مورد الظمئان في رسم القرءان
الحمد ُلله العظيمِ الْمِنَنِ | ومرسلِ الرُّسْلِ بأهدى سَنَنِ |
ليُبْلغُوا الدَّعوة للعباد | ويُوضِحوا مَهايِع الإرشادِ |
وختم الدَّعوةَ والنُّبوءَهْ | بخير مُرسَلٍ إلى البريه |
محمدٍ ذِي الشَّرف الأَثيل | صلَّى عليهِ اللهُ مِن رسولِ |
وآله وصحبهِ الأعلامِ | ما انْصَدَع الفجرُ عنِ الإِظلاَمِ |
وبعدُ فاعلم أن أصل الرَّسْمِ | ثَبتَ عن ذَوي النُّهى والعلمِ |
جَمَعه في الصُّحف الصِّدِّيقُ | كما أشار عُمَرُ الفاروقُ |
وذاك حين قَتَلوا مُسَيلِمهْ | وانْقَلَبتْ جيوشه مُنهَزِمه |
وبعدهُ جرَّدَهُ الإمامُ | في مُصحَفٍ لِيقتَدِي الأَناَمُ |
ولا يكونُ بعدَه اضْطِراَبُ | وكان فيما قَدْ رَأَى صَواَبُ |
فقصةُ اخْتلافِهم شهيرَةْ | كقِصَّة اليَمامَةِ الْعَسِيرَةْ |
فيَنبَغِي لأجل ذا أنْ نَقتفِي | مرسومَ ما أصَّلَه في المصْحف |
ونقْتَدِي بفِعلِه وما رأى | في جَعْلِه لمنْ يَخُطُّ مَلْجَئَا |
وجاء آثار في الاِقْتِداءِ | بصحبهِ الغُرِّ ذَوي العَلاءِ |
مِنْهُنَّ ما ورد في نَصِّ الخبَرْ | لدى أبي بكرِ الرَّضِيِّ وعُمَرْ |
وخَبَرٌ جَاءَ عَلى الْعُمُومِ | وهُو أصحاَبِيَ كالنُّجومِ |
ومالكٌ حضَّ على الإِتْباَعِ | لِفِعلهِم وتركِ الاِبتداَعِ |
إذْ مَنَع السائل من أنْ يُحدِثا | في الأُمَّهاتِ نقطَ ما قَد أُحدِثا |
وإنَّما رآه للصِبْياَنِ | في الصُّحْفِ والأَلْواَحِ لِلْبياَنِ |
والأمَّهاتُ مَلْجأٌ لِلنَّاسِ | فَمُنِعَ النَّقْطُ لِلاِلْتباسِ |
ووضَعَ الناسُ عليهِ كُتُباَ | كلٌّ يُبِينُ عنهُ كَيف كُتِباَ |
أجلُّها فَاعْلَم كِتابُ الْمُقنِعِ | فقَد أتَى فِيهِ بِنَصٍّ مُقنِعِ |
والشاطِبِيُّ جاء في العَقِيلَةْ | به وزادَ أحْرُفاً قَلِيلَةْ |
وذكَرَ الشيخُ أَبو داَوُداَ | رَسْماً بِتَنْزِيلٍ لهُ مَزِيداَ |
فجِئْتُ في ذاك بهذا الرَّجَزِ | لَخَّصْتُ مِنهُنَّ بلفظٍ مُوجَزِ |
وِفقَ قراءةِ أبي رُؤَيْمِ | أَلمدَنِيِّ ابنِ أَبي نُعيْمِ |
حَسَبَما اشتَهَر في البلادِ | بمغربٍ لِحاضِرٍ وبادِي |