والمؤمنون وستردون} لِأَن الأولى فِي الْمُنَافِقين وَلَا يطلع على ضمائرهم إِلَّا الله تَعَالَى ثمَّ رَسُوله بإطلاع الله إِيَّاه عَلَيْهَا كَقَوْلِه ﴿قد نبأنا الله من أخباركم﴾ وَالثَّانيَِة فِي الْمُؤمنِينَ وطاعات الْمُؤمنِينَ وعباداتهم ظَاهِرَة لله وَرَسُوله وَالْمُؤمنِينَ سقط وَختم آيَة الْمُؤمنِينَ بقوله ﴿وستردون﴾ لِأَن وعد فبناه على قَوْله ﴿فسيرى الله﴾
١٧٩ - قَوْله ﴿إِلَّا كتب لَهُم بِهِ عمل صَالح﴾ وَفِي الْأُخْرَى ﴿إِلَّا كتب لَهُم﴾ لِأَن الْآيَة الأولى مُشْتَمِلَة على مَا هُوَ من عَمَلهم وَهُوَ
قَوْله
﴿وَلَا
يطؤون
موطئا يغِيظ الْكفَّار وَلَا ينالون من عَدو نيلا﴾
وعَلى مَا لَيْسَ من عَمَلهم وَهُوَ الظمأ وَالنّصب والمخمصة وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بفضله أجْرى ذَلِك مجْرى عَمَلهم فِي الثَّوَاب فَقَالَ ﴿إِلَّا كتب لَهُم بِهِ عمل صَالح﴾ أَي جَزَاء عمل صَالح وَالثَّانيَِة مُشْتَمِلَة على المشاق وَقطع المسافات فَكتب لَهُم ذَلِك بِعَيْنِه وَكَذَلِكَ ختم الْآيَة بقوله ﴿لِيَجْزِيَهُم الله أحسن مَا كَانُوا يعْملُونَ﴾ لَكِن الْكل من عَمَلهم فَوَعَدَهُمْ أحسن الْجَزَاء عَلَيْهِ وَختم الْآيَة بقوله ﴿إِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ﴾ حَتَّى ألحق مَا لَيْسَ من عَمَلهم بِمَا هُوَ من عَمَلهم ثمَّ جازاهم على الْكل أحسن الْجَزَاء
سُورَة يُونُس
١٨٠ - قَوْله تَعَالَى ﴿إِلَيْهِ مرجعكم﴾ وَفِي هود ﴿إِلَى الله مرجعكم﴾ لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة خطاب للْمُؤْمِنين والكافرين جَمِيعًا يدل عَلَيْهِ قَوْله بعده {ليجزي الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا


الصفحة التالية
Icon