المقدمة
الحمد لله رب العالمين، خالق الخلق أجمعين، أرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، بالهدى ودين الحق، وختم به النبوة والرسالة وأنزل معه القرآن العظيم والذكر الحكيم نبراساً يضيء الشعلة في الظلمات وينير طريق الفكر والفقه. وآتاه من العلم مثله وجعله رحمة للعالمين ومبلّغاً لشريعته بأكمل بيان وأحسن تعليم.
أما بعد: فهذه رسالة في علم التجويد تعتبر مرجعاً طيّباً لكل مسلم يريد أن يجّود القرآن ويستشعر حلاوة التلاوة ويخرج الحروف والألفاظ من مخارجها الصحيحة. وننصح لك أيها القارئ أن تراجع هذه الأحكام مع أهل الخبرة العالمين بأحكام التجويد، فتلاوة القرآن وحفظه إنّما تأتي بالثمرة المرجوة منه عن طريق التلقي والتوجيه... وقد علّم النبي ﷺ الصحابة القرآن الكريم كما تلقاه من جبريل عليه السلام ولقَّنهم إياه بنفس الصفة وحثهم على تعليمها والقراءة بها. ولذا يجب على المتعلم أن يتحرى الإتقان في القراءة وذلك بالتلقي عن المتقنين الماهرين وإلا كان مخالفاً للسنة بقراءته للقرآن بغير ما أنزل. وعلى قارئ القرآن أن يتلوه حق تلاوته، وحق تلاوته أن يشترك فيه : اللسان، والعقل، والقلب، فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ.
وإنني إذ أقدم هذا الجهد المتواضع آملاً أن أكون قد وفقت فيه، كما آمل أن يؤتي هذا العمل ثماره المرجوة منه، فإن تم لي ذلك فهو منّة من الله تبارك وتعالى أحمده عليها حمداً كثيراً، وإن لم أوفّق في ذلك فما هو إلا تقصير منّي أرجو له المعذرة من الاخوة الدارسين والمغفرة من الله رب العالمين، إنه من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
فضل القرآن العظيم
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فكان معجزة خالدة في صدق الدعوة وقوة الإقناع، والقرآن لا تتقضّى عجائبه ولا يمله الإنسان مع كثرة التكرار. ومن الآيات التي تدل على فضله والترغيب في قراءته: قوله تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (فاطر: ٢٩).


الصفحة التالية
Icon