البقرة ٢٧٢ - ٢٧٥
لا تظلمون ولا تنقصون كقوله ولم تظلم منه شيأ أى لم تنقص الجار فى للفقراء متعلق بمحذوف أى اعمدوا للفقراء أو هو خبر مبتدأ محذوف أى هذه الصدقات للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله هم الذين أحصرهم الجهاد فمنعهم من التصرف ولا يستطيعون لاشتغالهم به ضربا فى الأرض للكسب وقيل هم أصحاب الصفة وهم نحو من أربعمائة رجل من مهاجرى قريش لم تكن لهم مساكن فى المدينة ولا عشائر فكانوا فى صفة المسجد وهى سقيفته يتعلمون القرآن بالليل ويرضخون النوى بالنهار وكانوا يخرجون فىكل سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن كان عنده فضل أتاهم به إذا أمسى يحسبهم الجاهل بحالهم بحسبهم وبابه شامى ويزيد وحمزة وعاصم غير الاعشى وهبيرة والباقون بكسر السين أغنياء من التعفف مستغنين من أجل تعففهم عن المسألة تعرفهم بسيماهم من صفرة الوجوه ورثاثة الحال لا يسألون الناس إلحافا إلحاحا قيل هو نفى السؤال والإلحاح جميعا كقوله على لا حب لا يهتدى بمناره يريد نفى المنار والاهتداء به والإلحاح هو اللزوم و أن لا يفارق إلا بشئ يعطاه وفى الحديث إن الله يحب الحيى الحليم المتعفف ويبغض البذى السآل الملحف وقيل معناه أنهم إن سألوا سألوا بتلطف ولم يلحوا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم لا يضيع عنده الذين ينفقون أمواهم بالليل والنهار سرا وعلانية هما حالان أى مسرين ومعلنين يعنى يعممون الاولقات والاحوال بالصدقة لحصرهم على الخير فكلما نزلت بهم حاجة محتاج عجلوا قضاءها ولم يؤخروه ولم يتعللوا بوقت ولا حال وقيل نزلت فى ابى بكر الصديق رضى الله عنه حيث تصدق بأربعين ألف دينار عشرة بالليل وعشرة بالنهار وعشرة فى السر وعشرة فى العلانية أو فى على رضى الله عنه لم يملمك إلا أربعة دراهم تصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ياكلون الربوا هو فضل مال خال عن العوض فى معاوضة مال بمال وكتب الربوا بالواو على لغة من يفخم كماكتبت الصلوة والزكوة وزيدت الألف بعدها تشبيها بواو الجمع لا يقومون إذا بعثوا من قبورهم إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان أى المصروع لأنه تخبط فى المعاملة فجوزى