...

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين.. وبعد :
فلقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم باللغة العربية، فهي أشرف اللغات وأعلاها، وأكملها وأبقاها؛ لأنها لغة القرآن الكريم، ولسان سيد المرسلين.
قال تعالى :﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [ الشعراء : ١٩٣–١٩٥].
قال الإمام الطوفي(١): "المراد باللسان هنا: اللغة".
وقال تعالى :﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [ يوسف/ ٢ ].
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية(٢): " وذلك لأن العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكَمُلَ من كل الوجوه ".
فالعناية بها عناية بكتاب الله تعالى، ودراستها تعين – بتوفيق الله – على فهم كتابه الكريم، وسنة رسوله - ﷺ -.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(٣): " اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب : فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ. ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ".
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله(٤): " إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تَفَهُمَها فمن جهة لسان العرب يُفهَم، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة ".
(١)... الصقعة الغضبية في الرد على منكري العربية (ص٢٣٥).
(٢)... تفسير القرآن العظيم ٢/١٤٣٨.
(٣)... اقتضاء الصراط المستقيم ١/٤٧٠.
(٤)... الموافقات ٢/٦٤.


الصفحة التالية
Icon