الحمد لله رب العالمين. ربِّ إياك نعبد، وإياك نستعين، و عليك نتوكل، وإليك نسعى ونَفِرّ. وصلى الله وسلّم على النبيّ العربيّ الأميّ محمدٍ، وآله، وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد :
فإن علوم العربية كلها انبثقت مرتبطة بالقرآن الكريم، دائرة في فلكه.
وكان المصنفون في علوم العربية يجتهدون في ربط ما يَرْقُمُون بكلام الله ؛ احتجاجاً لكلامهم، وتقويةً لعلومهم ؛ يحرصون على ذلك أكمل الحرص، وأجمله.
وهم مع ذلك لا يفوّتون الفرصة في تجلية معنى ما يوردون من آيات، أو بيان ما يحتاج إلى بيان، مما يعين على فهم مراد الله ؛ إن رأوا في ذلك مصلحة.
وإذا ما قَلَّبْتَ نظرك في صَنعة أحدهم، ألفيت فيها آيات مفسرة، وغوامض مفردات مُظهَرة، ولو قُدّر لك إحصاؤها لخرجت بمؤلَّف مستقل في هذا الشأن.
وقد كانت لي قراءات متعددة في كتب العربية، اطلعت في أثنائها على مصنفات متنوعة المحتوى ؛ بتنوع فنونها، متفاوتة القيمة ؛ بتفاوت مؤلفيها.
وحين كنت في طور التفتيش عن موضوع يكون مجال بحث ؛ أستكمل به متطلبات الدراسة المنهجية لمرحلة الماجستير في القرآن وعلومه ؛ كانت الهمة مصوّبة نحو علوم العربية وعلمائها، وقُدِّر لي أن أنتخب من أفواج علمائها، عَلَماً له في تفسير كلام الله أقوال متكاثرة، وله من تفسير كلام الله مواقف ظاهرة ؛ حريٌّ أن يُبرَز شخصه في هذا الفن فتُجمع أقواله فيه ؛ فتُدْرَس ؛ ذلكم هو : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ؛ أحد علماء القرنين الثالث و الرابع الهجريين ؛ المتوفى سنة ٣٢١ هـ.
طالعت في مؤلفاته ؛ فألفيته قد نثر فيها عدداً غير قليل من الأقوال التفسيرية وجعل فيها من الآراء ما انفرد عن غيره به.
وقد أحصيت أقواله في التفسير ؛ فإذا الذي قاله من قِبَل نفسه يربو على ثلاثمائة قول، أما التي نقلها عن غيره فَضِعْفَا ما قاله بنفسه.
الارتباط بين التفسير واللغة
مَن يتأمل في الغاية مِن التفسير يجدها متمثلة في بيان القرآن وشرحه، حتى يُفْهَم كلامُ الله ومرادُه فيما أنزل ؛ وكلُّ ما كان مُوْصِلاً لهذه الغاية كان من التفسير.
فمعرفة الغريبِ، وأساليبِ العرب في خطاباتهم ؛ والعلمُ بما يتصل بنزول الآية : سبباً أو مكاناً، أو زماناً ؛ ومعرفةُ ما يتعلق بالآية من إجمال وتبيين، وعموم وتخصيص وإطلاق وتقييد، وناسخ ومنسوخ، هو من التفسير ؛ إذ كلُّ ذلك مما يعين على فهم الآية.
الفصل الأول : عصر ابن دريد
لا يكون الحديث عن المرء صادقاً وافياً، دون أن تُعْرَف شخصيتُه تمام المعرفة، ويحسُن أن تمتد تلك المعرفة حتى تحيط بالمؤثرات في تلك الشخصية، سواء كانت تلك المؤثرات قريبة أو بعيدة.
وعليه ؛ لن يكون الكلام عن حياة ابن دريد، إلا بعد أن يُسبَق بتسليط الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية، في الفترة التي عاشها على امتدادها، قرابة قرن من الزمان شغلت فيه من عُمُر الدولة العباسية ما بين سنة ٢٢٣ هـ، حتى سنة ٣٢١ هـ.
وسيكون الكلام عن ذلك – إن شاء الله – في مباحث ثلاثة، هي :
المبحث الأول : الحالة السياسية.
المبحث الثاني : الحالة الاجتماعية.
المبحث الثالث : الحالة العلمية.
- - - - -
المبحث الأول : الحالة السياسيّة
عصر ابن دريد يبدأ من خلافة : المعتصم، محمد بن هارون ؛ حيث ولد ابن دريد سنة ٢٢٣ هـ، إذ كانت خلافة المعتصم واقعة ما بين سنة ٢١٨هـ، حتى سنة ٢٢٧هـ.
ثم تولى الخلافة بعد المعتصم : الواثقُ باللهِ هارونُ بن محمد بن هارون، وامتدت خلافته إلى سنة ٢٣٢ هـ.
ثم تولى الخلافة بعد الواثق أخوه : المتوكلُ على اللهِ جعفرُ بن محمد بن هارون، وامتدت خلافته حتى قُتِل سنة ٢٤٧ هـ.
ثم بويع بعده ابنه : المنتصرُ باللهِ محمدٌ، وكانت خلافته ستة أشهر، حيث كانت وفاته سنة ٢٤٨ هـ.
ثم بويع بعد المنتصر بالله : المستعينُ باللهِ أحمدُ بن محمد بن المعتصم، وامتدت خلافته حتى خلع نفسه سنة ٢٥٢ هـ.
ثم تولى الخلافة بعد المستعين بالله : المعتزُّ باللهِ الزبيرُ بن جعفر المتوكل، وامتدت خلافته إلى أن خلع نفسه سنة ٢٥٥ هـ، ومات بعدها بستة أيام.
ثم تولى الخلافة بعد المعتز بالله : المهتدي باللهِ محمدُ بن هارون الواثق، وامتدت ولايته حتى سنة ٢٥٦ هـ.
ثم تولى بعده : المعتمدُ على اللهِ أحمدُ بن جعفر، وامتدت خلافته حتى سنة ٢٧٩ هـ.
الفصل الثاني : حياة ابن دريد الشخصية والعلمية
اعتاد الكتَّاب في مناهج المؤلفين السيرَ على جادة اختطوها لأنفُسهم ؛ بحيث إنهم يُقَدِّمون بين يدي حديثهم عن المنهج المُتَّبَع في المؤلَّف، التعريفَ بالمؤلِّف.
وهذا الفصل من الدراسة أَوَانُ الكلام عن صاحب هذه الأقوال التفسيرية المجموعة : ابنِ دريد، وسأتناول ذلك في مباحث تسعة :
المبحث الأول : اسمه، و كنيته، ونَسَبه، و لقبه.
المبحث الثاني : مولده، ونشأته، ورحلاته، وطلبه للعلم.
المبحث الثالث : شيوخه.
المبحث الرابع : تلاميذه.
المبحث الخامس : مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه.
المبحث السادس : الانتقادات الموجهة إليه.
المبحث السابع : عقيدته، ومذهبه الفقهي.
المبحث الثامن : وفاته.
المبحث التاسع : آثاره.
- - - - -
المبحث الأول : اسمه، وكنيته، ونسبه، ولقبه
اسمه، وكنيته، ونسبه، ولقبه (١) :
الفصل الثالث : مصادره في التفسير
جُمِع هذا التفسير من أفواه كتب ابن دريد ؛ التي نطقت بقَدْرٍ لا يستهان به من الأقوال التفسيرية ؛ أخذتُ بعضها، وتركتُ ضِعْفَيْ ما أَخَذْت ؛ وما جئتُ إلا بما ارتجَل ابن دريد تفسيره، أما ما رغبتُ عن ذِكره فذاك ما نقله عن غيره.
وإذا قُصِد الكلام عن مصادره في التفسير، فلا بد أن يُنَبّه على أمرين :
الأول : أن الكلام عن مصادره ينبغي أن يكون عن مصادر ما فسّره ابتداء، وكذلك مصادره فيما نقله عن غيره.
أما الكلام عن مصادر ما فسره ابتداء ؛ فلأنه لا يُتصوَّر أن يتناول أحد كلام الله بالتفسير إلا وهو متأهل بعلمٍ أفاده من غيره.
وأما الكلام عن مصادره فيما نقله عن غيره ؛ فلأنه يعطي شيئاً من الانطباع عن مصادره في تفسيره الذي قاله ابتداء.
الآخر : أن هذا التفسير جُمِع من كُتُبٍ لم يضعْها المؤلِّف لتفسير القرآن قصداً ؛ بل هي موضوعة في لغة العرب ؛ وعليه فإن مصادره في التفسير هي ذات مصادره في عامة ما ذكر في تلك الكتب.
وسيكون الكلام - إن شاء الله - عن مصادره في التفسير، مُنَجّماً في مباحث أربعة، هي :
المبحث الأول : مصادره التي لم يصرح بها.
المبحث الثاني : مصادره التي صرح بها.
المبحث الثالث : طريقته في النقل من المصادر.
المبحث الرابع : أغاليطه فيما نسبه إلى أبي عبيدة.
- - - - -
المبحث الأول : مصادره التي لم يصرح بها
دَأَب أهل العلم على الرحلة في طلبه، والجلوسِ إلى الأشياخ لجَلْبه، وقد كانوا يعتنون بأمر المشافهة في أخذه دراية ورواية ؛ رغبة في علوّ الإسناد، وإصابةِ السَّداد.
فكان السماع من الأشياخ عنصراً مهماً لدى المتعلمين ؛ وإنْ طوَّفْتَ في كُتُب ابن دريد متأملاً في الآيات التي تناولها بالتفسير، أو مدققاً في ألفاظ العربية المتعلقة بذلك ؛ تُلْفِ هذا ظاهراً في مادته التفسيرية.
الفصل الرابع : منهج ابن دريد في التفسير
بين يدَي الحديث عن منهج ابن دريد في التفسير، تجْدُر الإشارة إلى أن هذا التفسير قد لُمّ شتاته من صفحات كُتُبه، وقُرِّب بعضه إلى بعض - هنا - حتى اجتمعت أقواله.
وإذا كان الأمر كذلك ؛ فإن انطلاق الكلام عن منهجه في التفسير، في ضوء هذا المجموع لن يكون - من حيثُ الدقةُ - كالكلام عن منهج مؤلِّف قَصَدَ وضعَ كتابٍ في ذلك واختط لنفسه جادة لا يبرحها كذلك.
ومناقشة منهج ابن دريد ستكون - إن شاء الله - في مباحث عشرة :
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثاني : تفسير القرآن بالسنة.
المبحث الثالث : تفسير القرآن بأقوال الصحابة و التابعين.
المبحث الرابع : تفسير القرآن باللغة.
المبحث الخامس : عنايته بالقراءات، وتوجيهها.
المبحث السادس : اهتمامه بعلوم القرآن.
المبحث السابع : عنايته بالغريب.
المبحث الثامن : موقفه من الاسرائيليات.
المبحث التاسع : موقفه من آيات الصفات.
المبحث العاشر : تحرز ابن دريد في التفسير.
- - - - -
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن
دَرَجَتْ عادة الناس على استشراح الكتب التي يقرؤونها ؛ حتى تكتمل لهم الفائدة منها. وكتابُ الله الذي به صلاح المعاش والمعاد ؛ أحق بذلك.
واعلم أنّ طلبَ فهمِ كلام الله بكلامه، هو أهدى السبل، وأسماها، قال الله تعالى :﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ (١)، أي : لا يعارِضون ويدفعون رسالتك بشيء ؛ إلا أنزلنا عليك قرآناً جامعاً للحق في معانيه واضحاً تام البيان في ألفاظه (٢).
(٢) ٢ ) بتصرف من تيسير الكريم الرحمن، للسعدي ٣ / ٤١٠.
...... ب سورة الفاتحة ا
( ١ ) [ ١ ] قال ابن دريد : الحمد : أم القرآن ؛ لأنه يبتدأ بها في كل ركعة.
( الاشتقاق ٢٣٦ )
وقال : وكل ما بَدَأْتَ به فقد استفتحتَه، وبه سُمِّيَتْ الحمد فاتحة الكتاب، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ت ح ف] ١ / ٣٨٦ )
- - - - - - -
حول ما قال ابن دريد جملة من المسائل :
الأولى : أسماء سورة الفاتحة :
كثرة أسماء الشيء دليل شرفه ؛ والفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة، فقد أوصلها السيوطي (١) في الإتقان (٢) إلى نيف وعشرين اسماً لم تحصر - حسب علمي- في كتاب قبله ؛ لكن الذي ثبتت به السنة الصحيحة من هذه الأسماء سوى الفاتحة (٣) هو : أم الكتاب (٤)، وأم القرآن، والسبع المثاني (٥)، والقرآن العظيم (٦).
....................................................................................
- - - - - - -
الثانية : مستند تسميتها بأم القرآن وفاتحة الكتاب :
(٢) ٢ ) ١ / ١٦٧ - ١٧١.
(٣) ٣ ) انظر دليل تسميتها بالفاتحة : صحيح مسلم، كتاب : الصلاة، باب : وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة [ ١ / ٢٩٥ ] [ ح : ٣٤ ].
(٤) ٤، ٥، ٦ ) انظر أدلة تسميتها بتلك الأسماء : سنن أبي داود، كتاب : الوتر، باب : فاتحة الكتاب [ ٢ / ١٤٩ - ١٥٠ ] [ ح : ١٤٥٧ ] ؛ ومسند أحمد [ ٢ / ٤٤٨ ].
ب سورة البقرة ا
( ٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) ﴾
قال ابن دريد : الرَّيب : الشَّكّ، من قوله جل وعز :﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ z ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر ي ] ١ / ٣٣٢ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد ( الريب ) في الآية بأنه : الشك ؛ وتفسيره هذا هو عين ما ذهب إليه المفسرون سلفاً وخلفاً.
بسورة آل عمران ا
( ٢٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٧) ﴾
قال : وَكَفَلْتُ الرجل والمرأة، إذا تكفّلتُ مؤونته، فأنا كافل وهو مكفول ؛ وهو معنى قوله جل ثناؤه :﴿ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ف ك ل ] ٢ / ٩٦٩ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد هنا معنى ( الكفالة ) في الآية، فذكر أن المراد بها : التكفل بالمؤونة ؛ وهذا المعنى بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، و ابن جبير، وقتادة، والربيع (١)، في آخرين (٢).
ومن أقوالهم في معنى الحرف :
.....................................................................................
- - - - - - -
عن الربيع في قوله تعالى :﴿ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ قال :( ضَمَّها إليه ) (٣).
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٩١ ؛ واليزيدي في غريب القرآن ١٠٤ ؛ وابن جرير في جامع البيان ٣ / ٢٤١ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٧٨ ؛ والواحدي في الوسيط ١ / ٤٣١ ؛ والراغب في المفردات ٤٥٣ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ١ / ٤٣٤ ؛ والزمخشري في الكشاف ١ / ٥٣٣ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ٣ / ٦٦ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٤ / ٧٥ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٤٩٦ - ٤٩٧ ؛ وابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل ١ / ١٤٧ ؛ والشوكاني في فتح القدير ١ / ٥٠٠.
(٣) ١ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٢ / ٦٣٩.
ب سورة النساء ا
( ٣٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا $ygy_÷ ry- وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١) ﴾
قال : في التنزيل :﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ بالنصب، ومَن قرأ عند البصريين (١) بالجر فقد لحن (٢).
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ر م ] ١ / ٥٢٣ )
- - - - - - -
ذَكَرَ ابن دريد خَطَأَ قراءة مَن قرأ بالجر في قوله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَالْأَرْحَامَ ﴾ ؛ وفي ذلك مسألتان :
أولى المسألتين : القراءات الواردة في قوله :﴿ وَالْأَرْحَامَ ﴾ :
أشار ابن دريد إلى قراءتين متواترتين من القراءات الواردة في هذا الحرف :
" أُولاهما :﴿ وَالْأَرْحَامَ ﴾ بنصب الميم ؛ قرأ بها : جمهور القراء.
.....................................................................................
- - - - - - -
" أ ُخراهما :﴿ P%tnِ'F{$#ur ِ ﴾، بخفض الميم ؛ قرأ بها : حمزة (٣).
أخرى المسألتين : الحكم على قراءة :﴿ وَالْأَرْحَامَ ﴾ جراً باللحن :
حكم ابن دريد على قراءة الجر ؛ فقال : إنه لَحْن عند البصريين، وقد ذكر العلماء سببين لذلك :
(٢) ٢ ) اللحْن : إمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية. انظر : تهذيب اللغة ٥ / ٤١ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٢٣٩.
(٣) ١ ) انظر القراءتين في : المبسوط ١٧٥ ؛ والنشر ٢ / ٢٤٧ ؛ وإتحاف فضلاء البشر ٢٣٦ ؛ والبحر المحيط ٣ / ٤٩٧. ( والقراءتان سبعيتان ).
ب سورة المائدة ا
( ٤٢ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٤) ﴾
قال : يقال : فلان جارحة أهله، أي : كاسبهم. وبه سميت جوارح الإنسان : يداه وعيناه، ورجلاه، ولسانه، وأذناه ؛ اللواتي يكسبن له الخير والشر ؛ وجوارحُ الطير والكلاب من هذا ؛ لأنها كواسب على أهلها، وهو معنى قوله :﴿ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ﴾.
( الاشتقاق ٦٠ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى ﴿ الْجَوَارِحِ ﴾ في الآية، أن المراد بها : جوارح الطير والكلاب لأنها كواسب على أهلها. وقد اختلف في ذلك على قولين :
o أولهما : أن المراد بها :( جوارح الطير والكلاب ) ؛ لأنها تجرح لأهلها، أي : تكسب لهم، وإليه ذهب ابن عباس - رضي الله عنهم -، والحسن، ومجاهد (١)، في آخرين (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ١٥٤ ؛ والجصاص في أحكام القرآن ٣ / ٣٠٩ ؛ و السمعاني في تفسيره ٢ / ١٣ ؛ وابن العربي في أحكام القرآن ٢ / ٣٦ - ٣٧ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٦ / ٦٩.
ب سورة الأنعام ا
( ٤٤ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) ﴾
قال :.. وطَعِمتُ أنا أَطْعَم طُعْماً، إذا أكلت وفي التنزيل :﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ و ﴿ لَا يَطْعَم ﴾ أيضاً.
( الاشتقاق ٨٨ )
- - - - - - -
اشتمل كلام ابن دريد على مسألتين :
الأولى : معنى الطُّعْم :
ذكر ابن دريد أن المراد بالطُّعْم : الأكل، وهذا بنحو قول السدي (١) ؛ والكلبي (٢) في آخرين (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
عن السدي في معنى قوله :﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ قال :( يَرْزُق ولا يُرْزَق ) (٤).
وقال النحاس :( يَرْزُق ولا يُرْزَق، ويَعول ولا يُعال ) (٥).
(٢) ٢ ) انظر : الوسيط ٢ / ٢٥٧.
والكلبي هو : محمد بن السائب بن بشر، أبو النضر الكوفيّ. النسّابة المفسّر، تَرَكَه القطان، وابن مهدي. توفي سنة ١٤٦ هـ. انظر : ميزان الاعتدال ٦ / ١٥٩ ؛ وطبقات المفسرين للداودي ٢ / ١٤٤.
(٣) ٣ ) منهم : الأخفش في معاني القرآن ٢ / ٤٨٣ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٢ / ٤٠٥ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٣ ؛ والسمرقندي في تفسيره ١ / ٤٧٦ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٤ / ١٣٨ والماوردي في النكت والعيون ٢ / ٩٨ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٢ / ١١٣ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ٦ / ١٦ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ١ / ٤٦٨.
(٤) ١ ) انظر : جامع البيان ٧ / ١٥٩.
(٥) ٢ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٤٠٥.
ب سورة الأعراف ا
( ٥٦ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨) ﴾
قال : والدَّحْر : دَفْعُك الشيءَ عن نفسك من قولهم : اللهم ادحر عنا الشيطان دَحْراًً والشيطان مدحور. وفي التنزيل :﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ﴾ أي : مُبْعَداً، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح د ر ] ١ / ٥٠١ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى ﴿ مَدْحُورًا ﴾ لغة ؛ ثم فسّر الحرف في الآية بأن معناه : مُبعداً وهذا بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والربيع (١)، ومقاتل والكلبي (٢)، في آخرين (٣).
فعن السدي قال :( وأما مدحوراً فمطروداً ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الكلبي :( مدحوراً : مَقصياً من الجنّة ومن كل خير ) (٥).
(٢) ٢ ) انظر : تفسير السمرقندي ١ / ٥٣٣ ؛ ومعالم التنزيل ٢ / ١٨٣.
(٣) ٣ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢١٢ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ١٤٤ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٣٢٤ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٣ / ١٩ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٢٥٥ ومكي في تفسير المشكل ٨٣ ؛ والسمعاني في تفسيره ٢ / ١٧٠ والراغب في المفردات ١٦٧ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١٧٥ ؛ والعز بن عبد السلام في تفسيره ١ / ٤٧٨ والخازن في تفسيره ٢ / ٤٨٩ ١٧١ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٨ القسم الثاني / ٥٠.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٨ / ١٣٨.
(٥) ١ ) انظر : الكشف والبيان ٤ / ٢٢٢.
ب سورة الأنفال ا
( ٦٨ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥) ﴾
قال في معنى مكاء : الصفير، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ك م و ] ٢ / ٩٨٤ )
- - - - - - -
اتفق المفسرون على أن تأويل قوله تعالى : مُكَاءً ﴿ ﴾ : صفيراً، فوَرَدَ هذا عن ابن عمر، وابن عباس - رضي الله عنهم -، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وحُجْر ابن عَنْبَس (١)، والسدي، وعبدالرحمن بن زيد، وأبو رجاء العطاردي، ومحمد بن كعب وعكرمة (٢)، في آخرين (٣).
