مقدمة

الحمد لله العزيز الوهاب، الكبير المتعال، فاطر الأرض والسموات، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد؛
فإنّ هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، معجزة خالدة، آثاره على الأفراد والأمم واضحة ظاهرة يلحظها كل ذي عينين، ويهتدي إليها السعداء، ويفرح بها الخبراء من الاجتماعيين والتربويين والنفسيين.
وتعليم القرآن الكريم عملية متكاملة بين طرفين؛ مرسل ومستقبل.
الأول منهما في حال الإلقاء والتعليم، والآخر في محل التلقي والتعلم. إنها عملية متواصلة قائمة بين المعلم والتلميذ لها آثارها المتنوعة، اخترتُ منها الأثر التربوي والخلقي ليكون موضوع هذا البحث، وجعلت عنوانه: (الأثر التربوي والخُلقي لتعليم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع).
قدمت له بهذه المقدمة، ثم قسمته إلى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة على النحو التالي :
- المبحث الأول : الأثر التربوي والخُلقي لتعليم القرآن الكريم على الفرد.
- المبحث الثاني : الأثر التربوي والخلقي لتعليم القرآن الكريم على المجتمع.
- المبحث الثالث : أصول وضوابط لتحقيق الأثر التربوي والخلقي لتعليم القرآن الكريم.
- خاتمة (وفيها أهم النتائج، وأبرز التوصيات والمقترحات).
وأنا أنطلق في كتابة هذه الورقة، وتقديمها من تجربة ذاتية تلميذًا في حلقها، ومعلمًا لتلاميذها، فأكتب ذلك عن قرب، راجيًامن الله تعالى السداد والقبول، وأن ينفع بهذا البحث معدّه وقارئيه، وأن يرحمنا جميعًا.
وصلى الله وسلّم على نبيّنا وسيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وذريته. والله تعالى أعلم.
وكتب
العبد الفقير إلى الله تعالى
عبد الرحمن بن جميل قصاص
مكة المكرمة
المبحث الأول :
الأثر التربوي والخُلقي
لتعليم القرآن الكريم على الفرد


الصفحة التالية
Icon