مَا} لدلَالَة مَا قبله عَلَيْهِ وَقيل تَقْدِيره أَزْوَاجًا أَزْوَاجًا ثَلَاثَة فأصحاب الميمنة وَأَصْحَاب المشئمة وَالسَّابِقُونَ ثمَّ ذكر عقيب كل وَاحِد مِنْهُم تَعْظِيمًا وتهويلا فَقَالَ ﴿مَا أَصْحَاب الميمنة﴾ ﴿مَا أَصْحَاب المشأمة﴾ ﴿وَالسَّابِقُونَ﴾ أَي هم السَّابِقُونَ وَالْكَلَام فِيهِ
٥٠٢ - قَوْله تَعَالَى ﴿أَفَرَأَيْتُم مَا تمنون﴾ ﴿أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ﴾ ﴿أَفَرَأَيْتُم المَاء الَّذِي تشربون﴾ ﴿أَفَرَأَيْتُم النَّار الَّتِي تورون﴾ بَدَأَ بِذكر خلق الْإِنْسَان ثمَّ ﴿ذكر﴾ مَالا غنى لَهُ عَنهُ وَهُوَ الْحبّ الَّذِي مِنْهُ قوامه وقرته ثمَّ المَاء الَّذِي مِنْهُ سوغه وعجنه ثمَّ النَّار الَّتِي مِنْهُ نضجه وصلاحه وَذكر عقيب كل مَا يَأْتِي عَلَيْهِ ويفسده
فَقَالَ فِي الأولى ﴿نَحن قَدرنَا بَيْنكُم الْمَوْت﴾ وَفِي الثَّانِيَة ﴿لَو نشَاء لجعلناه حطاما﴾ وَفِي الثَّالِثَة ﴿لَو نشَاء جَعَلْنَاهُ أجاجا﴾ وَلم يقل فِي الرَّابِعَة مَا يُفْسِدهَا بل قَالَ ﴿نَحن جعلناها تذكرة﴾ يتعظون بهَا ﴿ومتاعا للمقوين﴾ أَي الْمُفَسّرين يَنْتَفِعُونَ بهَا
سُورَة الْحَدِيد
٥٠٣ - قَوْله تَعَالَى ﴿سبح لله﴾ وَكَذَلِكَ الْحَشْر والصف
ثمَّ ﴿يسبح﴾ فِي الْجُمُعَة ١ والتغابن ١ هَذِه الْكَلِمَة اسْتَأْثر الله بهَا فَبَدَأَ بِالْمَصْدَرِ فِي بني إِسْرَائِيل الْإِسْرَاء لِأَنَّهُ الأَصْل ثمَّ بالماضي لِأَنَّهُ أسبق الزمانين ثمَّ بالمستقبل ثمَّ بِالْأَمر فِي سُورَة الْأَعْلَى استيعابا لهَذِهِ الْكَلِمَة من جَمِيع جهاتها وَهِي أَربع الْمصدر والماضي والمستقبل وَالْأَمر للمخاطب
٥٠٤ - قَوْله ﴿مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ وَفِي السُّور