عن ابن عمر - رضي الله عنهم - في معنى قوله تعالى : مُكَاءً ﴿ ﴾ قال ( المكاء : الصفير ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ١ / ٢٣٦ ؛ وجامع البيان ٩ / ٢٤٠ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٥ / ١٦٩٥ وتفسير ابن كثير ٢ / ٢٩٣.
(٣) ٣ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٤٦ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ١٥٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٤١٢ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٤ / ٣٥٣ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٩٢ والواحدي في الوسيط ٢ / ٤٥٨ ؛ والراغب في المفردات ٤٩١ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ٢٠٣ والخازن في تفسيره ٣ / ٣٨ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٥٤٨ ؛ والشوكاني في فتح القدير ٢ / ٤٣١.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٥ / ١٦٩٥.
ب سورة براءة ا
( ٧٢ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِن اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨) ﴾
قال : والنَّجْس والنِّجس والنَّجَس : ثلاث لغات في النَّجِس، إذا قالوا : رِجس نِجْس بكسر النون إتباعاً لكسرة الرِّجس. وقد قرئ :﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ ونِجْس، وكأن النَّجَس المصدر ؛ نَجِس بيّن النَّجَس، والجمع أنجاس والاسم النجاسة.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج س ن ]، ١ / ٤٧٦ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : اللغات في :( نجس ) :
بدأ ابن دريد كلامه على حرف ﴿ نَجَسٌ ﴾ بإيراد اللغات فيه، وهي :
١. النَّجْس.
٢. النِّجْس.
٣. النَّجَس.
.....................................................................................
- - - - - - -
وهذه اللغات متفق عليها عند علماء اللسان (١).
الأولى : اختلاف القراء في قوله تعالى :﴿ نَجَسٌ ﴾ :
ذكر ابن دريد قراءتين من القراءات الواردة في الحرف :
" الأولى :﴿ نَجَسٌ ﴾ بفتح النون و الجيم، قرأ بها الجمهور على أنه : مصدر نَجِس نَجَساً، أي : قَذِر قَذَراً. والقراءة سبعية.
ب سورة يونس ا
( ٧٥ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) ﴾
قال : والبَدَن : الدِّرع في هذا الموضع، والله عز وجل أعلم.
( الاشتقاق ٢٦٧ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد قوله :﴿ بِبَدَنِكَ ﴾ على أنه : الدرع، ولأهل التأويل فيه أقوال :
o أولها : أن المراد بالبدن : الدرع، وقال به ابن عباس - رضي الله عنهم - (١)، وأبو صخر (٢) ومكي (٣).
o الثاني : بجسدك بلا روح، قاله عبد الله بن شداد (٤)، ومجاهد (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
o الثالث : وحدك، قاله ابن قتيبة (٦).
(٢) ٢ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٦ / ١٩٨٣.
وأبو صخر هو : حميد بن أبي المخارق زياد القُتْبي الخرّاط. من أهل المدينة، مولى بني هاشم. يروي عن نافع ومحمد بن كعب وغيرهما، وروى عنه المفضل، وفضالة وغيرهما. قال أحمد بن حنبل :( أبو صخر ليس به بأس ) وقال يحيى بن معين :( هو ضعيف ). انظر : الأنساب ٢ / ٣٣٨ ؛ وتهذيب الكمال ٧ / ٣٦٦.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير المشكل ١٠٤.
(٤) ٤ ) هو : ابن الهاد الليثي، المدني أبو الوليد، ابن خالة خالد بن الوليد. كانت أمه سلمى بنت عميس تحت حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -، فلما استشهد تزوجها شداد فولدت له هذا. وكان فقيها كثير الحديث لقي كبار الصحابة. قتل سنة ٨٢ هـ. انظر : تهذيب الكمال ١٥ / ٨١ ؛ و تاريخ الإسلام ٦ / ١١١.
(٥) ٥ ) انظر : جامع البيان ١١ / ١٦٥ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٦ / ١٩٨٣.
(٦) ١ ) ذكره عنه ابن الجوزي في زاد المسير ٤ / ٦١.
ب سورة هود ا
( ٧٦ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (٤٠) ﴾
قال : والزوج زوج المرأة، والمرأة زوج الرجل، وكل اثنين زوج (١)، وكل أنثى وذكر فهما زوجان ؛ كذلك في التنزيل :﴿ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ز و ] ١ / ٤٧٣ )
- - - - - - -
ب سورة يوسف ا
( ٨٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (١٣) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ ûلَيُحْزِنُني ﴾ و ﴿ لَيَحْزُنُنِي ﴾.
( الاشتقاق ١٠٠ )
- - - - - - -
أورد ابن دريد قراءتين من القراءات الواردة في قوله تعالى :﴿ لَيَحْزُنُنِي ﴾ وهما :
" الأولى :﴿ لَيُحْزِنُني ﴾ بضم الياء وكسر الزاي، قرأ بها نافع.
" الأخرى :﴿ لَيَحْزُنُنِي ﴾ بفتح الياء وضم الزاي، قرأ بها الباقون.
وقراءة نافع وإن كانت خلاف ما عليه الأكثرون إلا أنها لغة صحيحة، وما قرأ به الأكثرون أشهر وأفشى (١).
ومردّ اختلاف القراءتين الفعل، فبفتح الياء من : حَزَنَني يَحْزُنُني ؛ وبضمها من : أحْزنني ؛ أي : جعل فيّ الحزن (٢).
- - - - -
( ٨٤ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩) ﴾
قال : يقال : دلا دَلْوَه يَدْلُوها دَلْواً، إذا ألقاها في البئر، وأَدْلى يُدْلي إدلاء، إذا انتزعها من البئر. وفي التنزيل :﴿ فَأَدْلَى دَلْوَهُ ﴾، أي : انتزعها، والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ د ل و ] ٢ / ٦٨٢ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى مسألتين :
الأولى : التفريق بين ( دلا ) و ( أدلى ) :
ذكر ابن دريد أن معنى ( دلا ) الثلاثي : ألقى، و ( أدلى ) الرباعي : انتزع.
(٢) ٢ ) انظر : كشف المشكلات، للباقولي ١ / ٣٥٨ - ٣٥٩.
ب سورة الرعد ا
( ٩٥ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (١٠) ﴾
قال : وسَرِب فلان في حاجته، إذا مضى فيها، وكل ماضٍ بنهار في حاجته فهو سَارِب. وفي التنزيل :﴿ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر س ] ١ / ٣٠٩ )
- - - - - - -
حَمَل ابن دريد قوله :﴿ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ على ظاهره، فجعل المراد : المضي بالنهار ؛ وفي هذا الحرف قولان :
o أحدهما : قيل : ظاهر، أو سالك في مذاهب وجوهه، أو خارج. وعليه جُلّ المفسرين، منهم : ابن عباس - رضي الله عنهم - ومجاهد، والحسن، وقتادة، وعكرمة (١) والفراء (٢)، وأبوعبيدة (٣).
o الآخَر منهما : قيل ﴿ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ : المستتر، من قولهم : انسرب الوحش : إذا دخل في كِناسه. وهذا قول الأخفش (٤)، ومحكيّ عن قطرب (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
والراجح القول الأول ؛ إذ استعمال سارب بمعنى : ظاهرٍ، أكثر استعمالاً في اللغة من المعنى الآخر (٦).
وقُرر غير مرة أن كلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر عند العرب.
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن ١ / ٣٦٩.
(٣) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٢٣٢.
(٤) ٤ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٥٩٥.
(٥) ٥ ) انظر : زاد المسير ٤ / ٣١٠.
(٦) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ١٢ / ٢٨٧ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٤٤٧ ؛ ولسان العرب ١ / ٤٦٢.
ب سورة إبراهيم ا
( ٩٨ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ ¾دmح !#u'ur عَذَابٌ غَلِيظٌ (١٧) ﴾
﴿ وَمِنْ ¾دmح !#u'ur عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ قال : أي أمامه. وقال الفرزدق (١) :
أَتَرْجُو بنو مروانَ سَمْعي وطاعتي | وقومي تميمٌ والفلاةُ ورائيا |
( جمهرة اللغة، أبواب النوادر ٣ / ١٣١٨ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد هنا أن معنى قوله تعالى :﴿ وَمِنْ ¾دmح !#u'ur ﴾ أمامه، وهذا المعنى عليه الأكثرون من أهل التأويل واللغة (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
والفرزدق هو : همام بن غالب بن ناجية التميمي البصري، يكنى أبا فراس. شاعر عصره مع جرير، والأخطل يروي عن ابن عمر، وأبي هريرة - رضي الله عنه -. قال ابن حبان :( كان هتاكاً للحُرَم، وقذّافاً للمحصنات ؛ فتجب مجانبة روايته ) توفي سنة ١١٠ هـ. انظر : الضعفاء والمتروكين، للنسائي ٣ / ٤ ؛ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٩٠.
(٢) ٢ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٣٣٧ ؛ ومعاني القرآن، للأخفش ٢ / ٥٩٨ ؛ وجامع البيان ١٣ / ١٩٤ ونزهة القلوب ٤٦٥ ؛ ومعاني القرآن للنحاس ٣ / ٥٢٢ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ٢٠٣ ؛ والكشف والبيان ٥ / ٣٠٩ ؛ والوسيط ٣ / ٢٦ ؛ وتفسير القرآن، للسمعاني ٣ / ١٠٩ ؛ ومعالم التنزيل ٣ / ٣٣ ؛ وتفسير البيضاوي ٥ / ١٥٢ ؛ وأضداد ابن السكيت ٨١ ؛ وأضداد أبي حاتم ١٤٤ ؛ وأضداد الأنباري ٦٨.
ب سورة الحجر ا
( ١٠٠ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) ﴾
قال : ونَكِرْتُ فلاناً وأَنْكَرْتُه (١)، إذا جَهِلْتُه. وفي التنزيل :﴿ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾ فهذا مِنْ أَنْكَرْت.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ك ن ] ٢ / ٧٩٩ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى معنى قوله تعالى :﴿ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾، وأنه من أنكرتُ فلاناً إذا جهلتُه، و بنحو هذا المعنى قال جماهير المفسرين (٢)، وأهل اللغة (٣).
قال ابن جزي في قوله تعالى :﴿ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾ ( أي : لا نعرفهم ) (٤).
وقال ابن فارس :( النون، والكاف، والراء أصل صحيح، يدل على خلاف المعرفة التي يسكن إليها القلب. ونكر الشيء وأنكره : لم يقبله قلبه، ولم يعترف به لسانه.. ) (٥)
- - - - -
( ١٠١ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (٩١) ﴾
قال : والعِضو من أعضاء الإنسان وغيره. ويقال : عضَّيت الشاة وغيرها تعضية، إذا قطعتها أعضاء وفرّقتها عِضِين، ومنه قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ض ع و ] ٢ / ٩٠٥ )
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ١٤ / ٤١ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ٢٢٢ ؛ والكشف والبيان ٥ / ٣٤٥ ؛ وتفسير السمعاني ٣ / ١٤٤ ؛ ومعالم التنزيل ٣ / ٦٢ ؛ وزاد المسير ٤ / ٤٠٦ ؛ وتفسير الخازن ٣ / ٥١٣ ؛ والتفسير الكبير ٧ / ١٥٤ ؛ والتسهيل ١ / ٤٤٠ ؛ والتحرير والتنوير ١٤ / ٦٣.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ١٠٩ ؛ والصحاح ٢ / ٧١٣ ؛ و مقاييس اللغة ٥/ ٤٧٦ ؛ ولسان العرب ٥ / ٢٣٣.
(٤) ٤ ) انظر : التسهيل ١ / ٤٤٠.
(٥) ٥ ) انظر : مقاييس اللغة ٥/ ٤٧٦.
ب سورة النحل ا
( ١٠٢ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٣٧) ﴾
قال : الحِرص معروف. ويقال : حَرِص يحرِص حِرصاً وحرِص يحرَص حِرصاً. وقد قرئ :﴿ إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ ﴾، وإن تحرَص، والكسر أكثر.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ر ص ] ١ / ٥١٣ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
أولاهما : معنى الحرص في قوله تعالى :﴿ إِنْ تَحْرِصْ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن معنى ( الحرص ) معروف.
وقد تناول المفسرون (١)، وأهل اللغة (٢) هذا الحرف بالبيان.
قال السمعاني :( الحِرص : طلب الشيء بالجد والاجتهاد ) (٣).
وقال ابن عطية :( الحِرص : أبلغ الإرادة في الشيء، وهذه تسلية للنبي - ﷺ -، أي : إنّ حرصك لا ينفع، فإنها أمور محتومة ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال ابن منظور :( الحِرص : شدة الإرادة والشَرَه إلى المطلوب ) (٥).
أخراهما : القراءات في قوله تعالى :﴿ إِنْ تَحْرِصْ ﴾ :
أورد ابن دريد قراءتين في هذا الحرف :
" الأولى :﴿ إِنْ تَحْرِصْ ﴾ بكسر الراء ؛ قرأ بها الجمهور وهي المتواترة.
" الأخرى :( تحرَص ) بفتح الراء ؛ قرأها الحسن، و النخعي، وأبو حيوة (٦).
(٢) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٢ / ٤٠ ؛ ولسان العرب ٧ / ١١.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير السمعاني ٣ / ١٧٢.
(٤) ٤ ) انظر : المحرر الوجيز ١٠ / ١٨٣.
(٥) ١ ) انظر : لسان العرب ٧ / ١١.
(٦) ٢ ) انظر القراءتين في : المحتسب ٢ / ٩ ؛ والمحرر الوجيز ١٠ / ١٨٣ ؛ والبحر المحيط ٦ / ٥٢٩.
ب سورة الإسراء ا
( ١١٤ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيد فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥) ﴾
قال : وجُسْتُ القوم أَجُوسهم جَوْساً، إذا تخللتُهم، ومنه قول الله جل وعز :﴿ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج س - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٤١ )
- - - - - - -
جعل ابن دريد ( الجَوْس ) في قوله تعالى :﴿ فَجَاسُوا ﴾ بمعنى : التخلُّل، وللمفسرين في ذلك أقوال، أشهرها ثلاثة :
o أوّلها : مَشَوا وتَرَدَّدُوا بين المساكن والدُّور - وهو بمعنى قول ابن دريد -، وممن قال به ابن عباس - رضي الله عنهم - (١)، والواحدي (٢).
o ثانيها : طلبوا فيها كما يجوس الرجل الأخبار، قاله مجاهد (٣)، و اليزيدي (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
o آخرها : عاثوا وأفسدوا وقتلوا، قاله الفراء (٥)، وأبو عبيدة (٦)، والزجاج (٧).
وقبل ذكر الرأي المختار، يحسن الكشف عن معنى هذا الحرف عند أهل اللغة، فهو عندهم بمعنى : الطواف خلال الديار بذهاب ومجيء بين الدور تقصياً للأخبار (٨).
(٢) ٢ ) انظر : الوسيط ٣ / ٩٧.......
( ٣ ) انظر : زاد المسير ٥ / ٩.
(٣) ٤ ) انظر : غريب القرآن وتفسيره ٢١١.
(٥) ١ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٤٥.
(٦) ٢ ) انظر : مجاز القرآن ١ / ٣٧٠.
(٧) ٣ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٧٧.
(٨) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ٩٦ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٤٩٥ ؛ ولسان العرب ٦ / ٤٣ ؛ وتاج العروس ٤ / ١٢٣.
ب سورة الكهف ا
( ١٢٤ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (٩) ﴾
قال : أما الرَّقِيْم في التنزيل فهو : الدَّوَاة، والله أعلم.
( الاشتقاق ٤٤٠ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد قوله تعالى :﴿ ةOٹد%
چ٩$# ﴾
بأنه الدواة، وهذا الحرف اختلف فيه المفسرون على أقوال :o أحدها : ما قال ابن دريد : أنه الدواة، وهو قول عكرمة أيضاً.
o ثانيها : لوحُ رَصَاص كُتِبَتْ فيه أنساب هؤلاء ودينُهم ومِمَّ هربوا، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وابن جبير، وابن زيد.
o ثالثها : صخرة كُتِبَتْ فيها أسماء الفِتْيَة، قاله السدي.
o رابعها : الوادي الذي فيه الكهف، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة والضحاك.
o خامسها : اسم كلبهم، قاله ابن جبير.
o آخرها : اسم جبل أصحاب الكهف، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (١).
.....................................................................................
- - - - - - -
وأظهر الأقوال : أنه شيء كُتِب فيه كتاب، رجَّح هذا غير واحد من المفسرين (٢). وذلك شيء معروف لغة (٣).
(٢) ١ ) منهم ابن جرير في جامع البيان ١٥ / ١٩٩ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٤ / ٢١٩ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ١٧٣.
(٣) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ١٢٢ ؛ والصحاح ٤ / ١٥٧١ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٤٢٥.
ب سورة مريم ا
( ١٣٠ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢) ﴾
قال : في التنزيل :﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ أي : النُّبُوَّة، والله أعلم.
( الاشتقاق ١٤٨ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد ﴿ الْحُكْمَ ﴾ بأن معناه : النبوة ؛ والمفسرون فيه على أقوال ترجع إلى اثنين :
o الأول : العلم والفهم والحكمة، وممن قال به مجاهد، وعكرمة.
o الآخر : النبوة، وهو قول الأكثرين، منهم : ابن عباس - رضي الله عنهم -، والحسن (١).
ولعل القول الثاني هو الصواب ؛ ( لوجهين :
" الأول : أن الله تعالى ذكر في هذه الآية صفات شَرَفِه ومنقبتِه [ يعني : يحيى ] ومعلوم أن النبوة أشرف صفات الإنسان، فذِكْرُها في معرض المدح أولى من ذكر غيرها فوجب أن تكون نبوته مذكورة في هذه الآية، ولا لفظ يَصْلح للدلالة على النبوة إلا هذه اللفظة فوجب حملها عليها.
" الثاني : أن الحكم هو ما يُصلِح، لأنه يحكم به على غيره ولغيره على الإطلاق وذلك لا يكون إلا بالنبوة........................................
.....................................................................................
- - - - - - -
فإن قيل : كيف يُعقل حصول العقل والفطنة والنبوة حال الصبا ؟
قلنا : هذا السائل إما أن يمنع من خرق العادة، أو لا يمنع منه، فإن منع منه فقد سد باب النبوات ؛ لأن بناء الأمر فيها على المعجزات، ولا معنى لها إلا خرق العادات، وإن لم يمنع فقد زال هذا الاستبعاد فإنه ليس استبعاد صيرورة الصبي عاقلاً أشد من استبعاد انشقاق القمر وانفلاق البحر ) (٢).
(٢) ١ ) انظر : التفسير الكبير ٧ / ٥١٦ - ٥١٧.
ب سورة طه ا
( ١٣٦ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (١٥) ﴾
قال : وأخفيتُ الشيء إخفاءً ويقال : خَفَيْتُ الشيء إذا أظهرته، وأخفيتُه إذا سترتَه. وقد قُرىء : أكادُ أَخْفيها و ﴿ أُخْفِيهَا ﴾ بالفتح، والضمّ، واللهّ أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ف - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٥٥ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى :﴿ أُخْفِيهَا ﴾ :
من خلال كلام ابن دريد في معنى هذا الحرف يتبين أنه من الأضداد، قال أبوعبيدة في المجاز عن هذا الحرف :( له موضعان : موضع كِتْمَان، وموضع إظهار ؛ كسائر حروف الأضداد ) (١).
ولأهل التأويل في معناه أقوال، بيانها يأتي - إن شاء الله - لاحقاً.
الأخرى : القراءات الواردة في :﴿ أُخْفِيهَا ﴾ :
أشار ابن دريد إلى القراءتين الواردتين في هذا الحرف (٢) :
.....................................................................................
- - - - - - -
" أولاهما :( أَخفيها ) بفتح الألف، قرأ بها ابن جبير، و الحسن، ومجاهد.
" أخراهما :﴿ أُخْفِيهَا ﴾ بضم الألف، قرأ بها الجمهور وهي المتواترة.
ما قيل في معنى القراءتين :
" أما قراءة الفتح ففيها قولان :
١. قيل : أُظهِرها، من خَفيت الشيء، أي : أظهرته، وأخفيته : سترته. وهذا هو المشهور.
٢. وقيل : بل هما بمعنى واحد (٣).
وانظر كذلك : أضداد ابن السكيت ٨٢ ؛ وأضداد ابن أبي حاتم ١٩١ ؛ وأضداد الأنباري ٩٥.
(٢) ٢ ) للقراءتين ومعناهما انظر : معاني القرآن، للفراء ٢ / ٩٤ ؛ وجامع البيان ١٦ / ١٥٠ ؛ والمحتسب ٢ / ٤٧ ؛ والمحرر الوجيز ١١ / ٦٨ ؛ والبحر المحيط ٧ / ٣١٨ - ٣٢٠ ؛ والدر المصون ٨ / ١٩ - ٢١.
(٣) ١ ) نُقل القول بأنهما بمعنى واحد عن أبي الخطاب، وأبي عبيد. انظر : الدر المصون ٨ / ٢١.
ب سورة الأنبياء ا
( ١٤٥ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤) ﴾
قال : والمَوْت معروف ؛ مات يَمُوت مَوْتاً، وقالوا : مات يَمَات مَوْتاً لغة يمانية (١) وقالوا : موتٌ مائتٌ، كما قالوا : شِعْرٌ شاعِرٌ. وقد قرئ :﴿ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ من مات يَمَات.
( جمهرة اللغة، مادة [ ت م و ] ١ / ٤١١ )
- - - - - - -
حَوْل كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى الموت :
ذَكَرَ ابن دريد أن معنى الموت معروف.
