مقدمة

لا ينتاب المسلم الصادق أدنى شك في عظمة كتاب الله -تبارك وتعالى-، واشتماله على خيري الدنيا والآخرة، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصًا أو إيماءً، وإما منطوقًا أو مفهومًا، وقد وصف الله جل وعلا القرآن الكريم بقوله: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾[النحل: ٨٩](١)، وما دام الأمر كذلك فإنه لا سعادة ولا نصر ولا اطمئنان ولا أمان إلا إذا تمسكت الأمة بكتاب ربها، والنهل من معينه.
وما دام الأمر كذلك فإن من علامات التوفيق الظاهرة البارزة للأمة عنايتها بكتاب ربها؛ تلاوةً وحفظًا، وفهمًا وتطبيقًا، وهو ما نجده -ولله الحمد والمنة- متوفر في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية التي قامت على كتاب الله وسنة رسول الله - ﷺ -، وأولى قادتها منذ انبثاق فجرها عنايتهم الفائقة بكتاب الله تعالى، بل لقد تميزت بمزيد العناية؛ فما مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف إلا مثال حي على تلك العناية، ومثله رعاية هذه الدولة الكريمة –المملكة العربية السعودية- للجمعيات التي تُعنى بالقرآن الكريم تدريسًا وتحفيظًا؛ حيث تمنح قيادة هذا البلد المعطاء هذه الجمعيات كل العون والرعاية، وهذا من دلائل توفيقها وتسديدها.
(١) …انظر: الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع، محمد بن صالح العثيمين (موقع الشيخ محمد العثيمين على الشبكة المعلوماتية:
…http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_١٦٩١٣.shtml


الصفحة التالية
Icon