الأنوار البهية
في حل الجزرية
تأليف
العلامة الشيخ
عبد الباسط حامد محمد
الشهير بـ
عبد الباسط هاشم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا تحويه الأقطار، ولا تحيط بكنهه العقول والأفكار، ولا يُغَيِّبه الليل، ولا يُظهره النهار.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الفاعلُ المختار، والواحد القهار، والعزيز الغفار، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله السيد المختار، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، ومحا الظلمة، وجاهد في سبيل ربه طِيل حياته فلم يَقِرَّ له قرار، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته وعِترته وآل بيته، ومن دعا بدعوته واستن بسنته صلاة وسلاماً دائمين متلازمين بدوام الليل والنهار.
أما بعد :
فيقول العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير عبد الباسط حامد محمد، والمشهور بين إخوانه بعبد الباسط هاشم :
أنه قد طلب منه جماعة من أولي الفضل والعقل أن أقوم بشرحٍ لمتن المقدمة المُسَاة بـ :( الجزرية في فن التجويد ) والتي ألفها إمامنا وأستاذنا محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي بلداً ـ رضي الله تبارك وتعالى عنه ـ، فلبيت طلبهم مع أني خاوي الوفاض بادي الإنفاض كاسد الصناعة قليل البضاعة، ولولا اتهامي بكتمان العلم ما قَدِمت على ذلك، اتهاماً لعقلي الكليل وذهني الثقيل، وبالله تعالى أستعين وعليه أتوكل، وإليه أنيب.
فأقول وبالله التوفيق :
إن كلامي في هذا الشرح سيكون منصباً على أحكام القرآن مُلتَفِتاً فيه إلى كيفية التلاوة، مُعرِضاً عن الأحاجي النحوية، والمشكلات البلاغية، فلا أتعرض لاختلاف النحويين، ولا لإعراب كلمة إلا إذا كانت تخدم التلاوة، أو تبين حكماً من أحكامها، فأقول وبالله التوفيق :
الفصل الأول
في ذكر شيء من أحوال الناظم رضي الله تبارك وتعالى عنه