وأصله : ما دلّ على ذهاب القوة من الشيء، و منه : الموت، خلاف الحياة (٢).
الأخرى : اختلاف القراء في ﴿ مِتَّ ﴾ :
أشار ابن دريد إلى إحدى القراءتين المتواترتين في حرف :﴿ مِتَّ ﴾ ذاكراً توجيهها، أما القراءتان والقارئون بهما فعلى ما يأتي :
.....................................................................................
- - - - - - -
" الأولى :﴿ مِتَّ ﴾ بكسر الميم ؛ قراءة نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي وخلف.
" الأخرى :﴿ مُتَّ ﴾ بضم الميم ؛ قراءة أبي جعفر، وابن كثير، وأبي عمرو وابن عامر، وشعبة، ويعقوب.
وأما توجيه القراءتين :
فقراءة الكسر لغة مَن يقول : مَاتَ يَمَات، كخَافَ يَخَاف.
وقراءة الضم، من مَاتَ يَمُوت (٣).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : لسان العرب ٢ / ٩٠ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٢٨٣.
(٣) ١ ) انظر : السبعة ٢١٨ ؛ والمبسوط ١٧٠ ؛ والتيسير ٩١ ؛ والنشر ٢ / ٢٤٢ - ٢٤٣ ؛ ومعاني القراءات ١١٢ ؛ وإملاء ما منّ به الرحمن ١٥٥. ( والقراءتان سبعيتان )
ب سورة الحج ا
( ١٤٧ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢) ﴾
قال : والسُّكْر معروف (١)، واشتقاقه من سَكَرَتِ الريحُ، إذا سكنت، كأنّ الشراب سَكَرَ عقلَه أي : سدّ عليه طريقه. وجمع سَكران سَكارى وسُكارى وسَكرى. وقد قُرئ :﴿ وَتَرَى النَّاسَ سَكْر٣" ﴾ و "tچ"s٣ه™.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر س ك ] ٢ / ٧١٩ )
- - - - - - -
هنا مسألتان حَوْل ما تكلّم به ابن دريد :
الأولى : معنى ( السُّكْر ) واشتقاقُه :
ذكر أن معنى الحرف معروف.
فالسكر : ضد الصحو : وهو غيبوبة العقل واختلاطه من الشراب.
وبيّن أن اشتقاقه من سَكَرَت الريح، إذا سكنت ؛ ثمّ وجه معناه فقال : كأن الشراب سَكَر عقله أي : سدّ عليه طريقه.
وكلامه هذا وجيه (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : اختلاف القراء في قوله :﴿ سُكَارَى ﴾ :
أورد ابن دريد القراءتين المتواترتين في قوله تعالى :﴿ سُكَارَى ﴾ :
" فالأولى :﴿ سُكَارَى ﴾ بضم السين، وألف بعد الكاف ؛ قرأها ابن كثير، ونافع وعاصم، وابن عامر، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب.
" والأخرى :﴿ ٣سَكْرَى ﴾ بغير ألف، والسينُ مفتوحة ؛ قرأها حمزة، والكسائى وخلف.
والقراءتان - كما أشار ابن دريد - صيغتا جمع لسكران ؛ وعليه هما بمعنى واحد.
وهناك من العلماء مَن أورد فرقاً لطيفاً بين الصيغتين فقال :
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ٣٤ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٨٩ ؛ ومفردات الراغب ٢٤٢.
ب سورة المؤمنون ا
( ١٥٠ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) ﴾
قال : وتَرَبَّصْتُ بالشيء تَرَبُّصاً، ورَبَصْتُ به رَبْصاً، وهو انتظارك بالرجل خيراً أو شراً يحل به. وقد جاء في التنزيل :﴿ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع ف و ] ٢ / ٩٣٨ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد ( التَرَبُّص ) بأنه : انتظار الخير أو الشر بالرجل.
وبنحو هذا قال المفسرون (١)، وعليه المعنى عند أهل اللغة (٢).
قال السمرقندي في معنى قوله :﴿ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾ :( يعني : انتظروا به حتى يتبين لكم أمره وصدقه من كذبه ) (٣).
وقال ابن كثير :( أي : انتظروا به ريب المنون، واصبروا عليه مدة حتى تستريحوا منه ) (٤).
وقال ابن منظور :( التَرَبُّص : الانتظار، رَبَصَ بالشيء رَبْصاً و تَرَبَّصَ به، انتَظَرَ به خيراً أو شراً ) (٥).
- - - - -
( ١٥١ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (٥٠) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٢ / ١٢٧ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٤٧٧ ؛ ولسان العرب ٧ / ٣٩.
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٢ / ٤١٢.
(٤) ٤ ) انظر : تفسيره ٣ / ٢٣٦.
(٥) ٥ ) انظر : لسان العرب ٧ / ٣٩.
ب سورة النور ا
( ١٥٤ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١) ﴾
قال : وكُبْر الشيء : معظمه. وقد قرئ قوله جل وعز :( والذي تولى كُبره منهم له عذاب عظيم ).
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر ك ] ١ / ٣٢٧ )
- - - - - - -
أوضح ابن دريد معنى ( كُبره ) على قراءة من قرأ الحرف بضم الكاف.
وهذا الحرف فيه قراءتان :
" أولاهما :( كُبره ) بضم الكاف ؛ قرأ بها يعقوب.
" أخراهما :﴿ كِبْرَهُ ﴾ بكسر الكاف ؛ قراءة الباقين.
وقد رجح ابن جرير قراءة الجمهور لأسباب، منها : أن الكُبر بالضم : من الولاء والنسب (١).
والصحيح أنه لا ترجيح لإحداهما على الأخرى ؛ لأن القراءتين متواترتان.
ومعنى :﴿ كِبْرَهُ ﴾ بكسر الكاف : معظمه، أو عظيم الإثم، والإفك.
وأما معنى :( كُبره ) بضم الكاف، فالأكثرون على أن المراد : معظمه، أي : أكثره.
.....................................................................................
- - - - - - -
وعليه يكون الضم والكسر لغتين في الحرف ؛ لكن المستعمل في السنّ ونحوه، الضم.
وقيل - وهو حسن - : إنه بالكسر يعني : البداءة به، وبالضم يعني : معظمه.
وقيل : إن الكُبر بالضم : من الولاء والنسب أو أكبر الولد (٢).
- - - - -
(٢) ١ ) انظر القراءتين ومعناهما في : المبسوط ٣١٧ ؛ والنشر ٢ / ٣٣١ ؛ ومعاني القراءات ٣٣٢ ؛ ومعاني القرآن، للفراء ٢ / ١٤٩ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٦٤ ؛ وجامع البيان ١٨/ ٨٧ ؛ ومعاني القرآن الكريم للنحاس ٤ / ٥٠٩ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٥ ؛ والدر المصون ٨ / ٣٨٩.
ب سورة الفرقان ا
( ١٥٧ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (٦٢) ﴾
قال : ويقال لكل شيء كان بدلاً من شيء : خِلْفَة. قال الله جل وعز :﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ف ل ] ١ / ٦١٦ )
- - - - - - -
لأهل التأويل في قوله تعالى :﴿ خِلْفَةً ﴾ أقوال :
o أولها : أنه جعل ما فات مِن عَمَل أحدهما خِلْفَةً يُقْضَى في الآخر ؛ قاله عمر (١) وابن عباس - رضي الله عنهم -، والحسن، وعكرمة.
o ثانيها : أنه جَعَل كلَّ واحد منهما مخالِفاً لصاحبه، فجعل أحدهما أبيض والآخر أسود، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة.
o آخرها : أن كل واحد منهما يخلف صاحبه، إذا مضى هذا جاء هذا، قاله مجاهد وابن زيد (٢). وهو المعنى الذي أشار إليه ابن دريد.
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ٣٠ - ٣١ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٨ / ٢٧١٨- ٢٧١٩ ؛ والوسيط ٣/ ٣٤٥.
ب سورة الشعراء ا
( ١٥٨ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٥٢) ﴾
قال : وفي القرآن :﴿ مُتَّبَعُونَ ﴾، أي : مُلحَقون، والله أعلم.
... ( الاشتقاق ٤٣٣ )
- - - - - - -
أوضح ابن دريد أن المراد بقوله تعالى :﴿ مُتَّبَعُونَ ﴾، مُلحَقون ؛ وبنحو ما ذكر قال أهل التفسير (١).
قال الراغب :( يقال : أتْبَعَه، إذا لحقه ) (٢).
ومعناه في اللغة كما قال (٣).
قال ابن فارس :( التاء، والباء، والعين أصل واحد، لا يُشَذّ عنه من الباب شيء، وهو التُلُوّ والقَفْو. يقال : تَبِعْتُ فلاناً، إذا تَلَوْتُه، واتّبَعْتُه وأتْبَعْتُه، إذا لحقته.
والأصل واحد غير أنهم فَرَقوا بين القفو واللحوق فغيّروا البناء أدنى تغيير.. ومن أهل العربية من يجعل معناهما واحداً ) (٤).
- - - - -
( ١٥٩ ) [ ٢ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (٥٦) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾، أي : متأهبون و ﴿ حَذِرون ﴾ أي : خائفون.
...... ( جمهرة اللغة، مادة [ ح ذ ر ] ١ / ٥٠٧ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى القراءتين المتواترتين في قوله تعالى :﴿ حَاذِرُونَ ﴾، والمعنى على كل قراءة، وهما :
(٢) ٢ ) انظر : المفردات ٦٩.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٦٧ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ٣٦٢ ؛ ولسان العرب ٨ / ٢٧.
(٤) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٣٦٢.
ب سورة النمل ا
( ١٦٧ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٨) ﴾
قال : حَطَمْتُ الشيء أَحْطِمُه حَطْماً، إذا كسرته. وقد قرئ :﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾ قال : وكان أبو عمرو ابن العلاء يعجب ممن قرأ :﴿ لا يُحَطّمَنَّكم ﴾ ويقول : إنما التحطيم للشيء اليابس نحو الزُّجاج وما أشبهه.
...... ( جمهرة اللغة، مادة [ ح ط م ] ١ / ٥٥٠ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾ :
بيّن أنه من حطمت الشيء إذا كسرته، وبنحو هذا قال أهل التأويل (١).
قال الواحدي في قوله :﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ﴾ :( لا يَكْسُرُنَّكم بأن يطؤوكم ) (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
ومعاجم اللغة تعطي الحرف المعنى الذي ذكر ابن دريد (٣).
قال ابن منظور :( الحَطْم : الكَسْر في أيّ وجه كان، وقيل : هو كسر الشيء اليابس خاصة كالعظم ونحوه ) (٤).
الأخرى : القراءات في قوله تعالى :﴿ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ ﴾ :
أشار ابن دريد إلى قراءتين في هذا الحرف :
(٢) ٢ ) انظر : الوسيط ٣ / ٣٧٣.
(٣) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ٢٣١ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٧٨ ؛ ولسان العرب ١٢ / ١٣٧.
(٤) ٢ ) انظر : لسان العرب ١٢ / ١٣٧.
ب سورة القصص ا
( ١٧٢ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ حَتَّى يَزْدُرَ uâن!$tمجhچ٩$# ﴾ بالزاي.
...... ( جمهرة اللغة، باب الأمثلة، ١ / ٥١ )
- - - - - - -
القراء في هذا الحرف على ثلاثة مذاهب :
" أولها :﴿ يُصْدِرَ ﴾ بضم الياء، وصاد خالصة، وكسر الدال ؛ وهي قراءة نافع وابن كثير، وعاصم، ويعقوب من رواية روح.
" ثانيها :( يُـ؟زدِرَ ) بضم الياء، وإشمام الصاد صوت الزاي، وكسر الدال ؛ قراءة حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب من رواية رويس.
" آخرها :( يَصْدُر ) بفتح الياء، وصاد خالصة، وضم الدال ؛ قراءة أبي عمرو وابن عامر، وأبي جعفر.
وقد وجّه العلماء القراءات، بما يأتي :
فأما القراءة بضم الياء فمن الرباعي :( أصدر )، يعني : أَصْدَرَ وِرْدَه من إبلٍ أو غَنَم.
.....................................................................................
- - - - - - -
وأما فتْحها فمن الثلاثي :( صَدَرَ ) يعني : صَدَرَ بنفسه.
وأما إشمام الصاد صوت الزاي ؛ من أجل تقريبها بذلك من الدال ؛ فلأن الصاد إذا سكنت ضعُفت (١).
- - - - -
ب سورة العنكبوت ا
( ١٧٣ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِن الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) ﴾
قال : واختلق فلان كلاماً، إذا زوّره، وكذلك اخترقه. وفي التنزيل :﴿ ڑڑcqà)è=ّƒrBur إِفْكًا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ق ل ] ١ / ٦١٩ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى :﴿ ڑڑcqà)è=ّƒrBur إِفْكًا ﴾ ذاكراً أنه من الاختلاق، وهو : الزور من الكلام.
وفي معنى الآية أقوال :
o أحدها : تقولون كذباً ؛ قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد. وقول ابن دريد بنحوه.
o ثانيها : تصنعون أصناماً ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وابن زيد، والحسن.
o آخرها : تصنعون كذباً ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (١).
وقد رجّح ابن جرير من الأقوال آخرها : تصنعون كذباً.
.....................................................................................
- - - - - - -
والذي يظهر لي أن ترجيح ابن جرير لا يلزم منه اطّراح الأقوال الأخرى ؛ إذ إنها قريبة مما رجح ابن جرير ؛ فإنهم صنعوا الأصنام، واختلقوا كذباً من القول تقوّلوه وسموها بأسماء من عندهم ما أنزل الله بها من سلطان، وزعموا أن هذه الآلهة المصنوعة تنفعهم من دون الله، والله أعلم بالصواب.
والحرف في اللغة من معانيه : اختراع الكذب وتقديره (٢).
(٢) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ١٦ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٢١٤ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٢٦٤.
ب سورة الروم ا
( ١٧٥ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (٢٢) ﴾
قال : لَوْنُ كلِّ شيء : ما فَصَل بينه وبين غيره، والجمع ألوان ؛ وفي التنزيل :﴿ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ل ن و ] ١ / ٦١٩ )
- - - - - - -
أوضح ابن دريد المراد بقوله :﴿ وَأَلْوَانِكُمْ ﴾، وما ذَكَر في معناه صواب، قال بنحوه أهل التفسير (١).
قال السمرقندي :( أي : أحمر وأبيض وأَسْوَد وأسمر ) (٢).
وقال السمعاني :( وفيه حكمة عظيمة، وهو أنه لو اتفقت الألوان والألسنة لبطل التمييز فلم يعرف الأبُ ابنَه، والابن أباه، وكذلك الإخوة والأزواج وجميع الناس ) (٣).
وبمثل ما ذكر ابن دريد جاء المعنى عن أهل اللسان (٤).
- - - - -
( ١٧٦ ) [ ٢ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ * اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : تفسيره ٣ / ٩
(٣) ٣ ) انظر : تفسيره ٤ / ٢٠٥
(٤) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٢٣ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٩٣.
ب سورة السجدة ا
( ١٧٧ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (١٠) ﴾
قال : وقد قرئ :﴿ ( أَئِذَا صَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ ﴾، والله جل وعز أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ص م م ] ١ / ١٤٤ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى واحدة من القراءات المقروء بها في هذا الحرف :﴿ ضَلَلْنَا ﴾ فذَكَر القراءة الشاذة فيه بالصاد المهملة بدلاً من الضاد المعجمة، وممن قرأ بها ابن عباس - رضي الله عنهم - والأعمش، والحسن بخلاف عنه.
والحرف على هذه القراءة مِن قولهم : صَلَّ اللحم يَصِلُّ : إذا أنتن، والمعنى : إذا دُفِنَّا في الأرض، وصلّت أجسامنا (١).
- - - - -
ب سورة الأحزاب ا
( ١٧٨ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ ِ؟ن٣دG"yg¨Bé& وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ﴾
قال : ومنهم (١) : وهب بن عمير (٢).. كان من أحفظ الناس، وكانوا يقولون : له قلبان لِلَّهِ مِنْ حِفْظِه. فأنزل الله عز وجل :﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ فأقبل يوم بدر منهزماً، نعلاه واحدة في يده، وواحدة في رجله فقالوا : ما فعل الناس ؟ قال : هزموا. قالوا : فأين نعلاك ؟ قال : هي في رجلي. قالوا : فما هذه في يدك ؟ قال : ما شعرت. فعلموا أن ليس له قلبان.
( الاشتقاق ١٣٠ )
- - - - - - -
أورده ابن دريد في تسميته لرجال من بني جُمَح، حيث ذكر وهب بن عمير في رجالهم وأنه الذي نزل فيه قوله تعالى :﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾.
.....................................................................................
- - - - - - -
أما المفسرون فقد اختلفوا في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقوال :
(٢) ٢ ) هو : ابن وهب بن خلف بن حذافة بن جمح القرشي، الجمحي أسر يوم بدر كافراً ثم قدم أبوه بالمدينة فأطلق له رسول الله - ﷺ - ابنه وهب فأسلم، وكان له قدر وشرف، وهو الذي بسط له رسول الله - ﷺ - رداءه إذ جاءه يطلب الأمان لصفوان بن أمية ومات بالشام مجاهداً. انظر : أسد الغابة ٥ / ٤٦٢ ؛ والإصابة في تمييز الصحابة ٣ / ٦٤٣.
ب سورة سبأ ا
( ١٨١ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١) ﴾
قال : والسَّرْد ضَمُّك الشيءَ بعضَه إلى بعض، نحوُ النَّظْم وما أشبهه. ومنه قولهم : سَرَد الدِّرْعَ، أي : ضَمَّ حديدَ بعضِها إلى بعض. وفي التنزيل :﴿ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ﴾.
( الاشتقاق ٤٦١ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن معنى ( السَّرْد ) : ضَمُّ الشيء بعضِه إلى بعض، ثم جَعَل منه ( السَّرْد ) المذكور في الآية هنا ؛ وهذا التفسير بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومجاهد والسدي (١)، في آخرين (٢).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - في معنى ( السَّرْد ) :( حَلَق الحديد ) (٣).
وعن قتادة قال :( السَّرْد : المسامير التي في الحَلَق ) (٤).
وقال ابن جزي :( معنى السرد هنا : نسج الدروع.
.....................................................................................
- - - - - - -
وتقديرها أن لا يعمل الحلقة صغيرة فتضعف، ولا كبيرة فيصاب لابسها من خلالها.
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٤٣ ؛ و الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ /٢٤٤ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٢٦٨ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٨ / ٧٢ ؛ والراغب في المفردات ٢٣٥ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٦٧٢ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١٣ / ١١٣ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٩٢ وابن جزي في التسهيل ٢ / ١٨٤ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٢ / ١٥٧.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٤٠٩.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣١٦٢.
ب سورة فاطر ا
( ١٨٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (٢٧) ﴾
قال : الجُدّة : الخُطَّة في ظهر الفرس أو الحمار يخالف لونه. وكل خَطٍّ جُدَّة. وفي التنزيل :﴿ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ ﴾، أي : طرائق تخالف لون الجبل.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج د هـ ] ١ / ٤٥٢ )
- - - - - - -
فسر ابن دريد قوله تعالى :﴿ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ ﴾ بالطرائق التي تخالف لون الجبل.
وهذا عين ما ذهب إليه ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبو مالك، وقتادة، والضحاك، والحسن والسدي (١) ؛ في آخرين (٢).
وهو ما عُرِف من لغة العرب (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال الضحاك :( طرائق بيضٌ وحُمْرُ وسُود، وكذلك الناس مختلف ألوانهم ) (٤).
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٥٤ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٦٩ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٩٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٨٥ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ١٩١ ؛ والسمعاني في تفسيره ٤ / ٣٥٦ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ٦٩٣ ؛ والزمخشري في الكشاف ٥ / ١٥٢ ؛ والعز ابن عبدالسلام في تفسيره ٣ / ٢٧ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ١٩٨ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٨٩.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ٢٤٧ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٤٠٨ ؛ ولسان العرب ٣ / ١٠٨.
(٤) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٢ / ١٣٢.
ب سورة يس ا
( ١٨٤ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) ﴾
قال : وذكر أبو عبيدة (١) في قوله عز وجل :﴿ ﴾Nكgsù مُقْمَحُونَ }، أي : شاخصون بعيونهم رافعو رؤوسهم، والإبل قِمَاح، إذا قامحت عن الماء قال الشاعر (٢) :
ونحن على جوانبِها قُعودٌ نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبلِ القِمَاحِ
فهذا يخالف قول أبي عبيدة ؛ لأنه قال : نَغُضّ الطرف، فكأن المقمح - والله أعلم - الرَّافِعُ رَأْسِه شاخصاً كان أو مُغْضِياً.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ق م ] ١ / ٥٦٠ )
- - - - - - -
الشُّخوص بالرأس ورفع البصر، هذا التفسير نسبه ابن دريد لأبي عبيدة في قوله تعالى :﴿ مُقْمَحُونَ ﴾ ؛ ثم تعقّب ابن دريد أبا عبيدة في ذلك فجعل المعنى : رافعو رؤوسهم سواء كان بشخوص البصر أو بإغضائه ؛ واتكأ ابن دريد في ذلك على اللغة مستشهداً بالشعر.
وللمفسرين في معنى هذا الحرف أقوال :
....................................................................................
- - - - - - -
ويُلحَظ هنا أن أبا عبيدة أطلق معنى :﴿ مُقْمَحُونَ ﴾ بأنه رفع الرأس، دون أن يقيّده بشخوص أو بغيره.
(٢) ٢ ) هو : بشر بن أبي خازم الأسدي. انظر البيت في : ديوانه ٤٨ ؛ وسؤالات نافع بن الأزرق ١٨٦ وتهذيب اللغة ٤ / ٥١ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٦٦.
ب سورة الصافات ا
( ١٨٩ ) [ ١ ] قوله تعالى :﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١) ﴾
قال : واللازب واللازم سواء، وكلّ شيء تَدَاخَلَ بعضه في بعض واخْتَلَط فقد لَزِبَ لَزَباً ولُزوباً، ومنه : الطين اللازب، - والله أعلم -، من قوله جل وعز :﴿ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ز ل ] ١ / ٣٣٤ - ٣٣٥ )
- - - - - - -
تضمن كلام ابن دريد مسألتين :
الأولى : أن اللازب واللازم سواء :
وهذا صحيح ؛ إذ اللزوم في اللغة دال على المصاحبة (١).
وغير خفيٍّ ما في المصاحبة من المخالطة، وكذلك اللّزوب.
قال ابن فارس :( اللام، والزاء، والميم أصل واحد صحيح يدل على مصاحبة الشيء بالشيء دائماً ) (٢).
وقال أيضاً :( اللام، والزاء، والباء يدل على ثبوت شيء ولزومه، يقال للازم : لازب ) (٣).
....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : معنى اللازب في الآية :
ذَكَر أنه الذي تداخل بعضه في بعض واختلط.
(٢) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٢٤٥.
(٣) ٣ ) انظر : المرجع السابق نفسه.
ب سورة ص ا
( ١٩٤ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦) ﴾
قال : يقال : مشى الرَّجُلُ وأمشى، إذا كثرت ماشيتُه لغتان فصيحتان. وفي التنزيل :﴿ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ ﴾، كأنه دعاء لهم بالنماء، والله أعلم قال الشاعر (١) :
وكل فتىً وإن أَثْرَى وأَمْشَى ستَخْلِجُه عن الدُّنيا مَنُونُ
( جمهرة اللغة، مادة [ ع ف ع ف ] ١ / ٢١٥، وانظر : مادة [ ع ف ف ] ١ / ١٥٥ )
- - - - - - -
اشتمل كلام ابن دريد على مسألتين :
الأولى : ما في حرف ( مشى ) من لغات :
ذكر ابن دريد أن في الحرف لغتين فصيحتين :
إحداهما : مشى.
وأخراهما : أَمْشى. وهما بمعنى : كثرت ماشيته. وأهل اللسان معه في ذلك على وفاق (٢).
الأخرى : معنى هذا الحرف في الآية :
ذكر ابن دريد أن معنى الحرف في الآية هنا ( دعاء لهم بالنماء ).
وجاء عن الزمخشري :( أي : اكثروا واجتمعوا من مشت المرأة إذا كثرت ولادتها..........
.....................................................................................
- - - - - - -
ومنه : الماشية ؛ للتفاؤل ) (٣).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١١/ ٣٠٠ ؛ والأفعال، لأبي القاسم السعدي ٣ / ٢٠٤ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ٢١٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٢٨٢ ؛ وتاج العروس ١٠ / ٣٤٢.
(٣) ١ ) انظر : الكشاف ٥ / ٢٤٤.
ب سورة الزمر ا
( ٢٠٠ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ * قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) ﴾
قال : وقد قُرئ :﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾، أي : لا تيأسوا، والله أعلم. قال الراجز (١) :
قد وجدوا الحَجّاج (٢) غيرَ قانطِ
( جمهرة اللغة، مادة [ ط ق ن ] ٢ / ٩٢٤ ) )
- - - - - - -
حول كلام ابن دريد مسألتان :
أولاهما : القراءتان الواردتان في قوله :﴿ تَقْنَطُوا ﴾ :
أشار ابن دريد إلى إحدى القراءتين في حرف :﴿ تَقْنَطُوا ﴾، والقراءتان هما :
الأولى : القراءة التي ذكرها ابن دريد، ﴿ تَقْنَطُوا ﴾ بفتح النون ؛ وهي قراءة نافع...............................................................................................................................................................................................
....................................................................................
- - - - - - -
" وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبي جعفر.
(٢) ٢ ) هو : ابن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي، أمير العراق، أبو محمد. ولد سنة أربعين أو إحدى وأربعين، وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً فاسقاً ظلوماً غشوماً سافكاً للدماء. توفي في شهر رمضان، وقيل : في شوال سنة ٩٥ هـ. لما جاء موت الحجاج إلى الحسن البصري سجد لله تعالى شكراً وقال :( اللهم إنك قد أمته فأمت عنا سنته ). انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٥٣ ؛ وسمط النجوم العوالي، لعبد الملك المكي ٣ / ٢٩٣.
ب سورة غافر ا
( ٢٠١ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) ﴾
قال : والحميم : الصديق، من قوله عز وجل :﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) ﴾
( الاشتقاق ٢٨٩ - ٢٩٠ ) )
- - - - - - -
التفسير الذي ذكره ابن دريد لحرف ( الحميم )، من قوله عز وجل :﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ ﴾ تفسير صحيح، جاء متفقاً مع قول المفسرين سلفاً وخلفاً (١)، وقول أهل اللغة أيضاً (٢).
فعن السدي قال :( مَن يعنيه أمرهم ) (٣).
وقال النحاس :( قال الحسن : استكثِروا من الأصدقاء المؤمنين، فإن الرجل منهم يشفع في
....................................................................................
- - - - - - -
قريبه، وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا :﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ (٤) ) (٥).
وقال ابن أبي زمنين :( أي : شفيق يحمل عنهم من ذنوبهم شيئاً ) (٦).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ١١ ؛ والصحاح ٤ / ١٥٤٧ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٢٣ ؛ ولسان العرب ١٢ / ١٥٣.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٤ / ٥٣.
(٤) ١ ) الشعراء : ١٠٠ - ١٠١.
(٥) ٢ ) انظر : معاني القرآن، للنحاس ٦ / ٢١٢.
(٦) ٣ ) انظر : تفسيره ٢ / ٢٥٥.
ب سورة الشورى ا
( ٢٠٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠) ﴾
قال : في قوله عز وجل :﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾ الآية، أي : يكتسب لآخرته.
( الاشتقاق ٤٤ ) )
- - - - - - -
فَسَّر ابن دريد ( الحرث ) هنا، بأنه : الاكتساب للآخرة.
وهذا بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وابن زيد، والسدي (١)، في آخرين (٢).
وهو معنى الحرف المتواضعُ عليه عند أهل اللغة (٣).
قال السمرقندي :( يعني : ثواب الآخرة ) (٤).
....................................................................................
- - - - - - -
وقال ابن عطية :( والحرث في هذه الآية عبارة عن السعي والتكسب والإعداد ) (٥).
وقال ابن فارس :( الحاء، والراء، والثاء أصلان متفاوتان. أحدهما : الجمع والكسب.. ) (٦).
(٢) ٢ ) منهم : الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٩٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٢٠٩ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٦ / ٣٠٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ١٩٤ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٨ / ٣٠٩ ؛ والسمعاني في تفسيره ٥ / ٧١ ؛ والراغب في المفردات ١١١ والبغوي في معالم التنزيل ٤ / ١٤٢ ؛ والزمخشري في الكشاف ٥ / ٤٠٢ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١٤ / ٢١٤ ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ١١٣.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ٢٧٦ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ٤٩ ؛ وأساس البلاغة ١ / ١٧٨ ؛ ولسان العرب ٢ / ١٣٤.
(٤) ٤ ) انظر : تفسيره ٣ / ١٩٤.
(٥) ١ ) انظر : المحرر الوجيز ١٤ / ٢١٤.
(٦) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٢ / ٤٩.
ب سورة الزخرف ا
( ٢٠٤ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) ﴾
قال : الأخنس بن شَريق، والوليد بن المغيرة.
( الاشتقاق ٣٠٥ ) )
وقال في موضع آخر : فمنهم (١) عروة بن مسعود.. ويقال : إنه الذي ذَكَر اللهُ عزوجل في التنزيل :﴿ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾.
( الاشتقاق ٣٠٦ )
- - - - - - -
اختلف أهل العلم في الرَّجُلَين، فأما الذي من مكة فاختلف فيه على قولين :
o أولهما : قول ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي : إنه الوليد بن المغيرة (٢).
o آخرهما : قول مجاهد : إنه عتبة بن ربيعة (٣).
وأما الذي من الطائف فاختلف عليه في أقوال :
o أحدها : أنه حبيب بن عمرو بن عُمير الثقفي، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (٤).
o ثانيها : أنه مسعود بن عمرو بن عبيدالله، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (٥).
....................................................................................
- - - - - - -
o ثالثها : أنه عروة بن مسعود الثقفي، قاله مجاهد، وقتادة (٦).
o رابعها : أنه كنانة بن عبد ياليل، قاله مجاهد (٧).
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٥ / ٦٥ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٢٨٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٢٩.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٥ / ٦٥ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ١٥٨ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٢٩.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٥ / ٦٥ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٢٨٢ وفيه : حبيب بن عمير الثقفي.
(٥) ٥ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٢٨٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٢٩.
(٦) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٦٠ ؛ و جامع البيان ٢٥ / ٦٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٢٩.
(٧) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٥ / ٦٥ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ١٥٨ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ١٢٩.
ب سورة الدخان ا
( ٢٠٩ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) ﴾
قال : أي : حوراً عيناً، وهي لغة لأزد شَنوءة (١) يقولون : زوّجتُه بها، وغيرهم يقول : زوّجتُه إيّاها.
( جمهرة اللغة، [ باب ما يُتَكلم به بالصفة وتُلقى منه الصفة فيُفضي الفعل إلى الاسم ] ٣ / ١٣١٩ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن قوله تعالى :﴿ yNكg"oYô_¨ry-ur بِحُورٍ عِينٍ ﴾ بمعنى : زوجناهم حوراً عيناً وأن ذلك جاء على لغة أزد شنوءة، وأن غير الأزد يقولون : زوجته إياها.
وهناك من نسبها إلى تميم أيضاً. واللغتان مشهورتان كما نقل ذلك عن الكسائي (٢).
ومعنى اللغتين واحد (٣)، وقد عبّر في هذا الموضع بالباء ؛ لأن الفعل حينئذ يكون فيه معنى زائد، حيث يفيد الاقتران والمصاحبة. قال ابن عاشور :( والزوج هنا كناية عن القرين، أي : قرنّا بكل واحد نساءً حوراً عيناً وليس فعل [ زوجناهم ] هنا مشتقاً من الزوج الشائع إطلاقه على امرأة الرجل وعلى رجل المرأة ؛ لأن ذلك الفعل يتعدى بنفسه يقال : زوجه ابنتَه، وتزوج بنت فلان ﴿ زَوَّجْنَاكَهَا ﴾ (٤) وليس ذلك بمراد هنا.....................
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تحرير التنبيه، للنووي ١٣٥.
(٣) ٣ ) انظر : الجُمَل في النحو، للخليل بن أحمد ٣٣٤ ؛ وشرح شذور الذهب، لابن هشام ٤٨٣.
(٤) ٤ ) الأحزاب : ٣٧.
ب سورة الجاثية ا
( ٢١٠ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٢١) ﴾
قال : وفي التنزيل :﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ﴾، أي : اكتسبوا، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ح ر ]، ١ / ٤٣٧ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد الاجتراح بالاكتساب، وهذا التفسير صواب. قال به غير واحد من المفسرين (١).
وهو الذي حكاه أهل اللغة في معنى الحرف (٢).
قال الفراء :( الاجتراح : الاقتراف والاكتساب ) (٣).
وقال النحاس :( أي : كسبوا السيئات، ومنه ﴿ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ (٤)...........................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
ومنه الجوارح، أي : الكواسب ) (٥).
وقال ابن فارس :( الجيم، والراء، والحاء أصلان : أحدهما : الكسب، والثاني : شق الجلد.
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ٨٦ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٤٥١ ؛ ولسان العرب ٢ / ٤٢٣.
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن له ٢ / ٣٣٧.
(٤) ٤ ) الأنعام : ٦٠.
(٥) ١ ) انظر : معاني القرآن له ٦ / ٤٢٥.
ب سورة الأحقاف ا
( ٢١٢ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩) ﴾
قال : وتقول العرب : لستَ بِبِدْعٍ في كذا وكذا، أي : لستَ بأول من أصابه هذا ؛ وهو من قوله عز وجل :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾، والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب د ع ] ١ / ٢٩٨ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى ( بِدْعاً ) في قوله تعالى :﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ فقال بنحو ما جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة، والحسن (١)، وغيرهم (٢).
وذلك - أيضاً - بنحو ما استفاض عند أهل اللغة (٣).
وإليك بعض ما قيل في معنى الحرف :
.....................................................................................
- - - - - - -
قال قتادة :( أي : إن الرسل قد كانت قبلي ) (٤).
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ٣٤١ ؛ والأخفش في معاني القرآن ٢ / ٦٩٣ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣٣٧ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٤٨٣ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٣١٢ والسمعاني في تفسيره ٥ / ١٥٠ ؛ والراغب في المفردات ٣٦ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ١٥٥ والبيضاوي في تفسيره ٧ / ٥٤٨ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٣٠٨ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٨ / ٤٤٠.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٤٢ ؛ والصحاح ٣ / ٩٨٦ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٢٠٩ ؛ ولسان العرب ٨ / ٦.
(٤) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ٦.
ب سورة محمد ا
( ٢١٣ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (٣٠) ﴾
قال : عرفت ذلك في لَحْن كلامه، أي : فيما دل عليه كلامه. وفي التنزيل :﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ل ن ] ١ / ٥٧٠ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن المراد بـ ( لحن الكلام ) : ما دل عليه. وهذا المعنى بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومحمد القرظي (١)، في آخرين (٢).
وهو من المعاني المتواضع عليها لغة في هذا الحرف (٣).
قال القرظي في معنى قوله :﴿ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾ :( في مقصده ومغزاه ) (٤).
وقال السمرقندي :( في مُحَاوَرة الكلام، ويقال :﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾ يعني : كذبهم إذا تكلموا ) (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٢ / ٣٥٠ ؛ و أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢١٥ ؛ و الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٥؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٩٠ ؛ و النحاس في معاني القرآن ٦ / ٤٨٥ و السمرقندي في تفسيره ٣ / ٢٤٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ١٢٩ ؛ والراغب في المفردات ٤٦٩ وابن الجوزي في زاد المسير ٧ / ٤١١ ؛ والخازن في تفسيره ٥ / ٤٧٣ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٦ / ٩٣.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٥ / ٤٠ ؛ ومعجم مقاييس اللغة ٥ / ٢٣٩ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٨١.
(٤) ٤ ) انظر : الكشف و البيان ٩ / ٣٨.
(٥) ٥ ) انظر : تفسيره ٣ / ٢٤٦.
ب سورة الفتح ا
( ٢١٤ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩) ﴾
قال : وعزّرتُ الرجل تعزيراً، إذا فخّمت أمره وأكرمته، ومنه قوله عزّ وجلّ :﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ز ع ] ١ / ٧٠٥ )
- - - - - - -
فسر ابن دريد ( التعزير ) في قوله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ بالتفخيم والإكرام وللمفسرين في هذا الحرف قولان :
o أولهما : الإجلال والتعظيم، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والضحاك.
o الآخر منهما : ينصروه ويقاتلون معه بالسيف، قاله قتادة، وعكرمة (١).
وأصل الحرف في اللغة معناه : التعظيم والنصر (٢).
وعليه فالمعاني التي ذُكِرَت صحيحة، قال ابن جرير :( وهذه الأقوال متقاربات المعنى وإن اختلفت ألفاظ أهلها بها. ومعنى التعزير في هذا الموضع : التقوية بالنصرة والمعونة ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال ) (٣).
- - - - -
( ٢١٥ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (١٢) ﴾
قال : والبَوْر : مصدر بار الشيءُ يَبور بَوْراً إذا هلك. والرجل بُور، أي : هالك الواحد والجمع فيه سواء. وفي التنزيل :﴿ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر و ] ١ / ٣٣٠ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ٨٧ ؛ والصحاح ٢ / ٦٣٩ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٣١١.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ٧٥.
ب سورة الحجرات ا
( ٢١٧ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) ﴾
قال : وفي التنزيل :﴿ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ﴾، كأن المعنى فيه : ابتلاهم والله أعلم، من قولهم : بَلَوْتُ الرجلَ، إذا اختبرته.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح م ن ] ١ / ٥٧٢ )
- - - - - - -
تنوعت عبارات المفسرين في معنى :﴿ امْتَحَنَ ﴾ في الآية هنا :
o فقيل : أَخْلَصَهَا، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وقتادة (١).
o وقيل : اخْتَبَرَ قلوبهم فوجدهم مخلصين، قاله غير واحد من المفسرين، منهم : الفراء (٢)، والزجاج (٣).
وما قاله المفسرون، التقاؤه واضح للمتأمل فيه ؛ قال ابن جرير :( اختبرها بامتحانه إياها فاصطفاها، وأخلصها للتقوى ) (٤).
وإن نحن نظرنا في كلام أهل اللسان، نجِد كلامهم متفقاً مع كلام المفسرين (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن منظور :( ومَحَنْتُه وامتحنْتُه : بمنزلة خبرته واختبرته، وبلوته وابتليته، وأصل المَحْن : الضَّرب بالسوط، و امتحنتَ الذهب والفضة : إذا أذبتَهما لتختبرهما حتى خلّصتَ الذهب والفضة ) (٦).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن له ٢ / ٣٥٦.
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ /٣٢ - ٣٣.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٢٠.
(٥) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ٥ / ٨٧ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٣٠٢ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٤٠١.
(٦) ١ ) انظر : لسان العرب ١٣ / ٤٠١.
ب سورة ق ا
( ٢٢٢ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥) ﴾
قال : عَيّ بالشيء عِيًّا، إذا لم يُطِقه.. فأما من قرأ :﴿ أَفَعَيِّنا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾، وإنما هو أَفَعَيِينا، فأدغمت الياء في الياء فثقُلَتْ.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع ي ي ] ١ / ١٥٨ )
- - - - - - -
تناول ابن دريد في كلامه مسألتين :
الأولى : معنى العَيّ في الآية وأنه عدم إطاقة الشيء :
وهذا تفسير صحيح، قال به المفسرون (١)، ومتَّفِق مع ما عند أهل اللغة أيضاً (٢).
قال مقاتل :( أعَجِزنا عن الخلق الأول، حين خلقناهم ولم يكونوا شيئاً ) (٣).
وقال السمعاني :( أفعيينا بالخلق الأول فنعيا بالخلق الثاني. أي : عَسُر علينا ذلك فيعسر...........................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
علينا هذا، يقال : عَيِيَ فلان بالأمر إذا عجز عنه ) (٤).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ١٦٤ ؛ والصحاح ٥ / ١٩٤٤ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٦٩١ ؛ ولسان العرب ١٥ / ١١١.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٢٧٠.
(٤) ١ ) انظر : تفسير القرآن له ٥ / ٢٣٨.
ب سورة الذاريات ا
( ٢٢٥ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) ﴾
قال : أي : الكذّابون، والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ر ص ] ١ / ٥٨٥ ؛ وانظر : الاشتقاق ٥٠٩ )
- - - - - - -
اختلف المفسرون في تأويل قول الله تعالى :﴿ الْخَرَّاصُونَ ﴾ على أقوال :
o أولها : المرتابون، قاله ابن عباس (١).
o ثانيها : الكذابون، قاله الحسن، ومجاهد، وابن زيد (٢).
o ثالثها : أهل الظنون، قاله قتادة (٣).
o آخرها : المتكهنون، قاله ابن عباس، ومجاهد (٤).
وبين هذه المعاني التي ذكرها المفسرون من الارتباط ما لا يخفى، فإن هذا الحرف في اللغة يأتي ويراد به : حَزْر الشيء يقال : خرصت النخل إذا حزرت ثمره، كما يراد به الكذب لأن الكذاب يقول ما لا يعلم ولا يحق (٥).
فهؤلاء حين شكوا فيما جاء به محمد - ﷺ - ؛ تكهنوا فقالوا بظنهم ما وقعوا بسببه في الكذب. قال ابن جرير :( لعن المتكهنون، الذين يتخرصون الكذب والباطل، فيتظننونه ) (٦).
- - - - -
( ٢٢٦ ) [ ٢ ] قول الله تعالى :﴿ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩) ﴾
قال : أي : ضَرَبَتْ وجهَهَا بِيَدِها.
( جمهرة اللغة، مادة [ ص ك ك ]، ١ / ١٤٣ )
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ١٩٦ ؛ وجامع البيان ٢٦ / ١٩٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٣٤.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٩٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٣٤.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٩٢ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١١٠ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٢٨١.
(٥) ٥ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ٦٠ ؛ و مقاييس اللغة ٢ / ١٦٩ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢١.
(٦) ٦ ) انظر : جامع البيان ٢٦ / ١٩٢.
ب سورة الطور ا
( ٢٢٨ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) ﴾
قال : المملوء، والله أعلم، وزعم قوم أنه الفارغ. قال الشاعر (١) :
إذا شاء طَالَعَ مسجورةً تَرى حولَها النَّبْعَ والسّاسَما
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ر س ] ١ / ٤٥٧ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد قولين في معنى [ المسجور ] من قوله تعالى :﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ جازماً بأحدهما، دون الآخر.
فأما ما جزم به فهو القول بأن معناه : المملوء ؛ وأما الآخر فهو : الفارغ.
وللمفسرين في معنى هذا الحرف أقوال :
o أولها : أنه اليابس الذي ذهب ماؤه، قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبو العالية، وسعيد والحسن (٢) ؛ وهذا بمعنى : فارغ.
o ثانيها : أنه المحبوس، قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، والسدي (٣).
o ثالثها : أنه الموقد، قال به علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ومجاهد، وابن زيد، ومحمد..........................................................
