المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين
قسم القرآن وعلومه
-جمعاً ودراسة -
رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه
إعداد:
محمد بن عبد الله بن صالح الضالع
إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور :
سليمان بن إبراهيم اللاحم
أستاذ القرآن وعلومه في جامعة القصيم
(المجلد الأول)
العام الجامعي : ١٤٢٦ هـ
المقدمة
إن الحمد لله ؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#qà)¨؟$# اللَّهَ ¨،xm تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ tbqكJد=َ،-B ﴾ (١).
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ (#qà)¨؟$# رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ ;oy‰دn¨ur وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا #[ژچدWx. [ن!$|، دSur وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (٢).
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#qà)¨؟$# اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) ôxد=َءمƒ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (٣).
أما بعد :
فإن القرآن الكريم هو مصدر التشريع للأمة الإسلامية؛ ولذا كانت عناية الأمة الإسلامية وعلمائها به عظيمة، تجد ذلك واضحاً في كثرة الكتب المؤلفة في تفسير القرآن الكريم.
وهذه التفاسير منها ما هو مجموع في مصنف خاص بالتفسير، ومنها ما هو أقوال منثورة في كتب متعددة.
وهذه الأقوال التفسيرية المنثورة لا تقل قيمتها عن تلك المجموعة في مصنف خاص، بل ربما كانت أعظم قدراً، وأكثر علماً، وأدق فهماً، من بعض الكتب المصنّفة في التفسير، ولا يكمل أمرها إلا بجمعها في مصنف خاص، يسهل الرجوع إليه، ويعم الانتفاع به.
(٢) سورة النساء : ١.
(٣) سورة الأحزاب : ٧٠، ٧١.
التمهيد
سمات التفسير في عصر أبي إسحاق الشاطبييعتبر القرن الثامن الهجري الذي عاش فيه الشاطبي امتداداً للقرون السابقة ؛ من حيث الطابع العام في العلوم الإسلامية في مذاهبها العقدية والفقهية، وفي مناهجها وطرقها واهتماماتها وعناياتها، وإن تفاوتت بين الحين والآخر، وبين شخص وآخر.
ويعتبر التفسير من تلك العلوم التي أخذت طابعها العام في الفترة الإسلامية في بلاد الأندلس، مع تفاوت تلك الفترات في اهتمامات علمائها وقدراتهم في بعض الجوانب.
وللتفسير الأندلسي في عصر الشاطبي سماته التي يشاركه فيها غيره، سواء في الأندلس قبل عصر الشاطبي، أو في غيرها من البلاد الإسلامية.
ومن التفاسير التي يمكن أن تعطي صورة عن سمات التفسير في عصر الشاطبي ما يلي:
١ - التسهيل في علوم التنْزيل لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي المالكي الغرناطي، المتوفى سنة ٧٤١هـ.
٢ - البحر المحيط لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي، المتوفى سنة ٧٤٥هـ.
٣ - تفسير الشاطبي، وهو أقواله المجموعة في هذا البحث.
فهؤلاء الأئمة المفسرون عاشوا في القرن الثامن.
وهذه التفاسير المذكورة وإن كانت تتفاوت في بعض اهتماماتها في التفسير قلة وكثرة، إلا أنها تعطي تصوراً عاماً للتفسير في عصر الشاطبي، الذي يعتبر امتداداً لما قبله.
وسيكون حديثي عن هذه السمات على وجه الإجمال، وأما التمثيل لها فيكتفى بالأمثلة التي أوردتها في منهج الشاطبي في تفسيره.
وسمات التفسير الأندلسي في عصر الشاطبي تتبين بما يلي:
السمة الأولى: الاهتمام بالتفسير بالمأثور.
ويتمثل هذا بتفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين.
ويمتاز الشاطبي في هذه السمة بأنه اعتنى بنقل الأحاديث والآثار والأخبار في تفسير الآيات، مع نسبة تلك الأقوال إلى قائليها وذكر مصادرها، وأحياناً يذكرها بأسانيدها.
القسم الأول
أبو إسحاق الشاطبي
ومنهجه في التفسير
ويشتمل على أربعة فصول :
الفصل الأول : حياة أبي إسحاق الشاطبي.
الفصل الثاني : مصادر أبي إسحاق الشاطبي في التفسير.
الفصل الثالث : منهج أبي إسحاق الشاطبي في التفسير.
الفصل الرابع : القواعد التفسيرية عند أبي إسحاق الشاطبي بين النظرية والتطبيق.
الفصل الأول
حياة أبي إسحاق الشاطبي
ويشتمل على مبحثين :
المبحث الأول : عصر أبي إسحاق الشاطبي.
المبحث الثاني : ترجمة أبي إسحاق الشاطبي.
المبحث الأول
عصر أبي إسحاق الشاطبي
ويشتمل على ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : الحالة السياسية.
المطلب الثاني : الحالة الاجتماعية.
المطلب الثالث : الحالة العلمية.
المطلب الأول : الحالة السياسية
عاش الإمام أبو إسحاق الشاطبي في القرن الثامن الهجري في ظل مملكة غَرْنَاطَة(١) الأندلسية، والتي كان يحكمها بنو نصر المعروفون ببني الأحمر.
وعرفت دولتهم بالدولة النصريّة، وملوكهم بملوك بني نصر أو بني الأحمر.
وقد مرت مملكة غرناطة بفترات تاريخية منذ الفتح الإسلامي، وانتهاء بدولة المرابطين ثم الموحدين، كغيرها من مدن الأندلس.
وفي آخر عهد دولة الموحدين، لما ضعفت دولتهم، وعمّت الفوضى بلاد الأندلس؛ ظهر أثناء تلك الأحداث محمد بن يوسف النصري، الذي كافح حتى أنشأ دولة النصرية في مملكة غرناطة سنة ٦٣٥هـ.
وقد تعاقب على ولايتها بنو نصر حتى سقوطها سنة ٨٩٧هـ.
الفصل الثاني
مصادر أبي إسحاق الشاطبي في التفسير
يعتبر الإمام الشاطبي من الأئمة المحققين الذين اتسعت معرفتهم، وتوسعوا في الاطلاع على كتب أهل العلم وقراءتها وتحريرها، ومؤلفاته التي ألّفها مليئة بأقوال أهل العلم؛ لكثرة نقله عنهم، وربما صرح بأسمائهم وأسماء كتبهم، وربما أغفلها.
ومصادره في التفسير كثيرة، ولكن سيكون الحديث هنا عن مصادره في التفسير من خلال أقواله التي جمعتها، وسأشير إلى بعض التفاسير التي نقل عنها في التفسير من خلال ما ذكره في مواضع من كتبه، وهذا بيانها:
أولاً: كتب التفسير :
وذكر منها :
١ - أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق القاضي.
ويعتبر هذا الكتاب من المصادر المعتمدة عنده في التفسير ونقل الأحاديث والآثار وأسباب النّزول والأحكام الفقهية.
وقد أكثر الشاطبي النقل منه في مواضع كثيرة، وصرح باسم القاضي إسماعيل، ولم يصرح بالكتاب إلا نادراً، ومنها:
- عند قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ﴾ (١).
قال الشاطبي: "فخرج إسماعيل القاضي من حديث أبي قلابة قال: "أراد ناس من أصحاب رسول الله - ﷺ - أن يرفضوا الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا، فقام رسول الله - ﷺ - فغلظ فيهم المقالة، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يُستقم بكم قال: ونزلت فيهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ ﴾ ""(٢).
- قال الشاطبي: "وفي أحكام إسماعيل بن إسحاق عن ابن سيرين قال: كان أبو بكر يخافت، وكان عمر يجهر -يعني: في الصلاة-..."(٣).
(٢) الاعتصام ٢/١٩٥، ١٩٦.
(٣) الموافقات ٥/٣٣.
الفصل الثالث
منهج أبي إسحاق الشاطبي في التفسير
ويشتمل على خمسة عشر مبحثاً :
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن
المبحث الثاني : تفسير القرآن بالسنة
المبحث الثالث : تفسير القرآن بأقوال الصحابة
المبحث الرابع : تفسير القرآن بأقوال التابعين
المبحث الخامس : منهجه في القراءات
المبحث السادس : منهجه في أسباب النزول
المبحث السابع : منهجه في الجانب اللغوي
المبحث الثامن : منهجه في دلالة السياق
المبحث التاسع : منهجه في الاستنباط واستخراج الفوائد
المبحث العاشر : منهجه في آيات الاعتقاد
المبحث الحادي عشر : منهجه في آيات الأحكام
المبحث الثاني عشر : منهجه في الآيات المشكلة
المبحث الثالث عشر : منهجه في الجمع بين الآيات والأحاديث والرد على الأقوال الضعيفة
المبحث الرابع عشر : منهجه في الناسخ والمنسوخ
المبحث الخامس عشر : منهجه في الاختيار والترجيح
المبحث الأول
تفسير القرآن بالقرآن
يعتبر تفسير القرآن بالقرآن مصدراً من مصادر التفسير، بل هو المصدر الأول من مصادر التفسير؛ إذ لا أحد أعلم بمراد الله بكلامه منه جلَّ وعلا.
قال ابن تيمية -عن طرق التفسير-: "أصح الطرق في ذلك أن يفسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فسِّر في موضع آخر، وما اختصر من مكان فقد بُسط في موضع آخر"(١).
وقد فسر الشاطبي القرآن بالقرآن في مواضع معدودة، ومنها :
١- قال الشاطبي :"... وقوله :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ ِNن٣د=ِ٦s% ِNن٣¯=yès٩ تَتَّقُونَ ﴾ (٢).
(٢) سورة البقرة : ٢١.
الفصل الرابع
القواعد التفسيرية عند أبي إسحاق الشاطبي
بين النظرية والتطبيق
القواعد التفسيرية : هي الأحكام الكلية التي يتوصل بها المفسِّر إلى تفسير القرآن تفسيراً صحيحاً(١).
وقد تحدث الشاطبي عن طائفة من القواعد التفسيرية، وكان من خلالها رابطاً بين النظرية والتطبيق.
فما قرره من القواعد التفسيرية ربطه بالأمثلة، وكان منهجاً له سار عليه من خلال تفسيره.
وسأعرض طائفة من تلك القواعد التفسيرية التي ذكرها، مقرونة بالأمثلة التي أوردها تطبيقاً لتلك القاعدة.
القاعدة الأولى : أن المدني من السور ينبغي أن يكون منَزلاً في الفهم على المكي، وكذلك بعضه مع بعض، والمدني بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في التنْزيل وإلا لم يصح.
قال الشاطبي: "المدني من السور ينبغي أن يكون منَزلاً في الفهم على المكي، وكذلك المكي بعضه مع بعض، والمدني بعضه مع بعض، على حسب ترتيبه في التنْزيل، وإلا لم يصح، والدليل على ذلك أن معنى الخطاب المدني في الغالب مبني على المكي، كما أن المتأخر من كل واحد منهما مبني على متقدمه، دل على ذلك الاستقراء، وذلك إنما يكون ببيان مجمل، أو تخصيص عموم، أو تقييد مطلق، أو تفصيل ما لم يفصل، أو تكميل ما لم يظهر تكميله.
وأوَّل شاهد على هذا أصْل الشريعة؛ فإنها جاءت متمِّمَة لمكارم الأخلاق، ومُصلحة لما أفسد قبل من ملة إبراهيم -عليه السلام- ويليه تنْزيل سورة الأنعام؛ فإنها نزلت مبينة لقواعد العقائد وأصول الدين، وقد خرَّج العلماء منها قواعد التوحيد التي صنف فيها المتكلمون من أول إثبات واجب الوجود إلى إثبات الإمامة، هذا ما قالوا.
وإذا نظرت بالنظر المسوق في هذا الكتاب؛ تبين به من قربٍ بيانُ القواعد الشرعية الكلية، التي إذا انخرم منها كلي واحد انخرم منها نظام الشريعة، أو نقص منها أصل كلي.
القسم الثاني
أقوال أبي إسحاق الشاطبي
في التفسير
سورة الفاتحة
قال تعالى :﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# (٦) xق¨uژإہ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ (١).
١/١ قال الشاطبي :"... الضلال في غالب الأمر إنما يستعمل في موضع يَزلُّ صاحبه لشبهةٍ تعرض له، أو تقليد من عرضت له الشبهة، فيتخذ ذلك الزلل شرعاً وديناً يدين به، مع وجود واضحة الطريق الحق ومحض الصواب.
ولما لم يكن الكفر في الواقع مقتصراً على هذا الطريق، بل ثم طريق آخر ؛ وهو الكفر بعد العرفان عناداً أو ظلماً ؛ ذكر الله تعالى الصِّنفين في السورة الجامعة (٢)، وهي أم القرآن (٣) :
فقال :﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# (٦) xق¨uژإہ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾.
فهذه هي المحبة العظمى التي دعا الأنبياء - عليهم السلام - إليها.
ثم قال :﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾.
فالمغضوب عليهم هم اليهود ؛ لأنهم كفروا بعد معرفتهم نبوة محمد - ﷺ -، ألا ترى إلى قول الله فيهم :﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ¼çmtRqèùحچ÷ètƒ كَمَا tbqèùحچ÷ètƒ ِNèduن!$sYِ/r& ﴾ (٤)
يعني اليهود.
(٢) أي التي جمعت معاني القرآن كله، وهي سورة الفاتحة [ انظر: التسهيل ١/٤٧، الجامع لأحكام القرآن ١/١/٧٨، ٧٩، دقائق التفسير ١/١٧٢ ].
(٣) أم القرآن : اسم من أسماء الفاتحة ؛ لقوله - ﷺ - :" من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج -ثلاثاً- غير تمام " [الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة، ١/٢٩٦ برقم (٣٩٥) من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - ].
(٤) سورة البقرة : ١٤٦.
سورة البقرة
نزول سورة البقرة
٢/١ قال الشاطبي: "ثم لما هاجر رسول الله - ﷺ - إلى المدينة كان من أول ما نزل عليه سورة البقرة، وهي التي قررت قواعد التقوى المبنية على قواعد سورة الأنعام ؛ فإنها بيَّنت من أقسام أفعال المكلفين جملتها، وإن تبيَّن في غيرها تفاصيل لها ؛ كالعبادات التي هي قواعد الإسلام، والعادات من أصل المأكول والمشروب وغيرهما، والمعاملات من البيوع والأنكحة وما دار بِها، والجنايات من أحكام الدماء وما يليها.
وأيضا - فإن حفظ الدين فيها، وحفظ النفس والعقل والنسل والمال مضمن فيها(١)، وما خرج عن المقرر فيها؛ فبحكم التكميل، فغيرها من السور المدنية المتأخرة عنها مبني عليها، كما كان غير الأنعام من المكي المتأخر عنها مبنياً عليها، وإذا تَنَزَّلت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب؛ وجدتها كذلك حذو القُذَّة بالقُذَّة(٢)، فلا يغيبن عن الناظر في الكتاب هذا المعنى؛ فإنه من أسرار علوم التفسير(٣)، وعلى حسب المعرفة به تحصل له المعرفة بكلام ربه سبحانه " (٤).
الدِّراسة :
ذكر الشاطبي أن سورة البقرة من أول ما نزل بالمدينة.
(٢) القُذَّة - بالضم - : ريش السهم، ومعناه : مِثْلا بمثل ؛ وهو مثل يُضرب في التسوية بين الشيئين. [انظر : القاموس المحيط، مادة "قذذ" ص ٢٤٩، مجمع الأمثال ١/١٩٥].
(٣) هذا التقرير من المؤلف يعتبر من قواعد التفسير [انظر : قواعد التفسير ١/٨٠-٨٢، المكي والمدني في القرآن الكريم ١/١٣٤-١٤١].
(٤) الموافقات ٤/٢٥٧، ٢٥٨.
قال تعالى :﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ة=ّ‹tَّ٩$$خ/ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ (١).
٣/٢ قال الشاطبي :"وقوله :﴿... وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ... ﴾.
وإقام الصلاة بمعنى الدوام عليها ؛ بهذا فسرت الإقامة ؛ حيث ذكرت مضافة إلى الصلاة، وجاء هذا كله في معرض المدح، وهو دليل على قصد الشارع إليه(٢)، وجاء الأمر به صريحاً في مواضع كثيرة ؛ كقوله :﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ﴾ (٣) " (٤).
الدِّراسة :
فسَّر الشاطبي إقام الصلاة بمعنى الدوام عليها.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه بعض المفسرين؛ كالسمرقندي(٥)، وابن عطية(٦)، والبقاعي(٧)، وهذا أحد الوجهين في معنى الآية.
والوجه الثاني: أن المراد بإقام الصلاة إتمام فعلها على الوجه المأمور به.
وذهب إليه بعض المفسرين؛ كالبيضاوي(٨)، وأبي السعود(٩)، والألوسي(١٠).
وعبارات المفسرين ترجع إلى هذين الوجهين(١١).
(٢) أي : أن قصد الشارع في الأعمال دوام المكلّف عليها. [انظر : الموافقات ٢/٤٠٤].
(٣) سورة البقرة : ٨٣.
(٤) الموافقات ٢/٤٠٤.
(٥) انظر: بحر العلوم ١/٩٠.
(٦) انظر: المحرر الوجيز ١/٨٥.
(٧) انظر: نظم الدرر ١/٨٤، وانظر: زاد المسير ١/٢١.
(٨) انظر: أنوار التنْزيل ١/١٨.
(٩) انظر: إرشاد العقل السليم ١/٤٥.
(١٠) انظر: روح المعاني ١/١١٨، وانظر: جامع البيان ١/١٣٦، زاد المسير ١/٢١.
(١١) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ١/١٧.
قال تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ حچ½zFy$# وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مNèdyٹ#u"sù اللَّهُ $ZتuچtB وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ (#ûqن٩$s% إِنَّمَا نَحْنُ ڑcqكsد=َءمB (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ (#ûqن٩$s% أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا tbqكJn=÷ètƒ (١٣) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا (#ûqن٩$s% آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ (#ûqن٩$s% إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ tbrâنح"÷kyJَ، مB ﴾ (١).
٤/٣ قال الشاطبي (٢) :"... فمن الكتاب : ما وصف الله به المنافقين في قوله تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ حچ½zFy$#... ﴾ إلى آخر الآيات (٣)، فذمَّهم وتوعدهم وشنَّع عليهم، وحقيقة أمرهم أنهم أظهروا كلمة الإسلام إحرازاً لدمائهم وأموالهم، لا لما قصد له في الشرع من الدخول تحت طاعة الله على اختيار
(٢) في سياق حديثه عن تحريم الحيل في الدين، وبيان أدلة ذلك. [انظر : الموافقات ٣/١٠٦-١٠٩].
(٣) أي إلى قوله تعالى :﴿... إِن اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: ٢٠] كما أخرج ابن جرير في تفسيره عن مجاهد أنه قال :" أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين، وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين ". [جامع البيان ١/١٣٥، ١٣٦].
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ ِNن٣د=ِ٦s% ِNن٣¯=yès٩ تَتَّقُونَ ﴾ (١).
٥/٤ قال الشاطبي (٢) :"... وقوله :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ ِNن٣د=ِ٦s% ِNن٣¯=yès٩ تَتَّقُونَ ﴾.
ثم شرح هذه العبادة في تفاصيل السورة؛ كقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ة>حچَّyJّ٩$#ur وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ... ﴾ إلى قوله: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ (٣).
وهكذا إلى تمام ما ذكر في السورة من الأحكام... " (٤).
الدِّراسة :
ذكر الشاطبي أن العبادة المذكورة في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ مشروحة في تفاصيل سورة البقرة.
وما ذكره الشاطبي ؛ ظاهر وبيِّن من خلال سورة البقرة، فقد ذكرت الأحكام العقدية والأحكام الشرعية(٥).
قال رشيد رضا: "... وختم السياق العام ببيان أصول البر ومجامعه في الآية المعجزة الجامعة لكليات العقائد والآداب والأعمال: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ة>حچَّyJّ٩$#ur... ﴾ (٦) إلخ. وقضى عليه بسياق طويل في الأحكام الشرعية والفرعية"(٧).
(٢) في سياق حديثه على أن المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه ؛ حتى يكون عبداً لله اختياراً ؛ كما هو عبد لله اضطراراً. [انظر : الموافقات ٢/٢٨٩، ٢٩٠].
(٣) سورة البقرة : ١٧٧.
(٤) الموافقات ٢/٢٩٠.
(٥) انظر : بصائر ذوي التمييز ١/١٣٤، ١٣٥، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٤/٤١-٤٧، الجامع لأحكام القرآن ١/١/١٠٧، تفسير القرآن الحكيم ١/١٠٧-١١٠، في ظلال القرآن ١/٣٤، التحرير والتنوير ١/٢٠٠، ٢٠٣.
(٦) سورة البقرة : ١٧٧.
(٧) تفسير القرآن الحكيم ١/١٠٨.
قال تعالى :﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ (١).
٦/٥ قال الشاطبي: " وقد وقعت في القرآن تفاسير مشكلة يمكن أن تكون من هذا القبيل (٢)، أو من قبيل الباطن الصحيح (٣)، وهي منسوبة لأناس من أهل العلم، وربما نسب منها إلى السلف الصالح... " (٤).
(٢) أي : من قبيل تفسير الباطنية مما ليس من علم الظاهر، ولا من علم الباطن الصحيح.
ولم يرتض الشاطبي القول بأن للقرآن ظاهراً وباطناً، حيث قال: "ومن الناس من زعم أن للقرآن ظاهراً وباطناً وربما نقلوا في ذلك بعض الأحاديث والآثار" [الموافقات ٤/٢٠٨]، وإنما وجَّه هذا القول إلى التفسير الذي ارتضاه، وهو أن المراد بالظاهر هو ظاهر القرآن، وهو المفهوم العربي، فالمعاني العربية التي لا ينبني فهم القرآن إلا عليها هي من علم الظاهر.
وأن المراد بالباطن، هو باطن القرآن، وهو مراد الله من كلامه وخطابه، فالمعاني التي تقتضي تحقيق المخاطب بوصف العبودية والإقرار لله بالربوبية هي من علم الباطن. [انظر : الموافقات ٤/٢١٠، ١١٨، ٢٣٢].
(٣) وعلم الباطن - عند الشاطبي - يكون صحيحاً بشرطين نص عليهما، وهما :
الأول : أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب، ويجري على المقاصد العربية.
الثاني : أن يكون له شاهد نصاً أو ظاهراً في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض.
[انظر : الموافقات ٤/٢٣١، ٢٣٢].
وهناك شرط ثالث وهو : ألا يدعي بأن التفسير الباطن هو التفسير الظاهر للآية، بل لا بد من الاعتراف بالمعنى الظاهر أولاً، وهذا الشرط نص عليه أهل العلم، وهو ظاهر كلام الشاطبي هنا. [انظر : التفسير والمفسرون ٢/٤١٠].
(٤) الموافقات ٤/٢٣٥.
قال تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ #[ژچدVں٢ وَيَهْدِي بِهِ #[ژچدWx. وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ (١).
٧/٦ قال الشاطبي: " وقال تعالى :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ $[F÷ t/ ﴾ الآية (٢)، قال الكفار : ما بال العنكبوت والذباب يذكر في القرآن ؟ ما هذا الإله ؟ فنَزَل :﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا... ﴾ (٣) (٤) ؛ فأخذوا بمجرد الظاهر، ولم ينظروا في المراد ؛ فقال تعالى :﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ الآية (٥)" (٦).
(٢) سورة العنكبوت : ٤١.
(٣) سورة البقرة : ٢٦.
(٤) أخرج هذا الأثر : عبد الرزاق في تفسيره ١/٢٦٢ عن قتادة، ولكن بلفظ :"قال المشركون"، وانظر : جامع البيان ١/٢١٤.
وحسَّن إسناده إلى قتادة حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح ١/١٢٨، وانظر: أسباب النّزول، تحقيق الحميدان ص ٢٣.
كما أخرجه الواحدي في أسباب النّزول ص٢٣ عن ابن عباس - رضي الله عنه - بنحوه.
وحكم ابن حجر على رواية ابن عباس بأنها واهية. [انظر : العجاب ١/٢٤٦].
(٥) سورة البقرة : ٢٦.
(٦) الموافقات ٤/٢١٢.
قال تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ y٧ڑ/u' لِلْمَلَائِكَةِ 'دoTخ) جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ Zpxے‹د=yz (#ûqن٩$s% أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ x٨د‰ôJut؟٢ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ 'دoTخ) أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (١).
٨/٧ قال الشاطبي: "وروي في الأخبار أن الملائكة لما قالوا: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ الآية؛ فرد الله عليهم بقوله: ﴿ 'دoTخ) أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ ؛ أرسل الله عليهم ناراً فأحرقتهم(٢)" (٣).
الدِّراسة :
ذكر الشاطبي هذا الخبر عن الملائكة بصيغة التمريض (رُوي) (٤) ؛ وهو كذلك ؛ لأن هذا الخبر لا يصح.
قال ابن كثير-بعد أن أورد هذا الخبر مع وصفه بالغرابة-:"وهذا أيضاً إسرائيلي منكر..."(٥).
وقال الألوسي -بعد أن أورد هذا الخبر- :" وعندي أن ذلك غير صحيح" (٦).
(٢) هذا الخبر : أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/١١٢، من طريق عبد الله بن يحيى ابن أبي كثير قال :"سمعت أبي يقول: إن الملائكة الذين قالوا :﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ x٨د‰ôJut؟٢ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ كانوا عشرة آلاف، فخرجت نار من عند الله فأحرقتهم ".
وهذا الخبر حكم عليه ابن كثير بأنه غريب، وأنه إسرائيلي منكر، وحكم عليه الألوسي بأنه غير صحيح كما سيأتي في دراسة الخبر.
وقال عنه الزهراني في تحقيقه لتفسير ابن أبي حاتم ١/١١٢ :"حديث منكر غريب، وإن صح سنده إلى يحيى بن أبي كثير؛ فهو كثير الإرسال، ومراسيله كما يقول يحيى القطان : شبه الريح، وهذا الخبر واحد منها...".
[وانظر : تهذيب التهذيب ١١/٢٣٥، ٢٣٦].
(٣) الموافقات ٥/٣٩٣، ٣٩٤.
(٤) انظر : تدريب الراوي ١/٩٣، ٢٥١.
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٧٤، ٧٥.
(٦) روح المعاني ١/٢٢٣.
قال تعالى :﴿ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ sp¨Ypgù:$# وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا ك]ّ‹xm شِئْتُمَا وَلَا $t/uچّ)s؟ دnة‹"yd nouچyf¤±٩$# فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ (١).
٩/٨ قال الشاطبي :" وقد وقعت في القرآن تفاسير مشكلة يمكن أن تكون من هذا القبيل (٢)، أو من قبيل الباطن الصحيح (٣)، وهي منسوبة لأناس من أهل العلم، وربما نسب منها إلى السلف الصالح " (٤).
" ومن ذلك : أنه نقل عن سهل بن عبد الله في فهم القرآن أشياء مما يعد من باطنه..."(٥).
"ومن المنقول عن سهل - أيضاً - في قوله تعالى :﴿ وَلَا $t/uچّ)s؟ دnة‹"yd nouچyf¤±٩$# ﴾ قال: لم يرد الله معنى الأكل في الحقيقة، وإنما أراد معنى مساكنة الهمة لشيء هو غيره؛ أي: لا تهتم بشيء هو غيري. قال : فآدم لم يعصم من الهمة والتدبير فلحقه ما لحقه. قال: وكذلك كل من ادَّعى ما ليس له وساكن قلبه ناظراً إلى هوى نفسه، لحقه الترك من الله مع ما جبلت عليه نفسه فيه ؛ إلا أن يرحمه الله فيعصمه من تدبيره، وينصره على عدوه وعليها.
قال : وآدم لم يعصم عن مساكنة قلبه إلى تدبير نفسه للخلود لما أدخل الجنة ؛ لأن البلاء في الفرع (٦) دخل عليه من أجل سكون القلب إلى ما وسوست به نفسه ؛
فغلب الهوى والشهوة العلم والعقل بسابق القدر...(٧) إلى آخر ما تكلم به.
(٢) أي : من قبيل تفسير الباطنية، انظر : ص١٣٦.
(٣) انظر : ص١٣٦.
(٤) الموافقات ٤/٢٣٥.
(٥) الموافقات ٤/٢٤٢، وانظر : ص١٣٦.
(٦) في تفسير سهل المطبوع ص٢٩ بلفظ: "لأن البلاء دخل عليه" وليس فيه لفظ "الفرع".
(٧) تفسير التستري ص٢٩، باختلاف يسير.
قال تعالى :﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ دo٤qn=¢ء٩$#ur $pk®Xخ)ur لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى tûüدèد±"sƒù:$# (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ Nهk®Xr& (#qà)"n=-B ِNخkحh٥u' وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ tbqمèإ_¨u' ﴾ (١).
١٠/٩ قال الشاطبي (٢) :"... وحسبك من ذلك الصلاة؛ فإنها من جهة حقيقتها خفيفة ؛ فإذا انضم إليها معنى المداومة ثقلت، والشاهد لذلك قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ دo٤qn=¢ء٩$#ur $pk®Xخ)ur لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى tûüدèد±"sƒù:$# ﴾ ؛ فجعلها كبيرة حتى قرن بِها الأمر بالصبر، واستثنى الخاشعين ؛ فلم تكن عليهم كبيرة؛ لأجل ما وصفهم به من الخوف الذي هو سائق، والرجاء الذي هو حادٍ، وذلك ما تضمنه قوله: ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ Nهk®Xr& (#qà)"n=-B ِNخkحh٥u' ﴾ الآية؛ فإن الخوف والرجاء يسهلان الصعب ؛ فإن الخائف من الأسد يسهل عليه تعب الفرار، والرَّاجي لنيل مرغوبه يقصر عليه الطويل من المسافة ؛ ولأجل الدخول في الفعل على قصد الاستمرار وضعت التكاليف على التوسط وأسقط الحرج، ونهي عن التشديد" (٣).
الدّراسة :
ذكر الشاطبي بأن الصلاة من جهة حقيقتها خفيفة، وإذا انضم إليها معنى المداومة ثقلت إلا على الخاشعين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ دo٤qn=¢ء٩$#ur $pk®Xخ)ur لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى tûüدèد±"sƒù:$# ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي فيه تفصيل :
فما ذكره بأن الصلاة من جهة حقيقتها خفيفة؛ فإن كان ذلك بالنسبة إلى المداومة عليها فصحيح، إذ المرة الواحدة خفيفة بالنسبة إلى المداومة عليها.
(٢) في سياق حديثه عن المشقة التي تدخل على المكلّف من جهة المداومة على الأمر الواجب، وإن كان في نفسه خفيفاً. [انظر : الموافقات ٢/٤٠٥].
(٣) الموافقات ٢/٤٠٥، ٤٠٦، وانظر : الموافقات ٢/٢٣٢.
قال تعالى :﴿ $sYù=¯=sكur عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ $uZّ٩u"Rr&ur عَلَيْكُمُ الْمَنَّ ٣"uqù=، ،٩$#ur... ﴾ (١).
١١/١٠ قال الشاطبي :" فلنقل الخلاف هنا (٢) أسباب :
أحدها : أن يذكر في التفسير عن النبي - ﷺ - في ذلك شيء، أو عن أحد من أصحابه أو غيرهم، ويكون ذلك المنقول بعض ما يشمله اللفظ، ثم يذكر غير ذلك القائل أشياء أخر مما يشمله اللفظ -أيضاً-، فينصّها المفسرون على نصِّهما، فيظن أنه خلاف(٣)؛ كما نقلوا في المنِّ(٤) أنه خُبزٌ رقاق (٥)، وقيل: زنجبيل(٦)، وقيل: التَّرَنجبين(٧)،
(٢) أي : نقل الخلاف في مسألة لا خلاف فيها في الحقيقة يرجع إلى أسباب. [انظر : الموافقات ٥/٢١٠].
(٣) نبَّه على هذا الأمر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ١٣/٣٣٣-٣٤٣، ٣٦٩، ١٩/١٣٨-١٤٠.
(٤) أي : المنّ الوارد في قوله تعالى :﴿ $uZّ٩u"Rr&ur عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ﴾ (البقرة: ٥٧).
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١/٣٣٤ عن وهب بن منبه.
(٦) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١/٣٣٤ عن السدي.
الزنجبيل : عروق تسري في الأرض ونباته كالقصب والبَرْديِّ، يؤكل رطباً كما يؤكل البقل [انظر : القاموس المحيط ص١٣٠٦، لسان العرب ١١/٣١٢، مادة زنجبيل].
(٧) ذكره ابن الجوزي في تفسيره ١/٧٣ عن ابن عباس ومقاتل، ونسبه البغوي في تفسيره ١/٩٧١، والقرطبي في تفسيره ١/٢٧٦ إلى الأكثرين.
الترنجبين : شيء يشبه الصمغ حلو مع شيء من الحموضة [انظر : القاموس المحيط ١٥٩٤، روح المعاني ١/٢٦٤].
قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ $sYù=à)sù لَهُمْ كُونُوا ¸oyٹuچد% خَاسِئِينَ ﴾ (١).
١٢/١١ قال الشاطبي (٢): "... ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ﴾ الآية وأشباهها(٣) ؛ لأنهم احتالوا للاصطياد في السبت بصورة الاصطياد في غيره" (٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن المراد بقوله :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ﴾ هو احتيالهم للاصطياد في السبت بصورة الاصطياد في غيره.
وما ذكره الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٥).
قال ابن القيم: "قال الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ﴾ قال: رموا الحيتان في السبت، ثم أرجئوها في الماء، فاستخرجوها بعد ذلك...".
(٢) في سياق حديثه عن الحيل وتحريمها. [انظر : الموافقات ٣/١٠٩، ١١٠].
(٣) كقوله تعالى :﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ حچَst٧ّ٩$# إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ y٧د٩¨x‹ں٢ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف : ١٦٣].
(٤) الموافقات ٣/١١٠.
(٥) انظر : جامع البيان ١/٣٧٠-٣٧٣، معالم التنْزيل ١/١٠٤، ١٠٥، المحرر الوجيز ١/١٦٠، الجامع لأحكام القرآن ١/١/٢٩٨، مدارك التنْزيل ١/٥٨، بدائع التفسير ١/٣١٦، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١٠٩، أنوار التنْزيل ١/٦٧، فتح القدير ١/٩٥، ٩٦، محاسن التأويل ١/٣٠٤، ٣٠٥.
قال تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ ôMن. قگكDù'tƒ أَنْ تَذْبَحُوا Zouچs)t/ (#ûqن٩$s% أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ڑْüد=خg"pgù:$# (٦٧) قَالُوا نيôٹ$# لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ $pk®Xخ) ×ouچs)t/ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ y٧د٩¨sŒ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (٦٨) قَالُوا نيôٹ$# $sYs٩ رَبَّكَ يُبَيِّنْ $sY©٩ مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ $pk®Xخ) ×ouچs)t/ âن!#uچّے|¹ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ ڑْïحچدà"¨Z٩$# (٦٩) قَالُوا نيôٹ$# لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ uچs)t٦ّ٩$# تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (٧٠) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ $pk®Xخ) ×ouچs)t/ لَا ذَلُولٌ مژچدVè؟ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي y^ِچutù:$# مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ (١).
١٣/١٢ قال الشاطبي (٢): "ومثل هذا قصة أصحاب البقرة (٣)،
(٢) في سياق حديثه بأن الأحكام تحمل على أخف محتملاتها ؛ لأن هذا داخل تحت مرتبة العفو. [انظر : الموافقات ١/٢٥٣-٢٥٨].
(٣) قصة أصحاب البقرة : هي أن قتيلاً من بني إسرائيل قُتِلَ في زمن موسى - عليه السلام - لا يُعلم قاتله، فاختلفوا فيه، وسألوا موسى - عليه السلام - أن يبين لهم قاتله ؛ فأمرهم أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها فيحيى ويخبرهم بقاتله، وهي المذكورة في سورة البقرة [الآيات : ٦٧-٧٣].
انظر : جامع البيان ١/٣٧٩-٣٨١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١١٢-١١٤.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا $uZدم¨u' وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ڑْïحچدے"x٦ù=د٩ur عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (١).
١٤/١٣ قال الشاطبي :" ونَهى الله تعالى المؤمنين أن يقولوا للنبي - ﷺ - :﴿ $uZدم¨u' ﴾ مع قصدهم الحسن ؛ لاتخاذ اليهود لها ذريعة إلى شتمه -عليه الصلاة والسلام"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الله تعالى نَهى المؤمنين أن يقولوا للنبي - ﷺ - ﴿ $uZدم¨u' ﴾ مع قصدهم الحسن ؛ لاتخاذ اليهود لها ذريعة إلى شتمه - عليه الصلاة والسلام - (٣).
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين(٤).
وما ذكره ابن جرير(٥)، و أبو حيان(٦) وابن كثير(٧) بأن سبب النهي عن كلمة ﴿ $uZدم¨u' ﴾
لأن فيها شيئاً من الجفاء (٨)،
(٢) الموافقات ٣/٧٦.
(٣) اتخاذها ذريعة إلى شتمه - ﷺ - ؛ لأنها كلمة سَبٍّ عندهم ؛ فقيل : إن معناها : اسمع لا سمعت، أو لا سمعت دعاء، وقيل بأن معناها من الرعونة ؛ وهي الجهل. [انظر : معالم التنْزيل ١/١٣٢، المحرر الوجيز ١/١٨٩، التحرير والتنوير ١/٦٣٢].
(٤) انظر : جامع البيان ١/٥١٥، بحر العلوم ١/١٤٥، معالم التنْزيل ١/١٣٢، ١٣٣، الكشاف ١/٨٦، أحكام القرآن لابن العربي ١/٤٩، المحرر الوجيز ١/١٨٩، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/٤٠، مدارك التنْزيل ١/٧٣، بدائع التفسير ١/٣٣٣، أنوار التنْزيل ١/٨٠، فتح القدير ١/١٢٤، روح المعاني ١/٣٤٨، محاسن التأويل ١/٣٤٢، تيسير الكريم الرحمن ١/١٢٠، التحرير والتنوير ١/٦٣٢.
(٥) انظر : جامع البيان ١/٥١٦-٥١٨.
(٦) انظر : البحر المحيط ١/٥٠٨.
(٧) انظر : تفسير القرآن العظيم ١/١٥٣.
(٨) لأنها تحتمل معنيين :
الأول : بمعنى : ارعنا نرعاك ؛ لأن المفاعلة لا تكون إلا من اثنين.
والثاني : أرْعنا سمعك، حتى نفهمك وتفهم عنَّا، وفيها جفاء وفظاظة وغلظة، وهذا خلاف التبجيل والتعظيم للنبي - ﷺ -. [انظر : جامع البيان ١/١٥٧، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/٤٠].
قال تعالى :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ yىsY¨B y‰إf"|،tB اللَّهِ أَنْ uچx. ُ‹مƒ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي !$ygخ/#uچyz أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا ڑْüدےح !%s{ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا س"÷"½z وَلَهُمْ فِي دouچ½zFy$# عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (١).
١٥/١٤ قال الشاطبي :" وقد وقعت في القرآن تفاسير مشكلة يمكن أن تكون من هذا القبيل (٢)، أو من قبيل الباطن الصحيح، وهي منسوبة لأناس من أهل العلم ؛ وربما نسب منها إلى السلف الصالح... " (٣).
" وقد حمل بعضهم قوله تعالى :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ yىsY¨B y‰إf"|،tB اللَّهِ أَنْ uچx. ُ‹مƒ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ (٤) على أن المساجد القلوب، تمنع بالمعاصي من ذكر الله (٥)... " (٦).
"وهذا كله إن صح نقله خارج عما تفهمه العرب، ودعوى ما لا دليل عليه في مراد الله بكلامه"(٧).
الدّراسة :
(٢) أي : من قبيل تفسير الباطنية، انظر : ص١٣٦.
(٣) الموافقات ٤/٢٣٥.
(٤) سورة البقرة : ١١٤.
(٥) نقل نحوه ابن العربي في قانون التأويل ص ٢٢٤، والقمّي النيسابوري في غرائب القرآن ورغائب الفرقان ١/٤٢٨، والألوسي في روح المعاني ١/٢٠٩، والبروسوي في روح البيان ١/٢٠٩.
قال القمّي النيسابوري :" التأويل : مساجد الله التي يذكر فيها، أساميها عند أهل النظر: النفس، والقلب، والروح، والسر، والخفي؛ وهو سر السر، وذكر كل مسجد منها مناسب لذلك المسجد، فذكر مسجد النفس: الطاعات والعبادات، ومنع الذكر فيه بترك الحسنات وملازمة السيئات، وذكر مسجد القلب: التوحيد والمعرفة، ومنع الذكر فيه بالتمسك بالشبهات والتعلق بالشهوات..." [غرائب القرآن ١/٤٢٨].
(٦) الموافقات ٤/٢٤٩.
(٧) الموافقات ٤/٢٥٠.
قال تعالى :﴿ بَدِيعُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (١).
١٦/١٥ قال الشاطبي: " قول الله تعالى :﴿ بَدِيعُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ ﴾ ؛ أي: مخترعهما من غير مثال سابق متقدم " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ بَدِيعُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ ﴾ أي : مخترعهما من غير مثال سابق متقدم.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٣).
قال ابن جرير: " ﴿ بَدِيعُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ ﴾ ؛ مُبدعها..." "ومعنى المبدع: المنشئ والمحدث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد"(٤).
وقال البغوي: " قوله تعالى: ﴿ كىƒد‰t/ دN¨uq"yJ، ،٩$# اعِ'F{$#ur ﴾ ؛ أي: مبدعها ومنشئها من غير مثال سبق"(٥).
(٢) الاعتصام ١/٤١.
(٣) انظر : جامع البيان ١/٥٥٥، ٥٥٦، بحر العلوم ١/١٥٣، النكت والعيون ١/١٧٨، معالم التنْزيل ١/١٤٢، الكشاف ١/٩٠، ٩١، المحرر الوجيز ١/٢٠١، زاد المسير ١/١١٨، التفسير الكبير ٢/٤/٢٣، ٢٤، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/٦٠، مدارك التنْزيل ١/٧٨، التسهيل ١/٨٠، البحر المحيط ١/٥٢٥، بدائع التفسير ١/٣٣٥، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١٦٦، الدر المنثور ١/٢٠٨، فتح القدير ١/١٣٣، روح المعاني ١/٣٦٥، محاسن التأويل ١/٣٥٢، التحرير والتنوير ١/٦٦٨.
(٤) جامع البيان ١/٥٥٥.
(٥) معالم التنْزيل ١/١٤٢.
قال تعالى :﴿ وَوَصَّى بِهَا قO؟دd¨uچِ/خ) بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ¢سة_t٦"tƒ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ tbqكJد=َ،-B ﴾ (١).
١٧/١٦ قال الشاطبي: "إذا ظهر من الشارع في بادئ الرأي القصد إلى التكليف بما لا يدخل تحت قدرة العبد ؛ فذلك راجع في التحقيق إلى سوابقه، أو لواحقه، أو قرائنه ؛ فقوله تعالى :﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ tbqكJد=َ،-B ﴾ ليس المطلوب منه إلا ما يدخل تحت القدرة، وهو : الإسلام" (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ tbqكJد=َ،-B ﴾ ليس المطلوب منه إلا ما يدخل تحت القدرة، وهو الإسلام (٣).
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٤).
قال البغوي -في الآية-:" والنهي في ظاهر الكلام وقع على الموت، وإنما نهوا في الحقيقة عن ترك الإسلام، معناه: داوموا على الإسلام حتى لا يصادفكم الموت إلا وأنتم مسلمون"(٥).
قال القاسمي :" وفي هذه الجملة إيجاز بليغ، والمراد : الزموا الإسلام، ولا تفارقوه حتى تموتوا، وهذا الاستثناء مفرغ من أعم الأحوال ؛ أي : لا تموتوا على حالة إلا على حال كونكم ثابتين على الإسلام.
(٢) الموافقات ٢/١٧٢، ١٧٣، وانظر: الموافقات ٢/١٧٨.
(٣) أي : لزوم الإسلام، وعدم مفارقته حتى الموت.
(٤) انظر : جامع البيان ١/٦١٢، بحر العلوم ١/١٦٠، النكت والعيون ١/١٩٣، معالم التنْزيل ١/١٥٣، الكشاف ١/٩٥، المحرر الوجيز ١/٢١٣، زاد المسير ١/١٢٩، التفسير الكبير ٢/٤/٦٧، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/٩٣، مدارك التنْزيل ١/٨٤، البحر المحيط ١/٥٧١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١٩١، أنوار التنْزيل ١/٨٨، فتح القدير ١/١٤٥، روح المعاني ١/٣٨٧، محاسن التأويل ١/٣٧٠، التحرير والتنوير ١/٧٠٩.
(٥) معالم التنْزيل ١/١٥٣.
قال تعالى :﴿ y٧د٩¨x‹x.ur ِNن٣"sYù=yèy_ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا $sYù=yèy_ الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ ـ=د=s)Ztƒ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ِNن٣sY"yJƒخ) إِن اللَّهَ بِالنَّاسِ ش$râنuچs٩ رَحِيمٌ ﴾ (١).
١٨/١٧ قال الشاطبي: "وكذلك من مات قبل أن تحوَّل القبلة نحو الكعبة لا حرج عليه في صلاته إلى بيت المقدس؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ِNن٣sY"yJƒخ) ﴾ "(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن من مات قبل أن تحوَّل القبلة نحو الكعبة لا حرج عليه في صلاته إلى بيت المقدس ؛ لقوله تعالى :﴿... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ِNن٣sY"yJƒخ)... ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسِّرين (٣).
وقد حكى ابن العربي(٤) والقرطبي(٥) اتفاق العلماء على أنها نزلت فيمن مات وهو يصلِّي إلى بيت المقدس.
(٢) الموافقات ٤/٢٦٠.
(٣) انظر : جامع البيان ٢/٢٠، ٢١، بحر العلوم ١/١٦٤، ١٦٥، النكت والعيون ١/٢٠١، معالم التنْزيل ١/١٦٠، أحكام القرآن لابن العربي ١/٦٢، المحرر الوجيز ١/٢٢٠، ٢٢١، زاد المسير ١/١٣٥، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/١٠٦، مدارك التنْزيل ١/٨٨، بدائع التفسير ١/٣٤٢، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١٩٧، فتح القدير ١/١٥١، روح المعاني ١/٤٠٦، محاسن التأويل ١/٣٨٩.
(٤) انظر : أحكام القرآن لابن العربي ١/٦٢.
(٥) انظر : الجامع لأحكام القرآن ١/٢/١٠٦، وانظر : جامع البيان ٢/٢٠، ٢١، فتح القدير ١/١٥١.
قال تعالى :﴿ Nن٣¯Ruqè=ِ٧sYs٩ur بِشَيْءٍ مِنَ إ$ِqsƒù:$# وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ ةA¨uqّBF{$# وَالْأَنْفُسِ دN¨uچyJ¨W٩$#ur حچدe±o٠ur الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ ×pt٧ٹإء-B (#ûqن٩$s% إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ tbqمèإ_¨u' (١٥٦) أُولَئِكَ ِNخkِژn=tو شN¨uqn=|¹ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ (١).
١٩/١٨ قال الشاطبي: " ﴿... Nن٣¯Ruqè=ِ٧sYs٩ur بِشَيْءٍ مِنَ إ$ِqsƒù:$# وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ ةA¨uqّBF{$# وَالْأَنْفُسِ دN¨uچyJ¨W٩$#ur حچدe±o٠ur الصَّابِرِينَ ﴾ إلى آخرها.
فأثنى عليهم بأنهم صبروا لها، ولم يخرجوا بِها عن أصل ما حملوه إلى غيره (٢).
وقوله :﴿ Nن٣¯Ruqè=ِ٧sYs٩ur بِشَيْءٍ ﴾ يدل على أن هذه البلوى قليلة الوقوع بالنسبة إلى جمهور الأحوال"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ Nن٣¯Ruqè=ِ٧sYs٩ur بِشَيْءٍ ﴾ يدل على أن هذه البلوى قليلة الوقوع بالنسبة إلى جمهور الأحوال.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٤).
قال الزمخشري :" ﴿ بِشَيْءٍ ﴾ ؛ بقليل من كل واحد من هذه البلايا وطرف منه"(٥).
قال السمين الحلبي :"... ﴿ بِشَيْءٍ ﴾ ومعناها الدلالة على التقليل " (٦).
(٢) أي : لم يخرجوا بِها عن أصل العزيمة إلى الرخصة ؛ بل أخذوا بالعزيمة مع وجود الابتلاء والمشقة فصبروا لها. [انظر : الموافقات ١/٥٠٥-٥٠٧].
(٣) الموافقات ١/٥٠٧.
(٤) انظر: الكشاف ١/١٠٣، التفسير الكبير ٢/٤/١٣٦، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/١١٧، مدارك التنْزيل ١/٩٢، البحر المحيط ١/٦٢٣، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٢٠٣، أنوار التنْزيل ١/٩٦، إرشاد العقل السليم ١/٢٢٠، ٢٢١، فتح القدير ١/١٥٩، روح المعاني ١/٤٢٠، محاسن التأويل ١/٤٠٣، التحرير والتنوير ٢/٥٤، ٥٥.
(٥) الكشاف ١/١٠٣.
(٦) الدر المصون ٢/١٨٥.
قال تعالى :﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ حچح !$yèx© اللَّهِ فَمَنْ ¢kxm الْبَيْتَ أَوِ uچyJtFôم$# فَلَا yy$sYم_ عَلَيْهِ أَنْ t$
q©ـtƒ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ #[ژِچyz فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ يOٹد=tم ﴾
(١).
٢٠/١٩ قال الشاطبي :" قول الله سبحانه: ﴿ فَمَنْ ¢kxm الْبَيْتَ أَوِ uچyJtFôم$# فَلَا yy$sYم_ عَلَيْهِ أَنْ t$q©ـtƒ بِهِمَا ﴾ فإن هذه الآية لفظها يقتضي الإباحة(٢)، وليس الطواف بهما مباحاً (٣)؛ لأنه إنما ذكر رفع الجُناح في مقابلة تَوَهُّمِه حين خافوا المنع بسبب ما تقدّم فيهما من أعلام الكفر، فرفع ذلك التوهم بقوله :﴿ فَلَا yy$sYم_ عَلَيْهِ أَنْ t$
q©ـtƒ بِهِمَا ﴾ "(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ فَمَنْ ¢kxm الْبَيْتَ أَوِ uچyJtFôم$# فَلَا yy$sYم_ عَلَيْهِ أَنْ t$q©ـtƒ بِهِمَا ﴾ بأن لفظها يقتضي الإباحة، وليس الطواف بهما مباحاً ؛ لأنه إنما ذكر رفع الجُناح في مقابلة تَوَهُّمِه حين خافوا المنع بسبب ما تقدّم فيهما من أعلام الكفر، فرفع ذلك التوهم بقوله :﴿ فَلَا yy$sYم_ عَلَيْهِ أَنْ t$
q©ـtƒ بِهِمَا ﴾.
(٢) لفظها يقتضي الإباحة؛ أي من حيث الاستعمال اللغوي[انظر: الوسيط ١/٢٤٣، البحر المحيط ١/٦٣١].
(٣) وليس الطواف بهما مباحاً، أي: من حيث الحكم الشرعي؛ حيث إن الطواف بهما مشروع باتفاق المسلمين، وإنما اختلفوا في حكمه.[انظر: جامع البيان ٢/٥٢، مجموع الفتاوى ٢٤/٢٠].
(٤) المقاصد الشافية ١/٢٤٠.
قال تعالى :﴿ إِنَّمَا tP
چxm عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ حچƒح"Yد‚ّ٩$# وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ... ﴾
(١).
٢١/٢٠ قال الشاطبي: " واستدل بعضهم (٢) على تحليل شحم الخنْزير بقوله تعالى :﴿ وَلَحْمَ حچƒح"Yد‚ّ٩$# ﴾ (٣)، فاقتصر على تحريم اللحم دون غيره؛ فدل على أنه حلال، ورُبما سلَّم بعض العلماء ما قالوا (٤)، وزعم أن الشحم إنما حُرِّم بالإجماع(٥)، والأمر أيسر من ذلك ؛ فإن اللحم ينطلق على الشحم وغيره حقيقة، حتى إذا خصَّ بالذِّكر؛ قيل : شحم ؛ كما قيل : عِرْقٌ، وعَصَبٌ، وجِلد، ولو كان على ما قالوا لزم أن لا يكون العرق، ولا العصب، ولا الجلد، ولا المخّ، ولا النُّخاع، ولا غير ذلك مما خصَّ بالاسم مُحرَّماً ؛ وهو خروج عن القول بتحريم الخنْزير " (٦).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : حكم شحم الخنْزير.
(٢) نُقل هذا عن داود بن علي الأصفهاني، رأس الظاهرية. [انظر : النكت والعيون ١/٢٢٢، البحر المحيط ١/٦٦٢].
(٣) سورة البقرة : ١٧٣.
(٤) قال أبو حيان :﴿ وَلَحْمَ حچƒح"Yد‚ّ٩$# ﴾ ظاهره أن المحرَّم منه هو لحمه فقط ؛ وقد ذهب إلى ذلك داود رأس الظاهرية فقال : المحرَّم دون الشحم... " ؛ ثم انتهى إلى أن اللحم والشحم لا يطلق أحدهما على الآخر فقال :"... فالحق أن كلاً منهما لا يندرج تحت الآخر... ". [البحر المحيط ١/٦٦٢، ٦٦٣] وانظر : التحرير والتنوير ٢/١١٨، ١١٩.
(٥) قال ابن حزم :" وقد ادَّعى بعض من لا يبالي ما أطلق به لسانه من أصحاب القياس أن شحم الخنْزير إنما حُرِّم قياساً على لحمه، وأن الإجماع على تحريمه إنما هو من قبل القياس المذكور ". [المحلى ٦/٥٨].
(٦) الاعتصام ٢/٣٩، وانظر : الاعتصام ٣/٣٧٢، الموافقات ٤/٢٢٨.
قال تعالى :﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى ِNن٣ح !$|، دS هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ zNد=tو اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ £`èdrمژإ³"t/ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ٤س®Lxm يَتَبَيَّنَ لَكُمُ نفّ‹sƒù:$# الْأَبْيَضُ مِنَ إفّ‹sƒù:$# الْأَسْوَدِ مِنَ حچôfxےّ٩$# ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ (١).
٢٢/٢١ قال الشاطبي: " ولتعين المناط (٢) مواضع :
(٢) المناط : هو السبب والعلة ؛ أي: سبب الحكم أو علة الحكم. [انظر : مذكرة في أصول الفقه، ص ٥٠، ٥١، ٩١].
قال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ àM‹د%¨uqtB لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ $ygخ/¨uqِ/r& وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ ڑcqكsد=ّےè؟ ﴾ (١).
٢٣/٢٢ قال الشاطبي: " كل مسألة لا ينبني عليها عمل ؛ فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل : عمل القلب وعمل الجوارح، من حيث هو مطلوب شرعاً.
والدليل على ذلك استقراء الشريعة ؛ فإنا رأينا الشارع يُعرض عما لا يفيد عملاً مكلفاً به ؛ ففي القرآن الكريم :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ àM‹د%¨uqtB لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ فوقع الجواب بما يتعلق به العمل ؛ إعراضاً عمَّا قصده السائل من السؤال عن الهلال :" لِمَ يبدو في أول الشهر دقيقاً كالخيط، ثم يمتلئ حتى يصير بدراً، ثم يعود إلى حالته الأولى؟"(٢).
(٢) هذا الأثر - في نزول قوله تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ﴾ أورده الواحدي في أسباب النّزول ص٥٣، ٥٤ بلا إسناد، قال: "... وقال الكلبي : نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عَنَمَة، وهما رجلان من الأنصار، قالا : يا رسول الله، ما بال الهلال يبدو فيطلع رقيقاً مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستنير، ثم لا يزال ينقص ويرق حتى يكون كما كان، لا يكون على حال واحدة ؟ فنَزلت هذه الآية ".
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١/٣٢ من طريق محمد بن مروان السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس : أن معاذ بن جبل وثعلبة بن عَنَمَة، وهما رجلان من الأنصار، قالا : يا رسول الله..." الأثر.
وهذا الأثر ضعيف ؛ لأن فيه الكلبي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب ص٤٧٩ :"متهم بالكذب ورمي بالرفض"، وفيه -أيضاً- أبو صالح، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب ص١٢٠: "ضعيف يرسل"، وحكم الزيلعي على هذا الأثر بأنه "غريب". [ انظر : تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف ١/١١٨]............................ =
= وقال عنه ابن حجر في العجاب ١/٤٥٥ :" وأما أثر الكلبي فلعله في تفسيره الذي يرويه عن أبي صالح، عن ابن عباس، وقد وجدت مثله في تفسير مقاتل بن سليمان بلفظه، فلعله تلقاه عنه.
وقد توارد من لا يد لهم في صناعة الحديث على الجزم بأن هذا كان سبب النّزول مع وهاء السند فيه، ولا شعور عندهم بذلك ؛ بل كاد يكون مقطوعاً به ؛ لكثرة من ينقله من المفسرين وغيرهم ".
وحكم السيوطي في الدر المنثور ١/٣٦٧ على إسناده بأنه ضعيف.
وأخرج ابن جرير في تفسيره ٢/١٩١ عن قتادة -مرسلاً- قال: " سألوا نبي الله - ﷺ - عن ذلك : لِمَ جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله تعالى فيها ما تسمعون :﴿ هِيَ àM‹د%¨uqtB لِلنَّاسِ ﴾ ".
وحسن إسناده إلى قتادة: حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح ١/٢٨٩.
قال تعالى :﴿ وَأَتِمُّوا ¢kutù:$# nouچ÷Kمèّ٩$#ur لِلَّهِ فَإِنْ ِNè؟ِژإاômé& فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ... ﴾ (١).
٢٤/٢٣ قال الشاطبي (٢) :" قول الله تعالى :﴿ وَأَتِمُّوا ¢kutù:$# nouچ÷Kمèّ٩$#ur لِلَّهِ ﴾، فإنما أمر بالإتمام دون الأمر بأصل الحج ؛ لأنهم كانوا قبل الإسلام آخذين به، لكن على تغيير بعض الشعائر، ونقص جملة منها ؛ كالوقوف بعرفة، وأشباه ذلك مما غيَّروا(٣)، فجاء الأمر بالإتمام لذلك، وإنما جاء إيجاب الحج نصاً في قوله تعالى :﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ دMّٹt٧ّ٩$# ﴾ (٤)، وإذا عرف هذا ؛ تبين هل في الآية دليل على إيجاب الحج، أو إيجاب العمرة، أم لا؟"(٥).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسالة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَأَتِمُّوا ¢kutù:$# nouچ÷Kمèّ٩$#ur ﴾ يفيد الأمر بإتمام الحج، دون الأمر بأصل الحج.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٦).
ولهذا القول أدلة، منها :
(٢) ذكر الشاطبي هذا المثال ؛ لبيان أن معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنْزيل يعين على فهم القرآن. [انظر : الموافقات ٤/١٥٤].
(٣) انظر : جامع البيان ٢/٣٠٣-٣٠٥، أحكام القرآن لابن العربي ١/٣٧٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٢٥٠.
(٤) سورة آل عمران : ٩٧.
(٥) الموافقات ٤/١٥٤، وانظر : الموافقات ٢/١٦٣، ١٦٨، ١٦٩.
(٦) انظر : جامع البيان ٢/٢١٧، ٢١٩، أحكام القرآن للجصاص ١/٣٢٠، الكشاف ١/١١٩، أحكام القرآن لابن العربي ١/١٦٩، مدارك التنْزيل ١/١١٠، مجموع الفتاوى ٢٦/٧، ٢٧/٢٦٥، التسهيل ١/١٠١، البحر المحيط ٢/٨١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٢٣٧، ٣٩٣، روح المعاني ١/٤٧٥، ٤٧٦، التحرير والتنوير٢/٢١٢-٢٢٠.
قال تعالى :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ... ﴾ (١).
٢٥/٢٤ قال الشاطبي: " ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ يعني : في مواسم الحج " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ أن ذلك في مواسم الحج.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٣).
ويدل عليه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في نزول الآية، قال :" كانت عكاظٌ ومَجَنَّة وذو الْمَجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم ؛ فنَزلت :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ في مواسم الحج (٤) " (٥).
(٢) الموافقات ٢/٣٦٦.
(٣) انظر : جامع البيان ٢/٢٩٤-٢٩٧، أحكام القرآن للجصاص ١/٣٧٤، ٣٧٥، بحر العلوم ١/١٩٣، ١٩٤، النكت والعيون ١/٢٦٠، معالم التنْزيل ١/٢٢٨، الكشاف ١/١٢٣، أحكام القرآن لابن العربي ١/١٩٢، المحرر الوجيز ١/٢٧٤، زاد المسير ١/١٨٢، التفسير الكبير ٣/٥/١٤٥، ١٤٦، الجامع لأحكام القرآن ١/٢/٢٧٤، البحر المحيط ٢/١٠٣، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٢٤٧، روح المعاني ١/٤٨٣، التحرير والتنوير ٢/٢٣٣.
