يونس ١٠٨ - ١٠٩
بما ذكر على ما ترك على أنه قد ذكر الإصابة بالخير فى قوله يصيب به من يشاء من عباده قل يا أيها الناس يا أهل مكة قد جاءكم الحق القرآن أو الرسول من ربكم فمن اهتدى اختار الهدى واتبع الحق فانما يهتدى لنفسه فما نفع باختياره إلا نفسه ومن ضل فانما يضل عليها ومن آثر الضلال فما ضر إلا نفسه ودل اللام وعلى على معنى النفع والضر وما انا عليكم بوكيل بحفيظ موكول إلى أمركم إنما أنا بشير ونذير واتبع ما يوحى إليك واصبر على تكذيبهم وايذائهم حتى يحكم الله لك بالنصرة عليهم والغلبة وهو خير الحاكمين لأنه المطلع على السرائر فلا يحتاج إلى بينة وشهود
سورة هود عليه السلام مكية وهى مائة وثلاث وعشرون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

هود ١ - ٣
الر كتاب أى هذا كتاب فهو خبر مبتدأ محذوف أحكمت آياته صفه له أى نظمت نظما رصينا محكما لا يقع فيه نقص ولا خلل كالبناء المحكم ثم فصلت كما تفصل القلائد بالفرائد من دلائل التوحيد والاحكام والمواعظ والقصص أو جعلت فصولا سورة سورة و آية آية أو فرقت فى التنزيل ولم تنزل جملة أو فصل فيها ما يحتاج إليه العابد أى بين ولخص وليس معنى ثم التراخى فى الوقت ولكن فى الحال من لدن حكيم خبير صفة اخرى لكتاب أو خبر بعد خبر أو صلة لحكمت وفصلت أى من عنده أحكامها وتفصيلها ألا تعبدوا إلا الله مفعول له أى لئلا تعبدوا أو أن مفسرة لأن فى تفصيل الآيات معنى القوم كأنه قيل قال لاتعبدوا إلا الله أو أمركم ألا تعبدوا إلا الله إننى لكم منه نذير وبشير أى من الله وان استغفروا ربكم أى أمركم بالتوحيد والاستغفار ثم توبوا إليه أى استغفروه من الشرك ثم ارجعوا اليه بالطاعة يمتعكم متاعا حسنا يطول نفعكم فى الدنيا بمنافع حسنة مرضية من


الصفحة التالية
Icon