....................................................................................
- - - - - - -
والشاعر يصف وعلاً. ويريد بالمسجورة : العين الممتلئة، يحيط بها النبع وهو شجر يصنع منه القسي والساسم : نوع من الشجر يشبهه.
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٩ ؛ والكشف والبيان ٩ / ١٢٥ ؛ والنكت والعيون ٥ / ٣٧٩ ؛ ومعالم التنزيل ٤ / ٢٩٠ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٤١.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٤٦٧ ؛ و جامع البيان ٢٧ / ١٩ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣١٥ والنكت والعيون ٥ / ٣٧٩ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٤١.
ب سورة النجم ا
( ٢٢٩ ) [ ١ ] قول الله تعالى :﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) ﴾
قال : والمِراء : مصدر مارَيتُه مِراءً ومماراةً، من المجادلة. ومن أمثالهم :(( دع المِراء لقلَّة خيره )). وقد قُرىء قوله جلّ وعزّ :﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴾ وأفتَمرونه فمن قرأ أفتُمارونه، أي : تُفاعلونه من المِراء، ومن قرأ تَمرونه، أي : تجحدونه من قولهم : مريت حقَّه أَمريه مَرْياً، أي : جحدته.
( جمهرة اللغة، مادة [ رم - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٦٩ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد في تفسير الآية الكريمة إلى مسألتين :
الأولى : معنى المراء في قوله تعالى :﴿ أَفَتُمَارُونَهُ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن المماراة : المجادَلة.
وعلى هذا جميع من رأيت قوله من المفسرين (١)، وأهل اللسان (٢).
قال ابن جرير :( أفتجادلون أيها المشركون محمداً على ما يرى مما أراه الله من آياته ) (٣).
وقال الراغب :( والامتراء والمماراة : المحاجة فيما فيه مِرية ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٢٠٣ ؛ والصحاح ٥ / ١٩٨٠ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٣١٤ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٢٧٨.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ٥٠.
(٤) ٤ ) انظر : المفردات ٤٨٧.
ب سورة القمر ا
( ٢٣٣ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) ﴾
قال : بَطَشَ يَبْطِش بَطْشاً، وهو الأخذ الشديد. وفي التنزيل :﴿ وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ش ط ] ١ / ٣٤٢ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد البطش من قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا.. ﴾، بالأخذ الشديد وهذا معنى صحيح، لا يخالَف عليه.
وقد قال المفسرون وأهل الغريب بذلك (١).
وهو عند أهل اللغة كذلك (٢).
من ذلك قول السجستاني :( البطش : أخْذٌ بشدة ) (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقول الثعلبي (٤) :( أَخْذنا لهم بالعقوبة ) (٥).
قال ابن فارس :( الباء، والطاء، والشين أصل واحد وهو : أخذ الشيء بقهر، وغلبة وقوة ) (٦).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١١ / ٢١٨ ؛ والصحاح ٣ / ٨٣٧ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٢٦٢ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢٦٧.
(٣) ٣ ) انظر : نزهة القلوب ١٤٥.
(٤) ١ ) هو : أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق النيسابوري، الثعلبي، صاحب التفسير، كان أوحد زمانه في علم القرآن، توفي في المحرم سنة ٤٢٧ هـ. انظر : معجم الأدباء ٢ / ١٩٨ ؛ وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٥٨.
(٥) ٢ ) انظر : الكشف والبيان ٩ / ١٦٩.
(٦) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٢٦٢.
ب سورة الرحمن ا
( ٢٣٥ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (١٩) ﴾
قال : البحر : معروف. والعرب تسمي الماء الملح والعذب بحراً إذا كثر. وفي التنزيل :﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴾ يعني : الملح والعذب، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ح ر ] ١ / ٢٧٣ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى( بحر ) عند العرب :
أشار ابن دريد إلى أن العرب تسمي الماء الملح والعذب إذا كَثُر : بحراً.
وإلى هذا أشار علماء اللغة أيضاً (١).
قال ابن منظور :( البحر : الماء الكثير، ملحاً كان أو عذباً. وهو خلاف البر، سمي بذلك ؛ لعمقه واتساعه. وقد غلب على الملح حتى قَلّ في العذب ) (٢).
الأخرى : معنى ( البحرين ) في قوله تعالى :﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن معنى البحرين : الملح والعذب.
وقد اختلف الناس في معنى البحرين هنا على أقوال :
o أولها : بحر فارس، وبحر الروم (٣)، قاله قتادة، والحسن.
.....................................................................................
- - - - - - -
o ثانيها : بحر القلزم واليمن، وبحر الشام (٤)،
(٢) ٢ ) انظر : لسان العرب ٤ / ٤١.
(٣) ٣ ) بحر فارس : هو شعبة من بحر الهند الأعظم، ( وهو الآن المعروف بالخليج العربي ). وبحر الروم : خليج =
(٤) = من البحر المحيط بين الأندلس وبين البصرة من بلاط طنجة، وبين طنجة وبين جزيرة جبل طارق من أرض الأندلس ( وهو الآن المعروف بالبحر الأبيض المتوسط ) انظر : المسالك والممالك ؛ الإصطخري ١ / ٢٨ ومعجم البلدان ١ / ٣٤٣ - ٣٤٤.
١ ) بحر القلزم : هو أيضاً شعبة من بحر الهند، أوله من بلاد البربر والسودان، ثم يمتد مغرباً وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر، وبذلك سمي بحر القلزم ( وهو المعروف الآن بالبحر الأحمر ). انظر : معجم البلدان ١ / ٣٤٣ - ٣٤٤.
وأما بحر الشام فهو و بحر الروم سواء.
ب سورة الواقعة ا
( ٢٤٣ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) ﴾
قال : والنَّزْف مصدر نُزِفَ الرجل دمَه يُنْزَف نزْفاً إذا سال حتى يُفْرِط فهو منزوف ونَزيف. والنَّزيف : السكران - أيضاً - وهو المنْزَف. وفي التنزيل: ﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا "مƒَtbqèù ﴾ أي : لا يَسكرون، هكذا يقول أبو عبيدة (١). وقد قرئ :﴿ يُنْزِفُونَ ﴾ أي : يُنْفِدونها، واللهّ أعلم. قال الشاعر (٢) :
لَعَمْري لئن أنزفتمُ أو صَحوتمُ لبئسَ النَّدامى كنتمُ آلَ أبْجَرا
( جمهرة اللغة، مادة [ ز ف ن ] ٢ / ٨٢١ )
- - - - - - -
تطرَّق ابن دريد في كلامه إلى مسألتين :
أُولاهما : معنى النَّزْف عند العرب :
ذكر أن له معنيين :
" الأول : أن يأتي بمعنى : سال.
" الآخر : أن يأتي بمعنى : السُّكْر.
وقد ذكر هذين المعنيين - أيضاً - أهل اللغة (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وبين المعنيين من العلاقة ما لا يخفى على المتأمّل ؛ إذ إنهما يدلان على نفاد، وذهاب.
أُخراهما : اختلاف معنى الحرف باختلاف القراءة :
أشار ابن دريد إلى القراءتين في حرف :﴿ يُنْزِفُونَ ﴾، موجهاً المعنى على كل قراءة :
" فالقراءة الأولى :﴿ يُنْزِفُونَ ﴾ بكسر الزاي ؛ قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي وخلف.
(٢) ٢ ) هو : الأُبَيْرِد بن المُعَذِّر الرِّياحي. انظر : مجاز القرآن ١ / ١٦٩ و ٢ / ٢٤٩ ؛ ومعاني القرآن، للنحاس ٦ / ٢٦ ؛ والمحتسب ٢ / ٣٠٨ ؛ والصحاح ٣ / ١١٨٣.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ١٤٥ ؛ والصحاح ٣ / ١١٨٣ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ١٤٦ ؛ ولسان العرب ٩ / ٣٢٦.
ب سورة الحديد ا
( ٢٤٨ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) ﴾
قال : ونَظَرْته في معنى : انتظرته، وفي التنزيل :﴿ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ظ ن ] ٢ / ٧٦٣ )
- - - - - - -
جعل ابن دريد ( نظر ) من قوله تعالى :﴿ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ﴾ بمعنى : انتظرونا ؛ والمفسرون في ذلك معه على اتفاق (١).
وهذا ثابت عند أهل المعرفة بلغة العرب (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال الأخفش :( وقال :﴿ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ﴾ لأنه من (( نَظَرْتُه )) يريد :(( نَظَرْتُ )) فـ (( أنا أَنْظُرُه )) ومعناه : أَنْتَظِرُه ) (٣).
وقال الراغب :( والنظر : الانتظار، يقال : نَظَرْتُه و انْتَظَرْتُه.. ) (٤).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٤ / ٢٦٥ ؛ والصحاح ٢ / ٧٠٩ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٤٤٤ ؛ ولسان العرب ٥ / ٢١٦.
(٣) ١ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٧٠٤.
(٤) ٢ ) انظر : المفردات ٥١٩.
ب سورة المجادلة ا
( ٢٥٠ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢) ﴾
قال : حزب الرجل الذين يميلون إليه، والجمع الأحزاب، وتحازب القوم : إذا مالأ بعضهم بعضاً. وفي التنزيل العزيز :﴿ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ وقال الراجز (١) : أَلْقَيْتُ أَقْوَالَ رِجَالِ الكذْبِ
وكيف أُضْوَى وبِلالٌ حِزْبي
أي : ركني الذي ألجأ إليه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ح ز ] ١ / ٢٧٦ )
- - - - - - -
.....................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
بيّن ابن دريد التفسير اللغوي للحزب، مستأنساً لكلامه بما جاء من كلام الله، وشعر العرب. فقرر بذلك أن الحزب : الذين يميل بعضهم إلى بعضٍ، ويلجأ ؛ نصرةً، وإعانةً.
وأُضوى : أي : أُنتَقص وأُستَضعف. انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٣٧٦.
ب سورة الحشر ا
( ٢٥١ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣) ﴾
قال : والجَلاء من قولهم : جَلا القومُ عن منازلهم جَلاءً : إذا خرجوا عنها، ومنه قوله جل وعزّ :﴿ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا ﴾ وأجليتهم إجلاءً : إذا نحّيتهم عن الموضع.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ل - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٤٤ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى :﴿ الْجَلَاءَ ﴾ فذكر أنه يدل على : الخروج والتنحّي، جاعلاً من الباب ما جاء في السورة هنا في شأن بني النظير (١).
وهذا بمثل ما قال أهل التأويل ؛ ابن عباس، وابن عمر - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي وابن زيد (٢) في آخرين (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٨ / ٣١ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٣٣٢ ؛ والدر المنثور ٨ / ٨٦.
(٣) ٣ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٥٦ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٤٣ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٠٠ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٩ / ٢٧٠ ؛ والماوردي في النكت والعيون ٥ / ٥٠١ والواحدي في الوسيط ٤ / ٢٧٠ ؛ والراغب في مفردات القرآن ٩٤ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢١٣ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ١٥٨ ؛ وأبو حيان في البحر المحيط ١٠ / ١٣٩ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٦ / ٢٢٥ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٨ / ٧٣.
ب سورة الممتحنة ا
( ٢٥٥ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) ﴾
قال : والبِرّ على وجوه، فمنه : الصلة، كقولهم بَرَّك اللّه، وقوله جلّ ثناؤه :﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾.
( جمهرة اللغة، باب من النوادر ٣ / ١٢٩٥ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن البر يأتي على وجوه، منها مجيئه بمعنى : الصلة ؛ كما في الآية هنا.
وعلى هذا فإنه يفسر البر في قوله :﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ﴾ بالصلة، وهذا التأويل قال به غير واحد من المفسرين (١). ومعناه عند أهل اللسان كما ذكر ابن دريد (٢). قال السمرقندي :( ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ يعني : عن صلة الذين لم يقاتلوكم في الدين ﴿ بَOs٩ur يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ﴾...........
.....................................................................................
- - - - - - -
يعني : أن تصلوهم.. ) (٣).
قال ابن منظور :( بَرَّ رحمه، يَبَرُّ : إذا وصله ) (٤).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ١٣٥ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ١٧٨ ؛ ولسان العرب ٤ / ٥٢.
(٣) ١ ) انظر : تفسيرالسمرقندي ٣ / ٣٥٣.
(٤) ٢ ) انظر : لسان العرب ٤ / ٥٢.
ب سورة الجمعة ا
( ٢٥٦ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) ﴾
قال : والسِّفْر : الكتاب، والجمع أسفار، وكذلك هو في التنزيل :﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر س ف ] ٢ / ٧١٧ )
- - - - - - -
اتفق المفسرون سلفاً وخلفاً على معنى :﴿ أَسْفَارًا ﴾ فقالوا كما قال ابن دريد : إن المراد : الكُتُب. غير أن لها معنىً خاصاً، فهي : الكُتُب العِظام.
وقد جاء تأويل الحرف بذلك عن : ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومجاهد، والضحاك (١) في آخرين (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال قتادة :( يحمل كُتُباً لا يدري ما على ظهره ) (٣).
وقال الزجاج :( الكُتُب الكبار ) (٤).
(٢) ٢ ) منهم الفراء في معاني القرآن ٣ / ٥٧ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣٧٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٠٥ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٧٠ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤١٥ والراغب في المفردات ٢٣٩ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١٦ / ٩ - ١٠ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٣ / ٣٦٥ ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ٣٦٤ ؛ وأبو السعود في تفسيره ٦ / ٢٤٧ ؛ والشنقيطي في أضواء البيان ٨ / ١٢٥.
(٣) ١ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٣٣.
(٤) ٢ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٧٠.
ب سورة المنافقون ا
( ٢٥٧ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٤) ﴾
قال : والخَشَب معروف (١)، ومثلُه الخُشُب وهو جمع خَشَبة. قال امرؤ القيس (٢) :
حتى تركناهم لَدَى مَعْرَكٍ أرجُلُهم كالخُشُب الشّائلِ
قال أبو بكر : الشائل المرتفع، شال هو : إذا ارتفع، وأشلتُه أنا : إذا رفعتُه، قال الأخطل يهجو جريراً (٣) :
وإذا جعلتَ أباكَ في مِيزانهم رَجَحوا وشالَ أبوك في المِيزانِ
وفي التنزيل :﴿ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾ والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب خ ش ] ١ / ٢٨٩ - ٢٩٠ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى أن الخَشَب، والخُشُب سواء، وهما معروفا المعنى.
بعد ذلك بيّن أنهما جمع خشبة، وبذلك قال جماعة المفسرين (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : ديوانه ١٢١ ؛ والزاهر في معاني كلمات الناس ٢ / ٢٧٦ ؛ وجمهرة الأمثال ٢ / ٣٣٢.
(٣) ٣ ) انظر : ديوانه ٢٨٤ ؛ والنقائض ١ / ٤٠٨ ؛ وطبقات فحول الشعراء ٢ / ٤٧٦ ؛ والأغاني ٨ / ١٨٦.
(٤) ٤ ) انظر : معاني القرآن، للفراء ٣ / ٦٠ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٢٥٩ ؛ ونزهة القلوب ٢٢٣ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ١٧٦ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٣٦٥ ؛ والوسيط ٤ / ٣٠٣ ؛ وتفسير السمعاني ٥ / ٤٤١ ومفردات الراغب ١٤٩ ؛ والكشاف ٦ / ١٢٤ ؛ ونظم الدرر ٧ / ٦٠٩ ؛ والتحرير والتنوير ٢٨ / ٢٤٠.
ب سورة التغابن ا
( ٢٥٨ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧) ﴾
قال : وأكثر ما يقع الزعم على الباطل، وكذلك هو في التنزيل :﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ﴾ وكذلك ما جاء من الزعم في القرآن. وفي فصيح الشعر قال كعب بن مالك (١) :
زَعَمَتْ سَخينةُ أنْ ستغلبُ رَبَّها ولَيغْلَبَنّ مُغالب الغَلاّب
( جمهرة اللغة، مادة [ ز ع م ] ٢ / ٨١٦ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى مسألتين :
الأولى : معنى الزَّعْم لغة :
بيّن ابن دريد أن أكثر ما يقع الزعم : على الباطل.
ويفهم من كلامه هذا أن للزعم معنيين :
o أولهما : القول الحق.
.....................................................................................
- - - - - - -
o الآخر منهما : القول الباطل. و أكثر استعماله في إرادة القول الباطل (٢).
أما كعب بن مالك فهو : الأنصاري السلمي من شعراء النبي - ﷺ -، وأهل العقبة، وأحد الثلاثة الذين خلفوا. مات سنة ٥٠ هـ. انظر : التاريخ الكبير ٧ / ٢١٩ ؛ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥٢٣.
وسَخِيْنة : مما سميت به قريش قديماً، ذكروا أن قُصَيّاً كان إذا ذُبِحَتْ ذبيحة أو نُحِرَتْ بمكة أتى بعجزها فصنع منه خزيرة وهو لحم يطبخ ببر فيطعمه الناس فسميت قريش سخينة. انظر : الروض الأُنُف، للسُّهَيْليّ ٣ / ٤٦٧.
(٢) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ٩٣ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٢٦٤ ؛ وأضداد أبي الطيب اللغوي ٥٢١ ؛ وبصائر ذوي التمييز ٣ / ١٢٩.
ب سورة التحريم ا
( ٢٥٩ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥) ﴾
قال : وكلُّ عسى (١) في التنزيل فهو في موضع إيجاب، إلا قوله عزّ وجلّ :﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ س ع ي ] ٢ / ٨٤٥ )
- - - - - - -
قسّم ابن دريد أحوال [ عسى ] في التنزيل إلى قسمين، هما :
o الأول : أن تأتي في موضع إيجاب ؛ أي : يقين. وهذا في جميع القرآن، إلا هنا.
o الآخر : أن تأتي غير واجبة. كما في الآية هنا.
وحكي عن غير ابن دريد - أيضاً - القول بهذا، إلا أنه زاد موضعاً آخر جاءت فيه عسى غير واجبة، وهو :﴿ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ﴾ (٢) أي : بني النضير، فلم يرحمهم ربهم، بل أوقع العقوبة بهم (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) بعض من الآية : ٨ من الإسراء.
(٣) ٣ ) انظر : الأضداد، للأنباري ٢٢ - ٢٣.
ب سورة الملك ا
( ٢٦٠ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (٣٠) ﴾
قال : غَارَ الماءُ يغور غَوْراً إذا نضب وذهب في الأرض، ومنه قوله جلّ وعزّ :﴿ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا ﴾، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، مادة [ ر غ و ] ٢ / ٧٨٣ ؛ و مادة [ ر غ - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٦٧ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد الغَور من قوله :.. ﴿ مَاؤُكُمْ غَوْرًا ﴾ بأن المراد به الناضب : الذاهب في الأرض ؛ وهذا هو معناه المنقول عن ابن جبير، وقتادة، والضحاك (١)، و بنحوه قال غير واحد ممن جاء بعدهم (٢).
وهو ذات المعنى المقرر عند أهل اللسان (٣).
قال الضحاك في قوله :﴿ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا ﴾ ( أي : ذاهباً ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الثعلبي في معنى الحرف :( غائراً : ذاهباً في الأرض، لا تناله الأيدي والدلاء ) (٥).
وقال ابن فارس :( الغين، والواو، والراء أصلان صحيحان : أحدهما : خُفُوض في الشيء وانحطاط، وتَطَامُن، والأصل الآخر : إقدام على أخذ مال قهراً أو حَرْباً.
(٢) ٢ ) انظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٣٩٠ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٤٣٥ ؛ والكشف والبيان ٩ / ٣٦٢ والوسيط ٤ / ٣٣١ ؛ ومعالم التنزيل ٥ / ١٢٨ ؛ وزاد المسير ٥ / ١٤٦ ؛ وتفسير البيضاوي ٨ / ٢٨٥ وعمدة الحفاظ ٤٠٥ ؛ والتسهيل ٢ / ٤٤٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٠٠ ؛ ونظم الدرر ٨ / ٨٨ ؛ والتحرير والتنوير ٢٩ / ٥٥.
(٣) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ٤ / ٤٠١ ؛ ولسان العرب ٥ / ٣٤.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٣.
(٥) ١ ) انظر : الكشف والبيان ٩ / ٣٦٢.
ب سورة القلم ا
( ٢٦١ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) ﴾
قال : ومنهم (١) الوليد بن المغيرة، وكان من المستهزئين، .. وفيه نزلت :﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ﴾.
( الاشتقاق ٩٨ )
- - - - - - -
اختلف في مَن نزلت الآية فيه على أقوال :
o أولها : أنها في الأخنس بن شُرَيق الثقفي ؛ قاله الكلبي، والسدي، وعطاء (٢).
o ثانيها : أنها في الأسود بن عبد يغوث الزهري ؛ قاله مجاهد (٣).
o ثالثها : أنها في أبي جهل ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (٤).
o رابعها : قيل : في عتبة بن ربيعة (٥).
o آخرها : أنها في الوليد بن المغيرة ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومقاتل (٦)، وغيرهما (٧).
.......
.....................................................................................
- - - - - - -
والعبرة في مثل هذا بعموم اللفظ بغض النظر عمن نزلت فيه.
قال ابن عطية :( وظاهر اللفظ عموم مَن هذه صفته، والمخاطبة بهذا المعنى مستمرة باقي الزمن، لا سيما لولاة الأمور ) (٨).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٤٦ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ٢٣؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٦٤ والنكت والعيون ٦ / ٦٣ ؛ والوسيط ٤ / ٣٣٥ ؛ ولباب النقول ٢١٨.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٦٤ ؛ والنكت والعيون ٦ / ٦٣ ؛ ولباب النقول ٢١٨.
(٤) ٤ ) انظر : الكشاف ٦ / ١٨٢.