(٤) قوله :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ في مواسم الحج ﴾ هذه قراءة ابن عباس ؛ وهي شاذة، ولها حكم التفسير. [انظر : جامع البيان ٢/٢٩٤-٢٩٦، فتح الباري ٣/٥٩٥].
(٥) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب ﴿ ﴾ّٹs٩ ِNà٦ّ‹n=tم îy$sYم_ br& (#qنَtGِ;s؟ Wxôزsù `دiB ِNà٦خn/' } ص ٧٦٨، رقم ٤٥١٩.
قال تعالى :﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ڑْïحچدe±u; مB وَمُنْذِرِينَ tAu"Rr&ur مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ àM"sYةi t٦ّ٩$# بَغْيًا َOكgsY÷ t/ ﴾ (١).
٢٦/٢٥ قال الشاطبي: " وقال تعالى :﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ڑْïحچدe±u; مB وَمُنْذِرِينَ tAu"Rr&ur مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ... ﴾ ولا يكون حاكماً بينهم إلا مع كونه قولاً واحداً فصلاً بين المختلفين"(٢).
الدّراسة :
استدل الشاطبي بهذه الآية على أن الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد (٣).
ووجه الاستدلال بالآية : أن الله أنزل الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ولا يكون حاكماً بينهم إلا مع كونه قولاً واحداً فصلاً بين المختلفين.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ هو ما تدل عليه الآيات (٤) والأحاديث.
فمن الآيات : قوله تعالى :﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا #[ژچدWں٢ ﴾ (٥)، " فنفى أن يقع فيه الاختلاف البتة، ولو كان فيه ما يقتضي قولين مختلفين لم يصدق عليه هذا الكلام على حال " (٦).
(٢) الموافقات ٥/٦١.
(٣) انظر : الموافقات ٥/٥٩-٦١.
(٤) انظر : الموافقات ٥/٥٩-٦١، وانظر : ص٣١٣، ٣٤٥، ٣٥٥، ٤٨٢.
(٥) سورة النساء : ٨٢.
(٦) الموافقات ٥/٥٩-٦٠.
قال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ حچôJy‚ّ٩$# وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ ضژچخ٧ں٢ كىدے"sYtBur لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا مژy٩ٍ٢r& مِنْ نَفْعِهِمَا... ﴾ (١).
٢٧/٢٦ قال الشاطبي (٢) :" والثاني : كما في الأشياء التي كانت في أول الإسلام على حكم الإقرار، ثم حرِّمت بعد ذلك بتدريج ؛ كالخمر ؛ فإنها كانت معتادة الاستعمال في الجاهلية، ثم جاء الإسلام ؛ فتركت على حالها قبل الهجرة وزماناً بعد ذلك، ولم يتعرض في الشرع للنص على حكمها حتى نزل :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ حچôJy‚ّ٩$# وَالْمَيْسِرِ ﴾ فبين ما فيها من المنافع والمضار، وأن الأضرار فيها أكبر من المنافع، وترك الحكم الذي اقتضته المصلحة وهي التحريم ؛ لأن القاعدة الشرعية أن المفسدة إذا أرْبَتْ على المصلحة؛ فالحكم للمفسدة، والمفاسد ممنوعة (٣)، فبان وجه المنع فيهما، غير أنه لما لم ينص على المنع -وإن ظهر وجهه- تمسكوا بالبقاء مع الأصل الثابت لهم بمجاري العادات، ودخل لهم تحت العفو، إلى أن نزل ما في سورة المائدة من قوله تعالى :﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ (٤) ؛ فحينئذٍ استقرَّ حكم التحريم، وارتفع العفو، وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى :﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا دM"ysد="¢ء٩$# جُنَاحٌ فِيمَا (#ûqكJدèsغ ﴾ (٥) الآية ؛ فإنه لما حُرِّمت قالوا : كيف بمن مات وهو يشربها ؟
(٢) في سياق حديثه عمَّا يدخل تحت العفو، ومنه : العمل بما هو مسكوت عن حكمه رأساً، والمسكوت عن حكمه أنواع : ومنه هذا النوع الثاني : وهو السكوت عن مجاري العادات مع استصحابها في الواقع. [انظر : الموافقات ١/٢٦٣، ٢٧٤، ٢٧٥].
(٣) انظر : القواعد الحسان، ص ١١٩-١٢١.
(٤) سورة المائدة : ٩٠.
(٥) سورة المائدة : ٩٣.
قال تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ ضژِچyz وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ ِNن٣çR¨uq÷zخ*sù وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ ثxد=َءكJّ٩$# وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ ِNن٣tFuZôم{ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ زOٹإ٣xm ﴾ (١).
٢٨/٢٧ قال الشاطبي (٢): "... وأصله من قول الله تعالى في مال اليتيم :﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ ِNن٣çR¨uq÷zخ*sù... ﴾ فإن العلماء فسروا المخالطة هنا بأنها ليست بشركة في أصل المال، وإنما هي كنحو ما يتعاشر الناس في السفر والحضر، فيأكلون جميعاً من طعام هذا وطعام هذا ؛ فيكون لليتيم الطعام ولكافله مثله، فيجعلونه في بيوتهم يقتاتونه"(٣).
"... ولا حرج في الدين، قال تعالى :﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ ِNن٣tFuZôم{ ﴾ معناه : فلم يعنتنا في ذلك، وله الحمد " (٤).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذكر الشاطبي أن الخلطة في قوله تعالى :﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ ِNن٣çR¨uq÷zخ*sù ﴾ إنما هي كنحو ما يتعاشر الناس في السفر والحضر، فيأكلونه جميعاً من طعام هذا وطعام هذا.
وما ذكره الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٥).
(٢) في سياق حديثه عن مسألة اشتراك المعارف والأقارب في العجن والأدام ونحوهما، ثم يأكلونه جميعاً، أو يقسمونه من غير مشاحة بينهم. [انظر : فتاوى الإمام الشاطبي، ص ٢٠٨].
(٣) فتاوى الإمام الشاطبي، ص ٢٠٨.
(٤) فتاوى الإمام الشاطبي، ص ٢١٠.
(٥) انظر : جامع البيان ٢/٣٨٢-٣٨٥، أحكام القرآن للجصاص ١/٤٠١، النكت والعيون ١/٢٨٠، المحرر الوجيز ١/٢٩٦، زاد المسير ١/٢٠٦، الجامع لأحكام القرآن ٢/٣/٤٤، البحر المحيط ٢/١٧١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٢٦٤، فتح القدير ١/٢٢٢، روح المعاني ١/٥١٠، ٥١١، محاسن التأويل ١/٥٣٨، ٥٣٩، تيسير الكريم الرحمن ١/٢٧٣.
قال تعالى :﴿ ِNن. نt!$|، دS س^ِچxm لَكُمْ فَأْتُوا ِNن٣rOِچxm أَنَّى شِئْتُمْ... ﴾ (١).
٢٩/٢٨ قال الشاطبي :" وأما الإباحة التي بمعنى التخيير ؛ ففي قوله تعالى :﴿ ِNن. نt!$|، دS س^ِچxm لَكُمْ فَأْتُوا ِNن٣rOِچxm أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ يريد : كيف شئتم: مقبلة، ومدبرة، وعلى جنب ؛ فهذا تخيير واضح " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ فَأْتُوا ِNن٣rOِچxm أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ أي : كيف شئتم: مقبلة، ومدبرة، وعلى جنب.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين (٣).
والوجه الثاني : أن معنى :﴿ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ أي : كيف شئتم بالنسبة للعزل وتركه(٤).
والوجه الثالث : أن معنى :﴿ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ أي : متى شئتم (٥).
والوجه الرابع : أن معنى :﴿ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ أي : من حيث شئتم.
وممن ذهب إليه : ابن جرير (٦).
والوجه الخامس : أن معنى :﴿ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ أي : من أي جهة شئتم.
وممن ذهب إليه : ابن عطية (٧)، والشوكاني (٨)، والقاسمي (٩).
والوجه السادس : أن معنى :﴿ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ أي : من أين شئتم.
(٢) الموافقات ١/٤٩٣.
(٣) نسبه للجمهور الرازي في تفسيره ٣/٦/٦٢، وانظر : جامع البيان ٢/٤٠٤، ٤٠٥، تأويل مشكل القرآن ص٢٢٥، بحر العلوم ١/٢٠٥، معالم التنْزيل ١/٢٦٠، نزهة الأعين النواظر ص١٠٧، الجامع لأحكام القرآن ٢/٣/٦٣، مدارك التنْزيل ١/١٢٤، التسهيل ١/١٠٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٢٦٧.
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢/٤٠٨ عن سعيد بن المسيب.
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢/٤٠٦ عن ابن عباس والضحاك.
(٦) انظر : جامع البيان ٢/٤٠٦، وأخرجه ابن جرير في تفسيره ٢/٤٠٩، ٤١٠ عن ابن عباس وعكرمة.
(٧) انظر : المحرر الوجيز ١/٢٩٩.
(٨) انظر : فتح القدير ١/٢٢٦.
(٩) انظر : محاسن التأويل ١/٥٤٣.
قال تعالى :﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ ڑئَء/uژyItƒ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ... ﴾ (١).
٣٠/٢٩ قال الشاطبي (٢): " وقال قتادة(٣) -أيضاً- في قوله: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ ڑئَء/uژyItƒ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ : إنه نسخ من ذلك التي لم يدخل بِها بقوله: ﴿ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ﴾ (٤)، والتي يئست من المحيض، والتي لم تحض بعد، والحامل بقوله :﴿ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ ِ/ن٣ح !$|، دpS إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ... ﴾ إلى قوله :﴿ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ (٥) (٦)" (٧).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن طلاق النسخ عند المتقدمين أعم منه في كلام الأصوليين والمتأخرين؛ لأن المتقدمين من السلف يطلقون النسخ على تقييد المطلق، وتخصيص العام، وبيان المبهم والمجمل، وعلى رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
(٢) في سياق حديثه : بأن إطلاق النسخ عند المتقدمين أعم منه في كلام الأصوليين ؛ فقد يطلقون على تقييد المطلق نسخاً، وعلى تخصيص العام نسخاً، وعلى بيان المبهم والمجمل نسخاً، وعلى رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر نسخاً، ثم أورد الأمثلة على ذلك، ومنها هذا المثال. [انظر : الموافقات ٣/٣٤٤-٣٥٨].
(٣) قتادة : هو أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة الدوسي البصري الضرير، من أئمة المفسرين والمحدثين، توفي سنة ١١٧هـ، وقيل : سنة ١١٨هـ.
[انظر : سير أعلام النبلاء ٥/٢٦٩-٢٨٣، الكاشف ٢/١٣٤، تهذيب التهذيب ٨/٣١٥-٣١٩].
(٤) سورة الأحزاب : ٤٩.
(٥) سورة الطلاق : ٤.
(٦) أثر قتادة : أخرجه ابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص٢٤٣، ٢٤٤، وذكره النحاس في الناسخ والمنسوخ ص٦٠، والجصاص في أحكام القرآن ١/٤٥٦، وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد في الدر المنثور ١/٤٩٠.
(٧) الموافقات ١/٣٥٨.
قال تعالى :﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ $¸"ّ‹x© إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ ÷Lنêّے½z أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا yy$sYم_ $yJخkِژn=tم فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ tbqمKد="©à٩$# ﴾ (١).
٣١/٣٠ قال الشاطبي: " وقد جاء في قوله تعالى :﴿ وَبُعُولَتُهُنَّ '،xmr& £`دdدjٹuچخ/ فِي y٧د٩¨sŒ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا... ﴾ (٢) إلى قوله :﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ﴾ أن الطلاق كان في أول الإسلام إلى غير عدد ؛ فكان الرجل يرتجع المرأة قبل أن تنقضي عدتها ثم يطلقها، ثم يرتجعها كذلك قصداً ؛ فنَزلت :﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ﴾ (٣)،
(٢) سورة البقرة : ٢٢٨.
(٣) جاء نحو هذا من حديث عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :" كان الناس والرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها، وهي امرأته إذا ارتجعها وهي في العدة، وإن طلقها مائة مرة أو أكثر ؛ حتى قال رجل لامرأته : والله لا أطلقك فتبيني مني، ولا آويك أبداً، قالت : وكيف ذاك ؟ قال : أطَلِّقُكِ ؛ فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك، فذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتها، فسكتت عائشة، حتى جاء النبي - ﷺ - فأخبرته، فسكت النبي - ﷺ -، حتى نزل القرآن: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾، قالت عائشة : فاستأنف الناس الطلاق مستقبلاً، من كان طَلَّقَ ومن لم يكن طَلَّق ".
الحديث : أخرجه الترمذي في جامعه، في كتاب الطلاق واللعان، باب في عدد الطلقات، ص ٢٨٣، ٢٨٤، رقم ١١٩٢، والحاكم في المستدرك، وصححه، في كتاب التفسير، من سورة البقرة ٢/٣٠، رقم ٣١٠٦، وصحح الحديث موقوفاً : الترمذي [انظر : سنن الترمذي، ص ٢٨٤]، والألباني في إرواء الغليل ٧/١٦٢، ١٦٣، وصححه موقوفاً ومرفوعاً أحمد شاكر [انظر : جامع البيان، تحقيق محمود وأحمد شاكر ٤/٥٤٠، ٥٤١].
وذكر حكمت ياسين في التفسير الصحيح ١/٣٤٣ بأنه "روي من طرق مرسلة تقويه" [انظر: جامع البيان ٢/٤٧٠، العجاب ١/٥٨١-٥٨٤، إرواء الغليل ٧/١٦١-١٦٣].
كما جاء نحو هذا من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :" ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ ڑئَء/uژyItƒ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ ﴾ الآية ؛ وذلك أن الرجل كان إذا طلق امرأته فهو أحق برجعتها، وإن طلقها ثلاثا، فنسخ ذلك فقال :﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ﴾ الآية " [أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث، ص ٣٣٣، رقم ٢١٩٥، وصححه الألباني في إرواء الغليل ٧/١٦١].
قال تعالى :﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ y٧د٩¨sŒ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا tAu"Rr& عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ (#ûqمKn=ôم$#ur أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ ×Lىد=tو ﴾ (١).
٣٢/٣١ قال الشاطبي: " وقال تعالى :﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا... ﴾ إلى قوله: ﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ﴾.
وفسِّرت بأن الله حرَّم على الرجل أن يرتجع المرأة يقصد بذلك مضارتها ؛ بأن يطلقها، ثم يمهلها حتى تشارف انقضاء العدة، ثم يرتجعها، ثم يطلقها حتى تشارف انقضاء العدة، وهكذا، لا يرتجعها لغرض له فيها سوى الإضرار بِها"(٢).
وقال -في موضع آخر- :"... وقوله تعالى :﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ﴾ نزلت بسبب مضارة الزوجات بالارتجاع أن لا ترى بعده زوجاً آخر مطلقاً، وأن لا تنقضي عدتها إلا بعد طول ؛ فكان الارتجاع بذلك القصد ؛ إذ هو مانع من حلها للأزواج"(٣).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
(٢) الموافقات ٣/١١٠، ١١١.
(٣) الموافقات ١/٤٤٦، ٤٤٧، وانظر : الموافقات ٣/٣١.
قال تعالى :﴿ كN¨t$د!¨uqّ٩$#ur يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ بû÷،s!ِqxm كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ (١).
٣٣/٣٢ قال الشاطبي :" ومثله (٢) قوله تعالى :﴿ كN¨t$د!¨uqّ٩$#ur يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ بû÷،s!ِqxm كَامِلَيْنِ ﴾ إن حمل على أنه تقرير حكم شرعي ؛ استمر وحصلت الفائدة، وإن حمل على أنه إخبار بشأن الوالدات ؛ لم تتحكم فيه فائدة زائدة، على ما عُلم قبل الآية " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ كN¨t$د!¨uqّ٩$#ur يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ بû÷،s!ِqxm كَامِلَيْنِ ﴾ تقرير عن حكم الشرع، وليس هو إخباراً بشأن الوالدات ؛ لأنه إن حمل على أنه تقرير حكم شرعي، استمر وحصلت الفائدة، وأما إذا حمل على أنه إخبار بشأن الوالدات ؛ لم تتحكم فيه فائدة زائدة، ولم يستمر مُخْبَرُهُ لوجود من لا يرضع من الوالدات ؛ فلا يمكن أن يكون المعنى إلا على ما يصدقه الواقع ويطرد عليه ؛ وهو تقرير الحكم الشرعي ؛ فعليه يجب أن يحمل(٤).
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين - وإن اختلفوا في تقريره - مع اتفاقهم على أن صورته صورة الخبر :
فمنهم من جعل معناه الخبر، ويكون خبراً عن حكم الشرع لا حكم الواقع ؛ كابن العربي(٥)، وابن عاشور (٦).
(٢) ذكر الشاطبي هذا المثال لبيان : أن كل أصل شرعي تخلف عن جريانه على هذه المجاري [وهي امتناع التخلف في خبر الله وخبر رسوله، وامتناع التكليف بما لا يطاق، وامتناع التكليف بما فيه حرج خارج عن المعتاد] فلم يطرد ولا استقام بحسبها في العادة ؛ فليس بأصل يعتمد عليه، ولا قاعدة يستند إليها [انظر : الموافقات ١/١٥٥-١٥٧].
(٣) الموافقات ١/١٥٧.
(٤) انظر : الموافقات ١/١٥٦، ١٥٧.
(٥) انظر : أحكام القرآن ١/٢٥٣.
(٦) انظر : التحرير والتنوير ٢/٤٠٩.
قال تعالى :﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ %[`¨urّ-r& z`َء/uژyItƒ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ #[ژô³tمur... ﴾ (١).
٣٤/٣٣ قال الشاطبي :" والثالث (٢) : حديث سُبيعة الأسلمية (٣) ؛ إذ ولدت بعد وفاة زوجها (٤) بنصف شهر، فأخبرها -عليه الصلاة والسلام- أن قد(٥) حلَّت ؛ فبيَّن الحديث أن قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ %[`¨urّ-r& z`َء/uژyItƒ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ #[ژô³tمur ﴾ مخصوص في غير الحامل، وأن قوله تعالى: ﴿ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ (٦)
(٢) أورد هذا المثال في سياق حديثه عن : وجه دلالة الكتاب على السنة حتى صار متضمناً لكليتها في الجملة، وإن كانت بياناً له في التفصيل، وأن هذه الدلالة من وجوه، ومنها : النظر إلى تفاصيل الأحاديث في تفاصيل القرآن، وإن كان في السنة بيان زائد، وهذا المثال المذكور من هذا الوجه. [انظر : الموافقات ٤/٣٣٩، ٣٤٠، ٣٩٣-٣٩٧].
(٣) سُبيعة الأسلمية : هي الصحابية سبيعة بنت الحارث الأسلمية، كانت امرأة سعد بن خولة، فتوفي عنها بمكة في حجة الوداع وهي حامل. [انظر : أسد الغابة ٧/١٣٧، تهذيب التهذيب ١٢/٤٥٣].
(٤) زوجها : هو سعد بن خولة. [انظر : تخريج الحديث].
(٥) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الطلاق، باب ﴿ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ برقم ٥٣١٨، ٥٣١٩، ٥٣٢٠، ص ٩٥١ بمعناه، وسيأتي في الدراسة، وأخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الطلاق، باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل، برقم ١٤٨٤، ١٤٨٥، ٢/١١٢٢، ١١٢٣، بمعناه، وتحديد ولادة سُبيعة الأسلمية بنصف شهر جاء عند مالك في الموطأ ص٤٨٩ عن أم سلمة :"... ولدت سُبيعة بعد وفاة زوجها بنصف شهر ".
(٦) سورة الطلاق : ٤..
قال تعالى :﴿ (#qفàدے"xm عَلَى دN¨uqn=¢ء٩$# دo٤qn=¢ء٩$#ur الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ (١).
٣٥/٣٤ قال الشاطبي :" وقد كانوا في الصلاة يكلم بعضهم بعضاً إلى أن نزل: ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ (٢)... " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الصحابة كانوا في الصلاة يكلم بعضهم بعضاً إلى أن نزل :﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ صحيح، وذكره كثير من المفسرين (٤).
ويدل عليه حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال :"كنا نتكلم في الصلاة، يُكلِّم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة، حتى نزلت: ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ فأمرنا بالسكوت، ونُهينا عن الكلام"(٥).
(٢) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ ص٧٧٠، برقم ٤٥٣٤، وأخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة، ١/٣٨٣، برقم٥٣٩ عن زيد بن أرقم، قال :" كنا نتكلم في الصلاة، يكلم أحدنا أخاه في حاجته، حتى نزلت هذه الآية: ﴿ (#qفàدے"xm عَلَى دN¨uqn=¢ء٩$# دo٤qn=¢ء٩$#ur الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ فأمرنا بالسكوت " وهذا لفظ البخاري.
(٣) الموافقات ٣/٣٤١.
(٤) انظر : جامع البيان ٢/٥٨٥-٥٨٧، أحكام القرآن للجصاص ١/٥٣٨-٥٤١، معالم التنْزيل ١/٢٨٩، أحكام القرآن لابن العربي ١/٣٠١، ٣٠٢، الجامع لأحكام القرآن ٢/٣/١٤١ التسهيل ١/١١٧، البحر المحيط ٢/٢٥١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٠٢، العجاب ١/٥٩٨-٦٠٠، الدر المنثور ١/٥٤٣-٥٤٥ لباب النقول ص ٤٧، فتح القدير ١/٢٥٨، محاسن التأويل ١/٥٨٠-٥٨١.
(٥) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة، ١/٣٨٣، برقم ٥٣٩.
قال تعالى :﴿ مَنْ ذَا الَّذِي قعحچّ)مƒ اللَّهَ قَرْضًا $YZ|،xm فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ (١).
٣٦/٣٥ قال الشاطبي :" وكل ما كان من المعاني التي تقتضي تحقيق المخاطب بوصف العبودية، والإقرار لله بالربوبية ؛ فذلك هو الباطن المراد، والمقصود الذي أنزل القرآن لأجله (٢).
ويتبيَّن ذلك بالشواهد المذكورة آنفاً (٣)، ومن ذلك أنه لما نزل ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي قعحچّ)مƒ اللَّهَ قَرْضًا $YZ|،xm فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ قال أبو الدَّحداح (٤) :" إن الله كريم استقرض منَّا ما أعطانا " هذا معنى الحديث، وقالت اليهود :﴿ إِنَّ اللَّهَ ضژچة)sù وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ (٥)، ففهم أبي الدَّحداح هو الفقه، وهو الباطن المراد.
(٢) وهذا على تقدير : أن للقرآن ظاهراً وباطناً، انظر : ص١٣٦.
(٣) انظر : الموافقات ٤/٢١٠-٢١٧.
(٤) أبو الدَّحدَاح : هو ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم بن إياس، حليف الأنصار، قيل بأنه قتل في أحد، وقيل بأنه مات بعدها، وهو الظاهر ؛ لأن النبي - ﷺ - صلى عليه في المدينة. [انظر : أسد الغابة ١/٢٦٧، الإصابة في تمييز الصحابة ٢/١٩٩].
(٥) سورة آل عمران : ١٨١.
قال تعالى :﴿... وَسِعَ كُرْسِيُّهُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ گ'ج؟yèّ٩$# الْعَظِيمُ ﴾ (١).
٣٧/٣٦ قال الشاطبي(٢) :"ومنهم (٣) مَن فسَّر الكرسي في قوله: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ ﴾ بالعلم (٤)، مستدلين ببيت لا يعرف، وهو :
................... ولا يُكَرْسِئ علم الله مخلوق (٥)
كأنه عندهم : ولا يعلم علمه، ويُكَرْسِئ مهموز، والكرسي غير مهموز"(٦).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن مَن فسَّر قوله تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ ﴾ بالعلم؛
فهو في دعواه مبطل (٧).
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال في سياق حديثه بأن كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي ؛ فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه ولا مما يستفاد به، ومن ادعى ذلك فهو في دعواه مبطل، وهذا المثال منها. [انظر : الموافقات ٤/٢٢٤-٢٢٩].
(٣) أي : أرباب الكلام. [انظر : الموافقات ٤/٢٢٧-٢٢٩].
(٤) وممن ذهب إليه من المفسرين : الماوردي في تفسيره ١/٣٢٥، ٣٢٦.
وروي عن ابن عباس، وهو شاذ. [انظر : جامع البيان -تحقيق أحمد شاكر- ٥/٤٠١، عمدة التفسير ١/١٦٢، ١٦٣].
وصحح القول به ابن جرير الطبري في تفسيره ٣/١٢، مع أنه يرى أن الأولى تفسيره بموضع القدمين.
(٥) أورد هذا البيت : ابن قتيبة في " الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبِّهة " ص ٣٥، وحكم عليه بأنه لا يُعرَف ولا يُدرَى من قائله.
وأورده الماوردي في تفسيره ١/٣٢٥ ونسبه إلى أبي ذؤيب، بلفظ :
مالي بأمرك كرسي أكاتمه ولا بكرسيِّ علمِ الغيبِ مخلوقُ
وأورده أبو حيان في تفسيره ٢/٢٩٠ ولم ينسبه لأحد، بلفظ :
مالي بأمرك كرسي أكاتمه ولا بكرسيِّ علمِ اللهِ مخلوقُ
(٦) الموافقات ٤/٢٢٩.
(٧) انظر : الموافقات ٤/٢٢٤-٢٢٩.
قال تعالى :﴿ أَلَمْ uچs؟ إِلَى الَّذِي حَاجَّ zN؟دd¨uچِ/خ) فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ y٧ù=كJّ٩$# إِذْ قَالَ مN؟دd¨uچِ/خ) رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ مN؟دd¨uچِ/خ) فَإِن اللَّهَ 'دAù'tƒ بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ة>حچَّyJّ٩$# فَبُهِتَ الَّذِي uچxےx. وَاللَّهُ لَا "د‰÷ku‰ الْقَوْمَ tûüدJد="©à٩$# ﴾ (١).
٣٨/٣٧ قال الشاطبي (٢) :" وقال تعالى :﴿ قَالَ مN؟دd¨uچِ/خ) فَإِن اللَّهَ 'دAù'tƒ بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ة>حچَّyJّ٩$# ﴾ قال له ذلك بعدما ذكر له قوله: ﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ ؛ فوجد الخصم مدفعاً، فانتقل إلى ما لا يمكنه فيه المدفع لا بالمجاز ولا بالحقيقة، وهي من أوضح الأدلة فيما نحن فيه " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن إبراهيم - عليه السلام - انتقل في محاجة النَّمرود من قوله :﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ إلى قوله :﴿ فَإِن اللَّهَ 'دAù'tƒ بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ة>حچَّyJّ٩$# ﴾ ؛ لكون الخصم وجد له مدفعاً، فانتقل إلى ما لا يمكنه فيه المدفع لا بالمجاز ولا بالحقيقة.
وما ذهب إليه الشاطبي من كون إبراهيم -عليه السلام- انتقل إلى ما لا يمكن للخصم فيه دفعه لا بالمجاز ولا بالحقيقة؛ هو ظاهر الآية، وعليه المفسرون -وإن اختلفوا في تقرير هذا الانتقال:
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال على أن مقصود المناظرة رد الخصم إلى الصواب بطريق يعرفه ؛ لان ردَّه بغير ما يعرفه من باب تكليف ما لا يطاق ؛ فلا بد من رجوعهما إلى دليل يعرفه الخصم السائل معرفة الخصم المستدل. [انظر: الموافقات ٥/٤١٥، ٤١٦].
(٣) الموافقات ٥/٤١٥، ٤١٦.
قال تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ قO؟دd¨uچِ/خ) رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي ٤'sAِqyJّ٩$# قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ £`èdِژفاsù إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ ٥@t٦y_ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ £`كgممôٹ$# y٧sY د؟ù'tƒ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ×Lىإ٣xm ﴾ (١).
٣٩/٣٨ قال الشاطبي (٢) :" فقوله :﴿ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ﴾ تقرير، فيه إشارة إلى التخوف أن لا يكون مؤمناً، فلما قال :﴿ بَلَى ﴾ حصل المقصود " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ﴾ تقرير، فيه إشارة إلى التخوف ألا يكون مؤمناً.
وما ذهب إليه الشاطبي بأن قوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ﴾ تقرير ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين ؛ كالماوردي (٤)، والبغوي (٥)، وابن عطية (٦)، والرازي (٧)، والقرطبي (٨)،
والألوسي(٩)، وابن عاشور (١٠).
(٢) أورد الشاطبي هذا الاستنباط في سياق حديثه : بأنه إذا ورد في القرآن الترغيب قارنه الترهيب في لواحقه أو سوابقه أو قرائنه وبالعكس، وكذلك التَّرجية مع التخويف، وأن هذه الآية وإن قيل بأنها في التَّرجية فإن فيها إشارة إلى التخويف. [انظر : الموافقات ٤/١٦٧-١٧٧].
(٣) الموافقات ٤/١٧٧.
(٤) انظر : النكت والعيون ١/٣٣٤.
(٥) انظر : معالم التنْزيل ١/٣٢٣.
(٦) انظر : المحرر الوجيز ١/٢٥٢.
(٧) انظر : التفسير الكبير ٤/٧/٣٥.
(٨) الجامع لأحكام القرآن ٢/٣/١٩٥.
(٩) انظر : روح المعاني ٢/٢٦، ٢٧.
(١٠) انظر : التحرير والتنوير ٣/٥١١، ٥١٢.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$# ﴾ (١).
٤٠/٣٩ قال الشاطبي (٢) :" قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ فجعل المن من جملة ما يبطل أجر الصدقة، وما ذلك إلا لما في المنّ من إيذاء الْمُتَصَدَّق عليه " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ يدل على أنَّ المنّ من جملة ما يبطل أجر الصدقة، وما ذاك إلا لما في المنِّ من إيذاء الْمُتَصَدَّق عليه.
وما ذهب إليه الشاطبي بأن المنّ من جملة ما يبطل أجر الصدقة ؛ فهو ظاهر الآية ؛ وذهب إليه عامة المفسرين(٤).
وأما ما ذهب إليه من تعليل بطلان الصدقة بالمنّ بأن في المنّ إيذاءً للمُتَصَدَّق عليه ؛ فهو وجه حسن من أوجه التعليل، وممن ذكره من المفسرين : ابن القيم (٥).
(٢) أورد هذه الآية في سياق حديثه عن المنن، وأن أصحاب العقول تأباها، وأن الشارع قد اعتبرها في مواضع. [انظر : الموافقات ٣/٩٠].
(٣) الموافقات ٣/٩٠.
(٤) انظر : جامع البيان ٣/٦٥، أحكام القرآن للجصاص ١/٥٥٣، الكشاف ١/١٦٠، المحرر الوجيز ١/٣٥٧، الجامع لأحكام القرآن ٢/٣/٢٠٢، ٢٠٣، مدارك التنْزيل ١/١٤٨، مجموع الفتاوى ٢/٤١٧، ١١/٣٤٨، ١٤/٣٣٠، البحر المحيط ٢/٣٢١، بدائع التفسير ١/٤١٨-٤٢١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٢٦، فتح القدير ١/٢٨٥، محاسن التأويل ١/٦١٠.
(٥) انظر : بدائع التفسير ١/٤١٨، ٤١٩، وانظر : تيسير الكريم الرحمن ١/٣٢٧-٣٢٩.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا $sYô_uچ÷zr& لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ (#ûqكJn=ôم$#ur أَنَّ اللَّهَ ; سة_xî î‰ٹدJxm (٢٦٧) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ uچّ)xےّ٩$# وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ Zouچدےَّ¨B مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ ىىإ™¨ur زOٹد=tو (٢٦٨) 'دA÷sمƒ الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ z'دAré& #[ژِچyz #[ژچدWں٢ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٦٩) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِن اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا ڑْüدJد="©à=د٩ مِنْ أَنْصَارٍ (٢٧٠) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا uن!#uچs)àےّ٩$# فَهُوَ ضژِچyz لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ ضژچخ٦yz (٢٧١) * لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ ِNà٦ّ‹s٩خ) وَأَنْتُمْ لَا ڑcqمKn=ّàè؟ (٢٧٢) دن!#uچs)àےù=د٩ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ Nكgèùحچ÷ès؟ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِن اللَّهَ بِهِ يOٹد=tو ﴾ (١).
قال تعالى :﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ (#٤qt/حhچ٩$# لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي çmنـ ٦y‚tFtƒ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ y٧د٩¨sŒ بِأَنَّهُمْ (#ûqن٩$s% إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ (#٤qt/حhچ٩$# ¨@xmr&ur اللَّهُ الْبَيْعَ tPچxmur (#٤qt/حhچ٩$# فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا ڑcrà$ح#"yz (٢٧٥) يَمْحَقُ اللَّهُ (#٤qt/حhچ٩$# وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا دM"ysد="¢ء٩$# وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا î$ِqyz عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ ڑcqçRu"َstƒ (٢٧٧) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#qà)¨؟$# اللَّهَ وَذَرُوا مَا z'إ+t/ مِنَ (##qt/حhچ٩$# إِنْ كُنْتُمْ tûüدZدB÷s-B (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ ¾د&د!qك™u'ur وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ ِNà٦د٩¨uqّBr& لَا ڑcqكJد=ّàs؟ وَلَا ڑcqكJn=ّàè؟ ﴾ (١).
٤٢/٤١ قال الشاطبي :" وربا الجاهلية الذي قالوا فيه :﴿ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ (#٤qt/حhچ٩$# ﴾ هو فسخ الدَّين في الدَّين، يقول الطالب : إما أن تقضي، وإما أن تُربي، وهو الذي دلَّ عليه - أيضاً - قوله تعالى :﴿ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ ِNà٦د٩¨uqّBr& لَا ڑcqكJد=ّàs؟ وَلَا ڑcqكJn=ّàè؟ ﴾ " (٢).
وقال - في موضع آخر - (٣) :" ومثال ما يقع في المال :
(٢) الموافقات ٤/٣٧٩، ٣٨٠.
(٣) في سياق حديثه بضرب الأمثلة في البدع. [انظر : الاعتصام ٢/٣٤٢-٣٦٠].
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى ٥@y_r& 'wK|،-B فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ ب@د=ôJمٹّ٩ur الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ $Z"ّ‹x© فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ ِ@د=ôJمٹù=sù وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا بûّïy‰‹خky مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ ×@م_uچsù وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا uچإe٢x‹çFsù إِحْدَاهُمَا ٣"uچ÷zW{$#... ﴾ (١).
قال تعالى :﴿... وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ زOٹد=tو ﴾ (١).
٤٤/٤٣ قال الشاطبي :" إن المقلد إذا عرضت له مسألة دينية، فلا يسعه في الدِّين إلا السؤال عنها على الجملة ؛ لأن الله لم يتعبَّد الخلق بالجهل، وإنما تعبَّدهم على مقتضى قوله سبحانه :﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ لا على ما يفهمه كثير من الناس(٢)، بل على ما قرره الأئمة في صناعة النحو (٣)، أي : إن الله يعلمكم على كل حال فاتقوه، فكأن الثاني سبب الأول ؛ فترتَّب الأمر بالتقوى على حصول التعليم ترتيباً معنوياً، وهو يقتضي تقدُّم العلم على العمل، والأدلة على هذا المعنى كثيرة(٤)، وهي قضية لا نزاع فيها ؛ فلا فائدة في التطويل فيها " (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ معناه : أن الله يعلمكم على كل حال فاتقوه، فكأن الثاني سبب في الأول.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ يدخل تحت قول من يقول بأن الواو في قوله: ﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ للاستئناف، وأن كل جملة من الجمل الثلاث في قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ زOٹد=tو ﴾ مستقلة بذاتها.
(٢) يفهمونها على أن التقوى سبب في التعليم. [انظر : مجموع الفتاوى ١٨/١٧٧].
(٣) انظر : مغني اللبيب ٢/٣٥٩، الإتقان ١/٢٣٣، ٢٦٢، النحو الوافي ٣/٦٥٣، ٦٥٤.
(٤) انظر بعضها في : صحيح البخاري، في كتاب العلم، باب العلم قبل التقوى والعمل، ص ١٦، ١٧.
(٥) الموافقات ٥/٢٨٣، ٢٨٤.
قال تعالى :﴿ لِلَّهِ مَا فِي دN¨uq"yJ، ،٩$# وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٨٤) آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا tAح"Ré& إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ ¾د&ح#ك™â'ur لَا ن-حhچxےçR بَيْنَ ٧‰xmr& مِنْ ¾د&ح#ك™o' وَقَالُوا سَمِعْنَا $sY÷èsغr&ur y٧tR#uچّےنî $sY/u' وَإِلَيْكَ مژچإءyJّ٩$# (٢٨٥) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ $sY/u' لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ !$uZٹإ،°S أَوْ أَخْطَأْنَا $sY/u' وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا #Xچô¹خ) كَمَا ¼çmtFù=yJxm عَلَى الَّذِينَ مِنْ $uZد=ِ٦s% رَبَّنَا وَلَا $sYù=دdJysè؟ مَا لَا طَاقَةَ $sYs٩ بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ $sYs٩ !$uZôJxmِ'$#ur أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ (١).
٤٥/٤٤ قال الشاطبي :" " ولَمَّا نزلت هذه الآية :﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ﴾ الآية ؛ شقَّ ذلك على الصحابة، فقيل لهم : قولوا: ﴿ ($uZ÷èدJy™ $sY÷èsغr&ur ﴾، فقالوها؛ فألقى الله الإيمان في قلوبهم ؛ فنَزلت: ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا tAح"Ré& إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ الآية " (٢) " (٣).
(٢) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، ١/١١٥، ١١٦، برقم ١٢٥، ١٢٦ من حديث أبي هريرة، وحديث ابن عباس بنحوه.
(٣) الموافقات ١/٥٠٣، ٥٠٤، وانظر : الموافقات ٢/٢٨٢.
سورة آل عمران
قال تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي tAu"Rr& عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ ¾د&ح#ƒحrù's؟ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ tbqم‚إ™¨چ٩$#ur فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا مچھ.¤‹tƒ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (١).
٤٦/١ قال الشاطبي :" التشابه قد علم أنه واقع في الشرعيات، لكن النظر في مقدار الواقع منه: هل هو قليل أم كثير؟ والثابت من ذلك القلة لا الكثرة ؛ لأمور:
أحدها : النص الصريح، وذلك قوله تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي tAu"Rr& عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ فقوله في المحكمات: ﴿ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ يدل أنها المعظم والجمهور، وأمُّ الشيء معظمه وعامَّته، كما قالوا: أمُّ الطريق؛ بمعنى معظمه، وأم الدِّماغ ؛ بمعنى الْجِلدَة الحاوية له الجامعة لأجزائه ونواحيه(٢)، و الأم -أيضاً- الأصل(٣)، ولذلك قيل لمكة : أم القرى ؛ لأن الأرض دُحيت من تحتها(٤)، والمعنى يرجع إلى الأول، فإذا كان كذلك ؛ فقوله تعالى: ﴿ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ إنما يراد بِها القليل " (٥).
وقال - في موضع آخر - :" وما من مجتهد إلا وهو مقر بوضوح أدلة الشرع
(٢) انظر : لسان العرب ١٢/٣٢، مادة "أمم".
(٣) انظر : لسان العرب ١٢/٢٨، ٣١، مادة "أمم".
(٤) انظر : المفردات ص ٢٢.
(٥) الموافقات ٣/٣٠٧.
قال تعالى :﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ِNà٦د٩¨sŒ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ "حچôfs؟ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ tûïد$ح#"yz فِيهَا سl¨urّ-r&ur ×ouچ£gsـ-B زc¨uqôتح'ur مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ (١).
٤٧/٢ قال الشاطبي :" ومما جاء غير مطابق في الظاهر (٢)، وهو في المعنى مطابق قول الله تعالى :﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ِNà٦د٩¨sŒ ﴾ فإن هذا الكلام معناه : هل أخبركم بما هو أفضل من متاع الحياة الدنيا ؟ فكأنه قيل : نعم، أخبرنا، فقال الله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ "حچôfs؟ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ... ﴾ الآية ؛ أي:
الذين اتقوا استقر لهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار | الآية، فأعطى مضمون الكلام معنى الجواب على غير لفظه، وهذا التقرير على قول جماعة من المفسرين"(٣). |
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :
﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ِNà٦د٩¨sŒ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ "حچôfs؟ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ | ﴾ من الأمثلة التي يستدل بِها على أن الجواب فيها جاء غير مطابق للسؤال في الظاهر، وهو في المعنى مطابق. |
(٢) أي أن الجواب غير مطابق للسؤال في الظاهر، وإن كان في المعنى مطابقاً.
وأورد الشاطبي هذا في سياق تقريره بأن النبي - ﷺ - لمّا سئل عن الفرقة الناجية قال :" ما أنا عليه وأصحابي" حيث أجابهم عن الوصف الذي كانت به ناجية ولم يكن الجواب عن تعيين الفرقة الناجية، الذي هو المقصود من السؤال فلم يطابق السؤال الجواب في اللفظ، واعتذر عن هذا أن العرب لا تلتزم ذلك النوع إذا فهم المعنى، [انظر : الاعتصام ٣/٣٤٧، ٣٤٨].
(٣) الاعتصام ٣/٣٤٨.
قال تعالى :﴿ قُلِ اللَّهُمَّ y٧د="tB الْمُلْكِ 'دA÷sè؟ y٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ y٧ù=كJّ٩$# مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# y٧¯Rخ) عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (١).
٤٨/٣ قال الشاطبي (٢) :"الأدب في ترك التنصيص على نسبة الشر إلى الله تعالى، وإن كان هو الخالق لكل شيء، كما قال بعد قوله :﴿ قُلِ اللَّهُمَّ y٧د="tB الْمُلْكِ 'دA÷sè؟ y٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ ﴾ إلى قوله :﴿ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# ﴾، ولم يقل: بيدك الخير والشر، وإن كان قد ذكر القسمين معاً ؛ لأن نزع الملك والإذلال بالنسبة إلى من لحق ذلك به شرٌ ظاهر. نعم، قال في أثره :﴿ y٧¯Rخ) عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ تنبيهاً في الجملة على أن الجميع خلقه ؛ حتى جاء في الحديث عن النبي - ﷺ - :"والخير في يديك، والشر ليس إليك"(٣)"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ قُلِ اللَّهُمَّ y٧د="tB الْمُلْكِ 'دA÷sè؟ y٧ù=كJّ٩$# مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ y٧ù=كJّ٩$# مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# ﴾ يدل على الأدب في ترك التنصيص على نسبة الشر إلى الله تعالى ؛ لأنه سبحانه ذكر القسمين معاً (الخير والشر) ثم قال: ﴿ بِيَدِكَ مژِچy‚ّ٩$# ﴾ ولم يقل : بيدك الخير والشر، مع أن نزع الملك والإذلال بالنسبة إلى من لحق به شر ظاهر.
(٢) أورده في سياق ذكره للآداب الحسنة التي تدل عليها الآيات. [انظر : الموافقات ٢/١٥١-١٦٦].
(٣) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ١/٥٣٤-٥٣٦ برقم ٧٧١ من حديث علي بن أبي طالب بلفظ "الخير كله في يديك، والشر ليس إليك".
(٤) الموافقات ٢/١٦٦.
قال تعالى :﴿ إِن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ ٥>#uچè؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (١).
٤٩/٤ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ إِن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ ﴾ الآية ؛ فأراهم البرهان بما لم يختلفوا فيه، وهو آدم... "
" وعلى هذا النحو تجد احتجاجات القرآن ؛ فلا يؤتى فيه إلا بدليل يقر الخصم بصحته، شاء أم أبى " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الله تعالى في قوله :﴿ إِن مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ ﴾ أرى النصارى البرهان بما لم يختلفوا فيه ؛ وهو آدم، في إبطال دعواهم بأن عيسى ابن الله ؛ لأنه خلق من غير أب.
وما ذهب إليه الشاطبي ظاهر ؛ وأشار إليه كثير من المفسرين (٣).
قال ابن جزي :" الآية حجَّة على النصارى في قولهم : كيف يكون ابن دون أب، فمثلَّه الله بآدم الذي خلقه الله دون أم ولا أب، وذلك أغرب مما استبعدوه ؛ فهو أقطع لقولهم " (٤).
وقال ابن كثير :" فالذي خلق آدم من غير أب قادر على أن يخلق عيسى بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز ادِّعاء البنوَّة في عيسى لكونه مخلوقاً من غير أب فجوز ذلك في آدم بالطريق الأولى، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل ؛ فدعواه في عيسى أشد بطلاناً، وأظهر فساداً" (٥).
(٢) الموافقات ٥/٤١٦.
(٣) انظر : الكشاف ١/١٩٢، الجامع لأحكام القرآن ٢/٤/٦٦، مدارك التنْزيل ١/١٧٩، التسهيل ١/١٤٧، بدائع التفسير ١/٥٠٠، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٧٥، ٣٧٦، أنوار التنْزيل ١/١٦٢، فتح القدير ١/٣٤٦، تيسير الكريم الرحمن ١/٣٨٧، التحرير والتنوير ٣/١١٢.
(٤) التسهيل ١/١٤٧.
(٥) تفسير القرآن العظيم ١/٣٧٥، ٣٧٦.
قال تعالى :﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ ڑcqo_!$ysè؟ فِي tLىدd¨uچِ/خ) وَمَا دMs٩ح"Ré& التَّوْرَاةُ م@‹إfRM﴾$#ur إِلَّا مِنْ ے¾دnد‰÷èt/ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } (١).
٥٠/٥ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ ڑcqo_!$ysè؟ فِي tLىدd¨uچِ/خ) وَمَا دMs٩ح"Ré& التَّوْرَاةُ م@‹إfRM﴾$#ur إِلَّا مِنْ ے¾دnد‰÷èt/ }، وهذا دليل قاطع في دعواهم أن إبراهيم يهودي أو نصراني.
وعلى هذا النحو تجد احتجاجات القرآن ؛ فلا يؤتى فيه إلا بدليل يقر الخصم بصحته، شاء أم أبى " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ ڑcqo_!$ysè؟ فِي tLىدd¨uچِ/خ) وَمَا دMs٩ح"Ré& التَّوْرَاةُ م@‹إfRM﴾$#ur إِلَّا مِنْ ے¾دnد‰÷èt/ } قاطع في دعوى أهل الكتاب أن إبراهيم كان يهودياً أو نصرانياً.
وما ذهب إليه ظاهر ؛ وأشار إليه كثير من المفسرين (٣).
قال ابن جزي :" قالت اليهود : كان إبراهيم يهودياً، وقالت النصارى : كان نصرانياً ؛ فنَزلت الآية رداً عليهم ؛ لأن ملَّة اليهود والنصارى إنما وقعت بعد موت إبراهيم بمدة طويلة " (٤).
وقال السعدي :" وأما دعوى اليهود والنصارى أنهم على ملة إبراهيم، فقد علم أن اليهودية والنصرانية التي هم يدَّعون أنهم عليها لم تؤسس إلا بعد الخليل. فكيف يحاجون في هذا الأمر الذي يعلم به كذبهم وافتراؤهم " (٥).
(٢) الموافقات ٥/٤١٦.
(٣) انظر : أحكام القرآن للجصاص ٢/٢٠، المحرر الوجيز ١/٤٥٠، الجامع لأحكام القرآن ٢/٤/٦٩، مدارك التنْزيل ١/١٨١، ١٨٢، التسهيل ١/١٤٨، البحر المحيط ٢/٥٠٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٨٠، تيسير الكريم الرحمن ١/٣٩٠.
(٤) التسهيل ١/١٤٨.
(٥) تيسير الكريم الرحمن ١/٣٩٠.
قال تعالى :﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا ûسة_t٦دj٩ ں@ƒدن¨uژَ خ) إِلَّا مَا tPچxm م@ƒدن¨uژَ خ) عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (١).
٥١/٦ قال الشاطبي :" أن هذه الآية (٢) يشكل معناها مع قوله تعالى :﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا ûسة_t٦دj٩ ں@ƒدن¨uژَ خ) إِلَّا مَا tPچxm م@ƒدن¨uژَ خ) عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ﴾ الآية ؛ فإن الله أخبر عن نبي من أنبيائه - عليهم السلام - أنه حرَّم على نفسه حلالاً، ففيه دليل لجواز مثله.
والجواب : أنه لا دليل في الآية ؛ لأن ما تقدَّم يُقرِّر : أن لا تحريم في الإسلام، فيبقى ما كان شرعاً لغيرنا منفيَّاً عن شرعنا ؛ كما تقرر في الأصول " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ ﴾ (٤) يشكل معناها مع قوله :﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا ûسة_t٦دj٩ ں@ƒدن¨uژَ خ) إِلَّا مَا tP
چxm م@ƒدن¨uژَ خ) عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ﴾
.ففي آية المائدة : النهي عن تحريم ما أحل الله.
وفي آية آل عمران : أخبر سبحانه عن يعقوب بأنه حرَّم على نفسه حلالاً، وأن هذا يدل على جواز تحريم مثله.
وجمع بينهما بأنه لا دليل في الآية ؛ إذ لا تحريم في الإسلام، فيبقى ما كان شرعاً لغيرنا منفيَّاً عن شرعنا.
(٢) يعني قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ... ﴾ المائدة : ٨٧.
وانظر : الاعتصام ٢/١٩٥-٢١٠.
(٣) الاعتصام ٢/٢١٠.
(٤) سورة المائدة : ٨٧.
قال تعالى :﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ (١).
٥٢/٧ قال الشاطبي :" ومن ذلك (٢) : أنه قال - في قوله تعالى :﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ﴾ باطن البيت قلب محمد - ﷺ - يؤمن به من أثبت الله في قلبه التوحيد واقتدى بهدايته (٣).
وهذا التفسير يحتاج إلى بيان ؛ فإن هذا المعنى لا تعرفه العرب، ولا فيه من جهتها وضع مجازي مناسب، ولا يلائمه مساق بحال ؛ فكيف هذا ؟ (٤).
والعذر عنه أنه لم يقع فيه ما يدل على أنه تفسير للقرآن ؛ فزال الإشكال إذاً"(٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول سهل في قوله تعالى :﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ﴾ : باطن البيت قلب محمد - ﷺ - يؤمن به من أثبت الله في قلبه التوحيد واقتدى بهدايته ؛ بأنه ليس تفسيراً للآية؛ لأن هذا المعنى لا تعرفه العرب، ولا فيه من جهتها وضع مجازي مناسب ولا يلائمه مساق بحال.
(٢) أي من التفاسير المشكلة المنقولة عن سهل التستري، [انظر : الموافقات ٤/٢٣٥-٢٤٧]، وانظر : ص١٣٦، ١٤٨، ١٦٧.
(٣) لفظ سهل في تفسيره ص٥٠ " وقوله :﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ﴾ أي أول بيت وضع للناس بيت الله - عز وجل - بمكة، هذا هو الظاهر، وباطنها الرسول يؤمن به من أثبت الله في قلبه التوحيد من الناس".
(٤) انظر : الموافقات ٤/٢٣١، ٢٣٢، وانظر : ص١٣٦.
(٥) الموافقات ٤/٢٤٧.
قال تعالى :﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ دMّٹt٧ّ٩$# مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ uچxےx. فَإِنَّ اللَّهَ ; سة_xî عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ (١).
٥٣/٨ قال الشاطبي :" وقرأ - عليه السلام - قوله تعالى :﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ دMّٹt٧ّ٩$# ﴾ الآية ؛ فقال رجل : يا رسول الله أكُلَّ عام فرض ؟ فأعرض. ثم قال: يا رسول الله أكلّ عام فرض ؟ فأعرض. ثم قال : يا رسول الله : أكلّ عام ؟ فقال رسول الله - ﷺ - :" والذي نفسي بيده ؛ لو قلتُها لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بِها، ولو لم تقوموا بِها لكفرتم؛ فذروني ما تركتكم "...(٢) ".
" فكون الحج لله هو مقتضى الآية كما أن كونه للعام الحاضر تقتضيه أيضاً، فلما سكت عن التكرار ؛ كان الذي ينبغي الحملُ على أخفّ محتملاته، وإن فرض أن الاحتمال الآخر مراد ؛ فهو ما يُعفى عنه " (٣).
(٢) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، ٢/٩٧٥، برقم ١٣٣٧ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ :" أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ؛ حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله - ﷺ - لو قلت : نعم لوجبت، ولما استطعتم، ثم قال : ذروني ما تركتكم... " الحديث.
وأخرجه النسائي في سننه، في كتاب مناسك الحج، باب وجوب الحج، ص٤٠٩، برقم٢٦١٩، ٢٦٢٠، من حديث أبي هريرة، وابن عباس -رضي الله عنهم.
وابن ماجه في سننه، في كتاب المناسك، باب فرض الحج، ص٤٨٩، برقم ٢٨٨٤، ٢٨٨٥، ٢٨٨٦، من حديث علي، وأنس، وابن عباس -رضي الله عنهم.
ولفظ ما أورده المؤلف أقربه ما جاء عند عبد بن حميد عن الحسن البصري مرسلاً. [انظر : الدر المنثور ٢/٩٩].
(٣) الموافقات ١/٢٥٧، ٢٥٨.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#qà)¨؟$# اللَّهَ ¨،xm تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ tbqكJد=َ،-B ﴾ (١).
٥٤/٩ قال الشاطبي :" وقال قتادة في قوله :﴿ (#qà)¨؟$# اللَّهَ ¨،xm تُقَاتِهِ ﴾ : إنه منسوخ بقوله :﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ (٢)(٣)، وقاله الربيع بن أنس(٤)، والسدي(٥)، وابن زيد (٦)، وهذا من الطراز المذكور (٧) ؛ لأن الآيتين مدنيتان، ولم تنْزلا إلا بعد تقرير أن الدِّين لا حرج فيه، وأن التكليف بما لا يستطاع مرفوع، فصار معنى قوله: ﴿ (#qà)¨؟$# اللَّهَ ¨،xm تُقَاتِهِ ﴾ ؛ فيما استطعتم، وهو معنى قوله: { فَاتَّقُوا
(٢) سورة التغابن : ١٦.
(٣) أخرجه عن قتادة: ابن جرير في تفسيره ٣/٣٧٧، وحسَّن إسنادها حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح١/٤٤٣.
(٤) أخرجه عن الربيع بن أنس : ابن جرير في تفسيره ٣/٣٧٧.
الربيع بن أنس : هو الربيع بن أنس البكري، ويقال : الحنفي البصري ثم الخرساني، كان عالم مرو في زمانه، توفي سنة ١٣٩هـ. [انظر: سير أعلام النبلاء ٦/١٦٩، ١٧٠، تهذيب التهذيب ٣/٢٠٧].
(٥) أخرجه عن السدي : ابن جرير في تفسيره ٣/٣٧٧.
السدي : هو الإمام المفسر أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الحجازي ثم الكوفي الأعور السدي الكبير، أحد موالي قريش، كان من علماء التفسير، توفي سنة ١٢٧هـ. [ انظر: سير أعلام النبلاء ٥/٢٦٤، ٢٦٥، تهذيب التهذيب ١/٢٧٣، ٢٧٤].
(٦) أخرجه عن ابن زيد : ابن جرير في تفسيره ٣/٣٧٧.
ابن زيد : هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني، كان صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيراً في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ، توفي سنة ١٨٢هـ. [ انظر: سير أعلام النبلاء ٨/٣٤٩، تهذيب التهذيب ٦/١٦١، ١٦٢].
(٧) أي ليس من النسخ بلسان المتأخرين والأصوليين. [انظر: الموافقات ٣/٣٤٤، ٣٤٥].
قال تعالى :﴿ وَاعْتَصِمُوا ب@ِ٧ut؟٢ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ (١).
٥٥/١٠ قال الشاطبي :" قال الله تعالى :﴿ وَاعْتَصِمُوا ب@ِ٧ut؟٢ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ بعد قوله تعالى :﴿ (#qà)¨؟$# اللَّهَ ¨،xm تُقَاتِهِ ﴾ (٢) ؛ فأشعر أن الاعتصام بحبل الله هو تقوى الله حقاً، وأن ما سوى ذلك تفرقه، لقوله :﴿ وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾، والفُرقة من أخص أوصاف المبتدعة ؛ لأنه خرج عن حكم الله، وباين جماعة أهل الإسلام" (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن مجيء قوله تعالى :﴿ وَاعْتَصِمُوا ب@ِ٧ut؟٢ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ بعد قوله :﴿ (#qà)¨؟$# اللَّهَ ¨،xm تُقَاتِهِ ﴾ (٤) يُشعر بأن الاعتصام بحبل الله هو تقوى الله حقاً، وأن ما سوى ذلك تفرقة ؛ لقوله :﴿ وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي صحيح ؛ لأن الاعتصام بحبل الله هو التقوى، وما سواه فرقة وضلال ؛ إذ أن التفاسير الواردة في تفسير حبل الله قريب بعضها من بعض، وكلها حول التمسك بدينه، وتقوى الله بالتمسك بدينه والاعتصام به (٥).
قال رشيد رضا - في ذكره للمناسبة بين الآيتين - :" ثم بيَّن لنا - عز وجل - ما به يتحقق ذلك الأمر والنهي فقال :﴿ (#qكJإءtGôم$#ur ب@ِ٧ut؟٢ "!$# $Yè‹دJy_ ںwur (#qè%
چxےs؟ ﴾
" (٦).(٢) سورة آل عمران : ١٠٢.
(٣) الاعتصام ١/١٩٨.
(٤) سورة آل عمران : ١٠٢.
(٥) انظر : جامع البيان ٣/٣٧٨، ٣٧٩، المحرر الوجيز ١/٤٨٣، ٤٨٤، زاد المسير ١/٣٥٠.
(٦) تفسير القرآن الحكيم ٤/١٩، وانظر: التفسير الكبير ٤/٨/١٤٢.
قال تعالى :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا مMèduن!%y` àM"sYةi t٦ّ٩$# وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٥) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ (١).
٥٧/١٢ قال الشاطبي :" وانظر في قوله تعالى :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا مMèduن!%y` àM"sYةi t٦ّ٩$# وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ؛ فهذا وعيد، ثم قال: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ وتسويد الوجه علامة الخِزي ودخول النار، ثم قال: ﴿ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ وهو تقريع وتوبيخ، ثم قال :﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾ الآية، وهو تأكيد آخر.
وكل هذا التقرير بناء على أن المراد بالآيات أهل الغفلة من أهل البدع ؛ لأن المبتدع إذا اتُّبع في بدعته لم يمكنه التلافي - غالباً - فيها، ولم يزل أثرها في الأرض مستطيراً إلى قيام الساعة، وذلك كله بسببه ؛ فهي أدهى من قتل النفس " (٢).
(٢) الاعتصام ٣/٢٦٩، ٢٧٠.
قال تعالى :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا مMèduن!%y` àM"sYةi t٦ّ٩$# وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (١).
٥٦/١١ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا مMèduن!%y` àM"sYةi t٦ّ٩$# ﴾ الآية، والبَيِّنَات هي الشريعة، فلولا أنها لا تقتضي الاختلاف ولا تقبله ألبتة لما قيل لهم : من بعد كذا، ولكان لهم فيها أبلغ العذر، وهذا غير صحيح ؛ فالشريعة لا اختلاف فيها " (٢).
وقال -في موضع آخر-: "وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا مMèduن!%y` àM"sYةi t٦ّ٩$# ﴾ فهذا دليل على مجيء البيان الشافي، وأن التفرق إنما حصل من جهة المتفرِّقين لا من جهة الدَّليل، فهو إذن من تلقاء أنفسهم، وهو اتباع الهوى بعينه"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن المراد بالبَيِّنَات في قوله :﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا مMèduن!%y` àM"sYةi t٦ّ٩$# ﴾ أنها الشريعة، وأن اختلافهم من بعدها دليل على أنها لا اختلاف فيها، وأن اختلافهم من جهة أنفسهم، لا من جهة الدليل.
وما ذهب إليه بأن المراد بالبَيِّنَات أنها الشريعة ؛ ذهب إليه جمع من المفسرين، وإن اختلفت ألفاظهم في بيانها (٤).
قال ابن عطية :" ومجيء البَيِّنَات هو ببعث الرسل، وإنزال الكتب " (٥).
وقال الشوكاني :" والبَيِّنَات : الآيات الواضحات الْمُبيِّنة للحق، الْمُوجِبة لعدم الاختلاف"(٦).
(٢) الموافقات ٥/٦٠.
(٣) الاعتصام ١/٢٤٤.
(٤) انظر: بحر العلوم ١/٢٩٠، المحرر الوجيز ١/٤٨٦، البحر المحيط ٣/٢٤، أنوار التنْزيل ١/١٧٤، فتح القدير ١/٣٧٠، روح المعاني ٢/٢٤٠، محاسن التأويل ٢/١٠٩.
(٥) المحرر الوجيز ١/٤٨٦.
(٦) فتح القدير ١/٣٧٠.
قال تعالى :﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ôMy_حچ÷zé& لِلنَّاسِ tbrقگكDù's؟ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ حچx٦ZكJّ٩$#... ﴾ (١).
