البقرة ١٥٤ - ١٥٨
بدر وكانوا أربعة عشر رجلا اموات أى هم أموات بل أحياء أى هم أحياء ولكن لا تشعرون لا تعلمون ذلك لأن حياة الشهيد لا تعلم حسا عن الحسن رضى الله عنه أن الشهداء أحياء عند الله تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل اليهم الروح والفرح كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوا وعشيا فيصل اليهم الوجع وعن مجاهد ريحها وليسوا فيها ولنبلونكم ولنصيبنكم بدلك إصابة تشبه فعل المختبر لأحوالكم هل تصبرون على ما أنتم عليه من الطاعة أم لا بشئ بقليل من كل واحدة من هذه البلايا وطرف منه وقلل ليؤذن أن كل بلاء أصاب الانسان و أن جل ففوقه ما يقل اليه ويريهم أن رحمته معهم فى كل حال وأعلمهم بوقوع البلواء قبل وقوعها ليوطنو نفوسهم عليها من الخوف خوف الله والعدو والجوع أى القحط أو صوم شهر رمضان ونقص من الأمول بموت المواشى أو الزكاة وهو عطف على شيء وعلى الخوف أى وشئ من نقص الأموال والأنفس بالقتل والموت أو بالمرض والشيب والثمرات ثمرات الحرث أو موت الأولاد لأن الولد ثمرة الفؤاد وبشر الصابرين على هذه البلايا أو المسترجعين عند البلايا لأن الاسترجاع تسليم واذعان وفى الحديث من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه وطفئ سراج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال انا لله و إنا إليه راجعون فقيل امصيبة هى قال نعم كل شيء يؤذى المؤمن فهو مصيبة والخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو لكل من يأتى منه البشارة الذين نصب صفة للصابرين ولا وقف عليه بل يوقف على راجعون ومن ابتداء بالذين وجعل الخبر اولئك يقف على الصابرين لا على راجعون و الأول الوجه لأن الذين وما بعده بيان للصابرين إذا اصابتهم مصيبة مكروه اسم فاعل من اصابته شدة أى لحقته ولا وقف على مصيبة لأن قالوا جواب إذا و إذا وجوابها صلة الذين انا لله اقرار له بالملك وإنا إليه راجعون إقرار على نفوسنا بالهلك أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة الصلاة الحنو والتعطف فوضعت موضع الرأفة وجمع بينها وبين الرحمة كقوله رأفة ورحمة رءوف رحيم والمعنى عليهم رأفة بعد رأفة ورحمة بعد رحمة أولئك هم المهتدون لطريق الصواب حيث استرجعوا وأذعنوا لأمر الله قال عمر رضى الله عنه نعم العدلان ونعم العلاوة أى الصلاة والرحمة والاهتداء إن الصفا والمروة هما علمان للجبلين من شعائر الله من