حِلْيَةُ الحُفَّاظ
شرح
منظومة الدمياطي في متشابه الآي والألفاظ
تأليف
محمود بن محمد عبد المنعم بن عبد السلام العبد
دار الأنصار
للطبع والنشر والتوزيع
حقوق الطبع لكل مسلم
بشرط المحافظة على المادة العلمية وجودة الإخراج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل الكتاب المبين، فرفع به أقوامًا ووضع به آخرين، له الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمدًا كثيرًا طيبًا على واسع فضله وجميل إحسانه، والصلاة والسلام على خير خلقه، وإمام رسله، محمد رسول رب العالمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين، ومن سار على نهجهم وسلك طريقهم إلى يوم الدين.وبعد، فإن الله عز وجل قد جعل القرآن الكريم نورًا مبينًا، وهاديًا لخلقه بشيرًا ونذيرًا، وجعل في اتباعه والتمسك به الرشاد والهداية، وفي مخالفته وهجره الضلال والغواية، وجعل لمن تعلَّمه وعمل به وعلَّمه جزيل الأجر، فشمر المجتهدون عن ساعد الجد، وهرول الراغبون في سبيل المجد، فهم طلبة العلم المخلصون، والدعاة إلى الله الصادقون، فأخذوه بقوة، فرفع الله قدرهم، وأعلى في العالمين ذكرهم.
وإن من علومه المباركة علم متشابه القرآن، وهو علم جليل لمن أراد مزيد الضبط والإتقان، وللعلماء فيه مصنفات كثيرة، ومنظومات جميلة جليلة، من هذه المنظومات منظومة الدمياطي رحمه الله، وهي منظومة طيبة جمع فيها كثيرًا من المتشابهات، وزاد فيها على ما في غيرها من المنظومات، فاستعنت بالله العظيم على شرحها، وتبيين مجملها وتوضيح ألفاظها، فأسأله سبحانه وتعالى من واسع فضله، وعظيم ثوابه وأجره، وأن ينفعني به والمسلمين، إنه هو الحق المبين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم