وقال ﴿وَحِفْظاً﴾ لأنه بدل من اللفظ بالفعل كانه قال: "وَحَفَظْناَهَا حِفْظاً".
المعاني الواردة في آيات سورة ( الصافات )
﴿ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴾
وقال ﴿لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ وثقل بعضهم وليس للتثقيل معنى انما معنى التثقيل "المُتَصَدِّقِين" وليس هذا بذاك المعنى. انما معنى هذا من"التَّصْديق" [و] ليس** من "التَصَدُّقِ" [و] انما تضعّف هذه ويخفف ما سواها [١٦٣ ء] "والصَّدَقَةُ" تضعّف صادها وتلك غير هذه. انما سئل رجل من صاحبه فحكى عن قرينه في الدنيا فقال: ﴿كَانَ لِي قَرِينٌ﴾ [٥١] يقول: ﴿أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ انا لنبعث بعد الموت. أي: اتؤمن بهذا؟ أي: تصدق بهذا.
﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾
وقال ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ كما تقول: "أكبَّهُ* لوجهه" و"أَكْبَبْتُهُ لِوَجْهِه" لأنه في المعنى شبه "أَقْصَيْتهُ".
﴿ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾
وقال ﴿مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ يقول: كانوا كذاك عندكم.
المعاني الواردة في آيات سورة ( ص )
﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾
قال ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ فيزعمون ان موضع القسم في قوله ﴿إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّسُلَ﴾ [١٤].
﴿ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴾
وقال ﴿وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ فشبهو ﴿لاتَ﴾ بـ ﴿ليسَ﴾ واضمروا فيها اسم الفاعل ولا تكون ﴿لاتَ﴾ إِلاَّ مع "حِين" ورفع بعضهم ﴿وَلاتَ حينُ مناصٍ﴾ فجعله في قوله مثل ﴿ليسَ﴾ كأنه قال " ليسَ أَحَدٌ" واضمر الخبر. وفي الشعر: [من الخفيف وهو الشاهد الرابع والستون بعد المئتين]:
طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلاَتَ أَوَانٍ * فَأجَبْنَا أَنْ لَيْسَ حينُ بقاءِ
فجرّ "أَوانٍ" وحذف وأمضر "الحين" واضاف الى "أَوانٍ" لأنَّ ﴿لاتَ﴾ لا تكون الا مع "الحين".


الصفحة التالية
Icon