سورة الأنعام مكية وهى مائة وخمس وستون آية كوفى أربع وستون بصرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنعام ١ - ٢الحمد لله تعليم اللفظ والمعنى مع تعريض الاستغناء أى الحمد الله و إن لم تحمدوه الذى خلق السموات والارض جمع السموات لانها طباق بعضها فوق بعض و الأرض و إن كانت سبعة عند الجمهور فليس بعضها فوق بعض بل بعضها موال لبعض جعل يتعدى إلى مفعول واحد إذا كان بمعنى أحدث وأنشأ كقوله وجعل الظلمات والنور و إلى مفعولين إن كان بمعنى صبر كقوله وجعلوا الملائكة الذين هم عبادالرحمن إناثا وفيه رد قول الثنوية بقدم النور والظلمة وأفرد النور لارادة الجنس و لأن ظلمة كل شيء تختلف باختلاف ذلك الشئ نظيره ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الموضع المظلم يخالف كل واحد منها صاحبه والنور ضرب واحد لا يختلف كما تختلف الظلمات وقدم الظلمات لقوله عليه السلام خلق الله خلقه فى ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور إهتدى اهتدى ومن أخطأه ضل ثم الذين كفورا بعد هذا البيان بربهم يعدلون يساوون به الأوثان تقول عدلت هذا بذا أى ساويته به والباء فى بربهم صلة للعدل لا للكفر أو ثم الذين كفروا بربهم يعدلون عنه أى يعرضون عنه فتكون الباء صلة للكفر وصلة يعدلون أى عنه محذوفة وعطف ثم الذين كفروا على الحمد لله على معنى أن الله حقيق بالحمد على ما خلق لأنه ما خلقه إلا نعمة ثم الذين كفروا به يعدلون فيكفرون نعمته أو على خلق السموات على معنى أنه خلق ما خلق مما لا يقدر عليه أحد سواه ثم هم يعدلون به مالا يقدر على شيء منه ومعنى ثم استبعاد أن يعدلوا به بعر وضوح آيات قدرته هو الذى خلقكم