نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٤٢٥
سورة الحجرات
ثمان عشرة آية
و هي مدنية، قال القرطبي : بالإجماع «١».
[الآية الأولى ]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (٦).
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا : من التبيين.
وقرأ حمزة والكسائي من التثبيت فتثبتوا. والمراد من التبيين التعرف والتفحص، ومن التثبيت الأناة وعدم العجلة والتبصر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر «٢».
قال المفسرون : إن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط «٣».
كراهة أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ : أو لئلا تصيبوا، لأن الخطأ ممن لم يتبين الأمر ولم يتثبت فيه هو الغالب وهو جهالة، لأنه لم يصدر عن علم.
والمعنى متلبسين بجهالة بحالهم.
فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ : بهم من إصابتهم بالخطأ.
نادِمِينَ (٦) : على ذلك مغتمين له مهتمين به.

(١) انظره في «تفسيره» (١٦/ ٣٠٠).
(٢) انظر القرطبي (١٦/ ٣٠٧).
(٣) انظر : مسند أحمد (٤/ ٢٧٩)، والطبراني في «الكبير» (٣/ ٢٧٤، ٢٧٥)، (٣٣٩٥)، والدر للسيوطي (٧/ ٥٥٥، ٥٥٦)، الفتح الرّباني (١٨/ ٢٨٢)، الطبري (٢٦/ ٧٨)، زاد المسير (٧/ ٤٦٠)، اللباب (١٩٦)، القرطبي (١٦/ ٣١١).


الصفحة التالية
Icon