الإهداء
إلى والديَّ الكريمين برّاً وإحساناً...
إلى أبي فهد ـ رحمه الله ـ وفاءً ودعاءً...
إلى إخوتي وأخواتي صلة وعرفاناً...
إلى قرة عيني وفلذات كبدي...
فهد وأفنان وشهد عطاءً وحناناً...
المُقَدِّمَة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) ﴾ (١)، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١) ﴾ (٢)، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١) ﴾ (٣).
أما بعد:

(١) سورة آل عمران الآية: ١٠٢.
(٢) سورة النساء الآية: ١.
(٣) سورة الأحزاب الآية: ٧٠-٧١.

التمهيد:
مكانة تفسير الصحابي
حرص صحابة(١) رسول الله ( - ﷺ - ) على تعلُّم القرآن الكريم: ألفاظه ومعانيه، ليتمكنوا من العمل به على مراد الله عز وجل، وليقفوا على ما يزخر به من الهدى والنور، استجابة منهم لأمر الله الداعي إلى تدبر القرآن والاتعاظ به، إذ يقول سبحانه: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩) ﴾ (٢).
ولكي ينالوا الخيرية التي رغب فيها ( - ﷺ - ) بقوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(٣)، تلك المنزلة التي تحفز همة كل مؤمن إلى الإقبال على كتاب الله علماً وعملا، وحفظاً وفهما، وتعليماً ونشرا، فكيف بالصحابة الذين كانوا لا يضارعون(٤) طول باع، ولا علو همة في هذا الميدان، حتى قال قائلهم - وهو عبد الله بن مسعود ( - رضي الله عنه - )(٥):
(١) اختلف العلماء في تعريف الصحابي، ولعل أنسب ما قيل هو قول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نخبة الفكر" هو: من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، ولو تخللت ردة في الأصح".
شرح نخبة الفكر للدكتور/ سعد آل حميد (ص: ١٤٥-١٤٦).
(٢) سورة (ص) الآية: ٢٩.
(٣) سبق تخريجه في المقدمة انظر (ص: ٥).
(٤) المضارعة: المشابهة والمقاربة.
النهاية لابن الأثير (مادة: ضرع) (٣ / ٨٥ )، وانظر: لسان العرب (مادة: ضرع) (٨ / ٢٢٣ ).
(٥) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، الهذلي يكنى أبا عبد الرحمن، كان سادس من أسلم وهو أول من جهر بالقرآن بمكة، هاجر الهجرتين، وشهد بدراً وسائر المشاهد، وكان من فقهاء الصحابة - رضي عنهم أجمعين - مات سنة ثنتين وثلاثين.
انظر: الطبقات الكبرى (٣ / ١٥١ )، ومشاهير الأمصار (ص: ١٠)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤ / ٢٣٣).

جابر ( - رضي الله عنه - ) من أولئك الزمرة الذين هم صدارة هذه البشرية بعد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فهو ( - رضي الله عنه - ) واحد من الذين أكرمهم الله بصحبة نبيه ( - ﷺ - ) فتربى في مدرسته، وحظي بالقرب منه وملازمته، ثم عاش بعده زماناً وهو محافظ على العهد، ماضٍ على الدرب حتى لقي الله عز وجل.
كان ( - رضي الله عنه - ) علما من أعلام التاريخ، ومصباحا من مصابيح الدجى، له تاريخه المشرق وصفحاته المضيئة، وفي هذا المبحث - بمشيئة الله تعالى - نقف بشيء من الإيجاز على جوانب بارزة في حياته ونشأته ( - رضي الله عنه - ) (١) من خلال ما يلي:
± أولاً: نسبه وكنيته:
أخرج الحاكم - رحمه الله - في المستدرك عن مصعب بن عبد الله الزبيري(٢)
(١) انظر في ترجمته ( - رضي الله عنه - ): الطبقات الكبرى (٣/٥٦١)، والطبقات لخليفة (١ / ١٠٢)، والتاريخ الكبير (٢/٢٠٧)، ومعجم الصحابة (١ / ١٣٦)، ومشاهير الأمصار (١ / ١١)، ومولد العلماء ووفياتهم (١/١٩٧)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (٢ / ٥٢٩)، والاستيعاب في معرفة الأصحاب (١ / ٢١٩)، والتعديل والتجريح (١/٤٥٥)، والإكمال لابن ماكولا (٣/٣٣)، وتذكرة الحفاظ (١ / ٤٣)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (١١/٢٥٠)، وصفة الصفوة (١ / ٦٤٨)، وأسد الغابة (١ / ٣٧٧)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (١/١٤٢)، وتهذيب الكمال (٤ / ٤٤٤)، وسير أعلام النبلاء (٣ / ١٨٩)، والعبر في خبر من غبر (١ / ٨٩)، والإصابة في تمييز الصحابة (١ / ٤٣٤)، والنجوم الزاهرة (١/١٩٨)، وشذرات الذهب (١ / ٨٤)، وإسعاف المبطأ (١ / ٧)، وجابر بن عبد الله صحابي إمام ومحدث فقيه لوهبي سليمان، وغيرها.
(٢) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، الأسدي أبو عبد الله الزبيري المدني، صدوق، عالم بالنسب، مات سنة ست وثلاثين ومائتين.
انظر: تاريخ بغداد (١٣ / ١١٢)، والكاشف (٢ / ٢٦٨)، وتقريب التهذيب (ص: ٥٣٣).

"إنَّ الناظر في القرآن الكريم يجد أنه قد اشتمل على الإيجاز والإطناب، وعلى الإجمال والتبيين، وعلى الإطلاق والتقييد، وعلى العموم والخصوص.
وما أوجز في مكان قد يبسط في مكان، وما أجمل في موضع قد يبين في موضع آخر، وما جاء مطلقا في ناحية قد يلحقه التقييد في ناحية أخرى، وما كان عاما في آية قد يدخله التخصيص في آية أخرى"(١).
لذا فإن أحسن الطرق وأصحها في التفسير أن يفسر القرآن بالقرآن، لأن الذي أنزله - سبحانه وتعالى - أعلم بما أراد به، قال (عز وجل): ﴿ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١٠٥) ﴾ (٢) وقال تعالى :﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا $Ygخ٦"t±tFoB... ﴾ (٣) يقول سعيد بن جبير(٤) في الآية: "يُشبِهُ بعضُه بعضاً، ويُصدِّق بعضُه بعضاً، ويدل بعضُه على بعض"(٥).
فالقرآن الكريم كتاب متكامل لا يتعارض ولا يتناقض، فمن تأمَّله لاح له تفسير كثير
من آياته، فمنه ما كان واضحا مفصلا في موضعه، ومنه ما جاء توضيحه وبيانه في مواضع أخرى(٦).
(١) التفسير والمفسرون (١ / ٢٨ ).
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٠٥.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٢٣.
(٤) سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين.
تقريب التهذيب (ص: ٢٣٤)، تهذيب التهذيب (٤ / ١١ )، الكاشف (١ / ٤٣٣ ).
(٥) جامع البيان (١٠ / ٦٢٨ ) (رقم الأثر ٣٠١١٧).
(٦) أورد العلامة الشنقيطي - رحمه الله - في مقدمة تفسيره "أضواء البيان" (١/٧-٣٠) أنواعاً كثيرة لبيان القرآن بالقرآن يحسن بطالب هذا العلم الرجوع إليها والانتفاع بها.

قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)اتب ﴾.
١ - قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: روى ابن مردويه عن عبد الكريم الكبير بن المعافى بن عمران، عن أبيه، عن عمر بن ذر، عن عطاء بن رباح، عن جابر بن عبد الله، قال: "لما نزل ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) ﴾ هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرياح، وهاج البحر، وأصغت(٢) البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف الله بعزته وجلاله أن لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه "(٣).
± رجال الإسناد:
­ عبد الكريم الكبير -تصحيف- والصحيح عبد الكبير بن المعافى بن عمران الموصلي. قال الإمام أبو حاتم: "كان ثقة رضا". وكان من شيوخه(٤).
­ المُعافى بن عمران الأَزْديّ الفَهْمي، أبو مسعود المَوْصِلي، ثقة، عابد، فقيه. مات سنة خمس وثمانين ومائة(٥).
(١) اختلف العلماء في البسملة هل هي آية مستقلة في أول كل سورة، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها من الفاتحة كذلك دون غيرها، أو أنها إنما كتبت للفصل والتبرك، والراجح - والله أعلم - أنها آية مستقلة في أول كل سورة لا منها ماعدا براءة، وقد روي ذلك عن الإمام أحمد وغيره.
انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١ / ٦٦)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٢٦)، وتفسير القرآن الكريم لابن عثيمين (١ / ٧).
(٢) أصغت الناقة تصغي إذا أمالت رأسها إلى الرجل كأنها تستمع شيئاً حين يشُد عليها الرحل.
لسان العرب(مادة: صغا) (٤ / ٤٦١)، وانظر مختار الصحاح (مادة: ص غ ي) (ص: ١٥٣).
(٣) تفسير القرآن العظيم (١/٢٨).
(٤) انظر: الجرح والتعديل (٦ /٦٣).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٣٧)، وتهذيب التهذيب (١٠ /١٨٠)، والكاشف (٢ /٢٧٤).

