إبراهيم ٤٩ - ٥٢
وترى المجرمين الكافرين يؤمنذ يوم القيامة مقرنين قرن بعضهم مع بعض أو مع الشياطين أو قرنت أيديهم الى أرجلهم مغللين في الاصفاد متعلق بمقرنين اي يقرنون في الاصفاد أو غير متعلق به والمعنى مقرنين مصفدين والاصفاد القيود او الاغلال سرابيلهم قمصهم من قطران هو ما يتحلب من شجر يسمى الابهل فيطبخ فيهنأ به الإبل الجربى فيحرق الجرب بحدته وحره ومن شأنه أن يسرع فيه اشتعال النار وهو أسود اللون منتن الريح فيطلى به جلود أهل النار حتى يعود طلاؤه لهم كالسرابيل ليجتمع عليهم لذع القطر ان وحرقته واسراع النار في جلودهم واللون الوحش ونتن الريح على أن التفاوت بين القطرانين كالتفاوت بين النارين وكل ما وعده الله أو أوعد به في الآخرة فبينه وبين ما نشاهد من جلسه ما لا يقادر قدره وكأنه ما عندنا منه إلا الاسامى والمسميات ثمة نعوذ بالله من سخطه وعذابه من قطرآن زيد عن يعقوب نحاس مذاب بلغ حره اناه وتغشى وجهوههم النار تعلوها باشتغالها - وخص الوجه لأنه اعز موضع في ظاهر البدن كالقلب في باطنه ولذا قال تطلع على الأفئدة ليجزى الله كل نفس ما كسبت أي يفعل بالمجرمين ما يفعل ليجزى كل نفس مجرمة ما كسبت أو كل نفس مجرمة أو مطيعة لأنه إذا عاقب المجرمين لاجرامهم علم أنه يثيب المؤمنين بطاعتهم إن الله سريع الحساب يحاسب جميع العباد في اسرع من لمح البصر هذا أي ما وصفه في قوله ولا تحسبن الى قوله سريع الحساب بلاغ للناس كفاية في التذكير والموعظة ولينذروا به بهذا البلاغ وهو معطوف على محذوف اي لينصحوا ولينذروا وليعلموا أنما هو إله واحد لأنهم إذا خافوا ما انذروا به دعتهم المخافة الى النظر حتى يتوصلوا الى التوحيد لأن الخشية أم الخير كله وليذكر أولوا الألباب ذوو العقول
سورة الحجر تسع وتسعون آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحجر ١
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين تلك اشارة الى ما تضمنته السورة من الآيات والكتاب والقرآن المبين السورة وتنكير القرآن للتفخيم والمعنى تلك آيات الكتاب الكامل في كونه كتابا


الصفحة التالية
Icon