٥٨/١٣ قال الشاطبي :" سُنَّة الصحابة - رضي الله عنهم - سُنَّة يعمل عليها ويرجع إليها، ومن الدليل على ذلك أمور :
أحدها : ثناء الله عليهم من غير مثنويَّة (٢)، ومدحهم بالعدالة وما يرجع إليها ؛ كقوله تعالى :﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ôMy_حچ÷zé& لِلنَّاسِ ﴾.
وقوله :﴿ y٧د٩¨x‹x.ur ِNن٣"sYù=yèy_ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ (٣).
ففي الأولى : إثبات الأفضلية على سائر الأمم، وذلك يقضي باستقامتهم في كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة.
وفي الثانية : إثبات العدالة مطلقاً، وذلك يدل على ما دلت عليه الأولى " (٤).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ôMy_حچ÷zé& لِلنَّاسِ ﴾ يدل على إثبات الأفضلية للصحابة على سائر الأمم، وذلك يقضي باستقامتهم في كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة.
وما ذهب إليه ؛ ذكره كثير من المفسرين (٥).
(٢) من غير مثنويَّة : أي من غير استثناء [انظر: القاموس المحيط ص١٦٣٧].
(٣) سورة البقرة : ١٤٣.
(٤) الموافقات ٤/٤٤٦، ٤٤٧.
(٥) انظر : الجامع لأحكام القرآن ٢/٤/١١٠، إعلام الموقعين ٤/١٣١، ١٣٢، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٩٩، أنوار التنْزيل ١/١٧٥، حاشية الصاوي ١/٢٨٠، فتح القدير ١/٣٧١، تيسير الكريم الرحمن ١/٤٠٩.
قال تعالى :﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (١).
٥٩/١٤ قال الشاطبي :" كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي ؛ فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به.
ومن ادعى فيه ذلك ؛ فهو في دعواه مبطل... ".
"ومن أمثلة هذا الفصل ما ادعاه من لا خلاق له من أنه مسمى في القرآن ؛ كبَيَان بن سمعان (٢)، حيث زعم أنه المراد بقوله تعالى :﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ﴾ الآية، وهو من التُّرَّهات بمكان مكين، والسكوت على الجهل كان أولى به من هذا الافتراء البارد، ولو جرى له على اللسان العربي لعده الحمقى من جملتهم، ولكنه كشف عَوَار نفسه من كل وجه، عافانا الله وحفظ علينا العقل والدين بمنّه.
وإذا كان بيانٌ في الآية عَلَماً له ؛ فأي معنى لقوله :﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ﴾ ؟ كما يقال : هذا زيد للناس " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن ما ادَّعاه بَيَان بن سمعان بأنه المراد بقوله: ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ﴾ ؛ باطل.
وما ذهب إليه هو الحق ؛ لأن بيان بن سمعان ليس من أهل العلم ؛ بل حُكم عليه بأنه زنديق، فلا يُعتدُّ بقوله، ولم يتابعه أحد في قوله من المفسرين (٤)، ووجوده متأخر بسنوات عن نزول الآية، فكيف يكون مراداً بها ؟ فضلاً عن بطلان قوله من الناحية اللغوية وغيرها.
(٢) بيان بن سمعان : هو بيان بن سمعان النهدي من بني تميم، ظهر في العراق بعد المائة وقال بإلهية علي بن أبي طالب، وإليه تنسب فرقة البيانية من الشيعة، وقال عنه الذهبي بأنه زنديق، قيل : قتله خالد القسري [انظر: الملل والنحل ١٥١، ١٥٢، الفصل ٥/٤٤، ميزان الاعتدال ١/٣٥٧].
(٣) الموافقات ٤/٢٢٤، ٢٢٥، وانظر: الموافقات ٣/٣٣٣.
(٤) انظر : جامع البيان ٣/٤٤٥، النكت والعيون ١/٤٢٦، زاد المسير ١/٣٧٣، الدر المنثور ٢/١٣٩، ١٤٠.
سورة النساء
قال تعالى :﴿ وَإِنْ ÷Lنêّے½z أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ َOçFّے½z أَلَّا تَعْدِلُوا ¸oy‰دn¨uqsù أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ y٧د٩¨sŒ #'oTôٹr& أَلَّا تَعُولُوا ﴾ (١).
٦٠/١ قال الشاطبي :" ثم أتى بعض من نسب إلى الفرق (٢) ممن حرَّف التأويل في كتاب الله، فأجاز نكاح أكثر من أربع نسوة :
إما اقتداءً - في زعمه - بالنبي - ﷺ - ؛ حيث أُحِلَّ له أكثر من ذلك أن يجمع بينهنَّ، ولم يلتفت إلى إجماع المسلمين أن ذلك خاص به - عليه السلام -.
وإما تحريفاً لقوله تعالى: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ ؛ فأجاز الجمع بين تسع نسوة في ملكٍ، ولم يفهم المراد من الواو، ولا من قوله :﴿ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ فأتى ببدعة أجراها في هذه الأمة لا دليل عليها ولا مستند فيها " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" ومن أرباب الكلام من ادَّعى جواز نكاح الرجل منا تسع نسوة حرائر، مستدلاً على ذلك بقوله تعالى :﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ ولا يقول مثل هذا من فهم وضع العرب في مثنى وثلاث ورباع"(٤).
(٢) وممن نسب إليه هذا القول : الرافضة، وبعض أهل الظاهر كما حكاه القرطبي [انظر: الجامع لأحكام القرآن ٣/٥/١٣] ونُسب إلى غيرهم [انظر : محاسن التأويل ٢/٢٢٠-٢٢٣].
(٣) الاعتصام ٢/٣٥١.
(٤) الموافقات ٤/٢٢٧.
قال تعالى :﴿ وَإِذَا uژ|طxm الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ (١).
٦١/٢ قال الشاطبي :" وقال (٢) في قوله :﴿ وَإِذَا uژ|طxm الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ﴾ الآية : إنه منسوخ بآية المواريث (٣).
(٢) أي : ابن عباس - رضي الله عنهما - [انظر: الموافقات ٣/٣٤٥-٣٥١].
(٣) أخرجه عن ابن عباس : ابن جرير في تفسيره ٣/٦٠٧، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص٩١، ٩٢، ومكي في الإيضاح ص٢١٠، وابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص٣١٠، ٣١١.
وما جاء عن ابن عباس بأن هذه الآية منسوخة ضعَّفه ابن حجر، ثم إنها مخالفة لما في صحيح البخاري بأنها محكمة، فقد قال ابن عباس :" هي محكمة، وليست بمنسوخة " [ أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب ﴿ وَإِذَا uژ|طxm الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ ﴾ ص٧٨١ برقم (٤٥٧٦) من طريق عكرمة ].
وقال - أيضاً - :" إن ناساً يزعمون أن هذه الآية نسخت، ولا والله ما نسخت، ولكنها مما تهاون الناس، هما واليان : والٍ يرث وذاك الذي يرزق، ووالٍ لا يرث فذاك الذي يقول بالمعروف، يقول : لا أملك لك أن أعطيك" [ أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الوصايا، باب قول الله - عز وجل - :﴿ وَإِذَا uژ|طxm الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ﴾ ص٤٥٦، برقم (٢٧٥٩) من طريق سعيد بن جبير ].
قال ابن حجر في فتح الباري ٨/٢٤٢ -بعد ذكره لهذين الأثرين-:"وهذان الإسنادان الصحيحان عن ابن عباس هما المعتمدان، وجاءت عنه روايات من أوجه ضعيفة عند ابن أبي حاتم وابن مردويه أنها منسوخة، نسختها آية الميراث".
قال تعالى :﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةٍ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ يOٹد=tو زOٹد=xm ﴾ (١).
٦٢/٣ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ﴾ ؛ فاستثنى الإضرار، فإذا أقرَّ في مرضه بدَينٍ لوارث، أو أوصى بأكثر من الثلث قاصداً حرمان الوارث أو نقصه بعض حقه بإبداء هذا المانع من تمام حقه ؛ كان مضاراً، والإضرار ممنوع باتفاق " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" وقال تعالى :﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ﴾ ؛ يعني بالورثة ؛ بأن يوصي بأكثر من الثلث، أو يوصي لوارث احتيالاً على حرمان بعض الورثة " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن من المضارة بالورثة : أن يوصي بأكثر من الثلث، أو يوصي لوارث، أو يُقر له بِدَين ؛ احتيالاً على حرمان بعض الورثة، وأن الإضرار ممنوع باتفاق.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٤)، ويدل عليه الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب : فنص الآية :﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ﴾ (٥).
(٢) الموافقات ١/٤٤٩.
(٣) الموافقات ٣/١١١.
(٤) انظر : أحكام القرآن للجصاص ٢/١٢٦، ١٢٧، أحكام القرآن للهراسي ١/٣٢٧، معالم التنْزيل ٢/١٨٠، المحرر الوجيز ٢/٢٠، التفسير الكبير ٥/٩/١٨٢، الجامع لأحكام القرآن ٣/٥/٥٣، مدارك التنْزيل ٢/٢٣٨، بدائع التفسير ٢/١٠، ١١، البحر المحيط ٣/١٩٨، ١٩٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٤٧٢، أنوار التنْزيل ١/٢٠٥، محاسن التأويل ٢/٢٤٣، فتح القدير ١/٤٣٥.
(٥) سورة النساء : ١٢.
قال تعالى :﴿ àM"sY|ءَsكJّ٩$#ur مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ِNà٦د٩¨sŒ أَنْ تَبْتَغُوا Nن٣د٩¨uqّBr'خ/ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ﴾ (١).
٦٣/٤ قال الشاطبي :" كتاب الله ؛ كما يطلق على القرآن يطلق على ما كتب الله تعالى عنده مما هو حُكْمه وفَرْضه على العباد، كان مسطوراً في القرآن أولاً، كما قال تعالى :﴿ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ ؛ أي حُكْمه وفرضه " (٢).
(٢) الاعتصام ٣/٣٩١.
قال تعالى :﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ دM"sY|ءَsكJّ٩$# دM"sYدB÷sكJّ٩$# فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ دM"sYدB÷sكJّ٩$# وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ £`خgد=÷dr& وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ رضي الله عنM"sY|ءّtèرحمه الله غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا إV¨x‹د‚GمB أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ £`خkِژn=yèsù نِصْفُ مَا عَلَى دM"sY|ءَsكJّ٩$# مِنَ الْعَذَابِ y٧د٩¨sŒ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ (#rمژة٩َءs؟ ضژِچyz لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (١).
قال تعالى :﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ $Z"ّ‹x© بûّït$د!¨uqّ٩$$خ/ur إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ح'$pgù:$#ur ذِي الْقُرْبَى ح'$pgù:$#ur الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ (١).
٦٥/٦ قال الشاطبي :" وقال (٢) في قوله تعالى :﴿ ح'$pgù:$#ur ذِي الْقُرْبَى ﴾ الآية: وأما باطنها ؛ فهو القلب، ﴿ ح'$pgù:$#ur الْجُنُبِ ﴾ : النفس الطبيعي، ﴿ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ العقل المقتدي بعمل الشرع، ﴿ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ : الجوارح المطيعة لله عز وجل(٣).
(٢) أي سهل التستري [انظر: الموافقات ٤/٢٤٢-٢٤٨]، وانظر: ص١٣٦، ١٣٧، ١٤٨، ١٤٩.
(٣) لفظ سهل في تفسيره ص٥٣: " أما ظاهرها فالجار الجنب : البعيد الأجنبي، والصاحب بالجنب : هو الرفيق في السفر، وقيل : الزوجة، وابن السبيل : الضيف.
أما باطنها : فالجار ذو القربى : هو القلب، والجار الجنب : هو الطبيعة، والصاحب بالجنب : هو العقل المقتدي بالشريعة، وابن السبيل : هو الجوارح المطيعة لله، هذا باطن الآية".
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمYtB#uن أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ ÷Lنêôمu""uZs؟ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$# y٧د٩¨sŒ ضژِچyz وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ (١).
٦٦/٧ قال الشاطبي :" قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمYtB#uن أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ ؛ وهم الأمراء والعلماء " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" وفي القرآن ﴿ فَإِنْ ÷Lنêôمu""uZs؟ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ الآية، وهذه الآية صريحة في رفع التنازع والاختلاف ؛ فإنه رد المتنازعين إلى الشريعة، وليس ذلك إلا ليرتفع الاختلاف، ولا يرفع الاختلاف إلا بالرجوع إلى شيء واحد ؛ إذ لو كان فيه ما يقتضي الاختلاف لم يكن في الرجوع إليه رفع تنازع، وهذا باطل"(٣).
وقال - في موضع ثالث - :" الاختلاف منفي عن الشريعة بإطلاق ؛ لأنها الحاكمة بين المختلفين ؛ لقوله تعالى :﴿ فَإِنْ ÷Lنêôمu""uZs؟ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ الآية، فرد التنازع إلى الشريعة، فلو كانت الشريعة تقتضي الخلاف لم يكن في الرد إليها فائدة.
وقوله :﴿ فِي شَيْءٍ ﴾ نكرة في سياق الشرط، فهي صيغة من صيغ العموم، فتنتظم
كل تنازع على العموم، والرَّد فيها لا يكون إلا إلى أمر واحد، فلا يسع أن يكون أهل الحق فِرَقاً " (٤).
(٢) الموافقات ٢/٤٣٢، ٤٣٣.
(٣) الموافقات ٥/٦٠.
(٤) الاعتصام ٣/٢٧٢.
قال تعالى :﴿ أَلَمْ uچs؟ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا tAح"Ré& إِلَيْكَ وَمَا tAح"Ré& مِنْ y٧د=ِ٦s% tbrك‰ƒحچمƒ أَنْ (#ûqكJx.$yغtFtƒ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ (#ےrقگةDé& أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ك‰ƒحچمƒur الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ (١).
٦٧/٨ قال الشاطبي :"وقال تعالى :﴿ أَلَمْ uچs؟ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا tAح"Ré& إِلَيْكَ وَمَا tAح"Ré& مِنْ y٧د=ِ٦s% tbrك‰ƒحچمƒ أَنْ (#ûqكJx.$yغtFtƒ إِلَى الطَّاغُوتِ ﴾.
فكأن هؤلاء قد أقروا بالتحكيم ؛ غير أنهم أرادوا أن يكون التحكيم على وفق أغراضهم ؛ زيغاً عن الحق، وظنَّاً منهم أن الجميع حَكَمٌ، وأن ما يحكم به كعب بن الأشرف (٢) أو غيره مثل ما يحكم به النبي - ﷺ -، وجهلوا أن حُكم النبي - ﷺ - هو حكم الله الذي لا يردُّ، وأن حُكم غيره معه مردود إن لم يكن جارياً على حكم الله، فلذلك قال تعالى :﴿ ك‰ƒحچمƒur الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ ؛ لأن ظاهر الآية يدل على أنها نزلت فيمن دخل في الإسلام ؛ لقوله :﴿ أَلَمْ uچs؟ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ ﴾ كذا إلى آخره، وجماعة من المفسرين قالوا : إنما نزلت في رجل من المنافقين (٣)،
(٢) كعب بن الأشرف : هو كعب بن الأشرف اليهودي، كان من بني طيِّئ، ثم أحد بني نبهان، ولكن أمه من بني النضير، وقد قتله محمد بن مسلمة لأذيته في المسلمين، وهو الذي هيَّج قريشاً على حرب رسول الله - ﷺ - بعد وقعة بدر [انظر: البداية والنهاية ٥/٣٢٦-٣٣٦].
(٣) الأثر : أخرجه الواحدي في أسباب النّزول ص١٦٢، ١٦٣ عن ابن عباس من طريق الكلبي.
وهذا الأثر ضعيف ؛ لأن فيه محمد بن السائب الكلبي يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس.
والكلبي متهم بالكذب، وأبو صالح لم يلق ابن عباس، كما لم يلق الكلبي أبا صالح. [انظر: ميزان الاعتدال ٣/٥٥٩، تقريب التهذيب ص٤٧٩].
وقد ضعف هذا الإسناد : ابن حجر في فتح الباري ٥/٣٨.
كما أخرجه ابن جرير في تفسيره ٤/١٥٥، ١٥٦، عن : الشعبي - مرسلاً - وصحح إسناده إلى الشعبي : ابن حجر في فتح الباري ٥/٣٧.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ﴾ (١).
٦٨/٩ قال الشاطبي :" قوله تعالى: ﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ ؛ أي: جماعات في تَفْرِقَةٍ"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ ؛ معناه: جماعات في تفرقة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٣).
قال أبو عبيدة :" ﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ واحده ثُبة. ومعناها: جماعات في تفرقة"(٤).
وقال البغوي: " ﴿ ثُبَاتٍ ﴾ ؛ أي: سرايا متفرقين، سرية بعد سرية، والثبات جماعات في تفرقة، واحدتها ثبة"(٥).
وقال الرازي:"قال جميع أهل اللغة: الثبات: جماعات متفرقة، واحدها ثُبة"(٦).
(٢) المقاصد الشافية ٢/١٣.
(٣) نسبه ابن جرير في تفسيره ٤/١٦٨ لأهل التأويل، والرازي في تفسيره ٥/١٠/١٤٢ إلى جميع أهل اللغة، وانظر: مجاز القرآن ١/١٣٢، معاني القرآن للزجاج ٢/٧٥، الكشف والبيان ٣/٣٤٣، النكت والعيون ١/٥٠٦، الوسيط ٢/٧٩، معالم التنْزيل ٢/٢٤٨، الكشاف ١/٢٨٠، المحرر الوجيز ٢/٧٧، التفسير الكبير ٥/١٠/١٤٢، الجامع لأحكام القرآن ٣/٥/١٤٢، مدارك التنْزيل ١/٢٦٤، التسهيل ١/١٩٨، البحر المحيط ٣/٣٠٢، الدر المصون ٤/٢٧، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٥٣٧، الجواهر الحسان ١/٣٦٥، نظم الدرر ٥/٣٢٣، تفسير الجلالين ١/٣٦٩، فتح القدير ١/٤٨٦، روح البيان ٣/٧٨، فتح البيان ٢/١١١، محاسن التأويل ٢/٣٩٠، تفسير القرآن الحكيم ٥/٢٥٣، تيسير الكريم الرحمن ٢/٩٧، التحرير والتنوير ٤/١٨٣، ١٨٤.
(٤) مجاز القرآن ١/١٣٢.
(٥) معالم التنْزيل ٢/٢٤٨.
(٦) التفسير الكبير ٥/١٠/١٤٢.
قال تعالى :﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا y٧"sYù=y™ِ'r& عَلَيْهِمْ $Zàٹدےxm ﴾ (١).
٦٩/١٠ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ ومفهومه : من لم يطع الرسول لم يطع الله " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ مفهومه : من لم يطع الرسول لم يطع الله.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ صحيح، قد دلّ عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - ﷺ - :" من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله "(٣).
قال ابن كثير :"يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد - ﷺ - بأن من أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وما ذاك إلا لأنه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى" (٤).
(٢) الموافقات ٢/٤٣٠.
(٣) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، باب يُقاتل من وراء الإمام ويُتقى به، ص٤٨٩، برقم (٢٩٥٧)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية، ٣/١٤٦٦، برقم (١٨٣٤).
(٤) تفسير القرآن العظيم ١/٥٤١.
قال تعالى :﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا #[ژچدWں٢ ﴾ (١).
٧٠/١١ قال الشاطبي :" الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف، كما أنها في أصولها كذلك، ولا يصلح فيها غير ذلك، والدليل عليه أمور :
أحدها : أدلة القرآن، من ذلك قوله تعالى :﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا #[ژچدWں٢ ﴾ ؛ فنفى أن يقع فيه الاختلاف ألبتَّة، ولو كان فيه ما يقتضي قولين مختلفين لم يصدق عليه هذا الكلام على حال " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن مبرءاً عن الاختلاف والتضاد ؛ ليحصل فيه كمال التدبر والاعتبار، فقال سبحانه وتعالى :﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا #[ژچدWں٢ ﴾ ؛ فدل معنى الآية على أنه بريء عن الاختلاف ؛ فهو يُصدِّق بعضه بعضاً، من جهة اللفظ ومن جهة المعنى.
فأما من جهة اللفظ ؛ فإن الفصاحة فيه مُتوازرة مطردة، بخلاف كلام المخلوق ؛ فإنك تراه إلى الاختلاف ما هو، فيأتي بالفصل من الكلام الجزل الفصيح، فلا يكاد يختمه إلا وقد عرض له في أثنائه ما يغض عليه من منصب فصاحته، وهكذا تجد القصيدة الواحدة، منها ما يكون على نسق الفصاحة اللائقة، ومنها ما لا يكون كذلك.
(٢) الموافقات ٥/٥٩، ٦٠.
قال تعالى :﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مژِچxî أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ َOخgد٩¨uqّBr'خ/ ِNخkإ¦àےRr&ur فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ َOخgد٩¨uqّBr'خ/ ِNخkإ¦àےRr&ur عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ ٤سo_َ،çtù:$# وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (١).
٧١/١٢ قال الشاطبي :" فقول الله تعالى :﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ الآية، لما نزلت أولاً كانت مقررة لحكم أصلي منزل على مناط أصلي(٢) من القدرة وإمكان الامتثال وهو السابق ؛ فلم يتنَزل حكم أولي الضرر، ولما اشتبه ذو الضرر ظن أن عموم نفي الاستواء، يستوي فيه ذو الضرر وغيره، فخاف من ذلك وسأل الرخصة ؛ فنَزل :﴿ مژِچxî أُولِي الضَّرَرِ ﴾ (٣) " (٤).
(٢) مناط أصلي: المناط هو التعليق، أي: مكان تعليقه [انظر: القاموس المحيط ص٨٩٢، مذكرة في أصول الفقه ص٢٩١].
(٣) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب :﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ الآية ص٧٨٤، ٧٨٥، برقم (٤٥٩٢)، (٤٥٩٣)، (٤٥٩٤).
ومسلم في صحيحه، في كتاب الإمارة، باب سقوط فرض الجهاد عن المعذورين ٣/١٥٠٨، ١٥٠٩، برقم (١٨٩٨)، من حديثي زيد بن ثابت، والبراء، وسيأتي لفظ الحديث في الدراسة.
(٤) الموافقات ٣/٢٩٣.
قال تعالى :﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ zOٹدd¨uچِ/خ) $Zے‹دZxm وَاتَّخَذَ اللَّهُ zOٹدd¨uچِ/خ) Wxٹد=yz ﴾ (١).
٧٢/١٣ قال الشاطبي :" ومثاله (٢) : تأويل من تأول لفظ الخليل في قوله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ zOٹدd¨uچِ/خ) Wxٹد=yz ﴾ بالفقير (٣) ؛ فإن ذلك يصير المعنى القرآني غير صحيح، وكذلك تأويل من تأول غوى من قوله :﴿ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ (٤) أنه من غوي الفصيل ؛ لعدم صحة غوى بمعنى غوي ؛ فهذا لا يصح فيه التأويل من جهة اللفظ، والأول لا يصح فيه من جهة المعنى " (٥).
وقال - في موضع آخر - (٦) :" وفي قوله :﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ zOٹدd¨uچِ/خ) Wxٹد=yz ﴾ ؛ أي : فقيراً إلى رحمته، من الْخَلَّة - بفتح الخاء - (٧)، محتجين على ذلك بقول زهير (٨) :
(٢) أورده في سياق ذكره للأمثلة من التأويل الفاسد، وفسادها إما من جهة المعنى أو اللفظ أو منهما معاً [انظر: الموافقات ٣/٣٣٠-٣٣٣].
(٣) ممن نسب إليه هذا القول : أبو القاسم البلخي [انظر: المفردات ص١٥٣].
(٤) سورة طه : ١٢١.
(٥) الموافقات ٣/٣٣٢، ٣٣٣.
(٦) أورده في سياق ذكره بأن كل معنى مستنبط من القرآن غير جارٍ على اللسان العربي، فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به، ومن ادعى فيه ذلك؛ فهو في دعواه مبطل، وهذا المثال منها. [انظر: الموافقات ٤/٢٢٤-٢٣١].
(٧) الْخَلَّة : بفتح الخاء، وتشديد اللام مع فتحها، ومعناها الحاجة والفقر [انظر: الصحاح ٤/١٦٨٧، القاموس المحيط ص١٢٨٥ مادة "خلل"].
(٨) زهير : هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مضر، حكيم الشعراء في الجاهلية، وأهل بيته شعراء كأبيه وخاله، وابنيه كعب وبجير وأختيه سلمى والخنساء، توفي سنة ١٣ قبل الهجرة [انظر: الأعلام ٣/٥٢].
قال تعالى :﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ بb¨t$ّ!بqّ٩$# وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ $VJٹد=tم ﴾ (١).
٧٣/١٤ قال الشاطبي :" في الكتاب العزيز: ﴿ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ﴾ فسياق الآية يدل على أن المعنى: وترغبون في أن تنكحوهن، ولو لم يكن ثمّ دليل لما جاز(٢)، بل يجب التصريح بالحرف الجار"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ﴾ معناه: وترغبون في أن تنكحوهن ؛ كما يدل عليه سياق الآية.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه بعض المفسرين؛ كالفراء(٤)، والبغوي(٥)، وهذا الوجه الأول في معنى الآية.
والوجه الثاني: أن المعنى: وترغبون عن أن تنكحوهن.
وذهب إليه جماعة من المفسرين؛ كابن جرير(٦)، والزجاج(٧)، والثعلبي(٨)، والواحدي(٩)،
والقرطبي(١٠)، وابن كثير(١١)، والشنقيطي(١٢)، وغيرهم(١٣).
(٢) لما جاز؛ أي لما جاز حذف حرف الجر[انظر: المقاصد الشافية ١/١٤٨].
(٣) المقاصد الشافية ١/١٤٨.
(٤) انظر: معاني القرآن ١/٢٠٠.
(٥) انظر: معالم التنْزيل ٢/٢٩٣.
(٦) انظر: جامع البيان ٤/٣٠٢.
(٧) انظر: معاني القرآن ٢/١١٥.
(٨) انظر: الكشف والبيان ٣/٣٩٤.
(٩) انظر: الوسيط ٢/١٢٣.
(١٠) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٣/٥/٢٥٨.
(١١) انظر: تفسير القرآن العظيم ١/٥٧٤.
(١٢) انظر: أضواء البيان ١/٤٨٣.
(١٣) انظر: بحر العلوم ١/٣٩٢، تفسير الجلالين ١/٣٩٩.
قال تعالى :﴿ الَّذِينَ tbqفء/uژyItƒ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ (#ûqن٩$s% أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ tûïحچدے"s٣ù=د٩ نَصِيبٌ (#ûqن٩$s% أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ ِNن٣sY÷ t/ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ tûïحچدے"s٣ù=د٩ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ (١).
٧٤/١٥ قال الشاطبي (٢) :" قوله تعالى :﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ tûïحچدے"s٣ù=د٩ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾، إن حُمِل على أنه إخبار لم يستمر مُخْبَرُهُ ؛ لوقوع سبيل الكافر على المؤمن كثيراً بأسره وإذلاله، فلا يمكن أن يكون المعنى إلا على ما يصدقه الواقع ويطرد عليه، وهو تقرير الحكم الشرعي ؛ فيجب أن يُحمل " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ tûïحچدے"s٣ù=د٩ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ إن حُمل على أنه إخبار لم يستمر مخبره، فيجب حمله على تقرير الحكم الشرعي ؛ لأن هذا المعنى هو الذي يصدقه الواقع ويطرد عليه.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه بعض المفسرين ؛ كابن العربي، والصاوي.
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال في سياق تقريره بأن كل أصلٍ شرعي تخلف عن جريانه على امتناع التخلف في خبر الله وخبر رسوله - ﷺ -، وامتناع التكليف بما لا يطاق أو بما فيه حرج خارج عن المعتاد ؛ فلم يطرد، ولا استقام بحسبها في العادة ؛ فليس بأصل يعتمد عليه، ولا قاعدة يستند إليها، وأن هذا يقع في فهم الأقوال ومجاري الأساليب والدخول في الأعمال، وهذا المثال في فهم الأقوال.[انظر: الموافقات ١/١٥٥، ١٥٦].
(٣) الموافقات ١/١٥٦.
قال تعالى :﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا (#ûqمB$s% إِلَى دo٤qn=¢ء٩$# قَامُوا كُسَالَى tbrâن!#uچمƒ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا Wxٹد=s% (١٤٢) tûüخ/x‹ِ/x‹-B بَيْنَ y٧د٩¨sŒ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ ب@د=ôزمƒ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴾ (١).
٧٥/١٦ قال الشاطبي (٢) :" وذكر الله المنافقين، وأنهم يخادعون الله والذين آمنوا، وذلك بكونهم يدخلون معهم في أحوال التكاليف على كسل وتقيَّة ؛ أن ذلك يخلِّصهم، أو أنه يغني عنهم شيئاً، وهم في الحقيقة إنما يخادعون أنفسهم، وهذا هو الضلال بعينه ؛ لأنه إذا كان يفعل شيئاً يظن أنه له، فإذا هو عليه ؛ فليس على هدىً من عمله، ولا هو سالك على سبيله.
فلذلك قال تعالى :﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ ِNكgممد‰"yz... ﴾ إلى قوله :﴿ وَمَنْ ب@د=ôزمƒ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴾ " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي بأن خداع المنافقين هو بكونهم يدخلون مع المؤمنين في أحوال التكاليف على كسل وتقيَّة، زاعمين أن ذلك يخلصهم أو يغني عنهم شيئاً.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٤).
(٢) أورده في سياق حديثه بأن البدع ضلالة، وأن المبتدع ضال ومضل [انظر: الاعتصام ١/٢٣٠-٢٣٧].
(٣) الاعتصام ١/٢٣٧.
(٤) انظر : جامع البيان ٤/٣٣٢، أحكام القرآن للجصاص ٢/٣٦٤، النكت والعيون ١/٥٣٨، الكشاف ١/٣٠٦، زاد المسير ٢/١٤٠، مدارك التنْزيل ١/٢٩١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٥٨١، فتح القدير ١/٥٢٩.
سورة المائدة
قال تعالى :﴿ ôMtBحhچمm عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ حچƒح"Yدƒù:$# وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ èptƒدjٹuژyIكJّ٩$#ur وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ÷Lنêّٹھ.sŒ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ِNن٣د٩¨sŒ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ِNن٣sYƒدٹ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ ٥OّO﴾ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (١).
٧٦/١ قال الشاطبي :" ومنهم (٢) من يرى شحم الخنْزير وجلده حلالاً ؛ لأن الله قال :﴿ ôMtBحhچمm عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ حچƒح"Yدƒù:$# ﴾ فلم يحرم شيئاً غير لحمه، ولفظ اللحم يتناول الشحم وغيره، بخلاف العكس " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" فالقرآن على اختصاره جامع، ولا يكون جامعاً إلا والمجموع فيه أمور كليات ؛ لأن الشريعة تمت بتمام نزوله لقوله تعالى :﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ِNن٣sYƒدٹ..... الآية ﴾ " (٤).
وقال - في موضع ثالث - (٥): " ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ِNن٣sYƒدٹ ﴾ هو يريد بإنزال
(٢) أي من أرباب الكلام [انظر : الموافقات ٤/٢٢٧، ٢٢٨]، وانظر : ص١٧٩-١٨٢.
(٣) الموافقات ٤/٢٢٨.
(٤) الموافقات ٤/١٨١.
(٥) أورده في سياق بيانه بأن السنة راجعة في معناها إلى الكتاب، فهي تفصيل مجمله، وبيان مشكله، وبسط مختصره. [انظر: الموافقات ٤/٣١٤-٣١٩].
قال تعالى :﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ﴾ (١).
٧٧/٢ قال الشاطبي (٢) :" وعن أبي الدرداء (٣) وعبادة بن الصامت (٤) في قوله تعالى :﴿ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ﴾ أنه ناسخ لقوله :﴿ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ حچx. ُ‹مƒ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾ (٥)(٦).
(٢) أورده في سياق حديثه بأن إطلاق السلف للنسخ أعم من إطلاق الأصوليين والمتأخرين، وهذا المثال من الأمثلة التي أوردها في ذلك [ انظر: الموافقات ٣/٣٤٤-٣٥٤].
(٣) أبو الدرداء : هو الصحابي الجليل عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي، مختلف في اسم أبيه، وهو مشهور بكنيته، تأخر إسلامه فلم يشهد بدراً، وشهد أحداً والمشاهد كلها، من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم، توفي في أواخر خلافة عثمان، وقيل غير ذلك [انظر: أسد الغابة ٤/٣١٨، ٣١٩، الإصابة ٣/٥/٤٦، التقريب ص٤٣٤].
(٤) عبادة بن الصامت : هو الصحابي الجليل عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي، أحد النقباء، شهد بدراً والمشاهد كلها، من قراء الصحابة وفقهائهم وقضاتهم، توفي في الرملة سنة ٣٤هـ، وقيل غير ذلك [انظر: أسد الغابة ٣/١٦٠، ١٦١، التقريب ص٢٩٢].
(٥) سورة الأنعام : ١٢١.
(٦) ذكره عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت : النحاس في الناسخ والمنسوخ ص١١٣، ومكي في الإيضاح ص٢٦١، وابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص٣٦٨.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا ڑْüدB¨qs% لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا ِNà٦¨ZtBحچôftƒ مb$t"sYx© قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ ـ>uچّ%r& لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ (١).
٧٨/٣ قال الشاطبي :" قوله تعالى: ﴿ اعْدِلُوا هُوَ ـ>uچّ%r& لِلتَّقْوَى ﴾ ؛ أي: العدل أقرب"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى: ﴿ اعْدِلُوا هُوَ ـ>uچّ%r& لِلتَّقْوَى ﴾ ؛ أي: العدل أقرب.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذكره أكثر المفسرين(٣).
وهذا ظاهر؛ كما يدل عليه سياق الآية في قوله: ﴿ اعْدِلُوا ﴾.
قال الزمخشري: "قوله: ﴿ هُوَ ـ>uچّ%r& لِلتَّقْوَى ﴾ ؛ أي: العدل أقرب إلى التقوى"(٤).
وقال ابن كثير: "؛ أي: عدلكم أقرب إلى التقوى من تركه، ودل الفعل على المصدر الذي عاد الضمير عليه"(٥).
وقال البيضاوي: " ﴿ اعْدِلُوا هُوَ ـ>uچّ%r& لِلتَّقْوَى ﴾ ؛ أي: العدل أقرب للتقوى"(٦).
وقال الشوكاني: " ﴿ (#qن٩د‰ôم$# uqèd ﴾ ؛ أي: العدل المدلول عليه بقوله: ﴿ (#qن٩د‰ôم$# ﴾ "(٧).
(٢) المقاصد الشافية ١/٢٧٨.
(٣) انظر : جامع البيان ٤/٤٨٣، أحكام القرآن للجصاص ٢/٤٩٧، معالم التنْزيل ٣/٢٧، الكشاف ١/٣٢٧، التفسير الكبير ٦/١١/١٤٣، الجامع لأحكام القرآن ٣/٦/٧٣، مدارك التنْزيل ١/٣١٠، البحر المحيط ٣/٤٥٥، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٣٢، أنوار التنْزيل ١/٢٥٨، نظم الدرر ٦/٤٢، ٤٣، تفسير الجلالين ١/٤٣٨، حاشية الصاوي ١/٤٣٨، فتح القدير ٢/٢٠، روح المعاني ٣/٢٥٥، محاسن التأويل ٣/٧٣، تفسير القرآن الحكيم ٦/٢٧٤، تيسير الكريم الرحمن ٢/٢٥٩.
(٤) الكشاف ١/٣٢٧.
(٥) تفسير القرآن العظيم ٢/٣٢.
(٦) أنوار التنْزيل ١/٢٥٨.
(٧) فتح القدير ٢/٢٠.
قال تعالى :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ OكgsY÷ t/ بِمَا tAu"Rr& اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ٥e@ن٣د٩ $sYù=yèy_ مِنْكُمْ Zptمِژإ° وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا دN¨uژِچy‚ّ٩$# إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ tbqàےد=tFّƒrB ﴾ (١).
٧٩/٤ قال الشاطبي :" وأما قوله :" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً، فإنه يصدق على الفروع الجزئية، وبه تجتمع معاني الآيات والأخبار " (٢).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ ٥e@ن٣د٩ $sYù=yèy_ مِنْكُمْ Zptمِژإ° وَمِنْهَاجًا ﴾ يصدق على الفروع.
وما ذهب إليه الشاطبي ذهب إليه عامة المفسرين (٣).
قال السمرقندي :" يقول : جعلنا لكل نبي شريعة، والإيمان واحد، ولم يختلف الرسل في الإيمان، وإنما اختلفوا في الشرائع " (٤).
وقال الرَّازي :" وردت آيات دالة على عدم التباين في طريقة الأنبياء والرسل، وآيات دالة على حصول التباين فيها.
أما النوع الأول : فقوله :﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ (٥)، وقال :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ (٦).
(٢) الموافقات ٣/٣٦٧.
(٣) انظر : جامع البيان ٤/٦٠٩، ٦١٠، بحر العلوم ١/٤٤١، معالم التنْزيل ٣/٦٦، المحرر الوجيز ٢/٢٠٠، زاد المسير ٢/٢٢٠، التفسير الكبير ٦/١٢/١٢، الجامع لأحكام القرآن ٣/٦/١٣٧، التسهيل ١/٢٣٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٦٩، تيسير الكريم الرحمن ٢/٣٠٠.
(٤) بحر العلوم ١/٤٤١.
(٥) سورة الشورى : ١٣.
(٦) سورة الأنعام : ٩٠.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا tAح"Ré& إِلَيْكَ مِنْ y٧خn/' وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ y٧كJإء÷ètƒ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا "د‰÷ku‰ الْقَوْمَ z`ƒحچدے"s٣ّ٩$# ﴾ (١).
٨٠/٥ قال الشاطبي :" قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا tAح"Ré& إِلَيْكَ مِنْ y٧خn/
' ﴾
، وذلك التبليغ من وجهين :تبليغ الرسالة، وهو الكتاب، وبيان معانيه.
وكذلك فعل - ﷺ - ؛ فأنت إذا تأملت موارد السنة وجدتها بياناً للكتاب، وهذا هو الأمر العام فيها " (٢).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن التبليغ في قوله :﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا tAح"Ré& إِلَيْكَ مِنْ y٧خn/
' ﴾ يشمل تبليغ الرسالة، وهو الكتاب، وبيان معانيه.
وما ذهب إليه الشاطبي نص عليه بعض المفسرين؛ كابن تيمية(٣)، والسعدي(٤)، وغيرهم(٥).
وتدل عليه النصوص الشرعية ؛ كقوله :﴿ وَقُرْآَنًا çm"sYّ%uچsù ¼çnr&uچّ)tGد٩ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ çm"sYّ٩¨"tRur تَنْزِيلًا ﴾ (٦)، وقوله :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾ (٧)، والتبليغ والبيان لا يتم إلا بهما.
(٢) الموافقات ٣/٢٣٠.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى ١٣/٣٣١، ٣٣٢.
(٤) انظر : تيسير الكريم الرحمن ٢/٣٢٠.
(٥) انظر : جامع البيان ٤/٦٤٦، ٦٤٧، النكت والعيون ٢/٥٣، معالم التنْزيل ٣/٧٨، ٧٩، المحرر الوجيز ٢/٢١٧، ٢١٨، زاد المسير ٢/٢٣٦، التفسير الكبير ٦/١٢/٤١، الجامع لأحكام القرآن ٣/٦/١٥٧، البحر المحيط ٣/٥٣٨، ٥٣٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٨٠، فتح القدير ٢/٥٩، ٦٠.
(٦) سورة الإسراء : ١٠٦.
(٧) سورة النحل : ٤٤.
قال تعالى :﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا (#ûqمèخ٦®Ks؟ أَهْوَاءَ ٥Qِqs% قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا #[ژچدVں٢ وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ (١).
٨١/٦ قال الشاطبي :" قال الله - عز وجل - :﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ﴾، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال :" قال لي رسول الله - ﷺ - غداة العقبة : القط لي حصياتٍ من حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء، إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " (٢).
فأشار إلى أن الآية في النهي عن الغلو يشتمل معناها على كل ما هو غلو وإفراط"(٣).
الدراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن النهي عن الغلو في قوله تعالى :﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ﴾ يشتمل على كل ما هو غلو؛ لدلالة الحديث الوارد في النهي عن الغلو في حصى الجمار.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ نص عليه بعض المفسرين ؛ كابن عطية (٤)، وابن تيمية (٥).
وهذا ظاهر في نص الحديث وإطلاق الآية، ولفظ الغلو.
(٢) الحديث : أخرجه النسائي في سننه، في كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى، ص٤٧١، برقم ٣٠٥٧ بنحوه، وابن ماجه في سننه، في كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي، ص٥١٣، برقم ٣٠٢٩، والحاكم في المستدرك في كتاب المناسك ١/٦٣٧، ٦٣٨، برقم ١٧١١، وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) الاعتصام ٢/١٦٣، ١٦٤.
(٤) انظر : المحرر الوجيز ٢/١٣٩.
(٥) انظر : اقتضاء الصراط المستقيم ١/٢٨٧-٢٩٠.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِن اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا مNن٣s%y-u' اللَّهُ Wx"n=xm طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ (١).
٨٢/٧ قال الشاطبي :" قال الله تبارك وتعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِن اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا مNن٣s%y-u' اللَّهُ Wx"n=xm طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾.
روي في سبب نزول هذه الآية أخبار جملتها تدور على معنى واحد، وهو تحريم ما أحل الله من الطيبات ؛ تديناً أو شبه التدين، وأن الله نهى عن ذلك، وجعله اعتداءً، والله لا يحب المعتدين، ثم قرر الإباحة تقريراً زائداً على ما تقرر لقوله :﴿ وَكُلُوا مِمَّا مNن٣s%y-u' اللَّهُ Wx"n=xm طَيِّبًا ﴾، ثم أمرهم بالتقوى، وذلك مشعرٌ بأن تحريم ما أحل الله خارج عن درجة التقوى.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمYtB#uن إِنَّمَا مچôJsƒù:$# مژإ£ّٹyJّ٩$#ur وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ِNن٣¯=yès٩ tbqكsد=ّےè؟ (٩٠) إِنَّمَا ك‰ƒحچمƒ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ nour¨y‰yèّ٩$# وَالْبَغْضَاءَ فِي حچ÷Ksƒù:$# وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ حچّ. دŒ اللَّهِ وَعَنِ دo٤qn=¢ء٩$# فَهَلْ أَنْتُمْ tbqهkyJZ-B ﴾ (١).
٨٣/٨ قال الشاطبي (٢): " وأبطل لهم ما كانوا يعدّونه كَرَماً وأخلاقاً حسنة، وليس كذلك، أو فيه من المفاسد ما يربي على المصالح التي توهموها ؛ كما قال تعالى :﴿ إِنَّمَا مچôJsƒù:$# مژإ£ّٹyJّ٩$#ur وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾.
ثُم بيّن ما فيها من المفاسد خصوصاً في الخمر والميسر ؛ من إيقاع العداوة والبغضاء، والصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهذا في الفساد أعظم مما ظنوه فيهما صلاحاً ؛ لأن الخمر كانت عندهم تشجع الجبان، وتبعث البخيل على البذل، وتنشِّط الكسالى، والميسر كذلك كان عندهم محموداً لما كانوا يقصدون به من إطعام الفقراء والمساكين، والعطف على المحتاجين، وقد قال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ حچôJy‚ّ٩$# وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ ضژچخ٧ں٢ كىدے"sYtBur لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا مژy٩ٍ٢r& مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ (٣) " (٤).
الدِّراسة :
(٢) في بيان أن الله بما شرعه في مجال الأخلاق صحح ما كان حسناً من أخلاق العرب، وأبطل ما كان قبيحاً من أخلاقها. [انظر: الموافقات ٢/١١٣-١٢٣].
(٣) سورة البقرة : ٢١٩.
(٤) الموافقات ٢/١٢٣.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمYtB#uن إِنَّمَا مچôJsƒù:$# مژإ£ّٹyJّ٩$#ur وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ِNن٣¯=yès٩ tbqكsد=ّےè؟ (٩٠) إِنَّمَا ك‰ƒحچمƒ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ nour¨y‰yèّ٩$# وَالْبَغْضَاءَ فِي حچ÷Ksƒù:$# وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ حچّ. دŒ اللَّهِ وَعَنِ دo٤qn=¢ء٩$# فَهَلْ أَنْتُمْ tbqهkyJZ-B (٩١) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ (#ûqكJn=÷و$$sù أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٩٢) لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا دM"ysد="¢ء٩$# جُنَاحٌ فِيمَا (#ûqكJدèsغ إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا دM"ysد="¢ء٩$# ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣) ﴾ (١).
٨٤/٩ قال الشاطبي :" كالخمر ؛ فإنها كانت معتادة الاستعمال في الجاهلية ؛ ثم جاء الإسلام ؛ فتركت على حالها قبل الهجرة وزماناً بعد ذلك، ولم يتعرض في الشرع للنص على حكمها حتى نزل :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ حچôJy‚ّ٩$# وَالْمَيْسِرِ ﴾ (٢)، فبين ما فيها من المنافع والمضار، وأن الأضرار فيها أكبر من المنافع، وترك الحكم الذي اقتضته المصلحة وهو التحريم ؛ لأن القاعدة الشرعية أن المفسدة إذا أرْبَتْ على المصلحة فالحكم للمفسدة، والمفاسد ممنوعة ؛ فبان وجه المنع فيهما، غير أنه لما لم ينص على المنع -وإن ظهر وجهه- تمسكوا بالبقاء مع الأصل الثابت لهم بمجاري العادات، ودخل لهم تحت العفو، إلى أن نزل ما في سورة المائدة من قوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾
(٢) سورة البقرة : ٢١٩.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ زOٹد=xm ﴾ (١).
٨٥/١٠ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾.
نزلت في رجل(٢) سأل : مَن أبي ؟
(٢) الرجل : هو الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي القرشي، أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وصحب رسول الله - ﷺ -، وهو صاحب رسالته إلى كسرى ملك الفرس، توفي في خلافة عثمان [انظر: أسد الغابة ٣/٢١١-٢١٣، الإصابة ٢/٤/٥٥، ٥٦].
قال تعالى :﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا ٧pt٦ح !$y™ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا tbrمژyIّےtƒ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ِNèdمژnYّ.r&ur لَا يَعْقِلُونَ (١٠٣) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا tAu"Rr& اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا $uZç٦َ،xm مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا tbqكJn=÷ètƒ $Z"ّ‹x© وَلَا tbrك‰tG÷ku‰ (١٠٤) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥) ﴾ (١).
٨٦/١١ قال الشاطبي :" وقال :﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا ٧pt٦ح !$y™ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا tbrمژyIّےtƒ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ ؛ وهو اتباع الهوى في التشريع، إذ حقيقته افتراء على الله " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" وقال سبحانه :﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا ٧pt٦ح !$y™ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ﴾.
فهم شرعوا شرعة، وابتدعوا في ملة إبراهيم - عليه السلام - هذه البدعة، توهماً أن ذلك يقربهم من الله كما يقرب من الله ما جاء به إبراهيم - عليه السلام - من الحق، فزلوا، وافتروا على الله الكذب ؛ إذ زعموا أن هذا من ذلك، وتاهوا في المشروع، فلذلك قال الله تعالى على إثر الآية :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ " (٣).
(٢) الاعتصام ١/٦٧.
(٣) الاعتصام ١/٢٣٥.
سورة الأنعام
نزول سورة الأنعام ومقاصدها
٨٧/١ قال الشاطبي :" سورة الأنعام ؛ فإنها نزلت مبينة لقواعد العقائد وأصول الدين " (١).
وقال - في موضع آخر - (٢): " وقال تعالى في سورة الأنعام - وهي في المكيات نظير سورة البقرة في المدنيات - :﴿ ك‰ôJutù:$# لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ ﴾ إلى قوله تعالى :﴿ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ِNخkحh٥uچخ/ يَعْدِلُونَ ﴾ (٣).
وذكر البراهين التامة، ثم أعقبها بكفرهم وتخويفهم بسببه، إلى أن قال :﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ (٤).
فأقسم بكتب الرحمة على إنفاذ الوعيد على من خالف، وذلك يعطي التخويف تصريحاً، والترجية ضمناً.
ثم قال :﴿ 'دoTخ) أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ 'دn١u' عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ (٥) ؛ فهذا تخويف.
وقال :﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ﴾ (٦) الآية، وهذا ترجية.
وكذا قوله :﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ... ﴾ الآية (٧).
ثم مضى في ذكر التخويف، حتى قال :﴿ وَلَلدَّارُ نouچ½zFy$# ضژِچyz لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ (٨).
ثم قال :﴿ إِنَّمَا ـ=‹إftGَ،o" الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ (٩).
(٢) ذكر هذا في سياق حديثه بأنه إذا ورد في القرآن الترغيب قارنه الترهيب في لواحقه أو سوابقه أو قرائنه وبالعكس، وكذلك الترجية مع التخويف، وما يرجع إلى هذا المعنى، ثم مثل بهذا بسورة الفاتحة والبقرة والأنعام. [انظر : الموافقات ٤/١٦٧-١٦٩].
(٣) سورة الأنعام : ١.
(٤) سورة الأنعام : ١٢.
(٥) سورة الأنعام : ١٥.
(٦) سورة الأنعام : ١٦.
(٧) سورة الأنعام : ١٧.
(٨) سورة الأنعام : ٣٢.
(٩) سورة الأنعام : ٣٦.
قال تعالى :﴿ ك‰ôJutù:$# لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ِNخkحh٥uچخ/ يَعْدِلُونَ ﴾ (١).
٨٨/٢ قال الشاطبي :" ﴿ ك‰ôJutù:$# لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ِNخkحh٥uچخ/ يَعْدِلُونَ ﴾ ؛ أي : يسوون به غيره في العبادة ؛ فذمهم على ذلك " (٢).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله :﴿ يَعْدِلُونَ ﴾ ؛ أي : يسوون به غيره في العبادة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٣).
ويدل عليه القرآن ؛ كقوله تعالى :﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ٥@"n=|ت ﷺûüخ٧-B (٩٧) إِذْ Nن٣ƒبcq|،èS ةb>uچخ/ الْعَالَمِينَ ﴾ (٤).
وقوله :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ (٥).
(٢) الموافقات ١/٧٤.
(٣) نسبه ابن جرير إلى أهل التأويل [ انظر : جامع البيان ٥/١٤٤، ١٤٥ ].
وانظر : بحر العلوم ١/٤٧٣، النكت والعيون ٢/٩٣، معالم التنْزيل ٣/١٢٦، الكشاف ٢/٢/٣، المحرر الوجيز ٢/٢٦٦، زاد المسير ٣/٤، التفسير الكبير ٦/١٢/١٢٦، الجامع لأحكام القرآن ٣/٦/٢٤٩، مدارك التنْزيل ١/٣٥٣، مجموع الفتاوى ١٧/١٣٧، ٢٠/٨٢، التسهيل ١/٢٦١، البحر المحيط ٤/٧٤، بدائع التفسير ٢/١٣٩، ١٤٠، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/١٢٧، فتح القدير ١/٩٨، أضواء البيان ٢/١٨٠، ١٨١.
(٤) سورة الشعراء : ٩٧، ٩٨.
(٥) سورة البقرة : ١٦٥.
قال تعالى :﴿ الَّذِينَ قOكg"sY÷ s؟#uن الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا ڑcqèùحچ÷ètƒ مNèduن!$sYِ/r& الَّذِينَ (#ےrمژإ£yz أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ (١).
٨٩/٣ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ الَّذِينَ قOكg"sY÷ s؟#uن الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا ڑcqèùحچ÷ètƒ مNèduن!$sYِ/r& الَّذِينَ (#ےrمژإ£yz أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
فأثبت لهم المعرفة بالنبي - ﷺ -، ثم بيّن أنهم لا يؤمنون، وذلك مما يوضح أن الإيمان غير العلم ؛ كما أن الجهل مُغاير للكفر " (٢).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن المراد بقوله :﴿ يَعْرِفُونَهُ ﴾ : هو النبي محمد - ﷺ -.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين (٣).
ومما يدل على هذا ؛ تشبيه معرفتهم به بمعرفتهم لأبنائهم، كما أن النِّزاع مع المشركين وأهل الكتاب إنما هو في صحة نبوة محمد - ﷺ -، وغيرها تابع لها.
(٢) الموافقات ١/٨٤.
(٣) نسبه للجمهور : أبو حيان [ انظر : البحر المحيط ٤/٩٦، ٩٧ ].
وانظر : جامع البيان ٥/٦٣، ٦٤، بحر العلوم ١/٤٧٨، معالم التنْزيل ٣/١٣٤، الكشاف ٢/٧، المحرر الوجيز ٢/٢٧٦، ٢٧٧، الجامع لأحكام القرآن ٣/٦/٢٥٨، مدارك التنْزيل ١/٣٥٨، مجموع الفتاوى ١٤/١٩٢-١٩٥، أنوار التنْزيل ١/٢٩٦، حاشية الصاوي ٢/١٥، فتح القدير ٢/١٠٥، روح المعاني ٤/١١٣، ١١٤، محاسن التأويل ٣/٣٩٠.
قال تعالى :﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ دo٤ry‰tَّ٩$$خ/ وَالْعَشِيِّ tbrك‰ƒحچمƒ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ڑْüدJد="©à٩$# ﴾ (١).
٩٠/٤ قال الشاطبي :" ثم إن كثيراً ممن تكلم على هذه المسألة (٢) من المصنِّفين في التصوف تعلَّقوا بالصُّفَّة التي كانت في مسجد رسول الله - ﷺ - يجتمع فيها فقراء المهاجرين، وهم الذين نزل فيهم :﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ دo٤ry‰tَّ٩$$خ/ وَالْعَشِيِّ tbrك‰ƒحچمƒ وَجْهَهُ.... ﴾ الآية " (٣).
وهم الذين وصفهم الله تعالى في القرآن بقوله :﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ Oكg/u'.... ﴾ الآية، وقوله :﴿ ِژة٩ô¹$#ur نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ دo٤ry‰tَّ٩$$خ/ ؤcسإ´yèّ٩$#ur... ﴾ الآية (٤) " (٥).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ دo٤ry‰tَّ٩$$خ/ ؤcسإ´yèّ٩$#ur.... ﴾ نزل في فقراء المهاجرين أهل الصُّفَّة.
(٢) مسألة إحداث الرُّبط والمدارس التي من شأنها أن تبنى تديّناً للمنقطعين للعبادة.
[ انظر : الاعتصام ١/٣٣٦، ٣٣٧].
(٣) الاعتصام ١/٣٣٧.
(٤) سورة الكهف : ٢٨.
(٥) الاعتصام ١/٣٤٥.
قال تعالى :﴿ قُلْ 'دoTخ) عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ 'دn١' وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ مژِچyz tû، ح#إء"xےّ٩$# ﴾ (١).
٩١/٥ قال الشاطبي :(٢) " ويمكن أن يكون من خفي هذا الباب مذهب الخوارج في زعمهم أنه لا تحكيم للرجال ؛ استدلالاً بقوله تعالى :﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ (٣) ؛ فإنه مبني على أن اللفظ ورد بصيغة العموم، فلا يلحقه تخصيص، فلذلك أعرضوا عن قول الله تعالى :﴿ فَابْعَثُوا $VJs٣xm مِنْ ¾د&ح#÷dr& $VJs٣xmur مِنْ !$ygد=÷dr& ﴾ (٤)، وقوله :﴿ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ (٥).
وإلا فلو علموا تحقيقاً قاعدة العرب في أن العموم يُراد به الخصوص ؛ لم يسرعوا إلى الإنكار، و لقالوا في أنفسهم : لعل هذا العامّ مخصوص، فيتأولون.
وفي الموضع وجه آخر مذكور في موضع غير هذا (٦).
وكثيراً ما يوقع الجهل بكلام العرب في مخازٍ لا يرضى بِها عاقل - أعاذنا الله من الجهل والعمل به بفضله - " (٧).
وقال -في موضع آخر-: "واتَّبع الخوارج نحو قوله تعالى :﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ وتركوا مبينة ؛ وهو قوله :﴿ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا ﴾ (٨).
(٢) أورده الشاطبي في سياق بيانه أن من أسباب ضلال أهل البدع : تخرصهم على الكلام في القرآن والسنة العربيين مع العزوف عن علم العربية الذي يفهم عن الله ورسوله، وذكر أمثلة على ذلك، ومنها : هذا المثال: [ انظر : الاعتصام ٢/٣٧-٤٠ ].
(٣) سورة الأنعام : ٥٧، سورة يوسف : ٤٠، ٦٧.
(٤) سورة النساء : ٣٥.
(٥) سورة المائدة : ٩٥.
(٦) انظر : الموافقات ٣/٣١٣، ٤/٢٢٣، وهما المذكوران بعد هذا الموضع.
(٧) الاعتصام ٢/٤٠.
(٨) سورة المائدة : ٩٥.
قال تعالى :﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ حچَst٧ّ٩$#ur وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا ٧p٦xm فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ &ûüخ٧-B ﴾ (١).
٩٢/٦ قال الشاطبي :" فالآيات والأحاديث تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله، كما في الحديث من قوله عليه السلام :" في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ﴾ (٢) إلى آخر السورة " (٣).
وقال في الآية الأخرى :﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾، واستثنى المرسلين في الآية الأخرى بقوله :﴿ مNد="tم الْغَيْبِ فَلَا مچخgّàمƒ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ (٤) الآية.
فبقي من عداهم على الحكم الأول ؛ وهو امتناع علمه.
وقال تعالى :﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ ِNن٣yèد=ôـمٹد٩ عَلَى الْغَيْبِ ﴾ (٥) الآية.
وقال :﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ (٦) " (٧).
الدِّراسة :
(٢) سورة لقمان : ٣٤.
(٣) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي - ﷺ - عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعلم الساعة، ص١٢، برقم ٥٠.
ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، ١/٣٩، برقم ٩ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في ضمن حديث طويل.
(٤) سورة الجن : ٢٦، ٢٧.
(٥) سورة آل عمران : ١٧٩.
(٦) سورة النمل : ٦٥.
(٧) الموافقات ٤/٤٧١.
قال تعالى :﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ ِNن٣د=م_ِ'r& أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ (١).
٩٣/٧ قال الشاطبي :" ومنها (٢) : قوله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ ِNن٣د=م_ِ'r& أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾.
فعن ابن عباس : أن لبسهم شيعاً هو الأهواء المختلفة (٣).
ويكون على هذا قوله :﴿ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ : تكفير البعض للبعض حتى يتقاتلوا (٤) ؛ كما جرى للخوارج حين خرجوا عن أهل السنة والجماعة.
وقيل : معنى :﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ ﴾ ما فيه إلباس من الاختلاف (٥).
(٢) أي من الأدلة الواردة في القرآن في ذم البدع [ انظر : الاعتصام ١/٧٦-٨٦ ].
(٣) الأثر : أخرجه عن ابن عباس : ابن جرير في تفسيره (٥/٢١٩)، وحسن إسناده : حكمت بشير ياسين [انظر: التفسير الصحيح ٢/٢٤٧].
(٤) جاء نحو هذا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : قال :" يسلط بعضكم على بعض بالقتل والعذاب " أخرجه ابن جرير في تفسيره (٥/٢١٩)، وحسن إسناده : حكمت بشير ياسين [انظر: التفسير الصحيح ٢/٢٤٧].
(٥) وهذا - فيما يظهر - على قراءة ضم الياء ﴿ يُلْبِسَكُمْ ﴾ وليست من القراءات العشر.
قال ابن عطية في تفسيره (٢/٣٠٣) :" وقرأ أبو عبد الله المدني ﴿ يُلْبِسَكُمْ ﴾ بضم الياء، من ألبس ؛ فهو على هذا استعارة من اللباس، فالمعنى " أو يلبسكم الفتنة شيعاً ".
وقال أبو حيان في تفسيره (٤/١٥٥) :" وقرأ أبو عبد الله المدني ﴿ يُلْبِسَكُمْ ﴾ بضم الياء، من اللبس، استعارة من اللباس ".
قال تعالى :﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ٣"uچٍ٢دŒ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ (١).
٩٤/٨ قال الشاطبي (٢) :" وقال (٣) : في قوله :﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ إنه منسوخ بقوله :﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ﴾ (٤) الآية (٥).
وآية الأنعام خبر من الأخبار، والأخبار تَنسخ ولا تُنسخ " (٦).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول ابن عباس في قوله :﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ إنه منسوخ بقوله :﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ﴾ (٧) أنه لم يُرد النسخ بمعناه الخاص عند الأصوليين والمتأخرين (٨) ؛ لأن آية الأنعام خبر، والأخبار لا تُنسخ.
(٢) أورد هذا المثال في سياق بيانه أن النسخ عند المتقدمين أعم منه عند الأصوليين والمتأخرين [ انظر: الموافقات ٣/٣٤٤-٣٤٨].
(٣) أي : ابن عباس [ انظر : الموافقات ٣/٣٤٥-٣٤٨ ].