(٥) ٥ ) ذكر ذلك النقاش. انظر : المحرر الوجيز ١٦ / ٧٧.
(٦) ٦ ) انظر : الوسيط ٤ / ٣٣٥ ؛ والنكت والعيون ٦ / ٦٣ ؛ والكشاف ٦ / ١٨٢.
(٧) ٧ ) كالزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٠٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٩٢.
(٨) ١ ) انظر : المحرر الوجيز ١٦ / ٧٧.
ب سورة الحاقة ا
( ٢٦٣ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (١٢) ﴾
قال : والوَعْي مصدر وَعَى العلمَ يَعيه وَعْياً : إذا حفظه.. ، وفيه أيضاً :﴿..!$pkuژدès؟ur أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع و ي ] ٢ / ٩٥٧ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد شواهد من التنزيل لاستعمال الوعي بمعنى : الحفظ ؛ من ذلك قول الله تعالى :﴿..!$pkuژدès؟ur أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾.
وعلى المعنى الذي ذكر ابن دريد في الحرف ؛ اجتمعت كلمة المفسرين : ابن عباس - رضي الله عنهم - وقتادة (١)، في آخرين (٢).
وهو كذلك المقرر عند علماء اللسان (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - في معنى واعية :( أي : حافظة ) (٤).
وقال الزجاج :( معناه : أذن تحفظ ما سمعت وتعمل به، أي : ليحفظ السامع ما سمع ويعمل به ) (٥).
وقال ابن منظور :( الوعي : حِفْظُ القلب الشيء.
(٢) ٢ ) كالفراء في معانيه ٣ / ٧٩ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٣٨٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٧٣ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢١٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٣٩٨ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٤٣ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٤٥ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٥ / ١٤٥ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ٢٥٢ ؛ والجواهر الحسان ٣ / ٣٩٥ ؛ والألوسي في روح المعاني ١٥ / ٤٩.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ١٦٦ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ٣٤٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٣٩٦.
(٤) ١ ) انظر : تفسيره ٤٩٨.
(٥) ٢ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢١٥.
ب سورة المعارج ا
( ٢٦٦ ) [ ١ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨) ﴾
قال : وأوعى المَتاعَ يوعيه إيعاءً : أحرَزه، وفي التنزيل :﴿ وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ع و ي ] ٢ / ٩٥٧ )
- - - - - - -
فسر ابن دريد قوله تعالى :﴿ y#سtç÷rr'sù ﴾ فقال : أوعى المَتاعَ يوعيه إيعاءً : أحرَزه، وهذا بنحو تفسير مقاتل، وقتادة (١)، وغيرهما (٢).
فعن مقاتل :( فأوعى يعي : فأمسكه فلم يُؤَدِّ حقَّ الله تعالى ) (٣).
وقال الفراء :( جَعَلَه في وعاء، فلم يُؤَدِّ منه زكاة، ولم يَصِل رحماً ) (٤).
وقال ابن جرير :( جَمَعَ مالاً فجعله في وعاء، ومنع حق الله منه. فلم يُزَكِّ فيما أوجب الله عليه إنفاقه فيه ) (٥).
و حرف [ وعى ] في اللغة دال على : الحفظ (٦).
- - - - -
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ٨٢ ؛ وابن جرير في جامع البيان ٢٩ / ٨٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٠٦ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ٣٨ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٥٣ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٤٧ - ٤٨ ؛ والراغب في المفردات ٥٦٥ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٣٣٥ ؛ وأبي حيان في البحر المحيط ١٠ / ٢٧٥ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٦ / ٣٠٢ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٩ / ١٦٦.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٤٠٤.
(٤) ٤ ) انظر : معاني القرآن ٣ / ٨٢.
(٥) ٥ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ٧٨.
(٦) ٦ ) مضى تقرير ذلك في سورة الحاقة، الصفحة : ٦٩٩ - ٧٠٠.
ب سورة نوح ا
( ٢٦٧ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (٢١) ﴾
قال : والوِلْد والوُلد : الأولاد، وقد قرئ بهما :﴿ مَالُهُ وَوُلْدُه ﴾ و ﴿ وَوِلْدُه ﴾.
( الاشتقاق ٨٠ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى اختلاف القراء في :﴿ وَوَلَدُهُ ﴾ فذكر قراءتين في ذلك، هما :
" الأولى :﴿ وَوُلْدُه ﴾ بضم الواو، وسكون اللام ؛ قراءة ابن كثير، وأبي عمرو وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف. وهي قراءة سبعية.
" الأخرى :﴿ وَوِلْدُه ﴾ بكسر الواو، وسكون اللام ؛ وممن قرأ بها الحسن والجحدري، وقتادة، وزرّ، وأبو عمرو في رواية. وليست من القراءات السبعية ولا العشرية.
وهناك قراء سبعية لم يذكرها ابن دريد وهي :﴿ وَوَلَدُهُ ﴾ بفتح الواو واللام ؛ قراءة نافع وابن عامر، وعاصم، وأبي جعفر.
وهي لغات في الحرف على الصحيح (١).
- - - - -
( ٢٦٨ ) [ ٢ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢) ﴾
قال : وفي التنزيل :﴿ (#[چُ٣tB كُبَّارًا ﴾ أي : كبيراً. والله عز وجل أعلم.
( الاشتقاق ٤٢٧ )
- - - - - - -
ب سورة الجن ا
( ٢٧٠ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا t، ح !#tچsغ قِدَدًا (١١) ﴾
قال : والقِدد الفِرَق من الناس من قوله عز وجل :﴿ t، ح !#tچsغ قِدَدًا ﴾.
( الاشتقاق ٥٥٠ )
- - - - - - -
المعنى الذي ذكره ابن دريد للقِدَد، وربط به تأويله في الآية ؛ هو نحو ما قاله أئمة المفسرين على تنوع في عباراتهم : ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وعكرمة، ومجاهد، والثوري وابن جبير، والحسن (١)، ومَن بعدهم (٢)، وقال به أهل اللغة (٣).
قال قتادة في معنى قوله ﴿ t، ح !#tچsغ قِدَدًا ﴾ :( أهواء مختلفة ) (٤).
وقال أبو عبيدة في معناه :( واحد القِدَد : قِدّة، أي : ضُروباً أو أجناساً ) (٥).
..........
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال ابن عاشور :( وقوله :﴿ كُنَّا t، ح !#tچsغ قِدَدًا ﴾ تشبيه بليغ، شبّه تخالف الأحوال والعقائد بالطرائق تُفضي كل واحدة منها إلى مكان لا تفضي إليه الأخرى ) (٦).
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن، للفراء ٣ / ٨٩ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٢٧٢ ؛ ونزهة القلوب ٣١٤ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٤٥٥ ؛ وتفسير المشكل ٢٨٢ ؛ والوسيط ٤ / ٣٦٦ ؛ ومفردات الراغب ٤٠٨ ؛ والتفسير الكبير١٠ / ٦٧٠ ؛ وتفسير الخازن ٦ / ٢٩٣؛ والجواهر الحسان ٣ / ٤٠٩ ؛ والتحرير والتنوير ٢٩ / ٢٣٢.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٨ / ٢١٩ ؛ والصحاح ٢ / ٤٥٥ ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ٦ ؛ ولسان العرب ٣ / ٣٤٤.
(٤) ٤ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٥٨.
(٥) ٥ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٧٢.
(٦) ١ ) انظر : التحرير والتنوير ٢٩ / ٢٣٢.
ب سورة المزمل ا
( ٢٧٣ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (٧) ﴾
قال : وقد قُرىء :﴿ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴾ وسَبْخاً، والسبْخ : الفراغ، واللّه أعلم.
( جمهرة اللغة، باب من النوادر ٣ / ١٢٩٦ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى اختلاف القراء في حرف :﴿ سَبْحًا ﴾ على وجهين :
" الأول :﴿ سَبْحًا ﴾، بحاء مهملة ؛ وهي قراءة الجمهور المتواترة.
" الآخر :( سَبْخاً )، بخاء معجمة ؛ قراءة ابن يعمر، وعكرمة، وابن أبي عبلة (١).
ومعنى القراءتين :
" ذكر ابن دريد معنى :( سَبْخاً ) أي : فراغاً. قال أبو حيان :( وفسر ابن يعمر وعكرمة سَبْخاً بالخاء معجمة وقالا : نوماً، أي : تنام بالنهار لتستعين به على قيام الليل. - قال أبو حيان معلقاً على ذلك - : وقد تحتمل هذه القراءة غير هذا المعنى لكنهما فسراها، فلا يُتجاوز عنه ) (٢).
وأصل السبخ في اللغة : يدل على خفة في الشيء (٣). ثم قد يحمل عليه، فمن قال : إن معنى السبخ : الفراغ فإنما هو لأجل أن الفارغ خفيف الأمر ؛ وعليه فلا تنافر بين المعنيين.
" ومعنى القراءة الأخرى لم يُشر إليه، لكن أُوْرِده من كلام ابن جرير تتمة للفائدة :
.....................................................................................
- - - - - - -
قال :( وإنما عُني بقوله :﴿ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴾، إن لك في النهار سعة لقضاء حوائجك وقومك.
والسبح، والسبخ قريبا المعنى في هذا الموضع ) (٤).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : البحر المحيط ١٠ / ٣١٥.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ٨٧ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ١٢٦ ؛ ولسان العرب ٣ / ٢٣.
(٤) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٣٢.
ب سورة المدثر ا
( ٢٧٤ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) ﴾
قال : وَنَقَّرْتَ عن الأمر : إذا كشفتَ عنه. والناقور في التنزيل أحسبه من هذا إن شاء الله.
( الاشتقاق ٢٤٨ )
- - - - - - -
أئمة التفسير : ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، والشعبي، وزيد بن أسلم، والحسن، وقتادة والضحاك، والربيع بن أنس، والسدي، وابن زيد (١)، في آخرين (٢) ؛ قالوا في معنى الناقور : الصور.
وأصل النَّقْر في اللغة : يدل على قَرْع شيء حتى تهزِم فيه هزْمة، ثم يُتَوسَّع في استعمال هذا الأصل، فمنه : منقار الطائر ؛ لأنه ينقر به الشيء حتى يؤثر فيه. ومن الاستعمالات : نقّرتَ عن الأمر حتى علمتَه، وذلك بحثك عنه ؛ كأن علمك به نَقْر فيه (٣).
وبمقارنة قول ابن دريد بما قال المفسرون، مع ملاحظة المعاني اللغوية لمادة : نقر ؛ يتجلى للمتأمل أن ابن دريد لم يُبْعد النُّجْعَة حين قال :( وَنَقَّرْتَ عن الأمر : إذا كشفتَ عنه. والناقور في التنزيل أحسبه من هذا إن شاء الله ).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) كالزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٦ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٢١ ؛ و ابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٤٦٢ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ٧١ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٨١ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٩٠ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٥ / ١٧٤ ؛ والراغب في مفرداته ٥٢٥ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٤٧٦ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٩ / ٣٥٣.
(٣) ٣ ) انظر: تهذيب اللغة ٩ / ٩١ ؛ والصحاح ٢ / ٧١٢ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٤٦٨ ؛ ولسان العرب٥ / ٢٢.
ب سورة القيامة ا
( ٢٨٠ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) ﴾
قال : وبرِقَ الرجل يَبرَق بَرَقاً : إذا شخص بطرفه مِن فَزَع أو عَجَب قال الشاعر (١) : ولَوْ أنَّ لُقمانَ الحكيمَ تَعرَّضتْ لِعَيْنَيْهِ مَيٌّ سافراً كاد يَبرَقُ
وفي التنزيل :﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ر ق ] ١ / ٣٢٢ ؛ والاشتقاق ٤٤٦ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى البَرَق من حيث اللغة أنه : الشخوص بالطَّرْف من فَزَع أو عَجَب. وساق دليلين : الأول : من شِعر العرب، وكأنه ساقه للدلالة على أن البَرَق يأتي بمعنى : الشخوص بالطَّرْف من عَجَب ؛ والدليل الآخر : من كلام الله تعالى، وكأنه ساقه للدلالة على أن البَرَق يأتي بمعنى : الشخوص بالطَّرْف من الفَزَع.
و ما ذكر ابن دريد في معنى الحرف هو بنحو قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والحسن ومقاتل (٢)، وغيرهم (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٢٩ / ١٧٩ ؛ وتفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٤٦٧ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ٨٤ والدر المنثور ٨ / ٣١٧.
(٣) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٠١ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٧٧ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٤٦ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٢ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٢٦ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٢٨٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٣٩١ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ١٠٣ ؛ والراغب في المفردات ٤١ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٢٦٨ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٥٩ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٤١٤ ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ٤٤٩.
ب سورة الإنسان ا
( ٢٨٣ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (١٦) ﴾
قال : وقال بعض أهل اللغة : إن قوله تعالى :﴿ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ ﴾، أي : أواني يَقِرُّ فيها الشراب، وقال آخرون : بل المعنى : أوانيَ فضّة في صفاء القوارير وبياض الفضّة. قال أبو بكر : هذا أعجب التفسيرين إليّ، والله أعلم.
( جمهرة اللغة، باب ماجاء على فاعول ٢ / ١٢٠٦ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى الاختلاف في معنى قوله :﴿ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ ﴾ على قولين :
o الأول : أواني يَقِرُّ فيها الشراب، حكاه عن بعض أهل اللغة.
ولعل هذا تفسيرهم للحرف من جهة اللغة فإنهم يقولون :( والقارور : ما قَرَّ فيه الشراب وغيره، وقيل : لا يكون إلا من الزجاج خاصة ) (١).
o الآخر : أوانيَ فضّة في صفاء القوارير وبياض الفضّة، قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة ومجاهد، والشعبي (٢)، في آخرين (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وما رجحه ابن دريد هو الصحيح، وعليه قول عامة أهل التفسير.
(٢) ٢ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٧٠ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ٢١٥ ؛ وتفسير السمعاني ٦ / ١١٨؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ٤٥٦.
(٣) ٣ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٠٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٦٠ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٧٠ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٣١ ؛ وابن أبي زمنين ٢ / ٤٧٢ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٢٨٠ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ١٣٦ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٤٤٠ وأبي حيان في البحر المحيط ١٠ / ٣٦٣ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٣ / ٤٣٢ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٢٩ / ٣٩٢.
ب سورة المرسلات ا
( ٢٨٥ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦) ﴾
قال : والكَفْت : سَتْرك الشيء. كَفَتُّه أََكْفِتُه كَفْتاً، وكل شيء ضممتَه إليك فقد كَفَتَّه وفي دعاء لهم :( اللهم اكفته إليك ) أي : اقبضه. وبَقِيْعُ الغَرْقَد (١) : يسمى : كَفْتَة لأنه يُدفَن فيه. وكِِفَاتُ كلِّ شيء : ما ضَمَّه، فالبيوت : كِفَاتُ الأحياء، والقبورُ : كِفَاتُ الأموات. قال الله عز وجل :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا. أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ت ف ك ] ١ / ٤٠٥ )
- - - - - - -
حول كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : معنى ( الكَفت ) في قوله تعالى :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ﴾ :
فسّر ابن دريد الكَفْت بأنه : السَّتر والضَّم.
وهذا بنحو تفسير ابن مسعود، وابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، ومجاهد، والشعبي (٢)........................
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تفسير ابن عباس ٥١١ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢٧٣ ؛ وجامع البيان ٢٩ / ٢٣٧ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٩٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٦٠.
ب سورة النازعات ا
( ٢٨٦ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (١١) ﴾
قال : ونخِر العظم ينخَر نَخَراً : إذا بلي، وهو عظم ناخر ونخِر.
وقد قرئ :﴿ عِظَامًا نَخِرَةً ﴾ وناخِرَةً، فمن قرأ :(( نَخِرة )) أراد بالية، والله أعلم ومن قرأ :(( ناخرة )) أراد أن الريح تنخِر فيها فيما يقال ؛ لأنه قد بقي منها بقية.
( جمهرة اللغة، مادة [ خ ر ن ] ١ / ٥٩٣ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى مسألتين :
الأولى : معنى قوله تعالى :﴿ عِظَامًا نَخِرَةً ﴾ :
كشف ابن دريد عن معنى النَّخِر أن المراد به : البالي ؛ وهذا بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم - ومجاهد وقتادة (١)، وغيرهم (٢).
وهو قول أهل العلم بكلام العرب (٣).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( فالنخرة : الفانية البالية ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الواحدي :( أي : بالية، يقال : نَخِر العظم يَنْخُر فهو ناخر ونَخِر، إذا بلي وتفتت ) (٥).
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٢١ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٨٤ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٧٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٤٣ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٤١٩ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٥ / ٢٠٦ ؛ والراغب في المفردات ٥٠٧ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ١٨٩ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ٣ / ٤٤٣ ؛ وأبي السعود في تفسيره ٦ / ٣٦٧ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٩ / ٣٩٧.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ٧ / ١٤٩ ؛ والصحاح ٢ / ٧٠٣ ؛ و مقاييس اللغة ٥ / ٤٠٥ ؛ ولسان العرب ٥ / ١٩٨.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ٣٥.
(٥) ١ ) انظر : الوسيط ٤ / ٤١٩.
ب سورة عبس ا
( ٢٨٧ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) ﴾
قال : ومنهم (١) : عمرو بن قيس، وهو ابن أم مكتوم الأعمى (٢)، الذي أنزل الله عز وجل فيه :﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴾.
( الاشتقاق ١١٤ )
- - - - - - -
ذكر ابن دريد أن صدر سورة ( عبس ) نزل في ابن أم مكتوم - رضي الله عنه - ؛ فهو الأعمى المذكور في الآيات.
وما ذكر ابن دريد أمر مُجمع عليه عند أهل العلم (٣).
عن عائشة قالت :( أنزل :﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾ في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله - ﷺ - فجعل يقول : يا رسول الله لِلَّهِ أرشدني - وعند رسول الله - ﷺ - رجل من عظماء المشركين - فجعل رسول الله - ﷺ - يُعرض عنه، ويُقبل على الآخر، فيقول له :.................................
.....................................................................................
- - - - - - -
((
(٢) ٢ ) هو : عمرو وقيل : عبدالله بن قيس بن زائدة بن الأصم القرشي، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين. أسلم قديماً بمكة وكان من المهاجرين الأولين قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي - ﷺ -، وكان النبي - ﷺ - يستخلفه على المدينة في عامة غزواته يصلي بالناس ؛ قيل : استخلفه ثلاث عشرة. قيل : حضر القادسية وشارك في القتال وكان معه اللواء واستشهد فيها، وقيل : بل رجع بعدها إلى المدينة ومات هناك. انظر : الإصابة ٢ / ٥٢٣ ؛ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٦٠.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٢٨٢ ؛ وجامع البيان ٣٥ / ٥٠ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٩٩ وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٤٦ ؛ والوسيط ٤ / ٤٢٢ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٧١ ؛ والدر المنثور ٨ / ٣٨٠ ولباب النقول ٢٢٧.
ب سورة التكوير ا
( ٢٩٠ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦) ﴾
قال : وأما قوله تعالى :﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴾، أي : خَلَتْ من الماء وزعموا أنه من الأضداد، ولا أحب أن أتكلم فيه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ج ر س ] ١ / ٤٥٧ )
- - - - - - -
ما يمكن أن يقال هنا سبق تقريره عند قوله تعالى :﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ (١)، فاطلبه هناك (٢).
- - - - -
( ٢٩١ ) [ ٢ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) ﴾
قال : والصحف واحدتها صحيفة، وهي : القطعة من أَدَم (٣) أبيض، أو رَقٍّ يُكتب فيها. وفي التنزيل :﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾ والله أعلم بكتابه.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ص ف ] ١ / ٥٤٠ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد أن الصُّحُف من حيث اللغة : جمعٌ واحدُه صحيفة، وهي القطعة من أَدَم أبيض، أو رَقّ يكتب فيها. ثم أردف ذلك بالآية إشارة إلى أن الصحف فيها من ذلك.
وبنحو ما ذكر قال المفسرون (٤)، و أهل العربية (٥).
قال السمرقندي :( يعني تطايرت الصحف، وهي الكتب التي فيها أعمال بني آدم ) (٦).
(٢) ٢ ) عند الكلام على أقواله في سورة الطور، الصفحة ٥٦٤ - ٥٦٦.
(٣) ١ ) الأَدَم : الجلد. انظر : تهذيب اللغة ١٤ / ١٥١.
(٤) ٢ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٠ - ٢٩١ ؛ و تفسير السمرقندي ٣ / ٤٥٢ ؛ و تفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٤٩٢ ؛ والنكت والعيون ٦ / ٢١٥ ؛ و مفردات الراغب ٢٨٣ ؛ والكشاف ٦ / ٣٢٢ والجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٢٢٣ ؛ وعمدة الحفاظ ٢٨٨ ؛ والجواهر الحسان ٣ / ٤٤٩ ؛ ونظم الدرر ٨ / ٣٣٨ ؛ وروح المعاني ١٥ / ٢٦٠.
(٥) ٣ ) انظر : الصحاح ٣ / ١١٤٢ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٣٣٤ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٨٦.
(٦) ٤ ) انظر : تفسيره ٣ / ٤٥٢.
ب سورة الانفطار ا
( ٢٩٣ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) ﴾
قال : وبعثرتَ القبرَ وغيرَه، إذا بدّدتَ ترابه. وفي التنزيل :﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾.
( جمهرة اللغة، أبواب الرباعي الصحيح مادة، باب الباء مع سائر الحروف ٢ / ١١١١ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد معنى ( بعثر ) من حيث اللغة، وربط به ما جاء في السورة هنا، و ما قال جاء بنحو تأويل ابن عباس - رضي الله عنهم - (١)، وغيره (٢).
قال ابن عباس - رضي الله عنهم - :( بُحِثَت ) (٣).
وقال الراغب :( قُلِب ترابها وأثير ما فيها ) (٤).