قال تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) ﴾ (١).
٢ - قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله -: حدثني محمود بن خداش الطالقاني، قال: حدثنا حُميد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي، قال: حدثنا علي والحسن ابنا صالح جميعاً، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) ﴾. قال: "الإسلام، قال هو أوسع مما بين السماء والأرض "(٢).
± رجال الإسناد:
­ محمود بن خداش: الطالقاني، نزيل بغداد، صدوق. مات سنة خمسين ومائتين وله تسعون سنة(٣).
­ حُميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي: أبو عوف الكوفي، ثقة. مات سنة تسع وثمانين ومائة(٤).
­ علي: بن صالح بن صالح بن حي الهمداني، أبو محمد الكوفي أخو حسن، ثقة، عابد. مات سنة أربع وخمسين ومائة(٥).
­ الحسن: بن صالح بن صالح بن حي الهمداني، أبو عبد الله، ثقة، فقيه، عابد. مات سنة تسع وستين ومائة(٦).
­ عبد الله بن محمد بن عقيل: بن أبي طالب، الهاشمي، أبو محمد المدني، مختلف فيه، والذي يظهر أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. مات بعد الأربعين ومائة(٧).
± درجة الإسناد:
(١) سورة الفاتحة الآية: ٦.
(٢) جامع البيان (١ / ١٠٥) (رقم الأثر: ١٧٨).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٢٢)، تهذيب التهذيب (١٠ / ٥٦)، الكاشف (٢ / ٢٤٥).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٨٢)، تهذيب التهذيب (٣ / ٣٩)، الكاشف (١/ ٣٥٣).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٠٢)، تهذيب التهذيب (٧ / ٢٩٢)، الكاشف (٢ / ٤١).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٦١)، تهذيب التهذيب (٢ / ٢٤٩)، الكاشف (١ / ٣٢٦).
(٧) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٢١)، تهذيب التهذيب (٦ / ١٣)، الكاشف (١/ ٥٩٤). وتقدم في المبحث الرابع من الفصل الأول الحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل باعتباره من المكثرين في التفسير عن جابر ( - رضي الله عنه - ).

قال تعالى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٣٦) ﴾ (١).
٣ - قال الحافظ ابن منده(٢) - رحمه الله -: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا معاوية بن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله: "أن آدم - عليه السلام - لما أهبط إلى الأرض هبط بالهند، وأن رأسه كان ينال السماء، وأن الأرض شكت إلى ربها (عز وجل) ثقل آدم - عليه السلام - فوضع الجبار (عز وجل) يده على رأسه؛ فانحط منه سبعون ذراعاً، فلما أهبط قال: رب هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة إن لم تعني عليه لا أقوى عليه، فقال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكاً، قال: رب زدني. قال: أجازي بالسيئة السيئة، وبالحسنة عشرا إلا ما أزيد. قال: رب زدني. قال: باب التوبة له مفتوح ما دام الروح في الجسد. فقال إبليس: يا رب، هذا العبد الذي أكرمته إن لم تعني عليه لا أقوى عليه، قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد، قال: رب زدني. قال: تجري مجرى الدم، وتتخذ في صدورهم بيوتاً. قال: رب زدني. قال: أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد"(٣).
± رجال الإسناد:
­ محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء: لم أجد له ترجمة.
(١) سورة البقرة الآية: ٣٦.
(٢) الحافظ ابن منده: محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده بن عبد الله العبدي الأصبهاني أبو عبد الله، قال ابن حجر: "الحافظ الجوال صاحب التصانيف كان من أئمة هذا الشأن وثقاتهم". مات في سنة خمس وتسعين وثلاث مائة.
انظر: البداية والنهاية (١١/٣٣٦)، وطبقات الحنابلة (٢/١٦٦)، وسير أعلام النبلاء (١٤/١٨٨).
(٣) كتاب التوحيد لابن منده (١/٢٢٥) (ح رقم: ٨٥).

قال تعالى: ﴿ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (١٥) ﴾ (١).
٢١ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله - :"حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزُّبيري، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله سبحانه: أعطيكم أفضل من هذا لِلَّهِ فيقولون: ربنا أي شيء أفضل من هذا ؟ قال: رضواني(٢)"(٣).
± رجال الإسناد:
­ ابن بشَّار: محمد بن بشَّار البصري، ثقة(٤).
­ أبو أحمد الزبيري: محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن دِرْهَم الأَسَدي، أبو أحمد الزبيري الكوفي، ثقة إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري، مات سنة ثلاث ومائتين(٥).
­ سفيان: بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله، ثقة، حافظ، فقيه، عابد، إمام حجة، وكان ربما دلس. مات سنة إحدى وستين ومائة وله أربع وستون سنة، عده الحافظ ابن حجر من المرتبة الثانية في طبقات المدلسين، وقد احتمل الأئمة تدليس هذه المرتبة، وأخرجوا لهم في الصحيح(٦).
­ محمد بن المنكدر، ثقة(٧).
± درجة الإسناد:
(١) سورة آل عمران الآية: ١٥.
(٢) الرضوان: الرضا الكثير، ولما كان أعظم الرضا رضا الله؛ خص لفظ الرضوان في القرآن بما كان من الله.
المفردات في غريب القرآن للأصفهاني (١ / ١٩٧)، وانظر لسان العرب(مادة: رضي) (٣ / ٣٢٣ - ٣٢٥).
(٣) جامع البيان (٣ / ٢٠٧) (رقم الأثر: ٦٧٤٨).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٤).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٨٧)، تهذيب التهذيب (٩ / ٢٢٧)، الكاشف (٢ / ١٨٦).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٤٤)، تهذيب التهذيب (٤ / ٩٩)، الكاشف (١ / ٤٤٩)، طبقات المدلسين (ص: ٣٢).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٠).

قال تعالى: ﴿ * وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٢٤) ﴾ (١).
٣٠ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله - : حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أبي بن كعب(٢) وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك قالوا: "بيعها - أي الأمة - طلاقها"(٣)....
± رجال الإسناد:
­ ابن بشَّار: محمد بن بشار. ثقة(٤).
­ عبد الأعلى: بن عبد الأعلى البصري، السَّامي، أبو محمد، ثقة. مات سنة تسع وثمانين ومائة(٥).
(١) سورة النساء الآية: ٢٤.
(٢) أبي بن كعب: بن النجار الأنصاري، أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدراً والمشاهد كلها. قال له النبي ( - ﷺ - ) ليهنك العلم أبا المنذر، وكان عمر ( - رضي الله عنه - ) يسميه سيد المسلمين. مات بالمدينة سنة تسع عشرة، وقيل: سنة اثنتين وعشرين ( - رضي الله عنه - ).
انظر: الطبقات الكبرى (٣/٤٩٨)، تذكرة الحفاظ (١/ ١٧)، الإصابة في تمييز الصحابة (١/ ٢٧).
(٣) جامع البيان (٤ / ٥) (رقم الأثر: ٨٩٧٨).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٤).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٣١)، تهذيب التهذيب (٦ / ٨٧)، الكاشف (١ / ٦١١).

قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٥) ﴾ (١).
٤٤ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: حدثنا أشعث، عن أبي الزبير، عن جابر في البكر تفجر قال: "تضرب مائة وتنفى سنة، وترد على زوجها ما أخذت منه "(٢).
± رجال الإسناد:
­ أبو كريب: محمد بن العلاء بن كُريب الهَمْداني، الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وهو ابن سبع وثمانين(٣).
­ ابن إدريس: عبد الله بن إدريس، ثقة، فقيه، عابد(٤).
­ أشعث: هو ابن سَوّار الكِنْدي، النَّجار الأفْرق الأثْرم، صاحب التوابيت، قاضي الأهْواز(٥)، ضعيف. مات سنة ست وثلاثين ومائة(٦).
(١) سورة المائدة الآية: ٥.
(٢) جامع البيان (٤ / ٤٤٦) (رقم الأثر: ١١٢٨٣).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٠٠)، تهذيب التهذيب (٩ / ٣٤٢)، الكاشف (٢ / ٢٠٨).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٥)....
(٥) الأهواز: إقليم يجمع كورا كثيرة كانت تسمى عند الفرس خوزستان، وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم اليوم هو سوق الأهواز، وهي قاعدة الإقليم وتعرف قديما باسم "هرمز شهر".
انظر: معجم البلدان (١/٢٨٤)، وبلدان الخلافة الشرقية (ص: ٢٦٧).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١١٣)، تهذيب التهذيب (١ / ٣٠٨)، الكاشف (١ / ٢٥٣).

قال تعالى: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) ﴾ (١).
٥٩ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن الضريس، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن رجل، عن جابر قال: "يبعثون على ما كانوا عليه، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه"(٢).
± رجال الإسناد:
­ المثنى: بن إبراهيم الآملي(٣).
­ إسحاق: يحتمل أنه إسحاق بن الحجاج الطَّاحون، المقرئ(٤)، فهو شيخ المثنى إلا أنه لم يذكر في تلاميذ يحيى بن الضريس، إسحاق بن الحجاج، وإنما ذكر إسحاق بن راهويه وإسحاق بن الفيض الأصبهاني.
­ يحيى بن الضريس: البجلي الرازي، القاضي، وثقه ابن معين والذهبي. مات سنة ثلاث ومائتين(٥).
­ أبو جعفر: الرازي، التميمي مولاهم. مشهور بكنيته، واسمه: عيسى بن أبي عيسى
عبد الله بن ماهان، وأصله من مرو(٦)، وكان يتجر إلى الري(٧)،
(١) سورة الأعراف الآية: ٢٩.
(٢) جامع البيان (٥ / ٤٦٦) (رقم الأثر: ١٤٤٨٦).
(٣) تقدم ذكره في الأثر رقم (٢٩).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢٩).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٩٢)، تهذيب التهذيب(١١/٢٠٣)، الكاشف (٢/٣٦٨)، الجرح والتعديل (٩/١٥٨)، سير أعلام النبلاء (٩ / ٥٠٠).
(٦) مرو: أشهر مدن خرسان وقصبتها، والنسبة إليها مروزي على غير قياس، وكانت تعرف في العصور الوسطى بمرو الشاهجان تمييزا لها عن مرو الروذ.
انظر: معجم البلدان (٥/١١٢)، وبلدان الخلافة الشرقية (ص: ٤٤٠).
(٧) الري: مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن، بينها وبين نيسابور ستين ومائة فرسخا وإلى قزوين سبعة وعشرين فرسخا.
انظر: معجم البلدان (٣/١١٦)، ومعجم ما استعجم (٢/٦٩٠).

