البقرة ١٣٦ - ١٣٨
إلى إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط السبط الحافد وكان الحسن والحسين سبطى رسول الله صلى الله عليه و سلم والأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثنى عشر ويعدى أنزل بالى وعلى فلذا ورد هنا بالى وفى آل عمران بعلى وما اوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم أى لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى وأحد فى معنى الجماعة ولذا صح دخول بين عليه ونحن له مسلمون لله مخلصون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ظاهر الآية مشكل لأنه يوجب أن يكون الله تعالى مثل وتعالى عن ذلك فقيل الباء زائدة ومثل صفة مصدر محذوف تقديره فإن آمنوا إيمانا مثل إيمانكم والهاء يعود إلى الله عز و جل وزيادة الباء غير عزيز قال الله تعالى والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها والتقدير جزاء سيئة مثلها كقوله فى الآية الاخرى وجزاء سيئة سيئة مثلها وقيل المثل زيادة أى فإن آمنوا بما آمنتم به يؤيده قراءة ابن مسعود رضى الله عنه بما آمنتم به وما بمعنى الذى بدليل قراءة ابى بالذى آمنتم به وقيل الباء للاستعانة كقولك كتبت بالقلم أى فإن دخلوا فى الإيمان بشهادة مثل شهادتكم التى آمنتم بها وإن تولوا عما تقولون لهم ولم ينصفوا أو إن تولوا عن الشهادة والدخول فى الإيمان بها فإنما هم فى شقاق أى فما هم إلا فى خلاف وعداوة وليسوا من طلب الحق فى شيء فسيكفيكهم الله ضمان من الله لإظهار رسوله عليهم وقد أنجز وعده بقتل بعضهم وإجلاء بعضهم ومعنى السين أن ذلك كائن لا محالة و أن تأخر إلى حين وهو السميع لما ينطقون به العليم بما يضمرون من الحسد والغل وهو معاقبهم عليه فهو وعيد لهم أو وعد لرسول الله صلى الله عليه و سلم أى بسمع ما تدعو به ويعلم نيتك وما تريده من إظهار دين الحق وهو مستجيب لك وموصلك إلى مرادك صبغة الله دين الله وهو مصدر مؤكد منتصب عن قوله آمنا بالله وهى فعلة من صيغ كالجلسة من جلس وهى الحالة التى يقع عليها الصبغ والمعنى تطهير الله لأن الإيمان يطهر النفوس والأصل فيه أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم فى ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون هو تطهير لهم فإذا فعل الواحد منهم بولده ذلك قال الآن صار نصرانيا حقا فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم قولوا آمنا بالله وصبغنا الله بالإيمان صبغته ولم نصبغ صبغتكم وجىء بلفظ الصبغة للمشاكلة كقولك لمن يغرس الأشجار أغرس كما يغرس فلان تريد رجلا يصطنع الكرام ومن أحسن من الله صبغة