والبعثرة في اللغة والبحثرة معناهما واحد ؛ وهو : قلب التراب (٥).
- - - - -
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٣ / ١٣٢ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٨٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٥ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ١٤٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٥٤ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ١٤٥ ؛ والراغب في مفرداته ٥١ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٧٦ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٥٢٩.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٢١.
(٤) ٤ ) انظر : المفردات ٥١.
(٥) ٥ ) انظر : لسان العرب ٤ / ٧٢.
ب سورة المطففين ا
( ٢٩٤ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ كَلَّا بَلْ ٢ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) ﴾
قال : الرَّين : أصله الصَدَأ الذي يركب السيفَ وغيرَه، ثم صار كل شيء غطّى شيئاً فقد ران عليه. وفي التنزيل :﴿ كَلَّا بَلْ ٢ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾.
( جمهرة اللغة مادة [ ر ن ي ] ٢ / ٨٠٨ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد المعنى اللغوي للرَّيْن أنه يطلق في الأصل على الصدأ الذي يركب السيف وغيره، ثم تُوُسِّع في الاستعمال فصار يطلق على كل شيء غطى شيئاً، ومن ذلك ما ورد في التنزيل :﴿ كَلَّا بَلْ ٢ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾، وفي كلام النبي - ﷺ - ما يؤكد قول ابن دريد، قال عليه الصلاة والسلام :(( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر ؛ صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله عز وجل في القرآن :﴿ كَلَّا بَلْ ٢ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ )) (١).
و ذلك بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وعطاء، وابن زيد (٢)............
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٥٢٢ ؛ وتفسير الصنعاني ٢ / ٢٨٩ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٩٨ - ١٠٠.
ب سورة الانشقاق ا
( ٢٩٥ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦) ﴾
قال : وقول الله عز وجل :﴿ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾، أي : عَمَلُه الذي يعمله من خير أو شر لنفسه.
( جمهرة اللغة مادة [ ح د ك ] ١ / ٥٠٥ )
- - - - - - -
فسّر ابن دريد ( الكَدْح ) بالعمل الذي يعمله ابن آدم من خيرٍ أو شر، وهذا : أحد الوجهين في معنى الآية، وبه قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، وابن زيد والكلبي (١)، في آخرين (٢).
الوجه الآخر : أن المراد : أنك أيها الإنسان في كل لحظة تقطع حظاً من عمرك القصير، فكأنك سائر مسرع إلى الموت ثم تلاقي ربك (٣).
والكَدْحُ في اللغة : السعي الدُّؤوبُ في العمل في بابِ الدنيا وفي باب الآخرة (٤).
.......
.....................................................................................
- - - - - - -
(٢) ٢ ) كاليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٤٢١ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٠٤ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٣٨١ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ٢ / ٥٠٠ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ١٥٩ ومكي في تفسير المشكل ٢٩٨ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٤٥٢ ؛ والراغب في المفردات ٤٤٣ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٢٨٠.
(٣) ٣ ) ذكر هذا الاحتمال الماوردي في النكت والعيون ٦ / ٢٣٥ ؛ و البيضاوي في تفسيره ٨ / ٥٤٧ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٥١٤ ورجّحه.
(٤) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ٤ / ٥٩ ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ١٦٧ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٦٩.
ب سورة البروج ا
( ٢٩٧ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) ﴾
قال : والنِّقَم : معروفة، الواحدة نَقِمة ونِقْمة. وانتقم الله منه، أي : عاقَبَه. ونَقِمْتُ على فلان كذا وكذا، ونَقَمْتُ، وقد قُرئ بهما جميعاً :﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ ﴾ و ﴿ نَقِموا ﴾، وفلان ناقم على فلان.
( جمهرة اللغة مادة [ ق م ن ] ٢ / ٩٧٧ )
- - - - - - -
تناول ابن دريد في كلامه مسألتين :
الأولى : معنى :( نَقَم ) من حيث اللغة :
ذكر أن المراد به العقوبة، وهذا ما عليه أهل اللغة (١). قال ابن فارس :( النون والقاف، والميم أُصَيل يدل على إنكار شيء وعيبه، ونَقِمت عليه أنقِم : أنكرت عليه فعله والنِّقمة من العذاب والانتقام كأنه أنكر عليه فعاقبه ) (٢).
الأخرى : اختلاف القراء في قوله تعالى :﴿ وَمَا نَقَمُوا ﴾ :
ذكر ابن دريد أن الحرف قرئ بوجهين :
.....................................................................................
- - - - - - -
" الأول :﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ ﴾ بفتح القاف ؛ قراءة الجمهور، وهي متواترة.
" الأخرى :﴿ نَقِموا ﴾ بكسر القاف ؛ قرأ بها زيد بن علي، و أبو حيوة وابن أبي عبلة ؛ وهي شاذة غير متواترة (٣).
- - - - -
( ٢٩٨ ) [ ٢ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) ﴾
(٢) ٢ ) انظر : مقاييس اللغة ٥ / ٤٦٤.
(٣) ١ ) انظر : المحرر الوجيز ١٦ / ٢٧١ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٢٨١ ؛ والدر المصون ١٠ / ٧٤٧ والبحر المحيط ١٠ / ٤٤٥.
ب سورة الفجر ا
( ٢٩٩ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) ﴾
قال : إرَم : اسم لأخي عاد بن عُوص بن إرَم بن سام بن نوح - عليه السلام -، وقيل : هو اسم جدّ عاد بن عُوص بن إرَم. وإليه نسبهم اللّه تبارك وتعالى فقال :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴾
والإرَم : عَلَم يُنصب من حجارة، يقال : إنها قبور عاد.
( جمهرة اللغة مادة [ ر م - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٦٨ )
- - - - - - -
في كلام ابن دريد مسألتان :
الأولى : كشفُه عن المراد بإرم في قوله تعالى :﴿ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴾ :
أشار إلى أنه اسم جد عاد، وأهل التأويل في معناه على آراء :
o أولها : أنها اسم بلدة ؛ قاله القرظي، وعكرمة، وابن المسيب ؛ على خلاف بينهم في اسم هذه البلدة (١).
o ثانيها : أنها اسم أمة من الأمم ؛ قاله مجاهد (٢).
o ثالثها : أن المراد الهالك ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، والضحاك بن مزاحم (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
o رابعها : أنه اسم جد عاد ؛ قاله السدي، وابن إسحاق (٤)، وبه قال ابن دريد.
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ١٧٥ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤٢٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٥٠٨.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ١٧٦ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٣٤٢٦ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ١٩٦.
(٤) ١ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ١٧٦ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٧٦ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ١٩٦.
ب سورة الشمس ا
( ٣٠١ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (٦) ﴾
قال : أي : ومَن طحاها، أي : بَسَطَها. والله أعلم.
( الاشتقاق ٤٨٤ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد في كلامه إلى مسألتين :
الأولى : معنى :( ما ) في قوله تعالى :﴿ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴾ :
بيّن أن ( ما ) بمعنى ( مَن ) ؛ وللمفسرين فيه وجهان :
الأول : أنها - كما ذكر ابن دريد - بمعنى ( مَن ) الموصولة ؛ قاله عطاء، والكلبي (١) وغيرهما (٢).
الآخر : أنها بمعنى المصدر (٣).
والقول الأول أقرب للصحة، والله تعالى أعلم.
قال الزمخشري :( جُعِلَتْ (( ما )) مصدرية في قوله :﴿ وَمَا بَنَاهَا ﴾ ﴿ وَمَا طَحَاهَا ﴾ ﴿ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ وليس بالوجه لقوله :﴿ فَأَلْهَمَهَا ﴾ وما يؤدي إليه من فساد النظم والوَجْه : أن تكون موصولة وإنما أوثرت على (( من )) لإرادة معنى الوصفية، كأنه قيل : والسماء، والقادر العظيم الذي بناها، ونفسٍ، والحكيم الباهر الحكمة الذي.....................................................................
.....................................................................................
- - - - - - -
سواها، وفي كلامهم : سبحان ما سخركن لنا ) (٤).
أي : سبحان مَن سخركن لنا، وهي لغة حجازية.
الأخرى : معنى قوله تعالى :﴿ طَحَاهَا ﴾ :
اختلف في معنى الحرف على أقوال :
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن، للأخفش ٢ / ٧٣٩ ؛ و مجاز القرآن ٢ / ٣٠٠ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٢٠٩ والكشف والبيان ١٠ / ٢١٣ ؛
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٣٢ ؛ وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٢.
(٤) ١ ) انظر : الكشاف ٦ / ٣٨٢.
ب سورة الضحى ا
( ٣٠٣ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) ﴾
قال : والعرب تقول : دَعْه عنك، ولا يقولون : وَدَعْتُه ولا وَذَرْتُه، ويقولون : تركته وزعموا أنه قُرئ :﴿ مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾.
( جمهرة اللغة مادة [ د ع و ] ٢ / ٦٦٧ )
- - - - - - -
تطرّق ابن دريد في كلامه إلى مسألتين :
الأولى : ما تقوله العرب في الماضي من :( دَعْ ) و ( ذَرْ ) :
بيّن ابن دريد أن صيغة الماضي من هذين الحرفين لا تقولها العرب، وأنهم استغنوا عنهما في هذه الصيغة بـ (( تركتك )) ؛ قال ابن منظور :( و وَدَعَه يَدَعُه : تَرَكَه، وهي شاذة وكلام العرب دَعْني، وذَرْني، و يَدَع، ويَذَر، ولا يقولون : وَدَعْتُك، ولا وَذَرْتُك استغنوا عنهما بـ (( تركتك )) ؛ والمصدر فيهما تركاً، ولا يقال : وَدْعاً، ولا وَذْراً ) (١).
الأخرى : القراءة بغير ما عليه لغة العرب في هذا الحرف :
ذكر ابن دريد أن الحرف قرئ بالتخفيف، وعليه يكون في الحرف وجهان :
" الأول :﴿ مَا وَدَعَكَ ﴾ بتخفيف الدال ؛ قراءة عروة بن الزبير - رضي الله عنهم -، وأبي حيوة وابن أبي عبلة، وهي شاذة.
" والآخر :﴿ مَا وَدَّعَكَ ﴾ بتشديد الدال ؛ قراءة الجمهور المتواترة (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
فوَدَعَك بالتخفيف بمعنى : تركك ؛ وبالتشديد : من التوديع، وهو أبلغ في الترك ؛ لأنه مفارقة (٣).
قال ابن جني في قراءة التخفيف :( هذه قليلة الاستعمال ) (٤).
(٢) ٢ ) انظر : المحتسب ٢ / ٣٦٤ ؛ والمحرر الوجيز ١٦ / ٣٢٠ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٤٩٦.
(٣) ١ ) انظر : المحرر الوجيز ١٦ / ٣٢٠ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٤٩٦.
(٤) ٢ ) انظر: المحتسب ٢ / ٣٦٤.
ب سورة العلق ا
(٣٠٥ ) [ ١ ] قوله - عز وجل - :﴿ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ﴾
قال : والسَّفْع : الأخذ بالناصية. وفي التنزيل :﴿ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ﴾.
( الاشتقاق ١٣٢ )
- - - - - - -
أشار ابن دريد إلى أن السَّفْع بالناصية في قوله :﴿ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ﴾ معناه : الأخذ بالناصية. وفي معنى الآية وجهان :
o الأول : كما قال ابن دريد : لنأخذَنّ ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وعكرمة (١)، في آخرين (٢).
o الآخر : لنُسَوِّدَنّ وجهه، فاكتفى بذكر الناصية من الوجه كله ؛ حكى هذا القول ابن جرير، وغيره (٣).
وهذان القولان غير خارجين عن معنى الحرف في اللغة، قال ابن فارس :( السين والفاء والعين أصلان، أحدهما : لون من الألوان، والآخر : تناول شيء باليد ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وليس من بأس في حمل اللفظ على المعنيين ؛ إذ القول بهما غير ممتنع.
(٢) ٢ ) كأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٣٠٤ ؛ وجامع البيان ٣٠ / ٢٥٥ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٤٥ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٤٥٥ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٤٩٥ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ٢٤٦ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٣٠٤ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٥٣٠ ؛ والراغب في المفردات ٢٤٠ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٤٠٦ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٦٤٤ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٣٠ / ٤٥٠.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ٣٠ / ٢٥٥ ؛ والنكت والعيون ٦ / ٣٠٨ ؛ والجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ١٢٦ والتسهيل ٢ / ٥٥٠.
(٤) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٣ / ٨٣ ؛ وانظر كذلك : تهذيب اللغة ٢ / ٦٥ ؛ وأساس البلاغة ١ / ٤٥٨.
ب سورة العاديات ا
( ٣٠٦ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣) ﴾
قال : والمُغيرة : الخيل تغير على القوم، وفي التنزيل :﴿ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴾.
( الاشتقاق ١٧ )
- - - - - - -
المغيرة : الخيل تُغِيْر على القوم، هكذا فسرها ابن دريد في قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴾، والمفسرون في هذا على رأيين :
o الأول : يقول بمثل ما قال ابن دريد، وعليه أكثر المفسرين ؛ كابن عباس - رضي الله عنهم - وقتادة، ومجاهد، وعكرمة (١)، وغيرهم (٢).
o الآخر : ينص على أن المراد : الإبل التي تدفع بركبانها يوم النحر من جَمع - مزدلفة - إلى منى ؛ قاله علي - رضي الله عنه -، والقرظي (٣). والذي حملهم على القول بهذا هو قوله :﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾ (٤) إذ جعلوا المراد بجَمْع : مزدلفة، لا جَمع العدوّ.
.....................................................................................
- - - - - - -
لكن الصحيح أن المراد بجَمْع : جمع العَدوّ، ولا يصح أن يقال : إن المراد بجَمع في الآية : مزدلفة ؛ وذلك لأسباب :
(٢) ٢ ) كالفراء في معاني القرآن ٣ / ١٧٤ ؛ وأبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٣٠٧ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٣ ؛ والسجستاني في نزهة القلوب ٤٣٩ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٥٤٤ ؛ والراغب في المفردات ٣٨٠ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٥ / ٢٩٦ ؛ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ١٥٨ والبقاعي في نظم الدرر ٨ / ٥٠٨ - ٥٠٩ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٩ / ٥٢٨.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٣١٧ ؛ والكشف والبيان ١٠ / ٢٧٠.
(٤) ٤ ) الضحى : ٥.
ب سورة القارعة ا
( ٣٠٨ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) ﴾
قال : بَثَّ الخَيْلَ يَبُثُّهَا بَثّاً، إذا فَرَّقَها. وكلّ شيء فرَّقتَه فقد بَثَثْتَه. وانبَثَّ الجراد في الأرض، أي : تفرّق، وفي التنزيل :﴿ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾.
( الاشتقاق ١٧ )
- - - - - - -
كشف ابن دريد عن معنى ( بَثّ ) لغة، وأن المراد به : فَرَّق، ثم ربط به قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾، يريد أن معنى المبثوث : المتفرق.
وما ذكر ابن دريد هو بنحو ما قال قتادة، وابن زيد، والحسن (١)، وآخرون (٢) ؛ على اختلافٍ في التعبيرات عن المعنى عندهم.
قال الحسن في معنى ﴿ الْمَبْثُوثِ ﴾ :( المبسوط ) (٣).
وقال الثعلبي :( المبثوث : المتفرق ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الراغب :( أي : المهيَّج بعد سكونه وخفائه ) (٥).
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٣٠٩ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٤٣٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٥٠٥ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ١٠ / ٢٧٤ ؛ ومكي في تفسير المشكل ٣٠٦ ؛ والواحدي في الوسيط ٤ / ٥٤٦ ؛ والسمعاني في تفسيره ٦ / ٢٧٣ ؛ والراغب في المفردات ٣٤ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٤٢١ ؛ وابن جزي في التسهيل ٢ / ٥٦١ ؛ وابن كثير في تفسيره ٤ / ٥٤٦ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٨ / ٥١٤ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ٣٠ / ٥١٢.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن أبي زمنين ٢ / ٥٣٧.
(٤) ٤ ) انظر : الكشف والبيان ١٠ / ٢٧٤.
(٥) ١ ) انظر : تفسيره ٣٤.
ب سورة الهمزة ا
( ٣٠٩ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) ﴾
قال : ورَجُل هُمَزة لُمَزة : يهمِز الناس ويلمِزهم ؛ وهُمْزة لُمْزة : يُهْمَز ويُلْمَز.
( جمهرة اللغة، باب يطّرد القياس فيه، ٣ / ١٢٤٧ )
- - - - - - -
فرّق ابن دريد في المعنى بين :﴿ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ وبين ( هُمْزَة لُمْزَة ) فذكر أن الصيغة الأولى يراد بها الفاعل، أي : يقوم بهمز الناس ولمزهم، أما الصيغة الأخرى فإنها تقع على المفعول، أي : الذي : يُهْمَز ويُلْمَز.
والقول بأن هذه الصيغة ﴿ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ يراد بها مَن يهمز الناس ويلمزهم ؛ متفق مع كلام ابن عباس - رضي الله عنهم -، وأبي العالية، وقتادة، ومجاهد، وابن زيد (١)، في آخرين (٢).
قال قتادة :( يَهْمِزه ويَلْمِزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس، ويطعُن عليهم ) (٣).
قال الزمخشري :( الهَمْز : الكسر ؛ كالهَزْم، واللمز : الطعن، يقال : لَمَزَه ولَهَزَه : طَعَنَه والمراد : الكَسْرُ من أعراض الناس، والغضُّ منهم واغتيابهم والطعن فيهم. وبناء (( فُعَلَة )) يدلّ على أنّ ذلك عادة منه قد ضرى بها، ونحوهما اللُّعَنَة والضُّحَكَة ) (٤).
........................
.....................................................................................
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٣ / ١٧٩ ؛ وأبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٣١١ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٦١ ؛ والزمخشري في الكشاف ٦ / ٤٢٨ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ١٦ / ٣٦٣ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ١٨٢ ؛ والسمين في الدر المصون ١١ / ١٠٦ ؛ والبحر المحيط ١٠ / ٥٤١.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٣٢٣.
(٤) ٤ ) انظر : الكشاف ٦ / ٤٢٨.
ب سورة الماعون ا
( ٣١٠ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) ﴾
قال - عند ذِكْر العاص بن وائل - : وفيه نزلت :﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ الثلاث الآيات.
( الاشتقاق ١٢٧ )
- - - - - - -
اختلف أهل التأويل في الذي نزلت فيه هذه الآيات، فذكروا أقوالاً :
o أولها : نزلت في العاص بن وائل السهمي ؛ قاله مقاتل، والكلبي.
o ثانيها : نزلت في الوليد بن المغيرة ؛ قاله السدي، ومقاتل، وابن كيسان.
o ثالثها : نزلت في عمرو بن عائذ المخزومي ؛ قاله الضحاك.
o رابعها : نزلت في أبي جهل.
o خامسها : نزلت في أبي سفيان بن حرب ؛ قاله ابن جريج.
o آخرها : نزلت في رجل من المنافقين ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - (١)، وهذا القول غريب لأن السورة مكية، والنفاق ظهر في المدينة.
والقاعدة في مثل هذا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛ فالآيات في كل مَن اتصف بالصفات المذكورة، والله أعلم.
- - - - -
ب سورة الكوثر ا
( ٣١١ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ إِن شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣) ﴾
قال وفي العاص بن وائل :﴿ إِن شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾.
( الاشتقاق ١٢٦ - ١٢٧ )
- - - - - - -
ذَكَر أن المعني بـ( الأبتر ) في الآية العاص بن وائل، وللمفسرين في ذلك أقوال :
o أولها : أنه أبو لهب ؛ قاله عطاء.
o ثانيها : أنه أبو جهل ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -.
o ثالثها : أنه عقبة بن أبي مُعَيط ؛ قاله شمر بن عطية.
o رابعها : أن المراد كعب بن الأشرف وجماعة من قريش ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -.
o آخرها : أنه العاص بن وائل ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم -، وعكرمة، وابن جبير، وقتادة ومجاهد، والكلبي (١).
وتكرر في غير موطن : أن العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
قال ابن جرير :( وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذِكْرُه أخبر أنّ مبغِض رسول الله هو الأقل الأذل المنقطع عَقِبُه، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه ) (٢).
- - - - -
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ٣٠ /٣٣٠.
ب سورتا الكافرون والإخلاص ا
( ٣١٢ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) ﴾ و قوله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) ﴾
قال : وكانت ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تُسَمَّيان في صدر الإسلام :(( المقشقشتين )) (١) ؛ لأنهما أبرأتا من النفاق.
( جمهرة اللغة، باب صفة الحروف وأجناسها ١ / ٤٤ )
- - - - - - -
جاء عن السلف ما يثبت تسمية السورتين بهذا الاسم ؛ للسبب الذي ذكر ابن دريد.
فعن زرارة بن أوفى (٢) قال :( كانت هذه السورة تسمى المقشقشة ) (٣).
وقال شيخ الإسلام :( و هي المقشقشة التى تُقَشْقِش من الشرك كما يُقَشْقَش المريض من المرض، فإن الشرك و الكفر أعظم أمراض القلوب. فأمر المؤمن بقول يوجب فى قلبه من البراءة من الشرك ما لم يكن فى قلبه قبل ذلك، و كُلَّما قاله ازداد براءةً من الشرك، و قلبُه شفاءً من المرض ) (٤).
- - - - -
(٢) ٢ ) هو : أبو حاجب، الحرشي البصري، قاضي البصرة، وثّقه النسائي وغيره. قال الذهبي :( صح أنه قرأ في صلاة الفجر فلما قرأ :﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ﴾ خر ميتاً وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين ). انظر : تهذيب الكمال ٩ / ٣٣٩ ؛ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٥.
(٣) ٣ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٤٧١ ؛ ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٦ / ٥٦٠ ؛ وفتح الباري ٨ / ٧٣٣ ؛ والإتقان في علوم القرآن ١ / ١٥٥.
