثل ﴿ قَال ﴾ ومثل ﴿ نُوْحِيْهَا ﴾
٢- مد طبيعي حرفي وهي الحروف المقطعة المجموعة في قولك [ حي طهر ] فتنطق : حا / يا / طا / ها / را.
- والمد الكلمي الطبيعي أيضاً يمكن أن يُقَسَّم إلى أقسام منها :-
١- مد الصلة الصغرى : وذلك في هاء الكناية التي يكنى بها عن المفرد الغائب لكن بشرط أن تكون الهاء متحركة وما قبلها متحرك وما بعدها متحرك، فإذا كانت كذلك فإنها توصل بواو مدية إذا كانت مضمومة وبياء مدية إذا كانت مكسورة، وتمد هذه الصلة مداً طبيعياً بمقدار حركتين مثل :﴿ فسئل به خبيراً ﴾
- فإن كان ما بعد الهاء همزة فتمد أكثر من ذلك لأنها صارت من قبيل المد المنفصل وتسمى في هذه الحالة : مد صلة كبرى، مثل ﴿ وما يكذب بِهِ ~ إِلا كل معتد أثيم ﴾
٢- مد التمكين وذلك إذا اجتمعت ياءان أو واوان الأولى منهما حرف مد فيجب تمكين المد الطبيعي للفصل بينهما حذراً من الإدغام مثل ﴿ ءامنُوا و عملوا ﴾ ﴿ فِي يومين ﴾، وكذلك يكون مد التمكين إذا اجتمعت ياءان أو واوان الأولى منهما مشددة والثانية حرف مد مثل ﴿ النبيِّيْن ﴾.
٣- مد العوض وهو يكون في الكلمة المنونة تنوين نصب وذلك عند الوقف عليها مثل ﴿ أفوجاً ﴾
٢- المد الفرعي :
وهو المد الزائد عن المد الأصلي لسبب خارجي
- وسببه : إما الهمزة أو السكون.
باب المقطوع والموصول
• قال الناظم رحمه الله :-
واعرفِ لمقطوعٍ وموصولٍ وتَا في المصحفِ الإمامِ فيما قدْ أَتَى
• الشرح :
لما كان القارئ يحتاج في الوقف إلى معرفة المقطوع والموصول لأنه قد يقف اضطراراً على كلمة موصولة بما بعدها رسماً وهذا خطأ بل الموصول يصله والمقطوع يقف عليه في حالة الاضطرار جوازاً ولا يبتدئ بما بعده بل يعود لما قبله لكي يتم المعنى كما سبق ذكره، ولا يقف على المقطوع اختياراً أبداً، وأيضاً لما كان القارئ يحتاج في الوقف لمعرفة التاء هل تكتب تاءً فيقف عليها بالتاء أو تكتب هاء فيقف عليها بالهاء ؛ لما كان القارئ محتاجاً إلى معرفة ذلك كله بَيَّنَ المؤلف ذلك بقوله ( واعرفِ لمقطوعٍ وموصولٍ وتَا ) التأنيث التي تكتب تاء مفتوحة لا هاء مربوطة، وهذه ستأتي إن شاء الله في الباب الذي بعد هذا.
- والمقطوع : هو كل كلمة مفصولة عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية.
ويتنبه إلى أنه لابد فيه من ثبوت الحرف الأخير رسماً في الكلمة المقطوعة إن كان مدغماً بما بعده مثل :( أنْ ) المخففة مع ( لا ) في قوله تعالى ﴿ أن لَّا تشرك بي شيئاً ﴾.
- والموصول : هو كل كلمة متصلة بما بعدها في رسم المصاحف العثمانية.
ويتنبه إلى أنه يحذف الحرف الأخير من الكلمة الموصولة رسماً إن كان مدغماً بما بعده. مثل :( إن ) المخففة مع ( لا ) في قوله تعالى ﴿ إلَّا تنصروه فقد نصره الله ﴾.
- ثم قال الناظم ( في المصحفِ الإمامِ ) أي اعرف ماسبق كما هو في المصحف الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه فإن عثمان رضي الله عنه اتخذ مصحفاً لنفسه واستنسخ منه ست نسخ وأرسلها إلى الأمصار فالنسخة التي عند عثمان رضي الله عنه هي المصحف الإمام.
- ثم قال ( فيما قدْ أَتَى ) رسمه فيه، أي اعرف ما سبق كما في مواضع قد أتى رسمه في مصحف الإمام عثمان رضي الله عنه.
باب التاءات
• قال الناظم رحمه الله :-
و ( رحمتُ ) الزخرفِ بالتَّا زَبَرَهْ الاَعرافِ رُومٍ هودَ كافِ البقرهْ
( نِعمتُـ ) ـهَا ثلاثُ نحلٍ إبرهمْ معاً أخيراتٌ عقودُ الثانِ هَمّْ
لُقمانُ ثُمَّ فَاطرٌ كالطورِ عمرانَ ( لَعْنَتَ ) بِها والنورِ
• الشرح :
قوله ( التاءات ) المراد بذلك تاء التأنيث فبعض الكلمات التي فيها تاء تأنيث كتبت في القرآن بالتاء المبسوطة [ المفتوحة ] مع أن الأصل كتابتها بالتاء المربوطة وهذا هو المراد بهذا الباب، وفائدة معرفة ذلك :
١- معرفة رسمها في المصحف
٢- الوقف عليها حال الاضطرار فإذا صارت مبسوطة فيوقف عليها بالتاء وإذا صارت مربوطة فيوقف عليها بالهاء.
- واعلم أن ما كتب بالتاء المبسوطة في القرآن هي [ بعض الكلمات المضافة ] وعليه :
أ - فالكلمة الغير مضافة التي آخرها تاء تأنيث تكتب دائما بالهاء مثل قوله تعالى ﴿ أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ﴾ فـ[ رحمة ] كتبت بالهاء لأنها غير مضافة فكل ما في هذا الباب الذي عقده الناظم هو لما أضيف أما ما لم يضف فلا يدخل هنا مطلقاً ولا يَرِدُ علينا أبداً.
ب - أيضاً : ليس كل الكلمات المضافة مكتوبة بالتاء بل بعضها الآخر بالهاء، ولذلك استصحِب هذا الأصل وهو أن ما سيذكره الناظم رحمه الله هو ما كتب بالتاء المبسوطة وما لم يذكره فاعلم أنه مكتوب بالتاء المربوطة.
- فائدة : التاء المنونة مربوطة لأن التنوين يقطع الإضافة فلا تكون الكلمة مضافة.
• ثم شرع الناظم في عد الكلمات التي فيها تاء مبسوطة وهي كما يلي :-
الكلمة الأولى :﴿ رحمتُ ﴾ : وهي في سبع مواضع :-
١– ( الزخرفِ ) وهذه في موضعين في سورة الزخرف في آية واحدة ؛ الأولى قوله تعالى ﴿ أهم يقسمون رحمت ربك ﴾.