قال تعالى: ﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) ﴾ (١).
٦٠ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله سبحانه: أعطيكم أفضل من هذا! فيقولون: ربنا أي شيء أفضل من هذا؟ قال: رضواني "(٢).
تقدمت دراسة هذا الأثر(٣) عند قوله تعالى: ﴿ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (١٥) ﴾ (٤) بعد الأثرين رقم (٢١) و(٢٢).
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِن اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨) ﴾ (٥).
.........
٦١ - قال الإمام عبد الرزاق - رحمه الله -: عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول في قوله: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ tP#tچysّ٩$#... ﴾ قال: لا، إلا أن يكون عبدا ً أو أحدا ً من أهل الذمة(٦)(٧).
(١) سورة التوبة الآية: ٢١.
(٢) جامع البيان (٦ / ٣٣٨) (رقم الأثر: ١٦٥٨١).
(٣) انظر (ص: ١٩٩-٢٠٣).
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٥.
(٥) سورة التوبة الآية: ٢٨.
(٦) أهل الذمة: الذمة الأمان والعهد، لأن نقضه يوجب الذم، وسمي أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
انظر: مشارق الأنوار (١/٢٧٠)، والنهاية لابن الأثير (مادة: ذمم) (٢/١٦٨).
(٧) تفسير الصنعاني (٢ / ٢٧١).

قال تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧) ﴾ (١).
٧١ - قال الإمام عبد الرزاق - رحمه الله -: عن ابن التيمي، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، أو أبي سعيد الخدري، أو رجل من أصحاب محمد ( - ﷺ - ) في قوله: ﴿ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧) ﴾ قال: "هذه الآية تأتي على القرآن كله. يقول: حيث كان في القرآن ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ تأتي عليه" (٢).
± رجال الإسناد:
­ ابن التيمي: معتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري، يلقب الطفيل، ثقة. مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقد جاوز الثمانين(٣).
­ عن أبيه: سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر البصري، نزل في تيم فنسب إليهم، ثقة، عابد. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وهو ابن سبع وتسعين(٤).
­ أبو نضرة: المنذر بن مالك بن قُطَعة، العبدي العَوفي، البصري، مشهور بكنيته، ثقة. مات سنة ثمان ومائة(٥).
­ عن جابر أو أبي سعيد الخدري : أي أن هذا القول عن جابر أو عن أبي سعيد أو عن رجل من الصحابة لم يسم - شك الراوي - أيهم قال ذلك، والصحابة كلهم عدول لا تضر الجهالة بأحدهم رضي الله عنهم أجمعين.
± درجة الإسناد:
صحيح. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: "إسناده صحيح "(٦).
± تخريج الأثر والحكم عليه:
(١) سورة هود الآية: ١٠٧.
(٢) تفسير عبد الرزاق (٢ / ٣١٣).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص٥٣٩)، تهذيب التهذيب (١٠ / ٢٠٤)، الكاشف (٢ / ٢٧٩).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٥٢)، تهذيب التهذيب (٤ / ١٧٦)، الكاشف (١ / ٤٦١).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٤٦)، تهذيب التهذيب (١٠ / ٢٦٨)، الكاشف (٢ / ٢٩٥).
(٦) شرح العقيدة الطحاوية (٢ / ٦٢٧).

قال تعالى: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥) ﴾ (١).
٧٢ - قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: أخرج الخطيب في رواة مالك، عن جابر ( - رضي الله عنه - ) قال:"كان يوسف عليه السلام لا يشبع فقيل له: مالك لا تشبع وبيدك خزائن الأرض؟!.. قال: إذا شبعت نسيت الجائع "(٢).
± تخريج الأثر والحكم عليه:
ذكره ابن حجر في "لسان الميزان"(٣) قال: "محمد بن أسامة المدني، عن مالك، عن ابن المنكدر، عن جابر ( - رضي الله عنه - ) قال: كان يوسف عليه السلام لا يشبع ويقول: إني إذا شبعت نسيت الجائع. رواه عنه إبراهيم بن سليمان، لا أعرفه ولا عرفت محمدا" ثم قال: "وهذا الحديث أورده الدارقطني في غرائب مالك، وقال: محمد بن أسامة مجهول، وإبراهيم ضعيف".
والذي يظهر -والله أعلم- أن هذا الأثر من الإسرائيليات، وإن كان معناه صحيحاً، لما يدل عليه من زهد النبي يوسف عليه السلام، وتفقده لحاجة رعيته، وهذه من صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
(١) سورة يوسف الآية: ٥٥.
(٢) الدر المنثور (٤ / ٤٩٠) ولم أجد من أخرج هذا الأثر مسنداً فيما وقفت عليه.
(٣) لسان الميزان (٥ / ٦٥).

قال تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩) ﴾ (١).
٧٣ - قال الإمام مسلم -رحمه الله- : حدثنا الحجاج بن الشاعر، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا أبو عاصم - يعني: محمد بن أبي أيوب - قال: حدثني يزيد الفقير، قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم - جالس إلى سارية - عن رسول الله قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين. قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون والله يقول ﴿ إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ﴾ (٢) و ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا ﴾ (٣) فما هذا الذي تقولون؟! قال: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام؟! يعني الذي يبعثه الله فيه قلت: نعم. قال: فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج. قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنه قد زعم أن قوماً يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني
(١) سورة الإسراء الآية: ٧٩.
(٢) سورة آل عمران الآية: ١٩٢.
(٣) سورة السجدة الآية: ٢٠.

قال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ﴾ (١).
٧٤ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير "أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود، فقال: نحن يوم القيامة على (كوى أو كرى)(٢)،
(١) سورة مريم الآية: ٧١.
(٢) تصحيف والصحيح والله أعلم: (على كوم)، وعند مسلم في صحيحه (ك: الإيمان، ب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها) (١ / ١٧٧) (ح رقم: ١٩١) :(... نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس).
قال القاضي عياض: "هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغيير كثير وتصحيف، وصوابه: (نجيء يوم القيامة على كوم) هكذا رواه بعض أهل الحديث، وفي كتاب بن أبي خيثمة من طريق كعب بن مالك: (يحشر الناس يوم القيامة على تل وأمتي على تل)، وذكر الطبري في التفسير من حديث ابن عمر فيرقى هو يعني محمدا وأمته على كوم فوق الناس، وذكر من حديث كعب بن مالك: (يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل) فهذا كله يبين ما تغير من الحديث وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي أو امحى فعبر عنه بكذا وفسره بقوله أي: فوق الناس، وكتب عليه انظر تنبيهاً، فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه".
شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى: "إكمال المعلم لفوائد مسلم "(١ / ٥٦٩).
قال النووي: "وقد تابعه عليه جماعة من المتأخرين والله أعلم "شرح النووي على صحيح مسلم (٣ / ٤٧).
والكوم: من الارتفاع والعلو. قال أبو إسحاق الحربي: "هو الشيء المرتفع، ثم أسند عن الأصمعي أنه قال: الأكمة: المكان الذي هو أشد ارتفاعاً مما حوله لا يبلغ أن يكون حجارة ".
انظر: غريب الحديث لأبي إسحاق الحربي (٢ / ٤٨٤).
وقال ابن الأثير: وأصل الكوم من الارتفاع والعلو ومنه الحديث: (نجيء يوم القيامة على كوم فوق الناس). انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٤ / ٢١٠ - ٢١١).

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (٨) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٩) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (١٠) ﴾ (١).
٧٥ - قال الإمام السيوطي -رحمه الله-: أخرج البزار عن جابر قال: "ما نزلت آية التلاعن(٢) إلا لكثرة السؤال "(٣).
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه الخطيب البغدادي من طريق مجالد بن سعيد الهمذاني، عن عامر الشعبي، عن
جابر بلفظه(٤).
وإسناده حسن، لأجل مجالد فإنه ليس بالقوي.
والأثر أورده السيوطي كما تقدم وعزاه إلى البزار، ولم أجده عنده فيما وقفت عليه.
وأورده أبو الفضل العراقي(٥)،
(١) سورة النور، الآيات: (٦ - ١٠).
(٢) التلاعن: التشاتم والتماجن، ولاعن الرجل امرأته ملاعنة ولعاناً، وتلاعنا والتعنا: لعن بعض بعضا، واللعان والملاعنة اللعن بين اثنين فصاعدا، وأصل اللعن من الطرد. واللعان في الاصطلاح: هي شهادات مؤكدة بالأيمان مقرونة باللعن قائمة مقام حد القذف في حقه ومقام حد الزنا في حقها.
انظر: القاموس المحيط (مادة : لعنه) (١ / ١٥٨٩)، والنهاية لابن الأثير (مادة: لعن) (٤ / ٢٥٥).
(٣) الدر المنثور (٦ / ١٣٠).
(٤) الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة (٧ / ٤٨١).
(٥) أبو الفضل العراقي: عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي الأصل، الحافظ الكبير الناقد محدث الديار
= المصرية له تصانيف كثيرة منها: النكت على ابن الصلاح، والمغني عن حمل الأسفار وغيرها. مات -رحمه الله- سنة ست وثمان مائة.
انظر: طبقات الشافعية (٤/٢٩)، وشذرات الذهب (٤/٥٥)، وذيل تذكرة الحفاظ (١/٢٢٠).

