أثر تعليم القرآن الكريم في حفظ الأمن
للدكتور عبدالقادر بن ياسين الخطيب
الأستاذ المساعد بجامعة الأمير سلطان ـ قسم العلوم العامة
العام الدراسي ١٤٢٦/١٤٢٧هـ
المقدمة
الحمد لله الذي أنزل القرآن برهانا ونوراً مبيناً، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين شاهداً ومبشراً ونذيراً، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فإن دين الإسلام دين الفطرة السوية، فهو يلبي حاجة الإنسان، ويوجه رغباته لما فيه خيره وسعادته، ومن متطلبات هذه الفطرة ودواعي عمارة الأرض اجتماعُ الناس، وهذا لا ينتظم دون أمن يخيم على المجتمع، واستقرار يضرب أطنابه في وطن ينعم بالسلام ويشيع التراحم بين أفراده، وحينئذ يثمر العمل، ويعم الرخاء، وتزدهر الحضارة، فالأمن إذن فريضة دينية ومقصد شرعي؛ حيث حُصرت المقاصد الشرعية في حفظ الضرورات الخمس التي هي مصالح لا يستغني عنها المجتمع، وهي حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل، والمقصود بحفظها : توفير البيئة المناسبة لشعور المجتمع بالأمن عليها، وحمايتها بكل وسيلة تمنع انتهاكها، سواء أكانت هذه الوسيلة ردعاً من جهة السلطة، أو بناء على قناعة ذاتية تمنع صاحبها من الاعتداء عليها.
وبما أن القرآن الكريم هو دستور الملة ومنبع الشريعة، فقد تضافرت نصوصه في الحث على نشر الأمن، والتحذير من الإخلال به، بأساليب مختلفة ومناسبات متعددة، وهذا يعني أنه ينبغي أن يكون للقائمين على تعليم القرآن الكريم دور واضح في الحفاظ على الأمن والاستقرار، من خلال عملهم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم.