رسالة
عِقد الدرر
فيما صَحَّ في فضائل السور
تأليف الفقير لعفو ربه:
أبي خالد أيمن بن عبدالعزيز أبانمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل القرآن الكريم خير كتبه وأفضلها، وصيّره خاتماً لها ومهيمنا عليها، سبحانه اصطفى أمة محمد - ﷺ - فجعلها خير أمة أخرجت للناس، ثم أختار مِن أمته مَن جعلوا القرآن لهم نبراس، فكانوا خياراً من خيار جمعوا بين خيرية الأمة وخيرية الكتاب (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ثم أفاض عليهم جلّ وعلا من جوده حتى جعلهم من أهله وخاصته (أهل القرآن أهل الله وخاصته) فمن ذا يفتخر بنسبٍ بعد نسب أهل القرآن ؟ بل جعل إكرام حملة القرآن من إجلال الله (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه)، فلقد جعلهم تبارك وتعالى في المكان الأعلى والمحل الأسمى في الدنيا (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وفي الآخرة (يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن: يا رب حلِّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يارب زده، فيلبس حُلة الكرامة) حتى صار صاحب القرآن في أعلى المنازل في الجنة (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) نسأل الرحيم الرحمن أن يجعلنا من أهل القرآن ويسكننا أعلى الجنان آمين.
وبعد.. فإن المسلم ليفرح وهو يرى إقبالا كبيرا على القرآن الكريم حفظاً وتلاوة ومدارسة وتدبراً وتحكيماً مما يبشر بخير ويعد بمستقبل مشرق لهذه الأمة، حتى نشأ في كثير من أقطار المسلمين حلقات القرآن الكريم لتحفيظه، وفتحت الدروس لتفسيره، وبثت الإذاعات والفضائيات الخاصة لتبليغه، وتسابق الصغار والكبار على تلاوته وترديده، حتى أضحى أكثر الكتب قراءة في العالم، وحفظ في الصدور قبل الصحف والمراسم.


الصفحة التالية
Icon