جهود سيبويه في التفسير
أ. د. أحمد محمد الخراط(١)
ملخص البحث
يبدأ البحث بمقدمة موجزة عن نشأة علم التفسير في عهد النبي - ﷺ - وصحابته، ونمو هذا العلم على أيدي التابعين في القرن الثاني للهجرة، وتحدَّث عن نهضة الدراسات اللغوية لخدمة التفسير، ويشير إلى أهمية كتاب سيبويه، ومشاركته علماء التفسير في الحديث عن بعض الآيات.
ثم يأتي المبحث الأول في تفسير سيبويه بعض مفردات القرآن من الأفعال والأسماء والأدوات، وعرض نماذج من كتابه، ووازنها بأقوال بعض المفسرين الذين أفادوا منه.
أما المبحث الثاني فكان عن بواكير التفسير التحليلي عند سيبويه، فعرض أقواله في هذا التفسير، ووازنها بأقوال بعض المفسرين.
ويأتي المبحث الثالث عن التفسير بتقدير المحذوف، ولسيبويه في ذلك وقفات متأنية، أفاد منها المفسرون.
وأشار المبحث الرابع إلى تفسير سيبويه الآيات المشكلة، فبيَّن معناها وإعرابها على المذهب الذي اختاره.
ويأتي المبحث الخامس عن توجيه القراءات عند سيبويه، وموقفه منها.
أما المبحث السادس فكان عن حواره مع علماء عصره في مسائل من التفسير.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
تَنزل القرآنُ الكريم بلسانٍ عربي مبين، وَفْقَ أساليبِ العرب وطرائق تعبيرهم، وكان رسولُ الله - ﷺ - يُفَسِّر لصحابته - رضوان الله عليهم - معانيَ مفرداته وتراكيبه. وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فصلاً في كتابه «مقدمة في أصول التفسير» قال فيه(٢): «يجب أن يُعْلَمَ أن النبي - ﷺ - بيَّن لأصحابه معاني القرآن الكريم، كما بَيَّن لهم ألفاظَه، فقوله تعالى:

(١) وكيل مركز الدراسات القرآنية في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
(٢) مقدمة في أصول التفسير ٣٥. وانظر: مجاز القرآن ١/٨.


الصفحة التالية
Icon