جامعة الشارقة
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم أصول الدين
الحوار القرآني
في ضوء سورة الأنعام
"دراسة موضوعية "
بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي حول
الحوار مع الآخر في الفكر الإسلامي
بجامعة الشارقة
إعداد
أحمد محمد الشرقاوي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
بجامعة الأزهر وجامعة القصيم
١٤٢٨هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعينَ.وبعد : فالحوار : سبيل الإقناع، ومفتاح القلوب، وأسلوب التواصل والتفاهم، ووسيلة التعارف والتآلف، ومنهج الدعوة والإصلاح، ومسلك التربية والتعليم، ومجمَعُ التقارب والالتقاء، وسَنَنُ الأنبياءِ عليهم السلام، مع أقوامهم لإقامة الحجج ودفع الشُّبه.
هذا وقد وُجِّهتْ إليَّ دعوةٌ كريمةٌ للمشاركة في مؤتمر " الحوار مع الآخر في الفكر الإسلامي "، بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، فاستخرتُ الله تعالى في المشاركة بهذا المؤتمر، بموضوعٍ حول " الحوار القرآني في ضوء سورة الأنعام "، تلك السورة العظيمة التي نزلت جملةً كما ورد في بعض الأحاديث والآثار التي ترقى لدرجة الحسن (١) ؛ والحكمة في ذلك ما اشتملت عليه وما رمت إليه من إقامة الحجج الساطعة والبراهين القاطعة ودحض شبهات المخالفين وتصحيح المفاهيم والدعوة إلى النظر والتفكر ونبذ التقليد الأعمى والتعصب المقيت والتحرر من الأهواء.
فهي أصلٌ في محاجة جميعِ الكفارِ، وكشف ما هم عليه من ضلالٍ وتفنيد شبهاتهم، وبيان العقيدة الصحيحة وإثباتها بالأدلةِ والبراهين، فالسورة الكريمة زادٌ للدعاةِ ومنهجٌ للمحاورِين.
(١) - بينت ذلك في بحث التفسير الموضوعي لسورة الأنعام.