النحل ١٢٦ - ١٢٨
مبقور البطن فقال أما والذي أحلف به لأمثلن بسبعين مكانك فنزلت فكفر عن يمينه وكف عما أراده ولا خلاف في تحريم المثلة لورود الاخبار بالنهى عنها حتى بالكلب العقور ولئن صبرتم لهو خير للصابرين الضمير في له يرجع إلى مصدر صبرتم والمراد بالصابرين المخاطبون أي ولئن صبرتم لصبركم خير لكم فوضع الصابرين موضع الضمير ثناء من الله عليهم لانهم صابرون على الشدائد ثم قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم واصبر أنت فعزم عليه بالصبر وما صبرك الا بالله أي بتوفيقه وتثبيته ولا تحزن عليهم على الكفار إن لم يؤمنوا وعلى المؤمنين وما فعل بهم الكفار فانهم وصلوا إلى مطلوبهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ضيق مكى والضيق تخفيف الضيق أي في امر ضيق ويجوز ان يكونا مصدرين كالقيل والقول والمعنى ولا يضيقن صدرك من مكرهم فانه لا ينفذ عليك إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون أي هو ولى الذين اجتنبوا السيآت وولى العاملين بالطاعات قيل من اتقى في أفعاله وأحسن في أعماله كان الله معه في أحواله ومعينه نصرته في المأمور وعصمته في المحظور
سورة بنى إسرائيل مكية وهي مائة وعشر آيات بصرى واحدى عشرة آية كوفي وشامى
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسراء ١سبحان تنزيه الله عن السوء وهو علم للتسبيح كعثمان للرجل وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره أسبح الله سبحان ثم نزل سبحان منزلة الفعل فسد مسده ودل على التنزيه البليغ الذي أسرى بعبده محمد صلى الله عليه و سلم وسرى وأسرى لغتان ليلا نصب على الظرف وقيده بالليل والاسراء لا يكون إلا بالليل للتأكيد أو ليدل بلفظ التنكير على تقليل مدة الاسراء وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة من المسجد الحرام قيل أسرى به من دار أم هانىء بنت أبي طالب والمراد بالمسجد الحرام الحرم لاحاطته بالمسجد والتباسه به وعن ابن عباس رضي الله عنهما الحرم كله مسجد وقيل هو المسجد الحرام بعينه وهوالظاهر فقد