موقف المستشرقين من القرآن الكريم دراسة في بعض دوائر المعارف الغربية
إعداد
أ. د عدنان الوزان
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: تمهيدالحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم بحكمته وعلمه، وأعجز الثقلين الجن والإنس أن يأتوا بمثله، القائل جل شأنه: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ [الإسراء: ٨٨]، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ﷺ الذي أوحى إليه ربه بالقرآن العظيم ليكون للعالمين بشيراً ونذيراً، القائل: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه))(١)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة))(٢)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه))(٣).
وبعد، فبين يدي القارئ مبحث عام عن القرآن الكريم ونظرة المستشرقين إليه، كما جاء في كتاباتهم السلبية التي حوتها بعض دوائر المعارف الغربية، مع أن بعض الكتب الاستشراقية ـ وهي قليلة ـ فيها إنصاف وموضوعية علمية حول نظرتها إلى القرآن الكريم، وأنه وحي أوحى به الله عز وجل إلى خاتم رسله النبي الأمي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام. بينما كثير من كتابات المستشرقين فيها الانتقاص من القرآن الكريم والتشكيك والإنكار، وذاك منهج المعاندين الذين تحدث عنهم المولى جل وعلا بقوله: ژ ھ ے ے ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ [فصلت: ٢٦]، وذاك أيضاً غالب على المنهج الاستشراقي منذ ظهور حركة الاستشراق وحتى يومنا هذا.
(١) أبو داود (٤٦٠٤)، وأحمد ٤/١٣١.
(٢) البخاري (٤٦٩٦)، ومسلم (١٥٢).
(٣) أبو داود (١٤٥٢)، والترمذي (٢٩٠٧)، وابن ماجه (٢١١).
(٢) البخاري (٤٦٩٦)، ومسلم (١٥٢).
(٣) أبو داود (١٤٥٢)، والترمذي (٢٩٠٧)، وابن ماجه (٢١١).