(٤) سورة النساء : ١٤٠.
(٥) الأثر : أخرجه عن ابن عباس : النحاس في الناسخ والمنسوخ ص١٣١، ١٣٢، وذكره مكي في الإيضاح ص٢٨٢.
وإسناده ضعيف؛ لأن فيه جويبر بن سعيد الأزدي، قال عنه ابن حجر في التقريب ص١٤٣ :"ضعيف جداً".
(٦) الموافقات ٣/٣٤٨، ٣٤٩.
(٧) سورة النساء : ١٤٠.
(٨) انظر الموافقات ٣/٣٤٤-٣٤٨.
قال تعالى :﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ tbrك‰tGôg-B ﴾ (١).
٩٥/٩ قال الشاطبي :" قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ الآية : فإنها لما نزلت قال الصحابة : وأينا لم يظلم ؟ فنَزلت :﴿ إِن x٨ِژإe³٩$# لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ (٢) " (٣).
وفي رواية :" لما نزلت هذه الآية ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ شق ذلك على أصحاب رسول الله - ﷺ -، وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله - ﷺ - : ليس بذلك، ألا تسمع إلى قول لقمان: ﴿ إِن x٨ِژإe³٩$# لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ (٤)"(٥)"(٦).
وقال - في موضع آخر - :" فأما قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ ﷺOù=فàخ/....... ﴾ الآية ؛ فإن سياق الكلام يدل على أن المراد بالظلم أنواع الشرك
(٢) سورة لقمان : ١٣.
(٣) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب ظلم دون ظلم، ص٩، برقم ٣٢، من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
(٤) سورة لقمان : ١٣.
(٥) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب :" لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" ص٨٣٩، برقم ٤٧٧٦، من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ مقارب.
ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب صدق الإيمان وإخلاصه، ١/١١٤، برقم ١٢٤، من حديث ابن مسعود بنحوه.
(٦) الموافقات ٣/٤٠١، ٤٠٢.
قال تعالى :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ٣"uچّ. دŒ لِلْعَالَمِينَ ﴾ (١).
٩٦/١٠ قال الشاطبي :" وقوله :﴿ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ يقتضي بظاهره دخول محاسن العادات ؛ من الصبر على الأذى، والدفع بالتي هي أحسن وغير ذلك"(٢).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ يقتضي بظاهرة دخول محاسن العادات.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ كابن جرير (٣)، والجصاص(٤)، والهراسي (٥)، والبغوي (٦)، والرازي (٧)، والألوسي (٨)، والقاسمي (٩).
وتدل عليه النصوص الشرعية، ؛ كقوله تعالى :﴿ ِژة٩ô¹$$sù كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ (١٠).
قال القاسمي :" ﴿ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ ؛ أي : بطريقتهم في الإيمان بالله وتوحيده، والأخلاق الحميدة، والأفعال المرضية، والصفات الرفيعة، اعمل " (١١).
(٢) الموافقات ٣/٣٦٦.
(٣) انظر : جامع البيان ٥/٢٦١.
(٤) انظر : أحكام القرآن ٣/٥، ٦.
(٥) انظر : أحكام القرآن ٢/١٢٤.
(٦) انظر : معالم التنْزيل ٣/١٦٦.
(٧) انظر : التفسير الكبير ٧/١٣/٥٧، ٥٨.
(٨) انظر : روح المعاني ٤/٢٠٥، ٢٠٦.
(٩) انظر : محاسن التأويل ٣/٣٦٧، وانظر : حاشية الصاوي ٢/٥٠.
(١٠) سورة الأحقاف : ٣٥.
(١١) محاسن التأويل ٣/٣٦٧.
قال تعالى :﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ ¨،xm ے¾دnح'ô‰s% إِذْ قَالُوا مَا tAu"Rr& اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ tAu"Rr& الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ ﴾ٹدغ#uچs% تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ #[ژچدWx. وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ (#ûqçHs>÷ès؟ أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي ِNخkإخِqyz يَلْعَبُونَ } (١).
٩٧/١١ قال الشاطبي :" وعلى هذا النحو تجد احتجاجات القرآن ؛ فلا يؤتى فيه إلا بدليل يقر الخصم بصحته شاء أم أبَى.
وعلى هذا النحو جاء الرد على من قال :﴿ مَا tAu"Rr& اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ﴾، قال تعالى :﴿ قُلْ مَنْ tAu"Rr& الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى ﴾ الآية ؛ فحصل إفحامه بما هو عالم به " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ قُلْ مَنْ tAu"Rr& الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى ﴾ جاء رداً على من قال :﴿ مَا tAu"Rr& اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ﴾ ؛ فحصل به إفحام الخصم بما هو عالم به.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٣) ؛ وهو ظاهر الآية.
(٢) الموافقات ٥/٤١٦.
(٣) انظر : جامع البيان ٥/٢٦٢-٢٦٥، النكت والعيون ٢/١٤١، الكشاف ٢/٢٦، ٢٧، التفسير الكبير ٧/١٣/٥٩-٦٣، الجامع لأحكام القرآن ٤/٧/٢٦، ٢٧، التسهيل ١/٢٧٨، بدائع التفسير ٢/١٦٢-١٦٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/١٦١، ١٦٢، أنوار التنْزيل ١/٣١١، حاشية الصاوي ٢/٥١، فتح القدير ٢/١٣٨، ١٣٩، محاسن التأويل ٣/٣٧٠، تيسير الكريم الرحمن ٢/٤٣٢.
قال تعالى :﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ y٧د٩¨x‹x. $¨Yƒy- لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى Nخkحh٥u' مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (١).
٩٨/١٢ قال الشاطبي (٢): " كقوله تعالى :﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ فإنهم قالوا : لتكُفَّنّ عن سب آلهتنا، أو لنسُبن إلهك ؛ فنَزلت (٣) " (٤).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ نزل لما قالوا : لتكفن عن سب آلهتنا أو لنسبن إلهك.
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال من باب سد الذرائع. [انظر: الموافقات ٣/٧٥].
(٣) الأثر : أخرجه ابن جرير في تفسيره ٥/٣٠٤ عن ابن عباس بلفظ :" قالوا : يا محمد، لتنتهين عن سب آلهتنا، أو لنهجون ربك، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، فيسبوا الله عدواً بغير علم " وحسن إسناده : حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح (٢/٢٦٤).
وأخرجه عن قتادة (٥/٣٠٥) بلفظ :" كان المسلمون يسبون أصنام الكفار، فيسب الكفار الله عدواً بغير علم ؛ فأنزل الله :﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾.
وأخرجه عن السدي (٥/٣٠٤، ٣٠٥) من غير تصريح بسبب النّزول.
وأخرجه عن السدي : الواحدي في أسباب النّزول - تحقيق الحميدان - ( ص٢٢٢) مصرحاً بسبب النّزول، ولكنه ضعيف ؛ لأنه مرسل [انظر: أسباب النّزول - تحقيق زغلول - ص٢٢٥].
(٤) الموافقات ٣/٧٥.
قال تعالى :﴿ وَلَوْ $sY¯Rr& نَزَّلْنَا مNخkِژs٩خ) الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٤'sAِqpRùQ$# $tRِژ|³xmur ِNخkِژn=tم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا (#ûqمZدB÷sم‹د٩ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ ِNèduژnYٍ٢r& يَجْهَلُونَ ﴾ (١).
٩٩/١٣ قال الشاطبي :" وقال: ﴿ $tRِژ|³xmur ِNخkِژn=tم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ﴾ على قراءة غير نافع(٢)، وابن عامر(٣) (٤)، وهو جمع قبيل، أي: قبيلاً قبيلاً، وصنفاً صنفاً"(٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ $tRِژ|³xmur ِNخkِژn=tم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ﴾ على قراءة ضم القاف والباء في ﴿ قُبُلًا ﴾ ؛ بأنه جمع قبيل ؛ أي: قبيلاً قبيلاً، وصنفاً صنفاً.
(٢) نافع: هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم، أصله من أصفهان، أحد القراء السبعة، وإمام من أئمة القراء في عصره، توفي بالمدينة سنة ١٦٩هـ [انظر: التيسير ص١٧، معرفة القراء الكبار ١/١٠٧-١١١].
(٣) ابن عامر: هو أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي، أحد القراء السبعة، كان إمام أهل الشام في القراءة، وعالماً من علماء المسلمين، توفي بدمشق سنة ١١٨هـ[انظر: التيسير ص١٨، معرفة القراء الكبار ١/٨٢-٨٦].
(٤) قوله تعالى: ﴿ $tRِژ|³xmur ِNخkِژn=tم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ﴾ فيه قراءتان سبعيتان:
الأولى: بضم القاف والباء في ﴿ قُبُلًا ﴾ وقرأ بها: ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو عمرو.
الثانية: بكسر القاف وفتح الباء في (قِبَلا)، وقرأ بها: نافع وابن عامر.
[انظر: التذكرة في القراءات ص٢٦١، الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/٤٤٦، التبصرة في القراءات السبع ص٢٠٧، التيسير ص٨٧، النشر في القراءات العشر ٢/١٩٦، ١٩٧، إتحاف فضلاء البشر ٢/٢٧].
(٥) المقاصد الشافية ٢/٣٥.
قال تعالى :﴿ y٧د٩¨x‹ں٢ur زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ِNèdنt!$ں٢uچن© ِNèdrكٹِژمچد٩ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا ڑcrمژyIّےtƒ ﴾ (١).
١٠٠/١٤ قال الشاطبي :" وقد وقع القتل في العرب الجاهلية، ولكن على غير هذه الجهة (٢) ؛ وهو قتل الأولاد لسببين :
أحدهما : خوف الإملاق.
والآخر : دفع العار الذي كان لاحقاً لهم بولادة الإناث.
حتى أنزل الله في ذلك قوله تعالى :﴿ وَلَا (#ûqè=çGّ)s؟ أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ ِ/ن.$ƒخ)ur ﴾ (٣)، وقوله تعالى :﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ (٤)، وقوله :﴿ وَإِذَا uچدe±ç٠ Nèdك‰xmr& بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) ٣"u'¨uqtGtƒ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ دنûqك™ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ (٥).
وهذا القتل محتمل أن يكون ديناً وشرعة ابتدعوها، ويحتمل أن يكون عادة تعوّدوها، بحيث لم يتخذوها شرعة، إلا أن الله تعالى ذمّهم عليها، فلا يحكم عليها
(٢) يعني طريقة الهند في قتلهم لأنفسهم وتعذيبهم لأنفسهم بأنواع العذاب الشنيع على وجه استعجال الموت لنيل الدرجات العلى - في زعمهم - [انظر : الاعتصام ٢/٣٤٥، ٣٤٦].
(٣) سورة الإسراء : ٣١.
(٤) سورة التكوير : ٨، ٩.
(٥) سورة النحل : ٥٨، ٥٩.
قال تعالى: ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ (#ûqè=tGs% أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (#qمB
چxmur مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾
(١).
١٠١/١٥ قال الشاطبي :" وقال :﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ (#ûqè=tGs% أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (#qمBچxmur مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾، وهذا كله لاتباع أهوائهم في التشريع بغير هدىً من الله " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" وقال سبحانه :﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ (#ûqè=tGs% أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (#qمB
چxmur مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ﴾.
فهذه فذلكة (٣) مجملة بعد تفصيل تقدم ؛ وهو قوله تعالى :﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ﴾ (٤) الآية ؛ فهذا تشريع كالمذكور قبل هذا.
ثم قال :﴿ y٧د٩¨x‹ں٢ur زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ِNèdنt!$ں٢uچن© ِNèdrكٹِژمچد٩ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ﴾ الآية (٥)؛ وهو تشريع أيضاً بالرأي مثل الأول.
ثم قال :﴿ وَقَالُوا ے¾دnة‹"yd أَنْعَامٌ î^ِچxmur حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ âن!$t±°S ِNخgدJôمu"خ/ ﴾ (٦) إلى آخرها.
فحاصل الأمر أنهم قتلوا أولادهم بغير علم، وحرّموا ما أعطاهم الله من الرزق بالرأي على جهة التشريع ؛ فلذلك قال تعالى :﴿ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ (٧).
(٢) الاعتصام ١/٦٧.
(٣) الفَذْلَكَة : مجمل ما فصل وخلاصته [انظر: القاموس المحيط ص١٢٢٧، المعجم الوسيط ٢/٦٧٨ ].
(٤) سورة الأنعام : ١٣٦.
(٥) سورة الأنعام : ١٣٧.
(٦) سورة الأنعام : ١٣٨.
(٧) سورة الأنعام : ١٤٠.
قال تعالى :﴿ ثَمَانِيَةَ ٨l¨urّ-r& مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ ح"÷èyJّ٩$# اثْنَيْنِ قُلْ بûّïuچں٢©%!!#uن tPچxm أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ 'دTqن"خm٧tR بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٤٣) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ حچs)t٧ّ٩$# اثْنَيْنِ قُلْ بûّïuچں٢©%!!#uن tPچxm أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٣"uژyIّù$# عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا "د‰÷ku‰ الْقَوْمَ ڑْüدJد="©à٩$# ﴾ (١).
١٠٢/١٦ قال الشاطبي :" وقد ثبت - أيضاً - للكفار بدع فرعية، ولكنها في الضروريات وما دار بِها ؛ كجعلهم لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ولشركائهم نصيباً، ثم فرّعوا عليه أن ما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله، وما كان لله وصل إلى شركائهم، وتحريمهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي، وقتلهم أولادهم سفهاً بغير علم، وترك العدل في القصاص والميراث، والحيف في النكاح والطلاق، وأكل مال اليتيم على نوعٍ من الحيل... إلى ما أشبه ذلك مما نبّه عليه الشرع، وذكره العلماء حتى صار التشريع ديناً لهم، وتغيير ملة إبراهيم - عليه السلام - سهلاً عليهم، فأنشأ ذلك أصلاً مضافاً إليهم، وقاعدة رضوا بِها، وهي التشريع المطلق بالهوى.
ولذلك لما نبههم الله تعالى على قيام الحُجّة عليهم بقوله تعالى :﴿ قُلْ بûّïuچں٢©%!!#uن tPچxm أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ قال فيها :﴿ 'دTqن"خm٧tR بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾، فطالبهم بالعلم
قال تعالى :﴿ وَأَنَّ هَذَا 'دغ¨uژإہ مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ ¾د&ح#‹خ٧y™ ِNن٣د٩¨sŒ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (١).
١٠٣/١٧ قال الشاطبي :"ومن الآيات (٢) : قوله تعالى :﴿ وَأَنَّ هَذَا 'دغ¨uژإہ مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ ¾د&ح#‹خ٧y™ ِNن٣د٩¨sŒ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.
فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا إليه، وهو السنة، والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم، وهم أهل البدع، ليس المراد سبل المعاصي ؛ لأن المعاصي من حيث هي معاصٍ لم يضعها أحد طريقاً تسلك دائماً على مضاهاة التشريع، وإنما هذا الوصف خاص بالبدع المحدثات.
(٢) أي من الآيات الدالة على ذم البدع [ انظر : الاعتصام ١/٦٨-٧٦ ].
قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ (١).
١٠٤/١٨ قال الشاطبي :" ومنها (٢) : قوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾.
هذه الآية قد جاء تفسيرها في بعض الأحاديث من طريق عائشة -رَضِيَ الله عَنْهَا- قالت : قال رسول الله - ﷺ - :" يا عائشة ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ﴾ من هم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : هم أصحاب الأهواء، وأصحاب البدع، وأصحاب الضلالة من هذه الأمة.
يا عائشة : إن لكل ذنب توبة، ما خلا أصحاب الأهواء والبدع، ليس لهم توبة، وأنا بريء منهم، وهم مني براء " (٣) " (٤).
(٢) ومنها : أي ومن الآيات الدالة على ذم البدع وأهلها. [انظر : الاعتصام ١/٦٨-٨٢].
(٣) الحديث : أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (١/٢٠٣) بنحوه. وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/١٤٣٠، ولكن من حديث عمر بن الخطاب أن رسول الله - ﷺ - قال لعائشة.
وانظر : الدر المنثور (٣/١١٧، ١١٨).
قال عنه ابن كثير في تفسيره (٢/٢٠٤) :" وهو غريب - أيضاً -، ولا يصح رفعه ".
وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (١/١٨٨) :" رواه الطبراني في الصغير، وفيه بقيَّة ومجالد بن سعيد، وكلاهما ضعيف ".
(٤) الاعتصام ١/٨١، ٨٢، وانظر الموافقات ٥/١٥٤.
سورة الأعراف
قال تعالى :﴿ قُلْ مَنْ tPچxm spsYƒخ- اللَّهِ الَّتِي yluچ÷zr& ¾دnدٹ$t٧دèد٩ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ ة-ّ-حhچ٩$# قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي دo٤quٹysّ٩$# الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ y٧د٩¨x‹x. نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ tbqçHs>÷ètƒ ﴾ (١).
١٠٥/١ قال الشاطبي :" تناول المباح لا يصح أن يكون صاحبه محاسباً عليه بإطلاق، وإنما يحاسب على التقصير في الشكر عليه ؛ إما من جهة تناوله واكتسابه، وإما من جهة الاستعانة به على التكليفات، فمن حاسب نفسه في ذلك وعمل على ما أمر به ؛ فقد شكر نعم الله، وفي ذلك قال تعالى :﴿ قُلْ مَنْ tPچxm spsYƒخ- اللَّهِ... ﴾ إلى قوله :﴿ خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ أي : لا تَبِعَةَ فيها " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" أنه تعالى أنكر على من حرّم شيئاً مما بث في الأرض من الطيبات، وجعل ذلك من أنواع ضلالهم، فقال تعالى :﴿ قُلْ مَنْ tPچxm spsYƒخ- اللَّهِ الَّتِي yluچ÷zr& ¾دnدٹ$t٧دèد٩ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ ة-ّ-حhچ٩$# قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي دo٤quٹysّ٩$# الدُّنْيَا ﴾ أي : خلقت لأجلهم، ﴿ خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ لا تِبَاعَةَ فيها ولا إثم"(٣).
وقال - في موضع ثالث - :" فقد يتوهّم فيما هو مباح شرعاً أن فيه إثماً ؛ بناء على استقرار عادة تقدمت، أو رأيٍ عرض، كما توهم بعضهم الإثم في الطواف
بالبيت بالثياب، وفي بعض المأكولات ؛ حتى نزل :﴿ قُلْ مَنْ tP
چxm spsYƒخ- اللَّهِ الَّتِي yluچ÷zr& ¾دnدٹ$t٧دèد٩ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ ة-ّ-حhچ٩$# ﴾
" (٤).
الدِّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن ثلاث مسائل :
(٢) الموافقات ١/١٨٣.
(٣) الموافقات ١/١٩٨.
(٤) الموافقات ١/٤٨٠.
قال تعالى :﴿ (#qممôٹ$# رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ (١).
١٠٦/٢ قال الشاطبي :" قال تعالى :﴿ (#qممôٹ$# رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ ڑ ْïد‰tF÷èكJّ٩$# ﴾ والمعتدون - في التفسير - هم الرافعون أصواتهم بالدعاء.
وعن أبي موسى (٢) ؛ قال :" كنا مع النبي - ﷺ - في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي - ﷺ - : أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصمَّ ولا غائباً ؛ إنكم تدعون سميعاً قريباً، وهو معكم " (٣).
وهذا الحديث من تمام تفسير الآية، ولم يكونوا - رضي الله عنهم - يكبِّرون على صوت واحد، ولكنه نهاهم عن رفع الصوت ؛ ليكونوا ممتثلين للآية " (٤).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن المعتدين في قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ هم الرافعون أصواتهم بالدعاء.
(٢) أبو موسى : هو الصحابي الجليل أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري، أسلم بمكة، وقدم المدينة بعد فتح خيبر، كان من كبار فقهاء الصحابة وعلمائهم وقضاتهم وقرائهم، استعمله النبي - ﷺ - على اليمن، واستعمله عمر على البصرة، وافتتح الأهواز وأصبهان، واستعمله عثمان على الكوفة، توفي سنة ٥٠هـ، وقيل غير ذلك [ انظر: أسد الغابة ٣/٣٦٧-٣٦٩، الإصابة ٢/٤/١١٩، ١٢٠، التقريب ص٣١٨ ].
(٣) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير، ص٤٩٤، برقم ٢٩٩٢، ومسلم في صحيحه، في كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر ٤/٢٠٧٦، برقم ٢٧٠٤، من حديث أبي موسى الأشعري، واللفظ لمسلم.
(٤) الاعتصام ٢/٩٣.
قال تعالى :﴿ أَفَأَمِنُوا uچٍ٦tB اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ uچٍ٦tB اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ tbrمژإ£"y‚ّ٩$# ﴾ (١).
١٠٧/٣ قال الشاطبي :" وقد قال تعالى - في جملة ممن ذم :﴿ أَفَأَمِنُوا uچٍ٦tB اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ uچٍ٦tB اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ tbrمژإ£"y‚ّ٩$# ﴾.
والمكر : جلب السُّوء من حيث لا يُفطن له، وسوء الخاتمة من مكر الله ؛ إذ يأتي الإنسان من حيث لا يشعر، اللهم إنا نسألك العفو والعافية " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن المكر في قوله تعالى :
﴿ أَفَأَمِنُوا uچٍ٦tB اللَّهِ | ﴾ هو جلب السوء من حيث لا يُفطن له. |
قال ابن كثير :" ﴿ أَفَأَمِنُوا uچٍ٦tB اللَّهِ... ﴾ ؛ أي : بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم " (٤).
وقال القاسمي :
" ﴿ أَفَأَمِنُوا uچٍ٦tB اللَّهِ | ﴾ ؛ وهو أخذه العبد من حيث لا يحتسب"(٥). |
" ﴿ أَفَأَمِنُوا uچٍ٦tB اللَّهِ | ﴾ ؛ حيث يستدرجهم من حيث لا يعلمون، ويملي لهم " (٦). |
(٢) الاعتصام ١/٢٢٣.
(٣) انظر : جامع البيان ٦/١١، معالم التنْزيل ٣/٢٦٠، الكشاف ٢/٧٨، التفسير الكبير ٧/١٤/١٥١، الجامع لأحكام القرآن ٤/٧/١٦٢، مدارك التنْزيل ١/٤٢٨، التسهيل ١/٣١٠، البحر المحيط ٤/٣٥١، بدائع التفسير ٢/٢٦١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٢٤٤، أنوار التنْزيل ١/٣٥١، تفسير الجلالين وحاشية الصاوي ٢/١٤٤، فتح القدير ٢/٢٢٨، روح المعاني ٥/١٣، محاسن التأويل ٣/٦١٩، تيسير الكريم الرحمن ٣/٦٨.
(٤) تفسير القرآن العظيم ٢/٢٤٤.
(٥) محاسن التأويل ٣/٦١٩.
(٦) تيسير الكريم الرحمن ٣/٦٨.
قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ ط'©!دŒur فِي دo٤quٹysّ٩$# الدُّنْيَا y٧د٩¨x‹x.ur "ح"ّgwU tûïخژyIّےكJّ٩$# ﴾ (١).
١٠٨/٤ قال الشاطبي :" وأما أن المبتدع يُلقى عليه الذل في الدنيا والغضب من الله تعالى ؛ فلقوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ ط'©!دŒur فِي دo٤quٹysّ٩$# الدُّنْيَا y٧د٩¨x‹x.ur "ح"ّgwU tûïخژyIّےكJّ٩$# ﴾ ؛ حسبما جاء في تفسير الآية عن بعض السلف، وقد تقدم (٢)، ووجهه ظاهر ؛ لأن المتخذين للعجل إنما ضلوا به حتى عبدوه ؛ لما سمعوا من خواره، ولما ألقى إليهم السامري فيه، فكان في حقهم شبهة خرجوا بِها عن الحق الذي كان في أيديهم.
قال الله تعالى :﴿ y٧د٩¨x‹x.ur "ح"ّgwU tûïخژyIّےكJّ٩$# ﴾ ؛ فهو عموم فيهم وفيمن أشبههم؛ من حيث كانت البدع كلها افتراءً على الله ؛ حسبما أخبر في كتابه في قوله تعالى :﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ (#ûqè=tGs% أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (#qمB
چxmur مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ﴾
الآية (٣).فإذن ؛ كل من ابتدع في دين الله ؛ فهو ذليل حقير بسبب بدعته، وإن ظهر لبادي الرأي عِزُّه وجبريَّتهُ ؛ فهم في أنفسهم أذلاّء.
(٢) قال الشاطبي - في الاعتصام ١/٩٧ - :" وجاء عن سفيان بن عيينة وأبي قلابة وغيرهما أنهم قالوا : كل صاحب بدعة أو فرية ذليل، واستدلوا بقول الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ ط'©!دŒur فِي دo٤quٹysّ٩$# الدُّنْيَا y٧د٩¨x‹x.ur "ح"ّgwU tûïخژyIّےكJّ٩$# ﴾ " وانظر : جامع البيان ٦/٧١، ٧٢.
(٣) سورة الأنعام : ١٤٠.
قال تعالى :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ 'دoTخ) رَسُولُ اللَّهِ ِNà٦ّ‹s٩خ) جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ د&د!qك™u'ur النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ¾دmدG"yJد=ں٢ur وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ (١).
١٠٩/٥ قال الشاطبي :" هذه الشريعة المباركة أمية (٢) ؛ لأن أهلها كذلك، فهو أحرى على اعتبار المصالح، ويدل على ذلك أمور :
أحدها : النصوص المتواترة اللفظ والمعنى ؛ كقوله تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ﴾ (٣).
وقوله :﴿ #qمYدB$t"sù بِاللَّهِ د&د!qك™u'ur النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ¾دmدG"yJد=ں٢ur ﴾ (٤).
وفي الحديث :" بعثت إلى أمة أمية " (٥)؛ لأنهم لم يكن لهم علم بعلوم الأقدمين.
والأمي منسوب إلى الأم ؛ وهو الباقي على أصل ولادة الأم لم يتعلم كتاباً ولا غيره، فهو على أصل خلقته التي ولد عليها.
وفي الحديث :" نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا " (٦).
(٢) أي : أنها ميسرة لعامة الناس.
(٣) سورة الجمعة : ٢.
(٤) سورة الأعراف : ١٥٨.
(٥) الحديث : أخرجه الترمذي في جامعه، في كتاب القراءات عن رسول الله - ﷺ -، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ص٦٥٨، برقم ٢٩٤٤، من حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - بلفظ :" إني بعثت إلى أمة أميين" وقال عنه الترمذي :" هذا حديث حسن صحيح ".
(٦) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الصوم، باب قول النبي - ﷺ - :" لا نكتب ولا نحسب "، ص٣٠٧، برقم ١٩١٣.
ومسلم في صحيحه، في كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، ٢/٧٦١، برقم ١٠٨٠، من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - بلفظ :" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب... " الحديث.
قال تعالى :﴿ وَإِذْ أَخَذَ y٧ڑ/u' مِنْ ûسة_t/ آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ِNهkyJƒحh'èŒ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى ِNخkإ¦àےRr& أَلَسْتُ ِNن٣خn/uچخ/ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا tû، ح#دے"xî ﴾ (١).
١١٠/٦ قال الشاطبي :" والرابع (٢) : قول من قال (٣) : إن قول النبي - ﷺ - :" إن الله لما خلق آدم مسح ظهره بيمينه، فأخرج منه ذريته إلى يوم القيامة، وأشهدهم على أنفسهم :﴿ أَلَسْتُ ِNن٣خn/uچخ/ قَالُوا بَلَى ﴾ " (٤)
(٢) أي : الرابع من الأمثلة التي أوردها مُبيناً أن من غفل عن اعتقاد أن القرآن لا اختلاف فيه، ولم يمعن النظر فيه؛ وقع في الإشكال والاختلاف. [ انظر : الاعتصام ٣/٣٨٢-٣٩٠ ].
(٣) ذكر الرازي في تفسيره (٨/١٥/٣٩) ؛ بأن المعتزلة أطبقوا على أنه لا يجوز تفسير هذه الآية بما جاء في الحديث، وذكر حججهم.
(٤) الحديث : أخرجه الإمام أحمد في المسند (٣/١١٨) برقم (٢٤٥٥)، والنسائي في تفسيره (١/٥٠٦)، والحاكم في المستدرك في كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، ذكر آدم - عليه السلام - (٢/٥٩٣)، برقم (٤٠٠٠)، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، بنحوه، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/٧/٢٥، ١٨٨، ١٨٩) " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " وقال عنه أحمد شاكر :" إسناده حسن " [ المسند ٣/١١٨ ] وصححه الألباني [ انظر : سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/١٥٨-١٦٣ ] كما أخرج الحديث أبو داود في سننه، في كتاب السنة، باب في القدر، ص ٧٠٦، برقم (٤٧٠٣، ٤٧٠٤)، والترمذي في جامعه، في كتاب التفسير، باب ومن سورة الأعراف، ص٦٨٨، ٦٨٩، برقم (٣٠٧٥)، والنسائي في تفسيره (١/٥٠٤، ٥٠٥)، والحاكم في المستدرك، في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الأعراف، ٢/٣٥٥، برقم (٣٢٥٦) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بنحوه، وأخرجه الترمذي في جامعه، في كتاب التفسير، باب ومن سورة الأعراف، ص٦٨٩، برقم (٣٠٧٦) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه.
قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ #[ژچدWx. مِنَ اd`إgù:$# وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا tbrمژإاِ٧مƒ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ (١).
١١١/٧ قال الشاطبي :" ومنهم (٢) من قال في قوله :﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ ﴾ ؛ أي : ألقينا فيها ؛ كأنه عندهم من قول الناس : ذَرَتْهُ الريح، وذرأ مهموز، وذرا غير مهموز " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" وفي قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ ﴾ ؛ أي: ألقينا فيها (٤)؛ كأنه عندهم من قول العرب : ذَرَتْهُ الرِّيحُ، وذلك لا يجوز ؛ لأن ذرأنا مهموز، و ذَرَتْهُ غير مهموز، وكذلك لا يكون من : أذرته الدابة عن ظهرها ؛ لعدم الهمز، ولكنه رباعي، وذرأنا ثلاثي " (٥).
الدِّراسة :
(٢) أي : من أرباب الكلام. [ انظر : الموافقات ٤/٢٢٧-٢٣٠ ] ونسبه ابن قتيبة إلى الجهمية. [انظر : الاختلاف في اللفظ ص١، ٣-١٧] وأورد الشاطبي هذا المثال لبيان أن كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي ؛ فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به، ومن ادعى ذلك ؛ فهو في دعواه مبطل. [ انظر : الموافقات ٤/٢٢٤-٢٣٠ ].
(٣) الموافقات ٤/٢٣٠.
(٤) أي : قالوا في قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ ﴾ أي : ألقينا فيها، وأورد الشاطبي هذا المثال لبيان أن من أسباب ضلال أهل البدع والضلال : هو تخرصهم على الكلام في القرآن والسنة العربيين مع العرو عن علم العربية الذي يفهم عن الله ورسوله. [ انظر : الاعتصام ٢/٣٧، ٣٨ ].
(٥) الاعتصام ٢/٣٨.
سورة الأنفال
قال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ (#qكsد=ô¹r&ur ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ tûüدZدB÷s-B ﴾ (١).
١١٢/١ قال الشاطبي :" وقال (٢) في قوله تعالى :﴿ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ : منسوخ بقوله :﴿ (#ûqكJn=÷و$#ur أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ¼çm|،çHè~....... ﴾ الآية(٣) (٤) ؛ وإنما ذلك بيان لمبهم في قوله :﴿ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ " (٥).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن مراد ابن عباس بالنسخ في قوله تعالى :﴿ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ : منسوخ بقوله :﴿ (#ûqكJn=÷و$#ur أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ﴾ (٦) ؛ إنما ذلك بيان لمبهم في قوله :﴿ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي - في أن مراد ابن عباس بالنسخ في هذا الموضع بيان المبهم - ؛ لم أجد أحداً من المفسرين وجه قول ابن عباس هنا إلى ما وجهه إليه الشاطبي على وجه الخصوص(٧).
وأما على وجه العموم ؛ فقد سبق بيان ذلك : بأن السابقين يطلقون النسخ على ما هو أعم مما عند الأصوليين والمتأخرين (٨).
(٢) أي ابن عباس. [انظر: الموافقات ٣/٣٤٥-٣٤٨].
(٣) سورة الأنفال : ٤١.
(٤) الأثر : أخرجه عن ابن عباس : أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (ص٢١٧، ٢١٨)، برقم (٤٠٠)، وابن جرير في تفسيره (٦/١٧٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/٤٧٩، ٤٨٠) برقم (١٢٧١٨)، وذكره النحاس في الناسخ والمنسوخ (ص١٤٣)، ومكي في الإيضاح (ص٢٩٥)، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص١٧٨.
(٥) الموافقات ٣/٣٤٨.
(٦) سورة الأنفال : ٤١.
(٧) انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس- تحقيق اللاحم- ٢/٣٧١، ٣٧٢.
(٨) انظر : ص٢١١، ٢١٢.
قال تعالى :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا uچد.èŒ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا ôMu‹د=è؟ ِNخkِژn=tم آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ tbqè=ھ.uqtGtƒ ﴾ (١).
١١٣/٢ قال الشاطبي :" قال سبحانه :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا uچد.èŒ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ ؛ فإن الوجل تأثر ولين يحصل في القلب بسبب الموعظة، فترى الجلد من أجل ذلك يقشعر، والعين تدمع، واللين إذا حل بالقلب - وهو باطن الإنسان -، وحلّ بالجلد بشهادة الله - وهو ظاهر الإنسان - ؛ فقد حلّ الانفعال بمجموع الإنسان، وذلك يقتضي السكون لا الحركة والانزعاج، والسكوت لا الصياح، وهي حالة السلف الأولين " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الوجل تأثر ولين يحصل في القلب بسبب الموعظة، وذلك يقتضي السكون لا الحركة والانزعاج، والسكوت لا الصياح، وهي حالة السلف.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ نص عليه القرطبي (٣)، وابن تيمية (٤).
وهذا ظاهر كما فصّله الشاطبي في الاعتصام (٥).
(٢) الاعتصام ٢/١١٦.
(٣) انظر : الجامع لأحكام القرآن ٤/٧/٢٣٢، ٢٣٣.
(٤) مجموع الفتاوى ٧/١١٩-١٢١، ١١/٥٩٠، ٥٩١.
(٥) انظر : الاعتصام ٢/٨٩-١٢٤.
قال تعالى :﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ے¼çnuچç/كٹ إِلَّا $]ùحhچystGمB لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ﴾
ّ¤خ/ur مژچإءpRùQ$# } (١).
١١٤/٣ قال الشاطبي :" وقال عطاء (٢) في قوله تعالى :﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ے¼çnuچç/كٹ ﴾ : إنه منسوخ بقوله :﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ tbrمژô³دم tbrمژة٩"|¹ (#qç٧د=َّtƒ مِائَتَيْنِ ﴾ (٣) إلى آخر الآيتين(٤)، وإنما هو تخصيص وبيان لقوله: ﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ ﴾ ؛ فكأنه على معنى : ومن يولهم وكانوا مثلي عدد المؤمنين ؛ فلا تعارض ولا نسخ بالإطلاق الأخير " (٥).
الدِّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن مراد عطاء بقوله : إن قوله تعالى :﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ے¼çnuچç/كٹ ﴾ منسوخ بقوله :﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ tbrمژô³دم tbrمژة٩"|¹ (#qç٧د=َّtƒ مِائَتَيْنِ ﴾ (٦) إنما هو تخصيص وبيان لقوله: ﴿ وَمَنْ ِNخgدj٩uqمƒ... ﴾ فكأنه على معنى : ومن يولهم وكانوا مِثْلَي عدد المؤمنين ؛ فلا تعارض، ولا نسخ بالإطلاق الأخير.
(٢) عطاء : هو الإمام مفتي الحرم أبو محمد عطاء بن أبي رَباح، واسم أبيه أسلم، القرشي مولاهم، المكي، سيد التابعين علماً وعملاً وإتقاناً في زمانه بمكة، توفي سنة ١١٤هـ على المشهور. [انظر: سير أعلام النبلاء ٥/٧٨-٨٨، التقريب ص٣٩١ ].
(٣) سورة الأنفال : ٦٥، ٦٦.
(٤) الأثر : أخرجه عن عطاء : ابن جرير في تفسيره (٦/٢٠١)، وذكره النحاس في الناسخ والمنسوخ ص١٤٦، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص١٨١، وانظر : الدر المنثور ٣/٣١٥.
(٥) الموافقات ٣/٣٥٥.
(٦) سورة الأنفال : ٦٥، ٦٦.
سورة التوبة
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا (#qç/uچّ)tƒ y‰إfَ،yJّ٩$# tP#uچysّ٩$# بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ َOçFّے½z Z's#ّٹtم فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ ے¾د&ح#ôزsù إِنْ شَاءَ إِن اللَّهَ يOٹد=tو زOٹإ٦xm ﴾ (١).
١١٥/١ قال الشاطبي (٢) :" أن أبا بكر - رضي الله عنه - لم يلتفت إلى ما يلقى هو والمسلمون في طريق ما طلب (٣) ؛ إذ لما امتنعوا صار مظنة للقتال، وهلاك من شاء الله من الفريقين، ودخول المشقة على المسلمين في الأنفس والأموال والأولاد، ولكنه - رضي الله عنه - لم يعتبر إلا إقامة الملَّة على حسب ما كانت قبل ؛ فكان ذلك أصلاً في أنه لا تعتبر العوارض الطارئة في إقامة الدين وشعائر الإسلام، نظير ما قال الله تعالى:
﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا (#qç/uچّ)tƒ y‰إfَ،yJّ٩$# tP#uچysّ٩$# بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ َOçFّے½z Z's#ّٹtم فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ ے¾د&ح#ôزsù إِنْ شَاءَ | ﴾ الآية، فإن الله لم يعذرهم في ترك منع المشركين خوف العيلة ؛ فكذلك لم يَعُدَّ أبو بكر ما يلقى المسلمون من المشقة عُذراً يترك به المطالبة بإقامة شعائر الدِّين، حسبما كانت في زمان النبي - ﷺ - " (٤). |
(٢) أورده الشاطبي في سياق تقريره في بيان قتال أبي بكر - رضي الله عنه - لمانعي الزكاة. [انظر : الاعتصام ٣/٤٦١، ٤٦٢].
(٣) أي : في طريق طلب الزكاة من مانعيها، مع وجود المشقة.
(٤) الاعتصام ٣/٤٦٢، ٤٦٣.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِنَّ #[ژچدWں٢ مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ tA¨uqّBr& النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ Nèdِژإe³t٧sù بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (١).
قال تعالى :﴿ انْفِرُوا $]ù$xے½z وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا ِNà٦د٩¨uqّBr'خ/ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ِNن٣د٩¨sŒ ضژِچyz لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ (١).
١١٧/٣ قال الشاطبي (٢) :" فحيث قال الله تعالى :﴿ انْفِرُوا $]ù$xے½z وَثِقَالًا ﴾ ثم قال :﴿ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ (٣) ؛ كان هذا موضع شِدَّة؛ لأنه يقتضي أن لا رخصة أصلاً في التخلف، إلا أنه بمقتضى الأدلة على رفع الحرج محمول على أقصى الثقل في الأعمال المعتادة، بحيث يتأتى النَّفير ويمكن الخروج، وقد كان اجتمع في غزوة تبوك أمران : شِدَّة الحر، وبُعد الشُّقة، زائداً على مفارقة الظلال، واستدرار الفواكه والخيرات، وذلك كله زائد في مشقة الغزو زيادة ظاهرة، ولكنه غير مخرج لها عن المعتاد ؛ فلذلك لم يقع في ذلك رخصة ؛ فكذلك أشباهها، وقد قال تعالى :﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ٤س®Lxm نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ (٤) " (٥).
وقال - في موضع آخر - :" وقال (٦) في قوله :﴿ انْفِرُوا $]ù$xے½z وَثِقَالًا ﴾ : إنَّه
منسوخ بقوله :﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ﴾ (٧) (٨)،
(٢) أورده في سياق حديثه عن المشقة، وأنّ منها ما هو داخل في المعتاد، وإن ظُنَّ أنَّها خارجة عن المعتاد. [انظر: الموافقات ٢/٢٦٨-٢٧٢].
(٣) سورة التوبة : ٣٩.
(٤) سورة محمد : ٣١.
(٥) الموافقات ٢/٢٧٢.
(٦) أي : ابن عباس - رضي الله عنهما -. [انظر : الموافقات ٢/٣٤٥-٣٤٧].
(٧) سورة التوبة : ١٢٢.
(٨) الأثر : أخرجه ابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص ٤٣٣.
وحكاه عنه : مكي بن أبي طالب في الإيضاح ص ٣١٥، وابن العربي في النَّاسخ والمنسوخ ص ١٩٤.
والأثر ضعيف ؛ لأنه من طريق عطاء الخرساني عن ابن عباس، وعطاء لم يسمع من ابن عباس. [انظر : تهذيب التهذيب ٧/١٩٠-١٩٢] وقال عنه الداراني في تحقيقه لناسخ القرآن ومنسوخه لابن الجوزي ص٤٣٣ :" إسناده ضعيف جداً ".
قال تعالى :﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا ûسةi_دGّےs؟ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِن جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ (١).
١١٨/٤ قال الشاطبي :" قد تقرَّر أن قصد الشارع من وضع الشرائع إخراج النفوس عن أهوائها وعوائدها، فلا تعتبر في شرعية الرخصة بالنسبة إلى كل من هَوِيَت نفسه أمراً، ألا ترى كيف ذمَّ الله تعالى من اعتذر بما يتعلق بأهواء النفوس ليترخص ؟ كقوله تعالى :﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا ûسةi_دGّےs؟ ﴾ الآية؛ لأن الجَدَّ بن قيس(٢) قال :" ائذن لي في التخلف عن الغزو ولا تَفْتِنِّي ببنات الأصفر؛ فإني لا أقدر على الصبر عنهنَّ " (٣)، وقوله :﴿ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي حhچutù:$# قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ #vچxm ﴾ (٤) الآية، ثم بيَّن العذر الصحيح في قوله تعالى :{ لَيْسَ عَلَى
(٢) الجَدّ بن قيس : هو أبو عبد الله الجَدّ بن قيس بن صخر الأنصاري السلمي، ابن عم البراء بن معرور، كان ممن يظن فيه النِّفاق، ساد في الجاهلية جميع بني سلمة، فانْتزع رسول الله - ﷺ - سؤدده، وهو ممن حضر الحديبية فلم يبايع، قيل : إنه تاب وحسنت توبته، وتوفي في خلافة عثمان. [انظر : أسد الغابة ١/٣٢٧، الإصابة ١/١/٢٣٨، ٢٣٩].
(٣) الأثر : أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢/٢٧٥ برقم ٢١٥٤، و١٢/٩٥ برقم ١٢٦٥٤ من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/٣٠ :" رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه يحيى الحمّاني، وهو ضعيف ".
وانظر : جامع البيان ٦/٣٨٦، ٣٨٧، أسباب النّزول، تحقيق الحميدان ص ٢٤٧، ٢٤٨، أسباب النّزول، تحقيق زغلول ص ٢٥٢، الإصابة ١/١/٢٣٩، الدر المنثور ٣/٤٤٣-٤٤٥.
(٤) سورة التوبة : ٨١.
قال تعالى :﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (١).
١١٩/٥ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ﴾ ؛ أي : يسمع الحق والباطل، فردَّ الله عليهم فيما هو باطل، وأحق الحق؛ فقال: ﴿ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾ ﴿ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ ﴾ الآية.
ولما قصدوا الإذاية بذلك الكلام ؛ قال تعالى :﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى ﴿ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ﴾ ؛ أي : يسمع الحق والباطل.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٣).
قال ابن جرير - في الآية - :" يقول تعالى ذكره : ومن هؤلاء المنافقين جماعة يؤذون رسول الله - ﷺ - ويعيبونه، ويقولون : هو أذن سامعة، يسمع من كل أحد ما يقول؛ فيقبله ويصدقه"(٤).
وقال النسفي :" الأذن : الرجل الذي يصدق كل ما يسمع، ويقبل قول كل أحد"(٥).
(٢) الموافقات ٤/١٦٤، ١٦٥.
(٣) انظر : جامع البيان ٦/٤٠٥، بحر العلوم ٢/٥٨، النكت والعيون ٢/٣٧٧، معالم التنْزيل ٤/٦٧، الكشاف ٢/١٥٩، زاد المسير ٣/٣٤٧، الجامع لأحكام القرآن ٤/٨/١٢٢، مدارك التنْزيل ١/٥٠٤، التسهيل ١/٣٦٢، البحر المحيط ٥/٦٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٣٨٠، أنوار التنْزيل ١/٤١٠، فتح القدير ٢/٣٧٥، محاسن التأويل ٤/١٥٧.
(٤) جامع البيان ٦/٤٠٥.
(٥) مدارك التنْزيل ١/٥٠٤.
قال تعالى :﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ #Xچّےà٢ وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا tAu"Rr& اللَّهُ عَلَى ¾د&د!qك™u' وَاللَّهُ يOٹد=tو ×Lىإ٣xm (٩٧) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ $YBuچَّtB كب/uژyItƒur بِكُمُ uچح !#ur¤$!$# عَلَيْهِمْ نouچح !#yٹ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ زOٹد=tو ﴾ (١).
١٢٠/٦ قال الشاطبي :" وقال (٢) في قوله :﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ #Xچّےà٢ وَنِفَاقًا ﴾ وقوله :﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ $YBuچَّtB ﴾ : إنه منسوخ بقوله :﴿ وَمِنَ ة>#uچôمF{$# مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$#... ﴾ (٣) الآية (٤)، وهذا من الأخبار التي لا يصح نسخها، والمقصود أن عموم الأعراب مخصوص فيمن كفر دون من آمن " (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول عبد الملك بن حبيب : إن قوله تعالى :﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ #Xچّےà٢ وَنِفَاقًا ﴾ وقوله :﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ $YBuچَّtB ﴾ منسوخ بقوله :﴿ وَمِنَ ة>#uچôمF{$# مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ حچ½zFy$#... ﴾ (٦) الآية ؛ بأن مراده بالنسخ ليس هو النسخ باصطلاح الأصوليين والمتأخرين (٧) ؛ لأن الآيتين من الأخبار التي لا تنسخ، وإنما المقصود أن عموم الأعراب مخصوص فيمن كفر دون من آمن.
(٢) أي : عبد الملك بن حبيب.
(٣) سورة التوبة : ٩٩.
(٤) حكاه عن عبد الملك بن حبيب : مكي في الإيضاح ص ٣١٨، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص ٢٠٢.
(٥) الموافقات ٣/٣٥٩، ٣٦٠.
(٦) سورة التوبة : ٩٩.
(٧) انظر : ص٢١١، ٢١٢.
قال تعالى :﴿ وَإِذَا مَا ôMs٩ح"Ré& سُورَةٌ uچsà¯R بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ Nà٦١uچtƒ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ (#qèùuچ|ءR$# t$uژ|ہ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ِNهk®Xr'خ/ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ (١).
١٢١/٧ قال الشاطبي :" وقال تعالى - في المنافقين - :﴿ َOçFR{ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ (٢) وهذا عدم فقه منهم ؛ لأن من علم أن الله هو الذي بيده ملكوت كل شيء، وأنه هو مصرف الأمور ؛ فهو الفقيه، ولذلك قال تعالى :﴿ y٧د٩¨sŒ ِNهk®Xr'خ/ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ (٣).
وكذلك قوله تعالى :﴿ t$uژ|ہ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ِNهk®Xr'خ/ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ ؛ لأنهم نظر بعضهم إلى بعض : هل يراكم من أحد ؟ ثم انصرفوا.
فاعلم أن الله تعالى إذا نفى الفقه أو العلم عن قوم ؛ فذلك لوقوفهم مع ظاهر الأمر، وعدم اعتبارهم للمراد منه، وإذا أثبت ذلك؛ فهو لفهمهم مراد الله من خطابه"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الله نفى الفقه والعلم عن هؤلاء المنافقين في قوله تعالى :﴿ t$uژ|ہ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ِNهk®Xr'خ/ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ وغيرها من الآيات ؛ لكونهم نظروا إلى ظاهر الأمر، ولم يتدبروا المراد منه.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٥).
(٢) سورة الحشر : ١٣.
(٣) سورة الحشر : ١٣.
(٤) الموافقات ٤/٢١٣، ٢١٤.
(٥) انظر : جامع البيان ٦/٥٢١، بحر العلوم ٢/٨٥، الكشاف ٢/١٧٩، المحرر الوجيز ٣/١٠٠، مدارك التنْزيل ١/٥٢٦، البحر المحيط ٥/١٢٠، بدائع التفسير ٢/٣٨٨-٣٩٠، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٤١٨، أنوار التنْزيل ١/٤٢٦، فتح القدير ٢/٤١٨، محاسن التأويل ٤/٢٢٩، تيسير الكريم الرحمن ٣/٣١٨.
سورة يونس
قال تعالى :﴿ (((( ((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( ((((( ((((((((( (((((((( (((((((((((((( (((( (((((( (((((( ((((((((( ﴾ (١).
١٢٢/١ قال الشاطبي :" والثامن (٢) : أن يقع الخلاف في تنْزيل المعنى الواحد ؛ فيحمله قوم على المجاز - مثلاً - وقوم على الحقيقة، والمطلوب أمر واحد؛ كما يقع لأرباب التفسير كثيراً في نحو قوله :﴿ (((((((( (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( ﴾ ؛ فمنهم من يحمل الحياة والموت على حقائقهما(٣)، ومنهم مَن يحملهما على المجاز (٤)، ولا فرق في تحصيل المعنى بينهما " (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ (((((((( (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( ﴾،
من العلماء مَن يحمل الحياة والموت على حقائقهما، ومنهم من يحملهما على المجاز، وأنه لا فرق في تحصيل المعنى بينهما.
(٢) أي : الثامن : من أسباب نقل الخلاف فيما كان ظاهره الخلاف وليس في الحقيقة كذلك. [انظر : الموافقات ٥/٢١٠-٢١٥].
(٣) قال مجاهد - في الآية - :" الناس الأحياء من النُّطَف، والنُّطَف ميتة، ويخرجها من الناس الأحياء والأنعام ". [جامع البيان ٣/٢٢٣].
وصحح إسناده حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح ١/٤٠٨.
(٤) قال الحسن - في الآية - :" يعني المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، والمؤمن عبد حي الفؤاد، والكافر عبد ميت الفؤاد ". [جامع البيان ٣/٢٢٥].
وصحح إسناده حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح ١/٤٠٨.
(٥) الموافقات ٥/٢١٥.
سورة هود
قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ 'دoTخ) لَكُمْ نَذِيرٌ êْüخ٧-B ﴾ (١).
١٢٣/١ قال الشاطبي :" وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ 'دoTخ) لَكُمْ نَذِيرٌ êْüخ٧-B ﴾ على قراءة الفتح(٢)؛ أي: بأني لكم نذير مبين"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ 'دoTخ) لَكُمْ نَذِيرٌ êْüخ٧-B ﴾ على قراءة فتح همزة أني ؛ معناه: بأني لكم نذير مبين.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٤).
(٢) قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ 'دoTخ) لَكُمْ نَذِيرٌ êْüخ٧-B ﴾ فيه قراءتان سبعيتان:
الأولى: بفتح همزة (أني) وقرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، وهي التي ذكرها الشاطبي.
الثانية: بكسرة همزة "إني" وقرأ بها نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة. [انظر: التذكرة في القراءات ص٣٠٠، الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/٥٢٥، التيسير ص١٠١، النشر في القراءات العشر ٢/٢١٦، إتحاف فضلاء البشر ٢/١٢٣، ١٢٤].
(٣) المقاصد الشافية ١/١٤٧.
(٤) انظر : جامع البيان ٧/٢٧، إعراب القرآن ٢/٢٧٨، ٢٧٩، التذكرة في القرآن ص٣٠٠، الكشف والبيان ٥/١٦٥، الكشف عن وجوه القراءات ١/٥٢٥، الوسيط ٢/٥٧٠، معالم التنْزيل ٤/١٧٠، الكشاف ٢/٢١٢، المحرر الوجيز ٣/١٦٢، الموضِّح في وجوه القراءات ٢/٦٤٢، زاد المسير ٤/٧٣، التفسير الكبير ٩/١٧/١٦٨، إملاء ما مَن الرحمن ص٢٩١، مدارك التنْزيل ١/٥٦٤، البحر المحيط ٥/٢١٤، أنوار التنْزيل ١/٤٥٤، تفسير الجلالين ٢/٣٤٠، إتحاف فضلاء البشر ٢/١٢٣، ١٢٤، فتح القدير ٢/٤٩٣، روح المعاني ٦/٢٣٦، محاسن التأويل ٤/٢٩٨.
قال تعالى :﴿ قَالَ دQِqs)"tƒ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى ٧psYةi t/ مِنْ 'دn١' سة_s%y-u'ur مِنْهُ رِزْقًا $YZ|،xm وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ àMù=ھ.uqs؟ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ (١).
١٢٤/٢ قال الشاطبي :" وقوله :﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ ؛ فبيَّنت الآية أن مخالفة القول الفعل تقتضي كذب القول " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ بيَّن أن مخالفة القول الفعل تقتضي كذب القول.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ظاهر، إذ الفعل دليل على صدق القول.
ويدل عليه قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ $¹Fّ)tB عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ (٣).
قال رشيد رضا :" ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ ؛ أي : وإنني على بينتي ونعمتي ما أريد أن أخالفكم في ذلك مائلاً عنه، مؤثراً لنفسي عليكم، بل أنا مستمسك به قبلكم، وأصل المخالفة ؛ أن يأخذ كل واحد طريقاً غير طريق الآخر في قوله أو فعله أو حاله " (٤).
وقال الشنقيطي :" ويُفهم من هذه الآية الكريمة : أن الإنسان يجب عليه أن يكون منتهياً عمّا ينهى عنه غيره، مؤتمراً بما يأمر به غيره " (٥).
(٢) الموافقات ٥/٢٦٩، ٢٧٠.
(٣) سورة الصف : ٢، ٣.
(٤) تفسير القرآن الحكيم ١٢/١٤٤.
(٥) أضواء البيان ٣/٤٦.
قال تعالى :﴿ وَلَوْ شَاءَ y٧ڑ/u' لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur وَلَا tbqن٩#u"tƒ ڑْüدےد=tGّƒèرحمه الله (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ y٧ڑ/u' y٧د٩¨s%د!ur خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ èpyJد=x. رَبِّكَ ¨bV|ّB{ جَهَنَّمَ مِنَ دp¨Yإfّ٩$# وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ (١).
١٢٥/٣ قال الشاطبي :" قال الله تعالى :﴿ وَلَوْ شَاءَ y٧ڑ/u' لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur وَلَا tbqن٩#u"tƒ ڑْüدےد=tGّƒèرحمه الله (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ y٧ڑ/u' y٧د٩¨s%د!ur خَلَقَهُمْ ﴾ ؛ فأخبر سبحانه أنهم لا يزالون مختلفين أبداً، مع أنه لو أراد أن يجعلهم متَّفقين ؛ لكان قادراً على ذلك، لكن سبق العلم القديم أنه إنما خلقهم للاختلاف، وهو قول جماعة من المفسرين في الآية.
وأن قوله :﴿ y٧د٩¨s%د!ur خَلَقَهُمْ ﴾ ؛ معناه : وللاختلاف خلقهم، وهو مروي عن مالك بن أنس، قال :" خلقهم ليكونوا فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير " (٢)، ونحوه عن الحسن (٣).
والضَّمير في ﴿ خَلَقَهُمْ ﴾ عائد على الناس، فلا يمكن أن يقع منهم إلا ما سبق به العلم.
وليس المراد ههنا الاختلاف في الصور ؛ كالحسن والقبيح، والطويل والقصير، ولا في الألوان ؛ كالأحمر والأسود، ولا في أصل الخِلقَة ؛ كالتَّام الخَلْق، والنَّاقص
الخَلْق، والأعمى والبصير، والأصم والسميع، ولا في الخُلُق ؛ كالشجاع والجبان، والجواد والبخيل، ولا فيما أشبه ذلك من الأوصاف التي هم مختلفون فيها.
(٢) الأثر : أخرجه عن مالك بن أنس : ابن جرير في تفسيره ٧/١٤٠.
(٣) الأثر : أخرجه عن الحسن : ابن جرير في تفسيره ٧/١٤٠.
سورة يوسف
نزول سورة يوسف
١٢٦/١ قال الشاطبي :" وروي أن أصحاب النبي - ﷺ - ملُّوا مَلَّة، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا، فأنزل الله تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ د]ƒد‰utù:$# كِتَابًا $Ygخ٦"t±tF-B... ﴾ (١) الآية.
وهو كالنَّص في الرَّد عليهم فيما سألوا، وأنه لا ينبغي السؤال إلا فيما يفيد في التعبد لله، ثم ملُّوا مَلَّة، فقالوا : حدثنا حديثاً فوق الحديث ودون القرآن ؛ فنَزلت سورة يوسف (٢) " (٣).
(٢) الحديث : أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، ص ٢٢، برقم ١٣، وابن جرير في تفسيره ٧/١٤٧، عن عون بن عبد الله بنحوه، وذكره الواحدي في أسباب النّزول، ص ٢٧٠ عن عون بن عبد الله بلا إسناد، قال عنه الحميدان في تحقيقه لأسباب النّزول ص ٢٧٠ :" أخرجه ابن جرير عنه بإسناد ضعيف ".
وأخرجه ابن جرير في تفسيره ٧/١٤٨، والواحدي في أسباب النّزول ص ٢٦٩، والحاكم في المستدرك ٢/٢٧٦، برقم ٣٣١٩، عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - بلفظ :" أنزل على النبي - ﷺ - القرآن، قال : فتلاه عليهم زماناً، فقالوا : يا رسول الله، لو قصصت علينا فنَزلت :﴿ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا çm"sYّ٩u"Rr& $¸R¨uنِچè% $wٹخ/uچtم لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾، قال : ثم تلاه عليهم زماناً، فقالوا : يا رسول الله، لو حدثتنا، فأنزل الله :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ د]ƒد‰utù:$# ﴾ ".
والحديث : صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. [انظر : المستدرك ٢/٣٧٦]، وحسنه ابن تيمية في مجموع الفتاوى ١٧/٤٠، وابن حجر في المطالب العالية ١٤/٧٣٩، وصححه الوادعي في الصحيح المسند، ص١٣٦.
(٣) الموافقات ١/٥٠.
قال تعالى :﴿ فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ ِNèdمژچخ٧ں٢ أَلَمْ (#ûqكJn=÷ès؟ أَن أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ yyuچِ/r& الْأَرْضَ ٤س®Lxm يَأْذَنَ لِي 'د١r& أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ مژِچyz tûüدJإ٣"utù:$# ﴾ (١).
قال تعالى :﴿ وَمَا مژnYٍ٢r& النَّاسِ وَلَوْ |Mô¹uچxm بِمُؤْمِنِينَ ﴾ (١).
١٢٨/٣ قال الشاطبي :" سُنَّة الله في الخلق ؛ أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل ؛ لقوله تعالى :﴿ وَمَا مژnYٍ٢r& النَّاسِ وَلَوْ |Mô¹uچxm بِمُؤْمِنِينَ ﴾، وقوله تعالى :﴿ ×@‹د=s%ur مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ (٢) " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن سُنَّة الله في الخلق : أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل ؛ لقوله تعالى :﴿ وَمَا مژnYٍ٢r& النَّاسِ وَلَوْ |Mô¹uچxm بِمُؤْمِنِينَ ﴾، وقوله تعالى :﴿ ×@‹د=s%ur مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ (٤).
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٥)، ولم أجد مخالفاً.
وهو ما تدل عليه النصوص الشرعية، كما ذكرها الشاطبي، ومنها - أيضاً - :
قوله تعالى :﴿ وَلَكِنَّ uژnYٍ٢r& النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ (٦).
وقوله تعالى :﴿ وَإِنْ تُطِعْ uژnYٍ٢r& مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (٧).
قال ابن جزي :" ﴿ وَمَا مژnYٍ٢r& النَّاسِ ﴾ عموم ؛ لأن الكفار أكثر من المؤمنين " (٨).
وقال أبو بكر الجزائري - في فوائد الآية - :" بيان حكم الله في الناس وهو أن أكثرهم لا يؤمنون، فلا يحزن الداعي ولا يكرب " (٩).
(٢) سورة سبأ : ١٣.
(٣) الاعتصام ١/١٢.
(٤) سورة سبأ : ١٣.
(٥) انظر : جامع البيان ٧/٣١١، بحر العلوم ٢/١٧٨، ١٧٩، معالم التنْزيل ٤/٢٨٢، الكشاف ٢/٢٧٧، المحرر الوجيز ٣/٢٨٤، زاد المسير ٤/٢٢٦، مدارك التنْزيل ١/٦٢٦، التسهيل ١/٤٢٧، البحر المحيط ٥/٣٤٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٥١١، فتح القدير ٣/٥٨، محاسن التأويل ٤/٤٠٢، أيسر التفاسير ٢/٦٥١.