قال تعالى: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) ﴾ (١).
٨٤ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا طلحة بن عمرو، عن أبي الزبير، عن جابر: " ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ﴾ قال: في القرمز(٢)"(٣).
± رجال الإسناد:
­ ابن بشار: محمد بن بشار، البصري، ثقة(٤).
­ أبو عاصم: الضحاك بن مخلد بن مسلم الشيباني، ثقة، ثبت(٥).
­ طلحة بن عمرو: بن عثمان الحضرمي المكي، متروك. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة(٦).
­ أبو الزبير: محمد بن مسلم، اختلف فيه العلماء، والذي يظهر أن حديثه عن جابر ( - رضي الله عنه - ) صحيح (٧).
± درجة الإسناد:
ضعيف جدا، فيه أبو عاصم: طلحة بن عمرو متروك.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
الأثر أخرجه ابن جرير كما سبق، وفي إسناده أبو عاصم طلحة بن عمرو، وهو متروك، فالأثر بهذا الإسناد ضعيف جداً.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "خرج على البغال الشهب(٨)
(١) سورة القصص الآية: ٧٩.
(٢) القرمز: هو صبغ أحمر ويقال إنه حيوان تصبغ به الثياب فلا يكاد ينصل لونه، وهو مُعرّب.
النهاية لابن الأثير (مادة: قرمز) (٤ / ٥٠)، وانظر: لسان العرب (مادة: قرمز) (٥ / ٣٩٤).
(٣) جامع البيان (١٠ / ١٠٨) (رقم الأثر: ٢٧٦٢٤).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٤).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٦).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٨٣)، تهذيب التهذيب (٥ / ٢١)، الكاشف (١ / ٥١٤).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٣).
(٨) الشهب: الشهبة في الألوان البياض الغالب على السواد.
مختار الصحاح (مادة: ش هـ ب) (ص: ١٤٧)، وانظر: لسان العرب (مادة: شهب) (١/٥٠٨).

قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٦) ﴾ (١).
٨٥ - قال الإمام ابن جرير -رحمه الله- : حدثنا الحسن بن عبد الرحيم، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا سفيان، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جابر: "في قوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾ قال: هو الغناء والاستماع له"(٢).
± رجال الإسناد:
­ الحسن بن عبد الرحيم: شيخ الطبري لم أجد له ترجمة، ولم أقف له عند ابن جرير إلا على هذه الرواية، وفي "تهذيب الآثار" لم أقف له على رواية.
­ عبيد الله بن موسى: بن باذام العَبْسي الكوفي، أبو محمد، ثقة. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين(٣).
­ سفيان: هو ابن سعيد الثوري، ثقة(٤).
­ قابوس بن أبي ظبيان: الجَنْبي، الكوفي، فيه لين. من السادسة. قال ابن حبان: "كان رديء الحفظ ينفرد عن أبيه بما لا أصل له فربما رفع المراسيل وأسند الموقوف " (٥).
­ حُصين بن جُنْدُب بن الحارث الجَنْبي، أبو ظَبْيان الكوفي، ثقة. مات سنة تسعين(٦).
± درجة الإسناد:
ضعيف، فيه قابوس بن أبي ظَبْيان فيه لين، وينفرد عن أبيه بما لا أصل له، وهذا الأثر من روايته عن أبيه.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
أخرجه ابن جرير كما سبق، وإسناده ضعيف.
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
(١) سورة لقمان الآية: ٦.
(٢) جامع البيان (١٠ / ٢٠٣) (رقم الأثر: ٢٨٠٤٧).
(٣) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣٧٥)، تهذيب التهذيب (٧ / ٤٦)، الكاشف (١ / ٦٨٧).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢١).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٤٤٩)، تهذيب التهذيب (٨ / ٢٧٤)، الكاشف (٢ / ١٢٦).
(٦) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٦٩)، تهذيب التهذيب (٢ / ٣٢٧)، الكاشف (١ / ٣٣٨).

قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ ×pxےح !$©غ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (١٣) ﴾ (١).
٨٧ - قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله ( - رضي الله عنه - ) قال: إن الذين قالوا بيوتنا عورة(٢) يوم الخندق: بنو حارثة بن الحارث(٣).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ عن ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) قوله: ﴿ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ ﴾ إلى قوله: ﴿ إِلَّا فِرَارًا (١٣) ﴾ قال: : هم بنو حارثة قالوا: بيوتنا مخلية، نخشى عليها السراق"(٤).
­ وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- نحوه(٥).
وكانت هذه المقولة يوم الخندق كما ذكر جابر ( - رضي الله عنه - )؛ وذلك حين اشتد الأمر على المسلمين، فثبت الله أهل الإيمان، وتزعزع أهل الشك والنفاق، حتى قال أوس بن قيظي(٦)
(١) سورة الأحزاب الآية: ١٣.
(٢) عورة: متخرقة، ممكنة لمن أرادها، ومنه قيل فلان يحفظ عورته أي: خلله.
المفردات في غريب القرآن للأصفهاني (ص: ٣٥٣)، وانظر: غريب القرآن للسجستاني (ص: ٣٣٧).
(٣) الدر المنثور (٦ / ٥١٠) ولم أجد من أخرج هذا الأثر مسنداً فيما وقفت عليه.
(٤) جامع البيان (١٠ / ٢٧٠) (رقم الأثر: ٢٨٣٨١).
(٥) المحرر الوجيز (٤ / ٧٤).
(٦) أوس بن قيظي: بن عمرو بن حارثة بن الحارث الأوسي شهد أحدا، ويقال إنه كان منافقا، وهو صاحب المقولة السابقة.
انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (١/١٢٢)، والإصابة في تمييز الصحابة (١/١٥٩).

قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢) ﴾ (١).
٨٨ - قال الحاكم -رحمه الله- : حدثنا أبو عبد الله بن بطة، حدثنا الحسن بن الجهم، حدثنا الحسين بن الفرج، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا أبو سليمان داود بن عبد الرحمن العطار(٢)، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم(٣)، عن سعيد بن جبير(٤)، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، قال: "إن الصخرة التي في أصل ثبير(٥) ذبح عليها إبراهيم إسحاق، هبط عليه كبش أغبر(٦) له نواح(٧)
(١) سورة الصافات الآية: ١٠٢.
(٢) داود بن عبدالرحمن العطار، أبو سليمان المكي، ثقة. مات سنة خمس وسبعين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٩٩)، تهذيب التهذيب (٣ / ١٦٦)، الكاشف (١ / ٣٨٠).
(٣) عبد الله بن عثمان بن خيثم القاري المكي، أبو عثمان، صدوق. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٣١٣)، تهذيب التهذيب (٥ / ٢٧٥)، الكاشف (١ / ٥٧٢).
(٤) سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين.
انظر: تقريب التهذيب (ص: ٢٣٤)، تهذيب التهذيب (٤ / ١١)، الكاشف (١ / ٤٣٣).
(٥) ثَبِير: بفتح أوله وكسر ثانيه جبل بمكة على يسار الذاهب من مكة إلى منى، مقابل جبل حراء، ويمتد إلى أواخر منى.
انظر: معجم ما استعجم (١ / ٣٣٥)، التاريخ القويم (٢ / ٣٩٩).
(٦) أغبر: الغبار والغبرة واحد والغبرة لون الأغبر وهو شبيه بالغبار، ولذا سميت الأرض غبراء للونها.
انظر: النهاية لابن الأثير (مادة: غبر) (٣/٣٣٧)، ومختار الصحاح (مادة: غ ب ر) (ص: ١٩٦).
(٧) نواح: النوح مصدر من ناح ينوح نوحا، ونوح الحمامة ما تبديه من سجعها على شكل النوح.
انظر: لسان العرب (مادة: نوح) (٢/٦٢٧)، والقاموس المحيط (ص: ٣١٤).

قال تعالى: ﴿ ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (١) ﴾ (١).
٨٩ - قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: أخرج عبد بن حميد، عن أبي صالح، قال: سئل جابر بن عبد الله، وابن عباس -رضي الله عنهما- عن (ص) فقالا: "ما ندري ما هو" (٢).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ قال علي بن أبي طالب ( - رضي الله عنه - ): "الصاد اسم بحر في السماء"(٣).
­ وقال ابن مسعود ( - رضي الله عنه - ) في قوله (ص والقرآن): "يعني صادقوا القرآن حتى تعرفوا الحق من الباطل "(٤).
­ وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "(ص) وأشباهها قسم أقسم الله به وهو من أسمائه"(٥).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "معناه صادق فيما وعد"(٦).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "(ص) صدق محمد ( - ﷺ - )"(٧).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "(ص) محمد ( - ﷺ - )"(٨).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "(ص) كان بحر بمكة، وكان عليه عرش الرحمن إذ لا ليل ولا نهار"(٩).
قلت: الحروف المقطعة في أوائل السور اختلف في معناها وفي الحكمة منها، والذي يظهر - والله أعلم بالصواب - أن لها معنى الله أعلم به، فهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، كما روي ذلك عن أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، وروي نحوه عن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين(١٠).
(١) سورة ص الآية: ١.
(٢) الدر المنثور (٧ / ١٢٥)، ولم أجد من أخرج هذا الأثر مسنداً.
(٣) تفسير السمرقندي (٣ / ١٥٠).
(٤) تفسير السمرقندي (٣ / ١٥٠).
(٥) فتح الباري (٨ / ٥٥٤).
(٦) زاد المسير (٦ / ٣١٧).
(٧) تذكرة الأريب في تفسير الغريب (ص: ١١٧).
(٨) فتح القدير (٤ / ٥٥٦).
(٩) روح المعاني (٢٣ /١٦١).
(١٠) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١/ ١٥٤).

قال تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) ﴾ (١).
٩٠ - قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: وأخرج ابن المنذر عن جابر ﴿ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ قال: "استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل "(٢).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ عن أبي هريرة ( - رضي الله عنه - ): ﴿ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ قال: "هم الشهداء ثنية الله تعالى"(٣).
­ وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- نحوه(٤).
­ وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "عند نفخة الصعق يموت من في السموات ومن في الأرض إلا جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم يميت الله ميكائيل وإسرافيل، ويبقى جبريل وملك الموت ثم يميت جبريل "(٥).
والذي يظهر - والله أعلم - أن ما رُوِي من قول جابر ( - رضي الله عنه - ): "لأنه كان صعق قبل" يشير إلى الصعقة التي حصلت لموسى في الدنيا كما في قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ﴾ (٦)، وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث الصحيح - وسيأتي - (أحوسب بصعقته يوم الطور)(٧).
(١) سورة الزمر الآية: ٦٨.
(٢) الدر المنثور (٧ / ٢١٦). ولم أجد من أخرجه مسندا فيما وقفت عليه.
(٣) الدر المنثور (٧ / ١٦).
(٤) روح المعاني للألوسي (٢٠ / ٣٤).
(٥) التفسير الكبير (٢٧ / ١٦).
(٦) سورة الأعراف الآية: ١٤٣.
(٧) انظر: فتح الباري (٦ / ٤٤٥)....

قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) ﴾ (١).
٩١ -قال الحاكم- رحمه الله- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا يحيى بن فضيل، حدثنا الحسن بن صالح بن صالح بن حي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) ﴾ قال: "الصراط المستقيم هو الإسلام وهو أوسع ما بين السماء والأرض "(٢).
± رجال الإسناد:
­ أبو العباس: محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري، وثقه الذهبي. مات -رحمه الله- سنة ست وأربعين وثلاث مائة(٣).
­ الحسن بن علي بن عفان العامري: أبو محمد الكوفي، صدوق. مات سنة سبعين ومائتين وقيل إن أبا داود روى عنه(٤).
­ يحيى بن فُضيل الكوفي: روى عن الحسن بن صالح، روى عنه محمد بن إسماعيل الأحسي، والحسن بن علي بن عفان، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحاً(٥).
­ الحسن بن صالح بن صالح بن حي: ثقة، فقيه(٦).
­ عبد الله بن محمد بن عقيل، اختلف فيه العلماء والذي يظهر أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن(٧).
± درجة الإسناد:
(١) سورة الشورى الآية: ٥٢.
(٢) المستدرك على الصحيحين (ك: التفسير) (٢ / ٤٨٤) (ح رقم: ٣٦٦٨).
(٣) انظر: تذكرة الحفاظ (٣ / ٨٦٠)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٥٢)، البداية والنهاية (١١ / ٢٣٢).
(٤) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٦٢)، تهذيب التهذيب (٢ / ٢٦١)، الكاشف (١ / ٣٢٨).
(٥) انظر: الجرح والتعديل (٩ / ١٨١).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).

قال تعالى: ﴿ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) ﴾ (١).
٩٢ - قال الحافظ العقيلي-رحمه الله-: حدثنا محمد بن أحمد الأَنْطَاكي، قال: حدثنا محمد بن عيسى الطباع، قال: حدثنا عاصم الكوزي، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر في قوله: " ﴿ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) ﴾ قال: المنابر"(٢).
± رجال الإسناد:
­ محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي: أبو الوليد، سمع محمد بن عيسى الطَّباع، وثقه الدارقطني، وقال مره: "صدوق". مات سنة ثمان وسبعين ومائتين(٣).
­ محمد بن عيسى الطباع: بن نُجيح البغدادي، أبو جعفر بن الطَبّاع نزيل أَذِنَة(٤)، ثقة فقيه، وكان مدلسا. مات سنة أربع وعشرين ومائتين وله أربع وسبعون، عده ابن حجر في المرتبة الثالثة في طبقات المدلسين(٥).
­ عاصم بن سليمان الكُوزي: أبو شُعيب التميمي قال الحافظ الذهبي في ديوان الضعفاء: "كذبوه"، وقال في المغني :"كذبه غير واحد "(٦).
­ إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي. ثقة ثبت. مات سنة تسع وثلاثين ومائة(٧).
(١) سورة الدخان الآية: ٢٦.
(٢) الضعفاء الكبير (٣ / ٣٣٧).
(٣) انظر: تاريخ بغداد (١ / ٣٦٧)، الجرح والتعديل (٧ / ١٨٣)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: ١٥٢)، سير أعلام النبلاء (١٣ / ٣١١).
(٤) أذنة: بوزن خشنة: بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور خرج منه جماعة من أهل العلم وسكنه آخرون. وفي أذنة نهر يقال له سيحان.
انظر: معجم البلدان (١/١٣٣)، ومعجم ما استعجم (١/١٣٢).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٠١)، تهذيب التهذيب (٩ / ٣٤٨)، الكاشف (٢ / ٢٠٩)، طبقات المدلسين (ص٤٤).
(٦) انظر: الجرح والتعديل (٦ / ٣٤٤)، المجروحين (٢ / ١٢٦)، الكامل في ضعفاء الرجال (٥ /٢٣٧)، ديوان الضعفاء (ص: ٢٠٢)، المغني في الضعفاء (١ / ٣٢٢).
(٧) انظر: تقريب التهذيب (ص: ١٠٦)، تهذيب التهذيب (١ / ٢٤٧)، الكاشف (١ / ٢٤٤).

قال تعالى: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) ﴾ (١).
٩٣ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: "ما كنا نعد فتح مكة إلا يوم الحُدَيبِية"(٢).
± رجال الإسناد:
­ ابن المثنى: محمد بن المثنى بن عبيد العنزي. ثقة ثبت(٣).
­ يحيى بن حماد: بن أبي زياد الشَّيْباني، مولاهم البصري خِتْن(٤) أبي عوانة، ثقة عابد. مات سنة خمس عشرة ومائتين(٥).
­ أبو عوانة: وضاح اليشكري، ثقة، ثبت(٦).
­ الأعمش: سليمان بن مهران، ثقة، حافظ، ورع(٧).
­ أبو سفيان: طلحة بن نافع، صدوق(٨).
± درجة الإسناد:
حسن، من أجل طلحة بن نافع فإنه صدوق.
٩٤ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي عن أبيه، عن جده الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر قال: "ما كنا نعد الفتح إلا يوم الحديبية "(٩).
تقدم هذا الإسناد في الأثر رقم (٧٦).
± درجة الإسناد:
فيه إبراهيم المسعودي لم أقف له على ترجمة، فيتوقف في الحكم عليه.
± تخريج الأثر والحكم عليه:
(١) سورة الفتح الآية: ١.
(٢) جامع البيان (١١ / ٣٣٣) (رقم الأثر: ٣١٤٥٩).
(٣) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢٨).
(٤) ختن أبي عوانة: الختن: جمعه أختان وهو كل من كان من قبل المرأة والأحماء من قبل الزوج، وختن الرجل أيضا زوج ابنته.
لسان العرب (مادة: ختن) (١٢/١٣٨)، وانظر: النهاية لابن الأثير (مادة: ختن) (٢/١٠)، والقاموس المحيط (مادة: ختن) (ص: ١٥٤٠).
(٥) انظر: تقريب التهذيب (ص: ٥٨٩)، تهذيب التهذيب (١١ / ١٧٥)، الكاشف (٢ / ٣٦٤).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (١٠).
(٧) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٦٩).
(٨) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٦٩).
(٩) جامع البيان (١١ / ٣٣٤) (رقم الأثر: ٣١٤٦١).

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) ﴾ (١).
١٠٠ - قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ قال: "لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم"(٢).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ روي عن عائشة -رضي الله عنها- مثل ما روي عن جابر ( - رضي الله عنه - )(٣).
­ وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن معنى قوله ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ أي: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة(٤).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ) قال: "نهو أن يتكلموا بين يدي كلامه"(٥).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ): ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ قال: "هذا في القتال والشرائع لا تقضوا حتى يأمر رسول الله ( - ﷺ - )"(٦).
والذي يظهر لي - والله أعلم بالصواب - أن أقوال الصحابة متفقة وليس بينها تعارض فمعنى الآية على جميع الأقوال لا تقولوا ولا تفعلوا قبل أن يقول رسول الله ( - ﷺ - ) ويفعل، وفيها التأكيد على وجوب اتباع أمر الله ورسوله والاقتداء به ( - ﷺ - ) وعدم مخالفته.
(١) سورة الحجرات الآية: ١.
(٢) الدر المنثور (٧ / ٤٧٥). ولم أجد من أخرج هذا الأثر مسنداً فيما وقفت عليه.
(٣) فتح القدير (٥ / ٨١).
(٤) تفسير السمعاني (٥ / ٢١٢).
(٥) زاد المسير (٧ / ١٧٧).
(٦) إعراب القرآن للنحاس (٤ / ٢٠٨).

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) ﴾ (١).
١٠١ - قال الإمام السيوطي - رحمه الله -: أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله: ﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ﴾ اشترط عليهن أن لا ينحن(٢)"(٣).
± أقوال الصحابة ( - رضي الله عنهم - ):
­ جاء عن ابن عباس وأنس بن مالك، وأم عطية رضي الله عنهم أجمعين، مثل ما جاء عن جابر ( - رضي الله عنه - )(٤).
­ وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "اشترط عليهن أن لا ينحن نياحة الجاهلية، ولا يخلون بالرجال في البيوت"(٥).
­ وعنه ( - رضي الله عنه - ): ﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ﴾ قال: "إنما هو شرط شرطه الله للنساء"(٦).
(١) سورة الممتحنة الآية: ١٢.
(٢) النياحة: اجتماع النساء للبكاء على الميت متقابلات والتناوح التقابل، ثم استعمل في صفة بكائهن بصوت ورنة.
المطلع للقاضي عياض (ص: ١٢١)، وانظر: هدي الساري (ص: ١٩٩).
(٣) الدر المنثور (٨ / ١٣٥). ولم أجد من أخرج هذا الأثر مسنداً فيما وقفت عليه.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤ / ٤٥٤).
(٥) الاستذكار (٨ / ٥٤٦).
(٦) الدر المنثور (٨ / ١٣٣).

