آل عمران ١٨٤ - ١٨٧
وبالزبر شامى والكتاب جنسه المنير المضئ قيل هما واحد فى الأصل و إنما ذكرا الاختلاف الوصفين فالزبور كتاب فيه حكم زاجرة والكتاب الهادى كل نفس مبتدأ والخبر ذائقة الموت وجاز الابتداء بالنكرة لما فيه من العموم والمعنى لا يحزنك تكذيبهم إياك فمرجع الخلق إلى فأجازيهم على التكذيب وأجازيك على الصبر وذلك قوله و إنما توفون أجوركم يوم القيامة أى تعطون ثواب أعمالكم على الكمال يوم القيامة فإن الدنيا ليست بدار الجزاء فمن زحزح بعد و الزحزحة الابعاد عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ظفر بالخير وقيل فقد حصل له الفوز المطلق وقيل الفوز نيل المحبوب والبعد عن المكروه وما الحيوة الدنيا إلا متاع الغرور شبه الدنيا بالمتاع الذى يدلس به على المستام ويغر حتى يشتريه ثم يتبين له فساده ورداءته والشيطان هو المدلس الغرور و عن سعيد بن جبير إنما هذا لمن آثرها على الآخرة فأما من طلب الاخرة فإنها متاع بلاغ وعن الحسن كخضرة النبات ولعب البنات لا حاصل لها لتبلون والله لتبلون أى لتختبرن فى أموالكم بانفاق فى سبيل الله وبما يقع فيها ن الآفات وأنفسكم بالقتل والأسر والجراح وما يرد عليها من انواع المخاوف والمصائب وهذه الآية دليل على أن النفس هى الجسم المعاين دون ما فيه من المعنى الباطل كما قال بعض أهل الكلام والفلاسفة كذا فى شرح التأويلات ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم يعنى اليهود والنصارى ومن الذين أشركوا أذى كثيرا كالطعن فى الدين وصد من أراد الإيمان وتخطئة من امن ونحو ذلك و إن تصبروا على أذاهم وتتقوا مخالفة أمر الله فان ذلك فان الصبر والتقوى من عزم الأمور من معزومات الأمور أى مما يجب العزم عليه من الامور خوطب المؤمنون بذلك ليوطنوا انفسهم على احتمال ما سيلقون من الشدائد والصبر عليها حتى إذا لقوها وهم مستعدون لا يرهقهم ما يرهق من تصيبه الشدة بغتة فينكرها وتشمئز منها نفسه و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب واذكر وقت أخذ الله ميثاق أهل الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه عن الناس بالتاء على حكاية مخاطبتهم كقوله وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن وبالياء مكى وأبو


الصفحة التالية
Icon