(٦) سورة هود : ١٧.
(٧) سورة الأنعام : ١١٦.
(٨) التسهيل ١/٤٢٧.
(٩) أيسر التفاسير ٢/٦٥١.
سورة الرَّعد
قال تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ مA$t٦إfّ٩$# أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٤'sAِqyJّ٩$# بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا مA#u"tƒ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا (#qمèsY|¹ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ $Y٧ƒحچs% مِنْ دَارِهِمْ ٤س®Lxm z'دAù'tƒ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا ك#د=ّƒن† الْمِيعَادَ ﴾ (١).
١٢٩/١ قال الشاطبي :" والثالث (٢) : أن يذكر أحد الأقوال على تفسير اللغة، ويذكر الآخر على التفسير المعنوي، وفرق بين تقرير الإعراب وتفسير المعنى، وهما معاً يرجعان إلى حكم واحد ؛ لأن النظر اللغوي راجع إلى تقرير أصل الوضع، والآخر راجع إلى تقرير المعنى في الاستعمال، كما قالوا في قوله تعالى :﴿ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ (٣) ؛ أي : المسافرين، وقيل : النازلين بالأرض القواء وهي القفر، وكذلك قوله :﴿ تُصِيبُهُمْ بِمَا (#qمèsY|¹ قَارِعَةٌ ﴾ ؛ أي : داهية تفجؤهم، وقيل : سَرِيَّة من سرايا رسول الله - ﷺ -، وأشباه ذلك " (٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن تفسير قوله تعالى :﴿ تُصِيبُهُمْ بِمَا (#qمèsY|¹ قَارِعَةٌ ﴾ بمعنى داهية تفجؤهم،
وقيل: سَرِيَّة من سرايا رسول الله - ﷺ - ؛ بأن هذين التفسيرين يرجعان إلى حكم واحد، فلا خلاف بينهما ؛ لأن الأول من باب التفسير اللغوي، والثاني من باب التفسير المعنوي أو الاستعمالي.
(٢) الثالث : أي : الثالث من أسباب نقل الخلاف في التفسير - فيما ظاهره الخلاف، وليس في الحقيقة كذلك - [انظر : الموافقات ٥/٢١٠-٢١٢].
(٣) سورة الواقعة : ٧٣.
(٤) الموافقات ٥/٢١٢.
سورة إبراهيم
قال تعالى :﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ ِNن٣¯Ry‰ƒخ-{ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ 'د١#x‹tم لَشَدِيدٌ ﴾ (١).
١٣٠/١ قال الشاطبي :" وقال :﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ ِNن٣¯Ry‰ƒخ-{ ﴾ الآية.
والشكر : هو صرف ما أُنعم عليك في مرضاة المنعم، وهو راجع إلى الانصراف إليه بالكلية، ومعنى الكلية : أن يكون جارياً على مقتضى مرضاته بحسب الاستطاعة في كل حال، وهو معنى قوله - عليه الصلاة والسلام - :" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً " (٢).
ويستوي في هذا ما كان من العبادات أو العادات.
أما العبادات ؛ فمن حق الله تعالى الذي لا يحتمل الشركة ؛ فهي مصروفة إليه.
وأما العادات ؛ فهي - أيضاً - من حق الله تعالى على النظر الكلي، ولذلك لا يجوز تحريم ما أحل الله من الطيبات ؛ فقد قال تعالى :﴿ قُلْ مَنْ tP
چxm spsYƒخ- اللَّهِ الَّتِي yluچ÷zr& ¾دnدٹ$t٧دèد٩ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ ة-ّ-حhچ٩$# ﴾
(٣) الآية.وقال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ ﴾ (٤) الآية" (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الشكر هو صرف ما أُنعم عليك في مرضاة المنعم، وهو راجع إلى الانصراف إليه بالكلية.
(٢) الحديث : جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار، ص ٤٧٢، برقم ٢٨٥٦، ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً ١/٥٨، ٥٩، برقم ٣٠، من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - بلفظه.
(٣) سورة الأعراف : ٣٢، وانظر : ص ٤٩٦-٤٩٩.
(٤) سورة المائدة : ٨٧، وانظر : ص ٣٩٤-٤١٤.
(٥) الموافقات ٢/٥٤٤.
سورة الحجر
قال تعالى :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا uچّ. دe%!$# وَإِنَّا لَهُ tbqفàدے"utm: ﴾ (١).
١٣١/١ قال الشاطبي :" الحفظ المضمون في قوله تعالى :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا uچّ. دe%!$# وَإِنَّا لَهُ tbqفàدے"utm: ﴾ ؛ إنما المراد به حفظ أصوله الكلية المنصوصة، وهو المراد بقوله تعالى :﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ِNن٣sYƒدٹ ﴾ (٢) - أيضاً -، لا أن المراد : المسائل الجزئية ؛ إذ لو كان كذلك ؛ لم يتخلف عن الحفظ جزئي من جزئيات الشريعة، وليس كذلك ؛ لأنا نقطع بالجواز، ويؤيده الوقوع ؛ لتفاوت الظنون، وتطرق الاحتمالات في النصوص الجزئية، ووقوع الخطأ فيها قطعاً ؛ فقد وجد الخطأ في أخبار الآحاد، وفي معاني الآيات ؛ فدل على أن المراد بالذكر المحفوظ ما كان منه كلياً ؛ وإذ ذاك يلزم أن يكون كل أصل قطعياً " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" من العلم ما هو من صلب العلم (٤)، ومنه ما هو مُلح العلم (٥) لا من صلبه، ومنه ما ليس من صلبه ولا ملحه ؛ فهذه ثلاثة أقسام :
القسم الأول : هو الأصل والمعتمد، والذي عليه مدار الطلب، وإليه تنتهي مقاصد الراسخين، وذلك ما كان قطعياً، أو راجعاً إلى أصل قطعي.
(٢) سورة المائدة : ٣.
(٣) الموافقات ١/٢٢، ٢٣.
(٤) صُلب العلم: الصُّلب يطلق على عظم الظهر، وعلى القوة. [انظر : لسان العرب ١/٥٢٦-٥٣٠ مادة "صلب"، القاموس المحيط ص ١٣٠].
(٥) مُلح العلم : المُلْحة والمُلَحَة : الكلمة المليحة، والمَلْح : المُلَحُ من الأخبار. [انظر : لسان العرب ٢/٦٠٢ مادة " ملح "].
والمراد بِها عند الشاطبي - هنا - : ما لم يكن قطعياً ولا راجعاً إلى أصل قطعي، بل إلى ظني. [انظر : الموافقات ١/١١٠].
سورة النحل
قال تعالى :﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا ضچح !$y_ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (١).
١٣٢/١ قال الشاطبي :" ومن الآيات (٢) : قول الله تعالى :﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا ضچح !$y_ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
فالسبيل : القصد، وهو طريق الحق، وما سواه من الطرق جائر عن الحق؛ أي : عادل عنه، يحذر منه، فالمساق يدل على التحذير والنهي " (٣).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن السبيل : القصد، في قوله :﴿ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا ضچح !$y_ ﴾، وهو طريق الحق، وما سواه من الطرق جائر عن الحق؛ أي : عادل عنه.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٤).
قال ابن جرير :" يقول تعالى ذكره : وعلى الله أيها الناس بيان طريق الحق لكم، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضَلَّ فإنما يضل عليها، والسبيل : هي الطريق، والقصد من الطريق : المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ".
" وقوله :﴿ وَمِنْهَا ضچح !$y_ ﴾ يعني تعالى ذكره : ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوج ".
" وبنحو الذي قلنا في ذلك ؛ قال أهل التأويل " (٥).
(٢) ومن الآيات، أي : ومن الآيات الدالة على ذم البدع. [انظر: الاعتصام ١/٧٦-٨٠].
(٣) الاعتصام ١/٨٠.
(٤) انظر : جامع البيان ٥٦٤، بحر العلوم ٢/٢٢٩، معالم التنْزيل ٥/١١، المحرر الوجيز ٣/٣٨١، زاد المسير ٤/٣٢٨، التفسير الكبير ١٠/١٩/١٨٤، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/٥٤، مدارك التنْزيل ١/٦٧٥، التسهيل ١/٤٥٩، البحر المحيط ٥/٤٦٢، ٤٦٣، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٥٨٤، أنوار التنْزيل ١/٣٥٨، ٥٣٩، فتح القدير ٣/١٤٩، محاسن التأويل ٤/٥٠٦.
(٥) جامع البيان ٧/٥٦٤.
قال تعالى :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) وَلَعَلَّهُمْ ڑcrمچ¤٦xےtFtƒ ﴾ (١).
١٣٣/٢ قال الشاطبي :" السنة إنما جاءت مبينة للكتاب وشارحة لمعانيه، ولذلك قال تعالى :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾ " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" إن النبي - ﷺ - كان مبيناً بقوله وفعله وإقراره، لما كان مكلفاً بذلك في قوله تعالى :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾ " (٣).
وقال - في موضع ثالث - :" السنة راجعة في معناها إلى الكتاب ؛ فهي تفصيل مجمله، وبيان مشكله، وبسط مختصره ؛ وذلك لأنها بيان له، وهو الذي دل عليه قوله تعالى :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾ " (٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن السنة مبينة للكتاب وشارحة لمعانيه ؛ لقوله تعالى :﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٥).
وهو الذي نصت عليه هذه الآية والآيات الأخرى، ومنها :
(٢) الموافقات ٣/٢٣٠.
(٣) الموافقات ٤/٧٣.
(٤) الموافقات ٤/٣١٤.
(٥) انظر : جامع البيان ٧/٥٨٩، معالم التنْزيل ٥/٢١، المحرر الوجيز ٣/٣٩٥، زاد المسير ٤/٣٤٢، التفسير الكبير ١٠/٢٠/٣١، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/٧٢، مدارك التنْزيل ١/٦٨٢، التسهيل ١/٤٦٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٥٩٢، حاشية الصاوي ٢/٤٩٩، فتح القدير ٣/١٦٥، محاسن التأويل ٤/٥٢٢، تيسير الكريم الرحمن ٤/٢٠٦، أضواء البيان ٣/٢٧٥، أيسر التفاسير ٣/١٢١.
قال تعالى :﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (١).
١٣٤/٣ قال الشاطبي :" والثالث (٢) : قوله تعالى :﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾، ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ (٣)، وأشباه ذلك، إنما جرى على معتادهم في اتخاذ الآلهة في الأرض، وإن كانوا مقرين بإلهية الواحد الحق، فجاءت الآيات بتعيين الفوق وتخصيصه تنبيهاً على نفي ما ادعوه في الأرض، فلا يكون فيه دليل على إثبات جهة ألبتة (٤)، ولذلك قال تعالى :﴿ فَخَرَّ مNخkِژn=tم السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ (٥)، فتأمله، واجر على هذا المجرى في سائر الآيات والأحاديث " (٦).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ وغيرها من الآيات : جاءت بتعيين الفوق وتخصيصه تنبيهاً على نفي ما ادعوه في الأرض، فلا يكون فيه دليل على إثبات جهة ألبتة.
(٢) والثالث : أي والثالث من الأمثلة التي تدل على أن معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنْزيل، وإن لم يكن ثم سبب خاص لابد منها لمن أراد الخوض في علم القرآن، وإلا وقع في الشبة والإشكالات التي يتعذر الخروج منها إلا بهذه المعرفة. [ انظر : الموافقات ٤/١٥٤-١٥٥ ].
(٣) سورة الملك : ١٦.
(٤) ومعنى كلامه هذا : أن الآيات التي جاءت بتعيين الفوق وتخصيصه - سواء في حق الله أو غيره - بأن هذا التعيين والتخصيص في حق الله ليس لكونه في جهة، وإنما جاءت تنبيهاً على نفي ما ادعاه المشركون بأن الآلهة تكون في الأرض، ولذا فلا يكون فيها دليل على إثبات جهة لله ألبتة، وهذا فيه نظر، كما سيظهر من خلال الدراسة.
(٥) سورة النحل : ٢٦.
(٦) الموافقات ٤/١٥٥.
قال تعالى :﴿ وَمِنْ دN¨uچyJrO النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ #Xچx٦y™ وَرِزْقًا $·Z|،xm إِنَّ فِي y٧د٩¨sŒ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ (١).
١٣٥/٤ قال الشاطبي :" وأما السَّكَر ؛ فإنه قال فيه :﴿ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ #Xچx٦y™ ﴾ فنسب إليهم اتخاذ السَّكَر ولم يُحَسِّنه، وقال :﴿ وَرِزْقًا $·Z|،xm ﴾ ؛ فحسنه، فالامتنان بالأصل الذي وقع فيه التصرف، لا بنفس التصرف ؛ كالامتنان بالنعم الأخرى الواقع فيها التصرف، فإنهم تصرفوا بمشروع وغير مشروع، ولم يؤت بغير المشروع قط على طريق الامتنان به كسائر النعم ؛ بل قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا tAu"Rr& اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ $YB#uچxm Wx"n=xmur... ﴾ (٢) الآية، فتفهم هذا"(٣).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمِنْ دN¨uچyJrO النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ #Xچx٦y™ وَرِزْقًا $·Z|،xm ﴾ يدل على أن الله نسب إلى المشركين اتخاذ السَّكَر ولم يحسنه، ونسب إليهم اتخاذ الرزق وحسنه.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه بعض المفسرين ؛ كالبقاعي (٤)، وسيد قطب (٥)، ومناع القطان (٦).
وهذا بناءً على أن المراد بالسَّكَر بالآية هو ما يُسكر، أو الشراب المسكر.
(٢) سورة يونس : ٥٩.
(٣) الموافقات ٣/٥٢٤.
(٤) انظر : نظم الدرر ١١/١٩٥، ١٩٦.
(٥) انظر : في ظلال القرآن ٤/٢١٨١.
(٦) انظر : مباحث في علوم القرآن ص١١٣، ١١٤.
قال تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ؤ›!$tGƒخ)ur ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ حچx٦YكJّ٩$#ur وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ ڑcrمچھ.x‹s؟ ﴾ (١).
١٣٦/٥ قال الشاطبي (٢) :" فقول الله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ ليس الإحسان فيه مأموراً به أمراً جازماً في كل شيء، ولا غير جازم في كل شيء ؛ بل ينقسم بحسب المناطات، ألا ترى أن إحسان العبادات بتمام أركانها من باب الواجب، وإحسانها بتمام آدابها من باب المندوب ؟
(٢) ذكر هذا الشاطبي في سياق بيانه : أن كل خصلة أمر بها أو نهي عنها مطلقاً من غير تحديد ولا تقدير، فليس الأمر والنهي فيها على وزان واحد في كل فرد من أفرادها، وأنها تجيء في القرآن على ضربين : الأول : أن تأتي على العموم والإطلاق في كل شيء، وعلى كل حال، لكن بحسب كل مقام، وعلى ما تعطيه شواهد الأحوال في كل موضع، لا على وزان واحد، ولا حكم واحد، وأن هذا وكُل إلى نظر المكلف، فيزن بميزان نظره كل تصرف بحسب الأدلة. ومن ذلك : العدل والإحسان والوفاء بالعهد، وهو المقصود هنا. والضرب الثاني : أن تأتي في أقصى مراتبها [انظر : الموافقات ٣/٣٩٢-٣٩٧].
قال تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ Zo٤qu‹xm طَيِّبَةً َOكg¨Ytƒح"ôfuZs٩ur Nèduچô_r& بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (١).
١٣٧/٦ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ Zo٤qu‹xm طَيِّبَةً ﴾ يعني : في الدنيا، ﴿ َOكg¨Ytƒح"ôfuZs٩ur Nèduچô_r& ﴾ يعني : في الآخرة " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الحياة الطيبة في قوله تعالى :﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ Zo٤qu‹xm طَيِّبَةً ﴾ أنها في الدنيا، وأن جزاء الأجر في قوله :﴿ َOكg¨Ytƒح"ôfuZs٩ur Nèduچô_r& ﴾ أنه في الآخرة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين (٣).
وهو الظاهر، وهو الذي تدل عليه النصوص الشرعية ؛ إذ فضل الإيمان والعمل الصالح شامل للدارين.
ومما يدل عليه قوله - ﷺ - :" إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يُعطى بها في الدنيا، ويُجزى بها في الآخرة " (٤).
(٢) الموافقات ٥/٣٦٢.
(٣) نسبه للجمهور : أبو حيان في تفسيره ٥/٥١٦، والشوكاني في تفسيره ٣/١٩٣، وانظر : جامع البيان ٧/٦٤١-٦٤٣، الكشاف ٢/٣٤٣، المحرر الوجيز ٣/٤١٩، التفسير الكبير ١٠/٢٠/٩٠، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/١١٥، مدارك التنْزيل ١/٦٩٥، التسهيل ١/٤٧٣، بدائع التفسير ٣/٥٠، ٥١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٦٠٧، أنوار التنْزيل ١/٥٥٦، محاسن التأويل ٤/٥٤٦، أضواء البيان ٣/٣٥٣-٣٥٦.
(٤) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة ٤/٢١٦٢، برقم ٢٨٠٨، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ @'د١uچtم êْüخ٧-B ﴾ (١).
١٣٨/٧ قال الشاطبي :" كون الظاهر هو المفهوم العربي مجرداً لا إشكال فيه؛ لأن الموالف والمخالف اتفقوا على أنه منَزَّل ﴿ ﷺb$|، د=خ/ ٥c'د١uچtم &ûüخ٧-B ﴾.
وقال سبحانه :﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ﴾، ثم رد الحكاية عليهم بقوله :﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ @'د١uچtم êْüخ٧-B ﴾.
قال تعالى :﴿ مَنْ uچxےں٢ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ onحچٍ٢é& وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ حچّےن٣ّ٩$$خ/ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (١).
١٣٩/٨ قال الشاطبي (٢) :" وقال تعالى في الْمُكره :﴿ مَنْ uچxےں٢ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ onحچٍ٢é&... ﴾ الآية، إلى قوله :﴿ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ حچّےن٣ّ٩$$خ/ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ ﴾، فالتقدير : أن من أكره فلا غضب عليه، ولا عذاب يلحقه إن تكلم بكلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان، ولم يقل : فله أن ينطق، أو إن شاء فلينطق".
" والدليل على أن التخيير غير مراد في هذه الأمور (٣) ؛ أن الجمهور أو الجميع يقولون: من لم يتكلم بكلمة الكفر مع الإكراه مأجور، وفي أعلى الدرجات، والتخيير ينافي ترجيح أحد الطرفين على الآخر " (٤).
(٢) في سياق حديثه : بأن الإباحة المنسوبة إلى الرخصة من قبيل الإباحة بمعنى رفع الحرج، وليست من الإباحة بمعنى التخيير بين الفعل والترك، وأن هذا هو ظاهر النصوص، ثم ذكر أمثلة ومنها: هذا المثال: [انظر : الموافقات ١/٤٩٠-٤٩٢].
(٣) الأمور : يعني بها الآيات التي ذكرها، ومنها هذه الآية المذكورة، وقوله :﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة : ١٧٣]، وقوله :﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ رضي الله عنQ$
ƒr& uچyzé& ﴾
[البقرة : ١٨٤] وغيرها [انظر : الموافقات ١/٤٩٠-٤٩٢].(٤) الموافقات ١/٤٩١، ٤٩٢.
سورة الإسراء
قال تعالى :﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ مژإe³u; مƒur الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ دM"ysد="¢ء٩$# أَنَّ لَهُمْ #Xچô_r& #[ژچخ٦x. ﴾ (١).
١٤٠/١ قال الشاطبي :" وقوله :﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ يعني: الطريقة المستقيمة، ولو لم يكمل فيه جميع معانيها، لما صح إطلاق هذا المعنى عليه حقيقة " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ أي: الطريقة المستقيمة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٣).
ولفظها :﴿ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ عام يشمل من فسرها بأنها الطريقة، أو الحالة، أو الملة، أو الشريعة ؛ إذ كل هذه التقديرات صحيحة.
كما يشمل من فسرها ببعض أوصافها كالشهادة، والإيمان، والعمل الصالح، وغيرها (٤).
قال الزجاج :" وقوله :﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ "د‰÷ku‰ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ أي : للحال التي هي أقوم الحالات، وهي توحيد الله - عز وجل - ؛ أي : شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان برسله، والعمل بطاعته، وهذه صفة الحال التي هي أقوم الحالات " (٥).
(٢) الموافقات ٤/١٨٤.
(٣) انظر : جامع البيان ٨/٤٣، ٤٤، معالم التنْزيل ٥/٨٠، الكشاف ٢/٣٥٣، المحرر الوجيز ٣/٤٤٠، ٤٤١، التفسير الكبير ١٠/٢٠/١٢٩، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/١٤٧، مدارك التنْزيل ١/٧٠٧، التسهيل ١/٤٨٣، البحر المحيط ٦/١١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٢٨، أنوار التنْزيل ١/٥٦٥، نظم الدرر ١١/٣٨٠، ٣٨١، فتح القدير ٣/٢١٠، روح المعاني ٨/٢٢، محاسن التأويل ٤/٥٧٧، أضواء البيان ٣/٣٠٩.
(٤) انظر : بحر العلوم ٢/٢٦١، النكت والعيون ٣/٢٣٢، زاد المسير ٥/١٠.
(٥) معاني القرآن ٣/٢٢٩.
قال تعالى :﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا "د‰tG÷ku‰ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ ٤س®Lxm نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ (١).
١٤١/٢ قال الشاطبي :" فمن ذلك (٢) : عدم المؤاخذة قبل الإنذار، ودل على ذلك إخباره تعالى عن نفسه بقوله :﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ ٤س®Lxm نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ ؛ فجرت عادته في خلقه أنه لا يؤاخذ بالمخالفة إلا بعد إرسال الرسل، فإذا قامت الحجة عليهم ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ (٣) ولكل جزاء مثله " (٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ ٤س®Lxm نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ ؛ يدل على أن الله تعالى لا يؤاخذ بالمخالفة قبل إرسال الرسل وإنذارهم.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٥).
وهو ظاهر الآية، وتدل عليه النصوص الشرعية، ومنها :
(٢) أورد هذا في سياق حديثه عن العلوم المضافة إلى القرآن، وأنها أقسام، ومنها : قسم هو مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله وخطاب الخلق به، ومعاملته لهم بالرفق والحسنى، وضرب لذلك أمثلة، ومنها : هذا المثال. [انظر : الموافقات ٤/١٩٨-٢٠٠].
(٣) سورة الكهف : ٢٩.
(٤) الموافقات ٤/٢٠٠.
(٥) انظر : جامع البيان ٨/٥٠، بحر العلوم ٢/٢٦٣، أحكام القرآن للهراسي ٢/٢٤٩-٢٥٢، معالم التنْزيل ٥/٨٢، الكشاف ٢/٣٥٤، المحرر الوجيز ٣/٤٤٤، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/١٥٢، مدارك التنْزيل ١/٧٠٨، مجموع الفتاوى ١١/١٨٦، ٢٠/٣٢، التسهيل ١/٤٨٤، البحر المحيط ٦/١٥، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٣١، حاشية الصاوي ٢/٥٥٠، ٥٥١، فتح القدير ٣/٢١٤، روح المعاني ٨/٣٥، محاسن التأويل ٤/٥٨٠، ٥٨١، أضواء البيان ٣/٤٧١-٤٨٤، دفع إيهام الاضطراب ص١٧٨-١٨٦.
قال تعالى :﴿ مَنْ كَانَ ك‰ƒحچمƒ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ ك‰ƒحچœR ثُمَّ $sYù=yèy_ لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﴾ (١).
١٤٢/٣ قال الشاطبي (٢) :" روي عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ ك‰ƒحچمƒ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ ك‰ƒحچœR ﴾ : إنه ناسخ لقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ ك‰ƒحچمƒ y^ِچxm دouچ½zFy$# ôٹح"tR لَهُ فِي ¾دmدOِچxm وَمَنْ كَانَ ك‰ƒحچمƒ y^ِچxm الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾ (٣) (٤)، وعلى هذا التحقيق (٥) : تقييد لمطلق؛ إذ كان قوله :﴿ نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾ مطلقاً، ومعناه مقيد بالمشيئة، وهو قوله في الآية الأخرى :﴿ لِمَنْ ك‰ƒحچœR ﴾، وإلا فهو إخبار، والأخبار لا يدخلها النسخ " (٦).
الدّراسة :
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال في سياق بيانه : بأن المتقدمين يطلقون النسخ أعم مما هو عند المتأخرين والأصوليين ؛ إذ يطلقونه على بيان المبهم، وتقييد المطلق، وتخصيص العام، وغيرها، وضرب لذلك أمثلة، ومنها هذا المثال: [انظر: الموافقات ٣/٣٤٤-٣٤٥]، وانظر : ص٢١١، ٢١٢.
(٣) سورة الشورى : ٢٠.
(٤) الأثر : أخرجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - النحاس في الناسخ والمنسوخ ص٢١٦، وذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح ص٤٠٤، وابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخة ص٥٠٤.
وهذا الأثر : ضعيف ؛ لأنه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وجويبر قال عنه ابن حجر في التقريب ص١٤٣ "ضعيف جداً " كما أن هذا الطريق إلى ابن عباس ضعفه أهل العلم [انظر: الإتقان ١/٢/٢٤١].
(٥) أي أن إطلاق المتقدمين للنسخ أعم مما هو عند المتأخرين والأصوليين.
(٦) الموافقات ٣/٣٤٥.
قال تعالى :﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ Z's#دù$tR لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ y٧ڑ/u' مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ (١).
١٤٣/٤ قال الشاطبي :" قال تعالى :﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ Z's#دù$tR لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ y٧ڑ/u' مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ ؛ فأعطي بقيام الليل المقام المحمود " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ Z's#دù$tR لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ y٧ڑ/u' مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ يدل على أن النبي - ﷺ - أعطي بقيام الليل المقام المحمود.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٣).
قال الرازي :" اتفق المفسرون على أن كلمة ﴿ عَسَى ﴾ من الله : واجب " (٤).
وقال ابن كثير :" وقوله :﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ y٧ڑ/u' مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ أي : افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاماً محموداً " (٥).
وقال الشوكاني :" ثم وعده سبحانه على إقامة الفرائض والنوافل فقال :﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ y٧ڑ/u' مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾، وقد ذكرنا في مواضع أن ﴿ #س|¤tم ﴾ من الكريم إطماع واجب الوقوع"(٦).
(٢) الموافقات ٣/١٤٣.
(٣) انظر : جامع البيان ٨/١٣٠، ١٣١، معالم التنْزيل ٥/١١٧، أحكام القرآن لابن العربي ٣/٢١٤، المحرر الوجيز ٣/٤٧٨، ٤٧٩، زاد المسير ٥/٥٦، التفسير الكبير ١١/٢١/٢٦، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/٢٠٢، البحر المحيط ٦/٧٠، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٥٨، نظم الدرر ١١/٤٩٤، ٤٩٥، حاشية محيي الدين شيخ زاده ٥/٤٢٠، حاشية الصاوي ٢/٥٧٤، فتح القدير ٣/٢٥١، روح المعاني ٨/١٣٤، تيسير الكريم الرحمن ٤/٣٠٧، التحرير والتنوير ١٤/١٤٦.
(٤) التفسير الكبير ١١/٢١/٢٦.
(٥) تفسير القرآن العظيم ٣/٥٨.
(٦) فتح القدير ٣/٢٥١.
قال تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ حچّBr& 'دn١u' وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا Wxٹد=s% ﴾ (١).
١٤٤/٥ قال الشاطبي :" وفي القرآن الكريم :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ حچّBr& 'دn١u'... ﴾ الآية.
وهذا بحسب الظاهر يفيد أنهم لم يجابوا، وأن هذا مما لا يحتاج إليه في التكليف"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ حچّBr& 'دn١u' ﴾ أنه بحسب الظاهر أنهم لم يجابوا.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٣).
وهذا بناء على أن المراد بالروح هي روح البدن، وأنهم سألوا عن حقيقتها وماهيتها.
(٢) الموافقات ١/٤٩، ٥٠.
(٣) نسبه للأكثر : الزمخشري في تفسيره ٢/٣٧٣، وابن عطية في تفسيره ٣/٤٨١، والقرطبي في تفسيره ٥/١٠/٢١٠، وأبو حيان في تفسيره ٦/٤٧، والشوكاني في تفسيره ٣/٢٥٤، وغيرهم. وانظر : جامع البيان ٨/١٤١-١٤٣، بحر العلوم ٢/٢٨٢، معالم التنْزيل ٥/١٢٤-١٢٦، الكشاف ٢/٣٧٣، أحكام القرآن لابن العربي ٣/٢١٤، ٢١٥، المحرر الوجيز ٣/٤٨١، ٤٨٢، زاد المسير ٥/٦٠، التفسير الكبير ١١/٢١/٣٠، ٣١، الجامع لأحكام القرآن ٥/١٠/٢١٠، مدارك التنْزيل ١/٧٢٦، ٧٢٧، التسهيل ١/٤٩٥، البحر المحيط ٦/٧٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٦٤، ٦٥ فتح القدير ٣/٢٥٤، روح المعاني ٨/١٤٤-١٤٦، التحرير والتنوير ١٤/١٥٣-١٥٨.
سورة الكهف
قال تعالى :﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ $NHّdu' ة=ّ‹tَّ٩$$خ/ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ 'دn١' أَعْلَمُ NخkجE£‰دèخ/ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا ×@‹د=s% فَلَا تُمَارِ ِNخkژدù إِلَّا مِرَاءً #Xچخg"sك وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ #Y‰xmr& ﴾ (١).
١٤٥/١ قال الشاطبي (٢) :" واستُدِلَّ على أن أصحاب الكهف سبعة، وثامنهم كلبهم بأن الله تعالى لما حكى من قولهم أنهم :﴿ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾، وأنهم: ﴿ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ ؛ أعقب ذلك بقوله :﴿ $NHّdu' ة=ّ‹tَّ٩$$خ/ ﴾ أي : ليس لهم دليل ولا علم غير اتباع الظَّن، ورجم الظنون لا يُغني من الحق شيئاً.
ولما حكى قولهم :﴿ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ ؛لم يتبعه بإبطال بل قال :﴿ قُلْ 'دn١
' أَعْلَمُ NخkجE£‰دèخ/ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا ×@‹د=s% ﴾
دل المساق على صحته دون القولين الأولين.وروي عن ابن عباس : أنه كان يقول :" أنا من ذلك القليل الذي يعلمهم"(٣)"(٤).
الدّراسة :
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال في سياق حديثه بأن كل حكاية وقعت في القرآن ؛ فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها - وهو الأكثر - رد لها، أولا، فإن وقع رد ؛ فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه، وإن لم يقع معها رد ؛ فذلك دليل على المحكي وصدقه، ومنها هذا المثال. [انظر: الموافقات ٤/١٥٨-١٦١].
(٣) الأثر : أخرجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : ابن جرير في تفسيره ٨/٢٠٦، من طريق عطاء الخراساني، وعكرمة، وقتادة، وابن جريج، بنحوه. قال عنه ابن كثير في تفسيره ٣/٨٣ :" فهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - أنهم كانوا سبعة، وهو موافق لما قدمناه ".
(٤) الموافقات ٤/١٦١، ١٦٢.
قال تعالى :﴿ وَأَمَّا â'#y‰إgù:$# فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا $[sد="|¹ فَأَرَادَ y٧ڑ/u' أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا %y`حچ÷‚tGَ،tƒur كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ y٧خn/
' وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ "حچّBr& y٧د٩¨sŒ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ #[ژِ٩|¹ ﴾
(١).
١٤٦/٢ قال الشاطبي :" وأما قصة الخضر - عليه السلام - وقوله :﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ "حچّBr& ﴾ ؛ فيظهر به أنه نبي، وذهب إليه جماعة من العلماء، استدلالاً بهذا القول، ويجوز للنبي أن يحكم بمقتضى الوحي من غير إشكال " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول الخضر :﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ "حچّBr& ﴾ ؛ يظهر به أنه نبي.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ كابن عطية (٣)، والقرطبي(٤)، وابن جزي (٥)، وأبي حيان (٦)، وابن كثير (٧)، والألوسي (٨)، والقاسمي(٩)، والشنقيطي(١٠)، وغيرهم (١١).
(٢) الموافقات ٢/٥٠٧.
(٣) انظر : المحرر الوجيز ٣/٥٣٧.
(٤) انظر : الجامع لأحكام القرآن ٦/١١/١٢، ٢٠.
(٥) انظر : التسهيل ١/٥١٨.
(٦) انظر : البحر المحيط ٦/١٤٧.
(٧) انظر : تفسير القرآن العظيم ٣/١٠٥، البداية والنهاية ٢/٢٤٨، ٢٤٩.
(٨) انظر : روح المعاني ٨/٣٣٩.
(٩) انظر : محاسن التأويل ٥/٤٤، ٤٩.
(١٠) انظر : أضواء البيان ٤/١٥٨، ١٥٩.
(١١) هذا من حيث الاستدلال بالآية على نبوة الخضر، وأما نبوة الخضر فقد نسب القول بها إلى جمهور المفسرين : ابن عطية في تفسيره ٣/٥٢٩، والرازي في تفسيره ١١/٢١/١٢٦، والقرطبي في تفسيره ٦/١١/١٢، والبقاعي في تفسيره ١٢/١٠٦، وانظر : زاد المسير ٥/١٢٤.
قال تعالى :﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي دo٤quٹutù:$# الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ ِNهk®Xr& يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ (١).
١٤٧/٣ قال الشاطبي :" ولما قال سبحانه في وصفهم (٢) :﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي دo٤quٹutù:$# الدُّنْيَا ﴾ وصفهم بالضلال مع ظن الاهتداء ؛ دل على أنهم المبتدعون في أعمالهم عموماً -كانوا من أهل الكتاب أو لا-، من حيث قال النبي - ﷺ - :" كل بدعة ضلالة " (٣) وسيأتي شرح ذلك بعون الله (٤).
(٢) أي في وصف الأخسرين أعمالاً في الآية السابقة.
(٣) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة ٢/٥٩٢، رقم ٨٦٧، من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.
(٤) انظر : الاعتصام ٢/٣٣٩-٤٠٠.
سورة مريم
قال تعالى :﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ $VJ÷Fxm مَقْضِيًّا ﴾ (١).
١٤٨/١ قال الشاطبي :" وكذلك (٢) قوله تعالى :﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ منسوخ بها (٣) - أيضاً -، وهو إطلاق النسخ في الأخبار، وهو غير جائز " (٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن ما قيل بأن قوله تعالى :﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ منسوخ بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ (٥) ؛ بأنه ليس المراد بالنسخ هنا النسخ باصطلاح المتأخرين والأصوليين ؛ لأنه خبر، والأخبار لا يدخلها النسخ.
ومراد الشاطبي : أن هذا من باب التخصيص والبيان، وليس من باب النسخ في اصطلاح المتأخرين.
(٢) وكذلك : أي من الأمثلة التي أوردها لبيان أن إطلاق السلف للنسخ أعم مما عند الأصوليين والمتأخرين؛ إذ يطلقونه على تخصيص العام، وبيان المبهم، وتقييد المطلق وغيرها. [انظر: الموافقات ٣/٣٤٤-٣٦٣].
(٣) أي بقوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ [الأنبياء : ١٠١] وهذا القول حكاه مكي في الإيضاح ص٣٤٥، والقرطبي في تفسيره ٦/١١/٩٤، من غير تصريح بالقائل. ولكن ممن قال بنسخها: هبة الله بن سلامة في كتابه الناسخ والمنسوخ ص١١٩، والبارزي في كتابه ناسخ القرآن العزيز ص٤٠، ولكن جعلوا الناسخ لها قوله تعالى :﴿ ثُمَّ سإdfuZçR الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ ڑْüدJد="©à٩$# فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم : ٧٢]؛ أي: الآية التي بعدها، ورد هذا القول ابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص٢٢٤، ٢٢٥، وابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص٤٦٢، ٤٦٣.
(٤) الموافقات ٣/٣٦٢، ٣٦٣.
(٥) سورة الأنبياء : ١٠١.
سورة طه
قال تعالى: ﴿ 'دoTخ) أَنَا y٧ڑ/u' فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ y٧¯Rخ) بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ (١).
١٤٩/١ قال الشاطبي :" من زعم أن النعلين في قوله تعالى :﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ إشارة إلى خلع الكونين ؛ فهذا على ظاهره لا تعرفه العرب، لا في حقائقها المستعملة، ولا في مجازاتها " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" ونُقل في قوله تعالى :﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ أن باطن النعلين هو الكونان : الدنيا، والآخرة، فذكر عن الشِّبْلي (٣) أن معنى :﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ : اخلع الكل منك تصل إلينا بالكلية، وعن ابن عطاء (٤): ﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ عن الكون، فلا تنظر إليه بعد هذا الخطاب، وقال : النعل : النفس، والوادي المقدس : دين المرء، أي : حان وقت خلوِّك من نفسك، والقيام معنا بدينك، وقيل غير ذلك مما يرجع إلى معنى لا يوجد في النقل عن السلف.
وهذا كله إن صحَّ نقله خارج عما تفهمه العرب، ودعوى ما لا دليل عليه في مراد الله بكلامه " (٥).
الدّراسة :
(٢) الموافقات ٣/٢٥٠.
(٣) الشِّبلي : هو أبو بكر الشِّبْلي البغدادي، قيل : اسمه دُلَف بن جحدر، وقيل : جعفر بن يونس، وقيل : جعفر بن دُلَف، شيخ الطائفة الصوفية، صَحِبَ الجنيد وغيره، كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، وكَتَبَ الحديث عن طائفة، توفي في بغداد سنة ٣٣٤هـ. [انظر : سير أعلام النبلاء ١٥/٣٦٧-٣٦٩].
(٤) ابن عطاء : هو الشيخ أبو الفتح محمد بن النفيس بن محمد بن إسماعيل بن عطاء البغدادي الصوفي، توفي سنة ٦٢٥هـ. [انظر : سير أعلام النبلاء ٢٢/٢٦١، ٢٦٢].
(٥) الموافقات ٤/٢٥٠.
قال تعالى :﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ z'إ+ù=è؟ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (٦٥) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ ÷L؟eحچَsإ™ $pk®Xr& تَسْعَى (٦٦) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ Zpxے‹½z ٤سy›q-B (٦٧) قُلْنَا لَا تَخَفْ y٧¯Rخ) أَنْتَ الْأَعْلَى (٦٨) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا (#ûqمèuZ|¹ إِنَّمَا (#qمèsY|¹ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا كxد=ّےمƒ السَّاحِرُ ك]ّ‹xm ٤'sAr& ﴾ (١).
١٥٠/٢ قال الشاطبي (٢): " موسى - عليه السلام - لم يعلم علم السحر الذي جاء به السحرة، مع أنه بطل على يديه بأمر هو أقوى من السحر، وهو المعجزة، ولذلك لمّا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ؛ خاف موسى من ذلك، ولو كان عالماً به لم يخف، كما لم يخف العالمون به، وهم السحرة ؛ فقال الله له: ﴿ قُلْنَا لَا تَخَفْ y٧¯Rخ) أَنْتَ الْأَعْلَى ﴾. ثم قال :﴿ إِنَّمَا (#qمèsY|¹ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا كxد=ّےمƒ السَّاحِرُ ك]ّ‹xm ٤'sAr& ﴾، وهذا تعريف بعد التنكير، ولو كان عالماً به لم يُعرَّف به، والذي كان يَعرف من ذلك أنهم مبطلون في دعواهم على الجملة " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن موسى لم يعلم علم السحر الذي جاء به السحرة مع أنه بطل على يديه ؛ إذ لو كان عالماً به لم يخف كما لم يخف السحرة.
(٢) ذكره في سياق رده على من يرى أن تعلم كل علم فرض كفاية ؛ كالسحر والطلسمات، وذكر ههنا بأنه لا يسلم ذلك على الإطلاق، وإنما فرض الكفاية رد كل فاسد وإبطاله، علم ذلك الفاسد أو جهل، إلا أنه لابد مِنْ عِلْم أنه فاسد، والشرع متكفل بذلك وأن البرهان على ذلك أن موسى لم يعلم علم السحر الذي جاء به السحرة. [انظر : الموافقات ١/٥٤-٥٧].
(٣) الموافقات ١/٥٦، ٥٧.
قال تعالى :﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا $yJكgè؟¨uنِqy™ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ $yJخkِژn=tم مِنْ وَرَقِ دp¨Ypgù:$# وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ (١).
١٥١/٣ قال الشاطبي :" وقال بعضهم (٢) في قوله تعالى :﴿ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ أنه أتخم من أكل الشجرة ؛ يذهبون إلى قول العرب : غَوِي الفصيل ؛ إذا أكثر من اللَّبن حتى يبشم (٣)، ولا يقال فيه : غَوى، وإنما غَوى من الغَيِّ"(٤).
وقال - في موضع آخر - :" وكذلك (٥) تأويل من تأول غوى من قوله: ﴿ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ أنه من غَوِي الفصيل ؛ لعدم صحة غَوى بمعنى غَوِي، فهذا لا يصح فيه التأويل من جهة اللفظ " (٦).
وقال - في موضع ثالث - :" ومنهم من فسر غَوى في قوله تعالى :﴿ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ أنه تَخِم من أكل الشجرة، من قول العرب : غَوي الفصيل يَغْوَى غَوىً ؛ إذا بَشِم من شرب اللبن، وهو فاسد ؛ لأن غوي الفصيل فَعِلَ، والذي في القرآن على وزن فَعَلَ " (٧).
الدّراسة :
(٢) نسبه الشاطبي إلى أرباب الكلام [انظر : الموافقات ٤/٢٢٧] وجعل ابن قتيبة هذا القول من الأقوال المردودة على الجهمية والمشبهة. [انظر : الاختلاف في اللفظ ص٣٦].
(٣) حكى هذا القول : ابن قتيبة في الاختلاف في اللفظ ص٣٦. والراغب في المفردات ص٣٦٩. والزمخشري في تفسيره ٢/٤٥٠. وابن الجوزي في تفسيره ٥/٢٤٢، ٢٤٣. والقرطبي في تفسيره ٦/١١/١٧٠. والسمين الحلبي في تفسيره ٨/١١٥، وفي عمدة الحفاظ ٣/٢٢٠، والفيروزابادي في بصائر ذوي التمييز ٤/١٥٦، وغيرهم. والبَشَم : هو التخمة [ انظر : القاموس المحيط ص١٣٩٦].
(٤) الاعتصام ٢/٣٨.
(٥) وكذلك ؛ أي : وكذلك من الأمثلة الدالة على عدم صحة التأويل من جهة اللفظ. [انظر : الموافقات ٣/٣٣٢، ٣٣٣].
(٦) الموافقات ٣/٣٣٣.
(٧) الموافقات ٤/٢٢٩، ٢٣٠.
سورة الأنبياء
قال تعالى: ﴿ t، د=نz الْإِنْسَانُ مِنْ ٥@yftم سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا آcqè=إf÷ètGَ،n@ ﴾ (١).
١٥٢/١ قال الشاطبي :" ومثاله (٢) العجلة ؛ فإن ظاهر القرآن أنها مما طبع الإنسان عليه ؛ لقوله تعالى :﴿ t، د=نz الْإِنْسَانُ مِنْ ٥@yftم ﴾ " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن ظاهر القرآن يدل على أن العجلة مما طبع الإنسان عليه ؛ لقوله تعالى: ﴿ t، د=نz الْإِنْسَانُ مِنْ ٥@yftم ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٤).
قال القرطبي - في معنى الآية - :" أي طَبْع الإنسان العجلة، فيستعجل كثيراً من الأشياء وإن كانت مضرة " (٥).
وقال النسفي -في الآية- :" والظاهر أن المراد الجنس وأنه ركب فيه العجلة، فكأنه خلق
من العجل ؛ ولأنه يكثر منه، والعرب تقول لمن يكثر منه الكرم : خلق من الكرم، فقدم أولاً ذم الإنسان على إفراط العجلة، وأنه مطبوع عليها، ثم منعه وزجره كأنه قال : ليس ببدع منه أن يستعجل فإنه مجبول على ذلك وهو طبعه وسجيته فقد ركب فيه" (٦).
وقال الشنقيطي :" معنى الآية : أن جنس الإنسان من طبعه العجل وعدم التأني " (٧).
(٢) أي مثال الأوصاف التي طبع عليها الإنسان [انظر: الموافقات ٢/١٧٦].
(٣) الموافقات ٢/١٧٦.
(٤) انظر : معالم التنْزيل ٥/٣١٨، ٣١٩، الكشاف ٣/١١، المحرر الوجيز ٤/٨٢، زاد المسير ٥/٢٥٩، التفسير الكبير ١١/٢٢/١٤٨، الجامع لأحكام القرآن ٦/١١/١٩١، مدارك التنْزيل ٢/٨٨، ٨٩، البحر المحيط ٦/٢٩٠، عمدة الحفاظ ٣/٤٢، أنوار التنْزيل ٢/٧٠، نظم الدرر ١٢/٤٢٠، حاشية الصاوي ٣/١٣١، روح المعاني ٩/٤٧، محاسن التأويل ٥/١٥٥، التحرير والتنوير ١٧/٥٠.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ٦/١١/١٩١.
(٦) مدارك التنْزيل ٢/٨٨، ٨٩.
(٧) أضواء البيان ٤/٥٧٤.
قال تعالى :﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي د^ِچutù:$# إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ مNsYxî الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨) $yg"sYôJ£gxےsù سُلَيْمَانَ وَكُلًّا $sY÷ s؟#uن حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ tA$t٧إfّ٩$# يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا ڑْüد=دè"sù ﴾ (١).
١٥٣/٢ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي د^ِچutù:$# ﴾ إلى قوله :﴿ وَكُلًّا $sY÷ s؟#uن حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾.
فقوله :﴿ $yg"sYôJ£gxےsù سُلَيْمَانَ ﴾ تقرير لإصابته - عليه السلام - في ذلك الحكم، وإيماء إلى خلاف ذلك في داود -عليه السلام-، لكن لما كان المجتهد معذوراً مأجوراً بعد بذله الوسع ؛ قال تعالى :﴿ وَكُلًّا $sY÷ s؟#uن حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾، وهذا من البيان الخفي فيما نحن فيه (٢) " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ $yg"sYôJ£gxےsù سُلَيْمَانَ ﴾ تقرير لإصابة سليمان - عليه السلام - في الحكم، وإيماء إلى خلاف ذلك في داود - عليه السلام -.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين (٤).
(٢) أي : أن حكايات القرآن لا تخلو أن يقع قبلها أو بعدها ما يبين ما فيها من حق أو باطل. [انظر: الموافقات ٤/١٥٨-١٦٦].
(٣) الموافقات ٤/١٦٥، ١٦٦.
(٤) نسبه للجمهور : الماوردي في تفسيره ٣/٤٥٧. وانظر : جامع البيان ٩/٤٩، ٥٠، الكشاف ٢/١٧، المحرر الوجيز ٤/٩١-٩٣، زاد المسير ٥/٢٧٣، الجامع لأحكام القرآن ٦/١١/٢٠٤، مدارك التنْزيل ٢/٩٦، التسهيل ٢/٤١، أنوار التنْزيل ٢/٧٥، ٧٦، نظم الدرر ١٢/٤٥٤، ٤٥٥، الإكليل ٣/٩٦٤، حاشية الصاوي ٣/١٤٢، ١٤٣، محاسن التأويل ٥/١٦٤-١٦٧، تيسير الكريم الرحمن ٥/٢٤٩، أضواء البيان ٤/٥٩٦، ٥٩٧، التحرير والتنوير ١٧/٨٦.
قال تعالى :﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ـ=|ءxm جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا ڑcrكٹح'¨ur (٩٨) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا tbrà$ح#"yz (٩٩) لَهُمْ فِيهَا ضژچدùy- وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ (١).
١٥٤/٣ قال الشاطبي (٢) :" وفي قوله :﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ـ=|ءxm جَهَنَّمَ ﴾ إنه منسوخ بقوله :﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ (٣) (٤).
وكذلك قوله تعالى :﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ (٥) منسوخ بها - أيضاً - (٦)، وهو إطلاق النسخ في الأخبار، وهو غير جائز.
قال مكي(٧): (وأيضاً فإن هذا لو نسخ لوجب زوال حكم دخول المعبودين
(٢) أورده في سياق ذكره للأمثلة التي تدل على أن المتقدمين يطلقون النسخ على ما هو أعم مما عند الأصوليين والمتأخرين. [انظر: الموافقات ٣/٣٤٤-٣٦٤]، وانظر : ص٢١١، ٢١٢.
(٣) سورة الأنبياء : ١٠١.
(٤) القول بالنسخ : ذكره مكي في الإيضاح ص٣٥٠، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص٢٣٣، ٢٣٤، ولم ينسبوه لأحد، وقال به ابن حزم في الناسخ والمنسوخ ص٤٥، ٤٦، والبارزي في ناسخ القرآن العزيز ص٤١، ومرعي الحنبلي في قلائد المرجان ص١٢٩، ١٣٠.
(٥) سورة مريم : ٧١.
(٦) القول بنسخ هذه الآية قد سبقت دراسته، انظر : ص٦٣٥، ٦٣٦.
(٧) مكي : هو العلامة المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمُّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم القرطبي، صاحب التصانيف، كان من أوعية العلم مع الدين والسكينة والفهم، من كتبه : الإيضاح، الكشف عن وجه القراءات السبع وعللها، توفي سنة ٤٣٧هـ.[انظر: سير أعلام النبلاء ١٧/٥٩١، ٥٩٢، وفيات الأعيان٥/٢٧٥-٢٧٧].
سورة الحج
قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ د‰إfَ،yJّ٩$#ur دQ#uچysّ٩$# الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءٍ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ ôٹحچمƒ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (١).
١٥٥/١ قال الشاطبي :" قوله تعالى :﴿ وَمَنْ ôٹحچمƒ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
والإلحاد شامل لكل عدولٍ عن الصواب إلى الظلم، وارتكاب المنهيات على تنوعها، حسبما فسَّرته السنَّة " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الإلحاد شامل لكل عدولٍ عن الصواب إلى الظلم، وارتكاب المنهيات على تنوعها.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ كابن جرير (٣)، وابن عطية (٤)، والرازي (٥)، والقرطبي (٦)، وأبي حيان (٧)، وابن كثير (٨)، والشنقيطي (٩)،
وغيرهم(١٠).
كما أن جماعة من المفسرين اقتصروا على التفسير اللغوي العام لمعنى الإلحاد، ولم يخصوه بنوع(١١).
وما ذهبوا إليه جميعاً هو الظاهر ؛ لأن اللفظ عام، لم يخصص بنوع، كما أن الإلحاد في اللغة هو العدول عن الصواب والحق.
(٢) الموافقات ٤/٣٨٨، ٣٨٩.
(٣) انظر : جامع البيان ٩/١٣٢.
(٤) انظر : المحرر الوجيز ٤/١١٦.
(٥) انظر : التفسير الكبير ١٢/٢٣/٢٣.
(٦) انظر : الجامع لأحكام القرآن ٦/١٢/٢٤.
(٧) انظر : البحر المحيط ٦/٣٣٧.
(٨) انظر : تفسير القرآن العظيم ٣/٢٢٥.
(٩) انظر : أضواء البيان ٥/٥٨، ٥٩.
(١٠) انظر : أحكام القرآن للهراسي ٢/٢٨٠، الكشاف ٣/٣٠، التسهيل ٢/٥٤، محاسن التأويل ٥/١٩٢.
(١١) انظر : بحر العلوم ٢/٣٩٠، مدارك التنْزيل ٢/١١٠، أنوار التنْزيل ٢/٨٧، حاشية الصاوي ٣/١٦٧.
قال تعالى :﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ ¨،xm ¾دnدٹ$ygإ_ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm مِلَّةَ أَبِيكُمْ zOٹدd¨uچِ/خ) هُوَ سَمَّاكُمُ tûüدJد=َ، كJّ٩$# مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ مژچإء¨Z٩$# ﴾ (١).
١٥٦/٢ قال الشاطبي :" إن الأدلة على رفع الحرج في هذه الأمة بلغت مبلغ القطع ؛ كقوله تعالى :﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm ﴾، وسائر ما يدل على هذا المعنى ؛ كقوله :﴿ ك‰ƒحچمƒ اللَّهُ بِكُمُ uچَ، مٹّ٩$# وَلَا ك‰ƒحچمƒ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ (٢).
﴿ ك‰ƒحچمƒ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ t، د=نzur الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ (٣).
﴿ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ ٨luچxm فِيمَا uعuچsù اللَّهُ لَهُ ﴾ (٤).
﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ (٥) " (٦).
وقال - في موضع آخر - :" فإن رفع الحرج مقصود للشارع في الكليات، فلا تجد كلية شرعية مكلفاً بها وفيها حرج كليٌّ أو أكثري ألبتة، وهو مقتضى قوله: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm ﴾ " (٧).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الأدلة تدل على أن الحرج مرفوع في هذه الأمة ؛ كقوله تعالى :﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm ﴾.
(٢) سورة البقرة : ١٨٥.
(٣) سورة النساء : ٢٨.
(٤) سورة الأحزاب : ٣٨.
(٥) سورة الأعراف : ١٥٧.
(٦) الموافقات ١/٥٢٠.
(٧) الموافقات ١/٥٤١.
سورة المؤمنون
نزول سورة المؤمنون ومقاصدها
١٥٧/١ قال الشاطبي :" وسورة المؤمنين نازلة في قضية واحدة، وإن اشتملت على معان كثيرة، فإنها من المكيات، وغالب المكي أنه مقرر لثلاثة معان، أصلها معنى واحد، وهو الدعاء إلى عبادة الله تعالى :
أحدها : تقرير الوحدانية لله الواحد الحق، غير أنه يأتي على وجوه ؛ كنفي الشريك بإطلاق، أو نفيه بقيد ما ادعاه الكفار في وقائع مختلفة، من كونه مقرِّباً إلى الله زلفى، أو كونه ولداً، أو غير ذلك من أنواع الدعاوى الفاسدة.
والثاني : تقرير النبوة للنبي محمد - ﷺ -، وأنه رسول الله إليهم جميعاً، صادق فيما جاء به من عند الله، إلا أنه وارد على وجوه - أيضاً - ؛ كإثبات كونه رسولاً حقاً، ونفي ما ادعوه عليه من أنه كاذب أو ساحر أو مجنون، أو يُعلمه بشر، أو ما أشبه ذلك من كفرهم وعنادهم.
والثالث : إثبات أمر البعث والدار الآخرة وأنه حق لا ريب فيه بالأدلة الواضحة، والرد على من أنكر ذلك بكل وجه يمكن الكافر إنكاره به، فردَّ بكل وجه يُلزم الحجة، ويُبكت الخصم، ويُوضح الأمر.
فهذه المعاني الثلاثة هي التي اشتمل عليها المنزل من القرآن بمكة في عامة الأمر، وما ظهر ببادئ الرأي خروجه عنها، فراجع إليها في محصول الأمر، ويتبع ذلك الترغيب والترهيب، والأمثال والقصص، وذكر الجنة والنار، ووصف يوم القيامة، وأشباه ذلك.
فإذا تقرر هذا وعدنا إلى النظر في سورة المؤمنين مثلاً وجدنا فيها المعاني الثلاثة
على أوضح الوجوه، إلا أنه غلب على نسقها ذكر إنكار الكفار للنبوة التي هي المدخل للمعنيين الباقيين، وإنهم إنما أنكروا ذلك بوصف البشرية ترفعاً منهم أن يرسل إليهم من هو مثلهم، أو ينال هذه الرتبة غيرهم إن كانت، فجاءت السورة تبين وصف البشرية وما تنازعوا فيه منها، وبأي وجه تكون على أكمل وجوهها حتى تستحق الاصطفاء والاجتباء من الله تعالى، فافتتحت السورة بثلاث جُمَل:
قال تعالى :﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي ِNخkجEںx|¹ خَاشِعُونَ ﴾ (١).
١٥٨/٢ قال الشاطبي :" وروي أنهم كانوا يلتفتون في الصلاة إلى أن نزل قوله :﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي ِNخkجEںx|¹ خَاشِعُونَ ﴾ (٢)
(٢) الأثر : أخرجه ابن جرير في تفسيره ٩/١٩٧، عن محمد بن سيرين قال :" كان أصحاب رسول الله - ﷺ - يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت :﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي ِNخkجEںx|¹ خَاشِعُونَ ﴾ وهو حديث مرسل.
وقال السيوطي في الدر المنثور٥/٤: "وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال: "كان أصحاب رسول الله - ﷺ - يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ويلتفتون يميناً وشمالاً فأنزل الله: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي ِNخkجEںx|¹ خَاشِعُونَ ﴾ " وليس عند ابن جرير بهذا اللفظ، وليس في المطبوع من تفسير بن أبي حاتم. وهذا الأثر مرسل.
وجاء في روايات أخرى بأنها نزلت في شأن رسول الله - ﷺ - :
- ففي رواية :" كان رسول الله - ﷺ - إذا صلى نظر إلى السماء فأنزلت هذه الآية :﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي ِNخkجEںx|¹ خَاشِعُونَ ﴾.
وهذه الرواية: أخرجها ابن جرير في تفسيره ٩/١٩٧، والبيهقي في سننه في كتاب الصلاة، باب لا يجاوز بصره موضع سجوده، برقم ٣٥٣٩، ٣٥٤١، ٢/٤٠١، ٤٠٢، عن محمد بن سيرين مرسلاً، كما أخرجها الواحدي في أسباب النُّزول ص٣١٢، ٣١٣، والحاكم في المستدرك في كتاب التفسير، تفسير سورة المؤمنون، برقم ٣٤٨٣، ٢/٤٢٦، والبيهقي في سننه في كتاب الصلاة، باب لا يجاوز بصره موضع سجوده، برقم ٣٥٣٩، ٣٥٤٢، ٢/٤٠١، ٤٠٢، كلهم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
- وفي رواية :" كان يلتفت في الصلاة حتى نزلت هذه الآية :﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي ِNخkجEںx|¹ خَاشِعُونَ ﴾.
وهذه الرواية: أخرجها البيهقي في سننه، في كتاب الصلاة، باب لا يجاوز بصره موضع سجوده، برقم ٣٥٤٠، ٢/٤٠٢، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وقال السيوطي في لباب النقول ص١٥١، " وأخرجه ابن مردويه بلفظ :" كان يلتفت في الصلاة ".
وهذه الروايات مختلف في وصلها وإرسالها :
فمن أهل العلم مَنْ رجح أنها مرسلة، موقوفة على محمد بن سيرين، وأن هذا هو الصحيح وهو المحفوظ، وممن ذهب إلى هذا: البيهقي في سننه ٢/٤٠٢، والذهبي في التلخيص[انظر: حاشية المستدرك٢/٤٢٧]، والألباني في إرواء الغليل٢/٧١-٧٣.
ومن أهل العلم من رجح أنها موصولة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وممن ذهب إلى هذا : الحاكم في المستدرك ٢/٤٢٧، وابن التركماني في الجوهر النقي [ انظر: حاشية سنن البيهقي ٢/٤٠٢].
ولكن الذهبي تعقب قول الحاكم :" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لولا خلاف فيه على محمد فقد قيل عنه مرسلاً ولم يخرجاه" فقال :" الصحيح مرسل " [انظر : حاشية المستدرك ٢/٤٢٧]، كما تعقب الألباني ابن التركماني في تعقبه للبيهقي، فقال الألباني في إرواء الغليل ٢/٧٢، ٧٣، " فالصواب ما قاله البيهقي". وممن لم يقبل هذه الآثار في الآية: ابن العربي في أحكام القرآن ٣/٣١١، والناسخ والمنسوخ ص٢٣٨، ٢٣٩، حيث حكم عليها بالبطلان والانقطاع، كما أن مقبل الوادعي لم يذكر سبباً في نزول هذه الآية في كتابه الصحيح المسند من أسباب النُّزول.
قال تعالى :﴿ وَإِنَّ ے¾دnة‹"yd أُمَّتُكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ (١).
١٥٩/٣ قال الشاطبي :" في القرآن الكريم :﴿ وَأَنَّ ے¾دnة‹"yd أُمَّتُكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ (٢) التقدير: ولأن هذه أمتكم"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَأَنَّ ے¾دnة‹"yd أُمَّتُكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur ﴾ -بفتح همزة أنَّ- تقديره: ولأن هذه أمتكم.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٤). وهو أحد الأوجه في الآية.
والوجه الثاني: أن التقدير: وبأن هذه أمتكم.
وذهب إليه بعض المفسرين؛ كالفراء(٥)، وابن جرير(٦)، والبغوي(٧)، وابن الأنباري(٨).
(٢) قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ ے¾دnة‹"yd أُمَّتُكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur ﴾ فيه ثلاثة قراءات سبعية:
الأولى: بكسر همزة (إنّ) والتشديد، قرأ بها: الكوفيون -عاصم، وحمزة، والكسائي.
الثانية: بفتح همزة (أنّ) والتشديد، قرأ بها: الحرميان، -نافع وابن كثير-، وأبو عمرو البصري، وهي القراءة التي ذكرها الشاطبي.
