الرؤية
الاستشراقية للأحرف السبعة
والقراءات القرآنية
( عرض ونقد )
إعداد الباحث
د. رجب عبد المرضي عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمةالحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن بهديه اهتدى وإلى طريقه التجا...
وبعد:
فإن الله تعالى قد تولى حفظ كتابه القرآن الكريم، ودعا إلى التمسك بحبله المتين، وصراطه القويم، فاستجاب المؤمنون به، وشغلوا حياتهم بكتاب الله – تعبداً – وانبرى جمهور العلماء - قديماً وحديثاً – يذودون من حوله سهام الطاعنين، ويفندون شبهات الملحدين في آيات الله،..
وعلى طريق هذه الجهود المتواترة، يقدم هذا البحث عرضاً مجملاً للرؤية الاستشراقية حول الأحرف السبعة والقراءات القرآنية، ومدى خروج أصحابها المستشرقين عن الأصول العلمية - التي يعرضونها فقط – في دراستها بخاصة، وذلك في ضوء الحقائق عند علماء المسلمين وموقفهم الملتزم بما تقتضيه طبيعة الدراسة، ويفرضه المنهج العلمي الصحيح، ولم يقصد البحث إلى الاستيفاء الحاصر لكل شبهات المستشرقين، فقد نحا في بعض الجوانب نحو الإجمال، فقد فصل آخرون بما يفند الشبهات الاستشراقية، واحدة واحدة، مكتفياً بالإشارة إلى بعض هذه الجهود الموفية، وبالله التوفيق.
تمهيد: أهمية الموضوع ومصطلحاته
إن موضوع الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم، وما قام عليها من القراءات القرآنية ليتطلب اهتماماً بالغاً، واستشعار تأثيره دائماً، فهو يتعلق بالمصدر الأول في الإسلام، وهو القرآن الكريم، من جهة أصوله الثابتة، فالاعتقاد به هو محور الدين، ومرتكز حياة المؤمن كلها. ولما كان القرآن الكريم وحياً من الله تعالى، أنزل على سبعة أحرف، هي أيضاً من وحي الله، وبلاغ رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الأحرف السبعة تعد الأساس الشرعي في تعدد القراءات القرآنية، وربانية مصدرها الإلهي.