الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض
الملتقى الثالث
للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
المحور الأول
آثار تعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع
موضوع
(الأثر التربوي والأخلاقي)
الدكتور/ محمد حسن سبتان
أستاذ مساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه
كلية الشريعة ـ جامعة الملك خالد
شوال ١٤٢٧هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

(ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)
سورة آل عمران آية ٧٩

مقدمة

- الحمد لله الذي علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان نبينا محمد - ﷺ - كلما جدّ الجديدان واختلف الملوان.
أما بعد: فإنّ لحفظ القرآن الكريم وتعليمه صبغة الطهر والنقاء، على النفس المسلمة في تقويمها وهدايتها (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرًا كبيرًا)(١)
بادئ ذي بدء: ننظر في تعريف التربية والأخلاق والعلاقة بينهما ؟
ـ إنّ التربية: هي مجموعة المؤثرات المعينة، التي تمتد إلى إحداث تغييرات لدى الأفراد، حتى يكتسبوا سمات الشخصية التي نتفق على اعتبار أنها قد تزودت بالخصائص التربوية. (٢)
وأما الأخلاق فقد عرفها الماوردي: بأنها غرائز كامنة، تظهر بالاختيار، وتقهر بالاضطرار. (٣)
وأقول: لا يصل صاحب الأخلاق إلى هذه الدرجة إلا بعد المرور بمرحلة من تربية النفس نحو الفضائل، وتنحيتها عن الرذائل، إنّ العلاقة بين الأخلاق والتربية هي العلاقة بين النظري والتطبيق.
فالأخلاق الفاضلة: من عفو وحلم وعزة وسخاء علم نظري راق، والتربية تعويد النفس على هذه الأخلاق حتى تصبح سجية.
(١) ١- سورة الإسراء آية ٩
(٢) ٢- نبيه يس، أبعاد متطورة في الفكر التربوي ص ١٨ ط: الخانجي ـ القاهرة
(٣) ٣- الماوردي، تسهيل النظر وتعجيل الظفر ص٥


الصفحة التالية
Icon