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) ﴾ (١).
١٠٢ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: "حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، قال: حدثنا ابن المبارك، عن يحيى، قال: سألت أبا سلمة: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) ﴾ فقلت: يقولون ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) ﴾ (٢) فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول؟ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) ﴾ فقلت: يقولون ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) ﴾ فقال: لا أخبرك إلا ما حدثنا النبي ( - ﷺ - ) قال: جاورت في حراء(٣)، فلما قضيت جواري هبطت، فاستبطنت(٤) الوادي، فنوديت، فنظرت عن يميني وعن شمالي وخلفي وقدامي فلم أر شيئاً، فنظرت فوق رأسي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض فخشيت منه - هكذا قال عثمان بن عمر، إنما هو فجثثت(٥)
(١) سورة المدثر الآية: ١.
(٢) سورة العلق الآية: ١.
(٣) حراء: هو غار حراء يقع شمال شرقي المسجد الحرام في قمة جبل النور، ويقال له أيضاً جبل حراء، ارتفاعه نحو (٦٢١ م) من سطح البحر، ونحو (٢٨١ م) من سطح الجبل، وطول الغار نحو (٣ م). في مقدمته فتحة طبيعية وعرضه متفاوت أقصاه (٣٠ ‚ ١ م) وارتفاعه (٢ م).
انظر: أخبار مكة للأزرقي (٢ / ١٩٩)، مرآة الحرمين الشريفين (١ / ٥٩)، الجامع اللطيف (ص: ٢٠١)، معالم مكة التاريخية (ص: ٨٢).
(٤) استبطن الشيء دخل في بطنه تقول منه استبطن الوادي ونحوه، واستبطن الشيء أخفاه، واستبطن الشيء طلب ما في بطنه. والمراد هنا أنه دخل في الوادي.
مختار الصحاح (مادة: ب ط ن) (ص: ٢٣)، وانظر: لسان العرب (مادة: بطن) (١٣ / ٥٧).
(٥) المجثوث والمجؤوث جميعاً المرعوب الفزع.
الغريب لابن سلام (٢ / ١٩٩)، وانظر: النهاية لابن الأثير (١ / ٢٣٩).

قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣) ﴾ (١).
١٠٤ - قال الإمام مسلم - رحمه الله -: حدثني عبيد الله بن سعيد، وإسحاق بن منصور كلاهما عن روح، قال: عبيد الله، حدثنا روح بن عبادة القيسي، حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يُسأل عن الورود فقال: "نجيء نحن يوم القيامة عن [كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس](٢) قال فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك؛ فيقول: من تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا. فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك، قال: فينطلق بهم ويتبعونه، ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك(٣)، تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفاً لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوء نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة ويشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة، ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل، ويذهب حراقه، ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها "(٤).
± رجال الإسناد:
(١) سورة القيامة: الآية ٢٢، ٢٣.
(٢) تقدم الكلام عن هذا الإشكال الوارد في لفظ الحديث. انظر (ص: ٣٦٢).
(٣) حسك: الحسك نبات له ثمرة خشنة تعلق بأصواف الغنم، والحسك من الحديد ما يعمل على مثاله وهو من آلات العسكر، وقيل: الحسكة شوكة حديد صلبة.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (١/٢١٤)، ولسان العرب (مادة: حسك) (١٠/٤١١).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه (ك: الإيمان، ب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها) (١ / ١٧٧) (ح رقم: ١٩١).

قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) ﴾ (١).
١٠٥ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال :"الفلق الصبح "(٢).
± رجال الإسناد:
­ أبو كريب: محمد بن العلاء. ثقة حافظ(٣).
­ وكيع: بن الجراح، الرؤاسي. ثقة(٤).
­ الحسن بن صالح: الهمداني، ثقة(٥).
­ عبد الله بن محمد بن عقيل: اختلف العلماء فيه، والذي يظهر أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن(٦).
± درجة الإسناد:
حسن، فيه عبد الله بن محمد بن عقيل لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
١٠٦ - قال الإمام ابن جرير - رحمه الله -: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، مثله(٧).
± رجال الإسناد:
­ ابن بشار: محمد بن بشار، البصري. ثقة(٨).
­ أبو أحمد: محمد بن عبد الله، الزبيري. ثقة(٩).
­ الحسن بن صالح: ثقة(١٠).
­ عبد الله بن محمد بن عقيل: اختلف العلماء فيه، والذي يظهر أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن(١١).
± درجة الإسناد:
حسن فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
(١) سورة الفلق الآية: ١.
(٢) جامع البيان (١٢ / ٧٤٧) (رقم الأثر: ٣٨٣٥٦).
(٣) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٤٤).
(٤) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٧).
(٥) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).
(٦) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).
(٧) جامع البيان (١٢ / ٧٤٧) (رقم الأثر: ٣٨٣٥٧).
(٨) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٤).
(٩) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢١).
(١٠) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).
(١١) تقدمت ترجمته في الأثر رقم (٢).

الخَاتِمَة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات أحمده عودا كما بدأت، فلله الحمد والشكر على ما ألهم بابتداء هذا البحث وإنشائه، وأعان على انتهائه وإنجازه فهو صاحب الأفضال والمنن.
وأصلي وأسلم على الهادي البشير، والسراج المنير، نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإنني من خلال معايشتي لتفسير جابر ( - رضي الله عنه - )، ودراسته خرجت بنتائج ضمنتها بعض التوصيات أقدمها في خاتمة هذه الدراسة في عدة نقاط هي كالتالي:
١- اتضح من خلال هذه الدراسة أن لجابر ( - رضي الله عنه - ) أقوالا في التفسير تستحق الدراسة والعناية.
٢- تعدد طرق الرواية التفسيرية عنه ( - رضي الله عنه - )، وجل ما روي عنه في التفسير بأسانيد مقبولة، وبخاصة إذا أخذ بالاعتبار تساهل الأئمة في قبول الروايات التفسيرية على ما سبق بيانه.
٣- تفسير جابر ( - رضي الله عنه - ) في الغالب ينحو منحى فقهياً.
٤- تميز تفسير جابر ( - رضي الله عنه - ) بميزات عديدة تبرز مكانته وقيمته.
٥- أن من رواة الحديث المشهورين عنه من لم يرو عنه في التفسير إلا أثراً واحداً فقط -فيما وقفت عليه- وهما عطاء بن أبي رباح، ومحمد بن علي الباقر.
٦- أهمية الاعتناء بتفاسير الصحابة ( - رضي الله عنهم - )، فقد خلفوا ثروة عظيمة هي ثالث مصادر التفسير بعد الكتاب والسنة، وقد جُمِع جُلُّها في رسائل علمية، إلا أنها لم تحظ بالطباعة والنشر لتعم الفائدة منها.
٧- تفسير الصحابة مع أهميته وقيمته في التفسير، وعلوم القرآن لم تحرر كثير من مسائله، واكتفي غالباً فيه بتكرار وجهات نظر، قد لا يسلَّم بها على إطلاقها.
٨- أن قول بعض الباحثين في التفسير وعلوم القرآن: إنَّ الصحابة لم يؤثر عنهم إلا اليسير في التفسير هذا القول ليس على إطلاقه؛ بل الواقع أن الصحابة فسروا ما ظهرت الحاجة إليه وما سئلوا عنه، ولا أدل على ذلك مما خلفوه من ثروة تفسيرية عظيمة.
الملاحق
.......................................................................................
ثبت المصادر والمراجع
١. ابن القيم الجوزية حياته وآثاره وموارده لبكر بن عبد الله أبو زيد- دار العاصمة- الرياض- الطبعة لأولى- ١٤١٢ هـ.
٢. ابن عثيمين الإمام الزاهد جمع وتأليف: د. ناصر بن مسفر الزهراني- دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى- ١٤٢٢هـ-٢٠٠١م.
٣. الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة (٩١١ هـ)- تحقيق: سعيد المندوب- دار الفكر- لبنان- الطبعة الأولى- ١٤١٦ هـ- ١٩٩٦ م.
٤. الآحاد والمثاني لأحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني المتوفى سنة (٢٨٧ هـ)- تحقيق: باسم فيصل أحمد الجوابرة- دار الراية- الرياض- الطبعة الأولى- ١٤١١ هـ- ١٩٩١ م.
٥. أحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي المتوفى سنة (٥٤٣ هـ)- تحقيق: محمد عبد القادر عطا- دار الفكر للطباعة- لبنان.
٦. أحكام القرآن لأحمد بن علي الرازي الجصاص- المتوفى سنة (٣٧٠ هـ)- تحقيق: محمد الصادق قمحاوي- دار إحياء التراث- بيروت- ١٤٠٥ هـ.
٧. أحوال الرجال لإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني المتوفى سنة ( ٢٥٩ هـ)- تحقيق: صبحي السامرائي- مؤسسة الرسالة- بيروت- الطبعة الأولى- ١٤٠٥ هـ.
٨. أخبار المدينة لأبي زيد عمر بن شبة النميري البصري المتوفى سنة (٢٦٢ هـ)- تحقيق: علي بن محمد دندل وياسين سعد الدين بيان- دار الكتب العلمية- بيروت- ١٤١٧ هـ-١٩٩٦ م.
٩. أخبار مكة للفاكهي- محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي- المتوفى سنة (٢٧٥هـ)- تحقيق: د. عبد الملك عبد الله دهيش- دار خضر- بيروت- الطبعة الثانية- ١٤١٤هـ.
١٠. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار لـ محمد بن عبد الله الأزرقي المتوفى سنة (٢٤٤هـ)- تحقيق: رشدي الصالح- دار الأندلس- بيروت- ١٤٠٥هـ.
١١. الآداب الشرعية للإمام أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي- المتوفى سنة (٧٦٣ هـ)- تحقيق شعيب الأرنؤوط وعمر القيام- مؤسسة الرسالة- بيروت- الطبعة الثانية- ١٤١٧ هـ.
فهرس الآيات القرآنية
م... الآية أو طرف منها... رقمها... السورة... رقم الصفحة
١... ﴿ ؟ةOَ، خ٠؟"!$#؟ا`"uH÷qچ٩$#؟ةOٹدm