(٤) ٤ ) انظر : مجموع الفتاوى له ١٦ / ٥٦٠.
ب سورة الفلق ا
( ٣١٣ ) [ ١ ] قول الله - عز وجل - :﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) ﴾
قال : ووَقَبَ الشيءُ في الشيء، إذا دَخَل فيه، ومنه قول الله عز وجل :﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ب ق و ] ١ / ٣٧٥ - ٣٧٦ )
- - - - - - -
بيّن ابن دريد أن معنى ( وقب ) : دخل ؛ وجعل منه ما جاء في قول الله :﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾، وكلامه جاء بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والقرظي ومجاهد، والسدي، ومقاتل (١)، في غيرهم (٢).
فعن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال في معنى الآية :( الغاسق : الظلمة. والوَقْب : شدّ سواده، إذا دخل في كل شيء.. ) (٣).
وقال الفراء :( والغاسق : الليل ﴿ إِذَا وَقَبَ ﴾ إذا دخل في كل شيء وأظلم.. ) (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
ومعاجم اللغة تعطي هذا الحرف ذاتَ المعنى الذي ذكر ابن دريدٍ فيه (٥).
(٢) ٢ ) منهم : الفراء في معاني القرآن ٣ / ١٨٨ ؛ والأخفش في معاني القرآن ٢ / ٧٤٦ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ٤٤٧ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٧٩ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٣ / ٥٢٦ ومكي في تفسير المشكل ٣٠٩ ؛ والراغب في مفرداته ٥٦٦ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ٢ / ٣٢٣ والبيضاوي في تفسيره ٨ / ٧٣٠ ؛ والبقاعي في نظم الدرر ٨ / ٦٠٥ ؛ والقاسمي في محاسن التأويل ٩ / ٥٢٠.
(٣) ٣ ) انظر : سؤالات نافع ٢٥٥.
(٤) ٤ ) انظر : معاني القرآن له ٣ / ١٨٨.
(٥) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ٢٦٤ ؛ و مقاييس اللغة ٦ / ١٣١ ؛ ولسان العرب ١ / ٨٠١.
أحمد الله على تحقيق الأُمنِيَة، ونَيْل البُغْية، وأستنزل المزيد من نعمته، بشُكر السالِف منها، وأصلي وأسلم على نبيه محمد، وآلِه وصحبِه ومَن تعبّد.
وبعد :
إن الوقوف على مصنفات الأولين، وسَبْرَها، والتأملَ فيها ؛ من أوثق عُرَى التَّعَلُّم والإفادة.
وخيرُ المصنفات ما خُدِم به كتابُ الله جل وعلا، أو كان نَزَّاعاً إليه ؛ يغدو، ويروح عليه.
ومصنفات أبي بكر ابن دريد مِن أزخر الكتب بذلك، وأسعدها كذلك.
جُبْتها طالباً التفسير، وشَرْطي في ذلك ما فسّره ارتجالاً، أو نقله عن غيره فعقّب عليه.
وقد تناولت بالدراسة ما أخَذْتُ، وخَدَمْتُ نصّه ما استطعت.
ومن أبرز النتائج التي ظهرتُ بها :
؟ أن نصوص القرآن من أوثق الشواهد المعتدّ بها عند اللغويين.
؟ الارتباط الوثيق بين علوم القرآن وعلوم العربية.
؟ أن القراءات المتواترة، لا يُرَجّح بعضها على بعض ؛ لأنها قرآن ثابت.
؟ أنه ينبغي للباحث ألا يُسَلّم لكل ما رمي به العالِم من تُهَم، حتى يسبر حال العالِم بقراءة فاحصة لأحواله. من الأمثلة على ذلك : اتهام ابن دريد بالافتعال في العربية، أو اتهامه بالكذب في الرواية. والحق – إن شاء الله – براءته من ذلك.
؟ ومما يُفَرَّع على النقطة السابقة : أنه بعد التتبع تبيّن أن ابن دريد ليس من فرقة الخوارج.
؟ أنه على الرَّغْم من جلالة ابن دريد، وقوة حفظه – كما شهد بذلك العلماء – إلا أنه قد وقع في شيء من الخطأ فيما نسبه إلى أبي عبيدة.
؟ كثرة الآيات التي تناولها ابن دريد بالتفسير، فما ورد في هذا البحث، جزء من كثير لا يزال متفرقاً في كتبه، لكن تركته لأنه نقله عن غيره.
؟ ولو تصدّى أحد الباحثين لذلك، كان تتميماً لما ابتُدئ، وأوفى وأكمل.
؟ ابن دريد عالم متفنن – بلا ريب – لكن اشتهر عنه أنه من علماء اللغة، وفي هذا البحث تجلّى لي أنه ذو علم متين بالتفسير، والقراءات.
هذه الأطروحة تناولتُ فيها أقوال ابن دريد في التفسير جمعاً ودراسة ؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف، أهمُّها :
١. جمعُ أقوالِ ابنِ دريد التفسيريةِ في كتاب مستقل ؛ يحمل رأيَه، و يكشف عن تفسيرِه للآيات ؛ و لعله يكون عوضاً عمّا شرع فيه و لم يتمَّه ؛ أعني كتاب :(( غريب القرآن )).
٢. دراسةُ أقوالِه في التفسير دراسةً تحليليةً مقارِنة.
٣. إبرازُ منهجِه في التفسير.
وقد جعلت الأطروحة في مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة، وفهارس.
أما المقدمةُ فضمنتُها أهميةَ الموضوعِ، و أسبابَ اختيارِه، وأهدافَ البحثِ والدراساتِ السابقةَ، وخطةَ البحث، ومنهجَه.
وأما التمهيد فبيّنتُ فيه الارتباطَ بين التفسيرِ واللغة العربية.
ثم دلفتُ منه إلى القسمِ الأول ؛ حيث تكلمتُ عن ابنِ دريدٍ ومنهجِه في التفسير ومصادرِه، وذلك في أربعة فصول :
الفصل الأول : عصرُ ابنِ دريد، وذلك في ثلاثة مباحث ؛ استعرضتُ فيها الحالة السياسية والاجتماعية والعلمية في العصر الذي عاش فيه.
والفصل الثاني : حياةُ ابنِ دريدٍ الشخصيةُ والعلميةُ، من خلال تسعة مباحث استعرضتُ فيها اسمه، و كنيته، ونَسَبه، و لقبه ؛ ثم عرّجت على مولده، ونشأته ورحلاته، وطلبه للعلم، بعدها انتقلتُ إلى ذكر شيوخه، فتلاميذه ؛ ثم بينتُ مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه ؛ ثم ناقشتُ الانتقادات الموجهة إليه ؛ بعدها حوّلتُ الحديث على عقيدته، ومذهبه الفقهي ؛ ثم ذكرتُ وفاته، وختمتُ بذكر آثاره العلمية.
والفصل الثالث : مصادرُه في التفسير، وتناولتُ ذلك في أربعة مباحث ؛ بينت فيها مصادره التي لم يصرح بها، ومصادره التي صرح بها ؛ ثم طريقته في النقل من المصادر وختمت ذلك بالكلام على أغاليطه فيما نسبه إلى أبي عبيدة.
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة الفاتحة
﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ( ٤ ) متواترة................................... ٩٥
سورة البقرة
﴿.. مَّرْضٌ.. ﴾ ( ١٠ ) شاذة.................................. ١٠٦ - ١٠٩
﴿.. يخطِف.. ﴾ ( ٢٠ ) شاذة.................................... ١١٠ - ١١١
﴿.. إِنَّ الْبَقَرَ.. ﴾ ( ٧٠ ) متواترة وشاذة............................. ٧٧- ١١٥
﴿... غُرْفَةً... ﴾ ( ٢٤٩ ) متواترة.......................................... ١٣٦
﴿.. فَصُرْهُنَّ.. ﴾ ( ٢٦٠ ) متواترة................................... ٧٨- ١٤١
﴿.. î otچدàoYsù.. ﴾ ( ١٤٩ ) متواترة وشاذة..................................... ١٤٩
﴿.. ض`"ydجچsù.. ﴾ ( ٢٨٣ ) متواترة.................................... ١٥١ - ١٥٢
سورة آل عمران
﴿.. يُبَشِّرُكَ ٤.. ﴾ ( ٣٩ ) متواترة....................................... ٧٨- ١٥٧
﴿.. ٤س®Lym يَمِيزَ.. ﴾ ( ١٧٩ ) متواترة........................................ ١٧٦
سورة النساء
﴿.. تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ.. ﴾ ( ١ ) متواترة........................... ١٧٧
﴿.. حُوبًا كَبِيرًا ﴾ ( ٢ ) متواترة وشاذة..................................... ١٨١
الآية ورقمها نوع القراءات فيها موضع ورودها
سورة الأنعام
﴿.. وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ.. ﴾ ( ١٤ ) متواترة وشاذة.................... ٢٠٧
﴿.. ِںw يُكَذِّبُونَكَ.. ﴾ ( ٣٣ ) متواترة.................................... ٢٠٨
﴿.. وَيَنْعِهِ.. ﴾ ( ٩٩ ) متواترة وشاذة...................................... ٢١٣
﴿.. عَدْوًا.. ﴾ ( ١٠٨ ) متواترة............................................. ٢١٦
﴿.. كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا.. ﴾ ( ١١١ ) متواترة................................... ٢١٨
سورة الأعراف
{..
طرف الحديث اسم الراوي موضع وروده
(( أتتني أمي راغبةً في عهد النبي - ﷺ -..)) ( أسماء )................................ ٦٢٤ (( أتَرى بما أقول بأساً ؟ )) ( عائشة )............................................ ٦٨٤ (( أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر..)) ( ابن عباس )........................ ٦٠٣ (( ألا وإن في الجسد مضغة.. )) ( النعمان بن بشير ).................. ١٠٨ (( ألا وإني قد أوتيت القرآن ومثله..)) المقدام بن معد يكرب.................... ٦٩ (( أنا آثِرٌ..)) ( ـ )................. ٦٩ – ٦٦٤ (( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه.. )) ( أبو هريرة )............... ٦٩٤ (( إنه ليس الذي تعنون..)) ( ابن مسعود )....................... ٦٦ (( جاء يهودي إلى النبي - ﷺ - فقال : يا محمد.. )) ( ابن مسعود ).................. ٨٦ (( كذب النسّابون.. )) ( ابن عباس )......................... ٧٠ (( لا تحلفوا بآبائكم.. )) ( ابن عمر )......................... ١٧٨ (( لا تسبّوا الدّهر.. )) ( أبو هريرة )........................ ٣٩ (( لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن )) ( عبادة بن الصامت )..................... ٩٢ (( لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن )) ( عبادة بن الصامت )..................... ٩٢ (( ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه.. )) ( أبو أمامة )........................ ٥٢٤ (( من بعد ضُعْف قوة يا غلام )) ( ابن عمر )......................... ٤٦٥ (( هذا باب من السماء فُتِح..)) ( ابن عباس )........................ ٩٢ (( وابدأ بمن تعول )) ( أبو هريرة )....................... ١٨٦.........
()()()()()()()()()()()()()()()()()
الأثر قائله موضع وروده
(( أبهموا ما أبهم الله )) ( ــ )................................................. ٣٦٥ (( اتَّبَعَ موسى وفتاه أثرَ الحوت.. )) ( مجاهد ).................................... ٣٧٣ (( أرض ليس فيها نبات ولا شيء )) ( قتادة ).................................... ٤٩٩ (( أعَجِزنا عن الخلق الأول.. )) ( مقاتل )....................................... ٥٥٤ (( ألهمني وحرضني على أن أشكر نعمتك.. )) ( ابن زيد )........................ ٤٥١ (( ألهمها إلهاماً )) ( مجاهد )............................................... ٣٣٩ (( أم أجمعوا أمراً فإنا مجمعون )) ( قتادة )........................................ ٥٢٥ (( أما عند الغنيمة فأشح قوم.. )) ( قتادة )...................................... ٤٧٤ (( أُمِر أن يأخذ ضغثاً من رَطْبة بقدر ما حلف عليه..)) ( ابن عباس )............ ٥٠٩ (( الإملاق : الفقر، قتلوا أولادهم خشية الفقر )) ( ابن عباس )................... ٢٢٩ (( إنا هدنا إليك : تبنا إليك )) ( قتادة )......................................... ٢٤٧ (( إن الدابة تأكل العَلَف، فإذا استقر..)) ( ابن عباس )......................... ٣٣٨ (( إن الله تعالى لم يُطْلِع على معنى الروح ملَكاً.. )) ( بريدة بن الحصيب ).......... ٣٦٦ (( أنه وجد قملة في ثوبه، فدفنها في المسجد )) ( ابن مسعود )..................... ٦٧٨ (( أن يقول إذا كان الرجل يهودياً فأسلم : يا يهودي..)) ( ابن مسعود ).......... ٥٤٩ (( أهواء مختلفة )) ( قتادة )..................................................... ٦٥٢ (( أوزعني : اجعلني )) ( ابن عباس )............................................. ٤٥١ (( أي : إن الرسل قد كانت قبلي )) ( قتادة )....................................
قافية البيت القائل موضع وروده
( ب )
والتربِ ( جَحْظة ).................................................... ٤٠ والأدبِ (، ، )....................................................... ٤٠ الكُتُبْ ( ابن دريد ).............................................. ٣٧ تُصبّ ( ابن دريد )..................................................... ٣٧ الأَجْرَبِ ( لبيد بن ربيعة )..................................................... ٢٤٨ بِالشَّرَابِ ( امرؤ القيس )...................................................... ٤٤٤ الذِّئابِ ( امرؤ القيس )....................................................... ٤٤٤ الغَلاّب ( كعب بن مالك )................................................... ٦٢٩ حِزْبي ( رؤبة )............................................................. ٦١٠..........................................................
( ح )
صالحُ ( - )....................................................... ٣٧ يَرْبَح ( ــ ).............................................................. ٢٩٣ القِمَاحِ ( بشر بن أبي خازم )........................ ٥٧- ٦١– ٦٢ - ٤٨١ رَزَاحِ ( ــ )............................................................. ٥٢٧........................................................
( د )
الفرق والقبائل والبلدان موضع ورودها
الإباضية...................................................................... ٣٨ أزد شنوءة.................................................................... ٥٢٩ بحر الروم...................................................................... ٥٨٠ بحر الشام..................................................................... ٥٨١ بحر القلزم واليمن.............................................................. ٥٨١ بحر فارس..................................................................... ٥٨٠ بقيع الغرقد................................................................... ٦٧٧ بنو النضير.................................................................... ٦١٢ بنو عبد مناف................................................................. ٤٤٨ بيت المقدس................................................................... ٤٢٢ جُرْهَم........................................................................ ٥٥٠ جُهَيْنة........................................................................ ٢٦٨ حِمْيَر......................................................................... ٥٥٠ دمشق........................................................................ ٤٢٢ سبأ........................................................................... ٤٥٣ سواد العراق................................................................... ٥٩٠ الرملة......................................................................... ٤٢١ الشُّراة ( من ألقاب الخوارج )................................................... ٣٨ عُمَان..........................................................................
اسم العَلَم موضع الترجمة
أبان بن عثمان بن عفان........................................................ ١٤٨ إبراهيم بن شَمر بن يقظان ( ابن أبي عبلة ).................................... ٢١٤ إبراهيم بن يزيد بن الأسود..................................................... ١٢٩ أبو بكر بن عيّاش بن سالم ( شعبة ).......................................... ٣٦١ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني ( ابن تيمية ).......................... ١٨٦ أحمد بن علي الرازي ( الجصاص ).............................................. ١٦٥ أحمد بن علي السمسار........................................................ ٥٥٥ أحمد بن فارس بن زكريا....................................................... ١٠١ أحمد بن كامل ( ابن شجرة ).................................................. ٤٤١ أحمد بن محمد ابن أبي بزة ( البزّي )............................................. ٤٥٣ أحمد بن محمد بن إبراهيم ( الثعلبي )......................................... ٥٧٦ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي ( النحّاس ).......................... ١٩٣ أحمد بن محمد بن سلامة ( أبو جعفر الطحاوي ).............................. ٦٣٠ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ( الهروي )........................................ ٤٤٢ أحمد بن محمد بن منصور بن القاسم ( ابن المنيّر الإسكندراني )................... ٢٨٢ أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار ( ثعلب ).......................................... ٩٨ أحمد بن يوسف بن عبد الدائم ( السمين الحلبي )................................. ١٠٥ إسماعيل ابن أبي خالد البَجَلي................................................... ١٠٣ إسماعيل بن عبد الرحمن ابن أبي كريمة ( السدي ).................................
١- الإبانة عن أصول الديانة، تأليف : أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري ت. الدكتورة فوقية حسين محمود، ط ١. دار الأنصار، القاهرة، سنة ١٣٩٧ هـ.
٢- أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم، تأليف : صديق بن حسن القنوجي ت. عبد الجبار زكار، ط. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٩٧٨ م.
٣- إبراز المعاني من حرز الأماني، تأليف : أبي شامة الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل، ت. إبراهيم عطوة عوض، ط ١. مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي.
٤- ابن دريد حياته وتراثه اللغوي والأدبي، تأليف السيد مصطفى السنوسي، ط ١. مطبعة حكومة الكويت، سنة ١٩٨٤ م.
٥- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، تأليف : شهاب الدين أحمد بن محمد الدمياطي، ت. أنس مهرة، ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٩هـ - ١٩٩٨م.
٦- الإتقان في علوم القرآن، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، تعليق الدكتور مصطفى البغا، ط ٥. دار ابن كثير، دمشق و بيروت، سنة ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م.
٧- أحاسن الأخبار في محاسن السبعة الأخيار، لعبد الوهاب بن وهبان الحنفي، ت. الدكتور أحمد السلوم، ط ١. دار ابن حزم، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م.
٨- الإحكام في أصول الأحكام، تأليف : علي بن محمد الآمدي، تعليق عبد الرزاق عفيفي، ط ٢. المكتب الإسلامي، دمشق و بيروت، سنة ١٤٠٢ هـ.
٩- أحكام القرآن، تأليف : أبي بكر محمد بن عبد الله ابن العربي، ت. محمد عبد القادر عطا ط. دار الفكر، لبنان.
١٠- أحكام القرآن، تأليف : أحمد بن علي الرازي الجصاص أبو بكر، ت. محمد الصادق قمحاوي، ط. دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، سنة ١٤٠٥ هـ.
١١- أخبار القضاة، تأليف : محمد بن خلف بن حيان، ط. دار عالم الكتب، بيروت لبنان.
المقدمة................................................................. ٣ – ١٣ التمهيد.................................................................. ١٥ – ١٦
القسم الأول : ابن دريد ومنهجه في التفسير ومصادره................. ١٧ - ٨٨
الفصل الأول : عصر ابن دريد............................................. ١٨ - ٢٤
الفصل الثاني : حياة ابن دريد الشخصية والعلمية............................ ٢٥ - ٤٣
الفصل الثالث : مصادره في التفسير......................................... ٤٤- ٦٣
الفصل الرابع : منهج ابن دريد في التفسير.................................. ٦٤ - ٨٨
القسم الثاني : أقوال ابن دريد في التفسير................... ٨٩ - ٨١٢
سورة الفاتحة........................................................... ٩٠ - ١٠١
سورة البقرة.......................................................... ١٠٢ – ١٥٣
سورة آل عمران...................................................... ١٥٤ – ١٧٦
سورة النساء.......................................................... ١٧٧ – ١٩٨
سورة المائدة.......................................................... ٢٠٠ – ٢٠٥
سورة الأنعام.......................................................... ٢٠٦ – ٢٣٠
سورة الأعراف....................................................... ٢٣١ – ٢٥٦
سورة الأنفال......................................................... ٢٥٧ – ٢٦٣
سورة براءة........................................................... ٢٦٤ – ٢٦٩
سورة يونس.......................................................... ٢٧٠ – ٢٧٣
سورة هود........................................................... ٢٨٤ – ٢٨٩
الآية ورقمها موضع ورودها
سورة الفاتحة
﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ( ٤ )................................. ٩٥- ٩٧- ١٠٠
سورة البقرة
﴿ الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ.. ﴾ ( ١ - ٢ )................ ١٠٢- ١٠٤ ﴿.. لَا رَيْبَ فِيهِ.. z ﴾ ( ٢ )........................................ ٨٣ - ١٠٢ ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ.. ﴾ ( ١٠ )............................ ٤٩ - ١٠٦ - ١٠٧ ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ.. ﴾ ( ٢٠ )....................... ١١٠ - ١١١ ﴿..(#qçRqن. قِرَدَةً خَاسِئِينَ.. ﴾ ( ٦٥ )...................... ٨٣ - ١١٣ - ١١٤
﴿ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا.. ﴾ ( ٧٠ )................................ ٧٧ - ١١٥
﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ.. ﴾ ( ٨٨ )................................ ١١٦ - ١١٧ ﴿..`tB سَفِهَ نَفْسَهُ.. ﴾ ( ١٣٠ )........................................... ٥٩ ﴿..yِZp¨Bé& وَسَطًا.. ﴾ ( ١٤٣ )........................................ ٧٤ - ١١٩ ﴿.. ةeAuqsù وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.. ﴾ ( ١٤٤ )........... ٨٣ - ١٢١ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ.. ﴾ ( ١٧٠ )......................... ١٢٧
﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ.. ﴾ ( ١٧١ )................. ١٢٤
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ.. ﴾ ( ١٨٧ )........................ ١٣٠
الآية ورقمها موضع ورودها
{..