الثالثة: بفتح همزة (أنْ) والتخفيف، قرأ بها: ابن عامر الشامي.
[انظر: التذكرة في القراءات ص٣٧٨، الكشف عن وجوه القراءات السبع ٢/١٢٩، التيسير ص١٢٩، النشر في القراءات العشر ٢/٢٤٦، إتحاف فضلاء البشر ٢/٢٨٥].
(٣) المقاصد الشافية ١/١٤٧.
(٤) انظر : التذكرة في القراءات ص٣٧٨، الكشف عن وجوه القراءات السبع ص٣٧٨، الكشاف ٣/٤٩، المحرر الوجيز ٤/١٤٦، الموضِّح في وجوه القراءات ٢/٨٩٦، التفسير الكبير ١٢/٢٣/٩٢، مدارك التنْزيل ٢/١٣٧، التسهيل ٢/٧٢، البحر المحيط ٦/٣٧٧، أنوار التنْزيل٢/١٠٦، إتحاف فضلاء البشر٢/٢٨٥، روح المعاني ٩/٢٤١.
(٥) انظر: معاني القرآن ٢/١٤١، ١٤٢.
(٦) انظر: جامع البيان ٩/٢٢١.
(٧) انظر: معالم التنْزيل ٥/٤٢٠.
(٨) انظر: البيان في غريب إعراب القرآن ٢/١٨٥، ١٨٦.
قال تعالى :﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا ڑcrمچھ.x‹s؟ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ دN¨uq"yJ، ،٩$# السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ ¾دnد‰u‹خ/ كNqن٣n=tB كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ مژچإgن† وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ (١).
١٦٠/٤ قال الشاطبي :" وبهذا المعنى (٢) وقع الاحتجاج على الكفار، فإن الله تعالى قال :﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ... ﴾ إلى قوله :﴿ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾.
فقررهم بما به أقروا، واحتج عليهم بما عرفوا، حتى قيل لهم :﴿ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ ؛ أي : فكيف تخدعون عن الحق بعدما أقررتم به، فادَّعيتم مع الله إلهاً غيره ؟ " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ ؛ أي : فكيف تخدعون عن الحق بعدما أقررتم به، فادَّعيتم مع الله إلها غيره.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٤).
(٢) أي : أن القرآن لا يأتي إلا بدليل يقر الخصم بصحته. [انظر : الموافقات ٥/٤١٤-٤١٦].
(٣) الموافقات٥/٤١٥.
(٤) انظر : جامع البيان ٩/٢٣٩، معاني القرآن للزجاج ٤/٢٠، بحر العلوم ٢/٤٢٠، معالم التنْزيل ٥/٤٢٧، الكشاف ٣/٥٤، زاد المسير ٥/٣٥٤، التفسير الكبير ١٢/٢٣/١٠١، الجامع لأحكام القرآن ٦/١٢/٩٧، مدارك التنْزيل ٢/١٤٢، التسهيل ٢/٧٦، البحر المحيط ٦/٣٨٦، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٢٦٤، أنوار التنْزيل ٢/١١٠، تفسير الجلالين ٣/٢٠٧، فتح القدير ٣/٤٩٦، روح المعاني ٩/٢٥٨، محاسن التأويل ٥/٢٤١، أضواء البيان ٥/٨١٤.
سورة النور
قال تعالى :﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ ِNكgy_¨urّ-r& وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ ¤N¨y‰"uhx© بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ (١).
١٦١/١ قال الشاطبي (٢) :" وقال هلال بن أمية (٣) :" والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينْزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد؛ فنَزل :
﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ ِNكgy_¨urّ-r& | ﴾ الآية " (٤) " (٥). |
ذهب الشاطبي إلى أن هلال بن أمية قال للنبي - ﷺ - :" والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينْزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد؛ فنَزل :﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ ِNكgy_¨urّ-r& ﴾ الآية.
وما ذهب إليه الشاطبي؛ صحت به الأحاديث، وذهب إليه كثير من المفسرين ؛ كابن جرير(٦)،
(٢) أورده في سياق بيانه بأن الله إذا أعطى نبياً شيئاً أعطى أمته منه، وأشركهم معه فيه، وأن هذا ظاهر في هذه الأمة بالاستقراء، ثم ذكر مواضع كثيرة، ومنها : نزول القرآن على وفق المراد، وهذا المثال منها :[انظر : الموافقات ٢/٤١٥-٤٢٣].
(٣) هلال بن أمية : هو الصحابي الجليل هلال بن أمية بن عامر بن قيس الأوسي الأنصاري الواقفي، شهد بدراً وما بعدها، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك وتيب عليهم، وهو الذي لاعن امرأته، ونزلت فيه آية اللعان. [انظر : أسد الغابة ٥/٤٠٧، الإصابة ٣/٦/٢٨٩].
(٤) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ ِNكgy_¨urّ-r& وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ﴾ برقم ٤٧٤٧، ص٨٢٨، من حديث ابن عباس - رَضِيَ الله عَنْهُما - بنحوه.
(٥) الموافقات ٢/٤٢٣.
(٦) انظر : جامع البيان ٩/٢٧١-٢٧٤.
قال تعالى :﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ (#ûqè؟÷sمƒ أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ ڑْïحچإf"ygكJّ٩$#ur فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا (#ûqكsxےَءu‹ّ٩ur أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ uچدےَّtƒ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (١).
١٦٢/٢ قال الشاطبي :" وقوله :﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ uچدےَّtƒ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ قضية عين لأبي بكر الصديق، نُفِّس بها من كربه فيما أصابه بسبب الإفك المتقول على بنته عائشة، فجاء هذا الكلام كالتأنيس له والحض على إتمام مكارم الأخلاق وإدامتها، بالإنفاق على قريبه المتصف بالمسكنة والهجرة، ولم يكن ذلك واجباً على أبي بكر، ولكن أحب الله له معالي الأخلاق " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" وقد أنزل الله في شأن أبي بكر الصديق حين ائتلى(٣) أن لا ينفق على مِسْطَح (٤) :﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ... ﴾ الآية" (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ... ﴾ الآية ؛ نزل في شأن أبي بكر الصديق حين ائتلى أن لا ينفق على مسطح.
(٢) الموافقات ٤/١٧٦.
(٣) ائتلى : أي أقسم وحلف ألا ينفق على مسطح. [انظر : القاموس المحيط ص١٦٢٧].
(٤) مِسْطَح : هو الصحابي أبو عباد، وقيل : أبو عبد الله مسطح بن أثاثة بن عباد القرشي المطلبي، قيل : إن اسمه عوف، وأما مِسطَح فلقب، وأمه بنت خالة أبي بكر الصديق، شهد بدراً، وكان ممن خاض في الإفك على عائشة -رضي الله عنها- وجلد فيه، توفي سنة ٣٤هـ وقيل غير ذلك. [انظر : أسد الغابة ٥/١٥٦، الإصابة ٣/٦/٨٨].
(٥) الموافقات ٥/٢٤٨.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ٤س®Lxm (#qف، دSù'tGَ،n@ وَتُسَلِّمُوا عَلَى $ygد=÷dr& ِNن٣د٩¨sŒ ضژِچyz لَكُمْ ِNن٣¯=yès٩ ڑcrمچھ.x‹s؟ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا #Y‰xmr& فَلَا تَدْخُلُوهَا ٤س®Lxm يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ زOٹد=tو (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ (١).
قال تعالى :﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ £`دdحچ"|ءِ/r& z`ّàxےّts†ur فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا uچygsك مِنْهَا ﴾ (١).
١٦٤/٤ قال الشاطبي :" وقال (٢) في قوله :﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا uچygsك مِنْهَا ﴾ إنه منسوخ بقوله :﴿ ك‰دم¨uqs)ّ٩$#ur مِنَ النِّسَاءِ ﴾ (٣) الآية (٤)، وليس بنسخ، وإنما هو تخصيص لما تقدم من العموم " (٥).
الدّراسة :
(٢) وقال ؛ أي ابن عباس - رضي الله عنهما -، وأورده الشاطبي في سياق بيانه بأن المتقدمين يطلقون النسخ على ما هو أعم مما عند الأصوليين والمتأخرين. [انظر : الموافقات ٣/٣٤٤-٣٥٤].
(٣) سورة النور : ٦٠ وتمامها :﴿ ك‰دم¨uqs)ّ٩$#ur مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ îy$sYم_ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ ٧puZƒح"خ/ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ ضژِچyz لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ زOٹد=tو ﴾.
(٤) الأثر : أخرجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أبو داود في سننه، في كتاب اللباس، باب في قوله عز وجل: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ £`دdحچ"|ءِ/r& ﴾ ص٦١٣، برقم ٤١١١، وابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص٤٧٣، كلاهما من طريق عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وحسن إسناده الألباني في صحيح سنن أبي داود ٢/٥٢٢، والداراني في تحقيقه لناسخ القرآن ومنسوخه ص٤٧٣، وذكره مكي في الإيضاح ص٣٦٦، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص٢٤٤.
(٥) الموافقات ٣/٣٥٤.
سورة الشعراء
قال تعالى :﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ zOٹدd¨uچِ/خ) (٦٩) إِذْ قَالَ دm‹خ/{ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا '@sàsYsù لَهَا عَاكِفِينَ (٧١) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا y٧د٩¨x‹x. يَفْعَلُونَ ﴾ (١).
١٦٥/١ قال الشاطبي :" أخبر الله تعالى عن إبراهيم - عليه السلام - في محاجة قومه :﴿ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا '@sàsYsù لَهَا عَاكِفِينَ (٧١) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا y٧د٩¨x‹x. يَفْعَلُونَ ﴾ فحادوا كما ترى عن الجواب القاطع المورَد مَوْرِدَ السؤال إلى الاستمساك بتقليد الآباء " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" ﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ فنبههم على وجه الدليل الواضح، فاستمسكوا بمجرد تقليد الآباء، فقالوا :﴿ بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا y٧د٩¨x‹x. يَفْعَلُونَ ﴾ " (٣).
وقال - في موضع ثالث - :"قوله في الآية الأخرى :﴿ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا '@sàsYsù لَهَا عَاكِفِينَ ﴾.
فلما سأل عن المعبود سأل عن المعنى الخاص بالمعبود بقوله :﴿ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ ؛ فحادوا عن الجواب إلى الإقرار بمجرد الاتباع للآباء"(٤).
الدّراسة :
(٢) الاعتصام ١/٦.
(٣) الاعتصام ٣/١٤١.
(٤) الموافقات٥/٤١٠.
سورة القصص
قال تعالى :﴿ فَإِنْ لَمْ (#qç٧ٹإftFَ،o" لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ yىt٧¨؟$# هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدَى مِنَ اللَّهِ إِن اللَّهَ لَا "د‰÷ku‰ الْقَوْمَ tûüدJد="©à٩$# ﴾ (١).
١٦٦/١ قال الشاطبي :" وقال :﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ yىt٧¨؟$# هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدَى مِنَ اللَّهِ ﴾ وهي مثل ما قبلها (٢).
تأملوا هذه الآية ؛ فإنها صريحة في أن من لم يتّبع هدى الله في هوى نفسه فلا أحد أضل منه، وهذا شأن المبتدع ؛ فإنه اتبع هواه بغير هدى من الله، وهدى الله هو القرآن، وما بيّنته الشريعة.
وبيّنت الآية أن اتباع الهوى على ضربين :
أحدهما : أن يكون تابعاً للأمر والنهي ؛ فليس بمذموم ولا صاحبه بضال، كيف وقد قدَّم الهدى فاستنار به في طريق هواه، وهو شأن المؤمن المتقي.
والآخر : أن يكون هواه هو المقدَّم بالقصد الأول، كان الأمر والنهي تابعين بالنسبة إليه، أو غير تابعين، وهو المذموم.
والمبتدع قدّم هوى نفسه على هدى ربه، فكان أضلَّ الناس، وهو يظن أنه على هدى"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ yىt٧¨؟$# هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدَى مِنَ اللَّهِ ﴾ صريح في أن من لم يتبع هدى الله في هوى نفسه فلا أحد أضل منه.
كما أن هذه الآية بيَّنت أن اتباع الهدى على ضربين :
أحدهما : أن يكون تابعاً للأمر والنهي، فليس بمذموم.
والآخر : أن يكون هواه هو المقدَّم على الأمر والنهي، فهذا هو المذموم.
(٢) يعني قوله :" وقال :﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ $tRحچّ. دŒ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ [الكهف: ٢٨] فجعل الأمر محصوراً بين أمرين : اتباع الذِّكر، واتباع الهوى " [الاعتصام ١/٦٥].
(٣) الاعتصام ١/٦٥.
قال تعالى :﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا uچyz#uن لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ â/ُ٣çtù:$# وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ (١).
١٦٧/٢ قال الشاطبي :" والرابع (٢): قول من قال (٣): إن كل شيء فانٍ، حتى ذات الباري - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - ما عدا الوجه ؛ بدليل: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ وإنما المراد بالوجه ههنا غير ما قال، فإن للمفسرين فيه تأويلات، والذي قصد هذا القائل لا يتجه لغة ولا معنى، وأقرب قول لقصد هذا المسكين أن يراد به: ذو الوجه، كما تقول : فعلتُ هذا لوجه فلانٍ، أي: لفلان ؛ فكان معنى الآية : كل شيء هالك إلا هو، ونحوه قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ﴾ (٤)، ومثله قوله تعالى :﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ب@"n=pgù:$# دQ#uچّ.M﴾$#ur } (٥) " (٦).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول من قال : إن كل شيء فانٍ، حتى ذات الباري، ما عدا الوجه، بدليل قوله تعالى :﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ ؛ إلى أن هذا القول باطل، وأن المراد بالوجه في الآية غير ما قال ؛ إذ للمفسرين فيه تأويلات، ليس منها هذا القول، وأن معنى الآية: كل شيء هالك إلا هو.
(٢) والرابع ؛ أي: والرابع من الأمثلة التي تدل على أن بعض اللغة يعزب عن علم بعض العرب، وأن الواجب السؤال كما سألوا، فيكون على ما كانوا عليه، وإلا زل فقال في الشريعة برأيه لا بلسانها.[انظر: الاعتصام ٣/٣٧٠-٣٧٣].
(٣) القائل : هو بيان بن سمعان كما في الفصل ٥/٤٤، والملل والنحل ص١٥١، ١٥٢، والاعتصام ١/٢٧٨، ٢٧٩، وسبقت ترجمته في ص٣٢٣.
(٤) سورة الإنسان : ٩.
(٥) سورة الرحمن : ٢٦، ٢٧.
(٦) الاعتصام ٣/٣٧٢، ٣٧٣.
سورة العنكبوت
قال تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا tbqكJد="yèّ٩$# ﴾ (١).
١٦٨/١ قال الشاطبي (٢): " وقال تعالى :﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا tbqكJد="yèّ٩$# ﴾.
فحصر تعقلها في العالِمِين، وهو قصد الشارع من ضرب الأمثال " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا tbqكJد="yèّ٩$# ﴾ يدل على حصر تعقل الأمثلة في العالِمِين، وأن هذا هو قصد الشارع من ضرب الأمثال.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٤).
والآية صريحة في حصر تعقل الأمثلة في العالمين.
ويدل عليه قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ $sYِ/uژںر لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ ٥@sWtB وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (٥٨) y٧د٩¨x‹x. يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا ڑcqكJn=÷ètƒ ﴾ (٥).
(٢) أورده في سياق حديثه عن صفات أهل العلم الذين صار العلم وصفاً لهم فيعملون بمقتضاه [انظر : الموافقات ١/٨٩-٩٢].
(٣) الموافقات ١/٩٢.
(٤) انظر : جامع البيان ١٠/١٤٤، بحر العلوم ٢/٥٣٨، معالم التنْزيل ٦/٢٤٣، الكشاف ٣/١٩١، التفسير الكبير ١٣/٢٥/٦٢، الجامع لأحكام القرآن ٧/١٣/٢٢٩، مدارك التنْزيل ٢/٢٩٢، البحر المحيط ٧/١٤٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٤٢٤، أنوار التنْزيل ٢/٢١٠، نظم الدرر ١٤/٤٤٥، حاشية الصاوي ٣/٣٩٩، فتح القدير ٤/٢٠٤، روح المعاني ١٠/٣٦٧، محاسن التأويل ٥/٤٤٨.
(٥) سورة الروم : ٥٨، ٥٩.
قال تعالى :﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ uچ¤‚y™ur الشَّمْسَ uچyJs)ّ٩$#ur لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ (١).
١٦٩/٢ قال الشاطبي :" وقوله تعالى :﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ uچ¤‚y™ur الشَّمْسَ uچyJs)ّ٩$#ur لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ ؛ يعني : كيف يصرفون عن الإقرار بأن الرب هو الله بعدما أقروا، فيدعون لله شريكاً " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ uچ¤‚y™ur الشَّمْسَ uچyJs)ّ٩$#ur لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ معناه : كيف يصرفون عن الإقرار بأن الرب هو الله بعدما أقروا، فيدعون لله شريكاً.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٣).
قال ابن جرير :" ﴿ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ يقول جل ثناؤه : فأنى يصرفون عمن صنع ذلك، فيعدلون عن إخلاص العبادة له " (٤).
وقال النسفي :" ﴿ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ فكيف يصرفون عن توحيد الله مع إقرارهم بهذا كله " (٥).
(٢) الموافقات ٥/٤٠٣.
(٣) انظر : جامع البيان ١٠/١٥٨، بحر العلوم ٢/٥٤٣، الكشاف ٣/١٩٥، المحرر الوجيز ٤/٣٢٥، التفسير الكبير ١٣/٢٥/٧٨، الجامع لأحكام القرآن ٧/١٣/٢٣٩، مدارك التنْزيل ٢/٢٩٧، التسهيل ٢/١٦٢، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٤٣١، أنوار التنْزيل ٢/٢١٣، نظم الدرر ١٤/٤٧١، تفسير الجلالين ٣/٤٠٥، فتح القدير ٤/٢١١، روح المعاني ١١/١٢، محاسن التأويل ٥/٤٥٤، تيسير الكريم الرحمن ٦/١٠٤.
(٤) جامع البيان ١٠/١٥٨.
(٥) مدارك التنْزيل ٢/٢٩٧.
سورة الروم
قال تعالى :﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ ¤>÷"دm بِمَا ِNخkِ‰y‰s٩ tbqمmحچsù ﴾ (١).
١٧٠/١ قال الشاطبي (٢): " الخلاف مذ زمان الصحابة - رَضِيَ الله عَنْهُم - إلى الآن واقع في هذه المسائل الاجتهادية، وأول ما وقع الخلاف في زمان الخلفاء الراشدين المهديين، ثم سائر الصحابة، ثم التابعين، ولم يعب ذلك أحد منهم، وبالصحابة اقتدى مَن بعدهم في تسويغ الخلاف؛ فكيف يمكن أن يكون الافتراق في المذاهب مما يقتضيه إطلاق الحديث (٣).
وإنما يراد افتراق مقيّد، وإن لم يكن في الحديث نص عليه؛ ففي الآيات ما يدل عليه؛ كقوله تعالى :﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ ¤>÷"دm بِمَا ِNخkِ‰y‰s٩ tbqمmحچsù ﴾ (٤)، وقوله :﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ (٥)، وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على التفرق الذي صاروا به شيعاً، ومعنى : صاروا شيعاً : أي : جماعات بعضهم قد فارق البعض، ليسوا
(٢) أورده الشاطبي في سياق بيانه بأن افتراق الأمة - الوارد في الحديث - إلى ثلاث وسبعين فرقة افتراق مقيد، فلا يدخل في ذلك الاختلاف في مسائل الفروع؛ لأن هذا باطل بالإجماع؛ لاختلاف الصحابة ومن بعدهم في هذه المسائل الفرعية [انظر : الاعتصام ٣/١٦١، ١٦٢].
(٣) يعني به الحديث الوارد في افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، انظر : ص٥٦٠، ٥٦٥.
(٤) سورة الروم : ٣١، ٣٢.
(٥) سورة الأنعام : ١٥٩.
سورة لقمان
قال تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ "خژyIô±tƒ لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ ×ûüخg-B ﴾ (١).
١٧١/١ قال الشاطبي :" وقوله :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ "خژyIô±tƒ لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾ وهو الغناء"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن لهو الحديث في قوله تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ "خژyIô±tƒ لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾ هو الغناء.
وما ذهب إليه الشاطبي؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٣).
وهو مروي عن جماعة من السلف من الصحابة والتابعين (٤).
وفيه أقوال أخرى : فقيل : لهو الحديث : هو الباطل (٥)، وقيل : الطبل (٦)، وقيل : الشرك بالله (٧)، وقيل : ما ألهى عن الله (٨).
(٢) الموافقات ٣/٥١٦.
(٣) نسبه للأكثر : الواحدي في الوسيط ٣/٤٤١، وانظر : معاني القرآن ٤/١٩٤، معالم التنْزيل ٦/٢٨٤، الكشاف ٣/٢١٠، والجامع لأحكام القرآن ٧/١٤/٣٦، ٣٧، التسهيل ٢/١٧٢، بدائع التفسير ٣/٤٠١-٤٠٥، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٤٥١.
(٤) انظر : جامع البيان ١٠/٢٠٢-٢٠٤، الكشف والبيان ٧/٣١٠، ٣١١، بدائع التفسير ٣/٤٠١-٤٠٥، تفسير ابن رجب الحنبلي ٢/٧٧، الدر المنثور ٥/٣٠٦-٣٠٩، الإكليل ٣/١٠٩٣، التفسير الصحيح ٤/٩١.
(٥) وممن نقل عنه هذا القول : عطاء [انظر : النكت والعيون ٤/٣٢٨، زاد المسير ٦/١٦٧]، وانظر : أحكام القرآن لابن العربي ٣/٥٢٥، الدر المنثور ٥/٣٠٧.
(٦) وممن روي عنه هذا القول : مجاهد [انظر : جامع البيان ١٠/٢٠٤].
(٧) وممن روي عنه هذا القول : الضحاك وابن زيد [ انظر : جامع البيان ١٠/٢٠٤، ٢٠٥].
(٨) وممن نقل عنه هذا القول : الحسن [انظر : النكت والعيون ٤/٣٢٨، زاد المسير ٦/١٦٧].
قال تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِن x٨ِژإe³٩$# لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ (١).
١٧٢/٢ قال الشاطبي :" ووقع لأهل الإسلام النهي عن الظلم، والوعيد فيه والتشديد، وقال تعالى :﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ (٢)، فشق ذلك عليهم، وقالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ فنَزل :﴿ إِن x٨ِژإe³٩$# لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ (٣)؛ فخفف عنهم بسبب ذلك، مع أن قليل الظلم وكثيره منهي عنه، لكنهم فهموا أن مطلق الظلم لا يحصل معه الأمن في الآخرة والهداية؛ لقوله :﴿ وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ tbrك‰tGôg-B ﴾ (٤) " (٥).
الدّراسة :
ما يتعلق بهذا الموضع من مسائل سبق الحديث عنها في سورة الأنعام (٦).
(٢) سورة الأنعام : ٨٢.
(٣) سبب النّزول: أخرجه البخاري ومسلم كما سبق تخريجه في ص٣٥١.
(٤) سورة الأنعام : ٨٢.
(٥) الموافقات ٢/٢٨٢.
(٦) انظر : ص٤٥٦-٤٦٠.
سورة الأحزاب
قال تعالى :﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ uچإ_$sYysّ٩$# وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ z'ج؟çGِ/$# الْمُؤْمِنُونَ (#qن٩ح"ّ٩م-ur Zw#u"ّ٩خ- شَدِيدًا (١١) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي Nخkح٥qè=è% ضعuچ¨B مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (١٢) وَإِذْ قَالَتْ ×pxےح !$©غ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ ×،ƒحچsù مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ tbrك‰ƒحچمƒ إِلَّا #Y'#uچدù (١٣) وَلَوْ ôMn=½zكٹ Nخkِژn=tم مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا #[ژچإ،o" (١٤) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ uچ"t/ôٹF{$# وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (١٥) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ â'#uچدےّ٩$# إِنْ Oè؟ِ'uچsù مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا Wx‹د=s% (١٦) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ #¹نûqك™ أَوْ أَرَادَ بِكُمْ ZpuH÷qu' وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ $w‹د٩ur وَلَا #[ژچإءtR (١٧) * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ tûüد%بcqyèكJّ٩$# مِنْكُمْ tû، ح#ح !$s)ّ٩$#ur ِNخgدR¨uq÷z﴾ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا ¸x‹د=s% (١٨) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ ك$ِqsƒù:$# رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ك$ِqsƒù:$# سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى خژِچsƒù:$# أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ y٧د٩¨sŒ
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#rقگè٠ّŒ$# اللَّهَ #Xچّ. دŒ #[ژچدVx. ﴾ (١).
١٧٤/٢ قال الشاطبي :" الذِّكر قد ندب إليه الشرع ندباً في مواضع كثيرة، حتى إنه لم يُطلب فيه تكثير من عبادة من العبادات ما طُلب من التكثير من الذِّكر؛ كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#rقگè٠ّŒ$# اللَّهَ #Xچّ. دŒ #[ژچدVx. ﴾ الآية، وقوله: ﴿ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ #[ژچدWx. لَعَلَّكُمْ tbqكsد=ّےè؟ ﴾ (٢)، وقوله :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ #[ژچدWں٢ لَعَلَّكُمْ ڑcqكsد=ّےè؟ ﴾ (٣)؛ بخلاف سائر العبادات"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الذِّكر ندب إليه الشرع ؛ كما في قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (#rقگè٠ّŒ$# اللَّهَ #Xچّ. دŒ #[ژچدVx. ﴾ حتى إنه لم يطلب فيه تكثير من عبادة من العبادات ما طلب من التكثير من الذكر.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين ؛ كابن عباس (٥)، وابن جزي(٦)، وغيرهم(٧).
قال ابن عباس :" لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال عذرٍ غير الذكر؛ فإن الله لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله " (٨).
وقال ابن جزي :" اشترط الله الكثرة في الذكر حيثما أمر به ؛ بخلاف سائر الأعمال"(٩).
(٢) سورة الجمعة : ١٠.
(٣) سورة الأنفال : ٤٥.
(٤) الاعتصام ٢/٦٠.
(٥) انظر : جامع البيان ١٠/٣٠٦.
(٦) انظر : التسهيل ٢/١٩١.
(٧) انظر : الجامع لأحكام القرآن ٧/١٤/١٢٨، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٥٠٣، محاسن التأويل ٥/٥٢٣.
(٨) الأثر : أخرجه ابن جرير في تفسيره ١٠/٣٠٦، وحسن إسناده حكمت بشير ياسين في التفسير الصحيح ٤/١٣١.
(٩) التسهيل ٢/١٩١.
سورة سبأ
قال تعالى :﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ ِNà٢$
ƒخ) لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ٥@"n=|ت &ْüخ٧-B ﴾
(١).
١٧٥/١ قال الشاطبي :" الأدب في المناظرة : أن لا يفاجئ بالرد كفاحاً دون التقاضي بالمجاملة والمسامحة ؛ كما في قوله تعالى :﴿ وَإِنَّا أَوْ ِNà٢$ƒخ) لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ٥@"n=|ت &ْüخ٧-B ﴾، وقوله :﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ (٢)، ﴿ قُلْ إِنِ ¼çmçG÷ƒuژyIّù$# فَعَلَيَّ 'حG#uچô_خ) ﴾ (٣)، وقوله :﴿ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا tbqن٣د=ôJtƒ $Z"ّ‹x© وَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ (٤)، ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا tbqكJn=÷ètƒ $Z"ّ‹x© وَلَا tbrك‰tG÷ku‰ ﴾ (٥) ؛ لأن ذلك أدعى إلى القبول، وترك العناد، وإطفاء نار العصبية"(٦).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الأدب في المناظرة أن لا يفاجئ بالرد كفاحاً دون التقاضي بالمجاملة والمسامحة؛ كما في قوله تعالى :﴿ وَإِنَّا أَوْ ِNà٢$
ƒخ) لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ٥@"n=|ت &ْüخ٧-B ﴾ ؛ لأن ذلك أدعى إلى القبول، وترك العناد، وإطفاء نار العصبية.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٧).
(٢) سورة الزخرف : ٨١.
(٣) سورة هود : ٣٥.
(٤) سورة الزمر : ٤٣.
(٥) سورة المائدة : ١٠٤.
(٦) الموافقات ٢/١٦٧.
(٧) انظر : جامع البيان ١٠/٣٥٦، معالم التنْزيل ٦/٣٩٩، الكشاف ٣/٣٥٩، المحرر الوجيز ٤/٤١٩، التفسير الكبير ١٣/٢٥/٢٢٢، الجامع لأحكام القرآن ٧/١٤/١٩١، مدارك التنْزيل ٢/٣٦٩، التسهيل ٢/٢٠٦، البحر المحيط ٧/٢٦٧، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٥٤٦، أنوار التنْزيل ٢/٢٦١، نظم الدرر ١٥/٤٩٨، ٤٩٩، تفسير الجلالين ٣/٥٠٣، فتح القدير ٤/٣٢٥، ٣٢٦، روح المعاني ١١/٣١٣، محاسن التأويل ٦/١٧، ١٨، التحرير والتنوير ٢٢/٥٨.
قال تعالى :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ (#rمژy٩ُ٣tFَ™$# بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ !$sYtRrمچمBù's؟ أَنْ uچàےُ٣¯R بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا أَسَرُّواur النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ tb÷ru"ّgن† إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (١).
١٧٦/٢ قال الشاطبي :" قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ ؛فالمعنى: بل مكركم في الليل والنهار"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ معناه: بل مكركم في الليل والنهار.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٣).
قال الزجاج: "وقوله: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ ؛ معناه: بل مكركم في الليل والنهار"(٤).
وقال البغوي: " ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ (#rمژy٩ُ٣tFَ™$# بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ ؛
أي: مكركم بنا في الليل والنهار، والعرب تضيف الفعل إلى الليل والنهار على توسع الكلام"(٥).
وقال ابن الجوزي: " ﴿ ِ@t/ مچُ٣tB ب@ّ‹©٩$# ح'$yg¨Y٩$#ur ﴾ ؛ أي: مكركم بنا في الليل والنهار"(٦).
(٢) المقاصد الشافية ٢/١٧٦.
(٣) انظر : تأويل مشكل القرآن ص٢١٠، جامع البيان ١٠/٣٧٩، معاني القرآن ٤/٢٥٤، إعراب القرآن ٣/٣٤٩، معالم التنْزيل ٦/٤٠٠، ٤٠١، الكشاف ٣/٢٦١، زاد المسير ٦/٢٤٦، التفسير الكبير ١٣/٢٥/٢٢٥، التسهيل ٢/٢٠٧، نظم الدرر ١٥/٥١١، تفسير الجلالين ٣/٥٠٥، حاشية الصاوي ٣/٥٠٥، روح المعاني ١١/٣٢٠، محاسن التأويل ٦/٢١، تيسير الكريم الرحمن ٦/٢٨٥.
(٤) معاني القرآن ٤/٢٥٤.
(٥) معالم التنْزيل ٦/٤٠٠، ٤٠١.
(٦) زاد المسير ٦/٢٤٦.
سورة فاطر
قال تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ ى#د=tFّƒèرحمه الله ¼çmçR¨uqّ٩r& y٧د٩¨x‹x. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ دnدٹ$t٦دم الْعُلَمَاءُ إِن اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ (١).
١٧٧/١ قال الشاطبي :" والذين يخشون ربهم هم العلماء ؛ لقوله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ دnدٹ$t٦دم الْعُلَمَاءُ ﴾ " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الذين يخشون ربهم هم العلماء؛ لقوله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ دnدٹ$t٦دم الْعُلَمَاءُ ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي؛ ذهب إليه أكثر المفسرين (٣).
والآية دلت على ذلك بأسلوب الحصر بـ ﴿ إِنَّمَا ﴾.
قال النسفي - في الآية - :" وتقديم اسم الله تعالى وتأخير العلماء يؤذن أن معناه أن الذين يخشون الله من عباده العلماء دون غيرهم " (٤).
وقال ابن كثير :" ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ دnدٹ$t٦دم الْعُلَمَاءُ ﴾ ؛ أي : إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به " (٥).
وقال الشوكاني :" وعلى كل تقدير فهو سبحانه قد عين في هذه الآية أهل خشيته، وهم العلماء به" (٦).
(٢) الموافقات ١/٩١.
(٣) انظر : جامع البيان ١٠/٦٢٨، الكشاف ٣/٢٧٤، المحرر الوجيز ٤/٤٣٧، زاد المسير ٦/٢٦٣، مدارك التنْزيل ٢/٣٨٧، مجموع الفتاوى ٧/٢١، ٥٣٩، ١٤/٢٩٢، ٢٩٣، التسهيل ٢/٢١٦، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٥٦١، نظم الدرر ١٦/٤٨، حاشية الصاوي ٣/٥٢٤، ٥٢٥، فتح القدير ٤/٣٤٨، روح المعاني ١١/٣٦٣، محاسن التأويل ٦/١١٨، تيسير الكريم الرحمن ٦/٣١٧.
(٤) مدارك التنْزيل ٢/٣٨٧.
(٥) تفسير القرآن العظيم ٣/٥٦١.
(٦) فتح القدير ٤/٣٤٨.
سورة يس
قال تعالى :﴿ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ بbôٹحچمƒ ك`"uH÷qچ٩$# بِضُرٍّ لَا تُغْنِ سةi_tم شَفَاعَتُهُمْ $Z"ّ‹x© وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣) 'دoTخ) إِذًا لَفِي ٥@"n=|ت ﷺûüخ٧-B ﴾ (١).
١٧٨/١ قال الشاطبي :" وقال تعالى حكاية عن الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى :﴿ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ بbôٹحچمƒ ك`"uH÷qچ٩$# بِضُرٍّ لَا تُغْنِ سةi_tم شَفَاعَتُهُمْ $Z"ّ‹x© وَلَا يُنْقِذُونِ ﴾ ؛ معناه : كيف أعبد من دون الله ما لا يغني شيئاً، وأترك إفراد الرَّبِّ الذي بيده الضر والنفع ؟ هذا خروج عن طريق الحق إلى غير طريق ؛ ﴿ 'دoTخ) إِذًا لَفِي ٥@"n=|ت ﷺûüخ٧-B ﴾ " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ بbôٹحچمƒ ك`"uH÷qچ٩$# بِضُرٍّ لَا تُغْنِ سةi_tم شَفَاعَتُهُمْ $Z"ّ‹x© وَلَا يُنْقِذُونِ ﴾ ؛ معناه : كيف أعبد من دون الله ما لا يغني شيئاً، وأترك إفراد الرَّبِّ الذي بيده الضر والنفع ؟
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٣)، وهو ظاهر المعنى.
قال ابن جزي -في الآية- :"والمعنى : كيف أتخذ من دون الله آلهة لا يشفعون ولا ينقذونني
من الضر؟ ﴿ 'دoTخ) إِذًا لَفِي ٥@"n=|ت ﷺûüخ٧-B ﴾ ؛ أي: إن اتخذت آلهة غير الله فإني لفي ضلال مبين"(٤).
(٢) الاعتصام ١/٢٣٧، ٢٣٨.
(٣) انظر : جامع البيان ١٠/٤٣٥، بحر العلوم ٣/٩٧، ٩٨، معالم التنْزيل ٧/١٤، المحرر الوجيز ٤/٤٥١، التفسير الكبير ١٣/٢٦/٥٠-٥٢، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٥/١٤، التسهيل ٢/٢٢٢، البحر المحيط ٧/٣١٥، بدائع التفسير ٣/٤٧٨، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٥٧٥، نظم الدرر ١٦/١١١، ١١٢، فتح القدير ٤/٣٦٥، روح المعاني ١١/٣٩٩، محاسن التأويل ٦/٤١، أضواء البيان ٦/٦٥٨.
(٤) التسهيل ٢/٢٢٢.
قال تعالى :﴿ وَالشَّمْسُ "حچّgrB لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا y٧د٩¨sŒ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ ةOٹد=yèّ٩$# (٣٨) uچyJs)ّ٩$#ur قَدَّرْنَاهُ tAخ-$sYtB ٤س®Lxm عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ (١).
١٧٩/٢ قال الشاطبي :" وفي القرآن -أيضاً-: ﴿ وَالشَّمْسُ "حچّgrB لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا y٧د٩¨sŒ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ ةOٹد=yèّ٩$# (٣٨) uچyJs)ّ٩$#ur قَدَّرْنَاهُ tAخ-$sYtB ﴾ قرأ الحَرمِيَّانِ(٢) وأبو عمرو(٣) بالرفع في (القمر) وباقي السبعة(٤) بالنصب(٥). فالرفع على اعتبار ﴿ وَالشَّمْسُ "حچّgrB ﴾ والنصب على اعتبار ﴿ "حچّgrB ﴾ "(٦).
الدّراسة :
(٢) الحرميان: هما: نافع المدني، وابن كثير المكي.[انظر: التذكرة في القراءات ص١٠].
ونافع المدني: سبقت ترجمته، انظر: ص٤٦٧.
وابن كثير: هو أبو معبد عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني الداري المكي، أصله فارسي، إمام المكيين في القراءة، وأحد القراء السبعة، توفي بمكة سنة١٢٠هـ. [انظر: التيسير ص١٧، معرفة القراء الكبار ١/٨٦-٨٨].
(٣) أبو عمرو: هو زبَّان بن العلاء بن عمار بن العريان المازني التميمي البصري، قيل: اسمه يحيى، أحد القراء السبعة، وإمام البصرة ومقرؤها، توفي بالكوفة سنة١٥٤. [انظر: التيسير ص١٨، معرفة القراء الكبار ١/١٠٠-١٠٥].
(٤) باقي السبعة: هم: ١ - عبد الله بن عامر الشامي المتوفى سنة ١١٨هـ. ٢ - حمزة بن حبيب الكوفي المتوفى سنة ١٥٦هـ. ٣ - عاصم بن أبي النَّجود الكوفي المتوفى سنة ١٢٧هـ. ٤ - علي بن حمزة الكسائي المتوفى سنة ١٨٩هـ. [انظر: التيسير في القراءات السبع ص١٧-٢٠].
(٥) انظر : الكشف عن وجوه القراءات ٢/٢١٦، التيسير في القراءات السبع ص١٤٩، التذكرة في القراءات ص٤٣١، ٤٣٢، إتحاف فضلاء البشر ٢/٤٠٠، ٤٠١.
(٦) المقاصد الشافية ١/١٠٤.
قال تعالى :﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا â/ن٣s%y-u' اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ٥@"n=|ت &ûüخ٧-B ﴾ (١).
١٨٠/٣ قال الشاطبي (٢): " وقال تعالى :﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا â/ن٣s%y-u' اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ ﴾ ؛ فهذا منهم امتناع عن الإنفاق بحجة قصدهم فيها الاستهزاء ؛ فرد عليهم بقوله :﴿ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ٥@"n=|ت &ûüخ٧-B ﴾ ؛ لأن ذلك حيد عن امتثال الأمر، وجواب ﴿ أَنْفِقُوا ﴾ أن يقال : نعم أو لا، وهو الامتثال أو العصيان، فلما رجعوا إلى الاحتجاج على الامتناع بالمشيئة المطلقة التي لا تُعارَض ؛ انقلب عليهم من حيث لم يعرفوا ؛ إذ حاصله أنهم اعترضوا على المشيئة المطلقة بالمشيئة المطلقة ؛ لأن الله شاء أن يكلفهم الإنفاق، فكأنهم قالوا : كيف يشاء الطلب منا، ولو شاء أن يطعمهم لأطعمهم ؟ وهذا عين الضلال في نفس الحجة " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" وهذا تقرير واضح يشهد له الواقع في تسمية البدع ضلالات، ويشهد له - أيضاً - أحوال من تقدّم قبل الإسلام، وفي زمان رسول الله - ﷺ - ؛ فإن الله تعالى قال :﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا â/ن٣s%y-u' اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ ﴾.
(٢) أورده الشاطبي في سياق حديثه : بأن كل حكاية وقعت في القرآن فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها - وهو الأكثر - رد لها، فإن وقع رد ؛ فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه، وإن لم يقع معها رد؛ فذلك دليل صحة المحكي وصدقه [انظر : الموافقات ٤/١٦٠-١٦٥].
(٣) الموافقات ٤/١٦٥.
سورة الصّافات
قال تعالى :﴿ وَيَقُولُونَ $¨Zح r& (#ûqن. ح'$tGs٩ $sYدGygد٩#uن لِشَاعِرٍ ¤bqمZّg¤رحمه الله (٣٦) بَلْ جَاءَ بd،utù:$$خ/ وَصَدَّقَ tûüد=y™ِچكJّ٩$# ﴾ (١).
١٨١/١ قال الشاطبي :" ومنها (٢): ضرب الأمثال، وقد قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ $sYِ/uژںر لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ ٥@sWtB ﴾ (٣) ؛ إلا ضرباً واحداً، وهو الشعر ؛ فإن الله نفاه وبرأ الشريعة منه، قال تعالى -في حكايته عن الكفار-: ﴿ $¨Zح r& (#ûqن. ح'$tGs٩ $sYدGygد٩#uن لِشَاعِرٍ ¤bqمZّg¤رحمه الله (٣٦) بَلْ جَاءَ بd،utù:$$خ/ وَصَدَّقَ tûüد=y™ِچكJّ٩$# ﴾ ؛ أي : لم يأت بشعر ؛ فإنه ليس بحق، ولذلك قال :﴿ وَمَا çm"sYôJ¯=tو uچ÷èدe±٩$# وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ﴾ (٤) الآية.
وبيّن معنى ذلك في قوله تعالى :﴿ âن!#uچyè'±٩$#ur يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ uچs؟ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) ِNهk®Xr&ur يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ (٥).
فظهر أن الشعر ليس مبنياً على أصله ؛ ولكنه هيمان على غير تحصيل، وقول لا يصدقه فعل، وهذا مضاد لما جاءت به الشريعة إلا ما استثنى الله تعالى " (٦).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ بَلْ جَاءَ بd،utù:$$خ/ وَصَدَّقَ tûüد=y™ِچكJّ٩$# ﴾ ؛ أي : لم يأت بشعر، فإنه ليس بحق.
(٢) أورده الشاطبي في سياق بيانه : بأن العرب كان لها اعتناء بعلوم ذكرها الناس، فصححت الشريعة منها ما هو صحيح وزادت عليه، وأبطلت ما هو باطل، وبيّنت منافع ما ينفع من ذلك ومضار ما يضر منه، وأن من علومها: ضرب الأمثال. [الموافقات ٢/١١٢-١٢٢].
(٣) سورة الروم : ٥٨.
(٤) سورة يس : ٦٩.
(٥) سورة الشعراء : ٢٢٤-٢٢٦.
(٦) الموافقات ٢/١٢٢.
سورة ص
قال تعالى :﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا y٧"sYù=yèy_ Zpxے‹د=yz فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بd،utù:$$خ/ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد بِمَا نَسُوا يَوْمَ ة>$|، دtù:$# ﴾ (١).
١٨٢/١ قال الشاطبي :" والخامس (٢): أنه اتباع للهوى ؛ لأن العقل إذا لم يكن متَّبعاً للشرع لم يبق له إلا الهوى والشهوة، وأنت تعلم ما في اتباع الهوى وأنه ضلال مبين.
ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا y٧"sYù=yèy_ Zpxے‹د=yz فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بd،utù:$$خ/ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد بِمَا نَسُوا يَوْمَ ة>$|، دtù:$# ﴾ ؛ فحصر الحكم في أمرين لا ثالث لهما عنده، وهو الحق والهوى، وعزل العقل مجرداً، إذ لا يمكن في العادة إلا ذلك.
وقال :﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ $tRحچّ. دŒ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ (٣) ؛ فجعل الأمر محصوراً بين أمرين : اتباع الذكر، واتباع الهوى " (٤).
وقال - في موضع آخر - :" جعل الله اتباع الهوى مضاداً للحق، وعدَّه قسيماً له؛ كما في قوله تعالى :﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا y٧"sYù=yèy_ Zpxے‹د=yz فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بd،utù:$$خ/ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ الآية " (٥).
الدّراسة :
(٢) والخامس؛ أي: الخامس من الأوجه الدالة على أن اتباع البدع خروج عن الصراط. [انظر: الاعتصام ١/٥٧-٦٥].
(٣) سورة الكهف : ٢٨.
(٤) الاعتصام ١/٦٥.
(٥) الموافقات ٢/٢٩٠.
سورة الزمر
قال تعالى :﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ كبد٩$sƒù:$# وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا !$tRqç/حhچs)م‹د٩ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ َOكgsY÷ t/ فِي مَا هُمْ فِيهِ ڑcqàےد=tGّƒs† إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ (١).
١٨٣/١ قال الشاطبي :" والآيات التي قرر فيها حال المشركين في إشراكهم أتى فيها بذكر الضلال ؛ لأن حقيقته أنه خروج عن الصراط المستقيم ؛ لأنهم وضعوا آلهتهم لتقربهم إلى الله زلفى في زعمهم، فقالوا :﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا !$tRqç/حhچs)م‹د٩ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ فوضعوهم موضع من يتوسل به حتى عبدوهم من دون الله، إذ كان أول وضعها فيما ذكر العلماءُ صوراً لقوم يودُّونَهم ويتبركون بهم، ثم عبدت، فأخذتها العرب من غيرها على ذلك القصد (٢)، وذلك هو الضلال المبين"(٣).
الدّراسة :
(٢) يشير إلى ما أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب "وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق" ص٨٧٥، برقم ٤٩٢٠، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال :" صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما وَدُّ : فكانت لكلب بدَوْمَة الجَنْدَل، وأما سُواع : فكانت لهُذيل، وأما يَغُوث : فكانت لمُرادٍ ثم لبني غُطَيْف، بالجُرُف عند سبأ، وأما يَعُوق : فكانت لِهَمْدان، وأما نَسْرٌ : فكانت لِحِمْيَر، لآل ذي الكَلاع ؛ أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسمُّوهم بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم عُبِدت ".
(٣) الاعتصام ١/٢٣٦.
قال تعالى :﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِن اللَّهَ ; سة_xî عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى دnدٹ$t٧دèد٩ uچّےن٣ّ٩$# وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ ٧Oٹد=tو بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ (١).
١٨٤/٢ قال الشاطبي :" قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ ؛ أي: يرض الشكر لكم"(٢).
وقال -في موضع آخر-: " وقوله: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ ؛ أي: يرضى الشكر"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ ؛ أي : يرضى الشكر لكم.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٤).
قال الزجاج: " ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ ؛ معناه: يرضى الشكر؛ لأن قوله: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا ﴾ يَدُلُّ على الشكر"(٥).
وقال القرطبي: "قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ ؛ أي: يرضى الشكر لكم؛ لأن ﴿ تَشْكُرُوا ﴾ يدل عليه"(٦).
وقال النسفي: " ﴿ çm|تِچtƒ ِNن٣s٩ ﴾ ؛ أي: يرض الشكر لكم؛ لأنه سبب فوزكم فيثيبكم عليه بالجنة"(٧).
(٢) المقاصد الشافية ١/١٤٦، ١٤٧.
(٣) المقاصد الشافية ١/٢٧٨.
(٤) نسبه ابن جرير في تفسيره ١٠/٦١٧ إلى أهل التأويل، وانظر: معاني القرآن للزجاج ٤/٣٤٦، إعراب القرآن ٤/٤، الكشاف ٤/٤٥٢، زاد المسير ٧/٤٣، التفسير الكبير ١٣/٢٦/٢١٥، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٥/١٥٤، مدارك التنْزيل ٢/٤٤٨، نظم الدرر ١٦/٤٦٠، فتح القدير ٤/٤٥٢.
(٥) معاني القرآن ٤/٣٤٦.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٨/١٥/١٥٤.
(٧) مدارك التنْزيل ٢/٤٤٨.
قال تعالى :﴿ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا $VJح !$s%ur يَحْذَرُ nouچ½zFy$# وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ tbqكJn=÷ètƒ وَالَّذِينَ لَا tbqكJn=÷ètƒ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (١).
١٨٥/٣ قال الشاطبي (٢): " كقوله تعالى :﴿ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا $VJح !$s%ur يَحْذَرُ nouچ½zFy$# وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ ثم قال :﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ tbqكJn=÷ètƒ وَالَّذِينَ لَا tbqكJn=÷ètƒ ﴾ الآية.
فنسب هذه المحاسن إلى أولي العلم من أجل العلم، لا من أجل غيره " (٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الله تعالى نسب المحاسن المذكورة في قوله :﴿ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا $VJح !$s%ur يَحْذَرُ nouچ½zFy$# وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ إلى أهل العلم من أجل العلم، لا من أجل غيره، كما في قوله :﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ tbqكJn=÷ètƒ وَالَّذِينَ لَا tbqكJn=÷ètƒ ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه بعض المفسرين ؛ كالزمخشري (٤)، والرازي (٥)، والنسفي(٦)، والألوسي (٧).
قال الرازي :" وتقدير الآية :﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ tbqكJn=÷ètƒ ﴾، وهم الذين صفتهم أنهم يقنتون آناء الليل سجداً وقياماً، ﴿ وَالَّذِينَ لَا tbqكJn=÷ètƒ ﴾، وهم الذين صفتهم عند البلاء والخوف يوحدون، وعند الراحة والفراغة يشركون " (٨).
(٢) أورده الشاطبي في سياق بيانه لصفات أهل العلم الذين صار العلم وصفاً لهم فيعملون بمقتضاه [انظر : الموافقات ١/٨٩-٩١].
(٣) الموافقات ١/٩١.
(٤) انظر : الكشاف ٣/٣٤١.
(٥) انظر : التفسير الكبير ١٣/٢٦/٢١٨، ٢١٩.
(٦) انظر : مدارك التنْزيل ٢/٤٤٩.
(٧) انظر : روح المعاني ١٢/٢٣٦.
(٨) التفسير الكبير ١٣/٢٦/٢١٩.
قال تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ د]ƒد‰utù:$# كِتَابًا $Ygخ٦"t±tF-B z'دT$sW¨B تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ كû، ح#s؟ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى حچّ. دŒ اللَّهِ y٧د٩¨sŒ هُدَى اللَّهِ "د‰÷ku‰ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ ب@د=ôزمƒ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ (١).
١٨٦/٤ قال الشاطبي :" وروي أن أصحاب النبي - ﷺ - مَلُّوا مَلَّةً، فقالوا : يا رسول الله، حدثنا؛ فأنزل الله تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ د]ƒد‰utù:$# كِتَابًا $Ygخ٦"t±tF-B ﴾ الآية.
وهو كالنص في الرد عليهم فيما سألوا، وأنه لا ينبغي السؤال إلا فيما يفيد في التعبد لله.
ثم مَلُّوا ملة، فقالوا : حدثنا حديثاً فوق الحديث ودون القرآن ؛ فنَزلت سورة يوسف(٢)" (٣).
وقال - في موضع آخر - :" وقال تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ د]ƒد‰utù:$# كِتَابًا $Ygخ٦"t±tF-B ﴾ ؛ يعني : يشبه بعضه بعضاً، ويصدِّق أوَّلُهُ آخرَهُ، وآخرُهُ أوَّلَهُ، أعني : أوَّله وآخره في النّزول " (٤).
وقال - في موضع ثالث - :" وقال تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ د]ƒد‰utù:$# كِتَابًا $Ygخ٦"t±tF-B z'دT$sW¨B تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ﴾، والذين يخشون ربهم هم العلماء؛ لقوله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ دnدٹ$t٦دم الْعُلَمَاءُ ﴾ (٥) " (٦).
الدّراسة :
تحدث الشاطبي في هذا الموضع عن مسائل :
المسألة الأولى : سبب نزول سورة الزمر، وقد سبقت دراسته في سورة يوسف(٧).
(٢) الحديث : سبق تخريجه، انظر : ص ٥٧٠.
(٣) الموافقات ١/٥٠، وانظر : الموافقات ١/٢٢٨، ٣/٥٢٠.
(٤) الموافقات ٣/٣٠٧.
(٥) سورة فاطر : ٢٨.
(٦) الموافقات ١/٩١.
(٧) انظر : ص ٥٧٠، ١٧١.
قال تعالى :﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (١).
١٨٧/٥ قال الشاطبي :" وترد الترجية - أيضاً - ويتسع مجالها، وذلك في مواطن القنوط ومظنته ؛ كما في قوله تعالى :﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ الآية ؛ فإن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمداً - ﷺ - فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أَلَنا لما عملنا كفارة ؟ فنَزلت (٢).
فهذا موطن خوف يخاف منه القنوط ؛ فجيء فيه بالترجية غالبة " (٣).
(٢) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب قوله :﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ ص٨٤٨، برقم ٤٨١٠، ومسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، ١٠/١١٣، برقم ١٢٢، من حديث ابن عباس - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - بنحوه.
(٣) الموافقات ٤/١٧٠، ١٧١.
قال تعالى :﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ ٤'sAuژô£ys"tƒ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ tûïحچد‚"، ،٩$# ﴾ (١).
١٨٨/٦ قال الشاطبي :" والخامس (٢): قول من زعم أن لله سبحانه وتعالى جنباً، مستدلاً بقوله :﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ ٤'sAuژô£ys"tƒ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾ (٣)، وهذا لا معنى للجنب فيه، لا حقيقة ولا مجازاً ؛ لأن العرب تقول : هذا الأمر يصغر في جنب هذا ؛ أي : هذا يصغر بالإضافة إلى الآخر ؛ فكذلك الآية معناها: يا حسرتا على ما فرطت فيما بيني وبين الله ؛ إذ أضفت تفريطي إلى أمره لي ونهيه إياي"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الاستدلال بقوله :﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ ٤'sAuژô£ys"tƒ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾ على أن لله جنباً باطل ؛ إذ لا معنى للجنب فيه، لا حقيقة ولا مجازاً، وأن معنى الآية: ﴿ ٤'sAuژô£ys"tƒ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾ إذ أضفت تفريطي إلى أمره لي ونهيه إياي.
(٢) والخامس ؛ أي الخامس من الأمثلة التي تدل أن بعض اللغة يعزب عن علم بعض العرب، وأن الواجب السؤال كما سألوا ؛ فيكون على ما كانوا عليه، وإلاّ زل فقال في الشريعة برأيه لا بلسانها. [انظر : الاعتصام ٣/٣٧٠-٣٧٣].
(٣) لم أجد من صرح بهذا القائل، فذكر الدارمي في النقض على المريسي (٢/٨٠٧) بأنه قول مختلق على قوم - كما سيأتي في الدراسة -، ونسبه الرازي في تفسيره ١٤/٢٧/٦ للقائلين بإثبات الأعضاء، ونسبه النيسابوري في غرائب القرآن ٦/١١ إلى بعض أهل التجسيم، وما ذكره الدارمي أقرب للصواب، إذ لم ينسب لأحد بعينه.
(٤) الاعتصام ٣/٣٧٣.
قال تعالى :﴿ ((((( ((((((((( (((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((( ((((((((((( (((((( ((((((((((((( ((((((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( ﴾ (١).
١٨٩/٧ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ ((((( ((((((((( (((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((( ((((((((((( (((((( ((((((((((((( ﴾ الآية، وسبب نزولها ما خرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس، قال :«مَرَّ يهودي بالنبي - ﷺ - فقال له النبي : حدثنا يا يهودي. فقال : كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، وأشار الراوي بخنصره أولاً، ثم تابع حتى بلغ الإبهام ؟ فأنزل الله :﴿ ((((( ((((((((( (((( (((( ((((((((( ﴾ »(٢).
(٢) الحديث : أخرجه الترمذي في جامعه، في كتاب تفسير القرآن، باب : ومن سورة الزمر، ص٧٣٢، برقم ٣٢٤٠، وأحمد في مسنده ٣/٤١، برقم ٢٢٦٧، ٣/٣٠٨، برقم ٢٩٩٠، وابن جرير في تفسيره ١١/٢٥، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه.
قال عنه الترمذي :"هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " [جامع الترمذي : ص٧٣٢]، وقال أحمد شاكر - في رواية المسند - :" إسناده ضعيف ؛ لضعف حسين بن حسن الأشقر " "ولكن الحديث صحيح ؛ لأنه ثابت من غير رواية حسين الأشقر " ثم ذكر رواية الترمذي [المسند ٣/٤١] ولكن في سند رواية حديث الترمذي : عطاء بن السائب، وقد اختلط، قال عنه ابن حجر في التقريب ص٣٩١ "صدوق اختلط" وضعفه الألباني [انظر : ضعيف سنن الترمذي ص ٣٧٣].
سورة فصلت
قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ يژِچyz أَمْ مَنْ 'دAù'tƒ آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ يژچإءt/ ﴾ (١).
١٩٠/١ قال الشاطبي :" وقال عبد الملك بن حبيب (٢)، في قوله :﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ وقوله :﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ (٣)، وقوله :﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ (٤)، إن ذلك منسوخ بقوله :﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ (٥)(٦)، وهذه الآية إنما جاءت في معرض التهديد والوعيد، وهو معنى لا يصح نسخه ؛ فالمراد أن إسناد المشيئة للعباد ليس على ظاهره ؛ بل هي مقيدة بمشيئة الله سبحانه " (٧).
الدّراسة :
(٢) عبد الملك بن حبيب : هو الإمام العلامة أبو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان السلمي العباسي الأندلسي القرطبي المالكي، يرجع نسبه للصحابي العباس بن مرداس، كان فقيه الأندلس وعالمها في زمانه، وكان جمّاعاً للعلم، موصوفاً بالحذق في الفقه، كثير التصانيف، إلا أنه ضعيف في باب الرواية، توفي سنة ٢٣٨هـ، وقيل: ٢٣٩هـ، من كتبه : الواضحة، الناسخ والمنسوخ [انظر : سير أعلام النبلاء ١٢/١٠٢-١٠٧، طبقات المفسرين للداوودي ١/٣٥٣-٣٥٧].
(٣) سورة الكهف : ٢٩.
(٤) سورة التكوير : ٢٨.
(٥) سورة التكوير : ٢٩.
(٦) ذكره عن عبد الملك بن حبيب : مكي بن أبي طالب في الإيضاح ص٤٠١، ٤٠٢، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ ص٢٧٤.
(٧) الموافقات ٣/٣٥٨، ٣٥٩.
قال تعالى :﴿ وَلَوْ çm"sYù=yèy_ $¸R#uنِچè% $w‹دJyfôمr& لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ @'دJyfôم#uن @'د١uچtمur قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدَى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ ¤b%s٣¨B بَعِيدٍ ﴾ (١).
١٩١/٢ قال الشاطبي :" إنه لو لم يكن على ما يعهدون لم يكن عندهم معجزاً(٢)، ولكانوا يخرجون مقتضى التعجيز بقولهم : هذا على غير ما عهدنا، إذ ليس لنا عهد بمثل هذا الكلام ؛ من حيث إن كلامنا معروف مفهوم عندنا، وهذا ليس بمفهوم ولا معروف ؛ فلم تقم الحجة عليهم به، ولذلك قال سبحانه :﴿ وَلَوْ çm"sYù=yèy_ $¸R#uنِچè% $w‹دJyfôمr& لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ @'دJyfôم#uن @'د١uچtمur ﴾ ؛ فجعل الحجة على فرض كون القرآن أعجمياً " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" وقال تعالى :﴿ وَلَوْ çm"sYù=yèy_ $¸R#uنِچè% $w‹دJyfôمr& لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ @'دJyfôم#uن @'د١uچtمur ﴾ وقد علم أنهم لم يقولوا شيئاً من ذلك ؛ فدل على أنه عندهم عربي، وإذا ثبت هذا ؛ فقد كانوا فهموا معنى ألفاظه من حيث هو عربي فقط، وإن لم يتفقوا على فهم المراد منه ؛ فلا يشترط في ظاهره زيادة على الجريان على اللسان العربي.
فإذاً كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي ؛ فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به، ومن ادَّعى فيه ذلك ؛ فهو في دعواه مبطل " (٤).
الدّراسة :
(٢) يعني القرآن.
(٣) الموافقات ٢/١١١، ١١٢.
(٤) الموافقات ٤/٢٢٤، ٢٢٥.
قال تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ ¾دmإ، ّےuZد=sù وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا y٧ڑ/u' بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ (١).
١٩٢/٣ قال الشاطبي :" نتائج الأعمال راجعة إلى العباد مع أنها خلق الله، فإنها مصالح أو مفاسد تعود عليهم، كما في حديث أبي ذر (٢) :" إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها " (٣)، وأصله في القرآن :﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ ¾دmإ، ّےuZد=sù ﴾ " (٤).
وقال - في موضع آخر - :" قال تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ ¾دmإ، ّےuZد=sù وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ وذلك عام في أعمال الدنيا والآخرة " (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ ¾دmإ، ّےuZد=sù وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ ؛ يدل على أن نتائج أعمال العباد راجعة إليهم، وأن هذا عام في أعمال الدنيا والآخرة.
