الخلاصة الجامعة لقواعد التفسير النافعة
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
فهذه خلاصة، فيها فصول جامعة لقواعد نافعة، ولطائف ماتعة، تعين المستنبط من القرآن على إستنباط معانيه، وتفتح للمفسّر أبوابا في بيان مراميه، ثم إنه لايخفى على اللبيب، أن معاني القرآن وأسراره بحر ليس له ساحل، يؤتي الله تعالى فهمها لمن شاء على قدر إخلاصه، ويرد عنها أهل الأهواء فيرجعون بلا طائل، وإنما تتنزّل بركة القرآن على من تعلّق به على قدر تعلقه، فمن قام به آناء ليله ونهاره، فتح الله تعالى له به أسراره، وكشف له أستاره.
ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا أعمالنا، ويجعلها ذخيرة لنا، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فصل
مدخل وتعريفات
القاعدة لغة : ما انبني عليه غيره.
وإصطلاحا : كلي يندرج تحته أحكام جزئية
التفسير : يدور معناه على الكشف والبيان، فهو إخراج الشيء من مقام الخفاء إلى مقام التجلي
والتفسير إصطلاحا : علم يعرف به معاني القرآن وأحكامه.
علم التفسير أشرف العلوم، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، وكلام الله تعالى هو صفة من صفاته، وشرف معرفة معاني كلامه، لايساويه شرف.
قواعد التفسير : قواعد كلية يتوصل بها إلى معرفة معاني القرآن وأحكامه
فقواعد التفسير بالنسبة للتفسير مثل أصول الفقه بالنسبة للأحكام الفقهية العملية، فكما أن أصول الفقه تضبط الإستدلال وتعرف الفقيه كيفية إستنباط الأحكام من النصوص، كذلك قواعد التفسير تضبط الإستدلال ممن القرآن وتعرف المفسر كيف يستدل بالقرآن على معانيه و أحكامه.
والعلاقة بين قواعد التفسير القرآن، وعلوم القرآن، هو أن القواعد جزء من علوم القرآن.
معنى القرآن
القرآن مصدر بمعنى اسم المفعول قرأ يقرأ قراءة وقرآنا،
وقرأ في اللغة : بمعنى تلا، أو بمعنى جمع، ومنه القرية لأنها تجمع السكان.