چ٩$#؟؟ ﴾... ١... الفاتحة... ١٢٠، ١٢٢

﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾... ٦... =... ١٢٥، ١٢٧، ١٢٨، ٤٢٣
٢... ﴿ الم (١) ﴾... ١... البقرة... ٤١٥
﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾... ٢... =... ٤١٥
﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا ﴾... ٣٦... =... ١٣٠
﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ﴾... ٧٩... =... ١٣٦، ١٤٠، ١٤١
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ﴾... ١٨٥... =... ١٤٣
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ ﴾... ١٧٨... =... ١٤٨
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ ﴾... ١٨٩... =... ١٥٣
﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ ﴾... ١٩٧... =... ١٥١
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ ﴾... ٢١٩... =... ٣٠٠
﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾... ٢٢٣... =... ٢٢، ١٥٥، ١٥٧، ١٦١
﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ﴾... ٢٣٦... =... ١٨٩
﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾... ٢٣٧... =... ١٨٩
﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ﴾... ٢٣٨... =... ١٦٧، ١٧١
﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ﴾... ٢٣٩... =... ١٧٩
﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا ﴾... ٢٤٠... =... ١٨٣
﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا ﴾... ٢٤١... =... ١٨٧
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ ﴾... ٢٥٦... =... ١٩١
٣... ﴿ الم (١) ﴾... ١... آل عمران... ٤١٦
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ... ﴾... ٢، ٣... =... ٤١٦
﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾... ١٥... =... ١٩٩، ٣١٧
﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ ﴾... ٦١... =... ٢٠٤
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾... ١٠٢... =... ٥
فهرس الأحاديث النبوية
م... الحديث أو طرف منه... الصفحة
١... "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم"... ٢٥٣
٢... "استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة..."... ٣٨٥
٣... "استب رجلان..."... ٤١٩
٤... "استغفر لي النبي ×..."... ٤١
٥... "اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم..."... ٣٨٢
٦... "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"... ٣٣٧
٧... "أصابوا سبياً يوم أوطاس..."... ٢٣٢
٨... "أصيب أبي وخالي يوم أحد..."... ٣٧
٩... "أعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الورق"... ٢٣٣
١٠... "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"... ٩٢
١١... "أن الداري كان يهدي للنبي (×)..."... ٢٩٩
١٢... "إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة"... ٢٠٢
١٣... "إن الله خلق خلقاً..."... ٤٦٥
١٤... "إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول"... ٤٢٠
١٥... "أن النبي (×) قال في الحامل..."... ١٨٥
١٦... "إن قتلوه لأنابذنهم..."... ٤٣٩
١٧... "أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربعمائة"... ٦٣، ٤٣٨
١٨... "إنكم سترون ربكم عياناً"... ٤٧٠
١٩... "أنه سأل جبريل - عليه السلام -..."... ٤١٩
٢٠... "أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي (×)..."... ٤٤
٢١... "أين عريشك يا جابر؟"... ٤٠
٢٢... "بأذنَيَّ هاتين وأشار بيده إلى أذنيه: يخرج الله قوماً"... ٢٧٨
٢٣... "بعثنا رسول الله (×) إلى إضم..."... ٢٥٦
٢٤... "بعثنا رسول الله ثلاث مائة راكب..."... ٤٥
٢٥... "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"... ١٠٥
٢٦... "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"... ١٧٠
٢٧... "تجاوز الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"... ٣٧٨
٢٨... "ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون"... ٣٦٤
٢٩... "جاء ابنا مليكة..."... ٣٥٨
٣٠... "جاء رجل فسلم على رسول الله..."... ٢٥٣
٣١... "جزاكم الله معشر الأنصار خيراً ولا سيَّما آلُ عمرو بن حرام"... ٤١
٣٢... "جيء بأبي يوم أحد..."... ٣٦
٣٣... "حرمت الخمر ثلاث مرات..."... ٣٠٠
٣٤... "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام"... ٢٥٣
٣٥... "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ( - ﷺ - ) لما يرضي رسول الله"... ٤٥٤
فهرس الآثار
ت... الآثار أو طرف منها... صاحب القول... الصفحة
١... "ائتوا محمداً ( - ﷺ - ) فإن أفتاكم بالجلد والتحميم فاقبلوا"... البراء بن عازب... ٢٩٠
٢... "أَبتاعها أحب إلي من أن يبيعها"... جابر بن عبد الله... ١٣٨
٣... "اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض"... جابر بن عبد الله... ٤٩
٤... "أحبار اليهود وجدوا صفة النبي ( - ﷺ - )"... عبد الله بن عباس... ١٤١
٥... "أدركت جابر بن عبد الله في بني حرام.."... معاوية بن معبد... ٥١
٦... "أدركت خمس مائة من أصحاب النبي..."... الشعبي... ٨٠
٧... "إذ همت ﴿ إِذْ هَمَّتْ بb$tGxےح !$©غ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا ﴾ قال: نحن هم، بنو سلمة وبنو حارثة"... جابر بن عبد الله... ٢٠٩
٨... ﴿ إِذْ هَمَّتْ بb$tGxےح !$©غ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ﴾ قال: "هم بنو حارثة وبنو سلمة "... عبد الله بن عباس... ٢١٥
٩... ﴿ إِذْ هَمَّتْ بb$tGxےح !$©غ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ﴾ قال: "هم الذين طلبوا الأمان من المشركين"... عبدالرحمن بن عوف... ٢١٥
١٠... "إذا اختلطوا يعني في القتال فإنما هو الذكر وإشارة الرأس"... عبد الله بن عمر... ١٨٠
١١... "إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر"... عبد الله بن عباس... ٩٧
١٢... "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل: قد بقي شيء لم تنالوه، رضواني"... جابر بن عبد الله... ٢٠١
١٣... "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله سبحانه..."... جابر بن عبد الله... ٣١٧
١٤... "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله سبحانه: أعطيكم أفضل من هذا..."... جابر بن عبد الله... ١٩٩
١٥... "إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم ﴿ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾..."... جابر بن عبد الله... ٣٨٦، ٣٨٨، ٣٩١
١٦... "إذا صمت فتحفظ ما استطعت"... أبو ذر... ١٥٠
١٧... "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب.."... جابر بن عبد الله... ١٤٨
١٨... "إذا فوض إلى الرجل فطلق قبل أن يمس ويفرض"... عبد الله بن عباس... ١٨٩
فهرس الأبيات الشعرية
ت... الأبيات الشعرية... الشاعر... الصفحة
١... اصبر عناق إنه شر باق قد سن قومك ضرب الأعناق... مجهول... ٩٧
وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
٢... كناطح صخرة يوما ليفلقها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل... الأعشى... ٢٨١
٣... وفيهم مقامات حسان وجوهها وأندية ينتابها القول والفعل... زهير بن أبي سلمى... ٤٢٧
٤... وما كل هاو للجميل بفاعل وما كل فعال له بمتمم... أبو الطيب المتنبي... ٤٨١
(((((
فهرس الأعلام المترجم لهم
ت... العلم... الصفحة
١... آدم بن أبي إياس... ٢٢١
٢... أبان بن عثمان بن عفان... ٥١
٣... إبراهيم بن عتيق... ٢٥٤
٤... إبراهيم بن عقيل... ١٩٤
٥... إبراهيم بن عمر بن حسن (البقاعي)... ٢٣
٧... إبراهيم بن محمد الفزاري... ٢٠٧
٨... إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة... ٣٧٥
٩... إبراهيم بن موسى (الشاطبي)... ٩٦
١٠... إبراهيم بن يعقوب (الجوزجاني)... ٧١
١١... أبو الدرداء ( - رضي الله عنه - )... ١٦٨
١٢... أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ( الزهري )... ٤٦١
١٣... أبو المليح بن أسامة... ١٤٤
١٤... أبي بن كعب ( - رضي الله عنه - )... ٢٢٧
