البقرة ١١١ - ١١٤
وعوذ ووحد اسم كان للفظ من جمع الخبر لمعناه تلك أمانيهم أشير بها إلى الأمانى المذكورة وهى أمنيتهم أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربهم وأمنيتهم أن يردوهم كفارا وأمنيتهم أن لا يدخل الجنة غيرهم أى تلك الأمانى الباطلة أمانيهم والأمنية أفعولة من التمنى مثل الأضحوكة قل هاتوا برهانكم هلموا حجتكم على اختصاصكم بدخول الجنة وهات بمنزلة هاء بمعنى أحضر وهو متصل بقولهم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وتلك أمانيهم اعتراض إن كنتم صادقين فى دعواكم بلى اثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة من أسلم وجهه لله من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره وهو محسن مصدق بالقرآن فله أجره جواب من أسلم وهو كلام مبتدأ متضمن لمعنى الشرط وبلى رد لقولهم عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء أى على شيء يصح ويعتد به والواو فى وهم يتلون الكتاب للحال والكتاب للجنس أى قالوا ذلك وحالهم أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب وحق من حمل التوراة والانجيل و آمن به أن لا يكفر بالباقى لأن كل واحد من الكتابين مصدق للآخر كذلك مثل ذلك القول الذى سمعت به قال الذين لا يعلمون مثل قولهم أى الجهلة الذين لا علم عندهم ولا كتاب كعبدة الأصنام والمعطلة قالوا لأهل كل دين ليسوا على شيء وهذا توبيخ عظيم لهم حيث نظموا انفسهم مع علمهم فى سلك من لا يعلم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون أى بين اليهود والنصارى بما يقسم لكل فريق منهم من العقاب اللائق به ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه موضع من رفع على الابتداء وهو استفهام واظلم خبره والمعنى أى أحد أظلم و وأن يذكر ثانى مفعولى منع لأنك تقول منعته كذا ومثله وما منعنا أن نرسل بالآيات وما منع الناس أن يؤمنوا ويجوز أن يحذف حرف الجر مع أن أى من أن يذكر و أن تنصبه مفعولا له بمعنى منعها كراهة أن يذكر وهو حكم عام لجنس مساجد الله و إن مانعها من ذكر الله مفرط فى الظلم والسبب فيه طرح النصارى فى بيت المقدس الأذى ومنعهم الناس أن يصلوا