جامعة الأزهر
كلية أصول الدين والدعوة
حولية الكلية
العدد السابع عشر
اختلاف المفسرين
أسبابه وضوابطه
إعداد
أحمد محمد الشرقاوي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بكلية أصول الدين والدعوة
جامعة الأزهر
بحث محكم وصالح للنشر بالحولية
العدد السابع عشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمةالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق نسأله تعالى أن يثبتنا عليها في الحياة وعند الممات، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه رحمة لجميع الكائنات، وأرسله بالهدي ودين الحق ليظهره علي سائر الديانات، وأنزل عليه آيات بينات، وبراهين نيرات، عصمة ونجاة، ودستورا للحياة، من سار علي دربه فاز بالجنات ومن أعرض عنه وسار وراء الأهواء والضلالات مُني بالحسرات وطُرح في الدركات ٠
وبعد فالقرآن الكريم هو الحجة البالغة والمعجزة الخالدة معين لا ينضب وعطاء متجدد ونهر فياض وبحر لا ساحل له، لا عزة ولا كرامة إلا لمن استمسك به قال تعالى ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَي صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾ } سورة الزخرف
كتاب عزيز : عزيز لأنه نزل من عند العزيز، عزيز لأنه سبيل العزة لكل من آمن به، عزيز لا مثيل له ولا شبيه فهو كتاب فريد ٠
عزيز : بعيد عن أيدي العابثين التي امتدت إلى الكتب السابقة بالتحريف والتبديل، بعيد عن أي تناقض أو اضطراب قال تعالى ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {٤١﴾ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } سورة فصلت﴿٤٢﴾ وقال جل وعلا ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ النساء ﴿٨٢﴾