(٢) أبو ذر : هو الصحابي الجليل أبو ذر جُندب بن جُنادة الغفاري، مختلف في اسمه واسم أبيه، من السابقين الأولين إلى الإسلام، لما أسلم رجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، فلم يهاجر حتى ذهبت بدر وأحد والخندق، وصحب النبي - ﷺ - حتى مات، كان مشهوراً بالزهد، ومناقبه كثيرة، توفي سنة ٣٢هـ، وقيل غير ذلك [انظر : أسد الغابة ١/٣٥٧، ٣٥٨، الإصابة ٤/٧/٦٠-٦٣، تهذيب التهذيب ١٢/٩٨، ٩٩].
(٣) الحديث : جزء من حديث قدسي، أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم ٤/١٩٩٤، ١٩٩٥، برقم ٢٥٧٧، بلفظه.
(٤) الموافقات ١/٣٥٧.
(٥) الموافقات ٢/٣٢٠.
سورة الشورى
قال تعالى :﴿ تَكَادُ كN¨uq"yJ، ،٩$# يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ د‰ôJut؟٢ ِNخkحh٥u' وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (١).
١٩٣/١ قال الشاطبي :" وقال وَهْب بن مُنَبِّه (٢) في قوله :﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾ نسختها الآية التي في غافر :﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ (٣)(٤).
وهذا معناه أن آية غافر مُبَيِّنَة لآية الشورى ؛ إذ هو خبر محض، والأخبار لا نسخ فيها " (٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول وَهْب بن مُنَبِّه في قوله :﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾ نسختها الآية التي في غافر ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ ؛ بأن مراده بالنسخ هو البيان ؛ أي : أن آية غافر مُبَيِّنَة لآية الشورى.
وما ذهب إليه الشاطبي من توجيه قول وهب بأن مراده بالنسخ هو البيان ؛ ذهب إليه بعض المفسرين ؛ كالنحاس (٦).
ويؤيد ما ذهب إليه الشاطبي ما يلي :
(٢) وهب بن منبه : هو الإمام العلامة الأخباري القصصي أبو عبد الله وَهْب بن مُنَبِّه بن كامل اليماني الذِّماري الصنعاني، من أحبار علماء التابعين، وكان كثير النقل من كتب الإسرائيليات، توفي سنة ١١٤هـ، وقيل غير ذلك [انظر : سير أعلام النبلاء ٤/٥٤٤-٥٥٧، ميزان الاعتدال ٤/٣٥٢، ٣٥٣، تهذيب التهذيب ١١/١٤٧، ١٤٨].
(٣) سورة غافر : ٧.
(٤) الأثر : أخرجه عن وهب بن منبه : النحاس في الناسخ والمنسوخ ص٢١٥، وحكاه عنه : السمرقندي في بحر العلوم ٣/١٩١، ومكي في الإيضاح ص٣٩٩، وابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه ص٥٠١، والقرطبي في تفسيره ٨/١٦/٥.
(٥) الموافقات ٣/٣٥٦.
(٦) انظر : الناسخ والمنسوخ ص٢١٥.
قال تعالى :﴿ فَاطِرُ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ $[_¨urّ-r& وَمِنَ الْأَنْعَامِ $[_¨urّ-r& يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ ¾دmد=÷WدJx. شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ مژچإءt٧ّ٩$# ﴾ (١).
١٩٤/٢ قال الشاطبي :" الكاف تأتي زائدة لمعنى التوكيد في كلام العرب، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ ¾دmد=÷WدJx. شَيْءٌ ﴾ ؛ لأن المعنى: ليس مِثْلَه شيء، ولا يجوز أن تكون هنا غير زائدة؛ لأنه يؤدي معنى إثبات مثل ينفى عنه المثل، وذلك محال مَبْنيٌ على محال آخر"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الكاف في قوله تعالى :﴿ لَيْسَ ¾دmد=÷WدJx. شَيْءٌ ﴾ زائدة للتوكيد.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين ؛ كابن قتيبة (٣)، وابن جرير(٤)، والزجاج(٥)، والنحاس(٦)، والواحدي (٧)، وابن عطية (٨)، وابن الأنباري (٩)، والعكبري(١٠)، والثعالبي(١١)، وغيرهم(١٢).
وهو المشهور عند أهل المعاني(١٣)، وهو أحد الوجوه الواردة في الآية.
ودليلهم أن هذا وارد في لغة العرب.
(٢) المقاصد الشافية ٢/٢٥١.
(٣) انظر: تأويل مشكل القرآن ص٢٥٠.
(٤) انظر: جامع البيان ١١/١٣٣.
(٥) انظر: معاني القرآن ٤/٣٩٥.
(٦) انظر: معاني القرآن الكريم ٦/٢٩٧.
(٧) انظر: الوسيط ٤/٤٥، الوجيز ٢/٩٦١.
(٨) انظر: المحرر الوجيز ٥/٢٨.
(٩) انظر: البيان في غريب إعراب القرآن ٢/٣٤٥.
(١٠) انظر: إملاء ما مَن به الرحمن ص٤٦٦.
(١١) انظر: الجواهر الحسان ٣/١٢٤.
(١٢) انظر: شرح الطحاوية ص١٤٠، تفسير الجلالين ٤/٥٦، ٥٧، حاشية محيي الدين زادة ٧/٤٠٩، ٤١٠.
(١٣) نسبه السمرقندي في تفسيره ٣/١٩٢لأهل اللغة، وابن جزي في تفسيره ٢/٢٩٩، لكثير من الناس، وذكر السمين الحلبي في تفسيره ٩/٥٤٣ بأنه مشهور عند المعربين.
قال تعالى :﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ ٧pt٦ٹإء-B فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ (١).
١٩٥/٣ قال الشاطبي :" المصائب النازلة بالإنسان بسبب ذنوبه ؛ لقوله :﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ ٧pt٦ٹإء-B فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن المصائب النازلة بالإنسان بسبب ذنوبه ؛ لقوله تعالى :﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ ٧pt٦ٹإء-B فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٣).
وظاهر هذه الآية يدل على ذلك، كما تدل عليه النصوص الشرعية، ومنها :
قوله تعالى :﴿ مَنْ يَعْمَلْ #[نûqك™ u"ّgن† بِهِ ﴾ (٤).
وقوله :﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ $sYّے|،yz بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ $sYّ%uچّîr& وَمَا كَانَ اللَّهُ َOكgyJد=ّàu‹د٩ وَلَكِنْ (#ûqçR%ں٢ أَنْفُسَهُمْ ڑcqكJد=ّàtƒ ﴾ (٥).
قال ابن جزي :" ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ ٧pt٦ٹإء-B فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ المعنى : أن المصائب التي تصيب الناس في أنفسهم وأموالهم إنما هي بسبب الذنوب " (٦).
(٢) الموافقات ٢/٣٢١.
(٣) انظر : جامع البيان ١١/١٥٠، بحر العلوم ٣/١٩٦، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٦/٢٢، مدارك التنْزيل ٢/٥١٢، التسهيل ٢/٣٠٣، البحر المحيط ٧/٤٩٦، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/١٢٥، أنوار التنْزيل ٢/٣٦٤، تفسير الجلالين ٤/٦٦، ٦٧، فتح القدير ٤/٥٣٨، محاسن التأويل ٦/١١٧، تيسير الكريم الرحمن ٦/٦١٨.
(٤) سورة النساء : ١٢٣.
(٥) سورة العنكبوت : ٤٠.
(٦) التسهيل ٢/٣٠٣.
سورة الزخرف
قال تعالى :﴿ أَمْ ِNكg"sY÷ s؟#uن كِتَابًا مِنْ ¾د&ح#ِ٧s% فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ (#ûqن٩$s% إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى Nدdحچ"rO#uن tbrك‰tGôg-B (٢٢) y٧د٩¨x‹x.ur مَا أَرْسَلْنَا مِنْ y٧د=ِ٧s% فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى Nدdحچ"rO#uن ڑcrك‰tFّ)-B (٢٣) * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ (#ûqن٩$s% إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾ (١).
١٩٦/١ قال الشاطبي :" وقال الله تعالى :﴿ أَمْ ِNكg"sY÷ s؟#uن كِتَابًا مِنْ ¾د&ح#ِ٧s% فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ (#ûqن٩$s% إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى Nدdحچ"rO#uن tbrك‰tGôg-B ﴾ فرجعوا عن جواب ما ألزموا إلى التقليد، فقال تعالى :﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ ﴾ فأجابوا بمجرد الإنكار ؛ ركوناً إلى ما ذكروا من التقليد، لا بجواب السؤال.
فكذلك كانوا مع النبي - ﷺ -، فأنكروا ما توقعوا معه زوال ما بأيديهم ؛ لأنه خرج عن معتادهم، وأتى بخلاف ما كانوا عليه من كفرهم وضلالهم " (٢).
وقال - في موضع آخر - :" والمبتدع هو المخترع، أو المستدل على صحة ذلك الاختراع، وسواء علينا أكان ذلك الاستدلال من قبيل الخاص بالناظرين في العلم، أم كان من قبيل الاستدلال العاميِّ؛ فإن الله سبحانه ذم أقواماً قالوا :﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى Nدdحچ"rO#uن tbrك‰tGôg-B ﴾، فكأنهم استندوا إلى دليل جُمْليّ،
(٢) الاعتصام ١/٧.
سورة الجاثية
قال تعالى :﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى ¾دnخژ|اt/ غِشَاوَةً فَمَنْ دmƒد‰÷ku‰ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا tbrمچھ.x‹s؟ ﴾ (١).
١٩٧/١ قال الشاطبي :" وقال :﴿ |M÷ƒuنuچsùr& مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى ¾دnخژ|اt/ غِشَاوَةً فَمَنْ دmƒد‰÷ku‰ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ﴾ ؛ أي : لا يهديه دون الله شيء، وذلك بالشرع لا بغيره، وهو الهدى " (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ فَمَنْ دmƒد‰÷ku‰ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ﴾ ؛ أي : لا يهديه دون الله شيء.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه كثير من المفسرين (٣).
وهو ما يدل عليه ظاهر الآية، كما يدل عليه -أيضاً- الآيات الأخرى؛ كقوله تعالى: ﴿ مَنْ ب@د=ôزمƒ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ﴾ (٤)، وقوله :﴿ وَمَنْ ِ@د=ôزمƒ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ $w‹د٩ur مُرْشِدًا ﴾ (٥).
(٢) الاعتصام ١/٦٧.
(٣) انظر : جامع البيان ١١/٢٦٣، بحر العلوم ٣/٢٦٦، معالم التنْزيل ٧/٢٤٥، المحرر الوجيز ٥/٨٧، التفسير الكبير ١٤/٢٧/٢٣١، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٦/١١٢، مدارك التنْزيل ٢/٥٤٦، التسهيل ٢/٣٢٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/١٦٢، أنوار التنْزيل ٢/٣٨٩، نظم الدرر ١٨/٩٧، تفسير الجلالين ٤/١٢٠، فتح القدير ٥/٩، روح المعاني ١٣/١٥٠، محاسن التأويل ٦/٢٢٢، تيسير الكريم الرحمن ٧/٢٩.
(٤) سورة الأعراف : ١٨٦.
(٥) سورة الكهف : ١٧.
سورة الأحقاف
قال تعالى :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا "ح'ôٹr& مَا يُفْعَلُ 'د١ وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ×ûüخ٧-B ﴾ (١).
١٩٨/١ قال الشاطبي :" وقوله تعالى :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ ؛ أي: ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله تعالى إلى العباد ؛ بل تقدمني كثير من الرسل"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله تعالى :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ ؛ أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله تعالى إلى العباد.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٣).
قال ابن كثير :" وقوله تبارك وتعالى :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ ؛ أي : لست بأول رسول طرق العالمَ، بل قد جاءت الرسل من قبلي، فما أنا بالأمر الذي لا نظير له حتى تستنكروني وتستبعدون بعثتي إليكم ؛ فإنه قد أرسل الله - جل وعلا - قبلي جميع الأنبياء إلى الأمم.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد وقتادة :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ : ما أنا بأول رسول، ولم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم غير ذلك"(٤).
(٢) الاعتصام ١/٤١.
(٣) نسبه ابن جرير في تفسيره ١١/٢٧٥ إلى أهل التأويل، وانظر : جامع البيان ١١/٢٧٥، النكت والعيون ٥/٢٧٢، معالم التنْزيل ٧/٢٥٢، المحرر الوجيز ٥/٩٣، زاد المسير ٧/١٧٠، التفسير الكبير ١٤/٢٨/٧، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٦/١٢٣، مدارك التنْزيل ٢/٥٥١، التسهيل ٢/٣٣٢، البحر المحيط ٨/٥٧، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/١٦٧، تفسير الجلالين ٤/١٢٨، فتح القدير ٥/١٥، روح المعاني ١٣/١٦٦، محاسن التأويل ٦/٢٣٢، تيسير الكريم الرحمن ٧/٤٢، أضواء البيان ٧/٣٧٧.
(٤) تفسير القرآن العظيم ٤/١٦٧.
قال تعالى :﴿ وَيَوْمَ قعuچ÷èمƒ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي â/ن٣د؟$uٹxm الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ tb÷ru"ّgéB عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ tbrمژة٩ُ٣tGَ،n@ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ بd،utù:$# وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ (١).
١٩٩/٢ قال الشاطبي :" ألا ترى أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لبعض من توسع في الدنيا من أهل الإيمان : أين تذهب بكم هذه الآية :﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي â/ن٣د؟$uٹxm الدُّنْيَا ﴾ ؟ وكان هو يعتبر نفسه بها (٢)، وإنما أنزلت في الكفار ؛ لقوله :﴿ وَيَوْمَ قعuچ÷èمƒ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ ﴾ الآية " (٣).
وقال - في موضع آخر - :" ولا يدخل الاستعمال المباح في قوله تعالى :﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي â/ن٣د؟$uٹxm الدُّنْيَا ﴾ ؛ لأن المراد به الإسراف الخارج عن حد المباح ؛ بدليل ما تقدم(٤)"(٥).
الدّراسة :
تحدث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي â/ن٣د؟$uٹxm الدُّنْيَا ﴾ نزلت في الكفار.
(٢) الأثر : سبق تخريجه، انظر : ص١٣٨، ١٣٩.
(٣) الموافقات ٤/٢٤٤، ٢٤٥، وانظر : الاعتصام ٣/٢٩٣.
(٤) يعني قوله :"وقد كان النبي - ﷺ - يأكل الطيب إذا وجده، وكان يحب الحلواء والعسل، ويعجبه لحم الذِّراع، ويستعذب له الماء " [الاعتصام ٢/٢٢٧].
(٥) الاعتصام ٢/٢٢٨.
قال تعالى :﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ حچّBr'خ/ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا #"uچمƒ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ y٧د٩¨x‹x. "ح"ّgwU الْقَوْمَ tûüدBحچôfكJّ٩$# ﴾ (١).
٢٠٠/٣ قال الشاطبي :" فإن قوله :﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ حچّBr'خ/ رَبِّهَا ﴾ لم يقصد به أنها تدمر السموات والأرض والجبال، ولا المياه ولا غيرها مما هو في معناها، وإنما المقصود تدمر كل شيء مرت عليه مما شأنها أن تؤثر فيه على الجملة؛ ولذلك قال: ﴿ فَأَصْبَحُوا لَا #"uچمƒ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ y٧د٩¨x‹x. "ح"ّgwU الْقَوْمَ tûüدBحچôfكJّ٩$# ﴾ "(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ حچّBr'خ/ رَبِّهَا ﴾ لم يقصد به أن الريح تدمر السموات والأرض والجبال، ولا المياه ولا غيرها مما هو في معناها، وإنما المقصود تدمر كل شيء مرت عليه مما شأنها أن تؤثر فيه على الجملة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين (٣).
ويدل عليه قوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحُوا لَا #"uچمƒ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ﴾ فلم تدمر مساكنهم.
وقوله تعالى :﴿ وَلَمَّا جَاءَ $tRقگِDr& $sYّٹ¯gwU هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ ٧pyJômuچخ/ مِنَّا Nكg"sYّٹ¯gwUur مِنْ عَذَابٍ ٧لٹد=xî ﴾ (٤)، فلم تهلك هوداً والذين آمنوا معه.
(٢) الموافقات ٤/٢١.
(٣) انظر : جامع البيان ١١/٢٩٤، معالم التنْزيل ٧/٢٦٣، الكشاف ٣/٤٤٨، المحرر الوجيز ٥/١٠٢، زاد المسير ٧/١٧٨، التفسير الكبير ١٤/٢٨/٢٤، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٦/١٣٧، مدارك التنْزيل ٢/٥٥٦، التسهيل ٢/٣٣٦، البحر المحيط ٨/٦٤، بدائع التفسير ٤/١٥٥، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/١٧٣، أنوار التنْزيل ٢/٣٩٦، نظم الدرر ١٨/١٦٩، تفسير الجلالين ٤/١٣٥، فتح القدير ٥/٢٣، روح المعاني ١٣/١٨٣، محاسن التأويل ٦/٢٣٩، تيسير الكريم الرحمن ٧/٥٤.
(٤) سورة هود : ٥٨.
سورة محمد
قال تعالى :﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا z>ِژ|طsù ة>$s%حhچ٩$# #س®Lxm إِذَا َOèdqكJçFZsƒùRr& فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ٤س®Lxm تَضَعَ ـ>ِچutù:$# أَوْزَارَهَا y٧د٩¨sŒ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ (١).
٢٠١/١ قال الشاطبي :" قوله تعالى: ﴿ #س®Lxm إِذَا َOèdqكJçFZsƒùRr& فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ﴾ ؛ تقديره: فإما تمنون مناً، وإما تفدون فداءً"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ﴾ تقديره: فإما تمنون مناً، وإما تفدون فداءً.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٣).
قال أبو حيان: " وانتصب ﴿ مَنًّا ﴾ و ﴿ فِدَاءً ﴾ بإضمار فعل يقدر من لفظهما؛ أي: فإما تمنون مناً، وإما تفدون فداءً"(٤).
وقال الألوسي: " ﴿ $¨Bخ*sù $CZtB ك‰÷èt/ $¨Bخ)ur ¹ن!#y‰دù ﴾ ؛ أي: فإما تمنون مناً، وإما تفدون فداءً"(٥).
(٢) المقاصد الشافية ١/٢٤٣.
(٣) انظر : معاني القرآن للفراء ٢/٣٤٦، الوسيط ٤/١١٩، معالم التنْزيل ٧/٢٧٨، الكشاف ٣/٤٥٣، المحرر الوجيز ٥/١١٠، زاد المسير ٧/١٨٦، التفسير الكبير ١٤/٢٨/٣٩، إملاء ما مَن به الرحمن ص٤٧٩، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٦/١٥٠، مدارك التنْزيل ٢/٥٦١، البحر المحيط ٨/٧٥، أنوار التنْزيل ٢/٤٠١، الجواهر الحسان ٣/١٨٤، الفتوحات الإلهية ٤/٧/١٨٨، فتح القدير ٥/٣٠، روح المعاني ١٣/١٩٦، محاسن التأويل ٦/٢٥١، التحرير والتنوير ٢٦/٦٨.
(٤) البحر المحيط ٨/٧٥.
(٥) روح المعاني ١٣/١٩٦.
قال تعالى :﴿ مَثَلُ دp¨Ypgù:$# الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ ِژ£چtَtGtƒ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ tûüخ/حچ"¤±=دj٩ وَأَنْهَارٌ مِنْ ٥@|،tم 'y"|ء-B وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ دN¨uچyJ¨V٩$# ×ouچدےَّtBur مِنْ ِNخkحh٥
' كَمَنْ هُوَ س$ح#"yz فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾
(١).
٢٠٢/٢ قال الشاطبي(٢): " وقال تعالى: ﴿ مَثَلُ دp¨Ypgù:$# الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ ﴾ الآية، فقوله: ﴿ مَثَلُ دp¨Ypgù:$# ﴾ يقتضي المثل لا المُمَثَّل، كما قال تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ (٣)، ولكن لما كان المقصود الممثّل جاء به بعينه"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ مَثَلُ دp¨Ypgù:$# ﴾ يقتضي المثل لا المُمَثَّل، ولكن لما كان المقصود الممثّل جاء به بعينه.
(٢) أورده في سياق بيانه بأن العرب لا تلتزم مطابقة السؤال الجواب في اللفظ إذا فهم المعنى، وأن هذا المثال مما جاء غير مطابق في الظاهر، وهو في المعنى مطابق. [انظر: الاعتصام ٣/٣٤٧، ٣٤٨].
(٣) سورة البقرة : ١٧.
(٤) الاعتصام ٣/٣٤٨.
سورة الحجرات
قال تعالى :﴿ (#ûqكJn=÷و$#ur أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ |=٧xm إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ¼çmuZƒy-ur فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ uچّےن٣ّ٩$# وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ ڑcrك‰د©¨
چ٩$# ﴾
(١).
٢٠٣/١ قال الشاطبي :" والدليل على صحة الأخذ بالرفق والتيسير، وأنه الأولى والأحرى - وإن كان الدوام على العمل أيضاً مطلوباً -؛ عتيد(٢) في الكتاب والسنة، كقوله تعالى: ﴿ (#ûqكJn=÷و$#ur أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ﴾ على قول طائفة من المفسرين: بأن الكثير من الأمر واقع في التكاليف الإسلامية.
ومعنى ﴿ لَعَنِتُّمْ ﴾ لحرجتم، ولدخلت عليكم المشقة، ودين الله لا حرج فيه، ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ |=٧xm إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ﴾ ؛ بالتسهيل والتيسير، ﴿ ¼çmuZ
ƒy-ur فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ الآية"(٣).
وقال - في موضع آخر - :"فإن الله وضع هذه الشريعة المباركة حنيفية سمحة سهلة، حفظ فيها على الخلق قلوبهم، وحببها لهم بذلك، فلو عملوا على خلاف السماح والسهولة ؛ لدخل عليهم فيما كلفوا به ما لا تخلص به أعمالهم، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿ (#ûqكJn=÷و$#ur أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ﴾ إلى آخرها ؛
فقد أخبرت الآية أن الله حبب إلينا الإيمان بتيسيره وتسهيله، وزينه في قلوبنا بذلك، وبالوعد الصادق بالجزاء عليه " (٤).
الدّراسة :
تحدث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
(٢) عتيد أي : حاضر مهيأ [انظر: القاموس المحيط ص٣٧٩]، ومعنى كلامه: أن الدليل حاضر مهيأ في الكتاب والسنة على صحة الأخذ بالرفق والتيسير.
(٣) الاعتصام ٢/١٤٠، ١٤١.
(٤) الموافقات ٢/٢٣٣.
سورة ق
قال تعالى :﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ $yg"sYّ‹t^t/ $yg"¨Y
ƒy-ur وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾
(١).
٢٠٤/١ قال الشاطبي :" تفسير قوله: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ $yg"sYّ‹t^t/ $yg"¨Yƒy-ur ﴾ الآية، بعلم الهيئة الذي ليس تحته عمل ؛ غير سائغ، ولأن ذلك من قبيل ما لا تعرفه العرب، والقرآن إنما نزل بلسانها وعلى معهودها" (٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن تفسير قوله :﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ $yg"sYّ‹t^t/ $yg"¨Yƒy-ur وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ بعلم الهيئة الذي ليس تحته عمل ؛ غير سائغ، ولأن ذلك من قبيل ما لا تعرفه العرب، والقرآن إنما نزل بلسانها وعلى معهودها.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ يؤيده أن عامة المفسرين فسروا الآية بما تدل عليه الآيات الأخرى، وبما هو معروف عند العرب مما هو ظاهر، دون الرجوع إلى علم الهيئة.
فذكروا من بنائها بأنها بلا عمد، وأن الله زينها بالكواكب، وأنها سالمة من كل عيب(٣).
قال ابن جرير :" وقوله: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ $yg"sYّ‹t^t/ ﴾ يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت المنكرون قدرتنا على إحيائهم بعد بلائهم ﴿ إِلَى
دن!$yJ، ،٩$# فَوْقَهُمْ كَيْفَ $yg"sYّ‹t^t/ ﴾ فسوّيناها سقفاً محفوظاً، وزيناها بالنجوم.
(٢) الموافقات ١/٥٩.
(٣) انظر : جامع البيان ١١/٤٠٩، معاني القرآن للزجاج ٥/٤٢، بحر العلوم ٣/٢٦٩، معالم التنْزيل ٧/٣٢٧، مدارك التنْزيل ٢/٥٩١، البحر المحيط ٨/١٢١، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/٢٣٧، ٢٣٨، أنوار التنْزيل ٢/٤٢٠، ٤٢١، نظم الدرر ١٨/٤٠٨، ٤٠٩، تفسير الجلالين ٤/١٩٧، فتح القدير ٥/٧٢، روح المعاني ١٣/٣٢٥، ٣٢٦، محاسن التأويل ٦/٣١٨، تيسير الكريم الرحمن ٧/١٤٧، أضواء البيان ٧/٦٤٤.
سورة الذاريات
قال تعالى :﴿ وَمَا خَلَقْتُ £`إgù:$# وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ (١).
٢٠٥/١ قال الشاطبي :" المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه ؛ حتى يكون عبداً لله اختياراً، كما هو عبد لله اضطراراً.
والدليل على ذلك أمور :
أحدها : النص الصريح الدال على أن العباد خلقوا للتعبد لله، والدخول تحت أمره ونهيه ؛ كقوله تعالى :﴿ وَمَا خَلَقْتُ £`إgù:$# وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ "(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمَا خَلَقْتُ £`إgù:$# وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ ؛ يدل على أن العباد خلقوا للتعبد لله، والدخول تحت أمره ونهيه.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين (٣).
وتدل عليه النصوص الشرعية، كقوله تعالى: ﴿ وَمَا (#ےrقگةDé& إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ tûüإءد=ّƒèرحمه الله لَهُ الدِّينَ ﴾ (٤)، وقوله: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ (٥).
(٢) الموافقات ٢/٢٨٩، ٢٩٠.
(٣) انظر : جامع البيان ١١/٤٧٦، معاني القرآن للزجاج ٥/٥٨، بحر العلوم ٣/٣٨٠، النكت والعيون ٥/٣٧٥، التفسير الكبير ١٤/٢٨/١٩٨، مجموع الفتاوى ٨/٥١-٥٦، ١٨٦-١٩٠، التسهيل ٢/٣٧٤، البحر المحيط ٨/١٤١، بدائع التفسير ٤/٣٩٢، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/٢٥٥، أنوار التنْزيل ٢/٤٣٢، نظم الدرر ١٨/٤٨٠، ٤٨١، محاسن التأويل ٦/٣٤٩، تيسير الكريم الرحمن ٧/١٨١، أضواء البيان ٧/٦٧٣-٦٧٧، دفع إيهام الاضطراب ص١٥٩.
(٤) سورة البينة : ٥.
(٥) سورة القيامة : ٣٦.
سورة الطور
قال تعالى :﴿ وَإِنْ (#÷ruچtƒ كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ﴾ (١).
٢٠٦/١ قال الشاطبي :" ومثله (٢) في الفحش من تسمّى بالكِسْف(٣)، ثم زعم أنه المراد بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ (#÷ruچtƒ كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ ﴾ الآية؛ فأي معنى يكون للآية على زعمه الفاسد؟ كما تقول : وإن يروا رجلاً من السماء ساقطاً يقولوا: سحاب مركوم - تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قول من تسمّى بالكسف وزعم أنه المراد بقوله :﴿ وَإِنْ (#÷ruچtƒ كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ﴾ ؛ أن قوله باطل وفاسد ؛ لأنه منافٍ لمعنى الآية.
(٢) ومثله : أي ومثل قول بيان بن سمعان في الفحش حيث زعم أنه المراد بقوله: ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ ﴾.
وقد أورد الشاطبي هذا الموضع في سياق حديثه: بأن كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي؛ فليس من علوم القرآن، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به، ومن ادعى ذلك فهو في دعواه مبطل، ثم ذكر هذا المثال. [انظر: الموافقات ٤/٢٢٤، ٢٢٥].
(٣) من تسمَّى بالكسف: هو أبو منصور العجلي، وإليه تنسب فرقة المنصورية، وهي فرقة من فرق الشيعة الغالية، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر، فلّما تبرأ منه الباقر وطرده، زعم أنه هو الإمام، ودعا الناس إلى نفسه، وله مزاعم كفرية خبيثة كزعمه أنه عرج به إلى السماء، وأن الله أمره بالتبليغ عنه، وكفره بالجنة والنار، واستحلال المحرمات، وأنه الكسف المذكور في سورة الطور، وقتله يوسف بن عمر الثقفي والي العراق في أيام هشام بن عبد الملك [انظر: مقالات: الأشعريين ١/٧٤، ٧٥، الملل والنحل ص١٨١-١٨٣].
(٤) الموافقات ٤/٢٢٥.
سورة النجم
قال تعالى :﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (١).
٢٠٧/١ قال الشاطبي :" وقال: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ فقد حصر الأمر في شيئين : الوحي - وهو الشريعة -، والهوى؛ فلا ثالث لهما، وإذا كان كذلك ؛ فهما متضادان، وحين تعين الحق في الوحي توجه للهوى ضده؛ فاتباع الهوى مضاد للحق "(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الوحي في قوله تعالى :﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ هو الشريعة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ من حيث إن هذا الوحي يشمل الدين والشريعة في الكتاب والسنة.
وممن ذهب إليه : البغوي(٣)، وابن القيم(٤)، وابن كثير(٥)، والصاوي(٦)، والشوكاني(٧)، والسعدي(٨).
وذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد به القرآن(٩).
ونسبه ابن جرير لأهل التأويل(١٠)، وحكى ابن عطية الإجماع عليه(١١).
(٢) الموافقات ٢/٢٩١.
(٣) انظر: معالم التنْزيل ٧/٤٠٠.
(٤) انظر: بدائع التفسير ٤/٢٧٦، ٢٧٧.
(٥) انظر: تفسير القرآن العظيم ٤/٢٦٤.
(٦) انظر : حاشية الصاوي ٤/٢٣١.
(٧) انظر: فتح القدير ٥/١٠٥.
(٨) انظر : تيسير الكريم الرحمن ٧/٢٠٤.
(٩) انظر : جامع البيان ١١/٥٠٤، بحر العلوم ٣/٢٨٨، المحرر الوجيز ٥/١٩٦، زاد المسير ٧/٧٠١، ٧٠٢، الجامع لأحكام القرآن ٩/١٧/٥٧، مدارك التنْزيل ٢/٦١٢، التسهيل ٢/٣٨٠، روح المعاني ١٤/٤٦، ٤٧، محاسن التأويل ٦/٣٥٩.
(١٠) انظر: جامع البيان ١١/٥٠٤.
(١١) انظر: المحرر الوجيز ٥/١٩٦، الإجماع في التفسير ص٣٩٦، ٦٩٧.
قال تعالى :﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا tAu"Rr& اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ مNخkحh٥' الْهُدَى (٢٣) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ نouچ½zFy$# وَالْأُولَى (٢٥) * وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي دN¨uq"yJ، ،٩$# لَا سة_َّè؟ شَفَاعَتُهُمْ $¸"ّ‹x© إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ دouچ½zFy$$خ/ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (٢٧) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا سة_َّمƒ مِنَ بd،utù:$# $Z"ّ‹x© ﴾ (١).
٢٠٨/٢ قال الشاطبي :" وربما احتج طائفة من نابغة المبتدعة على رد الأحاديث بأنها إنما تفيد الظن، وقد ذم الظن في القرآن ؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ﴾ وقال: ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا سة_َّمƒ مِنَ بd،utù:$# $Z"ّ‹x© ﴾ وما جاء في معناه حتى أحلّوا أشياء مما حرمها الله تعالى على لسان نبيه - ﷺ -، وليس تحريمها في القرآن نصاً، وإنما قصدوا بذلك أن يثبت لهم من أنظار عقولهم ما استحسنوا(٢).
(٢) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ٤/١٥٧، الجامع لأحكام القرآن ٨/١٦/٢١٧.
قال تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٣"uچ÷èدe±٩$# ﴾ (١).
٢٠٩/٣ قال الشاطبي(٢): " قوله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٣"uچ÷èدe±٩$# ﴾ ؛ فعيِّن هذا الكوكب لكون العرب عبدته، وهم خزاعة (٣)، ابتدع ذلك لهم أبو كبشة (٤)، ولم تعبد العرب من الكواكب غيرها ؛ فلذلك عينت "(٥).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الله تعالى عيّن كوكب الشِّعرى في قوله: ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٣"uچ÷èدe±٩$# ﴾ ؛ لكون العرب عبدته.
(٢) أورد الشاطبي هذا المثال ؛ لبيان أن معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنْزيل ؛ يعين على فهم القرآن [انظر: الموافقات ٤/١٥٤، ١٥٥].
(٣) خزاعة : هم بنو عمرو بن عامر من اليمن، وقيل هم بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة، وقيل هم بنو حارثة بن عمرو بن عامر، سُمِّيت خزاعة ؛ لأنهم تخزعوا (تأخروا وانقطعوا) من ولد عمرو بن عامر حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام فنَزلوا بمرّ الظهران فأقاموا بها [انظر: السيرة النبوية ١/٩٤].
(٤) أبو كبشة : رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأصنام فعبد الشِّعرى، قيل بأن اسمه وجز بن عامر بن غالب، وقيل غير ذلك [انظر: المحرر الوجيز ٥/٢٠٨، لسان العرب ٦/٣٣٨، فتح الباري ١/٤٠، روح المعاني ١٤/٦٩، التحرير والتنوير ٢٧/١٥١].
(٥) الموافقات ٤/١٥٥.
سورة القمر
قال تعالى :﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ uچs)y™ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ çm"sYّ)n=yz بِقَدَرٍ ﴾ (١).
٢١٠/١ قال الشاطبي(٢): " نقل المفسرون أن قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ uچs)y™ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ çm"sYّ)n=yz بِقَدَرٍ ﴾ نزل في أهل القدر فروى عبد بن حميد(٣) عن أبي هريرة ؛ قال: جاء مشركو قريش إلى النبي - ﷺ - يخاصمونه في القدر ؛ فنَزلت الآية (٤).
وروي عن مجاهد وغيره : أنها نزلت في المكذبين بالقدر (٥).
(٢) أورده الشاطبي في سياق حديثه عن افتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، وأنه لا ينبغي للراسخ في العلم أن يقول: هؤلاء الفرق هم بنو فلان وبنو فلان، وإن كان يعرفهم بعلاماتهم بحسب اجتهاده ؛ إلا في موضعين: أحدهما: حيث نبّه الشرع على تعيينهم كالخوارج، ثم ذكر قوله هذا في نهاية هذا الموضع: بأن الآية إن صح نزولها في أهل القدر ؛ فإن هذا دليل على تعيينها كالخوارج. [انظر: الاعتصام ٣/٢١٤-٢٢٩].
(٣) عبد بن حميد: هو الإمام الحافظ الحجة الجوّال أبو محمد عبد بن حميد بن نصر الكَشِّي، ويقال: الكَسِّي، ويقال: اسمه عبد الحميد، كان ممن جمع وصنف، وله: تفسير للقرآن، والمسند في الحديث، توفي سنة ٢٤٩هـ [انظر: سير أعلام النبلاء ١٢/٢٣٥-٢٣٨، تهذيب التهذيب ٦/٤٠٢، ٤٠٣].
(٤) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب القدر، باب كل شيء بقدر ٤/٢٠٤٦، برقم ٢٦٥٦، وعزاه في الدر المنثور ٦/١٨٥، إلى عبد بن حميد وغيره.
(٥) أخرجه عن مجاهد: عبد بن حميد ؛ كما في الدر المنثور ٦/١٨٦، ١٨٧، وروي عن غيره ؛ كمحمد بن كعب القرظي [انظر: جامع البيان ١١/٥٦٩، الدر المنثور ٦/١٨٥-١٨٧].
سورة الواقعة
قال تعالى :﴿ نَحْنُ $yg"sYù=yèy_ Zouچد. ُ‹s؟ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ (١).
٢١١/١ قال الشاطبي :" والثالث(٢): أن يذكر أحد الأقوال على تفسير اللغة، ويذكر الآخر على التفسير المعنوي، وفرق بين تقرير الإعراب وتفسير المعنى، وهما معاً يرجعان إلى حكم واحد ؛ لأن النظر اللغوي راجع إلى تقرير أصل الوضع، والآخر راجع إلى تقرير المعنى في الاستعمال، كما قالوا في قوله تعالى: ﴿ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ ؛ أي: المسافرين، وقيل: النازلين بالأرض القواء وهي القفر "(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن تفسير قوله تعالى :﴿ وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ بمعنى المسافرين، أو بمعنى النازلين بالأرض القواء وهي القفر ؛ بأن هذين التفسيرين يرجعان إلى حكم واحد، فلا خلاف بينهما ؛ لأن الأول من باب التفسير المعنوي أو الاستعمالي.
والثاني من باب التفسير اللغوي.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٤).
وهذا هو الظاهر ؛ لأن التفسير منه ما يكون تفسيراً على اللفظ، ومنه ما يكون تفسيراً على المعنى، ولا تعارض بينهما ولا اختلاف -إذا كانا صحيحين-؛ لاختلاف نوعي التفسير.
والتفسير ههنا ظاهر ؛ لأن المسافرين -في الغالب- هم الذين ينْزلون الأرض القواء.
(٢) الثالث: أي الثالث من أسباب نقل الخلاف في التفسير، فيما ظاهره الخلاف، وليس في الحقيقة كذلك [انظر: الموافقات ٥/٢١٠-٢١٢].
(٣) الموافقات ٥/٢١٢.
(٤) انظر : جامع البيان ١١/٦٥٦، ٦٥٧، النكت والعيون ٥/٤٦١، ٤٦٢، معالم التنْزيل ٨/٢١، ٢٢، الكشاف ٤/٦١، زاد المسير ٧/٣٣٦، الجامع لأحكام القرآن ٩/١٧/١٤٤، مدارك التنْزيل ٢/٦٤١، التسهيل ٢/٤٠٤، البحر المحيط ٨/٢١٢، بدائع التفسير ٤/٣٥٦، أنوار التنْزيل ٢/٤٦٣، تفسير الجلالين ٤/٢٨٢، فتح القدير ٥/١٥٨، ١٥٩، روح المعاني ١٤/١٤٩، ١٥٠، محاسن التأويل ٧/١٦، أضواء البيان ٧/٧٩٦.
سورة الحديد
قال تعالى :﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ حچٍ٢د%د! اللَّهِ وَمَا tAu"tR مِنَ بd،utù:$# وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ مNخkِژn=tم الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ضژچدWx.ur مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ (١).
٢١٢/١ قال الشاطبي :" فظاهر النقل في مواضع من الشريعة أن كل طائفة من اليهود والنصارى لابد أن وجد فيها من آمن بكتابه وعمل به ؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ مNخkِژn=tم الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ضژچدWx.ur مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ ؛ ففيه إشارة إلى أن منهم من لم يفسق.
وقال تعالى -في النصارى- :﴿ $sY÷ s؟$t"sù الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ َOèduچô_r& ضژچدWx.ur مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ (٢)، وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ ڑcrك‰÷ku‰ بd،utù:$$خ/ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ (٣).
وقال: ﴿ مِنْهُمْ أُمَّةٌ ×oy‰إءtFّ)-B ﴾ (٤)، وهذا كالنص.
وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى : أن رسول الله - ﷺ - قال: " أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران "(٥) فهذا يدلُّ بإشارته على العمل بما جاء به نبيه"(٦).
الدّراسة :
(٢) سورة الحديد : ٢٧.
(٣) سورة الأعراف : ١٥٩.
(٤) سورة المائدة : ٦٦. وتمام الآية :﴿ ضژچدVx.ur مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴾.
(٥) الحديث: أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جارية ثم تزوجها، ص٩٠٩، برقم ٥٠٨٣، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - بلفظه.
(٦) الاعتصام ٣/٢٥٤.
قال تعالى :﴿ (#ûqكJn=ôم$# أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ سqّlm;ur وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ ِNن٣sY÷ t/ وَتَكَاثُرٌ فِي ةA¨uqّBF{$# وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ كk‹خku‰ çm١uژyIsù مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي دouچ½zFy$# عَذَابٌ شَدِيدٌ ×ouچدےَّtBur مِنَ اللَّهِ ×b¨uqôتح'ur وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ (١).
٢١٣/٢ قال الشاطبي(٢): " قوله تعالى: ﴿ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ سqّlm;ur وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ ِNن٣sY÷ t/ ﴾ الآية.
فأخبر أنها مثل اللعب واللهو الذي لا يوجد في شيء، ولا نفع فيه إلا مجرد الحركات والسكنات التي لا طائل تحتها ولا فائدة وراءها.
وقوله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾.
فحصر فائدتها في الغرور المذموم العاقبة"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ يدل على حصر فائدة الدنيا في الغرور المذموم العاقبة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ كابن جرير(٤)، والرازي(٥)،
والقرطبي (٦)، وابن كثير(٧)، والبيضاوي(٨)، والألوسي(٩)، والسعدي(١٠).
(٢) أورده الشاطبي في سياق حديثه بأن الله وصف الدنيا بوصفين كالمتضادين: وصف يقتضي ذمها، ووصف يقتضي مدحها، والمذكور في سياق الأدلة في وصف الدنيا بما يقتضي ذمها [انظر: الموافقات ٥/٣٥٤، ٣٥٥].
(٣) الموافقات ٥/٣٥٥.
(٤) انظر: جامع البيان ١١/٦٨٥.
(٥) انظر: التفسير الكبير ١٥/٢٩/٢٠٤.
(٦) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٩/١٧/١٦٦.
(٧) انظر: تفسير القرآن العظيم ٤/٣٣٥.
(٨) انظر: أنوار التنْزيل ٢/٤٧٠.
(٩) انظر: روح المعاني ١٤/١٨٥.
(١٠) انظر: تيسير الكريم الرحمن ٧/٢٩٨.
قال تعالى :﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى Nدdحچ"rO#uن $sYد=ك™مچخ/ وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ çm"sY÷ s؟#uنur الْإِنْجِيلَ $sYù=yèy_ur فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ بb¨uqôتح' اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا ¨،xm رِعَايَتِهَا $sY÷ s؟$t"sù الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ َOèduچô_r& ضژچدWx.ur مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ (١).
٢١٤/٣ قال الشاطبي :" قال الله سبحانه -في شأن عيسى عليه السلام ومن اتبعه- ﴿ $sYù=yèy_ur فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ بb¨uqôتح' اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا ¨،xm رِعَايَتِهَا $sY÷ s؟$t"sù الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ َOèduچô_r& ضژچدWx.ur مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾.
فخرج عبد بن حميد وإسماعيل بن إسحاق القاضي وغيرهما عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ؛ قال : قال رسول الله - ﷺ - :" هل تدري أيُّ الناس أعلم ؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أعلمُ الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس، وإن كان مُقصراً في العمل، وإن كان يزحف على إسته(٢).
واختلف من كان قبلنا على ثنتين وسبعين فرقة، نجا منها ثلاث، وهلك سائرها: فرقة أزّت(٣) الملوك وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى بن مريم حتى قتلوا.
وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤاذاة الملوك، فأقاموا على دين الله بين ظهراني قومهم، فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى بن مريم، فأخذتهم الملوك؛ فقتلهم وقطعتهم بالمناشير،
(٢) إسته: الإست اسم من أسماء الدبر [انظر: شرح صحيح مسلم ١/٢٣٧].
(٣) أزّت: الأزّ يطلق على التهييج والإغراء والإزعاج الشديد [انظر: لسان العرب ٥/٣٠٧ مادة "أزز"].
سورة الحشر
قال تعالى :﴿ دن!#uچs)àےù=د٩ tûïحچإf"ygكJّ٩$# الَّذِينَ (#qم_حچ÷zé& مِنْ ِNدdحچ"tƒدٹ َOخgد٩¨uqّBr&ur يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ $ZR¨uqôتح'ur tbrمژفاZtƒur اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ (١).
٢١٥/١ قال الشاطبي :" أهل الصفة لمّا لم يجدوا منْزلاً آواهم النبي - ﷺ - إلى المسجد حتى يجدوا، كما أنهم حين لم يجدوا ما يقوتهم ندب النبي - ﷺ - إلى إعانتهم...". "وفيهم -أيضاً- نزل قوله تعالى: ﴿ دن!#uچs)àےù=د٩ tûïحچإf"ygكJّ٩$# الَّذِينَ (#qم_حچ÷zé& مِنْ ِNدdحچ"tƒدٹ َOخgد٩¨uqّBr&ur ﴾.
ألا ترى كيف قال: ﴿ (#qم_حچ÷zé& ﴾ ولم يقل: خرجوا من ديارهم وأموالهم، فإنه قد كان يحتمل أن يخرجوا اختياراً، فبان أنهم إنما أُخرجوا منها اضطراراً، ولو وجدوا سبيلاً إلى إخراجها لفعلوا ؛ ففيه ما يدل على أن الخروج عن المال اختياراً ليس بمقصود للشارع، وهو الذي تدل عليه أدلة الشريعة.
فلأجل ذلك بوَّأهم رسول الله - ﷺ - الصُّفَّة"(٢).
الدّراسة :
تحدث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى: ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى: ﴿ دن!#uچs)àےù=د٩ tûïحچإf"ygكJّ٩$# الَّذِينَ (#qم_حچ÷zé& مِنْ ِNدdحچ"tƒدٹ َOخgد٩¨uqّBr&ur ﴾ نزل في أهل الصفة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه ابن تيمية ؛ من حيث إنه وصف لأهل الصفة (٣).
(٢) الاعتصام ١/٣٤٢، ٣٤٤.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى ١١/٧٢-٨٠.
قال تعالى :﴿ َOçFR{ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ y٧د٩¨sŒ ِNهk®Xr'خ/ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ (١).
٢١٦/٢ قال الشاطبي :" وقال تعالى -في المنافقين- :﴿ َOçFR{ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ وهذا عدم فقه منهم ؛ لأن من علم أن الله هو الذي بيده ملكوت كل شيء، وأنه هو مصرف الأمور ؛ فهو الفقيه، ولذلك قال تعالى: ﴿ y٧د٩¨sŒ ِNهk®Xr'خ/ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ "(٢).
الدّراسة :
تحدث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى: ﴿ َOçFR{ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ في المنافقين.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ كالزمخشري(٣)، والرازي(٤)، والنسفي(٥)، وابن تيمية(٦)، وغيرهم(٧).
وذهب بعض المفسرين إلى أنها في اليهود.
وممن ذهب إليه : ابن جرير(٨)، والقرطبي(٩).
وذهب جماعة من المفسرين إلى جواز كونها في المنافقين واليهود.
وممن ذهب إليه : الزمخشري(١٠)، وابن عطية(١١)، والقرطبي(١٢)، وابن جزي(١٣)، والبقاعي(١٤)، والقاسمي(١٥).
(٢) الموافقات ٤/٢١٣، ٢١٤.
(٣) انظر: الكشاف ٤/٨٣.
(٤) انظر: التفسير الكبير ١٥/٢٩/٢٥٢.
(٥) انظر: مدارك التنْزيل ٢/٦٦٧.
(٦) انظر: مجموع الفتاوى ٧/٤٦٤-٤٦٩.
(٧) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/٣٦٤، أنوار التنْزيل ٢/٤٨٢، تفسير الجلالين ٤/٣٢٥.
(٨) انظر: جامع البيان ١٢/٤٥.
(٩) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٩/١٨/٢٤.
(١٠) انظر: الكشاف ٤/٨٣.
(١١) انظر: المحرر الوجيز ٥/٢٨٩.
(١٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٩/١٨/٢٤.
(١٣) انظر: التسهيل ٢/٤٣٠.
(١٤) انظر: نظم الدرر ١٩/٤٤٩، ٤٥٠.
(١٥) انظر: محاسن التأويل ٧/٦٩.
سورة الممتحنة
قال تعالى :﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ ×puZ|،xm فِي zOٹدd¨uچِ/خ) وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ (١).
٢١٧/١ قال الشاطبي :" وقال -في إبراهيم- :﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ ×puZ|،xm ﴾ الآية إلى آخر القصة.
والتأسي: إيقاع الفعل على الوجه الذي فعله"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن التأسي : هو إيقاع الفعل على الوجه الذي فعله.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذكره بعض المفسرين ؛ كالراغب(٣)، والسمين الحلبي(٤)، وغيرهم(٥)، كما أن أقوال عامة المفسرين في معنى الأسوة في الآية تدور حول الاقتداء والاتباع والتأسي، فلا اختلاف بينها(٦).
قال أبو حيان: " معنى الأسوة : هو الاقتداء والتأسي"(٧).
وقال السمين الحلبي :"الأُسوة والإِسوة -بالضم والكسر- مثل القُدوة والقِدوة، وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره سواء في حسن أو قبح، نفع أو خير، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ×puZ|،xm ﴾ (٨) -قرئ بالوجهين-؛ أي اتباعه واجب عليكم يقال: تأسّيت به ؛ أي: اتبعته في فعله مثل اقتديت"(٩).
وقال عطية سالم: "الأسوة كالقدوة، وهي اتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة"(١٠).
(٢) الموافقات ٥/٢٦٠، ٢٦١.
(٣) انظر: المفردات ص١٨.
(٤) انظر: عمدة الحفاظ ١/١٠١.
(٥) انظر: أضواء البيان ٨/١٣٨.
(٦) انظر : جامع البيان ١٢/٥٩، بحر العلوم ٣/٣٥٢، النكت والعيون ٥/٥١٨، معالم التنْزيل ٨/٩٤، المحرر الوجيز ٥/٢٩٥، زاد المسير ٨/٣٧، التفسير الكبير ١٥/٢٩/٢٦٠، الجامع لأحكام القرآن ٩/١٨/٣٨، التسهيل ٢/٤٣٥، البحر المحيط ٨/٢٥٢، أنوار التنْزيل ٢/٤٨٦، حاشية الصاوي ٤/٣٣٣، فتح القدير ٥/٢١٢، روح المعاني ١٤/٢٦٣، تيسير الكريم الرحمن ٨/٣٥٢.
(٧) البحر المحيط ٨/٢٥٢.
(٨) سورة الأحزاب : ٢١.
(٩) عمدة الحفاظ ١/١٠١.
(١٠) أضواء البيان ٨/١٣٨.
سورة الجمعة
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِذَا نُودِيَ دo٤qn=¢ء=د٩ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى حچّ. دŒ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ِNن٣د٩¨sŒ ضژِچyz لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ (١).
٢١٨/١ قال الشاطبي(٢): " قوله: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى حچّ. دŒ اللَّهِ ﴾ مقصوده الحفظ على إقامة الجمعة وعدم التفريط فيها، لا الأمر بالسعي إليها فقط.
وقوله: ﴿ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ جار مجرى التوكيد لذلك بالنهي عن ملابسة الشاغل عن السعي، لا أن المقصود النهي عن البيع مطلقاً في ذلك الوقت، على حد النهي عن بيع الغرر، أو بيع الربا، أو نحوهما"(٣).
وقال -في موضع آخر- :" الأمر أو النهي الذي قصد به غيره ؛ كقوله تعالى: ﴿ فَاسْعَوْا إِلَى حچّ. دŒ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ ؛ فإن النهي عن البيع ليس نهياً مبتدأ، بل هو تأكيد للأمر بالسعي ؛ فهو من النهي المقصود بالقصد الثاني، فالبيع ليس منهياً عنه بالقصد الأول، كما نهي عن الربا والزنا مثلاً، بل لأجل تعطيل السعي عند الاشتغال به"(٤).
الدّراسة :
تحدث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن المقصود بقوله :﴿ فَاسْعَوْا إِلَى حچّ. دŒ اللَّهِ ﴾ الحفظ على إقامة الجمعة وعدم التفريط فيها، لا الأمر بالسعي إليها فقط.
(٢) أورده الشاطبي في سياق حديثه: بأنه يفهم من الأوامر والنواهي قصد شرعي بحسب الاستقراء وما يقترن بها من القرائن الحالية أو المقالية الدالة على أعيان المصالح في المأمورات، والمفاسد في المنهيات[انظر: الموافقات ٣/٤١٢-٤١٣].
(٣) الموافقات ٣/٤١٣.
(٤) الموافقات ٣/١٣٤، وانظر: الموافقات ٢/١٥٦-١٦٢.
قال تعالى :﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ #[ژچدWx. لَعَلَّكُمْ tbqكsد=ّےè؟ ﴾ (١).
٢١٩/٢ قال الشاطبي :"الأمر قد يكون للإباحة؛ كقوله تعالى: ﴿ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ "(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الأمر في قوله تعالى: ﴿ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ للإباحة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٣)، وحكى ابن عطية وابن جزي الاتفاق عليه.
قال ابن جرير -في الآية- :"يقول تعالى ذكره: فإذا قضيت صلاة الجمعة يوم الجمعة، فانتشروا في الأرض إن شئتم، ذلك رخصة من الله لكم في ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل"(٤).
وقال ابن عطية: "وقوله: ﴿ فَانْتَشِرُوا ﴾ أجمع الناس على أن مقتضى هذا الأمر الإباحة، وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ أنه الإباحة في طلب المعاش، وأن ذلك مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا ÷Lنêù=n=xm فَاصْطَادُوا ﴾ (٥) إلا ما روي عن أنس عن النبي - ﷺ - أنه قال: " ذلك الفضل المبتغى هو عيادة مريض أو صلة صديق أو اتباع جنازة ""(٦).
(٢) الموافقات ٣/٤٦٧.
(٣) انظر : جامع البيان ١٢/٩٧، معاني القرآن للزجاج ٥/١٧٢، أحكام القرآن للجصاص ٣/٦٠١، بحر العلوم ٣/٣٦٣، أحكام القرآن للهراسي ٢/٤١٦، معالم التنْزيل ٨/١٢٣، زاد المسير ٨/٥٥، التفسير الكبير ١٥/٣٠/٩، الجامع لأحكام القرآن ٩/١٨/٧١، مدارك التنْزيل ٢/٦٨٤، التسهيل ٢/٤٤٦، البحر المحيط ٨/٢٦٥، نظم الدرر ٢٠/٦٧، تفسير الجلالين ٤/٣٥١، روح المعاني ١٤/٢٩٨.
(٤) جامع البيان ١٢/٩٧.
(٥) سورة المائدة : ٢.
(٦) المحرر الوجيز ٥/٣٠٩.
قال تعالى :﴿ وَإِذَا رَأَوْا ¸ouچ"pgدB أَوْ #³qّlm; (#ûq'زxےR$# إِلَيْهَا x٨qن.uچs؟ur $VJح !$s% قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ ضژِچyz مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ دouچ"yfدnF٩$# وَاللَّهُ مژِچyz tûüد%خ-¨
چ٩$# ﴾
(١).
٢٢٠/٣ قال الشاطبي :" وجاء :﴿ وَإِذَا رَأَوْا ¸ouچ"pgدB أَوْ #³qّlm; (#ûq'زxےR$# إِلَيْهَا ﴾ ؛ وهو الطبل أو ما في معناه "(٢).
وقال -في موضع آخر- :" كقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا ¸ouچ"pgدB أَوْ #³qّlm; (#ûq'زxےR$# إِلَيْهَا ﴾ ؛ يعني: الطبل أو المزمار أو الغناء أو اللعب على حسب اختلاف المفسرين"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن اللهو في قوله تعالى :﴿ وَإِذَا رَأَوْا ¸ouچ"pgدB أَوْ #³qّlm; (#ûq'زxےR$# إِلَيْهَا ﴾ ؛ هو الطبل أو ما في معناه.
وما ذهب إليه الشاطبي بأن اللهو هو الطبل ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٤).
والقول الثاني: أن اللهو هو المزمار(٥).
والقول الثالث: أنه اللعب(٦).
والقول الرابع: أنه الغناء(٧).
والذي يظهر من حيث حكم الآية ؛ فإن لفظ اللهو في الآية جاء نكرة، فيشمل كل ما يُلهى به، فيدخل في معنى اللهو جميع الأقوال السابقة(٨).
(٢) الموافقات ١/٢٢٨.
(٣) الموافقات ٣/٥١٥، ٥١٦.
(٤) انظر : جامع البيان ١٢/٩٩، بحر العلوم ٣/٣٦٣، معالم التنْزيل ٨/١٢٤، الكشاف ٤/٩٩، زاد المسير ٨/٥٦، التفسير الكبير ١٥/٣٠/١٠، مدارك التنْزيل ٢/٦٨٥، أنوار التنْزيل ٢/٤٩٣، روح المعاني ١٤/٢٩٩.
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢/٩٩ عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وذهب إليه ابن جرير.
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره ٦/١١، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره ٦/١١، ولم ينسبه.
(٨) انظر: معاني القرآن للزجاج ٥/١٧٣، نظم الدرر ٢٠/٦٩، محاسن التأويل ٧/١٠١.
سورة المنافقون
قال تعالى :﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ y٧¯Rخ) مAqك™uچs٩ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ y٧¯Rخ) ¼م&è!qك™uچs٩ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ (١).
٢٢١/١ قال الشاطبي :" ومن تتبع مجاري الحكايات في القرآن عرف مداخلها، وما هو حق مما هو باطل.
فقد قال تعالى :﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ y٧¯Rخ) مAqك™uچs٩ اللَّهِ ﴾ إلى آخرها.
فإن هذه الحكاية ممزوجة الحق بالباطل، فظاهرها حق وباطنها كذب؛ من حيث كان إخباراً عن المعتقد وهو غير مطابق، فقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ y٧¯Rخ) ¼م&è!qك™uچs٩ ﴾ ؛ تصحيحاً لظاهر القول، وقال: ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ ؛ إبطالاً لما قصدوا به"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ y٧¯Rخ) مAqك™uچs٩ اللَّهِ ﴾ بأن هذه الحكاية عن المنافقين ممزوجة الحق بالباطل، فظاهرها حق، وباطنها كذب ؛ من حيث كان إخباراً عن المعتقد وهو غير مطابق ؛ فقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ y٧¯Rخ) ¼م&è!qك™uچs٩ ﴾ ؛ تصحيحاً لظاهر القول، وقال: ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ ؛ إبطالاً لما قصدوا به.
(٢) الموافقات ٤/١٦٣.
قال تعالى :﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ !$sY÷èy_' إِلَى دpsYƒد‰yJّ٩$# ئy_حچ÷‚م‹s٩ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ ¾د&د!qك™uچد٩ur وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ ڑْüة)دے"sYكJّ٩$# لَا tbqكJn=÷ètƒ ﴾ (١).
٢٢٢/٢ قال الشاطبي :" وقال: ﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ !$sY÷èy_' إِلَى دpsYƒد‰yJّ٩$# ئy_حچ÷‚م‹s٩ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ﴾ فنظروا إلى ظاهر الحياة الدنيا، وقال تعالى :﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ ¾د&د!qك™uچد٩ur وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ "(٢).
وقال -في موضع آخر-: " وقرأ الحسن(٣): (لَنُخْرِجَنَّ الأَعَزَّ منها الأَذَلَّ)(٤)؛ معناها: ذليلاً أو أذل من غيره"(٥).
الدّراسة :
تحدَّث الشاطبي في هذا الموضع عن مسألتين :
المسألة الأولى : ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى -عن المنافقين- :﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ !$sY÷èy_
' إِلَى دpsYƒد‰yJّ٩$# ئy_حچ÷‚م‹s٩ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ﴾
يبيّن أنهم نظروا إلى ظاهر الحياة الدنيا.وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذكره بعض المفسرين ؛ كالقرطبي(٦)، والبقاعي(٧).
(٢) الموافقات ٤/٢١٣.
(٣) الحسن: هو الحسن البصري [انظر: إتحاف فضلاء البشر ١/٧٦].
(٤) قرأ بها الحسن البصري، وابن أبي عبلة، وهي (لَنُخْرِجَنَّ) بالنون مضمومة، وكسر الراء، ونصب الاسمين بعدها (الأعزَّ) و(الأذلَّ) الأول على المفعولية، والثاني على الحال وهي قراءة شاذة.
[انظر: الكشاف ٤/١٠٢، المحرر الوجيز ٥/٣١٥، زاد المسير ٨/٦٠، البحر المحيط ٨/٢٧، الدر المصون ١٠/٣٤٣، إتحاف فضلاء البشر ٢/٥٤٠، روح المعاني ١٤/٣١٠، القراءات الشاذة ص٨٨].
(٥) المقاصد الشافية ٢/٢٣.
(٦) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٩/١٨/٨٤.
(٧) انظر: نظم الدرر ٢٠/٨٨-٩٢.
قال تعالى :﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا Nن٣"sYّ%y-u' مِنْ قَبْلِ أَنْ z'دAù'tƒ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا ûسة_s؟ِچ¨zr& إِلَى ٥@y_r& ٥=ƒحچs% s-£‰¢¹r'sù وَأَكُنْ مِنَ tûüإsد="¢ء٩$# ﴾ (١).
