وقال ﴿فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ ثم قال ﴿فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ [٨٦] [١٧٤ ء] ِأيْ: غيرَ مَجْزِيِّينَ مقهورين ترجعون تلك النفس وانتم ترون كيف تخرج عند ذلك ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [٨٧] أنكم تمتنعون من الموت. ثم أخبرهم فقال ﴿فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [٨٨] ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ [٨٩] أي: فَلَهُ رَوْحٌ ورَيْحانٌ ﴿وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [٩٠] ﴿فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [٩١] أي: فيقال له "سَلامٌ لَكَ".
﴿ إِنَّ هذالَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾
وقال ﴿حَقُّ الْيَقِينِ﴾ فأضاف الى "اليَقِينِ" كما قال ﴿دِينُ القَيِّمَةِ﴾ اي: ذلك دينُ المِلَّةِ القَيِّمَةِ، وذلك حقُّ الأمْرِ اليَقينِ. وأما "هذا رَجُلُ السَوْءِ" فلا يكون فيه: هذا الرجلُ السَوْءُ. كما يكون في "الحقُّ اليَقِينُ" لأن "السَّوْءَ" ليس بـ"الرَّجُلِ" و"اليَقينُ هُوَ الحَقُّ".
المعاني الواردة في آيات سورة ( الحديد )
﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾
وقال ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً﴾ وليس ذا مثل الاستقراض من الحاجة ولكنه مثل قول العرب: "لي عندَكَ قَرْضُ صِدُقٍ" و"قَرْضُ سَوءٍ" اذا فعل به خيرا او شرا. قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد التاسع والستون بعد المئتين]:
سَأَجْزِي سَلاَمانَ بنَ مُفْرِجَ قَرْضَهُم * بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهُمْ وأَزَّلَتِ
﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾


الصفحة التالية
Icon