بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة يخرج هذا الكتاب وقد جاوزت الأربعين ببضعة أشهر إنه الكتاب الثامن عشر من السلسلة التي بدأت تأليفها رجاء خدمة الإسلام وإبلاغ رسالاته. وأشعر بأن العود إلى الله يقترب أمده، إذ أغلب الظن أن ما بقي أقل مما مضى. على أني أقلب النظر بين الأمس الذاهب والغد المقبل، ثم أحمد الله على ما وهب من حياة وأفاء من فضل، وأدعوه- كما استحب لأمثالي ممن بلغ أشده- قائلاً في إنابة وتأميل: " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين " وقد كنت أعلنت عن هذا الكتاب من بضع سنين، غير أن التوفر على إتمامه لم يتيسر إلا من مدة قريبة. فثم موضوعات عاجلة اضطرتني إلى الخوض فيها ظروفنا المعاصرة. وشيء آخر يجب أن أصرح به، ذاكم هو تهيب الحديث عن كتاب الله دون استكمال العدة التي تنبغي بإزائه. ولست أزعم أني أقبلت على الكتابة وأنا رضي النفس بالوسائل المتاحة لي. كلا، وفي حدود هذه الوسائل الممكنة سجلت تلك النظرات التي تطول أو تقصر وفق حظها من رعاية الله !!. وسيجد القارئ فيها جملة معارف حسنة عن القرآن المجيد، تضمنت ثمرات من غراس الأئمة الأقدمين والعلماء المحدثين، وشدها جميعًا نظام يوائم الأسلوب الذي استحلاه المثقفون اليوم، وألفوه في مجالي العلم والأدب.
ص _٠٠٤


الصفحة التالية
Icon