البقرة ٢٠٥ - ٢١٠
سعى فى الأرض ليفسد فيها كما فعل بثقيف فإنه كان بينه وبينهم خصومة فبيتهم ليلا وأهلك مواشيهم وأحرق زروعهم ويهلك الحرث والنسل أى الزرع والحيوان أو إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد فى الأرض باهلاك الحرث والنسل وقيل يظهر الظلم حتى يمنع الله بشؤم ظلمه القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد و إذا قيل له للأخنس اتق الله فى الإفساد والإهلاك أخذته العزة بالإثم حملته الخوة وحمية الجاهلية على الإثم الذى ينهى عنه وألزمته ارتكابه أو الباء للسبب أى أخذته العزة من أجل الإثم الذى فى قلبه وهو الكفر فحسبه جهنم أى كافيه ولبئس المهاد أى الفراش جهنم ونزل فى صهيب حين أراده المشركون على ترك الإسلام وقتلوا نفرا كانوا معه فاشترى نفسه بما له منهم وأتى المدينة أو فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يقتل ومن الناس من يشرى نفسه يبيعها ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد حيث أثابهم على ذلك يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم وبفتح السين حجازى وعلى وهو الاستسلام والطاعة أي استسلموا لله وأطيعوه أو الإسلام والخطاب لأهل الكتاب لأنهم آمنوا بنبيهم وكتابهم أو للمنافقين لأنهم آمنوا بألسنتهم كافة لا يخرج أحدمنكم يده عن طاعته حال من الضمير فى ادخلوا أى جميعا أو من السلم لانها تؤنث كأنهم أمروا أن يدخلوا فى الطاعات كلها أو فى شعب الإسلام وشرائعه كلها وكافة من الكف كأنهم كفوا أن يخرج منهم أحد باجتماعهم ولا تتبعوا خطوات الشيطان وساوسه إنه لكم عدو مبين ظاهر العداوة فإن زللتم ملتم عن الدخول فيه هو الحق فاعلموا أن الله عزيز غالب لا يمنعه شيء من عذابكم حكيم لا يعذب إلا بحق وروى أن قارئا قرأ غفور رحيم فسمعه أعرابى لم يقرأ القرآن فأنكره وقال ليس هذا من كلام الله إذ الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل والعصيان لأنه اغراء عليه هل ينظرون ما ينتظرون إلا أن يأتيهم الله أى أمر الله وبأسه كقوله أو يأتى أمر ربك فجاءها بأسنا أو المأتى به محذوف بمعنى أن يأتيهم الله ببأسه للدلالة عليه بقوله إن الله


الصفحة التالية
Icon