٢٢٣/٣ قال الشاطبي :" ومنها (٢): أن يقع اللفظ المخاطب به مجملاً(٣)، بحيث لا يفهم المقصود به ابتداءً ؛ فيفتقر المكلف عند العمل إلى بيانه، وهذا الإجمال قد يقع لعامة المكلفين، وقد يقع لبعضهم دون بعض؛ فمثال العام قوله تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا Nن٣"sYّ%y-u' ﴾ فإنه لا يفهم المقصود به من أول وهلة ؛ فجاءت أقوال النبي - ﷺ - وأفعاله مبيِّنة لذلك"(٤).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا Nن٣"sYّ%y-u' ﴾ بأن هذا اللفظ وقع مجملاً، وأنه لا يفهم المقصود به من أول وهلة ؛ فجاءت أقوال النبي - ﷺ - وأفعاله مبيِّنة لذلك.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ هو الظاهر ؛ لأن الأمر بالإنفاق مجمل، وهذا من حيث دلالة هذا اللفظ في الآية، وليس من حيث المراد به بعد وقوع تفسيرها ؛ إذ للمفسرين فيها أقوال:
القول الأول : أنها في الزكاة المفروضة، وذهب إليه جمهور المفسرين(٥).
(٢) ومنها: أي من مواضع تعيّن المناط ؛ أي تعليق الحكم [انظر: الموافقات ٣/٢٩٦-٢٩٨].
(٣) المجمل: عرفه الشوكاني في إرشاد الفحول ص١٤٧، بقوله: "والأولى أن يقال هو ما دل دلالة لا يتعين المراد بها إلا بمعين، سواء كان عدم التعيين بوضع اللغة، أو بعرف الشرع أو بالاستعمال".
(٤) الموافقات ٣/٢٩٨.
(٥) نسبه للجمهور: ابن عطية في تفسيره ٥/٣١٥، وأبو حيان في تفسيره ٨/٢٧٠، وانظر: الكشاف ٤/١٠٣، أحكام القرآن لابن العربي ٤/٢٥٩، مدارك التنْزيل ٢/٦٨٩، تفسير الجلالين ٤/٣٥٧.
سورة الطلاق
قال تعالى :﴿ ((((((( (((((((( (((((((((( ((((((((((((((( ((((((((((( (((( (((((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((((( (((((( (((((((( (((((((((((( (((((((((((( (( ((((((((( ((((((( ((((( ((( ((((( (((((((( (((((( (((((((((((( (((((((( ((((( (((((( (((( ((((((( ((((( ((((((((( ((( (((((((((((( (((( (((((( (( (((((((((( ((((( (((((((((( ((((( (((( (((((( (((((((((( (((( (((( ((((((( ((((((((( (((( (((((( (((( ((((((( (((((( ((((((( ﴾ (١).
٢٢٤/١ قال الشاطبي :" قوله تعالى: ﴿ ((((( (((((( (((( ((((((( ((((( ((((((((( ((( (((((((((((( (((( (((((( (( (((((((((( ﴾ ومفهوم الشرط أن من لا يتقي الله لا يجعل له مخرجاً"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن مفهوم الشرط في قوله تعالى: ﴿ ((((( (((((( (((( ((((((( ((((( ((((((((( ﴾ أن من لا يتقي الله لا يجعل له مخرجاً.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذكره جماعة من المفسرين؛ كابن جرير(٣)، وابن الجوزي(٤)، والسعدي(٥)، وغيرهم(٦).
ومفهوم الشرط في الآية واضح، كما أن مفهوم الشرط معتبر عند أكثر العلماء(٧).
قال ابن الجوزي -في الآية- :"والصحيح أن هذا عام، فإن الله تعالى يجعل للتقي مخرجاً من كل ما يضيق عليه، ومن لا يتقي ؛ يقع في كل شدة"(٨).
وقال السعدي :"فكل من اتقى الله، ولازم مرضاته في جميع أحواله ؛ فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة، ومن جملة ثوابه ؛ أن يجعل له مخرجاً من كل شدة ومشقة.
(٢) الموافقات ١/٥٣٢.
(٣) انظر: جامع البيان ١٢/١٢٩، ١٣٠.
(٤) انظر: زاد المسير ٨/٧١.
(٥) انظر: تيسير الكريم الرحمن ٧/٤١٠.
(٦) انظر: المحرر الوجيز ٥/٣٢٤، مجموع الفتاوى ١٦/٥٢-٥٧، ٣٣/٣٤، ٣٥، بدائع التفسير ٤/٤٦٩، ٤٧٠، الروض الريان ص٤٩٦، ٤٩٧.
(٧) انظر: إرشاد الفحول ص١٥٧، ١٥٩.
(٨) زاد المسير ٨/٧١.
سورة التحريم
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ مPحhچutéB مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ y٧إ_¨urّ-r& وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ uعuچsù اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ مLىد=yèّ٩$# مLىإ٣utù:$# ﴾ (١).
٢٢٥/١ قال الشاطبي :" مما يسأل عنه قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ مPحhچutéB مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكَ ﴾ الآية ؛ لأن فيها إخباراً بأنه عليه السلام حرّم على نفسه ما أحل له، وقد نزل عليه: ﴿ لَا (#qمBحhچutéB طَيِّبَاتِ مَا ¨@xmr& اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ﴾ (٢)، ومثل هذا يُجلُّ مقام النبي - ﷺ - عن مقتضى الظاهر فيه، وأن يكون منهياً عن شيء هو اعتداء ثم يأتيه، حتى يقال له فيه: لِمَ تفعل ؟ فلابد من النظر في هذا المعارض.
(٢) سورة المائدة : ٨٧.
سورة القلم
قال تعالى :﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا |="utُ¾r& دp¨Ypgù:$# إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَيْهَا ×#ح !$sغ مِنْ y٧خn/
' وَهُمْ tbqمKح !$tR (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾
(١).
٢٢٦/١ قال الشاطبي :" قوله عز وجل: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا |="utُ¾r& دp¨Ypgù:$# إِذْ أَقْسَمُوا ﴾ الآية ؛ فإنها تضمّنت الإخبار بعقابهم على قصد التحيل لإسقاط حق المساكين، بتحريمهم المانع من إتيانهم ؛ وهو وقت الصبح، الذي لا يُبكِّر في مثله المساكين عادة، والعقاب إنما يكون لفعل محرم"(٢).
وقال -في موضع آخر- :"وقال تعالى -في أصحاب الجنة- :﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا |="utُ¾r& دp¨Ypgù:$#... ﴾ الآية إلى قوله: ﴿ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾ ؛ لما احتالوا على إمساك حق المساكين بما قصدوا الصرام في غير وقت إتيانهم ؛ عذبهم الله تعالى بإهلاك مالهم"(٣).
(٢) الموافقات ١/٤٤٦.
(٣) الموافقات ٣/١١٠.
سورة المزمِّل
قال تعالى :﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ ة>حچَّpRùQ$#ur لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ (١).
٢٢٧/١ قال الشاطبي(٢) :" ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ ة>حچَّpRùQ$#ur لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ ؛ أي: فكما أنه وكيل لك بالنسبة إلى ما ليس من كسبك ؛ فكذلك هو وكيل على ما هو داخل تحت كسبك، مما هو تكليف في حقك، ومن جملة ما توكل لك فيه أن لا تُدْخِل نفسك في عَمَل تُحْرج بسببه حالاً أو مآلاً"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن معنى قوله :﴿ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ ؛ أي: فكما أنه وكيل لك بالنسبة إلى ما ليس من كسبك ؛ فكذلك هو وكيل على ما هو داخل تحت كسبك، مما هو تكليف في حقك، وأن من جملة ما توكل لك فيه أن لا تُدخل نفسك في عمل تُحرج بسبب حالاً أو مآلاً.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ داخل في إطلاق الآية باتخاذه وكيلاً، وأن هذا يعم ما كان تحت كسب الإنسان وما ليس من كسبه.
كما أنه سبحانه نفى الحرج عن هذه الأمة، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ ٨luچxm ﴾ (٤).
قال ابن جزي: "الوكيل : هو القائم بالأمور والذي توكل إليه الأشياء"(٥).
وقال السعدي: " ﴿ çnُ‹دƒھB$$sù Wx‹د.ur ﴾ أي: حافظاً ومدبراً لأمورك كلها"(٦).
(٢) أورده في سياق بيانه بأن التبتّل هو ما كان عليه الصحابة، مقتدين بسيرة النبي - ﷺ -، وأن هذا التبتل ليس منافياً لاكتساب المال، واتخاذ الأهل والولد ونحو ذلك، ولذا جاء بيانه لهذه الآية المذكورة بهذه الصورة تأكيداً لما ذهب إليه في شأن التبتل المذكور في قوله :﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴾ [المزمل: ٨] [انظر: الاعتصام ٢/٢١٥-٢١٩].
(٣) الاعتصام ٢/٢١٩.
(٤) سورة الحج : ٧٨.
(٥) التسهيل ٢/٥٠٢.
(٦) تيسير الكريم الرحمن ٧/٥٠٠، ٥٠١.
سورة المدثر
قال تعالى :﴿ عَلَيْهَا spyèَ، د@ عَشَرَ (٣٠) وَمَا جَعَلْنَا |="utُ¾r& النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي Nخkح٥qè=è% مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا y٧د٩¨x‹x. يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ "د‰÷ku‰ur مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ٣"uچّ. دŒ لِلْبَشَرِ ﴾ (١).
٢٢٨/١ قال الشاطبي :"ولما قال تعالى: ﴿ عَلَيْهَا spyèَ، د@ عَشَرَ ﴾ نظر الكفار إلى ظاهر العدد ؛ فقال أبو جهل -فيما روي- : لا يعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم (٢) ؛ فبين الله تعالى باطن الأمر بقوله: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا |="utُ¾r& النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً... ﴾ إلى قوله :﴿ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي Nخkح٥qè=è% مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ﴾ "(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن الكفار نظروا إلى ظاهر العدد في قوله تعالى: ﴿ عَلَيْهَا spyèَ، د@ عَشَرَ ﴾ فبين الله تعالى باطن الأمر بقوله: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا |="utُ¾r& النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً... ﴾ الآية.
(٢) الأثر : أخرجه ابن جرير في تفسيره ١٢/٣١٢ عن ابن عباس، قال عنه أبو عبيدة في تحقيقه للموافقات: "بإسناد ضعيف فيه مجاهيل" [الموافقات ٤/٢١٢]، وأخرجه -أيضاً- عن قتادة، وانظر: الدر المنثور ٦/٤٥٦.
(٣) الموافقات ٤/٢١٢.
قال تعالى :﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ (١).
٢٢٩/٢ قال الشاطبي :" استدل جماعة من الأصوليين(٢) على أن الكفار مخاطبون بالفروع ؛ بقوله تعالى: ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ الآية ؛ إذ لو كان قولهم باطلاً لرد عند حكايته"(٣).
الدّراسة :
ذكر الشاطبي أن جماعة من الأصوليين استدلوا على أن الكفار مخاطبون بالفروع بقوله تعالى: ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ إذ لو كان قولهم باطلاً لرد عند حكايته.
وقد ذكر هذا الاستدلال جماعة من المفسرين ؛ كالبيضاوي(٤)، والبقاعي(٥)، والصاوي(٦)، والشوكاني(٧)، والشنقيطي(٨)، وغيرهم(٩).
قال الصاوي :"وفي هذه الآية دليل على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة، فمعذبون عليها زيادة على عذاب الكفر"(١٠).
وقال الألوسي-في الآية- :" والمقصود من حكاية السؤال والجواب التحذير، فلو كان الجواب كذباً أو خطأ لم يكن في ذكره فائدة"(١١).
(٢) ممن استدل بهذه الآية : الطوفي في شرح مختصر الروضة ١/٢١٠-٢١٤، والزركشي في البحر المحيط ١/٣٩٨، والشنقيطي في مذكرة أصول الفقه ص٤٠.
(٣) الموافقات ٤/١٦١.
(٤) انظر: أنوار التنْزيل ٢/٥٤٥.
(٥) انظر: نظم الدرر ٢١/٧٥.
(٦) انظر: حاشية الصاوي ٤/٤٥٧.
(٧) انظر: فتح القدير ٥/٣٣٣.
(٨) انظر: أضواء البيان ٧/١١٤، مذكرة في أصول الفقه ص٤٠.
(٩) انظر: التفسير الكبير ١٥/٣٠/١٨٦، روح المعاني ١٥/١٤٧، التحرير والتنوير ١/٩٤.
(١٠) حاشية الصاوي ٤/٤٥٧.
(١١) روح المعاني ١٥/١٤٧.
سورة الإنسان
قال تعالى :﴿ ((((((( (((((((( ((((( ((((((( (((( ((((((((((((((( (((((((((( ﴾ (١).
٢٣٠/١ قال الشاطبي :"قوله: ﴿ ((((((( (((((((( ((((( ((((((( (((( ﴾ بمعنى: يشرب منها"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ ((((((( (((((((( ((((( ((((((( (((( ﴾ بمعنى: يشرب منها.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين؛ كالزجاج(٣)، والسمعاني(٤)، والنسفي(٥)، والقاسمي(٦)، وغيرهم(٧).
والقول الثاني: أن الباء للإلصاق؛ لأن الكافور يمزج به شرابهم، وأن التقدير: عيناً يشرب عباد الله خمرهم بها؛ أي مصحوباً بمائها، وهو كقولك: شربت الماء بالعسل.
وذهب إليه جماعة من المفسرين؛ كالزمخشري(٨)، والرازي(٩)، وابن جزي(١٠)، وأبي حيان(١١)،
وأبي السعود(١٢)، وابن عاشور(١٣)، وغيرهم(١٤).
والقول الثالث: أن الباء صلة أو زائدة، وأن المعنى: يشربها.
وذهب إليه جماعة من المفسرين ؛ كالثعلبي(١٥)، وابن عطية(١٦)، والثعالبي(١٧)، وغيرهم(١٨).
والقول الرابع: أن الباء للتعدية، وأن فعل ﴿ (((((((( ﴾ ضمن معنى فعل آخر؛ فعدي بالباء، والتقدير: عيناً يروى بها، ونحو ذلك.
(٢) المقاصد الشافية ٢/٢٢٥.
(٣) انظر: معاني القرآن ٥/٢٥٨.
(٤) انظر: تفسير القرآن ٦/١١٥.
(٥) انظر: مدارك التنْزيل ٢/٧٥٧.
(٦) انظر: محاسن التأويل ٧/٢٣٠.
(٧) انظر: تفسير الجلالين ٤/٤٦٧.
(٨) انظر: الكشاف ٤/١٦٨.
(٩) انظر: التفسير الكبير ١٥/٣٠/٢١٣.
(١٠) انظر: التسهيل ٢/٥١٨.
(١١) انظر: البحر المحيط ٨/٣٨٧.
(١٢) انظر: إرشاد العقل السليم ٥/٤٣٥.
(١٣) انظر: التحرير والتنوير ٢٩/٣٥٤.
(١٤) انظر: نظم الدرر ٢١/١٣٦، ١٣٧.
(١٥) انظر: الكشف والبيان ١٠/٩٥.
(١٦) انظر: المحرر الوجيز ٥/٤١٠.
(١٧) انظر: الجواهر الحسان ٣/٤٢٠.
(١٨) انظر: مدارك التنْزيل ٢/٧٥٧.
سورة النازعات
قال تعالى :﴿ ((((((((((((( (((( (((((((((( ((((((( (((((((((( (((( ((((( ((((( ((( ((((((((((( ﴾ (١).
٢٣١/١ قال الشاطبي :"وقال تعالى: بعد سؤالهم عن الساعة أيان مرساها: ﴿ ((((( ((((( ((( ((((((((((( ﴾ ؛ أي: إن السؤال عن هذا سؤال عمّا لا يعني ؛ إذ يكفي من علمها أنه لابد منها، ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الساعة ؛ قال للسائل: «ما أعددت لها»؟(٢) ؛ إعراضاً عن صريح سؤاله إلى ما يتعلق بها مما فيه فائدة، ولم يجبه عمّا سأل"(٣).
الدّراسة :
ذكر الشاطبي أن قوله تعالى :﴿ ((((( ((((( ((( ((((((((((( ﴾ يدل على أن السؤال عن وقت الساعة سؤال عمّا لا يعني ؛ إذ يكفي من علمها أنه لابد منها.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه أكثر المفسرين(٤).
ويدل عليه سياق الآية، إذ بعدها :﴿ (((((( ((((((( (((((((((((( (((( (((((((( ((((( ((((((( ((( (((((((((( ﴾ (٥).
(٢) الحديث: أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله، ص١٠٧٥، برقم ٦١٧١، ومسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، ٤/٢٠٣٢، برقم ٢٦٣٩، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٣) الموافقات ١/٤٥.
(٤) انظر : جامع البيان ١٢/٤٤١، بحر العلوم ٣/٤٤٥، النكت والعيون ٦/٢٠٠، معالم التنْزيل ٨/٣٣٠، الكشاف ٤/١٨٤ المحرر الوجيز ٥/٤٣٥، زاد المسير ٨/١٩٩، التفسير الكبير ١٦/٣١/٤٨، الجامع لأحكام القرآن ١٠/١٩/١٣٦، مدارك التنْزيل ٢/٧٧٤، التسهيل ٢/٥٣٤، البحر المحيط ٨/٤١٦، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/٥٠١، نظم الدرر ٢١/٢٤٥، فتح القدير ٥/٣٨٠، روح المعاني ١٥/٢٣٩، محاسن التأويل ٧/٢٥٦، تيسير الكريم الرحمن ٧/٥٦٥.
(٥) سورة النازعات : ٤٤، ٤٥.
سورة عبس
قال تعالى :﴿ (((((( (((((((((( ((( ((( (((((((( (((((((((( ((( ((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ((( (((( (((((((( ((((((((((( (((((((((((( ((( ((((( (((( (((((((((((( ((( ((((((( ((((( (((((((( ((( ((((( (((((((( (((( (((((((( ((( ((((((( ((( (((((((( (((((((( ((( (((((( (((((((( ((( ((((((( (((((( (((((((( (((( (((( ((((((( (((((((((( ﴾ (١).
٢٣٢/١ قال الشاطبي :"وتأمل في هذا المساق معنى قوله تعالى: ﴿ (((((( (((((((((( ((( ((( (((((((( (((((((((( ﴾ حيث عوتب النبي - ﷺ - بهذا المقدار من هذا العتاب، لكن على حال تقتضي الغيبة التي شأنها أخف بالنسبة إلى المعاتَب، ثم رجع الكلام إلى الخطاب ؛ إلا أنه بعتاب أخف من الأول، ولذلك ختمت الآية بقوله: ﴿ (((( ((((((( (((((((((( ﴾ "(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن النبي - ﷺ - عوتب في قوله: ؟ ﴿ (((((( (((((((((( ((( ((( (((((((( (((((((((( ﴾ بلفظ الغيبة، ثم رجع الكلام إلى الخطاب في قوله تعالى: ﴿ ((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ﴾ الآيات.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذكره جماعة من المفسرين ؛ كالزمخشري(٣)، والرازي(٤)، والقرطبي(٥)،
وغيرهم(٦). وهو ما يدل عليه سياق الآيات وألفاظها.
قال الصاوي :"قوله: ﴿ ((((( ((((((((( ﴾ فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب"(٧).
(٢) الموافقات ٢/١٦٦.
(٣) انظر: الكشاف ٤/١٨٥.
(٤) انظر: التفسير الكبير ١٦/٣١/٥١، ٥٢.
(٥) انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٠/١٩/١٣٩.
(٦) انظر: البحر المحيط ٨/٤١٩، أنوار التنْزيل ٢/٥٦٨، نظم الدرر ٢١/٢٥١، حاشية الصاوي ٤/٤٩٨، فتح القدير ٥/٣٨٢، روح المعاني ١٥/٢٤٢، محاسن التأويل ٧/٢٥٨، في ظلال القرآن ٦/٣٨٢٤، ٣٨٢٥.
(٧) حاشية الصاوي ٤/٤٩٨.
سورة الانفطار
قال تعالى :﴿ يَوْمَ لَا à٧د=ôJs؟ نَفْسٌ لِنَفْسٍ $Z"ّ‹x© وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾ (١).
٢٣٣/١ قال الشاطبي :" أمور الآخرة لا يملك فيها أحد عن أحد شيئاً ؛ كقوله: ﴿ يَوْمَ لَا à٧د=ôJs؟ نَفْسٌ لِنَفْسٍ $Z"ّ‹x© ﴾ ؛ فهذا عام في نقل الأجور أو حمل الأوزار ونحوها"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ يَوْمَ لَا à٧د=ôJs؟ نَفْسٌ لِنَفْسٍ $Z"ّ‹x© ﴾ بأنه عام في نقل الأجور أو حمل الأوزار ونحوها.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه عامة المفسرين(٣).
وتدل عليه النصوص الشرعية ؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا â'ح"s؟ وَازِرَةٌ وِزْرَ ٣"uچ÷zé& ﴾ (٤) وقوله: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا "ح"ّgrB نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ $Z"ّ‹x© وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ (٥).
كما أن سياق هذه الآية في ختامها يدل على ذلك ؛ حيث نسب الأمر كله لله في قوله: ﴿ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾.
قال الماوردي: " ﴿ يَوْمَ لَا à٧د=ôJs؟ نَفْسٌ لِنَفْسٍ $Z"ّ‹x© ﴾ ؛ يعني لا يملك مخلوق لمخلوق نفعاً ولا ضراً"(٦).
(٢) الموافقات ٢/٣٨٢.
(٣) نسبه ابن جرير في تفسيره ١٢/٤٨١ إلى أهل التأويل، وانظر: النكت والعيون ٦/٢٢٤، الكشاف ٤/١٩٣، المحرر الوجيز ٦/٤٤٨، زاد المسير ٨/٢١٧، التفسير الكبير ١٦/٣١/٧٩، مدارك التنْزيل ٢/٧٨٣، التسهيل ٢/٥٤٥، البحر المحيط ٨/٤٢٩، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/٥١٥، نظم الدرر ٢١/٣٠٩، فتح القدير ٥/٣٩٦، روح المعاني ١٥/٢٧١، محاسن التأويل ٧/٢٧٩، تيسير الكريم الرحمن ٧/٥٨٥.
(٤) سورة الإسراء : ١٥.
(٥) سورة البقرة : ٤٨.
(٦) النكت والعيون ٦/٢٢٤.
سورة الانشقاق
قال تعالى :﴿ ((((((( (((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((( (((((((( ((((((((( (((((((( (((((((( ﴾ (١).
٢٣٤/١ قال الشاطبي :" وقال تعالى :﴿ ((((((( (((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((( (((((((( ((((((((( (((((((( (((((((( ﴾ وفسره النبي -عليه السلام- بأنه العَرْض، لا الحساب الذي فيه مناقشة وعذاب (٢)" (٣).
وقال -في موضع آخر-: " ولما قال عليه الصلاة والسلام :«من نوقش الحساب عذب» ؛ بناءً على تأصيل قاعدة أخروية، سألت عائشة عن معنى قول الله -عز وجل-: ﴿ (((((((( ((((((((( (((((((( (((((((( ﴾ ؛ لأنه يشكل دخوله تحت عموم الحديث، فبين عليه الصلاة والسلام أن ذلك العرض لا الحساب المناقش فيه"(٤).
الدّراسة :
ذكر الشاطبي أن النبي - ﷺ - فسر قوله تعالى :﴿ (((((((( ((((((((( (((((((( (((((((( ﴾ بأنه العرض، لا الحساب الذي فيه مناقشة.
(٢) الحديث: أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب :"فسوف يحاسب حساباً يسيراً" ص٨٨١، برقم ٤٩٣٩، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ٤/٢٢٠، برقم ٢٨٧٦ من حديث عائشة -رضي الله عنها- وسيأتي في الدراسة.
(٣) الموافقات ١/١٨٣، ١٨٤.
(٤) الموافقات ٣/٢٩٣، ٢٩٤.
سورة الشرح
قال تعالى :﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ x٨uچّ. دŒ ﴾ (١).
٢٣٥/١ قال الشاطبي :" قال تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ x٨uچّ. دŒ ﴾.
وذُكر أن معناه: قرن اسمه باسمه في عقد الإيمان، وفي كلمة الأذان ؛ فصار ذكره -عليه الصلاة والسلام- مرفوعاً مُنوّها به"(٢).
الدّراسة :
ذكر الشاطبي بأن قوله تعالى :﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ x٨uچّ. دŒ ﴾ ذُكر أن معناه قرن اسمه باسمه في عقد الإيمان، وفي كلمة الأذان.
وما ذكره الشاطبي ؛ ذهب إليه جمهور المفسرين(٣).
كما أن جميع الأقوال التي ذكرها المفسرون في معنى الآية داخلة فيها، وإنما ذكروها من باب المثال، ولم يردُّوا ما سواها.
قال الزمخشري: "ورَفَع ذِكْره؛ أن قُرِن بذكر الله في كلمة الشهادة، والأذان، والإقامة والتشهد، والخطب، وفي غير موضع من القرآن..." "وفي تسميته رسول الله ونبي الله، ومنه ذِكْره في كتب الأولين، والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به"(٤).
وقال الرازي: "قال تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ x٨uچّ. دŒ ﴾ اعلم أنه عام في كل ما ذكروه"(٥).
(٢) الموافقات ٢/٤٢٨.
(٣) نسبه ابن جرير في تفسيره ١٢/٦٢٧ لأهل التأويل، وابن الجوزي في تفسيره ٨/٢٨٤، ٢٨٥ لجمهور المفسرين، وانظر: معاني القرآن للزجاج ٥/٣٤١، بحر العلوم ٣/٤٨٩، النكت والعيون ٦/٢٩٧، معالم التنْزيل ٨/٤٦٣، الكشاف ٤/٢٢١، أحكام القرآن لابن العربي ٤/٤١٢، المحرر الوجيز ٥/٤٩٧، التفسير الكبير ١٦/٣٢/٦، الجامع لأحكام القرآن ١٠/٢٠/٧٢، ٧٣، مدارك التنْزيل ٢/٨١٦، مجموع الفتاوى ١٩/١٠٣، ١٠٤ التسهيل ٢/٥٨٦، البحر المحيط ٨/٤٨٤، بدائع التفسير ٤/٢٦٤، ٢٦٥، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/٥٦١، تفسير الجلالين ٤/٥٧٠، فتح القدير ٥/٤٦٢، تيسير الكريم الرحمن ٧/٦٤٥.
(٤) الكشاف ٤/٢٢١.
(٥) التفسير الكبير ١٦/٣٢/٦.
سورة العلق
قال تعالى :﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) ù&uچّ%$# وَرَبُّكَ مPuچّ.F{$# (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ôMn=÷ètƒ (٥) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ uچtBr& بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ ٣"uچtƒ (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ $Jèxےَ،sYs٩ بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ >خژyIّ%$#ur ﴾ (١).
٢٣٦/١ قال الشاطبي :" وسورة (اقرأ)(٢) نازلة في قضيتين :
الأولى : إلى قوله :﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ôMn=÷ètƒ ﴾.
والأخرى : إلى ما بقي إلى آخر السورة "(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن سورة (اقرأ): نازلة في قضيتين :
الأولى : إلى قوله :﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ôMn=÷ètƒ ﴾.
والأخرى : إلى ما بقي إلى آخر السورة.
(٢) سورة اقرأ: أي سورة :﴿ ù&uچّ%$# بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ ويقال لها: سورة العلق [انظر: فتح القدير ٥/٤٦٧].
(٣) الموافقات ٤/٢٦٩.
سورة الهمزة
قال تعالى :﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ ;ou"yJèd >ou"yJ-٩ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ ¼çnt$s#÷zr& (٣) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي دpyJsـçtù:$# (٤) وَمَا y٧١u'ôٹr& مَا èpyJsـçtù:$# (٥) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي كىد=©ـs؟ عَلَى دoy‰د"ّùF{$# (٧) $pk®Xخ) Nخkِژn=tم ×oy‰|¹÷s-B (٨) فِي عَمَدٍ ¥oyٹ£‰yJ-B ﴾ (١).
٢٣٧/١ قال الشاطبي(٢) :" فإن قوله: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ ;ou"yJèd >ou"yJ-٩ ﴾ قضية عَين في رجل مُعَيِّن من الكفار، بسبب أمر مُعَيِّن، من همزه النبي -عليه الصلاة والسلام- وعيبه إياه ؛ فهو إخبار عن جزائه على ذلك العمل القبيح، لا أنه جرى مجرى التخويف، فليس مما نحن فيه"(٣).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ ;ou"yJèd >ou"yJ-٩ ﴾ قضية عين في رجل معين من الكفار، بسبب أمر معين، من همزه النبي -عليه الصلاة والسلام- وعيبه إياه.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ ذهب إليه جماعة من المفسرين، مع اختلافهم في تعيين المراد.
وممن ذهب إليه : السمرقندي (٤)، وابن جزي (٥)، وأبو حيان (٦)، والبيضاوي (٧)،
والصاوي(٨)، وغيرهم(٩).
(٢) أورده في سياق بيانه: بأن التخويف يأتي معه الترجيه وبالعكس، وأن الاعتراض بهذه السورة على أن الأمر غير مطرد، في كون هذه السورة جاء فيها التخويف من غير ترجية. وأجاب عن هذا الاعتراض: بأن هذه السورة نزلت في قضية عين في رجل معين من الكفار [انظر: الموافقات ٤/١٦٧-١٧٦].
(٣) الموافقات ٤/١٧٥، ١٧٦.
(٤) انظر: بحر العلوم ٣/٥١٠.
(٥) انظر: التسهيل ٢/٦٠٨.
(٦) انظر: البحر المحيط ٨/٥٠٩.
(٧) انظر: أنوار التنْزيل ٢/٦٢١.
(٨) انظر: حاشية الصاوي ٤/٦٠٦.
(٩) انظر: أنوار التنْزيل ٢/٦٢١.
سورة الكوثر
قال تعالى :﴿ إِنَّا y٧"sYّ‹sـôمr& uچrOِqs٣ّ٩$# (١) فَصَلِّ y٧خn/uچد٩ ِچutùU$#ur (٢) إِن y٧y¥دR$x© هُوَ مژyIِ/F{$# ﴾ (١).
٢٣٨/١ قال الشاطبي :" وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا y٧"sYّ‹sـôمr& uچrOِqs٣ّ٩$# ﴾ نازلة في قضية واحدة"(٢).
الدّراسة :
ذهب الشاطبي إلى أن قوله تعالى :﴿ إِنَّا y٧"sYّ‹sـôمr& uچrOِqs٣ّ٩$# ﴾ نازلة في قضية واحدة.
وما ذهب إليه الشاطبي ؛ هو ظاهر الآية، ويدل عليه حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "بينا رسول الله - ﷺ - ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءه، ثم رفع رأسه مبتسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال: أنزلت عليّ آنفاً سورة، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم :﴿ إِنَّا y٧"sYّ‹sـôمr& uچrOِqs٣ّ٩$# (١) فَصَلِّ y٧خn/uچد٩ ِچutùU$#ur (٢) إِن y٧y¥دR$x© هُوَ مژyIِ/F{$# ﴾ (٣) ثم قال: أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله الله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي -عز وجل-، عليه خير كثير، وهو حوض تَرِدُ عليه أمتي يوم القيامة" (٤).
قال الفيروزابادي: "معظم مقصود السورة : بيان المنة على سيد المرسلين، وأمره بالصلاة والقربان، وإخباره بإهلاك أعدائه أهل الخيبة والخذلان"(٥).
وقال البقاعي:"مقصودها: المنحة بكل خير يمكن أن يكون، واسمها الكوثر واضح في ذلك"(٦).
(٢) الموافقات ٤/٢٦٩.
(٣) سورة الكوثر : ١-٣.
(٤) الحديث : أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة ١/٣٠٠، برقم ٤٠٠.
(٥) بصائر ذوي التمييز ١/٥٤٧.
(٦) نظم الدرر ٢٢/٢٨٧، وانظر: في ظلال القرآن ٦/٣٩٨٧.
سورة النصر
قال تعالى :﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ د‰ôJut؟٢ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ $L/#
qs؟ ﴾
(١).
٢٣٩/١ قال الشاطبي :" فعن ابن عباس قال: " كان عمر يدخلني مع أصحاب النبي - ﷺ - فقال له عبد الرحمن بن عوف (٢): أتدخله ولنا بنون مثله ؟ فقال له عمر : إنه من حيث تعلم. فسألني عن هذه الآية :﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ فقلت: إنما هو أجل رسول - ﷺ - أعلمه إياه، وقرأ السورة إلى آخرها. فقال عمر: والله ما أعلم منها إلا ما تعلم "(٣).
فظاهر هذه السورة أن الله أمر نبيه - ﷺ - أن يسبح بحمد ربه ويستغفره إذا نصره وفتح عليه، وباطنها أن الله نعى إليه نفسه(٤)"(٥).
وقال - في موضع آخر- :" وحكى بعض العلماء أن عبيد الله الشيعي المسمى
(٢) عبد الرحمن بن عوف : هو الصحابي الجليل أبو محمد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذي جعل عمر الخلافة فيهم، أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد كلها، كان كثير المال والإنفاق، ومناقبه كثيرة، توفي سنة ٣١هـ، وقيل ٣٢هـ [انظر: أسد الغابة ٣/٤٨٠-٤٨٥، الإصابة ٢/٤/١٧٦-١٧٨].
(٣) الحديث : أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ص٦٠٨، ٦٠٩، برقم ٣٦٢٧، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- بنحوه.
(٤) مراده بالظاهر : هو المفهوم العربي، ومراده بالباطن : هو مراد الله تعالى من كلامه وخطابه [انظر: الموافقات ٤/٢١٠، ٢١١].
(٥) الموافقات ٤/٢١٠.
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فمن خلال هذا البحث تتضح عدة فوائد ونتائج، من أهمها:
الفائدة الأولى: أهمية تفسير الشاطبي ؛ حيث إن للشاطبي عناية خاصة بكتاب الله تعالى؛ تفسيراً وبياناً واستنباطاً واستدلالاً.
وقد اتضح ذلك من خلال هذه الأقوال المجموعة من تفسيره التي وصلت إلى (٢٣٩) موضعاً، وبعضها يصل إلى عدة صفحات.
الفائدة الثانية: أن من جوانب الاهتمام عند الشاطبي في تفسيره ما يلي:
١- الاهتمام بالتفسير المأثور.
٢- الاهتمام بالقراءات الصحيحة والشاذة وتوجيهها.
٣- الاهتمام بالجانب اللغوي ودلالة السياق في إيضاح معاني الآيات.
٤- الاهتمام ببيان الآيات المشكلة، وبيان وجه الإشكال فيها وتوجيهه.
٥- الاهتمام بالجمع بين الآيات والأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض لدى الناظر ابتداءً.
٦- الاهتمام بالرد على الأقوال الضعيفة والشاذة في التفسير من الجانب الشرعي واللغوي، وتوجيه ما احتمل التوجيه من الأقوال الضعيفة.
٧- الاهتمام بتقرير الأحكام الشرعية واستخراج الفوائد من الآيات مع عنايته ببيان الحكمة في بعض الأحكام.
٨- اهتمامه ببيان مقاصد السلف في إطلاق النسخ في الآيات وتوجيهها، وأنه أعم مما يطلقه الأصوليون والمتأخرون.
٩- اهتمامه بأسباب النّزول.
الفائدة الثالثة: أن منهج الشاطبي في تفسيره واستخراج الفوائد والأحكام من الآيات والرد على الأقوال الضعيفة والشاذة؛ مبني على قواعد صحيحة ظاهرة من دلالة الكتاب والسنة واللغة.
الفائدة الرابعة: أن للشاطبي اهتماماً بعلوم القرآن؛ كأسباب النّزول، والناسخ والمنسوخ وغيرها، مع تقريرات حسنة فيها.
الفائدة الخامسة: أن للشاطبي عناية خاصة ببيان القواعد التفسيرية وتأصيلها.
الفهارس العامة
١- فهرس الآيات القرآنية
٢- فهرس القراءات الصحيحة والشاذة
٣- فهرس الأحاديث والآثار
٤- فهرس الأبيات الشعرية
٥- فهرس الأعلام
٦- فهرس الفرق والمذاهب والأديان
٧- فهرس الأماكن والبلدان
٨- فهرس المصادر والمراجع
٩- فهرس الموضوعات
فهرس الآيات القرآنية
الآية... رقمها... رقم الصفحة
سورة الفاتحة :
﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$#... ﴾... ٦، ٧... ١٢١
سورة البقرة :
﴿ هُدَى لِلْمُتَّقِينَ ﴾... ٢... ٥٦٣
﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ة=ّ‹tَّ٩$$خ/ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾... ٣... ١٣٠
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ حچ½zFy$# ﴾... ٨-١٤... ١٣٢، ١٣٣، ٣٧٤
﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا... ﴾... ١٤، ١٥... ٥٤٤، ٨٧٤
﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾... ١٧... ١٤٤، ٨٠٤
﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ﴾... ١٩... ١٤٤
﴿ إِن اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾... ٢٠... ١٣٢
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾... ٢١... ٦٦، ١٣٤
﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾... ٢٢... ٥٣، ١٣٦، ١٣٩
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً... ﴾... ٢٦... ١٤١، ١٤٣
﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ﴾... ٢٧... ٥٥
﴿ وَإِذْ قَالَ y٧ڑ/u' لِلْمَلَائِكَةِ 'دoTخ) جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ Zpxے‹د=yz... ﴾... ٣٠... ١٤٧
﴿ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ sp¨Ypgù:$#... ﴾... ٣٥... ١٤٨
﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ دo٤qn=¢ء٩$#ur... ﴾... ٤٥، ٤٦... ١٥٣
﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا "ح"ّgrB نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ $Z"ّ‹x© ﴾... ٤٨... ٩١٧
﴿ $sYù=¯=sكur عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ $uZّ٩u"Rr&ur عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ﴾... ٥٧... ١٥٥، ١٥٦
﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ... ﴾... ٦١... ٥٠٥
﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ... ﴾... ٦٥... ١٥٩
فهرس القراءات الصحيحة والشاذة
الآية... القراءة... رقم الصفحة
﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ îy$sYم_ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: ١٩٨]... (فضلاً من ربكم في مواسم الحج)... ١٩٨
شاذة
﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا ﴾ [الأنعام: ٦٥]... (يُلْبِسَكُمْ)... ٤٥١
صحيحة
﴿ $tRِژ|³xmur ِNخkِژn=tم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ﴾ [الأنعام: ١١١]... (قِبَلاً)... ٧٧، ٤٦٧
صحيحة
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ﴾ [الأنعام: ١٥٩]... (فَارَقوا)... ٧٨، ٤٩٢
صحيحة
﴿ وَإِذْ أَخَذَ y٧ڑ/u' مِنْ ûسة_t/ آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ِNهkyJ
ƒحh'èŒ ﴾
[الأعراف: ١٧٢]... (ذُرِّيَّاتهم)... ٥١١صحيحة
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ 'دoTخ) لَكُمْ نَذِيرٌ êْüخ٧-B ﴾ [هود: ٢٥]... (أنِّي)... ٧٨، ٥٤٩
صحيحة
﴿ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ tArم"yIد٩ مِنْهُ مA$t٦إgù:$# ﴾ [إبراهيم: ٤٦]... (لَتَزُولُ)... ٢٨٧، ٢٩٣
صحيحة
﴿ وَإِنَّ ے¾دnة‹"yd أُمَّتُكُمْ أُمَّةً Zoy‰دn¨ur ﴾ [المؤمنون: ٥٢]... (وَأَنَّ) (وَأَنْ)... ٨٣، ٦٦٣
صحيحتان
﴿ uچyJs)ّ٩$#ur çm"tRِ'£‰s% tAخ-$sYtB ﴾ [يس: ٣٩]... (وَالقَمَرُ)... ٧٣٠
صحيحة
﴿ ئy_حچ÷‚م‹s٩ -"tمF{$# $pk÷]دB ¤AsŒF{$# ﴾ [المنافقون: ٨]... (لَنُخْرِجَنَّ الأَعَزَّ منها الأَذَلَّ)... ٧٨، ٨٧٦
شاذة
فهرس الأحاديث والآثار
طرف الحديث أو الأثر... رقم الصفحة
ائذن لي في التخلف عن الغزو... ٥٣٦
أتي عبد الله بضرع ؛ فقال للقوم... ٤٠١
اجتمع عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد... ٥٥٩
أخطأت التأويل: إن اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك... ١١٦، ٤٢٠، ٤٢٣، ٤٢٤
إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران... ٢٠٠
أراد ناس من أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - ﷺ -... ٥١، ٣٩٤
أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين... ١٣٢
ألا وقد رجم رسول الله - ﷺ - ورجمنا بعده... ٣٣٩
أما أهل رحمة الله... ٥٥٧
أما قولكم: حكم الرجال في أمر الله... ٤٤٧
أن أصحاب النبي - ﷺ - ملُّوا ملة... ٥٥، ٨٠، ٥٧٠، ٧٤٩
إن أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء... ٤٢٦
أن البحيرة من الإبل هي التي يمنع درها... ٤٣٢
إن الجاهلية كانوا يحرمون أشياء... ٤٩٧
إن الدين يسر... ٦٦٢
أن الرجل كان يأتي بالقنو من الحشف... ١٤٢
إن الرضاعة يحرم منها ما يحرم من الولادة... ٣٣٥
إن الكافر إذا عمل حسنة... ٧٩٨
إن الله تبارك وتعالى قد أعطى لكل ذي حق حقه... ٣٣٤
إن الله كتب الإحسان على كل شيء... ٦٠٢
إن الله كريم استقرض منا ما أعطانا... ٢٢٦
إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة... ٦٠٥
إن الله لما خلق آدم مسح ظهره بيمينه... ٩٨، ٥١٠، ٥١١
إن المغضوب عليهم اليهود... ١٢٢، ١٢٤
إن الملائكة الذين قالوا: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا ﴾... ١٤٧
أن النبي - ﷺ - رجم ورجمت الأئمة بعده... ٩٧
أن النبي - ﷺ - كان له أمة يطؤها... ٨٩٢
أن النبي - ﷺ - كان يمكث عند زينب... ٨٩١
إن رجلاً أتى النبي - ﷺ - فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم... ٣٩٥، ٤٠٦
أن رسول الله - ﷺ - قضى بيمين وشاهد... ٢٥١
أن عثمان بن مظعون أتى النبي - ﷺ - فقال:... ٦٢، ٣٩٩
أن عثمان بن مظعون هم بالسياحة... ٣٩٧
أن معقلاً كان يكثر الصوم والصلاة... ٤٠٠
أن ناساً من أهل الشرك... ٧٥١، ٧٥٣
فهرس الأبيات الشعرية
الشعر... رقم الصفحة
وقتلي كمثل جذوع النخيل... تغشَّاهم مسبل منهمر... ٧٨١
مالي بأمرك كرسي أكاتمه... ولا يُكَرْسِئ علم الله مخلوق... ٨٣، ٢٢٨، ٢٢٩
وإن أتاه خليل يوم مسألة... يقول لا غالب مالي ولا حرم... ٣٦١
تقول إذا ذَرَأتُ لها وضيني... أهذا دِينُهُ أبداً وديني... ٥١٥
وصاليات ككما يَوُثَفين... ٧٨٠
ما إن نديت بشيء أنت تكرهه... ٧٨٠
فهرس الأعلام
العلم... رقم الصفحة
آدم -عليه السلام-... ٩٨، ١٤٨، ٥١١، ٥١٢، ٥١٣
إبراهيم -عليه السلام-... ٨٦، ٢٣٢، ٢٣٣، ٢٣٤، ٢٣٦، ٢٩٩، ٣٠٠، ٣٦١، ٣٦٢، ٣٦٣، ٤٣١، ٤٣٢، ٤٥٧، ٤٧٢، ٤٧٣، ٤٧٩، ٤٨١، ٥٥٦، ٦٩١، ٦٩٢، ٨٦٢
إبراهيم النخعي... ٤٠١
ابن أبي حاتم... ١٢٤
ابن أبي مريم... ٤٦٩
ابن إسحاق... ٦٤، ٢٦٧، ٣٢٤
ابن أم مكتوم... ٣٥٨، ٣٥٩
ابن الأنباري... ٦٤٦، ٦٧٣، ٦٧٤، ٧٧٩، ٧٨١
ابن تيمية... ٥، ٦٦، ٦٨، ٧١، ٧٩، ٨٥، ١٢٤، ١٤٠، ١٦٢، ١٧٨، ١٩٥، ٢١٢، ٢٣٠، ٢٥٢، ٢٥٣، ٢٥٦، ٢٦٠، ٢٦١، ٢٨١، ٢٨٦، ٢٨٨، ٢٨٩، ٢٩٣، ٢٩٧، ٣٠٢، ٣٠٩، ٣١٨، ٣١٩، ٣٤٦، ٣٤٧، ٣٨٠، ٣٩٠، ٣٩١، ٣٩٢، ٣٩٣، ٤١٠، ٤١٣، ٤١٤، ٤٣٧، ٤٤٤، ٤٤٧، ٤٥٢، ٤٥٩، ٥٢٠، ٥٢١، ٥٦٦، ٥٩٠، ٥٩١، ٥٩٥، ٥٩٧، ٦١٧، ٦٢٦، ٦٣٩، ٧٠٠، ٧٥٥، ٧٦٤، ٧٦٥، ٨١٥، ٨٢٥، ٨٢٦، ٨٤٨، ٨٥٠، ٨٥١، ٨٥٧، ٨٨٩، ٨٩٢، ٨٩٧، ٩٠٨، ٩٣٧
ابن جريج... ١٤٢، ٨٨٧، ٩٣١
ابن جرير الطبري... ١٣١، ١٣٣، ١٣٩، ١٤٤، ١٦٤، ١٦٨، ١٦٩، ١٩١، ٢٠٤، ٢٠٧، ٢٠٩، ٢٢٣، ٢٢٤، ٢٤٨، ٢٨١، ٢٨٢، ٢٨٣، ٢٩٠، ٢٩١، ٢٩٥، ٣٦٥، ٣٧٠، ٤١٠، ٤٦١، ٤٦٨، ٤٨٩، ٤٩٤، ٥٠١، ٥٠٨، ٥٠٩، ٥١٦، ٥١٩، ٥٢٤، ٥٤٠، ٥٤٤، ٥٦٤، ٥٦٧، ٥٨٩، ٥٩٠، ٥١٧، ٦٣١، ٦٧٣، ٦٧٤، ٦٧٨، ٦٨٤، ٦٩٢، ٦٩٣، ٧٠٥، ٧١٣، ٧٣٣، ٧٣٤، ٧٣٨، ٧٥٨، ٧٦٣، ٧٧٩، ٧٨٠، ٧٩٢، ٨٠١، ٨٠٨، ٨١١، ٨١٨، ٨٢١، ٨٢٦، ٨٢٩، ٨٣٢، ٩٣٦، ٨٤٠، ٨٤١، ٨٥١، ٨٥٨، ٨٦٨، ٨٨١، ٨٩٢، ٩٠٨، ٩٣١، ٩٣٨
ابن جزي... ١٣، ١٤، ١٥، ١٦، ٢٨، ١٨٠، ١٨٢، ٢٠٤، ٢٣٣، ٢٨٨، ٢٩٠، ٢٩٥، ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٢٧، ٣٦٣، ٤١١، ٤٢١، ٤٢٤، ٤٣٩، ٤٦٤، ٤٦٨، ٤٧٤، ٤٧٥، ٤٧٧، ٤٨٧، ٤٩٣، ٤٩٧، ٥١٣، ٥٧٦، ٦٠٠، ٦٢٧، ٧٢٩، ٦٩٩، ٧١٩، ٧٢٠، ٧٢٣، ٧٢٨، ٧٣٣، ٧٨٤، ٧٨٩، ٨٠٥، ٨٢٧، ٨٣٦، ٨٤٧، ٨٥٨، ٨٥٩، ٨٦٨، ٨٦٩، ٨٧٤، ٩٠٠، ٩٠٧، ٩٢٨، ٩٣٠
فهرس الفرق والمذاهب والأديان
المذهب أو الفرقة أو الديانة... رقم الصفحة
الأشاعرة... ١٥، ٤٠، ٤١، ٢٨٥، ٥٩٥، ٨٢٥، ٨٨٩، ٩٤١
أهل التفويض - أهل التجهل... ٤٠، ٢٨٥، ٢٨٦
أهل الكتاب... ٣١٦، ٣٨٢، ٣٨٤، ٤٤٠، ٤٤١، ٧٦٢، ٧٦٣، ٨٣٨، ٨٣٩
الباطنية... ٣٤٣، ٦٣٩
الجهمية... ٢٩١، ٥٩٥
الحرورية... ٥٤، ٥٥، ٣١٧، ٣١٨، ٦٣١، ٦٣٢، ٦٣٣
الحنيفية... ٥٥٣
الخوارج... ١٥، ١٦، ٦٢، ٩١، ٢٧٢، ٢٧٥، ٣١٩، ٤٤٥، ٤٤٦، ٤٤٧، ٤٥١، ٦٣١، ٦٣٢
الرافضة... ١٥، ١٦، ٨٦، ٣٢٨، ٥٧٣، ٨٨٩
السبئية... ٢٩١
الصوفية... ١٦، ٤٥، ١٦٨، ٣٠٥، ٣٤٤، ٤٤٢، ٥٧٩، ٦٤٠
الفلاسفة... ١٥، ١٦، ٦٣٩، ٦٤٠
القدرية... ١٥، ٢٩١، ٣١٨، ٨٣١، ٨٣٢، ٨٣٣
القرامطة... ٦٣٩
المتكلمون... ٦٥٠
المجوسية... ٢٩١، ٤٨٩، ٥٥٣
المعتزلة... ١٥، ١٦، ٥٩٥، ٨٢٥
النصارى - النصرانية... ٢٢، ٢٣، ٥٥، ٦٤، ٧٣، ١٠٥، ١٢٢، ١٢٣، ١٢٤، ١٢٥، ١٢٦، ٢٦٧، ٢٨٠، ٢٨١، ٢٩١، ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٠٠، ٣١٧، ٣٨٥، ٣٩٣، ٤٨٩، ٤٩٣، ٥٥٣، ٥٥٥، ٥٥٦، ٥٩٠، ٦٠٧، ٦٠٩، ٦٣٠، ٦٣١، ٦٣٢، ٨٣٨، ٨٤٧، ٨٥٠، ٨٥١
اليهود - اليهودية... ٥٥، ٧٣، ١٠٥، ١٢١، ١٢٢، ١٢٣، ١٢٤، ١٢٥، ١٤٥، ١٦٠، ١٦٤، ١٦٥، ١٦٦، ٢١٠، ٢٢٦، ٢٢٧، ٢٩١، ٢٩٩، ٣٠٠، ٣١٧، ٣٨٥، ٤٦٤، ٤٨٩، ٤٩٣، ٥٠٥، ٥٥٣، ٥٥٥، ٥٥٦، ٥٧١، ٥٩٠، ٦٣٠، ٦٣١، ٦٣٢، ٨٣٨، ٨٥٧، ٨٥٨، ٨٥٩
فهرس الأماكن والبلدان
المكان أو البلد... رقم الصفحة
إسبانيا... ٢٦
إفريقية... ٢٦، ٩٣٦
إلبيرة... ٢١، ٢٢
أم القرى... ٨٢، ٢٦٤، ٥٠٨، ٥٠٩
الأندلس... ١٤، ١٥، ١٦، ١٧، ٢١، ٢٢، ٢٤، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣١، ٣٤، ٣٦، ٣٩، ٤٢، ٩٤١
أوربا... ٢٦
بدر... ٨٨٩
بيت المقدس... ١٧٢، ١٧٣
تبوك... ٥٣٢، ٥٣٤
تركستان... ١٥٨
جبل طارق... ٢٢، ٢٣
الجزيرة الخضراء... ٢٢
الحبشة... ٥٩٩
الحديبية... ١٩٥
حروراء... ٥٤
الحمراء... ٢٢
دمشق... ٢٧٢
ذو المجاز... ١٩٨
سبته... ٢٢
سينا... ١٥٨
شاطبة... ٣١
الشام... ٢٧٢، ٤١٦، ٤١٨
عرفة... ١٩٤
عكاظ... ١٩٨
غار حراء... ٩٢٨
غرناطة... ٢١، ٢٢، ٢٣، ٢٥، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣١، ٣٢، ٣٤، ٣٥، ٤٩
قشتالة... ٢٣
مجَنَّة... ١٩٨
المدينة... ١٠٩، ١٢٨، ١٢٩، ٤٤٤، ٦٠٩، ٧١٧، ٧٦٣، ٨٥٥
المرية... ٢٢
المُشَلّل... ١٧٧
مصر... ٣٥، ٥٧٤
المغرب... ٢٢، ٢٣
مكة... ٨٢، ٢٦٤، ٥٠٩، ٥٢٨، ٦٣٢، ٦٥٦، ٦٦٠، ٦٦٤، ٧١٣، ٨٥٦، ٩٣٨
نجران... ٢٦٦، ٢٨٠، ٢٨١
الهند... ١٠٥، ١٥٦، ١٥٨
اليمن... ٩٣٨
فهرس المصادر والمراجع
فهرس المصادر والمراجع (١)
١- القرآن الكريم
٢- ابن جزي ومنهجه في التفسير.
لعلي محمد الزبيري، دار القلم، ط. الأولى، سنة ١٤٠٧هـ.
٣- الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها.
للدكتور محمد حسين الذهبي، دار الاعتصام، ط. الثانية، سنة ١٣٩٨هـ.
٤- إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر -المسمى: منتهى الأماني والمسرَّات في علوم القراءات.
لأحمد بن محمد البنا، تحقيق: الدكتور شعبان محمد إسماعيل، عالم الكتب ومكتبة الكليات الأزهرية، ط. الأولى، سنة ١٤٠٧هـ.
٥- الإتقان في علوم القرآن.
لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، توزيع دار الباز.
٦- الإجماع في التفسير.
لمحمد بن عبد العزيز الخضيري، دار الوطن، ط. الأولى، سنة ١٤٢٠هـ.
٧- الأحاديث المختارة، أو المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
للإمام ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن الحنبلي المقدسي، تحقيق: الدكتور عبد الملك بن دهيش، دار خضر، ط. الرابعة، سنة ١٤٢١هـ.
٨- الإحاطة في أخبار غرناطة.
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله السَّلماني الشهير بلسان الدين بن الخطيب، شرحه وضبطه: الدكتور يوسف علي الطويل، دار الكتب العلمية، ط. الأولى، سنة ١٤٢٤هـ.
٩- أحكام القرآن.
لأبي بكر أحمد بن علي الرَّازي الجصَّاص، ضبط نصه وخرج آياته: عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، ط. الأولى، سنة ١٤١٦هـ.
١٠- أحكام القرآن.
الأول: أن المراجع هنا مرتبة حسب ترتيب حروف المعجم.
الثاني: أن الطريقة في ذكر المراجع هنا كالتالي: أذكر اسم الكتاب، ثم اسم المؤلف، ثم اسم المحقق، ثم الناشر أو الطابع، ثم رقم الطبعة -عددها-، ثم سنة الطبع، وما ترك شيء منها -كعدم ذكر المحقق مثلاً- فلعدم ذكره في المرجع الذي رجعت إليه.
فهرس الموضوعات
الموضع... الموضوع... رقم الصفحة
المقدمة................................................................................ ٣
التمهيد............................................................................... ١٢
القسم الأول: أبو إسحاق الشاطبي ومنهجه في التفسير......................... ١٨
الفصل الأول: حياة أبي إسحاق الشاطبي.......................................... ١٩
المبحث الأول: عصر أبي إسحاق الشاطبي.............................................. ٢٠
المطلب الأول : الحالة السياسية............................................................ ٢١
المطلب الثاني : الحالة الاجتماعية............................................................ ٢٥
المطلب الثالث: الحالة العلمية............................................................... ٢٧
المبحث الثاني: ترجمة أبي إسحاق الشاطبي............................................... ٣٠
المطلب الأول: اسمه ونسبه................................................................. ٣١
المطلب الثاني: مولده ونشأته................................................................ ٣٢
المطلب الثالث: شيوخه وتلاميذه............................................................. ٣٤
المطلب الرابع: عقيدته ومذهبه الفقهي........................................................ ٤٠
المطلب الخامس: مكانته العلمية.............................................................. ٤٤
المطلب السادس: آثاره العلمية............................................................... ٤٦
المطلب السابع: وفاته...................................................................... ٤٩
الفصل الثاني: مصادر أبي إسحاق الشاطبي في التفسير.......................... ٥٠
الفصل الثالث: منهج أبي إسحاق الشاطبي في التفسير.......................... ٦٥
المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن.................................................... ٦٦
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة....................................................... ٦٨
المبحث الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.......................................... ٧١
المبحث الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين.......................................... ٧٤
المبحث الخامس: منهجه في القراءات.................................................. ٧٧
المبحث السادس: منهجه في أسباب النّزول............................................. ٧٩
المبحث السابع: منهجه في الجانب اللغوي.............................................. ٨١
المبحث الثامن: منهجه في دلالة السياق................................................. ٨٥
المبحث التاسع: منهجه في الاستنباط واستخراج الفوائد............................... ٨٧
Summary of Phتعالى thesis in Holy Quran and its Sciences.
Title of the thesis: Interpretation (Tafsear) of ﷺbe-Eshak ﷺ l-Shatebi of Holy Quarn (collection and study)
Prepared by: Mohamed رضي الله عنen ﷺbd-Allah رضي الله عنen Salah ﷺl-dala
This thesis was defended in Wednesday (٨-٢-١٤٢٧ H) in ﷺ l-Emam Mohamed رضي الله عنen Saudi University، Faculty of religious studies، Rayed. The candidate was awarded Phتعالى with the first grade of honor.
Abstract of the thesis:
١... In this thesis، the candidate collects the ﷺbe-Eshak ﷺ l-Shatebi interpretation (Tafsear) of the Holy Quarn from selected number of published books like، Mowafakat and ﷺ tesam، ﷺ lmakased ﷺ lshafia and Fatawa ﷺ l-Shatebi.
٢ The ﷺbe-Eshak ﷺ l-Shatebi interpretation reaches about ٢٣٩ positions in the Holy Quarn، which talked about more than three hundreds verses. In addition، the candidate discusses more than ٣٠٠ problems discussed by ﷺbe-Eshak ﷺ l-Shatebi.
٣ The studies revealed that the ﷺ l-Shatebi was highly interested in various interpretations oh Holy Quarn specially the reasons behind each verses، as well as the benefits underlying these verses. In addition، he was highly concerned by establishing relationships between Holy Quarn verses and Hadith.
٤... Organization of the thesis
The thesis includes the following points:
؟؟Research proposal
؟؟Introduction
؟؟Context of studies
؟؟Two sections
؟؟Conclusion
؟؟Appendices
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
؟؟Context of studies
The interpretation characters in the era of ﷺbe-Eshak ﷺ l-Shatebi.
First section:
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لرسالة دكتوراه في القرآن وعلومه.عنوان الرسالة :( أقوال أبي إسحاق الشاطبي في التفسير - جمعاً ودراسة )
إعداد :( محمد بن عبد الله بن صالح الضالع )
وقد نوقشت في جامعة الإمام محمد بن سعود في كلية أصول الدين بالرياض يوم الأربعاء
(٨/٢/١٤٢٧هـ) وقد منح درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.
... وملخص هذه الرسالة ما يلي :-
١- أن الباحث جمع فيها أقوال أبي إسحاق الشاطبي في التفسير من كتبه المطبوعة ومنها : الموافقات والاعتصام، والمقاصد الشافية، وفتاوى الشاطبي.
٢- أن أقوال الشاطبي في التفسير بلغت (٢٣٩) موضعاً، تحدث فيها الشاطبي عن أكثر من ثلاثمائة آية، كما ناقش فيها الباحث أكثر من ثلاثمائة مسألة ذكرها الشاطبي.
٣- أن الدراسة بيَّنت بأن للشاطبي اهتماماً بالتفسير المأثور، والقراءات، وأسباب النزول، وتقرير الأحكام الشرعية من الآيات، واستنباط الفوائد منها، والجمع بين الآيات والأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض، وتوجيه الإشكال في الآيات، والرد على الأقوال الضعيفة والشاذة، وبيان مقاصد السلف بالنسخ، وإيضاح معنى الآية من حيث الجانب اللغوي ودلالة السياق.
٤- أن خطة البحث في الرسالة اشتملت على ما يلي :
- خطة البحث :
تشتمل خطة البحث على مقدمة وتمهيد وقسمين وخاتمة وفهارس.
- المقدمة :
- التمهيد : سمات التفسير في عصر أبي إسحاق الشاطبي.
القسم الأول : أبو إسحاق الشاطبي ومنهجه في التفسير. [وفيه أربعة فصول].
... الفصل الأول : عصر أبي إسحاق الشاطبي. [وفيه مبحثان]
...... المبحث الأول : عصر أبي إسحاق الشاطبي. [وفيه ثلاثة مطالب].
............ المطلب الأول : الحالة السياسية.
............ المطلب الثاني : الحالة الاجتماعية.
............ المطلب الثالث : الحالة العلمية.
...... المبحث الثاني : ترجمة أبي إسحاق الشاطبي. [وفيه سبعة مطالب].
............ المطلب الأول : اسمه ونسبه.
............ المطلب الثاني : مولده ونشأته.