البقرة ١٢٨ - ١٣٢
أو استتابا لذريتهما إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم فى الأمة المسلمة رسولا منهم من أنفسهم فبعث الله فيهم محمدا عليه السلام قال عليه السلام انا دعوة ابى إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا امى يتلوا عليهم آياتك يقرأ عليهم ويبلغهم ما توحى إليه من دلائل وحدانيتك وصدق أنبيائك ورسلك ويعلمهم الكتاب القرآن والحكمة السنة وفهم القرآن ويزكيهم ويطهرهم من الشرك وسائر الأرجاس إنك أنت العزيز الغالب الذى لا يغلب الحكيم فيما أوليت ومن يرغب عن ملة إبراهيم استفهام بمعنى الجحد وإنكار أن يكون فى العقلاء من يرغب عن الحق الواضح الذى هو ملة إبراهيم والملة السنة والطريقة كذا عن الزجاج إلا من فى محل الرفع على البدل من الضمير فى يرغب وصح البدل لأن من يرغب غير موجب كقولك هل جاءك أحد إلا زيد والمعنى وما يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه أى جهل نفسه أى لم يفكر فى نفسه فوضع سفه موضع جهل وعدى كما عدى أو معناه سفه فى نفسه فحذف فى كما حذف من في قوله واختار موسى قومه أى من قومه وعلى فى قوله ولا تعزموا عقدة النكاح أى على عقدة النكاح والوجهان عن الزجاج وقال الفراء هو منصوب على التمييز وهو ضعف لكونه معرفة ولقد اصطفيناه فى الدنيا و أنه فى الآخرة لمن الصالحين بيان الخطأ رأى من يرغب عن ملته لأن من جمع كرامة الدارين لم يكن أحد أولى بالرغبة فى طريقته منه إذ قال ظرف لاصطفيناه وانتصب باضمار اذكر كأنه قيل اذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح الذى لا يرغب من ملة مثله له ربه أسلم أذعن أو اطلع أو أخلص دينك لله قال أسملت لرب العالمين أى أخلصت ا و انقدت ووصى وأوصى مدنى وشامى بها بالملة أو بالكلمة وهى أسلمت لرب العالمين ابراهيم بنيه ويعقوب هو معطوف على إبراهيم داخل فى حكمه والمعنى ووصى بها يعقوب بنيه أيضا يا بنى على إضمار القول إن الله اصطفى لكم الدين أى أعطاكم الدين الذى هو صفوة الأديان وهو دين الإسلام ووفقكم للأخذ به فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون فلا يكن موتكم إلا على حال كونكم ثابتين على الإسلام فالنهى فى الحقيقة عن كونهم على خلاف حال


الصفحة التالية
Icon