المبحث الثاني
ما يتعلق بالسورة
مكيّة، وهي ثلاث وثمانون آية
المطلب الأول
تسميتها
قال ابن عاشور :
"سميت هذه السورة يس بمسمى الحرفين الواقعين في أولها في رسم المصحف لأنها انفردت بها فكانا مميزين لها عن بقية السور، فصار منطوقهما علما عليها. وكذلك ورد اسمها عن النبي - ﷺ -.
وبهذا الاسم عنون البخاري والترمذي في كتابي التفسير. وهي مكية، وحكى ابن عطية الاتفاق على ذلك. وهي السورة الحادية والأربعون في ترتيب النزول في قول جابر بن زيد الذي اعتمده الجعبري، نزلت بعد سورة ﴿قُلْ أُوحِيَ﴾ وقبل سورة الفرقان. وعدت آياتها عند جمهور الأمصار اثنتين وثمانين. وعدت عند الكوفيين ثلاثا وثمانين. " (١)
وفي التفسير المنير :"سميت سورة يس لافتتاحها بهذه الأحرف الهجائية، التي قيل فيها إنها نداء معناه (يا إنسان) بلغة طي لأن تصغير إنسان : أنيسين، فكأنه حذف الصدر منه، وأخذ العجز، وقال : يس أي أنيسين. وعلى هذا يحتمل أن يكون الخطاب مع محمد - ﷺ -، بدليل قوله تعالى بعده. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.
وذكر أنها تسمى المعمّة، والمدافعة، والقاضية، ومعنى المعمة : التي تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة. ومعنى المدافعة التي تدفع عن صاحبها كل سوء، ومعنى القاضية : التي تقضى له كل حاجة - بإذن اللّه وفضله (٢)
ــــــــــ

(١) -التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية - (٢٢ / ٣٤١)
(٢) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٢٢ / ٢٨٧) وراجع تفسير الآلوسى ج ٢٢ ص ٢٠٩.


الصفحة التالية
Icon