نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٣٨٥
سورة النور
«١» آياتها أربع وستون آية
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير قالا : أنزلت سورة النور بالمدينة.
[الآية الأولى ]
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢).
الزَّانِيَةُ : الزّنا : هو وطء الرجل للمرأة في فرجها من غير نكاح ولا شبهة نكاح.
وقيل : هو إيلاج في فرج مشتهي طبعا محرم شرعا.
والزانية : هي المرأة المطاوعة للزنا، الممكنة منه كما تنبىء عنه الصيغة لا المكرهة. وكذلك وَالزَّانِي.
فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما «٢» : الجلد : الضرب، يقال : جلده إذا ضرب جلده، مثل

(١) قال القرطبي : مدنية بالإجماع، والمقصود من هذه السورة ذكر أحكام العفاف والستر (١٢/ ١٥٨).
(٢) قال أكثر أهل التفسير : هذا عام يراد به خاص. والمعنى : الزانية والزاني من الأبكار، فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.
وقال بعضهم : هو عام على كل من زنى، من بكر ومحصن، واحتجّ بحديث عبادة وبحديث عليّ - عليه السلام - أنه جلد شراحة يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة وقال : جلدتها بكتاب اللّه عز وجل ورجمتها بسنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اه.
وعلى هذا رأي أهل الظّاهر، قال ابن كثير : وقد أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم برجم هذه المرأة - وهي


الصفحة التالية
Icon