١٥... أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل (البوصيري)... ٧٢
١٦... أحمد بن إسحاق بن عيسى... ٣٢٢
١٧... أحمد بن حازم... ٢١١
١٨... أحمد بن الحسين بن حسن (أبو الطيب المتنبي)... ٤٨١
١٩... أحمد بن الحسين بن علي (البيهقي)... ٢٥
٢٠... أحمد بن داود المكي... ٢٠٥-٢٠٦
٢١... أحمد بن سنان... ٢٦٠
٢٢... أحمد بن شعيب (النسائي)... ٦٨
٢٣... أحمد بن عصام بن عبد المجيد... ٤٧٥
٢٤... أحمد بن عبد الحليم (شيخ الإسلام)... ٢٢
٢٥... أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي... ٣٨٨
٢٦... أحمد بن عبد الله بن أحمد ( الأصبهاني )... ٢٠٧
٢٧... أحمد بن عبد الله بن صالح (العجلي)... ٦٨
٢٨... أحمد بن عبد الله النعيمي... ٢١٣
٢٩... أحمد بن علي بن أبي بكر (الجصاص)... ٢٧٣
٣٠... أحمد بن علي بن ثابت (الخطيب البغدادي)... ٢٣
٣١... أحمد بن علي بن المثنى (الموصلي)... ١٤٣
٣٢... أحمد بن علي بن محمد (ابن حجر)... ٢٣
٣٣... أحمد بن عمرو بن عبد الخالق (البزار)... ١٧٧
٣٤... أحمد بن محمد بن إبراهيم (الثعلبي)... ١٢١
٣٥... أحمد بن محمد بن إسماعيل (النحاس)... ٣٢٤
٣٦... أحمد بن محمد بن حنبل... ٤٣
٣٧... أحمد بن محمد بن سلامة (الطحاوي)... ٢٥
٣٨... أحمد بن محمد شاكر... ٢٦
٣٩... أحمد بن موسى بن مردويه... ٢٥
٤٠... أحمد بن هارون (البرديجي)... ٢١٨
٤١... أحمد بن يحيى بن زهير... ١٦١
٤٢... أسامة بن زيد الليثي... ٤٤٥
٤٣... أسامة بن زيد بن حارثة ( - رضي الله عنه - )... ١٧٤
٤٤... إسحاق بن إبراهيم الدبري... ٢٣٥، ٢٣٦
٤٥... إسحاق بن الحجاج... ٢٢٣
٤٦... إسحاق بن راهويه... ١٧٠
٤٧... إسحاق بن الضيف... ١٩٦
فهرس الوقائع والغزوات
م... الوقائع والغزوات... رقم الصفحة
١... بيعة الرضوان... ٣٩
٢... بيعة العقبة الثانية... ٣٥
٣... حمراء الأسد... ٤٤
٤... غزوة تبوك... ٤٤
٥... فتح مكة... ٤٣٢
٦... القادسية... ٤٦
٧... معركة أحد... ٣٦
٨... معركة بدر... ٣٦
٩... وقعة الحرة... ٤٩
١٠... وقعة اليرموك... ٢٦
١١... يوم الأحزاب... ١٧٧
(((((
الألفاظ الغريبة والمصطلحات
فهرس الألفاظ والغريبة والمصطلحات
م... اللفظ / المصطلح... الصفحة
١... الاختلاط... ١٤٩
٢... استبطن... ٤٥٩
٣... اصطبح... ٢٩٧
٤... انخزل... ٢١٥
٥... انهار... ٣٣٢
٦... أخزاه... ٢٢٠
٧... أصغت... ١٢٠
٨... أعين... ١٤١
٩... أغبر... ٤٠٨
١٠... أكحل... ١٤١
١١... الأكمة... ٣٦٢
١٢... أهيجه... ٣٧٢
١٣... الإحصان... ٢٣٠
١٤... الإدراج... ١٦٣
١٥... الإرجاء... ١٢١
١٦... الإسرائيليات... ١٠٥
١٧... باطش... ٤٢٠
١٨... برد... ٥٠
١٩... التجبيه... ٢٨٩
٢٠... التحميم... ٢٩٠
٢١... تحنن... ٤٦٥
٢٢... التدليس... ٦٩
٢٣... تدليس التسوية... ٢٥٨، ٢٥٩
٢٤... تطأطأ... ١٣٤
٢٥... التلاعن... ٣٦٩
٢٦... الجب... ٤٧٦
٢٧... جزر... ٣٠٤
٢٨... الجزية... ٣١٩
٢٩... جعد الشعر... ١٤١
٣٠... الجناية... ٢٩٦
٣١... حسر... ٣٠١
٣٢... حسك... ٤٦٨
٣٣... حصان... ٢٣٠
٣٤... حيال... ١٣٣
٣٥... الخبط... ٤٥
٣٦... ختن... ٤٢٩
٣٧... الخراج... ٢٠٥
٣٨... الخندق... ١٧٧
٣٩... دثروني... ٤٦٠
٤٠... رسلا... ١٤٦
٤١... الرضوان... ١٩٩
٤٢... الراوية... ٢٩٨
٤٣... ريطين... ٣٥٨
٤٤... السبايا... ٢٣١
٤٥... سِبط... ١٧٩
٤٦... سبط الشعر... ١٤١
٤٧... السرية... ٤٥
٤٧... سمرة... ٤٤٧
٤٨... شغفني... ٥٤
٤٩... الشهب... ٣٩٦
٥١... الصحابي... ٢٠
٥١... صداق... ٢٣٥
٥٢... صمام... ١٦١
٥٣... ضرار... ٣٢٩
٥٤... طفا... ٣٠٣
٥٥... طول... ٢٣٨
٥٦... الظهر... ٣٣٥
٥٧... العريش... ٤٠
٥٨... العريف... ٤١
٥٩... العسرة... ٣٣٥
٦٠... العنت... ٢٣٨
٦١... عورة... ٤٠٥
٦٢... عيدان السماسم... ٣٥٤، ٣٥٥
٦٣... غرلاً... ٣٥٨
٦٤... الفطس... ٤٠٢
٦٥... فناء... ٤٦٥
٦٦... القرمز... ٣٩٥
٦٧... القينات... ٤٠٠
٦٨... كلاليب... ٣٦٢
٦٩... كهان... ١٩١
٧٠... الكوم... ٣٦٢
٧١... اللعان... ٣٦٩
٧٢... لكاع... ٣٧٢
٧٣... المبهم... ٢٩٣
٧٤... المتابعة... ١٥٢
٧٥... المتاع... ١٨٧
٧٦... المتواتر... ٤٧٠
٧٧... مجبية... ١٦١
٧٨... المجثوث... ٤٥٩
٧٩... المدرج... ١٦٣-١٦٤
٨٠... المرسل... ١٤٩
٨١... المسايفة... ١٧٩
٨٢... المضارعة... ٢٠
٨٣... مفاوز... ١٣٣
٨٤... المقلوب... ١٤٤
٨٥... الملاعنة... ٢٠٤
٨٦... المنقطع... ٣٤٧
٨٧... المنكر... ١٤٥
٨٨... الموضوع... ٣٨٨
٨٩... الموقوف... ٢٧
٩٠... نضح... ٤٦٥
٩١... نطع... ٣٣٧
٩٢... النقباء... ٣٥
٩٣... نكب... ٤٩
٩٤... نواح... ٤٠٨
٩٥... نواضح... ٣٣٧
٩٦... نوجف... ٤٣٢
٩٧... نوحه... ٤٠٨
٩٨... النياحة... ٤٥٦
٩٩... الولاء... ٢٣٣
١٠٠... وطب... ٢٥٦
١٠١... وليدة... ١٨٨
١٠٢... يئط... ٣٥٨
١٠٣... ينفرون... ٤٣٢
١٠٤... يهموا... ٣٥٧
(((((
فهرس الأماكن والمواضع
م... المكان والموضع... الصفحة
١... أذنة... ٤٢٥
٢... إسكاف... ٣٤٠
٣... إضم... ٢٥٦
٤... الأهواز... ٢٦٨
٥... أوطاس... ٢٣٢
٦... بخارى... ٤٦٠
٧... تبوك... ٤٤
٨... ثبير... ٤٠٨
٩... جبل أحد... ٣٦
١٠... الحديبية... ٣٩
١١... حراء... ٤٥٩
١٢... حمراء الأسد... ٤٤
١٣... خراسان... ١٥١
١٤... رمل عالج... ٣٤٧
١٥... رومة... ٤٠
١٦... الري... ٣١٣
١٧... الشوط... ٢١٥
١٨... الطور... ٢٦٤
١٩... فدك... ٢٥٥-٢٥٦
٢٠... القادسية... ٤٦
٢١... كراع الغميم... ٤٣٣
٢٢... ماء بدر... ٣٦
٢٣... مرو... ٣١٣
٢٤... المصيصة... ٣٨٠
٢٥... مكان الشجرة... ٦٣
٢٦... نجران... ٢٠٨
٢٧... النوبة... ٤٠٢
٢٨... واسط... ١٧٢
٢٩... وبرة... ١٩١
٣٠... اليرموك... ٢٦
(((((
فهرس القبائل
ت... القبائل... الصفحة
١... أسلم... ١٩١
٢... بنو حارثة... ٢٠٩
٣... بنو زريق... ٣٧١
٤... بنو سلمة... ٣٧
٥... بنو عجلان... ٣٧١
٦... ثقيف... ٢٩٨
٧... جهينة... ١٩١
٨... دوس بن عدنان... ٢٩٨
٩... هلال... ١٩٤
(((((
فهرس الفرق والأمم
م... الفرق والأمم... الصفحة
١... أهل الذمة... ٣١٨
٢... أهل الكلام... ٤٧١
٣... حبشي... ٤٠٢
٤... الخوارج... ٥٤
٥... الرافضة... ٣٢٦
٦... الشيعة... ١٨٠
٧... القدرية... ٢٦٥
٨... المجوسية... ٢٥٢
(((((
فهرس الموضوعات
الموضوع... رقم الصفحة
الإهداء.... ٣
المقدمة.... ٤ - ١٨
التمهيد: مكانة تفسير الصحابي.... ١٩ - ٣٠
القسم الأول: الدراسة وفيه فصلان.... ٣١ - ١١٧
الفصل الأول: ترجمة جابر - رضي الله عنه - وفيه أربعة مباحث:... ٣٢ - ٨٥
- المبحث الأول: نشأته و حياته - رضي الله عنه -.... ٣٣ - ٥١
أولاً : نسبه وكنيته - رضي الله عنه -.... ٣٤ - ٣٧
ثانياً: إسلامه وفضله - رضي الله عنه -.... ٣٨ - ٤١
ثالثاً: فقهه وعلمه - رضي الله عنه -.... ٤١ - ٤٤
رابعا: جهاده - رضي الله عنه -.... ٤٤ - ٤٦
خامساً: موقفه ( - رضي الله عنه - ) من الفتن.... ٤٧ - ٤٩
سادساً: وفاته - رضي الله عنه -.... ٥٠ - ٥١
- المبحث الثاني: مكانته - رضي الله عنه - في التفسير.... ٥٢ - ٥٦
- المبحث الثالث: مكانته - رضي الله عنه - في الحديث.... ٥٧ - ٦٣
- المبحث الرابع: دراسة أشهر رواة التفسير عن جابر - رضي الله عنه -.... ٦٤ - ٨٥
أولاً: أبو الزبير.... ٦٦ - ٧٠
ثانياً: ابن عقيل.... ٧٠ - ٧٣
ثالثاً: ابن المنكدر.... ٧٣ - ٧٤
رابعاً: أبو سفيان الواسطي.... ٧٤ - ٨٠
خامساً: الشعبي.... ٨٠ - ٨١
سادساً: عمرو بن دينار.... ٨١
الفصل الثاني: منهجه في التفسير ومميزاته: وفيه سبعة مباحث:... ٨٦ - ١١٧
- المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن.... ٨٧ - ٩٠
- المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة.... ٩١ - ٩٤
- المبحث الثالث: تفسير القرآن باللغة العربية.... ٩٥ - ٩٩
- المبحث الرابع: عنايته بأسباب النزول.... ١٠٠ - ١٠٣
- المبحث الخامس: موقفه مما يحكيه أهل الكتاب.... ١٠٤ - ١٠٧
- المبحث السادس: اجتهاده واستنباطه.... ١٠٨ - ١١٢
- المبحث السابع: مميزات تفسير جابر - رضي الله عنه -.... ١١٣- ١١٧
أ / مميزات يشاركه فيها غيره من الصحابة - رضي الله عنهم -.... ١١٤ - ١١٥
ب/ مميزات تفسير جابر - رضي الله عنه -.... ١١٥ - ١١٧
القسم الثاني: الجمع.... ١١٨ - ٤٧٧
o البسملة:... ١١٩
تفسير قوله تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) ﴾.... ١٢٠ - ١٢٣
o سورة الفاتحة:... ١٢٤


الصفحة التالية
Icon