البقرة ٢٦٦ - ٢٧٠
وجدها محبطة فيتحسر عند ذلك حسرة من كانت له جنة جامعة للثمار فبلغ الكبر وله أولاد ضعاف والجنة معاشهم فهلكت بالصاعقة كذلك كهذا البيان الذى بين فيما تقدم يبين الله لكم الآيات فى التوحيد والدين لعلكم تتفكرون فتنتبهوا يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم من جياد مكسوباتكم وفيه دليل وجوب الزكاة فى أموال التجارة ومما أخرجنا لكم من الأرض من الحب والثمر والمعادن وغيرها والتقدير ومن طيبات ما أخرجنا لكم إلا أنه حذف لذكر الطيبات ولا تيمموا الخبيث ولا تقصدوا المال الردئ منه تنفقون تخصونه بالانفاق وهو فى محل الحال أى ولا تيمموا الخبيث منفقين أى مقدرين النفقة ولستم بآخذيه وحالكم أنكم لا تأخذونه فى حقوقكم إلا أن تعمضوا فيه إلا بأن تتسامحوا فى أخذه وتترخصوا فيه من قولك أعمض فلان عن بعض حقه إذا غض بصره ويقال للبائع أغمض أى لا تستقص كانك لا تبصر وعن ابن عباس رضى الله عنهما كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه واعلموا أن الله غنى عن صدقاتكم حميد مستحق للحمد أو محمود الشيطان يعدكم فى الانفاق الفقر ويقول لكم إن عاقبة إنفاقكم أن تفقروا والوعد يستعمل فى الخير والشر ويأمركم بالفحشاء ويغريكم على البخل ومنع الصدقات واغراء الآمر للمأمور والفاحش عند العرب البخيل والله يعدكم فى الانفاق مغفرة منه لذنوبكم وكفارة لها وفضلا و أن يخلف عليكم أفضل مما انفقتم أو ثوابا عليه فى الآخرة والله واسع يوسع على من يشاء عليم بأفعالكم ونياتكم يؤتى الحكمة لمن يشاء علم القرآن والسنة أو العلم النافع الموصل إلى رضا الله والعمل به والحكيم عند الله هو العالم العامل ومن يؤت الحكمة ومن يؤت يعقوب أى ومن يؤته الله الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا تكير تعظيم أى أوتى خيرا أى خير كثير وما يذكر الا أولوا الألباب وما يتعظ بمواعظ الله إلا ذو العقول السليمة أو العلماء العمال والمراد به الحث على العمل بما تضمنت الآى فى معنى الانفاق وما أنفقتم