موقف الكفار من تقوى اللّه وآيات اللّه والشفقة على خلق اللّه
قال تعالى :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٤٧)
شرح الكلمات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
٤٥... اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ... أي من عذاب الدنيا بالإيمان والاستقامة
٤٥... وَمَا خَلْفَكُمْ... من عذاب الآخرة إذا بقيتم على الكفر
٤٦... مُعْرِضِينَ... لا يتأملونها ولا يقبلونها ولا ينتفعون بها
المناسبة :
بعد بيان الآيات الدالة يقينا وقطعا على وجود اللّه وتوحيده وقدرته التامة، أخبر اللّه تعالى أن الكفار مع هذا الدليل القاطع يعرضون عن آيات ربهم، ولا يعترفون بها، وشأن العاقل الاقتناع بها، ولكن هؤلاء لا يتقون اللّه، ولا يحذرون بأن يصيبهم مثل هلاك الأمم الغابرة، ولا يفكرون في آيات اللّه، وليس في قلوبهم رحمة أو شفقة على عباد اللّه، فهم في غاية الجهل ونهاية الغفلة، وليسوا مثل العلماء الذين يتبعون البرهان، ولا مثل العامة الذين يبنون الأمر على الأحوط.